المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعمال اسم الفاعل - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌[مصدر (فَعَل)]

- ‌[مصدر (فَعِل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعَل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعُل)]

- ‌[مصادر غير الثلاثي]

- ‌[مصدر (فعَّل) صحيح اللام]

- ‌[مصدر (فعَّل) مهموز اللام]

- ‌[مصدر (أفعل)]

- ‌[مصدر (أفعل) معتل العين]

- ‌[مصدر ما أوله همزة وصل]

- ‌[مصدر الرباعي]

- ‌[مصدر (تفاعلَ) الرباعي معتل اللام]

- ‌[مصدر (فعلَل)]

- ‌[مصدر (فاعل)]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على الهيئة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من غير الثلاثي]

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها

- ‌[اسم الفاعل من (فعَل) اللازم والمتعدي]

- ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

- ‌الصفة المشبهة

- ‌التَّعَجُّب

- ‌[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]

- ‌نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التَّوكيد

- ‌العطف

- ‌العطف ضربان:

- ‌عَطفُ النّسَق

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيهً

- ‌تنبيه:

- ‌البدل

- ‌تنبيه:

- ‌النداء

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في النِّداء

- ‌تنبيه:

- ‌المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم

- ‌تنبيه:

- ‌أسماء لازمت النّداء

- ‌تنبيهٌ:

- ‌الاستِغَاثة

- ‌النُّدبَة

- ‌[أدوات الندبة]:

- ‌التَّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التَّحْذير وَالإغْراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونَا التّوكيْد

- ‌ما لا يَنصَرِف

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إعرابُ الفِعْل

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌إعمال اسم الفاعل

‌إعمال اسم الفاعل

ص:

428 -

كَفِعْلِهِ اسْمُ فَاعِلٍ فِي الْعَمَلِ

إِنْ كَانَ عَنْ مُضِيِّهِ بِمَعْزِلِ

(1)

ش:

اسم الفاعل: ما دل على حدث وفاعله، جاريًا مجرى الفعل في الحدوث، صالحًا لأن يستعمل: ماضيًا، ومستقبلًا، وحالًا، كالفعل.

- فـ (ما دل على الحدث وفاعله): يُخرج ما دل على الحدث ومفعوله؛ كـ (مضروب).

- (جاريًا مجرى الفعل في الحدوث): يُخرج أفعل التفضيل، والصفة المشبهة؛ لأنهما يدلان على الثبوت فلا يكونان لغير الحال.

وأحسن ما حُدَّ به اسم الفاعل: أنه: ما اشتق من المصدر، لمن قام به، على معنى الحدوث.

فـ (لمن قام به): مُخرج لاسم المفعول؛ فإنه واقع عليه الفعل كما سبق.

والحاصل: أنه يعمل النصب حالًا واستقبالًا:

• لشبهه بالمضارع في ذلك.

• وفي دخول لام الابتداء عليه.

• وجريانه عليه في معناه.

• وفي لفظه أيضًا؛ كالموافقة في الحركات والسكنات.

(1)

كفعله: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وفعل مضاف وضمير الغائب مضاف إليه. اسم: مبتدأ مؤخر، واسم مضاف وفاعل: مضاف إليه. في العمل: متعلق بما تعلق به الجار والمجرور السابق الواقع خبرًا. إلى: شرطية. كان: فعل ماض ناقص، فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى اسم فاعل. عن مضيه: الجار والمجرور متعلق بقوله معزل الآتي، ومضي مضاف، والضمير مضاف إليه. بمعزل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، وتقدير الكلام: إن كان بمعزل عن مضيه فهو كفعله في العمل.

ص: 29

فعمل عمله في الرفع والنصب؛ نحو: (ما ضارب زيدٌ عبده الآن أو غدًا).

ولا يعمل النصب ماضيًا؛ لعدم جريانه على المضارع في المعنى؛ فلا تقول: (أنا ضارب زيدًا أمس)؛ بالنصب؛ إذ لا يقال: (أنا أضرب زيدًا أمس) حتى قال بعضهم: لا شيء على من قال: (أنا قاتل زيدا أمس)؛ لأنه ينصب ماضيًا.

وأجازه الكسائي وهشام وجعفر بن مضاء، واكتفوا في إلحاقه بالفعل الماضي؛ لكونه موافقًا له في المعنى، واستدلوا بقوله تعالى:{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} .

وبقول بعض العرب: (هذا مارٌّ بزيد أمس).

والجمهور: أن الآية من حكاية الحال الماضية، والمعنى:(يبسط ذراعيه)، بدليل:{وَنُقَلِّبُهُمْ} ولم يقل: و (قلبناهم).

وقال الأندلسي: حكاية الحال الماضية: أن تقدر نفسك كأنك موجود في ذلك الزمان، أو تقدر ذلك الزمان موجودًا الآن، ولكن هذا في حق المحلوف لا في حق الحالف، لأن الدنيا والآخرة في علم اللَّه تعالى كالساعة الواحدة.

وأما الثاني: فلم يعمل النصب في مفعول صريح، بل في مجرور، والمجرور يكفي أن يعمل فيه ما فيه رائحة الفعل.

وابن عصفور وجماعة: يعمل الرفع؛ نحو: (أقائم أبوك أمس).

ومنعه عثمان بن جني وعمر الشلوبين.

ولا يعمل مصغرًا ولا موصوفًا، فلا تقول:(أنا ضويرب زيدًا)، و (لا أنا الضارب الشديد زيدًا)؛ لبعده عن شبه الفعل، إذ الفعل لا يصغر ولا يوصف.

وأجازهما الكسائي، واحتج بقول بعضهم:(أظنني مرتجلًا وسويرًا فرسخًا) فنصب (فرسخًا) بـ (سوير) تصغير (سائر).

وقول الآخر:

. . . . . . . . . . . . .

إذا فاقِدٌ خَطْباءُ فَرخَينِ رَجَّعتْ

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ذكرت سليمى في الخليط المزايل

وهو لبشر بن أبي خازم في المقاصد النحوية 3/ 560، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 337 فقد، وفيه (المباين) بدل (المزايل).

ص: 30

فنصب (فرحين)، بـ (فاقد).

ورُد: بأن التقدير: (أسير فرسخًا)، و (فقدت فرخين).

بل ولو جعل (فرسخًا) منصوبًا بنفس الوصف المصغر لا ينهض دليلًا للكسائي؛ لأن (فرسخًا) ظرف، فيكفي أن يعمل فيه ما فيه رائحة الفعل، بخلاف المفعول به كما سبق.

لكن يجوز أن يعمل الموصوف إن تأخر الوصف كما سبق في المصدر؛ كـ (هذا ضارب زيدًا شديدًا)؛ لأن الوصف إنما طرأ بعد العمل.

وأجاز المغاربة: إعمال المصغر وضعًا؛ كقوله:

. . . . . . . . . . . . .

تَرَقرَقُ فِي الأَيدِي كُمَيتٍ عَصِيرُهَا

(1)

= اللغة: الفاقد: التي مات زوجها أو ولدها وهو المراد. الخطباء: التي نزل بها الأمر العظيم. رجّعت: الترجيع ترديد الصوت في الحلق. الخليط: القوم الذين أمرهم واحد.

المزايل: الذاهب.

الشاهد: قوله: (فاقد خطباء فرخين)؛ حيث أعمل اسم الفاعل الموصوف على رأي الكسائي، أما على رأي الجمهور فلا يجوز إعماله، والتقدير عندهم:(فقدت فرخين).

(1)

التخريج: عجز بيت، وصدره: فَمَا طَعم رَاح فِي الزجاجِ مدَامة

وهو لمضرس بن ربعي في الدرر 5/ 266، والمقاصد النحوية 3/ 567، وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 95.

اللغة: الراح: الخمر. الزجاج: جمع الزجاجة، وهي القدح. المدامة: الخمر. ترقرق في الأيدي: تمزج بالماء. كميت: ما كان لونه بين السواد والحمرة.

المعنى: يصف الشاعر رُضاب ورِيقَ أحبَّته بأنه أفضل من ماء المزن أو الخمرة المعتقة.

