الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجيب: بأن الأصل: (يا عمرا) بالألف ثم حذفت لالتقاء السّاكنين، فبقيت الرّاء مفتوحة، وهذا علَى رأي من يجيز زيادة الألف فِي آخر كل منادَى، ذكره السمين فِي "شرح التّسهيل".
وروي: (يا عمرُ) بالضّم.
والوصف بـ (ابنة): كالوصف بـ (ابن) فيما تقدم؛ نحو: (يا هند بنت سعيد)، بضم (هند) وفتحها.
ومن العرب: من يضم نون (ابن) اتباعًا لضم المنادَى قاله الأخفش، وفيه إتباع الثّاني كقراءة (الحمدُ لله) بضم اللام.
تنبيه:
• تحذف ألف (ابن) أيضًا فِي غير النّداء إِذا اجتمعت فيه الشّروط المتقدمة؛ نحو: (جاء زيد بن عمرو).
• ويحذف التّنوين من الموصوف أيضًا كما فِي النّداء.
• والكنية فِي ذلك الاسم؛ نحو: (جاء زيد بن أبي بكر)، و (جاء أبو بكر بن زيد) فحذفت ألف (ابن) لئلا ينوي فصله ممَّا قبله، وحذف التّنوين علَى جعل الاسمين بمنزلة شيء واحد كما سبق.
ونقل ابن بابشاذ عن سيبويه: أَن الحذف لالتقاء السّاكنين، وكثرة الاستعمال، وكون (ابن) صفة.
وشذ قولُ الشّاعرِ:
مرفوع بالضمة، وهو مضاف. أروى: مضاف إليه. بأجود: الباء حرف جر زائد، أجود: اسم مجرور لفظا منصوب محلًا على أنه خبر ما، وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على وزن أفعل. منك: حرف جر، والكاف: ضمير متصل مبني فِي محلّ جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بأجود. يا: حرف نداء. عمر: منادى مبني فِي محلّ نصب.
الجوا: نعت عمر منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه قوله: (يا عمر الجواد) والقياس فيه: يا عمر، وقد استدل به الكوفيون على أن المناد الموصوف يجوز فيه الفتح، سواء أكان الوصف لفظ (ابن) أو لم يكن.
وقال البصريون: إن الأصل: يا عمرا. أي هو كالمندوب، وحذفت الألف. وفي هذا تكلف.
جَارِيَةٌ مِن قَيسٍ بنِ ثَعْلَبَة
…
كَأَنَّهَا حِليَةُ سَيفٍ مُذْهَبَة
(1)
بتنوين (قيس) للضرورة وهو علَمٌ وُصِف بـ (ابنٍ) مضافٍ لعلَم.
• فإن لم يكن (ابن) صفة .. نوَّنتَ العلَمَ وكتبتَ الألفَ كما سبق؛ نحو: (إن زيدًا ابنَ عمرو).
وكذا إن كانت البنوة مجارا؛ نحو: (ز د ابن عمرو فِي الدار)، نص عليه النووي رحمه الله فِي شرح مسلم" فِي باب تحريم قتل الكافر بعد قول:(لا إله إلا الله).
• وكذا إذا ثني (ابن)؛ نحو: (إن زيدًا ومحمدًا ابني عمرو منطلقان).
• وكذا إذا كتب أول سطر.
و (نحو) مفعول به (ضُمَّ)، ومفعول (افتحَنَّ) محذوف يعود علَى (نحوَ)؛ أَي:(وضم زيد وافتحنه من نحو أزيد بن سعيد).
والله الموفق
ص:
582 -
وَاضْمُم أوِ انصِب مَا اضطِرَارًا نُوِّنَا
…
مِمَّا لَهُ استِحقَاقُ ضَمٍّ بُيِّنَا
(2)
(1)
التخريج: الرجز للأغلب العجليّ فِي ديوانه ص 14 وخزانة الأدب 2/ 236، والدرر 3/ 36 وشَرح أبيات سيبويه 2/ 312، والكتاب 3/ 506، ولسان العرب 1/ 238 (ثعلب)، وبلا نسبة فِي الخصائص 2/ 491، وسرّ صناعة الإعراب 2/ 530، وشرح التصريح 2/ 170، ولسان العرب 1/ 659 (قبب)، وهمع الهوامع 1/ 176.
