الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما العيوب الباطنية. . فيبنى منها فعل التعجب؛ نحو: (ما أحمره) من الحِمارية، و (ما أعماه) من عمى القلب، ويجوز:(ما أسوده) من (ساد، يسود، سيادة).
وقد يقال: (ما أحمقه)، و (ما أرعنه)؛ حملًا على (ما أجهله)؛ لتقارب المعنى.
وعن الكوفيين: جواز (ما أبيضه)، و (ما أسوده) دون بقية الألوان؛ لأنهما أصلا الألوان.
وأبو حيان في "الشرح" سُمِع (ما أسود شعره).
وبالسابع: نحو: (ضُرِب العبدُ) و (سُرِق المتاعُ)، وإليه أشار بقوله:(وَغَيْرِ سَالِكٍ سَبِبْلَ فُعِلا) بالبناء للمفعول.
وأجازه بعضهم فتقول في (عُنِيَ بحاجتك): (ما أعناه بحاجتك).
[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]
و (عُنِيَ) من الأفعال المبنية للمفعول وضعًا، ومثله:(زُهِي علينا)، و (بُهِت الرجل)، و (ذُعِر) فهو: مذعور، و (طُلَّ دمه) فهو: مطلول، و (هُدِر) فهو: مهدور، و (غُبِن) فهو: في البيع غبنًا، و (نُكِب) فهو: منكوب، و (هُزِل)، و (عُقِمت المرأة) إذا لم تحمل، و (نُخِي): من النخوة، و (فُلِج): الرجل من الفالج فهو مفلوج، و (أُغمِي على المريض)، و (غُشِي عليه)، و (نُفِسَت المرأة) فهي: نفساء.
قال ثعلب في "فصيحه": والأمر باللام في الجميع نحو: (ليُعن بحاجتي)، و (ليُزهَ علينا).
ودخل في ذلك ما يصاغ منه: كـ (ضرب)، و (علم)، و (حسن)؛ ففيه الخلاف المتقدم إذا بني للمفعول.
وقوله: (صُرِّفَا) بالبناء للمفعول صفة لقوله: (ذِي ثَلَاثٍ)، و (قابِلِ فَضْلِ):
صفة ثانية ، و (تَمَّ): صفة ثالثة، وهو ماض، (وَغَيْرِ ذي انتفا): صفة رابعة، وقوله:(وَغَيْرِ ذِي وَصْفٍ): صفة خامسة معطوفة على ما قبلهَا من الصفات، و (غيرِ سالكٍ) كذلك.
واللَّه الموفق
ص:
480 -
وَأَشْدِدَ أَوْ أَشَدَّ أَوْ شِبْهُهُمَا
…
يَخْلُفُ مَا بَعْضَ الشُّرُوطِ عَدِمَا
(1)
481 -
وَمَصْدَرُ العَادِمِ بَعْدُ يَنْتَصِبْ
…
وَبَعْدَ أَفْعِلْ جَرُّةُ بِالبَا يَجِبْ
(2)
ش:
الأفعال التي لم تستكمل الشروط السابقة؛ إذا أريد منها التعجب. . يتوصل إليه بـ (أشد) أو (أشدد) ونحوهما.
وأشار بقوله: (وَمَصْدَرُ العَادِمِ بَعْدُ يَنْتَصِبْ. . . . . إلى آخره) إلى أن مصدر ذلك الفعل العادم للشروط أو بعضها ينتصب على المفعولية بعد (ما أشد) ونحوه، ويجر بالباء بعد (أشدد) ونحوه.
• فإذا أردت التعجب من غير الثلاثي: كـ (دحرج)، و (استخرج). . قلت:(ما أشد دحرجته، واستخراجه)، و (أشدد بدحرجته، واستخراجه).
• وما اسم فاعله على أفعل: كـ (سود)، و (عور). . قلت:(ما أشد سواده، وعوره)، و (أشدد بسواده وعوره).
