الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعطف النعوت المختلفة مع اجتماع المنعوت: كـ (جاء الزّيدون الشّاعر والكاتب والحاسب).
- وبعطف المحذر؛ نحو: (إِياك والشّر).
- وبعطف المعطوف فِي باب الاشتغال.
تنبيه:
- الزّمخشري: أَن (الواو) تستعمل بمعنَى (أَو) فِي الإباحة؛ نحو: (جالس الحسن وابن سيرين).
وإنه لهذا قيل: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} ، بعد ذكر (ثلاثة وسبعة)، لئلا يتوهم إِرادة الإِباحة.
- وبعضهم يستعمل بمعنَى (أَو) فِي التّقسيم؛ نحو: الكلمة اسم وفعل وحرف.
- وتكون للاستئناف؛ نحو: {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ} .
- ويحتمل الاستئناف والعطف في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} .
- وبمعنَى (مع): كـ (استوى الماء والخشبة).
= المعنى: يتوعد الشاعر محدثه قائلا: إذا تقابلنا منفردين ليس معنا أحد، ونزل كل منا إلى صاحبه، فستعلم أينا الفارس المغوار الذي لا ينازعه أحد.
الإعراب: لئن: اللام موطئة القسم، إن: حرف شرط جازم. لقيتُك: فعل ماض مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: فاعل، والكاف: في محل نصب مفعول به؛ ولقي في محل جزم فعل الشرط. خاليين: حال منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، والنون: عوض عن التنوين في الاسم المفرد. لتعلمَنَّ: اللام واقعة في جواب القسم، تعلم: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل: أنت؛ وجملة تعلمن: جواب القسم، لا محل لها؛ وجواب الشرط محذوف؛ لدلالة جواب القسم عليه. أي: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. وأيك: الواو عاطفة، أي: اسم معطوف على أي مرفوع مثله، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. فارس: خبر مرفوع، وهو مضاف. الأحزاب: مضاف إليه مجرور.
وجملة (أيي وأيك فارس الأحزاب): سدت مسد مفعولي تعلم.
الشاهد: (أيي وأيك)؛ حيث عطفت الواو (أي) على مثلها، وهذا مما تختص به الواو.
وزائدة، وبه قال بعض الكوفيين فِي قوله تعالَى:{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا} على أَن {أَوْحَيْنَا} : جواب (لما)، و (الواو) صلة كما ذكر.
قيل: الجواب محذوف؛ أَي: عرفناه.
وقيل: هذه تسمَى: (واو اللّصوق) بمعنَى أنها تلصق جواب الشّرط به، ونحو ذلك.
وظاهر كلام ثعلب: أنها زائدة أيضًا فِي نحو: {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} وبحمدك.
وقال المازني: المعنَى (بجميع آلائك وبحمدك سبَّحتُك)، فهي عاطفة.
- وتكون الواو للحال: كـ (جاء زيد وهو ضاحك).
- وللقسم.
- وأثبت بعضهم: واوًا تسمَى: (واو الثّمانية) كـ (التي) فِي قوله تعالَى: {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} ، وكقوله تعالى:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ}
…
إِلى {وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} .
ويعضده أَن العرب تقول: (واحد اثنين ثلاثة إِلَى سبعة) فيقولون: (وثمانية)؛ لأنَّ العقد عندهم سبعة، وهو عندنا عشرة.
وشنَّع ابن هشام: علَى من أثبت واو الثّمانية.
وقال السّهيلي: هي عاطفة علَى كلام مضمر؛ أَي: (نعم، وثامنهم كلبهم).
وألف الواو منقلبة عن واو عند الأخفش.
وقيل: عن ياء وهو للفارسي؛ هربًا من جعل أحرفها واوات؛ إِذ لا نظير لهُ.
قيل: ولَا نظير للآخر أيضًا.
واللَّه الموفق
ص:
545 -
وَ (الفَاءُ) لِلتَّرتِيبِ بِاتصَالِ
…
وَ (ثُمَّ) لِلتَّرتِيبِ بِانفِصَالِ
(1)
(1)
والفاء: مبتدأ. للترتيب: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. باتصال: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الترتيب. وثم للترتيب بانفصال: مثل الشطر الأول في الإعراب.