الإعراب: جارية: خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمة. من قيس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ (جارية). ابن: صفة مجرورة بالكسرة وهو مضاف. ثعلبة: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، وسكّن لضرورة الشعر. كأنها: حرف مشبه بالفعل واسمه. حلية: خبر كأن مرفوع. سيف: مضاف إليه مجرور. مذهبة: صفة حلية مرفوعة مثلها، وسكن لضرورة الشعر.
وجملة (هي جارية): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (من قيس)؛ حيث نون قيس، وهو الموصوف بـ (ابن)، وذلك لضرورة الشعر.
(2)
واضمم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. أو: عاطفة. انصب: فعل أمر معطوف على اضمم. ما: اسم موصول: تنازعه الفعلان قبله، كل منهما يطلبه مفعولا.
ش:
المستحق البناء علَى الضّم فِي النّداء: هو المفرد العلم، والنّكرة المقصودة كما سبق؛ فإِن اضطر إِلَى تنوين هذين فِي النّداء .. جاز نصبهما أَو رفعهما.
لكن الأحسن فِي العلَم: أَن يرفع، والنّكرة المقصودة: بالعكس.
قال الشاعر:
سَلامُ اللَّهِ يَا مطَرٌ عَلَيْهَا .............. (1)
فـ (مطر) علمٌ اضطرَّ إِلَى تنوينه فرفع.
اضطرارًا: مفعول لأجله. نُوِّنا: نوِّن: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محلّ لها صلة الموصول. مما: بيان لما الموصولة. له: جار ومجرور متعلق بقوله: (بينا) الآتي. استحقاق: مبتدأ، واستحقاق مضاف، وضم: مضاف إليه، وجملة بينا: مع نائب الفاعل المستتر فيه فِي محلّ رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: لا محلّ لها صلة (ما) المجرورة بمن.
(1)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: وليس عليك يا مطر السلام
وهو للأحوص فِي ديوانه ص 189، والأغاني 15/ 33 وخزانة الأدب 2/ 150، 152، 6/ 507 والدرر 3/ 21، وشرح أبيات سيبويه 2/ 605، 2/ 25، وشرح التصريح 2/ 171، وشرح شواهد المغني 2/ 766، والكتاب 2/ 20، وبلا نسبة فِي الأزهية ص 164 والأشباه والنظائر 3/ 213، والإنصاف 1/ 311، وأوضح المسالك 4/ 2 والجنى الداني ص 149، والدرر 5/ 18 ورصف المباني ص 177، 355، وشرح ابن عقيل ص 517، ومجالس ثعلب ص 92، 54 والمحتسب 2/ 93.
الإعراب: سلام: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. يا: حرف نداء. مطر: منادى مبني على الضم فِي محلّ نصب على النداء، ونون للضرورة. عليها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وليس: الواو: حرف عطف، ليس: فعل ماض ناقص. عليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ليس. يا: حرف نداء. مطر: مناديل مبني على الضم فِي محلّ نصب على النداء. السلام: اسم ليس مرفوع.
وجملة (سلام الله
…
) الاسمية: لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (يا مطر) الفعلية: على تقدير: (أدعو مطرًا): لا محلّ لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة (ليس عليك) الفعلية: معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (يا مطر) الفعلية: لا محلّ لها من الإعراب لأنها اعتراضية.
الشاهد فيه قوله: (يا مطرٌ)، والقياس: يا مطرُ بالبناء على الضم، لأنه منادى مفرد علم، ولكن الشاعر نونه اضطرارًا لإقامة الوزن.
وقال آخر:
........................
…
يا عَدِيًّا لقَد وَقَتْكَ الأَوَاقِي
(1)
بنصب (عديًا) وهو علَم أيضًا.
و (الأواقي) جمع (واقية): وأصله وواقي أبدلت الأولَى همزة علَى القياس.
وقال آخر:
يا جَعفَرًا يا جَعْفرًا يا جَعفَرُ
…
إِنْ أَكُ دَحْداحًا فَأَنْتِ أَقْصَرُ
(2)
(1)
التخريج: عجز بيت من الخفيف، وصدره: ضَرَبَت نَحرَها إِلَيَّ وَقالَت
وهو للمهلهل بن ربيعة فِي ديوانة ص 59، وخزانة الأدب 2/ 165، والدرر 3/ 22، وسمط اللآلي ص 111، ولسان العرب 15/ 401 وقي، والمقاصد النحوية 4/ 211، والمقتضب 4/ 214، وبلا نسبة فِي رصف المفصل 10/ 10، والمنصف 1/ 218، وهمع الهوامع 1/ 173.