الإعراب: فما: الفاء: بحسب ما قبلها، وما: نافية. طعم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. راح: مضاف إليه مجرور. في الزجاج: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لراح. مدامة: نعت راح مجرور. ترقرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. في الأيدي: جار ومجرور متعلقان بترقرق. كميت: نعت راح مجرور. عصيرها: فاعل كميت مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة (ما طعم): بحسب ما قبلها. وجملة (ترقرق): في محل جر نعت راح.

الشاهد: قوله: (كميت عصيرها) حيث رفع اسم الفاعل المصغر (كميت) -والذي لم يسمع له مكبر- فاعلًا (عصيرها).

وهناك وواية أخرى برفع (كميتٌ) على أنها خبر مقدم لعصيرها. وعلى هذه الرواية لا شاهد عليه.

ص: 31

حيث رفع (عصيرُها)، بـ (كُميت).

ولا يقال: إن الوصف عمل ماضيًا، في نحو:(كان طعامك آكلًا زيد)؛ لأن الأصل: (زيد آكل طعامك)، فلما دخلت (كان). . قصد حكاية التركيب السابق. ذكره ابنُ إياز.

وادعي: أن (كان) هنا: تامة، و (آكلا): حال من زيد.

واللَّه الموفق

ص:

429 -

وَوَلِيَ اسْتِفْهَامًا أوْ حَرْفَ نِدَا

أَوْ نَفْيًا أوْ جَا صِفَةً أَوْ مُسْنَدَا

(1)

ش:

لما كان اسم الفاعل فرع الفعل في العمل. . اشترط أن يعتمد على شيء قبله؛ حتى لا يساوي ما ناب عنه.

فيعتمد:

• إما على استفهام؛ نحو: (أمكرِمٌ أبوك زيدًا الآن أو غدًا؟).

• أو على حرف نداء؛ كـ (يا ضاربًا زيدًا)، و (يا طالعًا جبلًا).

واستشكل بكون حرف النداء من خصائص الأسماء، فكيف يكون مقربًا لاسم الفاعل من الفعل؟ فالمسوغ كونه وصفًا لمقدر؛ أي:(يا رجلًا ضاربًا زيدًا).

لكن قال أبو حيان في شرح هذا البيت: بل هو عنده من مسوغات العمل بدليل قوله بعده:

(وَقَدْ يَكُوْنُ نَعْتَ مَحْذُوْفٍ عُرِفْ

فَيَسْتَحِقُّ الْعَمَلَ الَّذِي وُصِف)

(1)

وولي: فعل ماض، ويحتمل أن تكون الواو عاطفة فيكون معطوفا على كان، ويحتمل أن تكون الواو واو الحال، فالجملة منه ومن فاعله المستتر فيه: في محل نصب حال، وقبلها (قد) مقدرة. استفهامًا: مفعول به لولي. أو: عاطفة. حرف: معطوف على قوله استفهامًا، وحرف مضاف، وندا: قصر للضرورة: مضاف إليه. أو نفيًا: معطوف على استفهامًا. أو: عاطفة. جا: قصر للضرورة: فعل ماض معطوف على ولي، وفيه ضمير مستتر فاعل. صفة: حال من فاعل جاء. أو: حرف عطف. مسندًا: معطوف على قوله صفة.

ص: 32

• أو على نفي؛ نحو: (ما ضارب زيد أحدًا الآن أو غدًا).

وقوله: (أوْ جَا صِفَةً) يشمل: ما إذا كان نعتًا أو حالًا. . فيعمل؛ كـ (مررت برجل ضارب عبدًا الآن)، و (جاء زيد قاصدًا خيرًا).

وقوله: (أَوْ مسْنَدَا) يشمل: ما إذا كان خبرًا؛ نحو: (زيد ضارب عمرًا) ومع ناسخ؛ نحو: (إن زيدًا ضارب عمرًا).

وقد يقدر الاستفهام؛ كقوله:

لَيتَ شِعرِي مُقيمُ العُذرِ قَومِيْ؟

. . . . . . . . . . . . .

(1)

التقدير: (أمقيم العذر؟).

وأجاز الأخفش والكوفيون: أن يعمل من غير أن يسبق بشيء.

واللَّه الموفق

ص:

430 -

وَقَدْ يَكُوْنُ نَعْتَ مَحْذُوْفٍ عُرِفْ

فَيَسْتَحِقُّ الْعَمَلَ الَّذِي وُصِفْ

(2)

(1)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: ليَ أم هُمْ فِي الحُبّ لِي عاذِلونا

ولم ينسب لقائل معين. وينظر الشاهد في: شرح المصنف (3/ 74)، والتذييل والتكميل (4/ 803)، والهمع (2/ 95)، والدرر (2/ 128).

اللغة: ليت شعري: ليت علمي حاصل، والمقصود منه التمني.

الشاهد: قوله: (مقيم العذر قومي)؛ حيث أعمل اسم الفاعل، وهو قوله:(مقيم) فرفع الفاعل، وهو (قومي) ونصب المفعول به، وهو (العذر) لكونه معتمدًا على همزة الاستفهام المحذوفة، والتقدير:(أمقيم العذر).

(2)

وقد: حرف تقليل. يكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى اسم الفاعل. نعت: خبر يكون، ونعت مضاف ومحذوف: مضاف إليه. عرف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، والجملة في محل جر نعت لقوله (محذوف). فيستحق: فعل مضارع معطوف بالفاء على يكون، وفاعله ضمير مستتر فيه. العمل: مفعول به ليستحق. الذي: اسم موصول: نعت للعمل، وجملة. وصف: من الفعل الماضي المبني للمجهول ونائب الفاعل المستتر فيه لا محل لها صلة الذي.

ص: 33

ش:

سبق أن اسم الفاعل يعمل إذا كان نعتًا لمذكور، وقد يحذف المنعوت فيستحق النعت العمل المذكور؛ كقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} ، فـ (ألوانه): مرفوع بـ (مختلف)، وهو نعت لمحذوف؛ أي:(صنف مختلف ألوانه).

وكقول الشاعر:

كَنَاطِحٍ صَخْرةً يَومًا لِيُوهِنَهَا

. . . . . . . . . . . . .

(1)

أي: (كوعل ناطح صخرة).

وقوله:

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فلم يضرها ولكن أوهى قرنه الوعل

وهو للأعشى في ديوانه ص 111، وشرح التصريح 2/ 66، والمقاصد النحوية 3/ 529، وبلا نسبة في الأغاني 9/ 149، وأوضح المسالك 3/ 218، والرد على النحاة ص 74، وشرح ابن عقيل ص 421.

اللغة: يوهنها: يضعفها. لم يضرها: لم يضر بها. أوهى: أضعف. وأوهى قرنه: أي كسره. الوعل: تيس الجبل.

المعنى: يشبه رجلًا غبيًا بتيس الجبل الذي ينطح صخرة ليفلقها، فلا يضيرها وإنما يكسر قرنه.

الإعراب: كناطح: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: هو كائن. صخرة: مفعول به لاسم الفاعل ناطح منصوب. يومًا: ظرف متعلق بناطح. ليوهنها: اللام للتعليل، يوهن: فعل مضارع منصوب بالفتحة، وها: ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو. فلم: الفاء: الفصيحة، أو حرف عطف، لم: حرف نفي وقلب وجزم. يضرها: فعل مضارع مجزوم، وها: في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو. وأوهى: الواو: حرف عطف، أوهى: فعل ماض. قرنه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. الوعل: فاعل مرفوع.

وجملة (كناطح صخرة) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية وجملة (يوهنها) المؤولة بمصدر: في محل جر بحرف الجر. وجملة (لم يضرها) الفعلية: معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة (أو هي قرنه الوعل) الفعلية: معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (كناطح صخرة)؛ حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله:(ناطح) عمل فعله، فنصب به (صخرة) اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: كوعل ناطح صخرة.

ص: 34

وَكَم مَالِئٍ عَينَيهِ مِن شَيءِ غَيرِهِ

. . . . . . . . . . . . .

(1)

أي: (شخص مالئ).

وقوله:

فَيَا مُوقِدًا نَارَا لِغَيرِكَ ضَوؤُهَا

. . . . . . . . . . . . .

(2)

ومنه: (يا طالعًا جبلًا) كما تقدم.

وسبق كلام أبي حيان فيه.

واللَّه الموفق

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إذا راحَ نحوَ الجمرَةِ البيضُ كالدُّمَى

وقائله الشاعر المشهور عمر بن أبي ربيعة المخزومي في بنت مروان بن الحكم، وكانت قد حجت، وباقي القصة في الحلل.

