الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّرخيم
ص:
608 -
تَرْخِيْمًا احْذِفْ آخِرَ المُنَادَى
…
كَيَا سُعَا فِيْمَنْ دَعَا سُعَادَا
(1)
609 -
وَجَوِّزْنَهُ مُطْلَقًا فِي كُلِّ مَا
…
أُنِثَ بِالهَا وَالَّذِى قَدْ رُخِّمَا
(2)
610 -
بِحَذْفِهَا وَفِّرْهُ بَعْدُ وَاحْظُلَا
…
تَرْخِيمَ مَا مِنْ هَذِهِ الهَا قَدْ خَلَا
(3)
611 -
إلَّا الرُّبَاعِيَّ فَمَا فَوقُ العَلَمْ
…
دُونَ إِضَافَةٍ وَإِسْنَادٍ مُتَمّ
(4)
(1)
ترخيمًا: مفعول مطلق عامله احذف الآتي، لأنه بمعناه كقعدت جلوسًا. احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. آخر: مفعول به لاحذف، وآخر: مضاف، والمنادى: مضاف إليه. كيا سعا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف. فيمن: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (كيا سعا) السابق. دعا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى مَن الموصولة. سعادا: مفعول به لدعا، والجملة لا محل لها صلة مَن المجرورة محلا بفي.
(2)
وجوزنه: الواو عاطفة، جوز: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به لجوز. مطلقًا: حال من المفعول به. فى كل: جار ومجرور متعلق بجوز، وكل مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. أُنِّثَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول. بالها: جار ومجرور متعلق بأنث. والذى: اسم موصول: مفعول به لفعل محذوف يفسره قوله: (وفّره) في البيت الآتي. قد: حرف تحقيق، وجملة رخما: من الفعل ونائب الفاعل المستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة: لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
(3)
بحذفها: الجار والمجرور متعلق بـ (رخما) في البيت السابق، وحذف مضاف، وها: مضاف إليه. وفِّره: وفر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به لوفر. بعد: ظرف متعلق بوفر، مبني على الضم في محل فصب. واحظلا: الواو عاطفة، احظل: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. ترخيمَ: مفعول به لاحظل، وترخيم مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. من هذه: الجار والمجرور متعلق بقوله: خلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول.
(4)
إلا: أداة استثناء. الرباعيَّ: منصوب على الاستثناء. فما: الفاء عاطفة، ما: اسم موصول =
ش:
التّرخيم:
لغة: التّرقيق، قال:
. . . . . . . . . . . . .
…
رخيم الحواشي لا هراء ولَا نزر
(1)
و (الهراء) بالرّاء: الكلام الكثير.
و"التّسهيل": تقول العرب: (جارية رخيمة)؛ أَي: (سهلة).
واصطلاحًا: حذف آخر المنادَى تخفيفًا؛ كقولك فِي: (سعاد)(يا سعا)، وسيأتي ترخيم التّصغير فِي بابه.
- فيرخم ذو التّاء علمًا: كـ (طلحة)، و (هبة)، و (فاطمة).
- أَو نكرة مقصودة: كـ (ضاربة)؛ كما قال: (وَجَوِّزْنَهُ مُطْلَقًا فِى كُلِّ مَا أُنِّثَ بِالهَا)
ومن العلم؛ قوله:
أَفَاطِمُ مَهْلًا بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
…
. . . . . . . . . . . . .
(2)
= معطوف على الرباعي. فوق: ظرف مبني على الضم في محل نصب، وهو متعلق بمحذوف صلة الموصل. دون: ظرف متعلق بمحذوف حال من الرباعي، ودون مضاف، وإضافة: مضاف إليه. وإسناد: معطوف على إضافة. متم: نعت لإسناد.
(1)
عجز بيت من الطويل، وصدره: لَهَا بشر مِثل الحَريرِ وَمنطق
وقائله ذو الرمة في ديوانه 213، من قصيدته التي مطلعها:
أَلَا يَا اسلَمي يَا دارمَيّ عَلى البَلا
…
وَلَا زَالَ مُنْهَلّا بِجَرْعَائِكِ القَطْرُ
وليس في البيت شاهد، بل هو تدليل على شرحه لمعنى الترخيم.
(2)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وإن كنت قد أزمعت صرمًا فأجملي
وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 12، والجنى الداني ص 35، وخزانة الأدب 11/ 222، والدرر 3/ 16، وشرح شواهد المغني 1/ 20، والمقاصد النحوية 4/ 289، وبلا نسبة في رصف المباني ص 52، ومغني اللبيب 1/ 13، وهمع الهوامع 1/ 172.
شرح المفردات: أفاطم: مرخم أفاطمة. مهلا: رفقًا: التدلل: تكلف الغضب. أزمع: وطن النفس. الصرم: القطيعة. أجملي: أحسني.
المعنى: يقول مخاطبًا فاطمة: دعي بعض الدلال، وإن كنت قد وطنت نفسك على هجري. .
وقول الآخر:
. . . . . . . . . . . . .
…
وَقَد طَالَ انتِظَارِي يَا خَدِيجَا
(1)
= فأحسني في هجرانك.
الإعراب: أفاطم: الهمزة للنداء، فاطم: منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب. مهلا: مفعول مطلق لفعل محذوف بمعنى: تمهلي. بعضَ: مفعول به لفعل محذوف تقديره: الزمي، وهو مضاف. هذا: اسم إشارة في محل جر بالإضافة. التدلل: بدل من هذا مجرور. وإن: الواو حرف عطف، إن حرف شرط جازم. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان، وهو فعل الشرط. قد: حرف تحقيق: أزمعت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. صرمي: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فأجملي: الفاء رابطة جواب الشرط، أجملي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل.
وجملة (أفاطم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تمهلي مهلًا): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن كنت) الشرطية: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أزمعت): في محل نصب خبر كان. وجملة (فأجملي): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (أفاطم) يريد: (أفاطمة) مرخمة بحذف التاء من آخره، وهذا الترخيم كثير.
(1)
عجز بيت لورقة بن نوفل من قصيدة في استبطائه خروج النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، وهي كما ذكرها البغدادي في الخزانة:
لَجَجت وَكُنْتَ فِي الذِّكْرى لَجُوجًا
…
لَهُمّ طَالَمَا بعثَ النَّشِيجا
وَوصف مِنْ خَدِيجَةَ بَعْد وَصْف
…
فَقَد طَالَ انْتِظَاري يَا خَدِيجَا
بِبَطن المكتينِ عَلَى رَجَائي
…
حَدِيثك إِن أَرَى مِنْهُ خُرُوجًا
بِمَا خبرتنَا مِنْ قَوْلِ قِسّ
…
مِنَ الرُّهْبَان أَكره أَن يَعُوجَا
بِأَن مُحَمَّدًا سَيَسُودُ يَوْمًا
…
ويخصم من يكون لَهُ حجيجا
فَيلقى من يحاربه خسارًا
…
ويلقى من يسالمه فلوجا
فيا لَيْتَني إِذا مَا كانَ ذاكم
…
شهِدت وَكنت أَوَّلهمْ ولوجا
أرجّي بِالَّذِي كَرهُوا جَمِيعًا
…
إِلَى ذِي الْعَرْش إِن سفلوا عروجا
وَهل أَمر السفاهة غير كفر
…
بِمن يخْتَار من سمك البروجا
فَإِن يبقوا وأبق تكن أُمُور
…
يضج الْكَافِرُونَ لَهَا ضَجِيجا
وَإِن أهلك فَكل فَتى سيلقى
…
من الأقدار متلفة خُرُوجا
والشاهد قوله: (يا خديجا) حيث رخّمه بحذف التاء، وهذا كثير، والألف للإطلاق.