اللغة: وقتك: حفظتك. الأواق: جمع الواقية، وهي الحافظة.
المعنى: يقول: لما رأته رفعت رأسها، ودعت له يحفظه الله، ويقيه من نوائب الدهر، لأن مرآه كان خيرًا عليها.
الإِعراب: ضربت: فعل ماض. والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. نحرها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، وها ضمير فِي محلّ جر بالإِضافة. إِلي: جار ومجرور متعلقان بضربت. وقالت: الواو: حرف عطف. قالت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. والفاعل: هي. يا: حرف نداء. عديًا: منادي مبني على الضم المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالتنوين المنصوب للضرورة، لقد: اللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. وقتك: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير فِي محلّ نصب مفعول به، الأواقي: فاعل مرفوع بالضّمة المقدرة على الياء للثقل.
وجملة (رفعت) الفعلية: لا محلّ لها من الإِعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة (قالت): الفعلية معطوفة على جملة (رفعت) لا محلّ لها من الإِعراب. وجملة (يا عديا) الفعلية: على تقدير: (أدعو عديًا): فِي محلّ نصب مفعول به. وجملة (وقتك الأواقي) الفعلية: لا محلّ لها من الإِعراب لأنها جواب القسم.
الشاهد فيه قوله: (يا عديًا)؛ حيث نصبه للضرورة الشعرية، وحقه البناء على الضم لأنه علم.
(2)
التخريج: الرجز بلا نسبة فِي شرح الجمل 1/ 259.
اللغة: جعفر: علم لامرأة. الدحداح والدَّحْدَحُ: القصير.
المعنى: يخاطب امرأة بعينها اسمها جعفر، ولعلّه يهجو القبيلة، قائلًا: إِن كنت قصيرًا فأنتِ أيتها القبيلة لا تصلي إِلى مجدي ورفعتي؛ أو أنت يا جعفر أقصر مني وأقلّ شأنًا.
الإِعراب: يا جعفرًا: يا: حرف نداء، جعفر: منادى مفرد علم مبني على الضمّ ونوِّن للضرورة فِي محلّ نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. يا جعفر: توكيد للأولى، وكذلك (الثالثة) توكيد =
فنصب (الأولين) للضرووة.
و (جعفر): هنا اسم امرأة، و (الدّحداح): القصير.
واستعمل الشّيخ (اضْمُمْ) بمعنَى: (ارفع) وهذا فيه خلاف:
فقيل: يطلق علَى المعرب: أنه مضموم، وعلَى المبني: أنه مرفوع.
وقال "شارح الفصول": وتسمية المبني المضموم مرفوعًا: لا يراه محققوا البصريين.
وقد استعمله بعض الكوفيين.
واللَّه الموفق
583 -
وَبِاضْطِرَارٍ خُصَّ جَمْعُ يَا وَأَلْ
…
إِلَّا مَعَ الله وَمَحْكِيِّ الجُمَلْ
(1)
584 -
والأكثر اللهم بِالتَّعْوِيْض
…
وَشَذَّ يَا اللَّهُمَّ في قَرِيِضِ
(2)
= للأولى إِن: حرف شرط حازم. أكُ: فعل مضارع مجزوم بالسكون على النون المحذوفة، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. دحداحًا: خبر كان منصوب بالفتحة. فأنت: الفاء: رابطة لجواب الشرط، أنت: ضمير منفصل فِي محلّ رفع مبتدأ. أقصر: خبر مرفوع بالضمّة.
وجملة النداء: ابتدائية لا محلّ لها من الإِعراب. وجملة (أك دحداحًا): جملة الشرط غير الظرفي لا محلّ لها من الإِعراب. وجملة (فأنت أقصر): فِي محلّ جزم جواب الشرط. وجملة (إِن كنت دحداحا فأنت أقصر): استئنافية لا محلّ لها من الإِعراب.
الشاهد فيه قوله: (يا جَعفَرًا يا جَعْفَرًا): حيث نصب اسم العلم للضرورة الشعرية، والقياس بناؤه على الضم.