• وما لا يقبل المفاضلة: كـ (مات). . قلت: (ما أفجع موته)، و (أفجع بموته).
• ومن المنفي لزومًا نحو: (ما عاج). . قلت: (ما أقرب أن لا يعيج بالدواء).
(1)
وأشدد: قصد لفظه: مبتدأ. أو أشد: معطوف عليه. أو شبههما: معطوف على أشد. يخلف: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة من الفعل وفاعله: في محل رفع خبر المبتدأ. ما: اسم موصول: مفعول به ليخلف. بعض: مفعول به مقدم على عامله، وهو قوله: عدم الآتي، وبعض مضاف والشروط: مضاف إليه. عدما: عدم: فعل ماض، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة (ما) الموصولة.
(2)
ومصدر: مبتدأ، ومصدر مضاف والعادم: مضاف إليه. بعد: ظرف متعلق بينتصب الآتي. ينتصب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وبعد: ظرف متعلق بقوله: يجب الآتي، وبعد مضاف وأفعِل: مضاف إليه. جره: جر: مبتدأ، وجر مضاف والهاء مضاف إليه. بالبا: قصر للضرورة: متعلق بجر، والجملة من يجب وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
• ومن المنفي جوازًا نحو: (ما ضَرَب). . قلت: (ما أبعد أن لا يضرب زيد)، و (أبعد بأن لا يضرب)، فتأتي بعد النفي بالمصدر المؤول؛ لتتمكن من استعمال النفي معه.
• ومن الفعل المبنى للمفعول: كـ (ضُرِبَ العبدُ). . قلت: (ما أشد ما ضُرِب العبدُ)، و (أشدد بما ضرب العبد)، فتأتي أيضًا بالمصدر المؤول؛ ليبقى لفظ الفعل، ولولا ذلك. . لم يعلم الفعل المبني للمفعول.
• ومن الفعل الناقص نحو: (كان)، و (ظل). . قلت:(ما أشد كونه كريمًا)، و (أشدد بكونه كويمًا).
• وأما الجامد: كـ (نعم)، و (بئس). . فلا يتعجب منه؛ إذ ليس له مصدر صحيح ولا مؤول.
ولا تقول العرب: (أَقْيَلَهُ)، مع أن الفعل:(قَالَ)، وإنما يقولون:(مَا أَشَدّ قَائِلَته) فيستعمل كما ورد.
واللَّه الموفق
ص:
482 -
وَبِالنُّدُورِ احْكُمْ لِغَيْرِ مَا ذُكِرَ
…
وَلَا تَقِسْ عَلَى الَّذِي مِنْهُ أُثِر
(1)
ش:
يقول: إن ورد بناء فعل التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط. . فاحكم بندوره، ولا تقس عليه، كقولهم: 1 - (ما أخصره)، 2 - و (ما أحبَّه)، 3 - و (ما أحمقه)، 4 - و (ما أسود شعره)، 5 - و (ما أهوجه)، 6 - و (ما أعساه)، 7 - و (أعس
(1)
بالندور: جار ومجرور متعلق بقوله: احكم الآتي. أحكم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. لغير: جار ومجرور متعلق باحكم أيضًا، وغير مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. ذكر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما. ولا: ناهية. تقس: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. على الذي: جار ومجرور متعلق بقوله: تقس. منه: جار ومجرور متعلق بقوله أثر الآتي. أثر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة الذي.
به)، 8 - و (أقمن بكذا)، 9 - و (ما أذرعها).
فبنوه في الأول: من (اختُصِر) مبني للمفعول غير ثلاثي.
وفي الثاني: من (جُنَّ) مبني للمفعول.
وفي الثالث والرابع والخامس: مما اسم فاعله على أفعل.
وفي السادس والسابع: من (عسى) وهو فعل جامد.
وفي الثامن والتاسع: من وصف لا فعل له، يقال: هو (قَمِن بكذا)؛ أي: (حقيق به)، و (امرأة ذراع): وهي الخفيفة اليد في الغزل.
