الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نونَا التّوكيْد
ص:
635 -
لِلفِعْلِ تَوكِيْدٌ بِنُونَيْنِ هُمَا
…
كَنُونَي اذْهَبَنَّ واقْصِدَنْهُمَا
(1)
636 -
يُؤَكِّدَانِ افْعَل وَيَفْعَل آتِيَا
…
ذَا طَلَبٍ أَوْ شَرْطًا إِمَّا تَالِيَا
(2)
637 -
أَوْ مُثبَتًا فِي قَسَمٍ مُسْتَقْبَلَا
…
وَقَلَّ بَعْدَ ماَ وَلَمْ وَبَعْدَ لَا
(3)
638 -
وَغَيْرِ إِمَّا مِنْ طَوَالِبِ الجَزَا
…
وَآخِرَ المُؤَكَّدِ افْتَحْ كَابْرُزَا
(4)
ش:
التوكيد الفعل نونان:
ثقيلة؛ كالتي فِي قوله: (اذْهَبَنَّ).
(1)
للفعل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. توكيد: مبتدأ مؤخر. بنونين: جار ومجرور متعلق بتوكيد، أو بمحذوف صفة له. هما: مبتدأ. كنوني: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة فِي محل جرّ صفة لنونين، ونوني مضاف، واذهبن: قصد لفظه: مضاف إليه. واقصدنهما: قصد لفظه أيضًا: معطوف علَى اذهبنّ.
(2)
يؤكدان: فعل مضارع، وألف الاثنين العائدة علَى (نونين) فاعل. افعل: قصد لفظه: مفعول به ليؤكد. ويفعل: معطوف علَى افعل. آتيا: حال من يفعل، وفيه ضمير مستتر فاعل. ذا: حال من الضمير المستتر فِي (آتيا) وذا: مضاف، وطلبٍ: مضاف إليه. أو: عاطفة. شرطًا: معطوف علَى (ذا طلب). إما: قصد لفظه: مفعول مقدم لقوله: تاليا الآتي. تاليا: نعت لقوله: (شرطا).
(3)
أو: عاطفة. مثبتًا: معطوف علَى قوله: (شرطًا) فِي البيت السابق. فِي قسم: جار ومجرور متعلق بقوله: (مثبتًا) السابق. مستقبلا: حال من الضمير المستتر فِي مثبتًا السابق. وقلَّ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود علَى التوكيد. بعد: ظرف متعلق بقلَّ، وبعد مضاف، وما: قصد لفظه: مضاف إليه. ولم: معطوف علَى ما. وبعد: الواو عاطفة، بعد: ظرف معطوف علَى بعد السابق، وبعد مضاف، ولا: قصد لفظه: مضاف إليه.
(4)
وغير: الواو عاطفة، غير: معطوف علَى (لا) فِي البيت السابق، وغير مضاف، وإما: قصد لفظه: مضاف إليه. من طوالب: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (غير إما) السابق، وطوالب مضاف، والجزا: قصر للضرورة: مضاف إليه. وآخر: مفعول به مقدم لافتح، وآخر مضاف، والمؤكّد: مضاف إليه. افتح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. كابرزا: الكاف جارة لقول محذوف كما سبق مرارًا، ابرزها: فعل أمر مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
وخفيفة؛ كالتي فِي: (واَقْصِدَنْهُمَا).
واجتمعا فِي قوله تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} .
والخفيفة: لتكرير الفعل ثانيًا وثالثًا فهو أبلغ وهو للخليل.
• فيؤكد بهما فعل الأمر جوازًا؛ نحو: (أضربن يا زيد)، و (اغزون يا عمرو) وإليه أشار بقوله:(يؤكدان الفعل).
• ويؤكدان المضارع الدّال علَى الطّلب جوازًا، وهو معنى قوله:(ويفعل آتيا ذا طلب).
فشمل الأمر، والنّهي، والاستفهام، والتَّحضيض، والعرض، والتَّمني، نحو:(لا تضربن)، ومنه قَوْلُه -عَفَا عنهُ العافي-:
أَلَا لَا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا
…
فنجهَلُ فوقَ جَهلِ الجاهلينا
(1)
و (هلا تضربَنَّ)، ومنه قوله:
(1)
التخريج: البيت لعمرو بن كلثوم فِي ديوانه ص 78، ولسان العرب 3/ 117 (رشد)، وأمالي المرتضى 1/ 57، 327، 22/ 147، والبصائر والذخائر 2/ 829، وبهجة المجالس 2/ 621، وجمهرة أشعار العرب 1/ 414، وخزانة الأدب 6/ 437، وشرح ديوان امرئ القيس ص 327، وشرح شواهد المغني 1/ 120، وشرح القصائد السبع ص 426، وشرح القصائد العشر ص 366، وشرح المعلقات السبع ص 178، وشرح المعلقات العشر ص 92، وعيون الأخبار 2/ 211.
اللغة: يجهلن: يتحامق ويتجافى ويغضب.
المعنى: يتمنى ألا يتحامق علَى قومه أحد، فيغضبون علَى الجميع.
الإعراب: ألا: حرف تنبيه. لا: حرف نفي. يجهلن: فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. أحد: فاعل مرفوع بالضمة. علينا: جار ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما. فنجهل: الفاء: للاستئناف، نجهل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: نحن. فوق: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف متعلق بالفعل نجهل. جهلِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. الجاهلينا: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، والألف للإطلاق.
وجملة (لا يجهلن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (فنجهل): استئنافية لا محل لها كذلك.
الشاهد فيه قوله: (ألا لا يجهلن) حيث جاء الفعل (يجهلن) مؤكّدا بنون التوكيد الخفيفة.
. . . . .
…
أَفَبَعدَ كِندَةَ تَمدَحَنَّ قَبِيلا
(1)
و (هلا تضربَنْ).
ومنه قوله:
هَلا تَمُنِّنْ بِوَعَدٍ غَيْرَ مُخْلِفَةٍ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: قَالَتْ فُطَيمَةُ حَلِّ شِعْرَكَ مِدْحَةً
البيت لامرئ القيس فِي الكتاب 3/ 514، وبلا نسبة فِي جواهر الأدب ص 143، وخزانة الأدب 11/ 383، 384، وشرح التصريح 2/ 204، والمقاصد النحوية 4/ 340، وهمع الهوامع 2/ 78.
شرح المفردات: فُطيمة: تصغير فاطمة المرخمة بعد حذف الحرف الزائد الَّذِي هو الألف. حلِّ: أصله حلأ فعل أمر من حلأ أي منع. كندة: قبيلة امرئ القيس. قبيلا: جماعة من الناس.
المعنى: يقول: إن فاطمة قد قالت له بأن يمتنع عن مدح الناس، إذ لا يجوز أن يمدح أحدًا بعد قبيلة كندة.
الإعراب: قالت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. فطمية: فاعل مرفوع. حلِّ: فعل أمر مبني علَى حذف حرف العلّة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. شعرك: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف فِي محل جرّ بالإضافة. مدحة: بدل من شعرك منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير فِي محل جرّ بالإضافة. أفبعد: الهمزة للاستفهام، والفاء حرف عطف. بعد: ظرف متعلق بتمدحن، وهو مضاف. كندة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. تمدحن. فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. قبيلا: مفعول به منصوب.
وجملة (قالت فطمية): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (حل): فِي محل نصب مفعول به. وجملة (تمدحن): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (تمدحنَّ) حيث أكد الفعل بنون مشددة لوقوعه بعد الاستفهام، وهو الهمزة.
(2)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: كما عهدتك فِي أيام ذي سلم
وهو بلا نسبة فِي الدرر 5/ 105، وشرح التصريح 2/ 204، والمقاصد النحوية 4/ 322، وهمع الهوامع 2/ 78.
شرح المفردات: تمنِّن: تجودين. الإخلاف: عدم إنجاز الوعد. ذو سلم: اسم واد فِي الحجاز، أو فِي الشام.
المعنى: يقول مخاطبًا حبيبته: ألا تجودين عليّ بالوصال، وتفين بالوعود كما كنت فِي الأيام التي عرفتك فيها فِي ذي سلم.
الإعراب: هلا: حرف تحضيض. تمنن: فعل مضارع، والنون للتوكيد، والياء المحذوفة ضمير =
ونحو: (ألَا تنزلَنْ عندنا) و (ليتك تُكرِمنَّ زيدًا)، ومنه قولهُ:
أَلا لَيْت شِعري مَا يَقُولَنْ فوارسٌ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
• ويكثر اتصال النّون بالمضارع الواقع بعد (ما) الزّائدة المتصلة بـ (إن) الشّرطية؛ كما قال: (أو شرطًا إمّا تَاليَا) يعني: (أَو شرطَا تاليًا إما)؛ كقولِهِ تعالَى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} ، {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} .
{فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} ، وأصله:(تَرأَييْن) مثل (ترغبين)، فالهمزة: عين الكلمة، والياء المكسورة: لامها، والثّانية: الضمير، فنقلت فتحة الهمزة للراء وحذفت الهمزة، فحصل:(تَرَيِيْن) فقلبت لام الفعل ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع ياء الضّمير، فحصل:(تَرَيْنَ) بياء واحدة هي ياء الضّمير، وَلَم يبق من الكلمة سوَى فائها، وهي الرّاء، فوزنها (تَفَينَ)، فجيء بـ (إما) فحذفت النّون للجازم، ثم جيء بنون التّوكيد الثّقيلة، فحركت ياء الضمير بالكسرة لالتقائها ساكنة مع النّون
= متصل فِي محل رفع فاعل. بوعد: جار ومجرور متعلقان بتمنن. غير: حال منصوب، وهو مضاف.