ش:
* يقول: إن (الفاء):
- تدل علَى التّرتيب باتصال بِلَا مهملة: كـ (جاء زيد فعمرو)، وفي القرآن:{أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} ، {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} .
وهو للتعقيب فِي كل شيء بحسبه؛ نحو: (تزوج زيدٌ فوُلد له).
والعطف بها مسبب عما قبله بكثرة: كـ (مده فامتد)، و (عطفه فانعطف).
وفي القرآن: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} .
وقال الفراء: لا تفيد التّرتيب مطلقًا، وأورد قوله تعالَى:{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} .
وأجيب: بأن المعنَى: (أردنا إِهلاكها).
- وقد تكون بمعنَى الواو، كَقَولِ الشَّاعرِ:
................
…
بِسِقطِ اللِّوَى بَينَ الدَّخُولِ فَحَومَلِ
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 8، والأزهية ص 244، 245، وجمهرة اللغة ص 567، والجنى الداني ص 63، 64، وخزانة الأدب 1/ 332، 3/ 334، والدرر 6/ 71، وسر صناعة الإعراب 2/ 501، وشرح شواهد الشافية ص 242، وشرح شواهد المغني 1/ 463، والكتاب 4/ 205، ولسان العرب 428، ومجالس ثعلب ص 127، وهمع الهوامع 2/ 129، وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 656، وجمهرة اللغة ص 580، وخزانة الأدب 11/ 6، والدرر 6/ 82، ورصف المباني ص 353، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 316، والصاحبي في فقه اللغة ص 110، ومغني اللبيب 1/ 161، 266، والمنصف 1/ 224، وهمع الهوامع 2/ 131.
اللغة: المنزل: المكان الذي ينزل فيه الأحباب. السقط: منقطع الرمل. اللوى: ما التوى من الرمل واسترقَّ منه. الدخول وحومل: مكانان.
المعنى: يخاطب الشاعر صاحبيه على عادة الجاهليين بأن يقفا ليساعداه على البكاء عند منزل حبيبته حيث كان يلقاها بين الدخول وحومل.
الإعراب: قفا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
نبك: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره نحن. من: حرف جر. ذكرى: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل نبك، وهو مضاف. حبيب: مضاف إليه
لأن شرط المعطوف بالفاء علَى مجرور (بين): أَن يجزَّأ؛ فإِن كَانَ لا يتجزأ .. وجبت الواو، فَلَا يجوز:(حلبت بَينَ زيد فعمرو).
بخلاف: (بَينَ الزيدين فالعمرين).
وَكانَ الأصمعي: يرويه بالواو.
وقيل: المراد: فأماكن حومل.
-وزيدت فِي قوله:
................
…
فَيَحدُثُ نَاس وَالصَّغِيرُ فَيَكبَرُ
(1)
أَي: و (الصّغير يكبر).
وحكى الأخفش: (أخوك فوُجِد)، وأَجازَ:(زيد فمنطلق).
قال المازني: وهي زائدة فِي: (خرجت فإِذا زيد).
- زاد أبو الفتح: لازمة لا يسوغ طرحها، وسبق مفصلًا فِي الاشتغال.
* وأشار بقوله: (وَثُمَّ لِلتَّرْتِيْبِ بِانْفِصَالِ) إِلَى أَن (ثم):
• تدل علَى التّرتيب بمهلة؛ كـ (جاء زيد ثم عمرو)، فـ (عمرو) جاء بعد (زيد) بتراخ وانفصال، ومنه فِي القرآن: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
= مجرور بالكسرة. ومنزل: الواو: حرف عطف. منزل: معطوف على حبيب مجرور بالكسرة.
بسقط: الباء: حرف جر، سقط: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل قفا، وهو مضاف. اللوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. بين: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من سقط اللوى، وهو مضاف. الدخول: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فحومل: الفاء: حرف عطف، حومل: معطوف على الدخول مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة (قفا نبك
…
): فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (فحومل) حيث جاءت (الفاء) بمعنى الواو غير مفيدة للترتيب.