ينظر: الشعر والشعراء (2/ 557)، والبيت في ديوانه (ص 8)، ورواية سيبويه (1/ 165)، والأعلم (1/ 83)، والأغاني (1/ 62)، (8/ 53)، كرواية الديوان، وينظر في التذييل والتكميل (4/ 386)، والجمل للزجاجي (ص 97)، وأمالي المرتضي (ص 506)، والكامل للمبرد (2/ 10).

ويروى (البيض) بالرفع وهو المشهور، ويروى (البيضِ) بالخفض على البدل من (شيء)، كأنه قال: وكم مالئ عينيه من البيض كالدمى.

اللغة: من شيء غيره: يعني نساء غيره، الجمرة: موضع رمي الجمار بمنى، وسميت جمرة العقبة، والجمرة الكبرى، وهي تلي مكة من آخر منى، والبيض: النساء البيض، والدمى: جمع دمية، الصور، تشبه النساء بها، لما يبذل في تحسينها، ولما لهن من الوقار.

والمعنى: وكم مالئ عينيه من النظر إلى نساء غيره الجميلات، إذا راح لرمي الجمرة بمنى.

الشاهد: قوله: "وكم مالئ عينيه من شيء غيره"؛ حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله:(مالئ) عمل فعله، فنصب به (عينيه) اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: شخص مالئ.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: ويا حاطبًا في غير حبلك تحطب

وهو بلا نسبة في تذكرة النحاة ص 727؛ والدرر 3/ 18؛ وهمع الهوامع 1/ 172.

الشاهد: قوله: (موقدًا نارًا) حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله:(موقدا) عمل فعله، فنصب به (نارًا) اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: رجلًا موقدًا.

ص: 35

ص:

431 -

وَإِنْ يَكُنْ صِلَةَ (أَلْ) فَفِي الْمُضِي

وغَيْرِهِ إِعْمَالُهُ قَدِ ارْتُضِي

(1)

ش:

إذا وقع اسم الفاعل صلة الألف واللام. . جاز أن يعمل في المضي وغيره؛ لأنه في هذه الحالة أشبه الفعل من حيث وقوعه صلة، وحق الصلة: أن تكون جملة كما علم، فتقول:(هذا الضارب زيدًا أمس)، و (هذا القاتل عمرًا الآن وغدًا)؛ فإن قصد بـ (أل) مجرد التعريف. . بطل العمل؛ لأن المعرفة تمنع تقدير الفعل.

والرماني وطائفة: إن اسم الفاعل لا يعمل إذا كان صلة الألف واللام إلا ماضيًا فقط.

وقيل: لا يعمل مطلقًا، والمنصوب بعده منصوب بفعل محذوف؛ أي:(هذا الضاربُ يضرب زيدًا).

وعن الأخفش: أن (زيدًا) منصوب على التشبيه بالمفعول.

• ويجوز في اسم الفاعل:

أن يعمل محذوفًا كما سبق في الاشتغال.

وأن يتقدم معموله عليه؛ نحو: (أنا زيدًا ضارب)، ما لم ينعت، خلافًا للكسائي في جواز:(أنا زيدًا ضارب أيُّ ضاربٍ).

• ويمتنع التقديم مع المحلى بـ (أل): فلا يقال: (أنا زيدًا الضارب)؛ لأن الموصولة يتقدمها معمول صلتها كما علم.

• وكذا مع المجرد إذا وقع مضافًا إليه: فلا يقال: (أنا زيدًا مثل ضارب) على

(1)

وإن: شرطية. يكن: فعل مضارع ناقص فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى اسم الفاعل. صلة: خبر يكن، وصلة مضاف. وأل: قصد لفظه: مضاف إليه. ففي المضي: الفاء لربط الجواب بالشرط، والجار والمجرور متعلق بارتضي الآتي في آخر البيت. وغيره: الواو عاطفة، وغير: معطوف بالواو على المضي، وغير مضاف والهاء مضاف إليه. إعماله: إعمال: مبتدأ، وإعمال مضاف والهاء مضاف إليه. قد: حرفت تحقيق. ارتضي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى إعمال، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 36

تقدير: (أنا مثل ضارب زيدًا)، بخلاف:(أنا زيدًا غير ضارب) كما سبق في آخر الإضافة مفصلًا.

ونحو: (ليس زيد عمرًا بضارب).

ومنعها المبرد فيما نقل عنه.

واللَّه الموفق

ص:

432 -

فَعَّالٌ أَوْ مِفْعَالٌ أَوْ فَعُوْلُ

فِي كَثْرَةٍ عَنْ فَاعِلٍ بَدِيلُ

(1)

433 -

فَيَسْتَحِقُّ مَا لَهُ مِنْ عَمَل

وَفِي فَعِيْلٍ قَلَّ ذَا وَفَعِل

(2)

ش:

اسم الفاعل المتقدم ذكره يجوز أن تحول صيغته التي هي على (فاعل) إلى هذه الأوزان الخمسة؛ لقصد المبالغة والتثكير، ولهذا تسمى: أمثلة المبالغة وتعمل كما تقدم.

وأنكر الكوفيون: إعمالها؛ لكونها زادت على الفعل معنى بالمبالغة، وليس في أفعالها مبالغة، وأولوا ما ظاهره النصب بها على إضمار فعل.

وقال أبو بكر بن طاهر: تعمل ماضيًا فقط.

والمعتمد: النصب بها نفسها، وهي:(فعال)، و (مفعال)، و (فعول)، و (فعيل)، و (فَعِل).

ومنع أكثر البصريين: إعمال الأخيرين.

والوجه: أنه قليل، ومن شواهد هذه الأمثلة؛ قوله:

(1)

فعال: مبتدأ، وليس نكرة، بل هو عَلَم على زنة خاصة. أو مفعال: معطوف عليه. أو فعول: معطوف على مفعال. في كثرة، عن فاعل: متعلقان بقوله بديل الآتي. بديل: خبر المبتدأ.

(2)

فيستحق: الفاء للتفريع، يستحق: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على المذكور من الصيغ. ما: اسم موصول: مفعول به ليستحق. له: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول. من عمل: بيان لما. وفي فعيل: جار ومجرور متعلق بقوله قلَّ الآتي. قلَّ: فعل ماض. ذا: اسم إشارة: فاعل بقل. وفعل: معطوف على فعيل.

ص: 37

أَخَا الحَربِ لَبَّاسًا إِلَيهَا جِلَالَهَا

. . . . . . . . . . . . .

(1)

فنصب (جلالَها)، بـ (لبَّاس).

وقوله:

ضَرُوبٌ بِنَصلِ السَّيفِ سُوق سمَانِها

. . . . . . . . . . . . .

(2)

(1)

التخريج: قائله القُلاخ بن حزن بن جناب المنقري، وهو من الطويل.

وتمام البيت: وليس بولاج الخوالف أعقلا

الأشموني 243/ 2، وابن هشام 16/ 3، وابن عقيل 86/ 2، وابن الناظم، وذكره سيبويه 57/ 1، وابن يعيش 70/ 6، والشذور ص 407، والقطر ص 279.

اللغة: أخا الحرب: أي: مؤاخيها وملازمها، إليها: إلى بمعنى اللام، جلالها -بكسر الجيم- جمع جل، والمراد ما يُلبَس من الدروع ونحوها، ولاج: كثير الدخول، الخوالف: جمع خالفة -وهو عماد البيت- وهو المراد، أعقلا: الأعقل: الذي تصطك ركبتاه من الفزع.

المعنى: يمتدح الشاعر نفسه بالإقدام، ويقول: إنه رجل حرب يلبس لها لباسًا، ويقتحمها إذا شبت نيرانها، ولا يختبئ في البيوت أو الخيام فزعا.

الإعراب: أخا: حال من ضمير مستتر في بيت قبله، الحرب: مضاف إلى أخا، لبَّاسًا: حال أخرى، إليها: متعلق به، جلالها: مفعول لباسا، وها مضاف إليه، وليس: فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه، بولاج: الباء زائدة، وولاج: خبر ليس. الخوالف: مضاف إليه، أعقلا: خبر ثانٍ للبس.

