الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (الشُّفُوف) بضم المعجمة وبالفاءين: الثياب الرقاق.
وقوله:
إنِّي وَقْتِلي سُلَيكًا ثمَّ أَعْقِلَهُ
…
................
(1)
بنصب (أعقلَه) عطفًا على (قتل).
* فإن لم يكن الاسم خالصًا .. امتنع النصب، كقولهم:(الطائر فيغضبُ زيدًا الذباب)، برفع (يغضب)، ولا يجوز النصب؛ لأنه معطوف على (طائر) وهو اسم غير خالص؛ لأنه في تأويل الفعل؛ إذ هو صلة (أل).
وتقدير الكلام: (الذي يطير فيغضب زيدٌ الذبابُ)، فـ (الذي): مبتدأ، و (يطير): صلته، و (يغضب): معطوف بالفاء على الصلة، ولا يعطف هنا بغير الفاء كما سبق في العطف، و (زيد): فاعل بـ (يغضب)، و (الذباب): خبر المبتدأ، والأصل:(الذي يطير الذبابُ) أو (هو الذباب فيغضب زيد بسبب ذلك)، فعدلوا عن هذا اللفظ وقالوا:(الطائر فيغضب زيد الذباب) فـ (أل): مبتدأ موصول، و (طائر): صلته في تأويل يطير، و (يغضب): معطوف على طائر، و (زيد): فاعل فيغضب، و (الذباب): خبر المبتدأ كما تقدم.
تنبيه:
يشرط في الاسم الخالص وهو المعطوف عليه هنا: أن يكون مصدرًا كما سبق في الأمثلة، إذ لا يعطف الفعل إلا على ما يشبه الفعل كما سبق في آخر العطف، فلا تقول:(يعجبني زيد ويكتبَ عمرو) بنصب الفعل عطفًا على (زيد) وإن كان اسمًا
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: كالثور يضْرب لما عافت الْبَقر
وهو لأنس بن مدرك في الأغاني 20/ 357، والحيوان 1/ 18، والدرر 2/ 27، واللسان 4/ 109، ثور، 8/ 380 وجع 9/ 260 عيف والمقاصد النحوية 4/ 399، بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 195، وخزانة الأدب 4/ 462، وشرح ابن الناظم ص 489، وشرح الأشموني 3/ 571، والمقرب 1/ 273، وشرح شذور الذهب ص 316، وشرح ابن عقيل 2/ 359، وهمع الهوامع 2/ 17.
الشاهد: قوله: (ثم أعقله)، حيث عطف فعلًا مضارعًا على اسم خالص، فوجب نصبه بـ (أن) مضمرة وجوبًا.
خالصًا؛ لأنه غير مصدر.
واللَّه الموفق
ص:
694 -
وَشَذَّ حَذْفُ أَنْ وَنَصْبٌ فِي سِوَى
…
مَا مَرَّ فَاقْبَل مِنْهُ مَا عَدْلٌ رَوَى
(1)
ش:
شذ نصب المضارع بـ (أن) محذوفة في سوى ما مر؛ يعني في غير ما تقدم، فاقبل من ذلك ما رواه عدل ولا تقس عليه؛ كقراءة:(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغَه) بنصب (يدمغه).
وقراءة الحسن: (تأمروني أعبدَ) بالنصب أيضًا.
وقول الشاعرِ:
ألا أيُّهَذَا الزَّاجِرِيُّ أحضُرَ الوَغَى
…
..............
(2)
(1)
وشذ: فعل ماض. حذف: فاعل شذ، وحذف: مضاف، وأن: قصد لفظه: مضاف إليه. ونصب: معطوف على حذف. في سوى: جار ومجرور متعلق بنصب، وسوى: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. مر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى (ما) الموصولة، والجملة لا محل لها صلة. فاقبل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. منه: جار ومجرور متعلق بـ (اقبل) ما: اسم موصول: مفعول به لاقبل. عدلٌ: مبتدأ. روى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى عدل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو عدل، والجملة من المبتدأ والخبر: لا محل لها صلة الموصول الواقع مفعولا به لاقبل، والعائد ضمير منصوب بروى، والتقدير: فاقبل الذي رواه عدل.
(2)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وأنْ أشْهَدَ اللَّذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي
وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص 32، والإنصاف 2/ 560، وخزانة الأدب 1/ 119، 8/ 579، والدرر 1/ 74، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 285، وشرح شواهد المغني 2/ 800، والكتاب 3/ 99، 100، ولسان العرب 13/ 32 (أنن)، 14/ 272 (دنا)، والمقاصد النحوية 4/ 402، والمقتضب 2/ 85، وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 463، 8/ 507، 580، 585، ورصف المباني ص 113، وشرح ابن عقيل ص 597، ومجالس ثعلب ص 383، ومغني اللبيب 2/ 383، 641، وهمع الهوامع 2/ 17.
اللغة: الوغى: الحرب. مخلدي: ضامن بقائي خالدًا.
المعنى: يقول: أيّها الإنسان الذي يلومني على حضور اللذات والحروب، هل تضمن لي بقائي
أي: (يا من يزجرني أن أحضر الوغا)؛ أي: (عن حضوري الوغا)، والياء في (الزاجري) للمتكلم.
وقول الآخر:
......................