(1)
باضطرار: جار ومجرور متعلق بقوله: خص الآتي. خص: يجوز أن يكون فعلًا ماضيًا مبنيًا للمجهول، ويجوز أن يكون فعل أمر. جمع: نائب فاعل إِذا جعلت خص ماضيًا مبنيًا للمجهول، ومفعول به إِذا جعلته أمرًا، وجمع مضاف، ويا: قصد لفظه: مضاف إِليه. وأل: معطوف على يا. إِلا: أداة استثناء. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من جمع، ومع مضاف، والله: مضاف إِليه. ومحكي: معطوف على لفظ الجلالة، ومحكي مضاف، والجمل: مضاف إِليه.
(2)
والأكثر: مبتدأ. اللَّهم: قصد لفظه: خبير المبتدأ. بالتعويض: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الخبر. وشذ: فعل ماض. يا اللَّهم: قصد لفظه: فاعل شذ. في قريض: جار ومجرور متعلق بشذ.
ش:
الجمع بَينَ حرف النّداء و (أل): مخصوص بالضّرورة، فَلَا يجوز فِي الاختيار؛ نحو:(يا الغلام)؛ لأنَّ (يا) للتعريف، و (أل) للتعريف .. فَلَا يجوز الجمع بَينَ معرفين، وأَجازَه البغداديون.
وكذا الكوفيون مطلقًا كما في "التسهيل".
* أما مع (الله) تعالَى .. فيجوز بإِجماع؛ نحو: (يا الله اغفر لي) بقطع الهمزة أَو وصلها؛ لأن (أل) فيه ليست للتعريف، وإِنما هي كالجزء منه، وهي عوض عن حرف أصلي وهو همزة (إِله).
• وكذا ما سمي به من الجمل؛ فتقول: (يا الرّجل منطلق)؛ لأنَّ التّقدير: (يا مقولًا لهُ الرجل منطلق)، قاله سيبويه.
• ويجوز أيضًا الجمع فيما سمي به في موصول فيه (أل)؛ نحو: (يا الّذي)، ذكره المبرد فإِنها فيه لازمة من بنية الكلمة.
• ومثله: (أليسع) فتقول: (يا أليسع) كما سبق مفصلا في آخر المعرف بأداة التّعريف.
• وكذا مع اسم الجنس إِذا شبه به، نص عليه محمد بن سعدان الضّرير من الكوفيين؛ نحو:(يا الأسد شدةً)، و (يا الخليفة هيبةً).
وارتضاه الشيخ رحمه الله، قال: لأن التقدير (يا مثل الأسد)، و (يا مثل الخليفة).
ومن الجمع بَينَ (يا) و (أل) المعرفة في الضّرورة قولُ الشّاعرِ:
فَيَا الغُلامانِ اللَّذان فَرَّا
…
...................
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: إِياكما أن تعقبانا شرَّا
وهو بلا نسبة في أسرار العربية صـ 230، والإِنصاف 1/ 336، والدرر 3/ 30، وخزانة الأدب 2/ 294، وشرح عمدة الحافظ صـ 229، وشرح المفصل 2/ 9، واللامات ص 53، واللمع في العربية ص 196، والمقاصد النحوية 4/ 215، والمقتضب 4/ 234، وهمع الهوامع 1/ 174.
الإِعراب: فيا: الفاء بحسب ما قبلها، يا: حرف نداء. الغلامان: منادى مبني على الألف لأنه مثنى، وهو في محل نصب. اللذان: اسم موصول في محل نصب نعت الغلامان. فرا: فعل ماض، والألف =
وقول الآخر:
عَبَّاسُ يا المَلِكُ المُتَوَّجُ والَّذِي
…
...............
(1)
وقيل: المنادى محذوف، والتّقدير:(يا أيها الملك).
وأشار بقوله: (وَالأَكْثَرُ اللَّهُمَّ بِالتَّعْوِيْض
…
إِلَى آخره) إِلى أن الأكثر في نداء اسم الله تعالَى أَن يقال: (اللَّهم) بحذف أداة النداء، وتعويض الميم المشددة عنها في آخر الاسم الكريم.
فإِن شئت .. قلت: (يا الله).
= ضمير في محل رفع فاعل. إِياكما: مفعول به لفعل التحذير المحذوف تقديره: أحذر، وهو مضاف، والضمير (كما): في محل جر بالإِضافة. أن: حرف نصب ومصدرية. تعقبانا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف في محل رفع فاعل، ونا: ضمير في محل نصب مفعول به أول. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: (من)، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف أحذر. شرا: مفعول به ثان لتعقب.