مخلفة: مضاف إليه مجرور. كما: الكاف اسم بمعن مثل مبني فِي محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، ما: مصدرية. عهدتك: فعل ماض، والتاء ضمير فِي محل رفع فاعل، والكاف ضمير فِي محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: فِي محل جرّ بالإضافة. فِي أيام: جار ومجرور متعلقان بعهدتك، وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف. سلم: مضاف إليه مجرور.
وجملة (هلا تمنن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (عهدتك): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (تمنن)؛ حيث أكده لكونه فعلًا مضارعًا واقعًا بعد حرف التحضيض (هلا)، وأصله:(تمنينن) فحذفت نون الرفع مع نون التوكيد الخفيفة حملا علَى حذفها مع نون التوكيد الثقيلة تخلصًا من توالي الأمثال، ثم حذفت ياء المخاطبة للتخلص من التقاء الساكنين.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إذا حَارب الهامَ المصَيّح هامتي
والبيت فِي التذييل (6/ 250) والهمع (2/ 78) والدرر (2/ 97)، ولم ينسب لقائل.
اللغة: الهامة: طائر تزعم العرب أنه إذا قتل الرجل فلم يدرك بثأره. . يخرج من قبره فلا يزال يصيح: (اسقوني) فلا يزال علَى ذلك حتى يقتل قاتله.
الشاهد: قوله: (يقولَنْ) حيث أكّد الفعل بنون التوكيد الخفيفة لوقوعه بعد التمني.
المدغمة، وَلَم تحذف لعدم ما يدل عليها.
وقرأ طلحة: (فإما تَرَيْنَ) بسكون الياء وتخفيف النّون علَى أنه لم يُجزَم بإن، فانكفت بـ (ما) عن العمل.
قال أبو البقاء: وهو بعيد.
واشترط المبرد والزّجاجي: وقوع النّون بعد (إما).
والفارسي: لا يلزم ذلك؛ كَقَولِ الشّاعرِ:
فإمَّا تَرَيْنِي وَلي لِمَّةٌ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
وقول الآخر:
(1)
التخريج: صدر بيت من المتقارب، وعجزه: فإن الحوادث أودى بها
وهو للأعشى فِي ديوانه ص 221 مع تغيير فيه، وخزانة الأدب 11/ 430، 431، 432، 433 وشرح أبيات سيبويه 1/ 477، وشرح شواهد الإيضاح ص 346، وشرح المفصل 5/ 95، 9/ 41، والكتاب 2/ 46، ولسان العرب 2/ 132 حدث، 15/ 385 ودي، والمقاصد النحوية 9/ 466، وبلا نسبة فِي الإنصاف ص 764، ورصف المباني ص 103، 316، وشرح المفصل 9/ 6.
يَا صَاحِ إِمَّا تَجِدْنِي غَيرَ ذِي جِدَةٍ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
وقيل: مختص بالشّعر.
• وتتصل وجوبًا بالمضارع الواقع جواب قسم، بشرط: كون المضارع مثبتًا، مستقبلًا، كما قال (أَو مثبتًا فِي قسم مستقبلا) نحو:(واللَّه لأضربنَّ زيدًا)، وفي القرآن:{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} .
- ولَا تحذف اللّام والنّون عند البصريين.
وأَجازَ الكوفيون: فيهما المعاقبة.
وعن سيبويه: إجازة حذف النّون.
- ومن انفراد اللّام قوله عليه الصلاة والسلام: "ليرد علَيّ أقوام أعرفهم ويُعرفوني"، وقول الشّاعر:
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فما التخلي عن الخلان من شيمي
وهو بلا نسبة فِي خزانة الأدب 11/ 431، وشرح التصريح 2/ 204، والمقاصد النحوية 4/ 339.
شرح المفردات: صاح: مرخم صاحبي. الجِدة: الغني. الخلان: جمع الخل، وهو الصديق الصادق. الشيم: جمع شيمة، وهي الطبيعة.
المعنى: يقول مخاطبًا صديقه: لئن وجدتني فقيرًا معدمًا. . فإني غني بالوفاء.
الإعراب: يا: حرف نداء. صاح: منادى مرخم منصوب، أصله صاحبي، والياء المحذوفة فِي محل جرّ بالإضافة. إما: إن: حرف جازم، ما: زائدة. تجدني: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والنون للوقاية، والياء ضمير فِي محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. غير: مفعول به ثان، وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. جِدَة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فما: الفاء رابطة جواب الشرط، ما: حرف نفي أو من أخوات ليس. التخلي: مبتدأ أو اسم (ما) مرفوع. عن الخلان: جار ومجرور متعلقان بالتخلي. من شيمي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المتبدأ، أو خبر (ما)، وهو مضاف، والياء ضمير فِي محل جرّ بالإضافة.
وجملة (يا صاح): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إما تجدني فما) الشرطية: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تجدني): فِي محل جزم فعل الشرط. وجملة (فما التخلي): فِي محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه قوله: (إما تجدني)، حيث لم يؤكد الفعل المضارع الواقع شرطًا لـ (إنْ) المؤكَّدة بما الزائدة، وهذا قليل، أو ضرورة شعرية.
تأَلَّى ابنُ أَوسٍ حِلْفَةً لَيَرُدُّنِي
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
ومن انفراد النّون قول الشّاعر:
وَقَتِيلِ مُرَّةَ أَثَأَرَنَّ فَإِنّهُ
…
فِرْغٌ وَإِنَّ أَخَاكُمُ لَم يُثأَرِ
(2)
حيث لم يقل: (لأثارَنَّ).
- فيخرج بقوله: (مثيبتًا). . ما كَانَ منفيًا، فتقول:(واللَّه ما أفعل) بغير نون.
- وبـ (مستقبلًا). . ما إِذا كَانَ الفعل حالًا، فتقول:(واللَّه لأضربُ زيدًا الآن).
ومنه قراءة ابن كثير: (لأقسْمُ).
ونحو قول الشّاعرِ:
يَمِينًا لأَبْغُضُ كُلَّ امْرِئٍ
…
يُزَخْرِفُ قَولًا وَلَا يَفْعَلُ
(3)
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إلى نسوة كأنهن مفائد
وهو لزيد الفوارس فِي خزانة الأدب 10/ 65، والدرر 4/ 224، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 557، وبلا نسبة فِي رصف المباني ص 20، وشرح قطر الندى ص 224، والمقرب 1/ 206.
اللغة: تألى: حلف. ابن أوس: هو قيس بن أوس بن حارثة الطائي. مفائد: جمع مِفْأَد وهو السفود، وهو عود من حَديد ينظم فيه اللَّحْم ليشوى.
الشاهد فيه قوله: (لَيردُّني): يروى بكسر اللام علَى أنها للتعليل ولا شاهد فيه، ويروى بفتحها علَى أنها للقسم وقد استغنى بهذه اللام عن نون التوكيد، وهذا قليل، وضرورة عند البصريين.
(2)
التخريج: 4/ 216، وشرح الدرة لابن الخباز 29.
اللغة: قتيل مرة: أخو الشّاعر قتله بنو مرة. فِرغ: هدر لم يثأر، وفي إصلاح المنطق لابن السكيت ص 19: يقال: ذهب دمه فرغًا أي: هدرًا باطلًا.
الشاهد: قوله: (أَثأَرَنَّ) حيث أفرد الفعل المؤكّد بالنون بدون اللام.
(3)
التخريج: البيت بلا نسبة فِي شرح التصريح 2/ 302، والمقاصد النحوية 4/ 338.
المعنى: يقول: إنه ليكره من يقول ولا يفعل.
الإعراب: يمينًا: مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف، والتقدير: أقسم يمينًا. لأبغض: اللام رابطة جواب القسم، أبغض: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. كل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. امري: مضاف إليه مجرور بالكسرة. يزخرف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. قولا: مفعول به منصوب بالفتحة. ولا: الواو حرف عطف، ولا: =
ومَن منع أَن يقسم بفعل الحال استغناء عنهُ بالجملة الاسمية. . أضمر مبتدأ، أَي:(لأنا أبغض كل امرئ).
• وكذا إِذا فصل الفعل من لام القسم بالمعمول، سواء كَانَ المعمول ظرفًا أَو غير ذلك، فتقول:(واللَّه لزيدًا أضرب)، ولَا يجوز:(أضربن).
و (واللَّه لفي المسجد أمكث)، وفي القرآن:{وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} .
• فإِن لم يفصل. . وجب التّأكيد بشرطه.
والعلة فِي عدم التّوكيد مع الفصل علَى ما يظهر: أَن الفعل المؤكّد بالنّون لا يعمل فيما قبله، نص عليه الرّضي فِي باب الاشتغال.
• وكذا إِذا فصل بـ (قد)؛ نحو: (واللَّه لقد ذهب)؛ لأنَّ (قَدْ) مباينة للتوكيد فِي المعنَى، بَلْ تباين القسم أيضًا؛ لأنه توكيد فِي المعنَى.
• وكذا إِذا اقترن المضارع بحرف التنفيس؛ نحو: (واللَّه لسوف أكرمك) بغير نون، وفي القرآن:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} ؛ لأن نون التّوكيد تخلص الفعل للاستقبال، وحرف التّنفيس كذلك. . فَلَا يجتمع حرفان بمعنَى واحد.
وإذا لم تفصل اللّام وأكد الفعل؛ نحو: (واللَّه لأسيرنّ إلى مكة). . فَلَا يجوز تقديم المعمولَ لوجهين، توكيد الفعل بالنّون، ولام القسم؛ لأنَّ ما بعدها لا يعمل فيما قبلها علَى الصّحيح، فَلَا تقول:(واللَّه إِلَى مكة لأسيرن)، ولهذا علقت الباء بمحذوف فِي قوله تعالَى:{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ} ؛ أَي: (فبما أغويتني أقسم اللَّه لأقعدن).
وظاهر كلام الزّمخشري: أَنّ المانع هو اللّام وحدها قال؛ لأنَّ تعليقها بـ (لَأقعدن) يصد عنهُ لام القسم. انتهَى.