…
ونَهْنَهْتُ نَفِسي بَعدَمَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ
(1)
خالدًا إذا امتنعت عنها؟
الإعراب: ألا: حرف استفتاح وتنبيه. أيهذا: أي: منادى مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب على النداء، وها: للتنبيه، ذا: اسم إشارة مبنيّ في محلّ نعت أي. الزاجري: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان مرفوع بالفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة، أو في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل اللائم. أحضر: فعل مضارع منصوب بـ (أن) المصدريّة المحذوفة، والفاعل: أنا. الوغى: مفعول به منصوب. وأن: الواو: حرف عطف، أن: حرف مصدري ناصب. أشهد: فعل مضارع منصوب، والفاعل: أنا. اللذات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنّه جمع مؤنث سالم. هل: حرف استفهام. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مخلدي: خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة (ألا أيهذا) الفعلية: لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة، تقديرها: أنادي. وجملة (أحضر) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي. والمصدر المؤوّل من أنْ والفعل أشهد: معطوف على المصدر الأوّل تقديره: (ألا أيهذا اللائمي حضور الوغى وشهود اللذات). وجملة (هل أنت مخلدي) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
الشاهد فيه قوله: (أحضر)؛ حيث نصب الفعل بأن محذوفة شذوذًا في غير المواضع التي تضمر فيها (أن) جوازًا أو وجوبًا.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فلم أَرَ مِثلَها خُبَاسةَ واحدٍ
وهو لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص 471، وله أو لعمرو بن جؤين في لسان العرب 6/ 62 (خبس)، ولعامر بن جؤين في الأغاني 9/ 93، وشرح أبيات سيبويه 1/ 337، والكتاب 1/ 357، والمقاصد النحوية 4/ 401، ولعامر بن جؤين أو لبعض الطائيين في شرح شواهد المغني 2/ 931، ولعامر بن الطفيل في الإنصاف 2/ 561، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 148، وجمهرة اللغة ص 289، والدرر 1/ 177، ورصف المباني ص 113، وشرح الأشموني 129/ 1، ومغني اللبيب 2/ 640، والمقرب 1/ 270، وهمع الهوامع 1/ 58.
اللغة وشرح المفردات: الخُباسة -بضم الخاء وفتح الباء مخففة-: الغنيمة، وتقول: خبس فلان الشيء يخبسه -من مثال نصر-: أي أخذه وغنمه. ونهنهت نفسي: كففتها وزجرتها.
الشاهد: قوله: (أفعله) حيث نصبه بأن محذوفة شذوذًا في غير المواضع التي تضمر فيها (أن) جوازًا أو وجوبًا.
بنصب (أفعله).
وقال المبرد: أراد أفعلُها برفع الفعل فنقل فتحة الهاء إلى اللام وحذف الألف.
وقول الآخر:
سَأَترُكُ مَنْزِلِي لِبَنِي تَميمٍ
…
وألْحَقُ بالحِجازِ فأَسْتَرِيحَا
(1)
فنصبه؛ لأن القصيدة منصوبة.
والكثير عند حذف (أن) الناصبة: أن يرفع الفعل سماعًا، ومنه قولهم:(تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه) في رواية الرفع؛ أي: (سماعك بالمعيدي خير لك من رؤيته).
وظاهر المتن: أن حذفها مع رفع الفعل ليس شاذًا، وهو مذهب الأخفش.
فظاهر "شرح التسهيل" للمصنف: وجعل منه قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ
(1)
التخريج: البيت للمغيرة بن حبناء في خزانة الأدب 8/ 522، والدرر 1/ 240، 4/ 79، وشرح شواهد الإيضاح ص 251، وشرح شواهد المغني ص 497، والمقاصد النحوية 4/ 390، وبلا نسبة في الدرر 5/ 130، والرد على النحاة ص 125، ورصف المباني ص 379، وشرح الأشموني 3/ 565، والكتاب 3/ 39، 92، والمحتسب 1/ 197، ومغني اللبيب 1/ 175، والمقتضب 2/ 24، والمقرب 1/ 263.
المعنى: سأغادر منزلي تخلّصًا من مجاورة بني تميم الذين لا يرعون حق الجار، وأسكن الحجاز لعلي أجد هناك راحة لنفسي.
الإعراب: سأترك: السين: حرف تنفيس، أترك: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. منزلي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جرّ بالإضافة. لبني: اللام: حرف جرّ، بني: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم والجار والمجرور متعلقان بـ (أترك)، وهو مضاف. تميم: مضاف إليه مجرور. وألحق: الواو: حرف عطف، ألحق: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. بالحجاز: جار ومجرور متعلقان بألحق. فأستريحا: الفاء السببية عاطفة، أستريحا: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة، والألف: للإطلاق، والفاعل: أنا، والمصدر المؤوّل من أن أستريح: معطوف على مصدر منتَزع ممّا قبل الفاء، والتقدير: لَحاق فاستراحة.
وجملة (سأترك منزلي): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (ألحق بالحجاز): معطوفة على جملة (سأترك منزلي).
والشاهد فيه قوله: (فأستريحا) حيث نصبه بـ (أنْ) مضمَرة بعد فاء السببية من دون أن تُسبق بنفي أو طلب، وهذا ضرورة.
الْبَرْقَ}، قال:(يريكم) صلةٌ لـ (أن) حذفت وبقي (يريكم) مرفوعًا، فعلى هذا هو مبتدأ، و (من آياته): خبر مقدم حيث كان (أن) منوية.
واللَّه الموفق
* * *