وجملة النداء (يا الغلامان): بحسب ما قبلها. وجملة (فرا): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أحذر إِياكما): استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (تعقبانا): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد فيه قوله: (فيا الغلامان)؛ حيث جمع حرف النداء (يا) مع أل التعريف في غير لفظ الجلالة، وهذا غير جائز إِلا في الشعر.
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: عَرَفَتْ لَهُ بَيتَ العُلَا عَدْنَانُ
وهو بلا نسبة في الدرر 3/ 31، وشرح التصريح 2/ 173، والمقاصد النحوية 4/ 245، وهمع الهوامع 1/ 174.
الإِعراب: عباس: منادى مبني على الضم في محل نصب. يا: حرف نداء. الملك: منادى مبني على الضم في محل نصب. المتوج: نعت الملك مرفوع، ويجوز فيه النصب إِتباعًا للمحل. والذي: الواو عطف، الذي: اسم موصول معطوف على المتوج. عرفت: فعل ماض، والتاء للتأنيث.
له: جار ومجرور متعلقان بعرفت. بيت: مفعول به منصوب، وهو مضاف. العلي: مضاف إِليه مجرور. عدنان: فاعل عرفت مرفوع بالضّمة.
وجملة النداء (عباس): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة النداء الثانية. (الملك): بدل من الأولى. وجملة (عرفت له): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد فيه قوله: (يا الملك)؛ حيث أدخل (يا) التي للنداء على الاسم المقترن بأل، وذلك ضرورة عند البصريين، وجائز عند الكوفيين.
أَو حذفت حرف النّداء، وعوضت عنهُ الميم المشددة، فتقول:(اللَّهم).
وشذ الجمع بَينَ العوض والمعوض فِي القريض؛ أي: الشعر؛ كقوله:
إِنِّي إِذا مَا حَدثٌ أَلَمَّا
…
دَعَوْتُ يَا اللَّهمَّ يَا اللَّهُمَّا
(1)
وأَجازَ الكوفيون: الجمع بَينَ (يا) والميم في الاختيار، لأنَّ الميم عندهم بقية جملة محذوفة، والتّقدير:(يا الله أُمَّنا بخير) فحذف حرف النّداء وهمزة (أُمَّنا) والمفعول والجار والمجرور، واتصلت الميم المشددة بالاسم الكريم فامتزجا وحصل:(اللَّهم).
والمعتمد: ما سبق.
قال القواس رحمه الله: لأنَّ الاسم الكريم لا يركب مع الجملة؛ ولأنَّ الكلام
(1)
التخريج: الرجز لأبي خراش في الدرر 3/ 41، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1346، والمقاصد النحوية 4/ 216، ولأمية بن أبي الصلت في خزانة الأدب 2/ 295، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 232، والإِنصاف ص 341، وجواهر الأدب ص 96، ورصف المباني ص 306، وسر صناعة الإِعراب 1/ 419، 2/ 430، وشرح ابن عقيل ص 519، وشرح عمدة الحافظ ص 300، ولسان العرب 13/ 469، 417 أله، واللمع في العربية ص 197، والمحتسب 2/ 238، والمقتضب 4/ 242، ونوادر أبي زيد ص 165، وهمع الهوامع 1/ 178.
شرح المفردات: الحدث: الحادث. ألم: نزل، حل.
الإِعراب: إِني: حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في حل نصب اسم إِن. إِذا: ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. ما: زائدة. حدث: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده، تقديره:(إِذا ألمَّ حدث ألم). ألما: فعل ماض، والألف للإِطلاق، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. أقول: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. يا: حرف نداء. اللَّهم: منادى مبني على الضم في محل نصب، والميم للتعظيم يعوض بها عن حرف النداء المحذوف عادة.
يا اللَّهم: كالسابقة.
وجملة (إِني): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (إِذا ما حدث) الشرطية: في محل رفع خبر إِن. وجملة (ألم حدث): في محل جر بالإِضافة. وجملة (ألمّ): تفسيرية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أقول): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإِعراب. وجملة المنادي: في محل نصب مفعول به لـ (أقول).
الشاهد: قوله: (يا اللَّهم) حيث جمع بين (يا) والميم المشددة التي تأتي عوضًا عنها، وذلك ضرورة نادرة.