= حرف نفي. يفعل: فعل مضارع مرفوع، وفاعله مستتر تقديره: هو.
وجملة القسم (أقسم يمينًا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لأبغض): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة (يزخرف): فِي محل نصب نعت كل. وجملة (لا يفعل): معطوفة علَى جملة (يزخرف).
الشاهد: فيه قوله: (لأبغض)؛ حيث لم يؤكد بالنون مع كونه فعلًا مضارعًا مثبتًا مقترنًا بلام الجواب متصلًا بها، لكونه ليس بمعنى الاستقبال.
• وإِذا تجردت (ما) من (إن) الشّرطية. . قل اتصال النّون بالفعل بعدها.
• وكذا بعد لم ولا النّافية، وإِليه أشار بقوله:(وقل بعد ما وَلَم وبعد لا):
فالأول، كقولِهِ:
قَلِيلًا بِهِ مَا يَحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
فأكد الفعل بعد (ما) الزّائدة.
وجعله فِي "الكافية" كثيرًا؛ لشبه (ما) الزّائدة بـ (لام) القسم.
وقيل: إن (ما) هنا نافية، وهو قليل.
والثّاني؛ كقولِهِ:
يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَمَا
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إذا نال مما كنت تجمع مغنما
وهو لحاتم الطائي فِي ديوانه ص 223، والدرر 5/ 163، وشرح التصريح 2/ 205، وشرح شواهد المغني 2/ 951، والمقاصد النحوية 4/ 328، ونوادر أبي زيد ص 110، وبلا نسبة فِي همع الهوامع 2/ 78.
المعنى: يقول: أنفق من أموالك ما طاب لك، واستمتع بها، لأن الوارث يعتبرها مغنمًا، فيتمتع بها من غير حمد وشكر.
الإعراب: قليلًا: مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب. به: جار ومجرور متعلقان بيحمد. ما: زائدة. يحمدنك: فعل مضارع مبني علَى الفتح، والنون للتوكيد، والكاف ضمير فِي محل نصب مفعول به. وارث: فاعل مرفوع بالضمة. إذا: ظرف زمان، متعلق بيحمد. نال: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. مما: جار ومجرور متعلقان بنال. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني فِي محل رفع اسم كان. تجمع: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. مغنما: مفعول به لنال منصوب.
وجملة (يحمدنك وراث): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (نال): فِي محل جرّ بالإضافة. وجملة (كنت تجمع): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (تجمع): فِي محل نصب خبر كان.
الشاهد فيه قوله: (ما يحمدنك)؛ حيث أكد الفعل المضارع بالنون الثقيلة لوقوعه بعد ما الزائدة قليلًا.
(2)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: شيخًا علَى كرسيه معمّما
وهو للعجاج فِي ملحق ديوانه 2/ 331، وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي، أو للدبيري، =
وأصله: (يعلمَنْ) فقلبها ألفًا للوقف كما سيأتي، أَو لم يقف فأعطَى الوصل حكم الوقف.
وقال آخر:
بَادٍ هَوَاكَ صَبَرتَ أَمْ لَمْ تَصْبِرَا
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
والثالث؛ كقولِهِ تعالَى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} . وقيل: إن (لا) هنا: ناهية.
وقيل: إنه جواب قسم، والتَّقدير: (واللَّه لا تصيبن الَّذين ظلموا منكم خاصة، بَلْ
= أو لعبد بني عبس فِي خزانة الأدب 11/ 409، 411، وشرح شواهد المغني 2/ 973، والمقاصد النحوية 4/ 80، ولمساور العبسي أو للعجاج فِي الدرر 5/ 158، ولأبي حيان الفقعسي فِي شرح التصريح 2/ 205، والمقاصد النحوية 4/ 329، وللدبيري فِي شرح أبيات سيبويه 2/ 266، وبلا نسبة فِي الإنصاف 1/ 409، وخزانة الأدب 8/ 388، 451، ورصف المباني 33، 335، وسر صناعة الإعراب 2/ 679، وشرح ابن عقيل 546، وشرح المفصل 9/ 42 والكتاب 3/ 516.
المعنى: يصف الراجز وَطْبًا من اللبن فقال: إن الجاهل حين يراه والرغوة تعلوه. . يظنه شيخًا معممًا جالسًا علَى كرسي.
الإعراب: يحسبه: فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير فِي محل نصب مفعول به أول. الجاهل: فاعل مرفوع بالضمة. ما: مصدرية. لم: حرف جزم. يعلما: فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا للوقف، وهو فِي محل جزم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو، والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: فِي محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بيحسب. شيخًا: مفعول به ثان منصوب. علَى كرسيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت شيخ، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل فِي محل جرّ بالإضافة. معممًا: نعت شيخ: منصوب.
وجملة (يحسبه الجاهل شيخًا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. (لم يعلم): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (لم يعلما) يريد: (لم يعلمن)، حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد الخفيفة المقلوبة ألفا بعد النفي بلم، وهذا قليل.
(1)
هذا صدر بيت من الكامل وعجزه: وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى
وهو للمتنبي فِي ديوانه 2/ 264؛ ورصف المباني ص 33.
الشاهد: قوله: (تصبرا)، حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد الخفيفة المقلوبة ألفًا بعد النفي بلم، وهذا قليل.
تعم).
وفيه توكيد المضارع المنفي مع القسم، والوجه أَن يكونَ مثبتًا كما سبق.
وقيل: إنها نافية أيضًا فِي قوله تعالَى: {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ} وهو جواب الأمر.
والأحسن: أَن يكونَ (لا يحطمنّكم) نهيًا مستأنفًا.
وهي نافية أيضًا فِي قول كعب رضي الله عنه:
. . . . . . . . . . . . .
…
لَا أُلهِيَنَّكَ إِنِّي عَنكَ مَشغُولُ
(1)
وأجازه فِي النّثر أبو الفتح والمصنف.
وحجة المانعين:
- أَن (لا)، و (ما النافية) يخلِّصان المضاوع للحال، ولَا يؤكد إِلَّا المستقبل كما سبق.
- وأن (لم) تقلب معنَى المضارع إِلَى المضي، ونون التَّوكيد تخلصه للاستقبال. . فيحصل تناف.
و (لمّا) مثل (لم).
وجوز ابن إِياز: دخول النّون علَى المنفي بـ (لن).
ويقل اتصال النّون أيضًا بالفعل الواقع بعد (غير إما)، من أدوات الشّرط، وهو معنَى قوله:(غير إما من طوالب الجزا)؛ أي: (وقلَّ التّوكيد بعد غير إما)؛ كقولِهِ:
مَنْ يَثْقَفَنْ مِنْهُمْ فَلَيسَ بِآيِبٍ
…
. . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج:: عجز بيت من البسيط، وصدره: وقال كل خليل كنت آمله
وهو لكعب بن زهير فِي ديوانه ص 19؛ ولسان العرب 15/ 260 (لها)؛ وبلا نسبة فِي كتاب العين 4/ 341.
الشاهد: قوله: (لا ألهينك)؛ حيث أكد الفعل بعد (لا) النافية.
(2)
التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: أبدًا وقتل بني قتيبة شافي
وهو لبنت مرة بن عاهان فِي خزانة الأدب 11/ 387، 399، والدرر 5/ 163، ولبنت أبي الحصين فِي شرح أبيات سيبويه 2/ 262، وبلا نسبة فِي شرح التصريح 2/ 205، وشرح ابن عقيل ص 547، والكتاب 3/ 516، والمقتضب 3/ 14، والمقاصد النحوية 4/ 330، والمقرب =
أي: (براجع).
وقول بعضهم: (حيث ما تكونن آتِك).
ووقعت النون فِي جواب الشّرط فِي قوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
حديثًا مَتَى مَا يَأتِكَ الخيرُ يَنْفَعَا
(1)
= 2/ 74، وهمع الهوامع 2/ 79.
شرح المفردات: ثقف: صادف ووجد. آيب: راجع. بنو قتيبة: قوم من باهلة كانوا قتلوا والد الشاعرة.
المعنى: تقول: من نصادفه من باهلة سنقتله، ولن يرجع إلى أهله أبدًا، وإن قتل بني باهلة يشفي غليلنا.
الإعراب: من: اسم شرط جازم فِي محل رفع مبتدأ. تثقفن: فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: نحن، وهو فعل الشرط. منهم: جار ومجرور متعلقان بنثقف. فليس: الفاء رابطة جواب الشرط، ليس: فعل ماض جامد ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. بآيب: الباء: حرف جر زائد، آيب: اسم مجرور لفظًا، منصوب محلًا علَى أنه خبر ليس. أبدًا: ظرف زمان منصوب، متعلق بآيب. وقتل: الواو استئنافية، قتل: مبتدأ مرفوع بالضمة. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. قتيبة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. شافي: خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: (من نثقفن): الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (نثقفن فليس بآيب): فِي محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (فليس بآيب): فِي محل جزم الشرط. وجملة: (قتل بني قتيبة شافي): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (من نثقفن)؛ حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد أداة الشرط (مَن) بالنون الخفيفة من غير أن يتقدم علَى المضارع ما الزائدة المؤكّدة للشرط، وهذا من الضرورات الشعرية.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: نَبَتُّمْ نَباتَ الخيزرانيِّ فِي الثَّرى
وهو للنجاشي الحارثي فِي ديوانه ص 110، وخزانة الأدب 11/ 387، 395، 397، والدرر 5/ 156، وشرح أبيات سيبويه 2/ 308 والمقاصد النحوية 4/ 344 وبلا نسبة فِي الكتاب 3/ 515 وهمع الهوامع 2/ 78.
اللغة: الوغى: الحرب. الخيزراني: كل نبات ناعم. الخير: المال.