- والنّكرة المقصودة؛ قوله:
جارِيَ لَا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِى
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
وهو: ما يعذر الإِنسان فيه.
وقولهم فِي: (شاة): (يا شا ارجني)
(2)
بنون بعد الجيم، أَي:(أقيمَي).
وقوله:
يا ناقُ سِيري عَنَقًا فَسِيحَا
…
. . . . . . . . . . . . .
(3)
(1)
التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 332، وخزانة الأدب 2/ 125، وشرح أبيات سيبويه 1/ 461، وشرح التصريح 2/ 285، وشرح شواهد الإيضاح ص 355، وشرح المفصل 2/ 16، 20، والكتاب 2/ 231، 241، ولسان العرب 4/ 548 عذر، والمقاصد النحوية 4/ 277، والمقتضب 4/ 260، وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص 296.
شرح المفردات: جاريَ: أي جارية. استنكر الشيء: وجده غريبًا. العذير: ما يعذر عليه الإنسان إذا فعله.
المعنى: يقول مخاطبًا الجارية: لا تعتبري ما أحاوله أمرًا منكرًا، فأنا فيه معذور.
الإعراب: جاري: منادى بحذف التاء، وقد رخم بحذف التاء لأنه نكرة مقصودة، أي يا جارية. لا: حرف نهي. تستنكري: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. عذيري: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة.
وجملة النداء (جاري): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا تستنكري): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله (جاري) حيث رخم المنادى بحذف التاء من آخره، وأصله (جارية) وحذف حرف النداء.
(2)
يُقال: (شاة راجنٌ) أي: مقيمةٌ في البيوت؛ ورجَنَتْ تَرْجُن رُجُونًا: حبسها عن المرعى على غير علف.
وقد رُويت هذه اللّفظة بالدّال (ادجني) من الدّجون؛ وهو إِلْفُ البيت والإقامة به.
ويُقال: دجن بالمكان، يدجن دجونًا: أقام به.
يُنظر: الصّحاح (دجن) 5/ 2111، (رجن) 5/ 1212، واللّسان (دجن) 13/ 148، (رجن) 13/ 176.
(3)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: إلى سليمان فنستريحا
وهو لأبي النجم في الدرر 3/ 52، 4/ 79، والرد على النحاة ص 123، وشرح التصريح 2/ 239، والكتاب 3/ 35، ولسان العرب 3/ 83 (نفخ)، والمقاصد النحوية 4/ 387، وهمع الهوامع =
أراد: (يا ناقة).
وهذه حجة علَى المبرد فِي منعه ترخيم النّكرة المقصودة.
• فإِن كَانَ ما فيه التّاء مضافًا. . فَلَا يرخم؛ كـ (طلحة الخير).
وندر قوله:
يَا عَلقَمَ الخَيرِ قَدْ طَالَتْ إِقَامَتُنَا
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
= 2/ 10، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 182، ورصف المباني ص 381، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 270، 274، وشرح الأشموني 2/ 302، 3/ 562، وشرح ابن عقيل ص 570، وشرح قطر الندى ص 71، واللمع في العربية ص 210، والمقضب 2/ 14، وهمع الهوامع 1/ 182.
اللغة وشرح المفردات: ناق: ترخيم ناقة. العَنَق: نوع من السير السريع. الفسيح: الواسع الخطى. سليمان: هو سليمان بن عبد الملك بن مروان.
يقول الشاعر لناقته: يا ناقتي أسرعي في سيرك لنصل إلى سليمان بن عبد الملك، فنحظى بعطاياه ونرتاح.
الإعراب: يا: حرف نداء. ناق: منادى مرخّم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب على النداء. سيري: فعل أمر مبني على حذف النون لاتّصاله بياء المخاطبة، والياء: ضمير في محلّ رفع فاعل. عنقًا: صفة لمفعول مطلق محذوف تقديره: سيري سيرًا عنقًا. فسيحًا: نعت عنقًا منصوب. إلى: حرف جرّ. سليمان: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف، والجار والمجرور متعلّقان بسيري. فنسريحا: الفاء السببية: عاطفة، نستريحا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والألف: للإطلاق، والمصدر المؤوّل من أن نستريحا: معطوف على مصدر مُنْتَزَع ممّا قبله، والتقدير: ليكن منك سير فاستراحة.
وجملة (يا ناق) الفعليّة: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (سيري) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لإنها استئنافية.
الشاهد فيه قوله: (يا ناقُ) حيث رخم المنادى (ناقة) بحذف آخره، وبناه على الضم على لغة من لا ينتظر.
(1)
التخريج: الشطر بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 289.
الإعراب: يا حرف نداء علقم: منادى منصوب، وهو مضاف. الخير: مضاف إليه مجرور. قد: حرف تحقيق: طالت فعل ماض، والتاء: للتأنيث. إقامتنا: فاعل مرفوع، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة النداء: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد طالت إقامتنا): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد في قوله: (يا علقم الخير)؛ حيثما رخم المنادى المضاف، وهو (علقمة)، وهذا نادر.
• وإِذا رخم ما فيه التّاء مضافًا. . فَلَا تحذف منه شيء بعدها؛ كما قال:
وَالَّذِى قَدْ رُخِّمَا
…
بِحَذْفِهَا وَفِّرْهُ بَعْدُ
لأنَّ المرخم قَدْ يحذف منه حرف آخر كما سيأتي.
وإِنما امتنع أَن يحذف منه حرف آخر؛ لأنَّ تاء التّأنيث بمنزلة اسم ضُم إِلَى اسم؛ كـ (معدي كرب) فَلَا يحذف معها شيء، كما لا يحذف شيء مع عجز المَزجي فِي التّرخيم كما سيأتي.
قالوا: وقد يعوض من التّاء المحذوفة: ألف فِي الوقف أو هاء السّكت:
فالأول: كقوله:
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ضُبُاعَا
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: وَلَا يَكُ مَوْقف مِنْك الوَدَاعَا
وهو للقطامي في ديوانه ص 31، وخزانة الأدب 2/ 367، والدرر 3/ 75، وشرح أبيات سيبويه 1/ 444، وشرح شواهد المغني 2/ 849، والكتاب 2/ 243، ولسان العرب 8/ 218 ضبع، 8/ 385 ودع، واللمع ص 120، والمقاصد النحوية 4/ 295، والمقتضب 4/ 94، وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 285، 286، 288، 293، وشرح المفصل 7/ 91.
اللغة: ضباعة: اسم علم لفتاة.
المعنى: تمهلي يا ضباعة لأملأ نظري منك ولا تجعلي فراقنا هذا آخر عهدي بك.