الشاهد قوله: (لباسا. . . جلالها)، فإنه قد أعمل (لبّاسا) -وهو صيغة مبالغة- عمل الفعل، فنصب به المفعول وهو (جلالها)، وقد اعتمد على وصف مذكور وهو (أخا الحرب).

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إذا عَدِموُا زادًا فإنّكَ عاقِرُ

وهو لأبي طالب بن عبد المطلب في خزانة الأدب 4/ 242، 258، 8/ 146، 147، 157، والدرر 5/ 271، وشرح أبيات سيبويه 1/ 70، وشرح التصريح 2/ 68، وشرح المفصل 6/ 70، والكتاب 1/ 111، والمقاصد النحوية 3/ 539، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 221، وشرح قطر الندى ص 275، والمقتضب 2/ 114، وهمع الهوامع 2/ 97.

اللغة والمعنى: ضروب: كثير الضرب. نصل السيف: حديدته. السوق: الساق. سمانها: سمينها. عدموا: فقدوا.

المعنى: يقول: إنه كريم ينحر للأضياف سمين النوق.

الإعراب: ضروب: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. بنصل: جار ومجرور متعلقان بضروب، وهو مضاف. السيف: مضاف إليه مجرور. سوق: مفعول به لصيغة المبالغة ضروب، وهو مضاف. سمانها: مصاف إليه مجرور، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. عدموا: فعل ماض، والواو: فاعل. زادًا: مفعول به =

ص: 38

فنصب (سوق)، بـ (ضروب).

وقول بعضهم: (إنه لمِنحارُ بوائكَها) بالنصب جمع (بائكة) وهي: الناقة.

وقول الآخر: (أما العسلَ فأنا شرَّاب).

وفيه إعمال ما بعد الفاء فيما قبلها، وهو جائز في مثل هذا، وسبق في الاشتغال.

وفيه أيضًا تقديم المعمول، وهو جائز؛ كقوله:

. . . . . . . . . . . . .

كَريمٌ رُؤُوسَ الدَّارِعينَ ضَرُوبُ

(1)

فنصب (رؤوسَ)، بـ (ضروبُ).

= منصوب. فإنك: الفاء: واقعة في جواب الشرط، إن: حرف مشبه بالفعل، والكاف: في محل نصب اسم إن: عاقر: خبر إن مرفوع.

وجملة (ضروب) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة (عدموا) الفعلية: في محل جر بالإضافة. وجملة (إنك عاقر) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

الشاهد قوله: (ضروب. . . سوق سمانها) حيث عملت صيغة المبالغة، وهي قوله (ضروب) عمل الفعل، فرفعت الفاعل، وهو الضمير المستتر فيه، ونصبت المفعول، وهو قوله:(سوق).

(1)

التخريج: عجز بيت وصدره: بكيتُ أخا اللأواء يحمد يومه

وهو بلا نسبة في شرح أبيات سيبويه 1/ 412، وشرح عمدة الحافظ ص 679، والكتاب 1/ 111.

اللغة: اللأواء: الشدة. الدارعين: لابسي الدروع.

المعنى: يرثي الشاعر رجلًا عظيمًا يدخر ليوم الشدة، كريم، محمودة أفعاله، قوي، ماهر باستعمال السيف والسلاح، تهابه الأعداء.

الإعراب: بكيت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أخا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة. اللأواء: مضاف إليه مجرور. يحمد: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. يومه: نائب فاعل مرفوع، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. كريم: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. رؤوس: مفعول به منصوب مقدم لصيغة المبالغة ضروب. الدارعين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. ضروب: خبر ثانٍ مرفوع.

وجملة (بكيت أخا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يحمد يومه): في محل نصب صفة. وجملة (هو ضروب): في محل نصب صفة.

الشاهد: قوله: (رؤوسَ الدارعين ضروب) حيث أعمل صيغة مبالغة اسم الفاعل (ضروب)، فنصبت مفعولًا (رؤوس) مع تقدمه عليها.

ص: 39

ومن إعمال (فعيل) قول بعض العرب: (إن اللَّه سميعٌ دعاءَ من دعاه).

ومن إعمال (فعِل)؛ قوله:

حَذِرٌ أمورًا لَا تَضِيرُ وَآمِنٌ

مَا لَيسَ مُنجِيهِ مِنَ الأَقدَارِ

(1)

فنصب (أمورًا) بـ (حذر).

وقيل: وضعه أبو يحيى اللاحقي

(2)

.

(1)

التخريج: البيت لأبان اللاحقي في خزانة الأدب 8/ 169، والمقاصد النحوية 3/ 543، وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 157، وشرح أبيات سيبويه 1/ 409، وشرح المفصل 6/ 71، 73، والكتاب 1/ 113، ولسان العرب 4/ 176 حذر، والمقتضب 2/ 116.

اللغة: لا تضير: لا تؤذي ولا تخاف لها عاقبة. وآمن من الأقدار ما ليس ينجيه: يقول: الإنسان لقلة علمه وضعفه في نفسه يحذر ما لا يضيره، ويأمن ما لا ينجو منه.

و (حذِر): مرفوع على كلام متقدم، و (آمن): معطوف عليه، و (ما): بمعنى الذي.

المعنى: يصف الشاعر إنسانًا جاهلًا بقوله: إنه يحذر ما لا ينبغي الحذر منه، ويأمن ما لا ينبغي أن يؤمن.

الإعراب: حذر: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. أمورًا: مفعول به. لا: نافية. تضير: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هي. وآمن: الواو حرف عطف، آمن: معطوف على حذر مرفوع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ (آمن). ليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. منجيه: خبر ليس منصوب بالياء، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. من الأقدار: جار مجرور متعلقان بمنجيه.

وجملة (حذر): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا تضير): فى محل نصب نعت أمورًا. وجملة (ليس منجيه): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد قوله: (حذر أمورًا) حيث عملت صيغة المبالغة (حذر) عمل فعلها، فنصبت مفعولًا به أمورًا.

(2)

قال في شرح أبيات سيبويه 1/ 270:

وقد زعم قوم أن أبا يحيى اللاحقي حكى أن سيبويه سأله عن شاهد في إعمال (فَعِل) فعمل له البيت.

وإذا حكى أبو يحيى مثل هذا عن نفسه، ورضي أن يخبر أنه قليل الأمانة، وأنه أؤتمن على الرواية الصحيحة فخان. . لم يكن مثله يقبل قوله، ويعترض به على ما قد أثبته سيبويه.

وهذا الرجل أحب أن يتجمل بأن سيبويه سأله عن شيء، فخبر عن نفسه بأنه فعَلَ ما يبطل الجَمَالَ، ويثبت عليه عار الأبد. ومن كانت هذه صورته. . بعد في النفوس أن يسأله سيبويه عن شيء.

وقال في خزانة الأدب 8/ 171 - 172: =

ص: 40

وصوغ هذه الأمثلة مطرد من الثلاثي.

وقد صيغ بعضها من (أَفعَلَ): كـ (درَّاك)، و (مِعطاء)، و (مِعوَان)، و (نَذير)، و (سميع)، و (بديع)، من:(أدرَك)، و (أَعطى)، و (أَعان)، و (أَنذر)، و (أَسمع)، و (أَبدع).

تنبيه:

زاد ابن خروف إعمال (فعِّيل): كـ (زيد شِرِّيبٌ الخمرَ) بالنصب، وأجازه أيضًا ابن ولَّاد، حكاه أبو حيان

(1)

.

و (شِرِّيب): من المبالغة سماعًا.

ومثله: (كُبَّار)، و (عُجَاب): بمعنى (عجيب).

وذكر بعضهم: أن صفات اللَّه التي على صيغة المبالغة: مجاز؛ لأن المبالغة تكون في صفات تقبل الزيادة والنقصان، وصفات اللَّه تعالى منزهة عن ذلك.

وفي "الكشاف": المبالغة في (التوَّاب) على كثرة من يتوب عليه

(2)

.

والجمهور: أن (الرحمن) أبلغ من (رحيم).

قال السهيلي: لأنه على صيغة التثنية، والتثنية تضعيف، فكأن البناء تضاعفت فيه الصفة.

وابن الأنباري: أن (الرحيم) أبلغ؛ لأنه جاء على صيغة الجمع؛ كـ (عبيد).

وذهب قطرب: إلى أنهما سواء، وسيأتي في آخر النعت.