المعنى: يصفهم بأنهم حديثو النعمة.
الإعراب: نبتم: فعل ماض، وتم ضمير فِي محل رفع فاعل. نبات: مفعول مطلق منصوب. الخيزراني: مضاف إليه مجرور. فِي الثرى: جار ومجرور متعلقان بنبت. حديثًا: حال من الخيزراني منصوب. متى: اسم شرط جازم فِي محل نصب مفعول فيه متعلق بينفعا. ما: زائدة.
وأصله: (ينفعن)، فقلبها ألفًا للوقف.
ويقل بعد ربما؛ نحو: (ربما يقولَنَّ) وهو مختص بالضرورة؛ لأنَّ الفعل ماضي المعنَى.
وقيل: لا يختص.
ثم إن الفعل المؤكّد بالنّون يبنى علَى الفتح؛ كما تقول: (ليَضربَن العبدُ)، و (اضربَن يا زيد)، كما قال:(وآخر المؤكّد افتح كابرزَا)، وأصله:(ابرزَنْ)، فقلبت ألفًا.
وعن الزّجاج والسّيرافي: أن هذه الفتحة عارضة لالتقاء السّاكنين، هما: آخر الفعل، والنون الساكنة.
ودعوي البناء أولى؛ لانتفاء السّاكنين فِي نحو: (هل تضربن) فهي فتحة بناء للتركيب، وهو للفارسي وابن السّراج.
فإن ولي الفعل ألف الضمير أو واوه أَو ياؤه؛ كـ (اضربانِّ يا زيدان)، و (اضربُن يا زيدون)، و (اضربِن يا هند). . فَلهُ حكمٌ يأتي.
تنبيه:
علم ممَّا تقدم: أَن الماضي لا يؤكد، ولَا اسم الفعل، ولا أفعل التّعجب، ونحو ذلك.
وشذ توكيد الماضي فِي قوله:
دَامَنَّ سَعْدُكِ لو رَحِمْتِ مُتَيَّمًا
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
= يأتك: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والكاف ضمير فِي محل نصب مفعول به. الخير: فاعل مرفوع. ينفعا: فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا، وأصله: ينفعن فِي محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (نبتم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (متى ما يأتك الخير ينفعا): استئنافية لا محل لها. وجملة (يأتك): مضاف إليه محلها الجر. وجملة (ينفعا): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا.
الشاهد فيه قوله: (ينفعا) وأصله (ينفعنْ) فأبدل النون بألف للوقف، وهو جواب الشرط.
(1)
التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: لولاك لم يك للصبابة جانجا
وهو بلا نسبة فِي الجنى الداني ص 143، والدرر 5/ 161؛ وشرح شواهد المغني ص 760، والمقاصد النحوية 1/ 120، 4/ 341، وهمع الهوامع 2/ 78.
وقيل: سهل ذلك كونه دعاءً.
وقد يؤكد الماضي إِذا كانَ فِي المعنَى مستقبلا، كحديث:"فإما أدركَنَّ واحد منكم الدّجال".
• وشذ مع اسم الفاعل فِي قوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
أَقَائِلَنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُوْدَا
(1)
= اللغة: دام: من الديمومة. السعد: نقيض النحس، والمتيم: العاشق الَّذِي أضناه العشق، جانحًا: مائلًا.
المعنى: لو أنك أيتها المحبوبة رحمت عاشقًا ووفقت به. . لدام خيرك، ولعشت بسرور وهناء لأنه لولاك لم ير المحب مائلا للعشق والغرام.
الإعراب: دامن: فعل ماض مبني علَى الفتح، والنون: نون التوكيد الثقيلة. سعدك: سعد: فاعل مرفوع، والكاف: ضمير متصل فِي محل جر بالإضافة. لو: حرف شرط غير جازم. رحمت: فعل ماض مبني علَى السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء: ضمير متصل فِي محل رفع فاعل. متيمًا: مفعول به منصوب. لولاك: حرف امتناع لوجود لا محل له، والكاف: ضمير متصل فِي محل رفع متبدأ، والخبر محذوف وجوبًا. لم: حرف جزم وقلب ونفي. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم واسمه، ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. للصبابة: جار ومجرور متعلقان بخبر يك. جانحًا: خبر يك: منصوب.
وجملة (دامن سعدك): ابتدائية لا محل لها. وجملة (رحمت متيمًا): فعل الشرط غير الجازم لا محل لها. وجملة (لم يك للصبابة جانحًا): جواب لولا لا محل لها. وجملة (لولاك لم يكن للصبابة): صفة لمتيمًا محلها النصب. وجملة أنت موجودة جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها.
الشاهد: فيه قوله: (دامن) حيث أكد الفعل الماضي بنون التوكيد الثقيلة شذوذًا.
(1)
التخريج: شطر من الرجز، وقبله:
أَرَيْتَ إِنْ جاءَتْ بهِ أُمْلُودا
…
مُرَجَّلًا وَيَلْبَسُ البُرُودا
وهو لرؤبة فِي ملحق ديوانه ص 173، وشرح التصريح 1/ 42، والمقاصد النحوية 1/ 118، 4/ 648، 4/ 334، ولرجل من هذيل فِي حاشية ياسين 1/ 42، وخزانة الأدب 6/ 5، والدرر 5/ 176، وشرح شواهد المغني 2/ 758، ولرؤبة أو لرجل من هذيل فِي خزانة الأدب 11/ 420، 422، وبلا نسبة فِي الأشباه والنظائر 3/ 242، والجنى الداني ص 141، والخصائص 1/ 136، وسر صناعة الإعراب 2/ 447، والمحتسب 1/ 193، ومغني اللبيب 1/ 336، وهمع الهوامع 2/ 79.
شرح المفردات: الشهود: أي شهود عقد الزواج.
المعنى: يبدو هذا الكلام لأمة حبلت من أحدهم، فقالت له: إذا جئت بشاب حسن الهيئة ليتزوجني، فهل توافق وتقبل بإحضار الشهود؟
• وأفعل التّعجب كقولِهِ:
. . . . . . . . . . . . .
…
فَأَحرِ بهِ بطُولِ فَقرٍ وَأَحرِيَا
(1)
أراد: (وأحريَنْ)، ودخله القبض.
لكن ذكر أبو حيان: أَنه يؤكد علَى الصّحيح، وسبق أول الكتاب.
• وشذت مع المضارع فِي الإِيجاب، كقولِهِ:
لَيتَ شِعْرِي وَأَشْعُرَنَّ إذَا مَا
…
. . . . . . . . . . . . . . .
(2)
= الإعراب: أقائلَن: الهمزة للاستفهام، وقائلن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أأنت قائل، ومنهم من قدره بأأنتم قائلون فرفعه بالواو المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون أيضًا منعًا من التقاء ثلاثة الأمثال فصار قائلون بتشديد النون فوجب حذف الواو تخلصًا من التقاء الساكنين كما ذكرنا. أحضروا: فعل أمر مبني علَى حذف النون، والواو: ضمير متصل فِي محل رفع فاعل، والألف: فارقة. الشهودا: مفعول به منصوب، والألف: للإطلاق.
وجملة (أقائلن) الاسمية: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أحضروا الشهودا) الفعلية: فِي محل نصب مفعول به.
الشاهد: قوله: (أقائلن) حيث أكد اسم الفاعل بنون التوكيد، وهذا نادر، وقيل: ضرورة.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ومستبدل من بعد غضبي صريمةً
قال العيني 3/ 645 لم أعثر علَى قائله.
اللغة: غضبى: اسم مائة من الإبل، وهي معرفة لا تنون ولا يدخلها أل، وضبطها ابن السكيت (غضبي): بالياء. صريمة: تصغير صرمة -بكسر الصاد- قطعة من الإبل نحو الثلاثين.
الشاهد: قوله: (وأحيا) حيث جاء أفعل التعجب مؤكدًا، وذلك شاذ.
(2)
التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ
وقبله:
نُطْفَةٌ مَا مُنِيتُ يَومَ مُنِيتُ
…
أُمِرَتْ أَمْرَهَا وفِيهَا بُرِيتُ
كَنَّها اللَّه فِي مَكَانٍ خَفِيٍّ
…
وخَفِيٍّ مَكَانُهَا لَوْ خَفِيتُ
ميتَ دَهْرٍ قدْ كُنْتُ ثُمَّ حَييتُ
…
وَحَيَاتِي رَهْنٌ بِأَنْ سَأَمُوتُ
إِنَّ حِلْمِي إِنْ تَغَيَّبَ عَنِّي
…
فاعلمي أنني كثيرًا رُزِيتُ
ضَيِّقُ الصَّدرِ بالأمَانَةِ لا
…
يُفْجِعُ فَقْرِي أَمَانَتِي مَا بَقِيتُ
رُبُّ شَتْمٍ سَمِعْتُهُ فتَصَامَمْتُ
…
وغَيّ تَركْتُهُ فكُفِيتُ
وبعده:
أَلِيَ الفَضلُ أَم عَلَيَّ إِذا حُو
…
سِبتُ أَنَّي عَلى الحِسابِ مُقيتُ
وقوله:
رُبَّمَا أَوفيتُ فِي عَلَمِ
…
تَرْفَعَنْ ثَوبي شَمَالَاتُ
(1)
وعن سيبويه: جواز: (أنت تفعلنَّ)، وَلَم تشتهر.
واللَّه الموفق
= وهو للسموأل بن عادياء اليهودي فِي ديوانه ص 81؛ والدرر 5/ 166؛ ولسان العرب 2/ 75 قوت: والمقاصد النحوية 4/ 332؛ وبلا نسبة فِي إصلاح المنطق ص 277؛ وهمع الهوامع 2/ 79.
الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم ليت منصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير فِي محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: ليت شعري حاصل. وأشعرن: الواو: استئنافية، أشعرن: فعل مضارع مبني علَى الفتح، والنون: للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. إذا: ظرف زمان متعلق بأشعرن. ما: زائدة. قرباها: فعل ماض، والواو: ضمير فِي محل رفع فاعل، وها: ضمير فِي محل نصب مفعول به. منشورة: حال منصوب. ودعيت: الواو: حرف عطف، دعيت: فعل ماض للمجهول، والتاء: ضمير فِي محل رفع نائب فاعل.
وجملة (ليت شعري): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أشعرن): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قربوها): فِي محل جر بالإضافة. وجملة (دعيت): معطوف علَى قربوها.
الشاهد فيه قوله: (أشعرن) حيث أُكِّد بالنون الثقلية، وهو مثبت مجرد عن معنى الشرط أو الطلب، وهذا نادر.
(1)
التخريج: البيت لجذيمة الأبرش فِي الأزهية ص 94، 265، والأغاني 15/ 257، وخزانة الأدب 11/ 404، والدرر 4/ 204، وشرح أبيات سيبويه 2/ 281، وشرح التصريح 2/ 22، وشرح شواهد الإيضاح ص 219، وشرح شواهد المغني ص 393، والكتاب 3/ 518، ولسان العرب 3/ 32 شيخ، 11/ 366 شمل، والمقاصد النحوية 3/ 344، 4/ 328، ونوادر أبي زيد ص 210، وبلا نسبة فِي جواهر الأدب ص 293، 366، 368، والدرر 5/ 162، ورصف المباني ص 335، وشرح التصريح 2/ 206، وشرح المفصل 9/ 40، وكتاب اللامات ص 111، ومغني اللبيب ص 135، 137، 309، والمقتضب 3/ 15، والقرب 2/ 74، وهمع الهوامع 2/ 38، 78.
شرح المفردات: أوفى: أشرف أو نزل. العلم: الجبل. الشمالات: جمع الشمال، وهي ريح الشمال.
المعنى: يفخر الشّاعر بأنه يحفظ أصحابه فِي رأس جبل إذا خافوا من الأعداء، ويكون لهم طليعة.
الإعراب: ربما: رب: حرف جر شبيه بالزائد، ما: حرف كاف. أوفيت: فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. فِي علم: جار ومجرور متعلقان بأوفيت. ترفعن: فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد. ثوبي: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير فِي محل جر بالإضافة. شمالات: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة (ربما أوفيت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ترفعن): فِي محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: (ترفعن) حيث أكد الشّاعر الفعل بالنون الخفيفة بعد ما المسبوقة برب، وهذا نادر.
ص
639 -
وَاشْكُلهُ قَبْلَ مُضْمَرٍ لَيْنٍ بِمَا
…
جَانَسَ مِنْ تَحرُّكٍ قَدْ عُلِمَا
(1)
640 -
وَالمُضْمَرَ احْذِفَنَّهُ إِلَّا الأَلِفْ
…
وَإِنْ يَكُنْ فِي آخِرِ الفِعْلِ أَلِفْ
(2)
641 -
فَاجْعَلهُ مِنْهُ وَاقِعًا غَيْرَ اليَا
…
وَالوَاوِ يَاءً كَاسْعَيَنَّ سَعْيَا
(3)
642 -
وَاحْذِفهُ مِنْ رَافِعِ هَاتَينِ وَفِي
…
وَاوٍ وَيَا شَكْلٌ مُجَانِسٌ قُفِي
(4)
(1)
اشكله: اشكل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به. قبل: ظرف متعلق باشكله، وقبل مضاف، ومضمر: مضاف إليه. لين: نعت لمضمر. بما: جار ومجرور متعلق باشكله. جانس: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة ما المجرورة محلا بالباء. من تحرك: جار ومجرور متعلق بقوله: جانس. قد: حرف تحقيق. علما: علم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى تحرك، والألف للإطلاق، والجملة فِي محل جر صفة لتحرك.
(2)
والمضمر: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده؛ أي احذف المضمر. احذفنه: احذف: فعل أمر مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به، والجملة لا محل لها مفسرة. إِلا: أداة استثناء. الألف: منصوب علَى الاستثناء من المضمر. وإن: شرطية. يكن: فعل مضارع تام، فعل الشرط. فِي آخر: جار ومجرور متعلق بيكن، وآخر مضاف، والفعل: مضاف إليه. ألف: فاعل يكن.
(3)
فاجعله: الفاء واقعة فِي جواب الشرط، واجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول أول، والجملة فِي محل جزم جواب الشرط فِي البيت السابق. منه: جار ومجرور متعلق باجعل. رافعًا: حال من الهاء فِي (منه) وفي (رافع): ضمير مستتر: فاعله. غير: مفعول به لرافع، وغير مضاف، واليا: مضاف إليه. والواو: معطوف علَى الياء. ياء: مفعول ثان لاجعل. كاسعين: الكاف جارة لقول محذوف، كما سبق غير مرة، وجملة اسعين سعيا: مقول ذلك القول المحذوف.
(4)
واحذفه: الواو عاطفة، احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به. من رافع: جار ومجرور متعلق باحذفه، ورافع مضاف، وهاتين: اسم إشارة: مضاف إليه. وفي واو: جار ومجرور متعلق بقفي الآتي. وياء: معطوف علَى واو. شكل: مبتدأ. مجانس: نعت له. قفي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود علَى (شكل مجانس)، والجملة فِي محل رفع خبر المبتدأ الَّذِي هو قوله شكل.
643 -
نَحْوُ اخْشَيِّنْ يَا هِنْدُ بِالكَسْرِ وَيَا
…
قَومُ اخْشَوُنَّ وَاضْمُمْ وَقِسْ مُسَوِّيَا
(1)
ش:
الفعل الصّحيح الآخر متَى اتصل به ألف اثنين، أَو واو جماعة، أو ياء مخاطبة، واتصلت به النّون. . رجب حذف الواو والياء، وتبقَى الألف للخفة؛ لئلا يلتبس بالواحد.
ولهذا قال: (والمضمر احذفنه إِلَّا الألف).
ويشكَّل آخر الفعل بحركة من جنس الضمير المحذوف؛ لتدل عليه تلك الحركة:
فيضم ما قبل الواو.
ويكسر ما قبل الياء، إلى ذلك أشار بقوله:(وَاشْكُلهُ قَبْلُ مُضْمَرٍ. . . إِلَى آخر البيت).
فتقول: (هل تضربان يا زيدان) ببقاء الألف مع نون التوكيد المشددة، والأصل:(هل تضربَانِنَّ) فحذفت نون الرّفع لتوالي الأمثال، فحصل:(هل تضربانّ)، بالتشديد.
وتقول: (هل تضربُنّ يا زيدون) بضم الباء، والأصل: هل (تضربوننّ) فحذفت نون الرفع كما تقدم، فحصل:(هل تضربونّ) فالتقى ساكنان هما: واو الضّمير والنّون السّاكنة، فحذفت الواو لالتقاء السّاكنين، فحصل:(هل تضربُنّ)، والضّمة دالة علَى الواو المحذوفة.
وتقول: (هل تضربِنَّ يا هند) بكسر الموحدة، والأصل:(هل تضربينِنَّ) فحذفت نون الرّفع، فحصل:(هل تضربين) فالتّقاء ساكنان هما ياء الضّمير والنّون السّاكنة، فحذفت الياء لذلك، وبقيت الكسرة لتدل علَى الياء المحذوفة، فحصل:(هل تضربِنَّ) بكسر الموحدة.
وأما الفعل المعتل الآخر. . فَلَا يخلو إما أَن يكونَ فِي آخره ألف، أَو واو، أَو ياء.
(1)
نحو: خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: وذلك نحو. اخشين: فعل أمر مبني علَى حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل مبني علَى السكون فِي محل رفع، وتحرك بالكسر للتخلص من التقاء السّاكنين، والنون للتوكيد. يا هند: يا: حرف نداء، هند: منادى مبني علَى الضم فِي محل نصب. بالكسر: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اخشين. ويا: الواو حرف عطف: يا: حرف نداء. قوم: مناد منصوب بفتحة مقدرة علَى ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للاستغناء عنها بالكسرة. اخشون: فعل أمر، وواو الجماعة فاعل، والنون للتوكيد. واضمم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وقس: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت فاعل. مسويا: حال من الضمير المستتر فِي (قس).
فإِن كَانَ فِي آخره ألف.
• وجب قلبها ياء وفتحها إِن كَانَ الفعل رافعًا لضمير مستتر، أَو لألف اثنين، أَو لظاهر مطلقًا:
- فالأول، نحو:(هل تخشيَنَّ يا زيد)، و (اخشيَنَّ يا عمرو) بياء مفتوحة أصلها الألف الَّذي هو لام الفعل كما سبق.
- والثّاني: (هل تخشيانِّ يا زيدان)، و (اخشيان يا عمران) بقلب ألف الفعل ياء كما تقدم.
- والثّالث: (هل تخشيَنَّ الزّيدون) بفتح الياء كما سبق.
• فإِن رفع واو الضّمير أَو ياءه. . وجب حذف الألف منه وتحريك الواو بالضّمة، والياء بالكسرة:
- فالأول: (هل تخشُون يا زيدون)، و (اخشون يا عمرون) بضم الواو فحذفت الألف وحركت الواو بالضّمة.
- والثاني: (هل تخشين يا هند)، و (أخشين يا هند) فحذفت الألف وحركت الياء بالكسرة.
والحاصل: أَن الفعل الّذي فِي آخره ألف:
إِن رفع غير الواو والياء -يعني الضمير المستتر وألف التّثنية والظّاهر مطلقًا كما سبق- وجب جعل الألف ياء وفتحها، وهذا هو معنى قوله:(وَإِنْ يُكُنْ فِي آخِرِ الفِعْلِ أَلِفْ فَاجْعَلهُ مِنْهُ وَاقِعًا غَيْرَ اليَا وَالوَاوِ يَاءً كَاسْعَيَنَّ سَعْيَا).