وحكى ابن القطاع: (ذُرِعت المرأة) بالبناء بالمفعول، فيكون الشذوذ من حيث إنه صيغ من المبني للمفعول، لا من حيث إنه صيغ مما لا فعل له.
واللَّه الموفق
ص:
483 -
وَفِعْلُ هَذَا البَابِ لَنْ يُقَدَّمَا
…
مَعْمُولُهُ وَوَصْلَهُ بِهِ الزَمَا
(1)
484 -
وَفَصْلُهُ بِظَرْفٍ أَوْ بِحَرْفِ جَرّ
…
مُسْتَعْمَلٌ وَالخُلفُ فِي ذَاكَ اسْتَقَرْ
(2)
ش:
فعل هذا الباب، يتقدم معمولُه عليه:
فلا يقال: (ما زيدًا أحسَنَ)، و (لا بزيدٍ أحسِن)؛ لأنه غير متصرف، وما لا يتصرف في
(1)
وفعل: مبتدأ، وفعل مضاف واسم الإشارة من هذا: مضاف إليه. الباب: بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة. لن: نافية ناصبة. يقدما: فعل مضارع مبني للمجهول. معموله: معمول: نائب فاعل يقدم، ومعمول مضاف، والهاء مضاف إليه، والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. ووصله. وصل: مفعول مقدم لقوله: الزما الآتي، ووصل مضاف والضمير مضاف إليه. به: جار ومجرور متعلق بوصل. الزما: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة.
(2)
وفصله: مبتدأ ومضاف إليه. بظرف: جار ومجرور متعلق بفصل. أو بحرف: معطوف على بظرف، وحرف مضاف وجر: مضاف إليه. مستعحل: خبر المبتدأ. والخلف: مبتدأ. في ذلك: جار ومجرور متعلق بالخلف، والجملة من استقر. وفاعله المستتر فيه جوازًا في محل رفع خبر المبتدأ.
نفسه. . لا يتصرف في معموله.
أو إن المجرور في نحو: (أحسن بزيد) في موضع الفاعل عند البصريين كما سبق، والفاعل لا يتقدم عندهم على فعله.
ويجب وصل المعمول بعامله. . فلا يفصل بينهما بشيء؛ كما قال: (وَوَصْلَهُ بِهِ الزَمَا).
واختلف في الفصل بالظرف والمجرور: فمنعه الأخفش والمبرد وأكثر البصريين.
وأجازه المصنف وصالح الجِرمي والحسن أبو علي الفارسي وأبو الحسن بن خروف وعمر الشلوبين، ومنه قولُ بعضهم
(1)
: (للَّه در سليم، ما أحسن في الهيجاء لقاءها، وأكثرَ في اللزبات
(2)
عطاءَها، وأثبت في المكرمات بقاءَها).
قول الآخر:
وَقَالَ نَبيُّ المُسلِمينَ تَقَدَّمُوا
…
وَأَحبِبْ إِلَينَا أَنْ نكونَ المُقدَّمَا
(3)
(1)
هو عمرو بن معدي كرب، كما في الكافية 2/ 1097، وشرح ابن عقيل 3/ 157.
(2)
اللزبات: الشدائد.
(3)
التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص 102، والدرر 5/ 134، والمقاصد النحوية 3/ 656، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 49، والدرر 5/ 242، 6/ 321، وشرح التصريح 2/ 89، ولسان العرب 1/ 292 حبب، والمقاصد النحوية 4/ 593، وهمع الهوامع 2/ 90، 91، 227.
الإعراب: وقال: الواو بحسب ما قبلها، قال: فعل ماض. نبي فاعل مرفوع، وهو مضاف. المسلمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. تقدموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل. وأحبب: الواو: حرف استئناف، أحبب: فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب إلينا: جار ومجرور متعلقان بأحبب. أن: حرف نصب ومصدري. نكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: نحن المقدما: خبر نكون منصوب، والألف للإطلاق والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع فاعل لأحبب.