الإعراب: قفي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والياء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. قبل: مفعول فيه ظرف منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل قفي وهو مضاف. التفرق: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، يا ضباعا: يا: للنداء، ضباعا: منادى مفرد علم مبني على الضم المقدر. ولا يك: الواو: عاطفة لا: ناهية جازمة، يك: فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف. موقف: اسم يك: مرفوع بالضمة الظاهرة. منك: جار ومجرور بصفة محذوفة، الوداعا: خبر يك منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة (قفي): ابتدائية لا محل لها. وجملة (لا يك موقف منك الوداعا): معطوفة على ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: (يا ضباعا)؛ حيث عوض بالألف، عن الهاء المحذوفة للترخيم، في حالة الوقوف عليها.
أصله: (ضباعة)، فرخم وعوض الألف.
والأحسن: كونها ألف الإِطلاق كما سبق فِي (يا خديجا)، أَو إشباع ولَا تعويض.
والثّاني: كقولك: (يا طلحة) وقفًا.
وقيل: إنها التّاء المحذوفة أعيدت فجعلت هاء، ويحتمل أَن لا ترخيم فيه؛ لأنَّ تاء التّأنيث تكون هاء فِي الوقف.
• ولَا يرخم الخالي من التّاء. . إلَّا أَن كَانَ رباعيًا فصاعدًا علمًا، وإليه أشار بقوله:(وَاحْظُلَا تَرْخِيمَ مَا مِنْ هَذِهِ الهَا قَدْ خَلَا إلَّا الرُّبَاعِىَّ فَمَا فَوقُ العَلَمْ).
- فيرخم العلم الشّخصي؛ كـ (يونس)، و (جعفر)، و (زينب)
وقرأ ابن مسعود والأعمش: (ونادوا يا مالِ) بحذف الكاف.
- وعلم الجنس؛ كـ (أسامة)، و (ثعالة).
• ولَا يرخم المضاف عند البصريين؛ كـ (عبد شمس)؛ كما قال: (دونَ إِضافة)؛ لأنَّ المضاف وإِن جرَى مجرَى الكلمة الواحدة فِي كونه علمًا بمنزلة (زيد). . هو جار مجرَى الكلمتين فِي اختلاف الإِعراب، وكون الأول هو المنادَى حقيقة فِي نحو:(يا عبد اللَّه)، فلو حذف المضاف إليه. . لرخم ما ليس بمنادَى.
وأجازه الكوفيون.
ومنه:
يَا عَبدَ هَل تَذكُرُنِي سَاعَةً
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: في موكب أو رائدًا للقنيص؟
وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص 69؛ والمقاصد النحوية 4/ 2987؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 184.
اللغة: الرائد: الطالب. القنيص: الصيد.
الإعراب: يا: حرف نداء. عبد: منادى مرخم منصوب. هل: حرف استفهام. تذكرني: فعل مضارع مرفوع، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به. ساعة: ظرف زمان متعلق بتذكرني. في موكب: جار ومجرور متعلقان بتذكرني أو بمحذوف حال من فاعل تذكرني. أو: حرف عطف. رائدًا: حال منصوب للقنيص: جار ومجرور متعلقان برائدًا.
بفتح الدّال، والأصل:(يا عبد هند)، وهو علم (عبد هند اللّخمي)؛ كـ (عبد شمس) فرخمه بحذف عجزه، وهو نادر.
والأكثر حذف آخر المضاف إِليه؛ كقوله:
أبَا عُرْوَ لا تُبْعِدْ فكُلُّ ابنِ حُرَّةٍ
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
أراد: (عروة).
• وأما المركب الإسنادي؛ كـ (شاب قرناها). . فظاهر المتن هنا: أنه لا يرخم، وسيأتي أنه يرخم قليلًا.
• وأَجازَ الفراء: ترخيم الثّلاثي المحرك الوسط كـ (عمَر)؛ لأنَّ محرك
= الشاهد: قوله: (يا عبدَ)؛ حيث إن أصله: (يا عبد هند) فرخم المنادى المضاف بحذف جزئه الأخير، وهذا نادر.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: سَيَدْعُوهُ دَاعِي مِيتَةٍ فَيُجِيبُ
وهو بلا نسبة في أسرار العربيّة ص 239، والإنصاف ص 348، وخزانة الأدب 2/ 336، 337، وشرح التصريح 2/ 184، وشرح عمدة الحافظ ص 313، والمقاصد النحوية 4/ 387.
اللغة: بَعُد: هلك. ابن حرّة: كناية عن الرجل الكريم. سيدعوه داعي مِيتَةٍ: سيصيبه الموت. يجيب: يلبّي.
المعنى: يدعو الشاعر لأبي عروة بألا يموت، فيستدرك بقوله: إنّه كريم سيصيبه الموت بسبب من أسبابه الكثيرة، فينصاع لدعواه.
الإعراب: أبا: منادى منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة، وهو مضاف. عرو: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلًا من الكسرة المُقدّرة على التاء المحذوفة للترخيم. لا: الناهية. تبعد: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. فكل: الفاء: حرف استئناف، كلّ: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. ابن: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. حرّة: مضاف إليه مجرور. سيدعوه. السين: للاستقبال، يدعوه: فعل مضارع مرفوع، والهاء: ضمير في محلّ نصب مفعول له. داعي: فاعل مرفوع، وهو مضاف. ميتة: مضاف إليه مجرور. فيجيب: الفاء: حرف عطف، يجيب: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو.
جملة النداء (أبا عرو): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا تبعد): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (كلّ ابن حرّة): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (سيدعوه): في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة (يجيب): معطوفة على جملة (سيدعوه).
الشاهد فيه قوله (أبا عرو)، والأصل: أبا عروة حيث حذف عجز ما أضيف إليه المنادى للترخيم، وهو حذف جائز عند الكوفيين، والبصريّون لا يجيزون ترخيم المنادى المركّب.
الوسط يقوم مقام حرف، ولهذا أجروا (سقر) مجرَى (زينب) فِي منع الصّرف.
- وإِنما جاز التّرخيم اتفاقًا فِي نحو: (هبة)؛ لأنَّ التّأنيث يقتضي التّخفيف لثقله.
ونقل ابن هشام الخضراوي عن الأخفش: ترخيم (زيد)، و (عمرو)، وحكّاه العكبري عن بعض الكوفيين.
ومنعه الأكثرون: لأنَّ الثّلاثي أقل الأصول فِي المتمكن، فلو رخم. . لكان إجحافًا، أَو لفقد النّظير إِذا لم يبق المحذوف؛ لأنه يصير اسمًا مستقلًا، وليس لهم اسم متمكن علَى حرفين أصالة.
• ولَا يرخم المستغاث.
وأجازه ابن خروف: إن كَانَ خاليًا من اللّام.
• ولَا المندوب؛ لأنه ليس موضع ترخيم.
• ولَا اسم الإِشارة؛ لأنَّ الحذف يزيده إِلهامًا.
• ولَا الموصول.
• ولَا اسم الجنس.