يعني: إِن كَانَ في آخر الفعل ألف. . فاجعل تلك الألف من الفعل الّتي هي فيه ياء حالة كون ذلك الفعل رافعًا غير الياء والواو.
فإِن رفع الياء أَو الواو. . وجب الحذف كما ذكر في الأمثلة، وإِليه الإِشارة بقوله:(وَاحْذِفهُ مِنْ رَافِعِ هَاتَيْنِ)؛ أَي: واحذف الألف من الفعل إِذا رفع الياء والواو، ثم تضم الواو وتكسر الياء، وإِليه أشار بقوله:
. . . . . . . . . . . . وَفِي
…
وَاوٍ وَيَا شَكْلٌ مُجَانِسٌ قُفي
نَحْوُ اخْشَيِنْ يَا هِنْدُ بِالكَسْرِ وَيَا
…
قَومُ اخْشَوُنْ وَاضْمُمْ. . . .
ونحو: (اسعيِنَّ يا هند)، و (اسعوُن يا عمرون).
فإِن كَانَ الفعل فِى آخره واو أَو ياء. . وجب إِبقاؤها:
• إِنْ رفع الفعل ضميرًا مستترًا؛ نحو: (هل تغزوَنَّ يا زيد)، و (اغزوَنّ يا عمرو)، و (هل ترميَنَّ يا زيد)، و (ارميَنَّ يا عمرو).
• أو رفعٍ ألف اثنين؛ نحو: (هل تغزوانِّ يا زيدان)، و (اغزوانِّ يا عَمران)، و (هل ترميانِّ يا زيدان)، و (ارميانِّ يا عمران).
• أو رفع الظّاهر مطلقًا؛ نحو: (يغزوَنَّ زيد)، و (هل يرميَنَّ الزّيدان)، و (هل يغزوَنَّ الزّيدون)، فعلم أنه لا فرق بَينَ ما آخره ألف أَو واو أَو ياء فِي هذه الأقسام الثّلاثة؛ أعني:(الضمير المستتر)، و (ألف التّثنية)، و (الظّاهر مطلقًا) فكما تقول:(اخشَيَنَّ يا زيد). . تقول: (اغزوَنّ)، و (ارميَنّ) كذلك.
وكما تقول: (هل تخشَيانِّ يا زيدان). . تقول: (هل تغزُوَان)، و (هل ترمِيان) كذلك.
وكما تقول: (هل يخشَيَنَّ زيد)، و (هل يخشَيَنَّ الزّيدان). . تقول أيضًا:(هل يغزوَنّ زيد)، و (هل يغزوَنّ الزّيدان)، و (هل يرميَنَّ زيد)، و (هل يرميَنَّ الزّيدان)، و (هل يغزوَنّ الزّيدون)، و (هل يرميَنّ العمرون) ونحو ذلك.
ويجب حذف الواو والياء إِذا رفع الفعل واو الضّمير أَو ياءه:
فالأول: (هل تغزُنّ يا زيدون)، و (هل ترمُن يا عمرون) بالضّم فيهما، و (اغزُنَّ يا زيدون)، و (ارمُنَّ يا عمرون) كذلك، فحذفت لام الفعل، وسيأتي بيانه، ثم حذفت واو الضّمير كما قال:(والمضمرَ احذفنه).
والثَّاني: (هل تغزِنَّ يا هند) بالكسر، و (هل ترمِنَّ يا سلمَى) كذلك و (اغزِنَّ يا هند) و (ارمِنَّ يا سلمى) فيعاملان في حذف اللام معاملة ما آخره ألف إِذا رفع واو الضمير أو ياءه كما تقدم فِي (هل تخشيُنَّ يا زيدون)، و (هل تخشيِنَّ يا هند)، بحذف ألف الفعل، ولَا يعامل معاملته فِي بقاء الضمير وتحريكه، بل يحذف منهما الواو والياء.
وأَجازَ الكوفيون: حذف الياء المفتوح ما قبلها؛ نحو: (اخشَنَّ يا زيد) بغير ياء، و (اخشِنَّ يا هند) كذلك.
وقال الفراء: لغة طيّء.
تنبيه:
- (ارمُنَّ يا زيدون)، أصله:(ارميُوا) حذفت ضمة الياء، ثم حذفت الياء لالتقاء السّاكنين، ثم ضمة الميم لمناسبة الواو فصار:(ارمُوا) ثم جيء بنون التّوكيد فالتَقى ساكنان هما الواو والنّون السّاكنة، فحذفت الواو فصار:(ارمن) والضّمة دليل عليها.
- و (اغزنّ يا زيدون)، أصله:(اغزوُوا) فحذفت الضّمة لاستثقالها علَى الواو، ثم حذفت الواو لالتقاء السّاكنين فحصل:(اغزوا) ثم جيء بنون التّوكيد فالتّقى ساكنان هما الواو والنّون السّاكنة، فحذفت الواو فصار:(اغزُنَّ).
- وأما نحو: (اغزِنّ يا هند) بالكسر، فأصله:(اغزوِي) فحذفت كسرة الواو، ثم حذفت الواو لالتقاء السّاكنين، ثم كسرت الزّاي لأجل الياء فحصل:(اغزي) ثم جيءَ بالنّون فالتقى ساكنان فحذفت الياء، فصار:(اغزِنّ) بالكسر كما ترَى.
- وأما نحو: (ارمِنَّ يا هند) بالكسر، فأصله:(ارميي) بياءين بعد الميم، فحذفت كسرة الياء الّتي هي لام الفعل، ثم حذفت الياء لالتقاء السّاكنين فصار:(ارمي) بياء واحدة، ثم جيء بالنّون فحذفت الياء لالتقاء السّاكنين، فصار:(ارمِنَّ) كما ترَى.
- والأصل فِي (هل تغزُنَّ يا زيدون): (تغزوون) فحذفت ضمة الواو الّتي هي لام الفعل، ثم حذفت الواو لالتقاء السّاكنين فحصل:(تغزون)، فجيء بنون التّوكيد، فحذفت نون الرّفع لتوالي الأمثال، ثم حذفت واو الضّمير لالتقائها ساكنة مع النّون المدغمة.
- وأما نحو: (لتبلَوُنَّ) فهذه الواو الموجودة واو الجماعة؛ لأنَّ الأصل: (لتُبلَوُوْن)، كـ (تُكرَمُون) بالبناء للمفعول، فحذفت ضمة الواو الّتي هي لام الفعل، فالتَقَى ساكنان: هي وواو الجماعة، فحذفت الأولَى الّتي هي لام الكلمة، فحصل:(لتبلَوْن) بواو واحدة هي واو الجماعة، ثم جيء بنون التّوكيد، فحذفت نون الرّفع لتوالي الأمثال، فالتقى ساكنان: واو الجماعة والنّون المدغمة، فحركت واو الجماعة بالضّم فرارًا من ذلك.
وقيل: قلبت لام الفعل ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فالتَّقَى ساكنان: هي وواو الجماعة، فحذفت الألف، ثم جيء بنون التّوكيد، فحذفت نون الرَّفع كما علم، ثم حركت الواو بالضّمة فرارًا من السّاكنين كما سبق.
وعلى القولين: لم يحذف الضمير، بل لام الفعل.
واللَّه الموفق
ص:
644 -
وَلَمْ تَقَعْ خَفِيفَةٌ بَعْدَ الأَلِفْ
…
لكِنْ شَدِيدَةٌ وَكَسْرُهَا ألِفْ
(1)
ش:
لا تقع الخفيفة بعد الألف؛ لأنه لا يجمع في غير الوقف بين ساكنين إِلا والأول حرف لين والثَّاني: مدغم، سواء كانا فِي كلمة أَو كلمتين.
فإِن كسرت فرارًا من التقاء السّاكنين. . التبس بنون الرّفع في بعض الصّور، فَلَا يقال:(هل تضربانْ) ونحوه بالخفيفة، بَلْ تجب الثّقيلة، وتكسر حينئذ، فهي مفتوحة أبدًا إِلَّا مع الألف، فتقول:(اضربانِّ يا رجلان)، و (هل تضربانِّ) بكسر النُّون الثّقيلة.
وأَجازَ الفراء والكوفيون: وقوع الخفيفة بعد الألف، كقراءة ابن ذكوان:(ولا تتبعانِ) بنون مخففة مكسورة، بناء علَى أَن الواو للعطف، و (لَا): للنهي.
وقال أبو البقاء: إِنها الثّقيلة؛ ولكن حذفت النّون الأولَى منها تخفيفًا.
وللنون الخفيفة أحكام أخر سيأتي ذكرها.
واللَّه الموفق
(1)
ولم: نافية جازمة. تقع: فعل مضارع مجزوم بلم. خفيفة: بالرفع: فاعل تقع، أو بالنصب حال من ضمير مستر في تقع هو فاعله. بعد: ظرف متعلق بتقع، وبعد مضاف، والألف: مضاف إِليه. لكن: حرف عطف. شديدة: معطوف على خفيفة يرتفع إِذا رفعته وينتصب إِذا نصبته. وكسرها: الواو عاطفة أو للاستئناف، كسر: مبتدأ، وكسر مضاف، وها: مضاف إِليه. ألف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إِلى كسرها، والجملة من أُلف ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله: (كسرها).
ص:
645 -
وَأَلِفًا زِد قَبلَهَا
…
مُؤكِّدًا فِعلًا إلَي نُونِ الإِنَاثِ أُسنِدَا
(1)
ش:
الضّمير فِي (قبلها) راجع إلَي النّون الشّديدة.