كَانَ يفتقر إِلَى عاطف فِي نحو: (اللَّهم اغفر لي)، ليعطف (اغفر) على (أُمَّ) عطف فعل علَى فعل.
وشذ حذف (أل) من اللَّهم، كقوله:
لَاهمَّ إِنْ كنتَ قَبِلْتَ حَجَّتَجْ
…
فَلا يَزَالَنْ شَاحِجٌ يأتيكَ بِجْ
(1)
أراد: (اللَّهم)، وأبدل الياء جيمًا فِي (حجتج) و (بج) وسيأتي فِي الإِبدال.
وشذ زيادة ميم علَى الميم، فِي قول الشاعرِ:
وما عليكِ أن تَقُولِي كُلّمَا
…
سَبَّحتِ أَو هلّلتِ يا اللَّهمَّما
(2)
تنبيه:
سبق أنه يجمع بَينَ (يا) و (أل) مع (الله).
(1)
التخريج: الرجز لرجل من اليمانيين في الدرر 3/ 40، والمقاصد النحوية 4/ 570، وبلا نسبة في لسان العرب 2/ 205 (حرف) الجيم)، 5/ 421 (نهز)، 10/ 103 (دلق)، 12/ 206 (دلقم)، والدرر 6/ 229، وسر صناعة الإِعراب 1/ 177، وشرح الأشموني 2/ 449، وشرح التصريح 2/ 367، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 287، وشرح شواهد الشافية ص 215، وشرح المفصل 9/ 75، 10/ 50، ومجالس ثعلب 1/ 143، والمحتسب 1/ 75، والمقرب 2/ 166، والممتع في التصريف 1/ 355، ونوادر أبي زيد ص 164، وهمع الهوامع 1/ 178، 2/ 157، وتاج العروس 5/ 395 (ج)، 15/ 364 (نهز)، 303/ 25 (دلق)، (دلم)، ومقاييس اللغة 4/ 29.
الشاهد: قوله: (لاهم)، حيث حذف (أل) من (اللَّهم) شذوا.
(2)
التخريج: بيت من الرجز المشطور، وقد أنشده ابن منظور في لسان العرب 13/ 47 (أله)؛ وتهذيب اللغة 6/ 426، وهو من شواهد الكتاب 1/ 185، والهمع 3/ 287.
ورضي الدين في شرح الكافية 1/ 132 وشرحهما البغدادي في الخزانة 1/ 359 و (ما) في قوله: و (ما عليك): استفهامية تقع مبتدأ خبره الجار والمجرور.
والمعنى: أي شيء عليك؟ وسبحت: أي نزهت ربك وعظمته وقدسِته. أو قلت: سبحان الله.
وصليت: دعوت، وشيخنا: أراد أبانا، ونظير ذلك قول الأعشى ميمون بن قيس:
تَقُول بِنْتي وَقَد قَربت مُرتحلا
…
يَا رَبِّ جَنِّب أَبي الأوْصَاب وَالوَجَعَا
عَلَيكَ مِثل الَّذي صَلَّيت؛ فَاغْتَمِضِي
…
نَوْمًا، فَإِن لجنب المَرْء مُضطجِعَا
الشاهد: قوله: (يا اللَّهمما)؛ حيث جمع بين حرف النداء والميم المشددة، وزاد ميمًا مفردة بعد الميم المشددة، وذلك شاذ.
قال ابن هشام: لأنَّ (أل) عوض من فائه، فصارت كأنها أحد أصوله؛ يعني: فِي أَن الهمزة حذفت من (أله) وعوض عنها (أل).
لكن قال بعد ذلك: إِن أصله (أله) كما ذكر، ثم أدخلت (أل) فحصل (الإِله)، ثم ألقيت حركة الهمزة الثّانية علَى اللّام الّتي قبلها لكثرة الكلمة علَى ألسنتهم، ثم سكنت لام (أل) وأدغمت في لام (إِله) وفخمت تعظيمًا، وينقل هذا عن الفراء، وسبق مبسوطًا فِي آخر النّعت.
• وقد يستعمل (اللَّهم) فِي الندور والقلة؛ نحو: (أنا لا أزورك اللَّهم إِلَّا أَن تدعوني).
• ولتمكين الجواب؛ نحو: (اللَّهم نعم)، فِي جواب:(أزيد كريم؟) فخرجت عن النّداء فِي الموضعين.
والله الموفق
* * *