• ولَا ما اختص بالنداء كـ (فلة)، و (نومان)، قاله أبو حيان فِي "شرح التّسهيل".
• زاد ابن بابشاذ: ولَا المشبه بالمضاف.
• وكثر استعمال (صاحب) فأشبه العلم، فرخم فِي قولهم:(يا صاح).
• وندر ترخيم النّكرة المقصودة؛ كقولهم فِي (كروان): (أطرق كرا)، وهو مرخم علَى لغة من لا ينتظر؛ لأنه قلب الواو ألفًا، وسيأتي ذكرها، وهو مسموع؛ لأنَّ اسم الجنس لا يرخم علَى الصّحيح.
أما النّكرة المقصودة المؤنثة بالتّاء؛ كـ (ضاربة)، و (جارية). . فيجوز كما مر.
وقال المبرد: لا ترخيم فيه، وإِن ذكَر الكروان يقال لهُ:(كرا).
واللَّه الموفق
ص:
612 -
وَمَعَ الآخِرِ احْذِفِ الَّذِي تَلَا
…
إِنْ زِيْدَ لَيْنًا سَاكِنًا مُكَمِّلَا
(1)
613 -
أَرْبَعَةً فَصَاعِدًا وَالخُلفُ فِي
…
وَاوٍ وَيَاءٍ بِهِمَا فَتْحٌ قُفِي
(2)
ش:
يحذف مع الآخر ما قبله إن كَانَ: لينًا، ساكنًا، زائدًا، رابعًا فصاعدًا، فتقول فِي (عثمان)، و (منصور)، و (إِبراهيم):(يا عثم)، و (يا منص)، (يا إبراه).
قال الشّاعر:
يَا أَسْمُ صَبْرًا عَلَى مَا كَانَ مِنْ حَدَثٍ
…
. . . . . . . . . . . . .
(3)
(1)
ومع: ظرف متعلق باحذف الآتي، ومع مضاف، والآخر: مضاف إليه. احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الذي: اسم موصول: مفعول به لاحذف، وجملة تلا: وفاعله المستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الذي: لا محل لها صلة الذي. إن: شرطية. زِيَد: فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الذي تلا. لينًا: حال من نائب الفاعل. ساكنًا: نعت لقوله: لينًا. مكملا: نعت لقوله: لينا أيضًا، وفيه ضمير مستتر فاعله، لأنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل.
(2)
أربعة: مفعول به لمكمل في البيت السابق. فصاعدا: الفاء عاطفة، صاعدًا: حال من فاعل فعل محذوف: أي فذهب عدد الحروف صاعدًا. والخلف: مبتدأ. في واو: جار ومجرور متعلق بالخلف. وياء: معطوف على واو. بهما: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. فتح: مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ والخبر في محل جر صفة لواو وياء. قفي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الخلف، والجملة من قفي ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ وهو قوله: الخلف.
(3)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: إنَّ الحوادث مَلقيٌّ ومنتظَرُ
وهو للبيد بن ربيعة في ملحق ديوانه ص 346، والكتاب 2/ 258، ولأبي زبيد الطائي في ملحق ديوانه ص 151، وشرح أبيات سيبويه 1/ 435، وللبيد أو لأبي زبيد في شرح التصريح 2/ 186، والمقاصد النحوية 4/ 288.
شرح المفردات: اسم: مرخم أسماء، وهو اسم امرأة، الملقي: المفاجئ. المنتظر: المرتقب.
المعنى: يخاطب الشاعر أسماء بقوله: اصبري على مصائب الأيام ونوازلها، فإن منها ما يفاجئ الإنسان ومنها ما هو مرتقب.
الإعراب: يا: حرف نداء أسمُ: منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب. صبرًا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: اصبري. على ما: جار ومجرور متعلقان بصبرًا. كان: فعل ماض تام، =
أراد: (يا أسماء)، فحذف الهمزة والألف قبلها.
وكذا نحو: (هندات)، و (حمدون)، و (عفريت)، و (مسكين)، و (زيدون)، و (مصطفون) أعلامًا.
• ولَا يجوز بقاء الألف فِي (هندات) علمًا؛ لأنَّ التّاء فيه ليست للتأنيث، فتقول:(يا هند)، و (يا حمد)، و (يا عفر). . إِلَى آخره.
وعن الفراء: لو سمي بنحو (حمراء). . جاز حذف الهمزة فقط.
• ولا تحذف الألف من نحو: (سعلاة)؛ إِذ لا يحذف شيء مع تاء التّأنيث كما سبق، إِلَّا ما نقل عن سيبويه كما سيأتي.
ويشترط فِي هذا اللّين: أَن يكونَ قبله حركة من جنسه كما تقدم؛ فإِن قلت: (مصطفَون). . لم يضم ما قبل واوه.
فالجواب: أنه مضموم تقديرًا، إِذ الأصل:(مصطفيُون) بضم الياء.
- فخرج بـ (أربعة فصاعدًا): ما إِذا كَانَ اللّين ثالثًا، فَلَا يحذف كألف (عماد)، وياء (يزيد)، وواو (ثمود).
- وكذا الرّابع المتحرك، نحو:(يا هبيَّخ): وهو الغلام، وواو (قنوَّر): وهو البعير الضّخم الرّأس.
- وكذا الرّابع الأصلي: كألف (مختار)، و (منقاد)، وياء (مستقيم) أعلامًا.
وأشار بقوله: (وَالخُلفُ فِي وَاوٍ وَيَاءٍ. . . إِلَى آخره) إِلَى أَن ما قبل آخره واو أَو ياء مفتوح ما قبلها؛ كـ (فرعون)، و (غرنيق)، و (فردوس) أعلامًا. . فيه خلاف:
= وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو من حدث: جار ومجرور متعلقان بالفعل كان. إن: حرف مشبه بالفعل الحوادث: اسم إن منصوب. ملقى: خبر إن مرفوع. ومنتظر: الواو حرف عطف، منتظر: معطوف على ملقي مرفوع.
وجملة (يا اسم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (اصبري صبرًا): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (كان من حدث): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن الحوادث ملقي): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (يا أسمُ) حيث رخم اسم العلم بحذف آخره، وهو الهمزة مع حرف المد الذي هو الألف، والأصل: يا أسماء.
فالفراء وصالح بن إسحاق الجرمي: أنه يعامل معاملة (منصور)، و (مسكين) علمين؛ نحو:(يا فرع)، و (يا غُرنَ)، و (يا فِردَ).
وغيرهما يقول: (يا فرعو)، و (يا غرني)، و (يا فردو).
والغرنيق من طير الماء: طويل العنق.
وأَجازَ الفراء: حذف اللّين الثّالث إن كَانَ ألفًا أَو ياء، فتقول فِي (عماد)، و (يزيد):(يا عِمَ)، (يا يَزِ)، وأوجب حذف الواو، فتقول فِي (ثمود):(يا ثم)؛ لأنَّ بقاءها يؤدي إِلَى عدم النّظير؛ إِذ ليس فِي الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها ضمة فِي لغة العرب.
وأَجازَ: حذف الثّالث ولو غير لين، بشرط كونه ساكنًا، فتقول فِي (قمطر)، و (هرقل):(ياقِمَ) و (ياهِرَ).