فإِذا أكد الفعل المسند إِلَى نون الإِناث .. زيدت قبل الشّديدة ألف؛ لاجتماع النّون فِي (اضربْن)، و (هل تضربْن يا هندات)، فتقول:(اضربْنانِ)، و (هل تضربنان).
ومن أجاز وقوع الخفيفة بعد الألف فيما سبق .. أجاز هنا.
قال بعضهم: بشرط كسر الخفيفة أيضًا.
وقال ابن عقيل فِي "شرحِ التّسهيل": بَلْ تقول: (اضربانْ عمرًا يا زيدان)، و (اضربنانْ عمرًا يا هندات)؛ بسكونها ولا يبالي بالتقاء السّاكنين علَى غير حدِّه، وسيأتي قول يونس.
وتقول فِي المعتل: (اغزِينان يا هندات) بكسر الزّاي، و (اخشَينان) بفتح الشّين، و (ارمِينان).
وإِذا أكدت (هلمَّ) علَى لغة التّميميين .. قلت: (هلمُمْنانِّ يا هندات)؛ كما تقول: (اضرِبنانِّ)، وسبق فِي أسماء الأفعال.
واللَّه الموفق
ص:
646 -
وَاحذِف خفيفَةً لِسَاكِن رَدِف .... وَبَعدَ غَيرِ فَتحَةِ إذَا تَقِف
(2)
(1)
وألفًا: مفعول تقدم على عامله، وهو قوله:(زد) الآتي. زد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. قبلها: قبل: ظرف متعلق بزد، وقبل مضاف، وها: مضاف إليه. مؤكدًا: حال من الضمير المستتر في زد، وفي (مؤكد) ضمير مستتر هو فاعله. فعلا. مفعول به لمؤكد. إلي نون: جار ومجرور متعلق بقوله: (أسند) الآتي، ونون مضاف، والإناث: مضاف إليه. أسندا: أسند: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازًا هو: نائب فاعله، والألف للإطلاق، والجملة من أسند ونائب فاعله: في محل نصب صفة لقوله: (فعلًا).
(2)
واحذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. خفيفة: مفعول به لاحذف. لساكن: جار ومجرور متعلق باحذف. ردف: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إليّ ساكن، والجملة من ردف وفاعله: في محل جر صفة لساكن. وبعد:
647 -
وَاردُد إذَا حَذفتَها في الوَقف ما
…
مِن أَجلِهَا في الوَصل كَانَ عُدِمَا
(1)
648 -
وَأَبدِلَنهَا بَعدَ فَتح أَلِفَا
…
وَقفًا كَمَا تَقُولُ في قِفَن قِفَا
(2)
ش:
تحذف الخفيفة لملاقاة السّاكن بعدها؛ سواء كانت بعد فتحة أَو ضمة أَو كسرة:
فالأول: كـ (اضربَ العبد يا زيد) بفتح الباء، أصله:(اضربَنْ) مؤكدٌ بالخفيفة، فحذفت لسكونها وسكون اللّام، والفتحة دليل عليها؛ كقراءة الأعمش:(ولَا تحسبَ الَّذين كفروا) بفتح الباء.
ونحو قول الشّاعر:
لا تُهينَ الفَقِيرَ عَلكَ أَنْ
…
تركَعَ يَومًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ
(3)
= ظرف متعلق باحذف، وبعد مضاف، وغير: مضاف إليه، وغير مضاف، وفتحة: مضاف إليه.
إذا: ظرف متعلق باحذف. تقف: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، وجملة الفعل المضارع وفاعله: في محل جر بإضافة (إذا) إليه.
(1)
واردد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إذا: ظرف زمان متعلق باردد.
حدفتها: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل جر بإضافة (إذا) إليها. في الوقف: جار ومجرور متعلق باردد. ما: اسم موصول: مفعول به لاردد. من أجلها في الوصل: الجاران والمجروران متعلقان بقوله: (عدما) الآتي. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة. عُدما: عدم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى اسم كان، والألف للإطلاق، والجملة في محل نصب خبر كان، والجملة من كان واسمه وخبره: لا محل لها صلة (ما) الموصولة الواقعة مفعولا به لاودد.
(2)
وأبدلنها: أبدل: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وها: مفعول أول لأبدل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بعد: ظرف متعلق بأبدل، وبعد مضاف، وفتح: مضاف إليه. ألفًا: مفعول ثان لأبدل. وقفًا: حال من فاعل أبدل على التأويل بواقف، أو منصوب بنزع الخافض: أي في الوقف. كما: الكاف جارة، ما: مصدرية. تقول: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، و (ما) وما دخلت عليه: في تأويل مصدر مجروو بالكاف، والجار والمجروو متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كائن كقولك.
في قفن: جار ومجرور متعلق بتقول. قفا: قصد لفظه: مقول القول.
(3)
التخريج: البيت للأضبط بن قريع في الأغاني 18/ 68، والحماسة الشجرية 1/ 474، وخزانة
أصله: (لا تهينَنْ).
والثّاني والثّالث: كقولك فِي (اضربِنْ يا هند)، و (اضربُنْ يا زيدون):(اضرب الرّجل يا هند)، و (اضربُ الرّجل يا زيدون)، بكسر الباء فِي الأول وضمهاَ فِي الثّاني.
ولَا تردُّ الياء فِي الأول، ولَا الواو فِي الثّاني؛ لسكون اللّام بعدها، وقد حذفت بدون ملاقاة ساكن ونويت، كقراءة:(ألم نشرحَ) بفتح الحاء، ونحو قول الشّاعر:
اضرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا
…
...............
(1)
= الأدب 11/ 450، 452، والدرو 2/ 164، 5/ 173 وشرح التصريح 2/ 208، وشرح ديوان
الحماسة للمرزوقي ص 1151، وشرح شواهد الشافية ص 160، وشرح شواهد المغني ص 453، والشعر والشعراء 1/ 390، والمعاني الكبير ص 495، والمقاصد النحوية 4/ 334، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 221، وجواهر الأدب ص 57، 146، ورصف المباني ص 249، 373، 374، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 32، وشرح ابن عقيل ص 550، وشرح المفصل 9/ 43، 44، ولسان العوب 6/ 148 قنس، 8/ 133 ركع، 13/ 438، ومغني اللبيب 1/ 155.
المعنى: لا تحتقر من هو دونك شأنًا، فربما يحط عليك الدهر فيذلك، ويأتي معه فيرفعه.
الإعراب: لا: الناهية. تهين: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. الفقير. مفعول به منصوب. علك: حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم عل. أن: حرف مصدرية ونصب.
تركع: حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير مستتر تقديره: أنت. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: في محل رفع خبر علّ. يومًا: ظرف زمان منصوب، متعلق بتركع. والدهر: الواو حالية. الدهر: مبتدأ مرفوع، قد: حرف تحقيق. رفَعَه: فعل ماض، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (لا تهين): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تركع): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (علك أن): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (والدهر قد رفعه): في محل نصب حال. وجملة (رفعه): في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: (لا تهين)؛ حيث حذف نون التوكيد الخفيفة، والأصل:(لا تهينن)، منعًا من التقاء الساكنين، وبقيت الفتحة دليلًا عليها.
(1)
التخريج: صدر بيت من المنسرح، وعجزه: ضَرْبَكَ بالسيْف قَوْنَسَ الفَرَسِ
وهو لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص 155، وخزانة الأدب 11/ 445، والدرر 5/ 174، وشرح شواهد المغني 2/ 933، وشرح المفصل 6/ 107، ولسان العرب 183/ 6 قنس، 13/ 429
وكذا: تحذف الخفيفة فِي الوقف بعد غير الفتحة، فيردُّ ما كَانَ قَدْ حذف لأجلها، فتقول فِي (هل تضربُنْ يا زيدون)، و (هل تضربِنْ يا هند)، و (اضربُنْ يا زيدون)، و (اضربِنْ يا هند):(هل تضربُون)، و (هل تضربين)، و (اضربوا)، و (اضربي) فحذفت الخفيفة المؤكدة فِي الوقف، كما حذف التّنوين من نحو:(جاء زيد)، و (مررت بزيد)، ورُدّ ما كَانَ قَدْ حذف لأجلها فِي الوصل بسكونه وسكونها، وهو الواو والياء الّتي هي الضّمير.
وقد عادت أيضًا نون الرّفع فِي نحو: (هل تضربون)، و (هل تضربين) وهذا مذهب الجمهور، وهو معنَى قوله: (وَبَعْد غيْر فتحَةٍ إذَا تَقِفْ وَارْدُدْ إِذَا حَذَفْتَهَا
…
إِلَى آخر البيت).
وقال يونس: تبدل الخفيفة بعد الحركات الثّلاث من جنس ما قبلها، فيقال علَى مذهبه فِي (هل تضربُنْ يا زيدون)، و (هل تضربِنْ يا هند)، و (اضربُنْ يا زيدون)،
نون، والمقاصد النحوية 4/ 337، ونوادر أبي زيد ص 13، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 852، 1176، والخصائص 1/ 126، وسر صناعة الإعراب 1/ 852، وشرح المفصل 9/ 44، ولسان العرب 11/ 711 هول، والمحتسب 2/ 367، ومغني اللبيب 2/ 643، والممتع في التصريف 1/ 323.
اللعة: طارقها: اسم الفاعل من طرق يطرق إذا أتى ليلًا. قونس الفرس: العظم الناتئ بين أذني الفرس.
المعنى: اصرف عن نفسك هموم الحياة وكدتها بسهولة، كما تضرب نتوء أذني الفرس ليستقيم.
