الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقاس الأخفش: فأَجازَ (قَرطاسِ)، و (دَحراجِ): من (قَرطَسَ)، و (دَحرَجَ).
وقصره الشّيخ علَى السّماع.
قال فِي "الكافية الشّافية":
وَنَدَرَ اسمُ الفِعلِ مِن رُبَاعِي
…
مُقتَصِرًا فِيهِ عِلَى السَّمَاعِ
وتأول المبرد: (عرعار) لحكاية صوت الرّعد، و (قرقار) لحكاية صوت الصّبيان، فهما اسما صوت لا أسماء فعل.
وقيل: فِي هذا مخالفة النّظير فِي الوزن لأسماء الأصوات، فلم يكن؛ كـ (قاش ماش)، و (خاز باز).
ويطرد فِي النّداء أيضًا لسب الذّكور (فُعَل) بضم الفاء وفتح العين؛ كـ (يا غُدَرٍ)، (يا فُسَقَ)، (يا خُبَث)، بمعنَى:(الغادر)، و (الفاسق)، و (الخبيث) وهو معنَى قوله:(وَشَاعَ فِي سَبِّ الذُّكورِ فُعَلُ) وهو مسموع لا يقاس عليه، خلافًا لعلي بن عصفور.
وقوله: (وَجُرَّ فِي الشَّعرِ فُلُ) يشير إِلى الشّاهد المتقدم.
تنبيهٌ:
تقول فِي النّداء خاصة إِذا لم تصرح باسم المنادَى: (يا هن).
كما يكنى بـ (فلان) عن الأعلام، ومعناه:(يا رجل)، و (يا هنان)، و (يا هنون).
وتقول للمؤنث: (يا هَنت)، (يا هنتان)، (يا هنات).
= الإِعراب: متكنفي: حال منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. جنبي: مضاف إِليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. عكاظ: مضاف إِليه مجرور. كليهما: بدل من جنبي مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، وهما ضمير فِي محل جر بالإِضافة. يدعو: فعل مضارع مرفوع.
وليدُهم: فاعل مرفوع، وهو مضاف، وهم: ضمير فِي محل جر بالإِضافة. بها: جار ومجرور متعلقان بيدعو. عرعار: اسم فعل أمر بمعنى عرعر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنتم.
وجملة (يدعو): فِي محل نصب حال. وجملة (عرعار): فِي محل نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: (عرعار)؛ حيث وقع اسم فعل من الرباعي، وهذا شاذ.
قال الشّيخ: وقد يلي أواخرهن ما يلي آخر المندوب؛ كـ (يا هناه)، (يا هنانيه)، (يا هنانوه)، (يا هنتاه)، (يا هنتانيه)، (يا هناتوه)، وعلَى هذا فهي هاء السّكت.
ورده ابن بابشاذ: بأن هاء السّكت لا تحرك، وهذه قَدْ حركت.
وأكثر البصريين: أنها بدل من الواو الّتي هي لام الكلمة، بدليل عودها فِي الجمع، كقوله:
..........................
…
إِلى هَنَواتٍ شَأنُها مُتَتابِعُ
(1)
فوزن (هَناه): (فَعَال)؛ إِذ لا زائد فيه غير الألف.
واعلم أَن الألف والنّون فِي: (يا هنانيه) علامة تثنية.
والياء: أصلها ألف (هناه).
والهاء: إِمّا هاء السّكت، أَو: عوض اللَّام.
وقد انكسرت الهاء فِي (هنانيه) بعد أَن كانت مضمومة؛ لمجاورتها الياء والواو.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أرَى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني وملَّني
وهو بلا نسبة فِي سرّ صناعة الإِعراب صناعة الإِعراب 1/ 151، 2/ 559، وشرح شواهد الإِيضاح ص 535، ولسان العرب 15/ 366، 369 (هنا)، والمقتضب 2/ 270، والمنصف 3/ 139.
اللغة: الهنوات: الأفعال يُستَقْبَحُ ذكرها. ومتتابع: متتالٍ، ويروي:(متايع) بالياء، وهو بمعنى متتابع، ويروي:(كلها) مكان (شأنها).
المعنى: إِن ابن نزار هذا نفر مني وتخلَّى عنِّي بعد إِساءاتي المتكررة.
الإِعراب: أرى: فعل مضارع مرفوع بالضّمة المقدَّرة على الألف للتعذر، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنا. ابنَ: مفعول به منصوب. نزارٍ: مضاف إِليه مجرور. قد: حرف تحقيق. جفاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والنون: للوقاية، والياء: مفعول به محلُّه النصب، والفاعل مستتر جوازًا تقديره: هو. وملني: الواو: حرف عطف، ملَّني: فعل ماض مبني على الفتح، والنون: للوقاية، والياء: للمتكلم مفعول به محله النصب، والفاعل مستتر تقديره (هو). إِلى هنوات: جار ومجرور متعلقان بالفعل جفاني. شأنُها: مبتدأ مرفوع بالضّمة، وها: مضاف إِليه محلُّه الجر. متتابع: خبر للمبتدأ شأنها مرفوع بالضّمة.
وجملة (أري): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (جفاني): مفعول به ثانٍ للفعل أرى محلُّها النصب، وعطف عليها جملة (ملَّني). وجملة (شأنها متتابِعُ): صفة لهنوات محلّها الجر.
والشّاهد فيه: قوله: (هنوات) حيث جمعه بالواو، فدلَّ على أن هَنَة من ذوات الاعتلال، وأنَّ لامها واو، وكان القياس أن تقلب الواو فيها ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، إِلَّا أنهم حذفوها للتخفيف.
والنّون علامة جمع المذكر فِي: (يا هنوناه)، وبقيت الألف على حالها لفتح نون الجمع، وبقيت الهاء مضمومة على حالها كما بقيت مع الألف فِي (يا هناه).
والواو فِي: (يا هنانوه) أصلها: الألف، فقلبت واوًا لوقوعها بعد ضمة.
وإِنما جمع بواو ونون - وأنت لا تقول: (يا رجلون) - لأنَّ هذه الكلمة تطرق عليها التّغير بحذف لامها فِي (الهن)، و (الهنة)، فصارت الواو والنّون بمنزلة العوض من لام الكلمة، علَى حد قولهم:(سنون).
ومن قال: (يا هن) بغير زيادة ثني وجمع بغير زيادة نحو: (يا هنُ)، (يا هنان)، (يا هنون)، (يا هنت)، (يا هنتان)، (يا هنات).
والله الموفق
* * *