واللَّه الموفق

= وَقَالَ أَبو نصر هَارون بن موسَى: وَهَذَا ضعيفٌ فِي التَّأوِيل وَكَيف يصلح أَن ينسب اللاحقي إِلَى نَفسه مَا يضع مِنه وَلَا يحل؟!! أَو كَيفَ يجوز هَذَا على سِيبَوَيه وَهوَ المَشهور فِي دينه وَعلمه وعقله وَأَخذه عَن الثِّقَات الَّذين لَا اختِلَاف فِي عَمَلهم وَصِحَّة نقلهم).

وَإِنَّمَا أَرَادَ اللاحقي بقوله: (فَوضعت لَه هَذَا البَيت): فرويته.

(1)

ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب: 5/ 2283.

(2)

الكشاف 4/ 374.

ص: 41

ص:

434 -

وَمَا سِوَى الْمُفْرَدِ مِثْلَهُ جُعِلْ

فِي الْحُكْمِ وَالشُّرُوْطِ حَيْثُمَا عَمِلْ

(1)

ش:

ما سوى المفرد: كالمفرد في العمل بالشروط المتقدمة. .

- فشمل المثنى والمجموع؛ كـ (جاء الضاربان زيدًا)، و (القاتلون عَمرًا)، و (الضاربات بكرًا)، قال تعالى:(هل هن كاشفاتٌ ضُرَّهُ) بتنوين (كاشفات) ونصب (ضره).

{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا} .

وشمل جمع التكسير، فيعمل؛ لأنه جار مجرى الآحاد، بدليل وصف الجمع بالواحد؛ كـ {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} ، ووصف الواحد بالجمع؛ كقولهم:(برمةٌ أعشارٌ)، فتقول:(جاء الضُّرَّاب زيدًا).

ومنه قولُ الشاعرِ:

ثُمَّ زَادُوا أَنَّهُم فِي قَومِهِمْ

غُفُرٌ ذَنْبَهُم غَيرَ فُخُرْ

(2)

(1)

وما: اسم موصول مبتدأ. سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول. وسوى مضاف والمفرد: مضاف إليه. مثله: مثل: مفعول ثان لجعل مقدم عليه. جُعِلْ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، وهو المفعول الأول، والجملة من جُعِل ومفعوليه: في محل رفع خبر المبتدأ. في الحكم: جار ومجرور متعلق بجعل. والشروط: معطوف بالواو على الحكم. حيثما: حيث: ظرف متعلق بجعل، وما: زائدة. عمل: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة في محل جر بإضافة حيث إليها.

(2)

التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص 55، وخزانة الأدب 8/ 188، والدرر 5/ 274، وشرح أبيات سيبويه 1/ 68، وشرح التصريح 2/ 69، وشرح عمدة الحافظ ص 682، وشرح المفصل 6/ 74، 75، والكتاب 1/ 113، والمقاصد النحوية 3/ 548، ونوادر أبي زيد ص 10، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص 357، وشرح ابن عقيل ص 426، وهمع الهوامع 2/ 97.

اللغة: الغُفُر: جمع الغفور، وهو الذي يتغاضى عن الذنب، ويعفو عنه. الفُخُر: جمع الفخور، وهو المعتد بنفسه، المتباهي.

المعنى: يقول: إنهم فضلًا عن فوتهم وقدرتهم يغفرون ذنوب المسيئين دون أن يتملكهم الغرور، =

ص: 42

فنصب (ذنبهم)، بـ (غُفُر) جمع (غفور).

وقوله: (فُخُر): جمع فخور.

وقول الآخر:

. . . . . . . . . . . . .

أَوَالفًا مَكَّةَ مِن وُرقِ الحَمِي

(1)

فنصب (مكة) بـ (أوَالِفًا) جمع (آلفة) كـ (ضاربه).

و (الحمي) أصله: (الحَمام) بفتح الحاء، فحذفت الميم الأخيرة، وقلبت الألف ياء، ثم قلبت فتحة الميم كسرة للقافية.

وقيل: حذفت الألف، وأبدلت الميم الثانية ياء، وقلبت فتحة الميم كسرة.

= ويعصف بهم التكبر.

الإعراب: ثم: حرف عطف. زادوا: فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. أنهم: حرف مشبه بالفعل، وهم: ضمير في محل نصب اسم إن في قومهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من اسم أن، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. غفر: خبر أن مرفوع. ذنبهم: مفعول به لغفر، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. غير: خبر ثان لـ (أن) مرفوع، وهو مضاف. فخر: مضاف إليه مجرور، وسكن للضرورة الشعرية.

وجملة (زادوا): معطوفة على جملة سابقة. وجملة (أنهم غفر): في محل نصب مفعول به.

الشاهد: قوله: (غفر ذنبهم)؛ حيث أعمل صيغة المبالغة (غفر) إعمال مفرده (غفور) الذي يعمل عمل فعله، فنصب المفعول (ذنب)، وقد اعتمدت صيغة المبالغة على مخبر عنه مذكور، وهو اسم أن.

(1)

التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 453، والدرر 3/ 49، والكتاب 1/ 26، 110، ولسان العرب 15/ 293 م نى، وما ينصرف وما لا ينصرف ص 51، والمحتسب 1/ 78، والمقاصد النحوية 3/ 554، 4/ 285، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 294، والإنصاف 2/ 519، والخصائص 3/ 153، والدرر 6/ 244، ورصف المباني ص 178، وسر صناعة الإعراب 2/ 721، وشرح التصريح 2/ 189، وشرح المفصل 6/ 75، وهمع الهوامع 1/ 181، 2/ 157. وقبله: وَالقَاطِنَاتُ البَيْتَ غَير الرّيمِ

اللغة: أوالفًا: أي التي تألف المكان وترضى العيش فيه. الورق: ج الورقاء، وهي الحمامة البيضاء.

الإعراب: أوالفًا: حال من القاطنات في البيت السابق. مكة: مفعول به لـ (أوالفًا). من ورق: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت أوالفًا، وهو مضاف. الحمى: مضاف إليه.

الشاهد: قوله: (أوالفًا مكة) حيث عمل اسم الفاعل (أوالفًا) عمل فعله، فنصب مفعولًا به (مكة).

ص: 43

وقال آخر:

مِمَّنْ حَمَلْنَ به وهُنَّ عَواقِدٌ

حُبُكَ النِّطاق، فشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّلِ

(1)

(1)

التخريج: هذا البيت من الكامل، قاله أبو كبير الهذلي يمدح تأبط شرا وكان زوج أمه، من قصيدة رائعة، والبيت في الكتاب (1/ 104)، والإنصاف (ص 489)، وابن يعيش (6/ 74)، والمغني (ص 686)، والعيني (3/ 558)، والخزانة (3/ 466).

وهي كما في الحماسة البصرية:

ولقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ

جَلْدٍ مِن الفِتْيانِ غَيْرِ مُثَقَّلِ

مِمَّنْ حَمَلْنَ به وهُنَّ عَواقِدٌ

حُبُكَ النِّطاق، فشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّلِ

ومُبَرَّإٍ مِن كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ

وفَسادِ مُرْضِعةٍ، وداءٍ مُغْيلِ

حَمَلَتْ به في لَيْلَةٍ مَزْؤودَةٍ

كَرْهًا، وعَقْدُ نِطاقِها لَمْ يُحْلَلِ

فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ، مُبَطَّنًا

سُهُدًا، إِذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ

فإِذا نَبَذْتَ له الحَصاةَ رَأَيْتَهُ

ينزُو لوقعَتها طمور الأخيلِ

وإذا يهب من المنام رأيته

كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاقِ ليس بزمل

ما إن يمس الأرض إلا منكب

منه وحرف الساق طَيَّ المِحْمَلِ

وإِذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رَأَيْتَهُ

يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأجْدَلِ

وإِذا نَظَرْتَ إلى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ

بَرَقَتْ، كَبَرْقِ العارِضِ المُتَهَلِّلِ

صَعْبُ الكَرِيهَةِ، لا يُرامُ جَنابةُ

ماضِي العَزِيمَةِ كالحُسامِ المِقْصَل

يَحْمِي الصِّحَابَ إِذا تكُونُ كَرِيهَةٌ

وإِذا هُمُ نَزَلُوا فَمَأْوَى العُيَّل

اللغة: الضمير في قوله: (حملن) يعود إلى النساء، وإن لم يجر لهن ذكر، ولكن لما كان المراد مفهومًا. . جاز هذا الإضمار، الحبك: بضم الحاء المهملة والباء الموحدة جمع حبيك، والحبك: الطرائق، والنطاق: بكسر النون بزنة الكتاب - ما تشده المرأة في حِقوِها وتقول: انتطقت المرأة إذا لبست النطاق، وشب: قوي وترعرع، ورواية الكتاب "فعاش". والمهبل: المدعو عليه بالهبل وهو الثكل، وقيل: هو المعتوه الذي لا يتماسك.