وقيل: هي على أصلها، والمعنى: بين أماكن الدخول، فأماكن حومل.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: يموت أناس أو يشب فتاهم
وهو في تعليق الفرائد (1/ 844)، والدرر (2/ 172)، برواية: أو يشيب، والهمع (2/ 131)، والتذييل والتكميل (4/ 104) ومعجم الشواهد (ص 152).
الشاهد: قوله: (والصغير فيكبر)؛ حيث جاءت الفاء زائدة، والمعنى:(الصغير يكبر).
(11)
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ}.
• وتقع موقع الفاء؛ كقولِ الشَّاعرِ:
كَهَزِّ الرُّدَينِيِّ تَحتَ العَجَاجْ
…
جَرَى فِي الأَنابِيبِ ثُمَّ اضطَرَبْ
(1)
لأن الهز إِذا جرَى فِي أنبوب العصب .. اضطرب الرّمح بغير تراخ.
• وتزاد كالفاء، ومنه قوله:
أُرَاني إِذَا مَا بِتُّ بِتُّ عَلَى هَوَى
…
فَثُمَّ إِذَا أَصبَحتُ أَصبَحتُ غَادِيَا
(2)
(1)
التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص 292، والدرر 6/ 96، وشرح التصريح 2/ 140، وشرح شواهد المغني ص 358، والمعاني الكبير 1/ 58، والمقاصد النحوية 4/ 131، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 427، وشرح عمدة الحافظ ص 612، ومغني اللبيب ص 119، وهمع الهوامع 2/ 131.
اللغة: الرديني: الرمح المنسوب إلى ردينة، وهي امرأة عملت مع زوجها في تقويم الرماح. العجماج: الغبار. الأنايب: جمع الأنبوبة وهي ما بين عقدتي القصبة.
المعنى: يصف الشاعر فرسه فيقول: إنه سريع الحركة، وعدوه كاهتزاز الرمح.
الإعراب: كهز: جار ومجرور متعلقان ببيت سابق، وهو مضاف. الرديني: مضاف إليه مجرور.
تحت: ظرف مكان منصوب، متعلق بهز، وهو مضاف. العجاج: مضاف إليه مجروو. جرى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. في الأنابيب: جار ومجرور متعلقان بجرى. ثم: حرف عطف. اضطرب: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (جرى في الأنابيب): في محل نصب حال من الرديني، وجملة (اضطرب): معطوفة على السابقة في محل نصب.
الشاهد: قوله: (ثم اضطرب) حيث جاءت (ثم) بمعنى الفاء، فأفادت الترتيب والتعقيب دون التراخي؛ لأن اضطراب الرمح يحدث عقب اهتزاز أنابيبه من غير مهلة بين الفعلين.
(2)
التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في الأشباه والنظائر 1/ 111، وخزانة الأدب 8/ 490، 492، والدرر 6/ 89، ورصف المباني ص 275، وشرح شواهد المغني 1/ 282، 284، وشرح عمدة الحافظ ص 654، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 264، وشرح الأشموني 2/ 418، وشرح شواهد المغني 1/ 358، وهمع الهوامع 2/ 131.
اللغة: على هوى: صاحب عشق، عاشق. الغادي: السائر في الصباح.
المعنى: تتجدد أشواقي وميولي في كل يوم، فأبات عاشقًا، وأصبح مغادرًا إلى مكان آخر، وهكذا.
الإعراب: أراني: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به أوّل، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: أنا. إذا: ظرف لما يستقبل
أي: فإِذا أصبحت.
وقيل: الفاء زائدة.
• وخالف بعضهم: فِي كونها تقتضي التّرتيب، وأورد قوله تعالَى:{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} .
ونحو قول الشّاعر:
إِنَّ مَن سَادَ ثُمَّ سَادَ أَبُوهُ
…
ثُمَّ قَد سَادَ بَعدَ ذَلِكَ جَدُّهُ
(1)
= من الزمان متضمّن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. بتّ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. بت: فعل ماضٍ ناقص، والتاء: ضمير متصل في محل رفع اسمها. على هوى: جار ومجرور متعلقان بخبر بَتّ المحذوف. فثم: الفاء: للعطف، ثم: زائدة. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أصبحت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. أصبحت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل في محل رفع اسمها. غاديا: خبر أصبحت منصوب بالفتحة.