وجملة (قال): بحسب ما قبلها. وجملة (تقدموا): في محل نصب مفعول به. وجملة (أحبب): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (نكون المقدما): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (وأحبب إلينا أن نكون المقدما) حيث فصل بين فعل التعجب (أحبب) وفاعله الذي هو المصدر المؤول من (أن نكون المقدما) بجار ومجرور (إلينا) معمول لفعل التعجب، وهذا جائز.
والأصل: و (أحبب بأن نكون المقدم)؛ أي: بكونه مقدمًا.
وقول الآخر:
. . . . . . . . . . . .
…
وأحْرِ إِذَا حَالَتْ لِأَنْ أَتَحَوَّلا
(1)
أي: (بالتحول)، ففصل: بين (أحرِ)، وبين (أن أتحوَّل) بالظرف.
وقول الآخر:
يَا صَاحِ مَا أحقَّ بِاللبيبِ
…
تَجَنُّبَ الهَوَى لَدَى المَشِيبِ
(2)
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أُقِيمُ بدارِ الحَزْم ما دَامَ حَزْمُها
وهو لأوس بن حجر في ديوانه ص 83، وتذكرة النحاة ص 292، وحماسة البحتري ص 120، وشرح التصريح 2/ 90، وشرح عمدة الحافظ ص 748، والمقاصد النحوية 3/ 659، وبلا نسبة في شرح الأشموني 2/ 369.
اللغة: دار الحزم: المكان الذي فيه ضبط للأمور. ما دام حزمها: ما استمر ذلك الحزم. أحر: أخلق. حالت: تغيرت.
المعنى: يقول: إني أقيم في أرض تضبط فيها الأمور، وأبقى فيها ما دامت على هذه الحال، وإذا تغيرت. . فإنه لجدير بي أن أتحول عنها، وأنتقل إلى غيرها.
الإعراب: أقيم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. بدار: جار ومجرور متعلقان بأقيم، وهو مضاف. الحزم: مضاف إليه مجرور. ما: حرف مصدري. دام: فعل ماض تام. حزمها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل أقيم. واحر: الواو حرف عطف، أحر فعل ماض أتى على صيغة الأمر. إذا: ظرف زمان متعلق بأحر. حالت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هي. بأن: الباء حرف جر، أن: حرف مصدري ونصب. أتحولا: فعل مضارع منصوب، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه فاعل أحر.
وجملة (أقيم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (دام حزمها): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (أحر): معطوفة على جملة: (أقيم). وجملة (حالت): في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: (وأحر إذا حالت بأن أتحولا) حيث فصل بالظرف (إذا حالت) بين فعل التعجب (أحر) وبين معموله (بأن أتحولا) وذلك جائز.
(2)
الرجز بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص 750.
الشاهد: قوله: (ما أحق باللبيب تجنب الهوى) حيث فصل بالجار والمجرور (باللبيب) بين فعل التعجب (أحق) وبين معموله (تجنب الهوى) وذلك جائز.
والأصل: (ما أحق تجنُّب الهوى باللبيب).
قيل: ومحل الخلاف: فيما إذا كان الظرف والمجرور متعلقًا بفعل التعجب كما في الأمثلة المذكورة؛ فإن تعلق بغيره. . لم يجز التقديم.
قال أبو حيان: فلا يجوز: (ما أقبح في الصلاة ضاحكًا)؛ لأن المجرور متعلق بـ (ضاحكًا).
و (الباء) في (أفعل به): زائدة لازمة كما تقدم ذكره.
ويجوز حذفها مع (أنْ)؛ كما في قوله: (وأحبب إلينا أن يكون المقدما)؛ لأن حذف الحرف مع (أن) كثير؛ فإن اضطر الشاعر إلى حذف الباء مع غير (أن). . لزمه أن يرفع عند المصنف، وأن ينصب عند الفراء.
وأجاز الجرمي: أن يفصل بالمصدر؛ نحو: (ما أحسن إحسانًا زيدًا).