المعنى: يقول: إن هذا الفتى من الفتيان الذين حملت أمهاتهم بهم وهن غير مستعدات للفراش فنشأ محمودًا مرضيًّا.

الإعراب: (ممن) مِن: حرف جر. مَن: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة ثالثة في البيت السابق. حملن: فعل وفاعل. به: جار ومجرور متعلقان بالفعل حملن، وجملة (حملن به): لا محل لها صلة الموصول، =

ص: 44

فنصب (حُبكَ)، بـ (عَواقد): جمع (حبيكة).

و (مهبَّل): من هبله اللحم إذا كثر عليه.

ومن إعمال المجموع من أمثلة المبالغة قوله:

أَتَانِي أَنَّهُم مَزِقُونَ عِرضِيْ

. . . . . . . . . . . . .

(1)

= والعائد الضمير المجرور في (به). وهن عواقد: الواو: واو الحال. هن: ضمير مفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. عواقد: خبر المبتدأ مرفوع، وفيه ضمير مستتر هو فاعله، لأنه جمع عاقدة، ونون للضرورة، إذ هو ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع، والجملة الاسمية في محل نصب حال من نون النسوة في (حملن) العائدة على النسوة، ولم يجر له ذكر، لكنه مفهوم من المقام، حبكَ: مفعول به لعواقد، وهو مضاف والنطاق: مضاف إليه من إضافة الصفة للموصوف، أي النطاق المحبوك. (فشب) الفاء: حرف عطف مفيد للسببية، شب: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى تأبط شرًا الموصوف بهذه الصفات. غير: حال من فاعل شب المستتر؛ وهو مضاف ومهبل: مضاف إليه، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه. وجملة (شب غير مهبل) معطوفة على جملة (حملن به).

الشاهد: قوله: (عواقد حبك)؛ إذ أعمل صيغة اسم الفاعل المجموعة عمل الفعل فنصب بها المفعول بها (حبك).

(1)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: جِحَاشُ الكرمَلين لَهَا فَدِيد

وهو لزيد الخيل في ديوانه ص 176، وخزانة الأدب 8/ 169، والدرر 5/ 272، وشرح التصريح 2/ 68، وشرح عمدة الحافظ ص 680، وشرح المفصل 6/ 73، والمقاصد النحوية 3/ 545، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 224، وشرح ابن عقيل ص 425، وشرح قطر الندى ص 275، والمقرب 1/ 128.

اللغة: أتاني: بلغني مزقون: جمع المزق، وهو صيغة مبالغة من مزق، تعني: كثير الهتك. العِرض: موضع المدح والذم. جحاش: جمع جحش، وهو صغير الحمار. الكِرملَين: اسم ماء في جبل طيئ. فديد: صوت الماشية.

المعنى: يقول: بلغني أن هؤلاء الناس قد هتكوا عرضي، فلم أهتم لأقوالهم لأنهم بمثابة أصوات الجحاش التي ترد ماء الكرملين للشرب.

الإعراب: أتاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به. أنهم: أنّ حرف مشبه بالفعل، وهم: ضمير في محل نصب اسم أن. مزقون: خبر أن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. عرضي: مفعول به لاسم المبالغة مزقون، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. جِحاش: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الكرملين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. لها: جار ومجرور متعلقان =

ص: 45

جمع (مَزِق)، كـ (حذِر).

وقد جاء النصب مع سقوط النون؛ نحو: (جاء الضاربو بكرًا)، وسبق في الإضافة مفصلًا مشبعًا.

واللَّه الموفق

ص:

435 -

وَانْصِبْ بِذِي الإِعْمَالِ تِلْوًا واخْفِضِ

وَهْوَ لِنَصْبِ مَا سِوَاهُ مُقْتَضِي

(1)

ش:

اسم الفاعل يجوز أن يضاف لتلوه؛ أي: لمعموله التالي له طلبًا للتخفيف؛ كـ (هذا ضاربُ زيدٍ غدًا).

والزجاج: أن الأولى التنوين والنصب.

وقرئ بالوجهين: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} ، {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} .

- وربما نصب بغير المنون؛ كقول الشاعر:

فألْفَيْتُهُ غيرَ مُستَعْتِبٍ

وَلَا ذَاكِرَ اللَّه إلَّا قَليِلا

(2)

= بمحذوف خبر مقدم. فديد: مبتدأ مرفوع. ويجوز اعتبار جحاش خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره: هم.

وجملة (أتاني أنهم) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية وجملة (أنهم) المؤولة بمصدر: في محل رفع فاعل لـ (أتاني). وجملة (جحاش) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (لها فديد) الاسمية: في محل نصب حال، أو في محل رفع خبر المبتدأ.

الشاهد: قوله: (مزقون عرضي) حيث أعمل جمع صيغة المبالغة، فنصب به المفعول به، وهو قوله:(عرضي).

(1)

وانصب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بذي: جار ومجرور متعلق بانصب، وذي مضاف والإعمال: مضاف إليه. تلوا: مفعول به لانصب. واخفض: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. وهو: ضمير منفصل مبتدأ. لنصب: جار ومجرور متعلق بقوله: مقتضي الآتي في آخر البيت، ونصب مضاف وما: اسم موصول مضاف إليه. سواه: سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول، وسوى مضاف والهاء مضاف إليه. مقتضي: خبر المبتدأ الذي هو الضمير المنفصل.

(2)

التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص 54، والأغاني 12/ 315، والأشباه =

ص: 46

فلم يمكنه التنوين؛ لملاقاة الساكن، فنصبه على تقدير التنوين؛ لأن ما يحذف لملاقاة الساكن: منزل منزلة المثبت، نص عليه الفارسي.

- وكذا التثنية والجمع؛ كـ (هذان ضاربان زيدًا الآن)، و (هؤلاء قاتلون عمرًا غدًا)، وإن أضفت. . قلت:(ضاربا زيدٍ)، و (قاتلوا عمرو الآن أو غدًا).

- وكذا جمع التكسير؛ كـ (هؤلاء ضراب زيد الآن أو غدًا)، وإن أضفت. . قلت:(ضُرَّاب زيد غدًا) وتقول: (هؤلاء ضواربُ زيدٍ أمس) بالإضافة، أو (ضواربُ زيدًا غدًا) بنصب (زيد)، ولا ينون (ضوارب) لمنعه الصرف.

وقوله: (تْلِوًا) يحترز به مما لو فصل بين الوصف وتاليه، فلا إضافة ويجب النصب؛ كقوله تعالى:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} .

وربما أضيف مع الفصل؛ كقراءة: (فلا تحسبن اللَّه مخلفُ وعدَه رسلِه)، فـ (مخلفُ): مضاف، و (رسلَه): مضاف إليه، وفصل بينهما بالمفعول الثاني كما سبق في الإضافة.

= والنظائر 6/ 206، وخزانة الأدب 11/ 374، 375، 378، 379، والدرر 6/ 289، وشرح أبيات سيبويه 1/ 190، وشرح شواهد المغني 2/ 933، والكتاب 1/ 169، ولسان العرب 1/ 578 (عتب)، 11/ 447 (عسل)، والمقتضب 2/ 313، والمنصف 2/ 231، وبلا نسبة في رصف المباني ص 49، 359، وسر صناعة الإعراب 2/ 534، ومجالس ثعلب ص 149، ومغني اللبيب 2/ 555، وهمع الهوامع 2/ 199.

اللغة: ألفيته: وجدته. مستعتب: طالب العتبى، وهي الرضا.