واحتج بأن بقاء ما قبل الآخر ساكنًا يؤدي إِلَى شبه الاسم المعرب بالحرفِ؛ كـ (نعم)، و (أجل).
ويجوز فِي (هِرْقِل) سكون الرّاء، وكسر القاف كـ (زِبْرِج).
وعن سيبويه: جواز حذف ما قبل تاء التّأنيث مطلقًا؛ كقولِ الشَّاعرِ:
أَحَارِ بنَ بَدْر قَدْ وَلِيتَ وِلَايَةً
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فكن جرذا فيها تخون وتسرق
وهو لأنس بن زنيم في لسان العرب 10/ 157 سرق، والمقاصد النحوية 4/ 296، وله أو لأنس بن أبي أنيس في الدرر 3/ 54، ولأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص 177، والعقد الفريد 3/ 60، ولأنس بن أبي أنيس أو لابن أبي إياس الديلي، أو لأبي الأسود في أمالي المرتضى 1/ 384، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 44، وهمع الهوامع 1/ 183.
الإعراب: أحار: الهمزة للنداء، حار: منادى مرخم تقديره: يا حارثة مبني في محل نصب. بنَ: نعت حارثة منصوب، وهو مضاف. بدر: مضاف إليه مجرور. قد: حرف تحقيق. وليت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. ولاية: مفعول به منصوب. فكن: الفاء: استئنافية، وكن: فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. جرذًا: خبر كان منصوب. فيها: جار ومجرور متعلقان بتخون. تخون: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وتسرق: الواو: حرف عطف، وتسرق: معطوف على تخون.
وجملة النداء: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد وليت): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (كن جرذًا): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تخون): في محل =
أراد: (يا حارثة).
وفي هذا الشّاهد وصف المرخم، وقد منعه الفراء وابن السّراج، فيجعلون (ابن) يرد بدلًا.
وقول الآخر:
يَا أرْطُ إنّك فاعِلٌ مَا قُلْتَهُ
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
أراد: (أرطاة).
ومنع من ذلك المصنف وغيره.
والضّمير فِي (تلا) يعود لقوله: (الآخر)؛ أَي: (ومع الآخر احذف الّذي تلاه
= نصب نعت جرذًا. وجملة (تسرق): معطوفة على جملة تخون.
الشاهد فيه قوله: (أحار)؛ حيث رخم المنادى بحذف التاء والحرف الذي سبقها، والأصل: يا حارثة، وهذا جائز عند سيبويه.
وفيه شاهد آخر وهو: أنه وصف المرخم، وقد منعه الفراء وابن السّراج، فيجعلان (ابن) يرد بدلًا.
(1)
التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: والمرءُ يَسْتَحيي إِذا لمْ يَصْدُق
وهو لزميل بني الحارث الفزاري في الأغاني 13/ 37، والدرر 3/ 55، والمقاصد النحوية 4/ 298، وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 184.
الإعراب: يا: حرف نداء. أرطُ: منادى مرخم مبني في محل نصب. إنك: حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير في محل نصب اسم إن. فاعلٌ: خبر إن مرفوع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. قلته: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. والمرء: الواو: استئنافية، المرء: مبتدأ مرفوع. يستحيي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو: إذا: ظرف متعلق بالفعل يستحيي. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يصدق: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر مراعاة للروي. وهو فعل الشرط، وجوابه محذوف.
وجملة النداء: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إنك فاعل): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قلته): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (المرء يستحيي): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يستحيي): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (لم يصدق): في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: (يا أرطُ) حيث رخم المنادى ى بحذف التاء ثم الحرف الذي سبقها، والأصل: يا أرطاة.
الآخر)، و (لينًا): حال من الضّمير فِي (زِيدَ)(ساكنًا مكملا): صفتان، لقوله:(لينًا)، و (أربعة) منصوب بقوله:(مكملا)، و (صاعدًا)، معطوف علَى (أربعة).
واللَّه الموفق
614 -
والعَجُزَ احْذِفْ مِنْ مُرَكَّبٍ وَقَلّ
…
تَرْخِيْمُ جُمْلَةٍ وَذَا عَمْروٌ نَقَل
(1)
ش:
سبق أَن المركب المزجي يجوز ترخيمه؛ لأنه كالكلمة الواحدة، بدليل ظهور الإِعراب علَى الآخر.
وذكر هنا: أنه يرخم يحذف عجزه؛ لأنَّ عجزه بمنزلة تاء التّأنيث؛ فتقول فِي (معدي كرب)، و (سيبويه)، و (بعلبك):(يا معدي)، و (يا سيب)، و (يا بعل).
والفراء: لا يحذف من نحو: (سيبويه) إِلَّا الهاء فقط.
وسبِق أَن المركب الإسنادي لا يرخم؛ لعدم تأثر النّداء فيه، ولأَنَّ الجملة تحكى ولَا تتغير عن وضعها.
ذكر هنا: أنه يرخم قليلا، وأن عمرَو بن عثمان بن قنبر نقل ذلك، وهو: سيبويه، وكنيته: أبو بشر، و (سيبويه): لقبه، وهو بالفارسية:(رائحة التّفاح).
فيرخم بحذف عجزه أيضًا؛ قياسًا علَى حذف عجزه فِي النّسب، فتقول فِي (تأبط شرًا)، و (برق نحره)، و (شاب قرناها):(يا تأبط)، و (يا برق)، و (يا شاب) وإِليه أشار بقوله:(وَقَلَّ تَرْخِيْمُ جُمْلَةٍ).
(1)
والعجزَ: مفعول مقدم لاحذف. احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. من ركب: جار ومجرور متعلق بحذف. وقل: فعل ماض. ترخيمُ: فاعل قلَّ، وترخيم مضاف، وجملة: مضاف إليه. وذا: اسم إشارة: مبتدأ أول. عمرو: مبتدأ ثان، وجملة. نقل وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والعائد ضمير محذوف، كان أصله مفعولًا لنقل؛ أي:(وهذا عمرو نقله)، وعمرو: اسم سيبويه شيخ النحاة كما سيقول الشارح.
تنبيه:
يدخل تحت المزجي: ما سمّي به من العدد المركب؛ كـ (خمسة عشر) علمًا؛ فتقول: (يا خمسة) بحذف عشر.
ومنع الفراء: ترخيمه.
وتقول فيمن اسمه (اثنا عشر): (يا اثن) بحذف (عشر)؛ لأَنَّها بمنزلة النّون فِي اثنان، وتحذف الألف؛ لأَنَّها رابعة كما سبق فِي (عثمان)، قال فِي الكافية:
وَألفَ اثنَا عَشَرَ احذِفْ مَعْ عَشَرْ
…
مُرَخَّمٌ عَلَمَ أُنثَى أَو ذَكَرْ
ولا يرخم: من اسمه (عشرون رجلًا)؛ لأنه جار مجرَى المضاف.
و (ذا): مبتدأ، و (عمرو): مبتدأ ثان، خبره:(نقل)، والجملة: خبر (ذا)، والأصل:(نقله)، فحذف الضّمير ضرورة، وفي جَعلِ (ذا) مفعولًا لـ (نقَل): تقديم معمول الخبر الفعلي علَى المبتدأ، وسبق فيه الكلام فِي الابتداء وفِي المفعول لهُ.