ورُدَّ: بأن فعل هذا الباب لا يؤكد بالمصدر كأفعل التفضيل، فلا يقال:(ما أحسنه حسنًا)، و (لا زيد أعلم منك علمًا).
وأجاز ابن كيسان: الفصل بـ (لولا) ومدحوله؛ نحو: (ما أحسن لولا بخلُه زيدًا) ونسب أيضًا للكسائي.
وعن الجرمي وهشام: الفصل بالحال؛ نحو: (ما أحسن ضاحكًا زيدًا).
وفصل بالنداء: في قول: علي رضي اللَّه تعالى عنه: (أعزز علي أبا اليقظان أن أراك صريعًا)؛ أي: (أعزز بأن أراك يا أبا اليقظان) وارتضاه في "التسهيل".
تنبيه:
يقال: (ما خيرٌ زيدًا)، و (ما شرٌّ عمرًا)، والأصل:(ما أخير)، و (ما أشر) فحذفت الهمزة تخفيفًا.
وقد تزاد (كان) قبل أفعل التعجب دلالة على المضي؛ نحو: (ما كان أحسن زيدًا)، ومنه قوله:
ما (كانَ) أَسْعَدَ مَنْ أَجابكَ آخِذًا
…
بِهُداكَ، مُجْتَنِبًا هَوًى وعِنادا
(1)
(1)
التخريج: البيت لعبد اللَّه بن رواحة في المقاصد النحوية 3/ 663، وليس في ديوانه، وبلا نسبة =
وفي (كان) هذه ثلاثة أقوال:
1.
فالفارسي: زائدة.
2.
والكوفيون والسيرافي: تامة، واسمها ضمير المصدر؛ أي: الكون.
3.
والجرمي: أنها ناقصة، واسمها يعود على (ما)، وخبرها: فعل التعجب.
قال أبو حيان: وهو أبعد الأقوال، واستحسن مذهب الفارسي، وقال به المصنف أيضًا.
وقد تقع (ما)، و (كان) بعد أفعل. . فيجب حينئذ رفع الاسم؛ نحو:(ما أحسن ما كان زيدٌ) بالرفع، و (كان): هنا تامة، و (ما): مصدرية.
وإذا قلت: (ما كان أحسن ما كان زيد)، فـ (كان): الأولى زائدة، والثانية: على ما تقدم في: (ما أحسن ما كان زيدٌ).
(وفِعلُ هَذا البابِ): مبتدأ، و (لن يُقَدَّمَا مَعمُولُه) خبر.
و (ألف): (تقدما): للإطلاق، و (الهاء): عائدة على المبتدأ.
واللَّه الموفق
* * *
= في شرح عمدة الحافظ ص 211، 752.
اللغة: أجابك: صدّقك في دعواك، واتبع طريقك. الهدى: ضد الضلال. مجتنبًا: مبتعدًا. الهوى: ميل النفس. العناد: إنكار الحق قصدًا وتعمدًا.
المعنى: يقول مخاطبًا الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الإنسان الذي يصدقك في دعواك، ويسير على هديك، مبتعدًا عن ميول النفس والعناد. . يكون في غاية السعادة.
الإعراب: ما: نكرة تعجبية في محل رفع مبتدأ. كان: زائدة. أسعد: فعل ماض جامد للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: هو. من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أجابك: فعل ماض ، والكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. آخذًا: حال منصوب. بهداك: جار ومجرور متعلقان بآخذًا وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. مجتنبًا: حال منصوب. هوى: مفعول به لمجتنبًا منصوب وعنادًا: الواو: حرف عطف، وعنادًا: معطوف على هوى منصوب.
وجملة (ما كان أسعد): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أسعد): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (أجابك): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (وما كان أسعد) حيث وقعت (كان) زائدة بين شيئين متلازمين: (ما) التعجبية وفعل التعجب (أسعد)، وهذا شائع في كلام العرب، وهذا ما اختصت به (كان) من بين سائر أخواتها.