المعنى: ما لي أراه غير مكترث وغير طالب الرضا والصفح، ولا مستغفرًا اللَّه ولا ذاكره إلا قليلًا؟! الإعراب: فألفيته. الفاء: بحسب ما قبلها، وألفيته: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبنيّ على الضمّ في محل نصب مفعول به أول. غيرَ: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. مستعتب: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. ولا: الواو: حرف عطف، ولا: حرف زائد لتأكيد النفي. ذاكر: اسم معطوف على غير منصوب. اللَّه: لفظ الجلالة مفعول به لاسم الفاعل (ذاكر) منصوب. إلا: حرف حصر. قليلا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.

وجملة (ألفيته): بحسب ما قبلها.

الشاهد: قوله: (لا ذاكر اللَّه) حيث أراد (ذاكرٍ اللَّه)، فحذف التنوين للضرورة، لا للإضافة، ولهذا نصب لفظ الجلالة (اللَّه) بـ (ذاكر).

ص: 47

وقوله: (وَهْوَ لِنَصْبِ مَا سِوَاهُ مُقْتَضِي) يشير به إلى أن الوصف العامل إذا كان له مفعولان وأضيف إلى أحدهما. . وجب نصب الآخر به فيضاف للتلو، ويقتضي نصب ما سوى التلو، كـ (هذا معطي زيدٍ درهمًا الآن أو غدًا) بجر الأول ونصب الثاني بالوصف المذكور؛ لأنه عامل.

وكذا المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل؛ فإن أضفته لواحد وجب نصب ما عداه؛ كـ (هذا مُعلِمُ زيدٍ عمرًا ذاهبًا الآن أو غدًا) بجر (زيدٍ) ونصب ما سواه بالوصف المذكور.

فإن لم تضف. . نونت الوصف ونصبت الجميع به؛ كـ (هذا معطٍ زيدًا درهمًا غدًا)، و (هذا معلم زيدًا عمرًا ذاهبًا غدًا).

فإن كان الوصف ماضيًا؛ كـ (هذا معطي زيدًا درهمًا أمس). . انتصب (درهمًا) بمحذوف.

وقيل: باسم الفاعل المذكور وإن كان ماضيًا؛ لأنه بالإضافة أشبه مصحوب (أل)، وهو للسيرافي والشلوبين وابن أبي العافية واختاره ابن مضاء.

ويعضدهم: (أنا ظانُّ زيدٍ أمس فاضلًا)؛ إذ لا يصلح هنا تقدير فعل؛ لاستلزام حذف المفعول الثاني لـ (ظان)، فلا يصلح أن يكون التقدير:(أنا ظانُّ زيدٍ أمس أظن فاضلًا) بل وفيه حذف أول مفعولي (أظن) من غير دليل، وقد علم أن الاقتصار على أحد مفعولي (ظن) لا يجوز.

ويتعلق الحرف بفعل محذوف في نحو: (أنت مارٌّ بزيد أمس)؛ لأن الوصف لا يعمل ماضيًا كما علم.

أو أن مثل هذا يغتفر؛ لكونه لم يعمل النصب في مفعول صريح، وسبق ذكره أول الباب.

واللَّه الموفق

ص: 48

ص:

436 -

وَاجْرُرْ أَوِ انْصِبْ تَابِعَ الَّذِي انْخَفَضْ

كَمُبْتَغِي جَاهٍ مَنْ نَهَضْ

(1)

ش:

إذا أضيف الوصف العامل لمعموله وأتبع المعمول بمعطوف. . جاز في المعطوف الجر؛ كـ (هذا ضار زيد وعمرٍو الآن أو غدًا) والنصب على موضع المعطوف عليه، قاله المصنف.

وقال سيبويه: بفعل محذوف.

وقيل: بوصف آخر.

ومن نصب المعطوف قولُ الشاعر:

هَل أَنتَ بَاعثُ دِينارٍ لِحَاجَتِنا

أَو عَبدَ ربٍّ أَخَا عَونِ بنِ مِخرَاقِ

(2)

(1)

اجرر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. أو: عاطفة. انصب: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت فاعله. تابع: تنازعه الفعلان قبله، وكل منهما يطلبه مفعولًا، وتابع مضاف والذي: اسم موصول: مضاف إليه. انخفض: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى الذي، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

(2)

التخريج: البيت لجابر بن رألان أو لجرير أو لتأبط شرًّا، أو هو مصنوع في خزانة الأدب 8/ 215، ولجرير بن الخطفي، أو لمجهول، أو هو مصنوع في المقاصد النحوية 3/ 513، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 256، والدرر 6/ 192، وشرح أبيات سيبويه 1/ 395، والكتاب 1/ 171، والمقتضب 4/ 151، وهمع الهوامع 2/ 145.

اللغة: دينار وعبد رب: رجلان.

الإعراب: هل: حرف استفهام أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. باعث: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. دينار: مضاف إليه مجرور. لحاجتنا: جار ومجرور متعلقان بباعث، وهو مضاف، ونا: ضمير في محل جر بالإضافة. أو: حرف عطف. عبد: معطوف على محل دينار، أو على إضمار فعل تقديره: تبعث عبد، وهو مضاف. رب: مضاف إليه مجرور. أخا: نعت عبد، أو عطف بيان، وهو مضاف. عون: مضاف إليه مجرور. بن: نعت عون، وهو مضاف مخراق: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

الشاهد: قوله: (عبد رب) حيث نصب (عبد) حملًا على موضع (دينار).

ص: 49

بنصب (عبد) عطفًا على محل (دينار): وهو اسم رجل.

ونحو قول المصنف رحمه الله: (مبتغي جاهٍ ومَالًا مَن نَهَض).

فإن كان الوصف ماضيًا ونصب المعطوف. . فالنصب بفعل محذوف؛ نحو: (هذا ضاربُ زيدٍ وعمرًا أمس)؛ أي: و (ضرب عمرًا أمس).

والأولى: جره عطفًا على لفظ (زيد).

ومن نصب المعطوف مع الماضي قوله تعالى: (جاعل الليل سكنًا والشمس)؛ أي: و (جعل الشمس).

فإن أريد بـ (جاعل الليل) حكاية الحال. . كان بمنزلة: (هذا ضاربُ زيدٍ الآن).

وتنصب (الشمس): بفعل محذوف، أو بوصف، أو بالعطف على المحل كما سبق ذكره.

وعلى كونه ماضيًا. . ينصب (سكنًا) بفعل محذوف على المعتمد، أو بالوصف المذكور على قول السيرافي وابن أبي العافية والشلوبين كما سبق في (هذا معطي زيدٍ درهمًا أمس).

وإن لم يكن ماضيًا. . فالنصب بـ (جاعل) نفسه.

وغيرُ عطف النسق من بقية التوابع. . كعطف النسق.

- وأجاز الكوفيون: الجر في المعطوف على المنصوب؛ كـ (هذا ضاربٌ زيدًا وعمرٍو) بجر (عمرو)، قالوا: حملًا على موضع (زيد)؛ لأنه يكون مخفوضًا.

- وأما الوصف المضاف المحلى بـ (أل). . فيجوز في المعطوف عليه الوجهان:

• إن كان محلى بـ (أل)؛ نحو: (الضارب الغلام، والجارية).

• أو مضافًا لما فيه (أل)؛ نحو: (الضارب الغلام، وجارية المرأة).

• أو لضميرِ ما فيه (أل)؛ كـ (المشتري الناقة وفصيلها)، ومثه قولُ الشاعرِ:

ص: 50

الوَاهِبُ المِائَةِ الهِجَانَ وَعَبدَهَا

. . . . . . . . . . . . .

(1)

بنصب (عبد) وجره.

- وإن خلا مما ذكر. . وجب نصبه؛ نحو: (الضارب الغلام وزيدًا)؛ إذ لا يقال: (أنا الضارب زيدٍ) بالجر، خلافًا للفراء.

واعلم: أن نصب المعطوف مع المحلى بـ (أل): بالوصف نفسه؛ لأن صلة (أل) يعمل ماضيًا على الصحيح كما سبق.

واللَّه الموفق

ص:

437 -

وَكُلُّ مَا قُرِّرَ لاسْمِ فَاعِلِ

يُعْطَى اسْمَ مَفْعُوْلٍ بِلَا تَفَاضُلِ

(2)

438 -

فَهْوَ كَفِعْلٍ صِيغَ للْمَفْعُولِ فِي

مَعْنَاهُ كَالْمُعْطَى كَفَافًا يَكْتَفِي

(3)

(1)

التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: عُوذًا تُزَجّي خَلفَها أَطفالَها

وقائله الأعشى الشاعر المشهور، من قصيدة يمدح بها قيس بن معديكرب الكندي. ينظر الشاهد في: ديوان الأعشى (ص 152)، والكتاب (1/ 183)، والمقتضب (4/ 163).