وعلَى القول بالمنع: فكان الأولَى أَن يقول: (وعمرو ذا نقل).
واللَّه الموفق
ص:
615 -
وَإِنْ نَوَيْتَ بَعْدَ حَذْفِ مَا حُذِفْ
…
فَالبَاقِيَ اسْتَعْمِل بِمَا فِيْهِ ألِفْ
(1)
616 -
وَاجْعَلهُ إِنْ لَمْ تَنْوِ مَحْذُوفًا كَمَا
…
لَو كَانَ بِالآخِرِ وَضْعًا تُمِّمَا
(2)
(1)
وإن: شرطية. نويت: نوى: فعل ماض فعل الشرط، وتاء المخاطب فاعله. بعد: ظرف متعلق بنويت، وبعد مضاف، وحذف: مضاف إليه. ما: اسم موصول: مفعول به لنويت، وجملة حذف: الماضي المبني للمجهول ونائب فاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة. فالباقي: الفاء واقعة في جواب الشرط، الباقي: مفعول مقدم لاستعمل. أستعمل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط. بما: جار ومجرور متعلق باستعمل. فيه: جار ومجرور متعلق بألف الآتي. ألف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة ما المجرورة محلا بالباء.
(2)
واجعله: اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول أول لاجعل. إن شرطية. لم: نافية جازمة. تنو: فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر =
617 -
فقُل عَلَى الأَوَّلِ فِي ثَمُودَ يَا
…
ثَمُو وَيَا ثَمِي عَلَى الثَّانِي بِيَا
(1)
ش:
فِي المرخم لغتان:
• أَن ينوى ما حذف.
• وأن لا ينوى.
فإن نويت المحذوف. . تركت الباقي علَى ما كَانَ عليه قبل الحذف، ويعبر عنها بلغة من ينتظر المحذوف؛ كقولك فِي (جعفر)، و (عثمان):(يا جعفَ)، و (يا عثمَ) بفتح الفاء والميم كما كَانَ ذلك قبل الحذف.
وإِن لم ينو المحذوف. . عاملت ما يبقَى معاملة الاسم التّام، ويعبر عنها بلغة من لا ينتظر.
والأُولَى هي الفصحَى، قاله ابن فلاح فِي "مغنيه".
فتقول علَى الثّانية فِي (جعفر)، و (عثمان):(يا جعفُ)، و (يا عثمُ) بالضّم؛ لأنك عاملتهما معاملة الاسم التّام المستقل بنفسه من غير حذف، وإِليه أشار بقوله:(وَاجْعَلهُ إنْ لَمْ تَنْوِ مَحْذُوفًا كَمَا لَو كَانَ بِالآخِرِ وَضْعًا تُمِّمَا)؛ أَي: واجعل آخر ما يبقَى من الاسم كما لو كَانَ هو آخره فِي الوضع.
= فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل جزم فعل الشرط. محذوفًا: مفعول به لتنو. كما: الكاف جارة، ما: زائدة. لو: مصدرية. كان: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود على الباقي في البيت السابق. يا لآخر: جار ومجرور متعلق بقوله: تمما الآتي. وضعا: منصوب على نزع الخافض، أو على التمييز. تمما: تمم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، والجملة في محل نصب خبر كان، و (لو) وما دخلت عليه: في تأويل مصدر مجرور بالكاف، والكاف ومجرورها: متعلق باجعله في أول البيت، وهو في موضع نصب، لأنه المفعول الثاني.
(1)
فقل: الفاء للتفريع، قل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. على الأول: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل (قل) أي: جاريًا على الأول. في ثمود: جار ومجرور متعلق بقل. يا ثمو: قصد لفظه: مفعول به لقل، وهو مقول القول. ويا: حرف فداء. ثمي: منادى مبني على ضمٍّ مقدر على آخره في محل نصب، وجملة النداء: في محل نصب مقول قول محذوف لدلالة الأول عليه. على الثاني: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل القول المحذوف. بيا: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (يا ثمي).
وقرَئ: بضم اللّام وكسرها (ونادوا يا مال)، فالكسر: علَى لغة من ينتظر، والضّم: علَى لغة من لا ينتظر.
وإِذا رخمت (ثمود) علَمًا:
علَى اللغة الأولَى. . قلت: (يا ثمود).
وتقول علَى اللّغة الثّانية: (يا ثمي)، تقلب الواو ياء، والضّمة كسرة؛ لأنك تعامله معاملة الاسم التّام، والاسم المعرب متَى تطرقت فِي آخره واو قبلها ضمة. . وجب قلب الضّمة كسرة والواو ياء؛ لأنَّ بقاء الواو يؤدي إِلَى عدم النّظير، كما سبق ذكره.
ولهذا قالوا فِي جمع (دلو): (أدلٍ) بكسر اللّام، والأصل:(أدلوٌ) علَى أفعُل بضم العين، فقلبت الضّمة كسرة، والواو ياء، وعومل معاملة (قاضي)، وهذا هو معنَى قوله:(فقل علَى الأول فِي ثمود: يا ثمو ويا ثمي علَى الثّاني بيا).
وتقول فِي (ترقوة)، و (عرقوة) علمين:
علَى الوجه الأول: (يا ترقوَ)، و (يا عرقوَ) بفتح الواو.
وعلَى الثّاني: (يا ترقي)، و (يا عرقي) بقلب الواو ياء؛ لأنَّ قبلها ضمة كـ (ثمود).
تنبيه:
- تقول علَى الأول فِي (صميان)، و (كروان) و (علاوة)، أعلامًا:(يا صميَ)، و (يا كروَ)، و (يا علاوَ) بفتح الياء والواو.
وإِن رخمت علَى الثّاني: قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها وكذا واو (كروان).
وتقلب واو (علاوة) همزة؛ لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة، فتقول:(يا صمَّا)، و (يا كرا)، و (يا علا).
- وتقول فِي (علانية) علمًا:
فِي الأول: (يا علانيَ) بفتح الياء.
وعلَى الثّاني: (يا علانيْ) بسكونها لثقل الضّمة علَى الياء.
- وتقول فيمن اسمه (قاضين): ما قلته فِي (مسكين) علمًا، فتحذف منه الياء والنّون؛ لكن يجب أَن ترد ياء (قاضين) المحذوفة؛ فتقول:(يا قاضي) بإِثبات الياء الّتي كانت حذفت لملاقاة ياء الجمع، فلما حذفت الياء والنّون. . عادت لام الكلمة علَى اللّغتين.
فمن نوَى المحذوف. . لم يقدر شيئًا.
ومن لم ينو المحذوف. . يقدر عليها الضّمة كما سبق آنفًا فِي (علاني)، قال فِي "الكافية":
وَنَحوُ قَاضِينَ عَلَى الوَجهَينِ مَا
…
عَن رَدِّ لَامِهِ غِنًى إِن رُخِّمَا
- وتقول فِي (شية)، و (دية) علمين:
علَى الأول: (يا شيَ)، و (يا ديَ) بفتح الياء.