الإعراب: اضرب: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للضرورة الشعرية، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. عنك: جار ومجروو متعلقان بالفعل اضرب. الهموم: مفعول به منصوب وعلامة نصبة الفتحة. طارقها: طارق: بدل من الهموم منصوب بالفتحة، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ضربك: مفعول مطلق منصوب بالفتحة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. بالسوط: جار ومجرور متعلقان بالمصدر ضربك، قونس: مفعول به للمصدر ضربك. الفرس: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
الشاهد فيه قوله: (اضرب عنك)؛ فإن الرواية فيه بفتح الباء، وأصل الكلام:(اضربن عنك) بنون توكيد خفيفة ساكنة، وفعل الأمر يبنى مع نوني التوكيد على الفتح. ثم حذف الشاعر نون التوكيد وهو ينويها، فلذلك أبقى الفعل علي ما كان عليه وهو مقرون بها؛ لتكون هذه الفتحة مشيرة إليّ النون المحذوفة ودالة عليها. وهذا شاذ.
و (اضربِنْ يا هند): (هل تضربُوا)، و (هل تضربِي)، و (اضربُوا)، و (اضربِي)، والواو والياء: بدل من نون التوكيد كما ذكر.
ولَا تعاد نون الرّفع؛ لبقاء موجب حذفها أعني حرف اللّين المبدل من النّون.
وكذا يقول فِي نحو: (اخشوُن): (اخشوُوا) بإِبدالها واوًا، ويقيسه علَى لغة أزد؛ لقولهم فِي (جاء زيد):(جاء زيدُو) بإِبدال التّنوين، واو بعد الضّمة وياءٌ بعد الكسرة وسيأتي فِي الوقف.
وتبدل هده الخفيفة ألفًا في الوقف بعد الفتحة؛ نحو: (يا زيد اضربا)، و (يا عمرو اغزوا)، و (يا بكر اخشيا)، و (يا خالد ارميا).
ومنه قول الشّيخ: (قفا)، والأصل:(قفن)، فتقرأ وقفًا فِي سورة القلم:{لَنَسْفَعًا} .
ومنه قولُ الشّاعرِ:
.............
…
وَلَا تَعْبُدِ الشَّيطَانَ وَاللَّه فَاعْبُدَا
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فإيّاكَ والمَيْتَاتِ لا تَقْرَبَنّها
وهو للأعشى في ديوانه ص 187، والأزهية ص 275، وتذكرة النحاة ص 72، والدرر 5/ 149، وسر صناعة الإعراب 2/ 687، وشرح أبيات سيبويه 2/ 244، 245، وشرح التصريح 2/ 208، وشرح شواهد المغني 2/ 577، 793، والكتاب 3/ 510، ولسان العرب 1/ 759 نصب، 2/ 473 سبح، 13/ 429 نون، واللمع ص 273، والمقاصد النحوية 4/ 340، والمقتضب 3/ 12، وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 657، وأوضح المسالك 4/ 113، وجمهرة اللغة ص 857، وجواهر الأدب ص 75، 108، ورصف المباني ص 32، 334، وشرح المفصل 9/ 39، ومغني اللبيب ص 1/ 372، والممتع في التصريف 1/ 40، وهمع الهوامع 2/ 78. والبيت ملفق من بيتين، هما:
فإياك والميتات لا تقربنها
…
ولا تأخذن سهمًا حديدًا لتفصدا
وذا النُّصُب المنصوب لا تَنْسُكَنَّهُ
…
ولا تعبد الأوثان واللَّه فاعبدا
اللغة وشرح الفردات: تقربنها: أي تأكلنها.
المعني: يقول: إياك أن تأكل الميتة، ولا تعبد إلا اللَّه وحده.
الإعراب: فإياك: الفاء بحسب ما قبلها، إياك: ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره احذر، أو احفظ. والميتات: الواو حرف عطف، الميتات: مفعول به لفعل محذوف منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. لا: الناهية: تقربنَّها: فعل مضارع مبني علي الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، هو في محل جزم، وها: ضمير متصل مبني في
وربما أبدلت ألفًا فِي الوصل، وجعل منه قوله تعالي:{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} الآية، والأصل:(ألقين) مؤكد بالخفيفة، وقرئ به.
وقيل: الخطاب للملكين علَي الأصل.
وقيل: لواحد.
وجرت عادة العرب أَن يخاطبوا الواحد بما للاثنين؛ كقوله:
فإن تزجُرَاني يا ابنَ عَفَّانَ أنزَجر
…
................. (1)
وقول الآخر:
فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: لَا تَحْبِسَانَا
…
..................... (2)
محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. ولا: الواو حرف عطف، لا: الناهية. تعبد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحُرِّك بالكسر منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير فيه وجوبًا تقديره أنت. الشيطان: مفعول به منصوب بالفتحة. والله: الواو حرف عطف، اللَّه: اسم الجلالة مفعول به مقدم منصوب بالفتحة. فاعبدا: الفاء زائدة، اعبدا فعل أمر مبني عليّ الفتحة لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت.
الشاهد: فيه قوله: (فاعبدا) حيث أبدل نون التوكيد الخفيفة ألفًا في الوقف.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وَإِنْ تَتْرُكَانِي أَحْمِ عِرْضا مُمَنَّعا
وهو لسويد بن كراع العكلي في لسان العرب 5/ 320 (جزز)؛ والتنبيه والإيضاح 2/ 239، وتاج العروس 11/ 293 (دسكر)، وليس في ديوانه، وليزيد بن معاوية في ديوانه ص 22، ولسان العرب 8/ 415 (ينع)، وتهذيب اللغة 3/ 221، وبلا نسبة في تاج العروس، 22/ 433 (ينع)، وسويد بن كراع شاعر جاهلي إسلامي هجا قومه فاستعدوا عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه فأوعده وأخذ عليه ألّا يعود للهجاء، وقبل بيت الشاهد قوله:
وَأَنتَ اِبنَ حُكّامٍ أَقاموا وَقَوَّموا
…
قُرونًا وَأَعطوا نائِلًا غَير أَقطَعا
وَقَد كانَ في نَفسي عَلَيها زِيادَةٌ
…
فَلَم أَرَ إِلّا أَن أُطيعَ وَأَسمَعا
فَإِن أَنتُما أَحكَمتُماني فَازجُرا
…
أراهِطَ تُؤذيني مِنَ الناسِ رُضَّعا
الشاهد: قوله: (تزجراني)، حيث خاطب المفرد بخطاب المثنى.
(2)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: بِنَزْعِ أصُوْلهِ وَاجْدزَّ شِيحَا
وهو لمضرس بن ربعي في شرح شواهد الشافية ص 481، وله أو ليزيد بن الطثرية في لسان العرب 5/ 319، و 320 جزر، والمقاصد النحوية 4/ 591، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 85،
وقول الحجاج: (يا حرسي اضربا عنقه).
وقياس قول المازني فِي الآية: أن المعنى: (ألقِ ألقِ)، فالتّأكيد بدل من تكرير الفعل.
وكذا: {رَبِّ ارْجِعُونِ} : إن المعنَى: (أرجعني أرجعني).
والجمهور: أَن الواو للتعظيم، وإِذا وقفت علَي نون (اضربانِّ)، و (اضربنانِّ)، و (هل تضربانِّ)، و (هل تضربنانِّ) .. وقفت علَى النّون ساكنة مشددة.
فإِن أكدت الخفيفة عند من يجيز وقوعها بعد الألف .. قلبتها ألفًا في الوقف، ثم همزة عند يونس.
أَو قلبتها همزة ابتداءً؛ كما فِي "الغرة" لابن الدّهان.
وخزانة الأدب 11/ 17، وسر صناعة الإعراب ص 187، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 228، وشرح المفصل 90/ 49، الصاحبي في فقه اللغة ص 109، 218، والمقرب 2/ 166، والممتع في التصريف 1/ 357.
وقبله:
وفتيان شوَيْتُ لهم شِواء
…
سريعَ الشيِّ كنت به نجِيحَا
فَطِرتُ بمُنصُلٍ في يَعمَلاتٍ
…
دَوامي الأَيدِ يخبطنَ السريحَا
اللغة: تحبسانا: تمنعانا. اجدز: قطع. الشيح: نوع من النبت.
المعني: يخاطب الشاعر صاحبه بقوله: لا تَمنَعنا عن شيِّ اللحم بأن تقلع أصول الشجر، بل خذ منه ما تيسر وأسرع لنا في الشّيّ.
الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. لصاحبى: جار مجرور متعلقان بقلت، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. لا: ناهية. تحبسانا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل، ونا: ضمير في محل نصب مفعول به. بنزع: جار ومجرور متعلقان بتحبس، وهو مضاف. أصولِه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. واجدزَّ: الواو حرف عطف، اجدز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. شيحا: مفعول به منصوب.
وجملة (قلت): بحسب ما قبلها. وجملة (لا تحبسانا): في محل نصب مقول القول. وجملة (اجدزَّ شيحا): معطوفة عليّ جملة تحبسانا.
الشاهد فيه قوله: (تحبسانا) إذ خاطب المفرد بصيغة المثنى، ودليل أن خطابه للمفرد: عطفه عليه بالمفرد عندما قال: (واجدزّ).
وقيل: يجمع بَينَ الألفين ساكنين، وسواء كَانَ ذلك بعد ألف التّثنية أَو بعد الألف الفاصلة؛ فتقول:(يا زيدانِ اضرباء)، و (يا هندان اضرباء)، و (يا زيدان هل تضرباء)، و (يا هندات اضربناء)، بهمزة بعد الألف.
وأما فِي الوصل فتثبت ساكنة عند القائلين بوقوعها بعد الألف؛ نحو: (يا زيدان اضربانْ عمرًا ولَا تضربانْ عمرًا)، و (يا هندات اضربنانْ زيدًا) ولَا يبالون بالتقاء السّاكنين علَئ غير حده هنا كما سبق ذكره.
والجمهور: علَى المنع؛ ولكن تبدل ألفًا، ثم همزة علَى قول يونس كما سبق؛ نحو:(اضرباء الرّجل يا زيدان)، و (اضربناء الرّجل يا هندات).
واللَّه الموفق
* * *