اللغة: الهجان: البيض من الإبل، يستوي فيه المذكر والمؤنث، والواحد والجمع. وقيل: الهجان: الكرام، وربما قيل: هجائن. عوذا: خالية من الهجان، وهي جمع عائذ، الحديثة العهد بالنتاج، سميت عائذا؛ لأن ولدها يعوذ بها لصغره، وتزجي: تسوق. وأطفالها: أولادها.

المعنى: إن هذا الممدوح يهب المائة من الإبل الكريمة، ويهب معها راعيها.

الشاهد: قوله: (المائة الهجانَ وعبدَها) إذ يجوز في (عبدها) الجر والنصب لكونه وصفَ مضافٍ محلى بأل.

(2)

وكل: مبتدأ، وكل مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. قرر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة. لاسم: جار ومجرور متعلق بقرر، واسم مضاف وفاعل: مضاف إليه. يعطى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، وهو المفعول الأول. اسم: مفعول ثان ليعطى، واسم مضاف ومفعول: مضاف إليه، وجملة الفعل ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ. بلا تفاضل: الجار والمجرور متعلق بيعطى، ولا التي هي هنا اسم بمعنى (غير): مضاف، وتفاضل: مضاف إليه، وقد سبق نظيره مرارًا.

(3)

فهو: ضمير منفصل مبتدأ. كفعل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. صيغ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة في محل جر صفة لفعل. للمفعول: جار ومجرور متعلق بصيغ. في معناه: الجار والمجرور متعلق بما تضمنه الكاف =

ص: 51

ش:

جميع ما تقرر ذكره لاسم الفاعل. . يعطاه اسم المفعول بلا تفاضل في ذلك.

والذي تقرر لاسم الفاعل:

- أنه إن كان مجردًا من (أل). . لا يعمل ماضيًا على الصحيح.

- ويعمل حالًا ومستقبلًا معتمدًا على شيء قبله كما ذكر.

- وإن كان صلة (أل) عمل مطلقًا على المشهور، فتقول:(زيد مضروب أبوه الآن أو غدًا)، و (أمضروب الزيدان الآن أو غدًا؟)، و (ما مضروب الزيدان الآن أو غدًا).

ولا يعمل ماضيًا هنا، بخلاف المحلى بـ (أل)؛ كـ (قام المضروب أبوهما أمس أو الآن أو غدًا).

واسم المفعول: حكمه في المعنى والعمل، حكم الفعل المبني لما لم يسم فاعله، فكما تقول:(ضُرب العبدُ)، و (قُتِلَ الزَّيدان) بالرفع على النيابة. . تقول:(أمضروب العبد؟)، و (ما مقتول الزيدان)، بالنيابة عن الفاعل، وهذا هو المشار إليه (فَهْوَ كَفِعْلٍ صِيغ لْلمَفْعُوْلِ فِي مَعْنَاهُ. . .) إلى آخر البيت.

فـ (المُعطَى): مبتدأ، وهو اسم مفعول يطلب مفعولين: الأول: ضمير مستتر عائد على الألف واللام في (المعطى)، وهو النائب عن الفعل، و (كفافًا): مفعوله الثاني. و (يكتفي): خبر المبتدأ؛ فإن كان اسم المفعول على وزن (فعيل). . لم يعمل هذا العمل.

وأجاز ابن عصفور رحمه الله: نحو: (مررت برجل كحيلٍ عينُه) بالرفع، و (رأيت رجلًا قتيلًا أمُّه) بالرفع أيضًا.

واللَّه الموفق

= في قوله كفعل من معنى التشبيه، و (معنى): مضاف، والضمير: مضاف إليه. كالمعطى: الكاف جارة لقول محذوف كما سبق مرارًا. وأل: في قوله المعطى: موصولة مبتدأ يكون إعرابها على ما بعدها. وفي (المعطى) ضمير مستتر يعود على (أل) نائب فاعل، وهذا الضمير مفعول أول. كفافا: مفعول ثان للمعطى، وجملة يكتفي: من الفعل المضارع وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو أل الموصولة.

ص: 52

ص:

439 -

وَقَدْ يُضَافُ ذَا إِلَى اسْمٍ مُرْتَفِعْ

مَعْنًى كَمَحْمُوْدُ الْمَقَاصِدِ الْوَرِعْ

(1)

ش:

قوله: (ذَا) يشير به إلى اسم المفعول المتقدم، فيجوز أن يضاف لما ارتفع به، فتقول في (زيد مضروب أخوه الآن أو غدًا):(زيد مضروبُ الأخِ)، ومثله:(الورع محمود المقاصد)، والأصل:(الورع محمودةٌ مقاصدُه) برفع (مقاصده) على أنها نائب الفاعل، فلما أضيفت. . استتر الضمير في اسم المفعول، وصار عائدًا على (الورع)، وكان أصله الهاء في (مقاصده)، فصار نائب الفاعل.

وتقول: (زيد مضروب الأخوين) بالإضافة، والأصل:(مضروبٌ أخواه) وسيأتي ذكر شيء من ذلك في الصفة المشبهة والنعت.

ولا يجوز ذلك في اسم الفاعل، فلا تقول في:(زيد ضارب أبوه عمرًا)، (زيد ضاربُ الأبِ عمرًا).

تنبيه:

اعلم: أن إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه. . فيه مجاز، فإذا قلت:(زيد مضروب أخوه). . كانت النسبة التي هي (الضرب) مسندة إلى (الأخ)، فإذا قصدت الإضافة. . حولت الإسناد عن (الأخ) إلى ضمير (زيد) فأزلت نسبة (الضرب من الأخ) وجعلت في (مضروب) ضميرًا يعود على (زيد) بطريق المجاز؛ لأنه ليس مضروبًا في الحقيقة، فيصير (الأخ) فضلة.

فإذا شئت. . أضفت؛ كـ (زيد مضروبُ الأخِ).

وإن شئت. . نصبت (الأخ) على التشبيه بالمفعول.

وقس عليه ما لم يذكر؛ كـ (زيد مضروبُ العبدِ)، و (الورع محمودُ المقاصدِ).

(1)

وقد: حرف تقليل. يضاف: فعل مضارع مبني للمجهول. ذا: نائب فاعل يضاف. إلى اسم: جار ومجرور متعلق بيضاف. مرتفع: صفة لاسم. معنى: تمييز، أو منصوب بنزع الخافض. كمحمود: الكاف اسم بمعنى (مثل): خبر مبتدأ محذوف، أي: وذلك مثل، محمود: خبر مقدم، ومحمود مضاف والمقاصد: مضاف إليه. الورع: مبتدأ مؤخر.

ص: 53

وأما الضمير في نحو: (معطيك)، و (معطيه)، و (المعطيك)، و (المكرمي)، و (المعطيه). . فالأخفش وهشام: على أنه في محل نصب مطلقًا.

والرماني والزمخشري: في محل جر مطلقًا، وهو أيضًا أحد قولي المبرد.

وأجاز الفراء: الوجهين.

وسيبويه والمصنف وأكثر المحققين: أنه محكم للضمير مما يحكم للظاهر فالضمير في: (المعطيك) في محل نصب؛ لأن الظاهر الخالي من (أل) إذا وقع موقعه. . ينصب؛ نحو: (المعطي زيدًا).

والضمير في: (معطيك)، و (ضاربك) في محل جر؛ لأن الظاهر الواقع موقعه يجب جره باعتبار أن (معطي)، و (ضارب) غير منونين مع الضمير، فإذا استعملا مع الظاهر. . فكذلك؛ نحو:(هذا معطي زيدٍ)، و (ضاربُ زيدٍ) بجر (زيد)، ولا يجوز نصبه؛ لأنه حل محل الضمير، والوصف مع الضمير المتصل لا ينون بخلاف المنفصل؛ كـ (هذا ضارب أباك).

إلا فيما حكماه أبو حيان عن هشام: أنه يجيز التنوين مع الكاف ونحوها؛ كـ (هذا ضاربك).

والصحيح: خلافه.

واللَّه الموفق

* * *

ص: 54