وإِن رخمت علَى الثّاني: أعدت الفاء، وقلت:(يا شيُ)، و (يا ديُ) بضم الياء.
- ولو سميت بنحو: (تحاجَّ) بالتّشديد وهو مصدر أصله: (تحاجج)؛ كـ (تضارب). . حذفت الجيم الثّانية، فتقول:(يا تحاجُ) بضم الجيم كما هي مضمومة فِي الأصل.
فمن نوَى المحذوف. . لم يقدر شيئًا واستعمله بضمته الأصلية.
ومن لم ينو. . يقدر ضمة الإِعراب غير هذه الضّمة الموجودة.
وأَجازَ الكوفيون: حذف الألفين والياء فِي ترخيم (درحايا)، و (حولايا) علمين؛ كـ (يا درح)، و (يا حول).
والوجه: حذف الألف الأخيرة فقط، وتبقَى الياء مفتوحة علَى لغة من ينتظر، أَو تضم علَى لغة من لا ينتظر؛ لأنه فِي هذه الحالة كـ (ظبي) ونحوه، لا كـ (القاضي) ونحوه فِي ثقل الضّمة علَى الياء.
وقوله: (كما) فِي موضع المفعول الثِّاني بـ (اجعله)، و (ما): زائدة، و (لو): حرف مصدري، والتّقدير:(واجعله ككون الآخر متممًا فِي الوضع إن لم ينو المحذوف).
واللَّه الموفق
ص:
618 -
وَالتَزِمِ الأَوَّلَ فِي كَمُسْلِمَهْ
…
وَجَوِّزِ الوَجْهَيْنِ فِي كَمَسْلَمَهْ
(1)
ش:
من الأسماء: مما لا يرخم إِلَّا علَى اللّغة الأولَى، وهي لغة: من ينتظر؛ لأجل اللّبس، أَو لعدم النّظير.
فالأول: ما كان فيه تاء تأنيث؛ للفرق بين المذكر والمؤنث؛ كـ (مسلمة) بضم الأول، فتقول:(يا مسلمَ) بفتح آخره علَى اللّغة الأولَى.
ولَا يرخم علَى الثّانية؛ لاستلزام ضم الميم، فيلتبس بنداء المذكر، وهو لمؤنث علمًا، أَو نكرة مقصودة.
وكذا القول فِي (مسلمة)، و (حارثة) علمين لمذكر:(يا مسلمَ)، و (يا حارثَ) علَى اللّغة الأولَى أيضًا، لأنه إِذا ضم يلتبس بنداء مذكر لا ترخيم فيه.
- فإن لم تكن التّاء للفرق ونحو ذلك. . جاز التّرخيم علَى اللّغتين؛ كـ (مسلمة) بفتح أوله، و (حمزة)، و (طلحة)، فتقول:(يا مسلمَ)، و (يا حمزَ)، و (يا طلحَ) بفتح الآخر علَى الأول، أَو بضمة علَى الثّانية.
والثّاني: كـ (طيلسان)، و (حبلوي) علمين، فتقول:(يا طيلسَ)، و (يا حبلوِ) بفتح السّين وكسر الواو علَى اللّغة الأولَى؛ لأنَّ ترخيمهما علَى طريق الاستقلال يلزم عليه عدم النّظير فيهما؛ إِذ ليس فِي الكلام اسم علَى (فيعل) صحيح العين، إِلَّا ما ندر من نحو:(صيقل): اسم امرأة، و {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} بياء ساكنة قبل همزة مكسورة، فِي قراءة شعبة عن عاصم.
ولأَنَّ الثّاني يلزم فيه قلب الواو ألفًا؛ لتحركها وفتح ما قبلها، فيحصل (فُعلَى) وليس فِي الكلام (فُعلَى) إِلَّا وألفه مزيدة للتأنيث غير منقلبة عن واو ولا ياء.
(1)
والتزم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الأول: مفعول به لالتزم. في: حرف جر. كمسلمة: الكاف اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل جر بفي، والجار والمجرور متعلق بالتزم، والكاف الاسمية مضاف، ومسلمة: مضاف إليه. وجوز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الوجهين: مفعول به لجوز. في كمسلمة: مثل السابق.
تنبيه:
لو سمي بـ (زيدين) أَو بما فيه ياء النّسب؛ كـ (زيدي). . لزم ترخيمه علَى اللّغة الأولَى أيضًا؛ نحو: (يا زيدِ) بكسر الدّال.
ولو رخم علَى الثّانية. . لالتبس بمنادَى لا ترخيم فيه.
واللَّه الموفق
ص:
619 -
وَلاضْطِرَارٍ رَخَّمُوا دُونَ نِدَا
…
مَا لِلنِّدَا يَصْلُحُ نَحْوُ أَحْمَدَا
(1)
ش:
يجوز التّرخيم فِي غير النّداء للضرورة علَى اللّغتين.
وقال المبرد: على الثّانية.
ويشترط: كون المرخم به صالحًا لمباشرة حرف النّداء.
فخرج: (المنطلق).
فمن المرخم علَى لغة من ينتظر، قوله:
إِنَّ ابنَ حَارِثَ إِنْ أَشتَق لِرُؤيَتِهِ
…
. . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
ولاضطرار: الواو عاطفة، لاضطرار: جار ومجرور متعلق بقوله: رخموا الآتي. رخّموا: فعل وفاعل. دون: ظرف متعلق بمحذوف حال من (ما) الآتي، ودون مضاف، وندا: قصر للضرورة: مضاف إليه. مما: اسم موصول: مفعول به لرخموا. للندا: جار ومجرور متعلق بيصلح الآتي. يصلح: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة. نحو: خبر لمبتدأ محذوف: أي وذلك نحو، ونحو: مضاف، وأحمدا: مضاف إليه.
(2)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: أو أمتدِحه فإنّ الناسَ قد عَلِمُوا
الشاهد: قوله: (حارثَ)؛ قال العيني في المقاصد النحوية:
الاستشهاد فيه: في قوله: (حارث) فإن أصله: ابن حارثة، فإنه رخمه في غير النداء على نية الحذف لأجل الضرورة، والمبرد لا يجيز ذلك إلا على انتظار الحذف، والبيت حجة عليه.
ولما كان الترخيم في غير النداء مشابهًا للترخيم في النداء. . فلذلك لا يجوز أن يرخم فيه إلا ما يجوز أن يرخم في النداء، ولما كان الترخيم في النداء على وجهين. . كان في غير النداء -أيضًا- على ذينك الوجهين من انتظار الحذف وعدم انتظاره.
وإنكار المبرد أن يكون على نية المحذوف: مدفوع قياسًا، وهو ما ذكرناه، وسماعًا كقول الشاعر المذكور.
أراد: حارثة.
وقوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
وَأَضْحَتْ مِنْكَ شَاسِعَةً أُمَامَا
(1)
[أراد: أمامة]
(2)
.
ورواه المبرد: (وما عهدي كعهدك يا أماما).
ومن التّرخيم علَى اللّغة الثّانية، قوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
طَرِيفُ بنُ مَالٍ لَيلَةَ الجُوعِ وَالخَصَرْ
(3)
(1)
التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: ألا أَضْحَتْ حبالُكُمُ رِمامَا
وهو لجرير في ديوانه ص 221، وخزانة الأدب 2/ 365، وشرح أبيات سيبويه 1/ 594، وشرح التصريح 2/ 190، والكتاب 2/ 270، والمقاصد النحوية 4/ 282، ونوادر أبي زيد ص 31، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 240، والإنصاف 1/ 353، وأوضح المسالك 4/ 70، وشرح عمدة الحافظ ص 313.
شرح المفردات: الحبال: هنا أواصر الألفة. الرمام: البالية أو المقطعة. الشاسعة: البعيدة. أماما: أي: أمامة.
المعنى: يقول: إن أواصر المحبة والألفة قد رمَّت، وأصبحت أمامة بعيدة عنك بعدًا شاسعًا، لا سبيل إلى عودتها.
الإعراب: ألا: حرف استفتاح أو تنبيه. أضحت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. حبالُكم: اسم أضحى مرفوع، وهو مضاف، كم: ضمير في محل جر بالإضافة. رمامًا: خبر أضحى منصوب بالفتحة. وأضحت: الواو حرف عطف، أضحت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. منك: جار ومجرور متعلقان بشاسعة. شاسعة: خبر أضحى منصوب. أماما: اسم أضحى مرفوع بالضمة على الحرف المحذوف للترخيم.
وجملة (ألا أضحت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. جملة (أضحت منك): معطوفة على الجملة السابقة.
الشاهد فيه قوله: (أماما)؛ حيث رخم في غير النداء للضرورة، وترك الميم على لفظها مفتوحة على لغة من ينتظر، وهي في غير موضع الرفع.
(2)
زيادة من نسخة (ب).
(3)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: لَنِعْمَ الفتَى تعشُو إِلَى ضوْءِ نارِهِ
وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 142، وتذكرة النحاة ص 420، والدرر 3/ 48، وشرح أبيات =
بكسر اللّام والتّنوين أراد: (مالك)، ولو كَانَ علَى اللّغة الأولَى. . لم ينون.
وقيل: الرّواية (طريف ابن مِلّ) بكسر الميم وتشديد اللّام، فهو علَى الأصل.
تنبيه:
من العرب من يقول: (يا طلحةَ) بفتح التّاء.
قال الشّاعر:
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيمَةَ نَاصِبِ
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
= سيبويه 1/ 451، وشرح التصريح 2/ 190، والكتاب 2/ 254، والمقاصد النحوية 4/ 280، وبلا نسبة في رصف المباني ص 239، وشرح ابن عقيل ص 537، وهمع الهوامع 1/ 181.
شرح المفردات: تعشو: تنظر إلى ناره ليلًا. ابن مال: أي ابن مالك. الخصر: شدة البرد.
المعنى: يمدح الشاعرُ طريفَ بنَ مالك بأنه رجل كريم يستضاء بناره، ويقصد إذا اشتد الجوع والبرد.
الإعراب: لنعم: اللام موطئة للقسم، نِعمَ: فعل ماض جامد لإنشاء المدح. الفتى: فاعل مرفوع. تعشو فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. إلى ضوء: جار ومجرور متعلقان بتعشو، وهو مضاف. ناره: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. طريفٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. بن: نعت طريف مرفوع، وهو مضاف. مال: مضاف إليه مرخم مجرور. ليلة. ظرف زمان منصوب، متعلق بتعشو، وهو مضاف. الجوع: مضاف إليه مجرور. والخصر: الواو حرف عطف، الخصر: معطوف على الجوع، وسكن للضرورة الشعرية.
وجملة (نعم الفتى): في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ. وجملة (تعشو): في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: (مالٍ) حيث رخم على لغة من لا ينتظر، من غير أن يكون منادى، وذلك للضرورة؛ لأنه صالح للنداء.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وليل أقاسيهِ بَطِيء الكَوَاكب
وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص 40، والأزهية ص 237، وخزانة الأدب 2/ 321، 325، 3/ 272، 4/ 392، 5/ 74، 11/ 22، والدرر 3/ 75، وشرح أبيات سيبويه 1/ 445، والكتاب 2/ 207، 3/ 382، وكتاب اللامات ص 102، ولسان العرب 1/ 721 كوكب، 758 نصب، 6/ 6 أسس، 8/ 172 شبع، والمقاصد النحوية 4/ 3032، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 121، وجمهرة اللغة ص 350، 982، ورصف المباني ص 161، وشرح المفصل 2/ 107.
اللغة: كليني: دعيني. ناصبٍ: متعب. أميمة: اسم امرأة. أقاسيه: أكابده.
المعنى: يقول: دعيني يا أميمة لهذا الهم المتعب، ومقاساة الليل الطويل البطيء الكواكب حتى كأن راعيها ليس براجع.
الإعراب: كليني: فعل أمر، والياء: ضمير في محل رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء: الثانية في محل =
فالمصنف والفارسي: أنه رخمه علَى لغة من ينتظر، قال:(يا أميم) ثم أعاد التّاء معجمة غير معتّدٍ لها ففتحها إتباعًا لما قبلها.
وقيل: إن هذه التّاء غير تلك.
وقيل: نصبت علَى أصل المنادَى.
وقيل: من العرب من يبني المنادى المفرد علَى الفتح؛ كقوله:
يَا رِيحَ مِنْ أرضِ الشَّمَالِ هُبِّي
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
بفتح الحاء.
وقيل: إنها تاء الكلمة وفتحت لثقل التّأنيث.
وقيل: هاء السّكت، ولما ثبتت فِي الوصل. . أقحمت وحركت بالفتح تبعًا لما قبلها، حكاه القواس.
وأَجازَ بعضهم: الفتح فِي ألف التّأنيث الممدودة أيضًا، نحو:(يا حمراءَ) بفتح الهمزة.
واللَّه الموفق
* * *
= نصب مفعول به. لهمٍّ: جار مجرور متعلقان بكليني. يا: حرف نداء. أميمةَ: منادى منصوب. ناصبٍ: نعت همٍّ مجرور. وليل: الواو: حرف عطف، وليل: معطوف على همٍّ مجرور. أقاسيه: فعل مضارع مرفوع، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. بطيء: نعت ليل مجرور، وهو مضاف. الكواكب: مضاف إليه مجرور.
وجملة (كليني): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أقاسيه): في محل نعت ليل.
الشاهد فيه قوله: (يا أميمة)؛ حيث نصب المنادى على أصله، ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف. وقيل: هو مبني، وقال بعضهم: إنه مرخم ثم أقحمت التاء غير معتد بها.
(1)
التخريج: الرجز بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 294.
الإعراب. يا: حرف نداء. ريحَ: منادى مبني على الفتح. من نحو: جار ومجرور متعلقان بهبي، وهو مضاف. الشمال: مضاف إليه مجرور. هبي: فعل أمر، والياء: ضمير في محل رفع فاعل.
الشاهد في قوله: (يا ريحَ)؛ حيث بنى المنادى على الفتح لأن من العرب من يبنى المنادى المفرد على الفتح.