جملة (أرانى): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إذا ما بت): في محلّ نصب مفعول به ثان لى (أراني). وجملة (بتّ) الأولى: في محل جرّ بالإضافة. وجملة (بت) الثانية: لا محل لها من الإعراب؛ جواب شرط غير جازم. وجملة (إذا أصبحت): معطوفة على جملة (إذا بت): في محلّ نصب مفعول به. وجملة (أصبحت الأولى): في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة (أصبحت) الثانية: لا محلّ لها من الإعراب؛ جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: (فثم) حيث جاءت ثم زائدة بعد الفاء.
(1)
التخريج: البيت لأبي نواس في ديوانه 1/ 355، وخزانة الأدب 11/ 37، 40، 41، والدرر 6/ 93، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 428، وجواهر الأدب ص 364، ووصف المباني ص 174.
اللغة: ساد الرجل: إذا صار صاحب سيادة ومجد ورياسة.
المعنى: إن السيد الحقيقي من كان رئيسًا، وكان قبله أبوه وجده كذلك.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. من: اسم موصول في محل نصب اسم إن. ساد: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. ثم: حرف عطف. ساد: فعل ماض مبني على الفتح. أبوه: فاعل مرفوع بالواو، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثم قد: ثم: حرف عطف، قد: حرف تحقيق. ساد: فعل ماض مبني على الفتح. بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل ساد. ذلك: ذا: اسم إشارة في محل جر مضاف إليه، واللام: للبعد، والكاف: حرف خطاب لا محل له. جده: فاعل مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل
وأجيب: بأن التّقدير: (أنشأها ثم جعل منها زوجها).
وقيل غير ذلك.
وأُوِّل الثّاني: بأن الجد ساد بالأب، والأب ساد بالابن، يعني: أنه لمّا ساد الابن .. ساد به الأب، ولما ساد الأب .. ساد به الجد، فابتداء السّيادة من ولد الولد.
وفي نسخة: (قبل ذلك جده).
• وقال الفراء: العرب تستأنف بـ (ثم) فعلًا وقع قبل الفعل الأول؛ فتقول: (أعطيتك ألفًا، ثم أعطيتك ألفًا قبل ذلك).
واللَّه الموفق
ص:
546 -
وَاخصُص بِفَاءٍ عَطفَ مَا لَيسَ صِلَه
…
عَلَي الَّذِي استَقَرَّ أَنَّهُ الصِّلَه (1)
ش:
• تختص (الفاء) بمواضع:
منها: أَن يعطف عَلى الصّلة ما لا يصلح أَن يكونَ صلة؛ نحو: الّذي يطير فيغضب زيد الذّباب)، فالموصول: مبتدأ، و (يطير): صلته، و (الذّباب): خبر
في محل جر مضاف إليه.
وجملة (إن من ساد): ابتدائية لا محل لها. وجملة (ساد): صلة الموصول لا محل لها. وجملة (ثم ساد أبوه): معطوفة عليها لا محل لها. وجملة (ثم ساد جده): معطوفة عليها لا محل لها.
وخبر إن محذوف على هذه الرواية.
الشاهد: قوله: (ثم ساد أبوه ثم ساد جده) حيث لم تفد ثم الترتيب.
وقيل: إن (ثم) تفيد الترتيب في الإخبار لا في الحكم.
(1)
واخصص: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بفاء: جار ومجرور متعلق باخصص. عطف: مفعول به لاخصص، وعطف مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. ليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه. صلة: خبر ليس، والجملة من ليس واسمها وخبرها لا محل لها صلة ما الموصولة. على المدي: جار ومجروو متعلق بعطف. استقر: فعل ماض. أنه: أن: حرف توكيد ونصب، والهاء اسمه. الصلة: خبر أن، وأن وما دخلت عليه: في تأويل مصدر فاعل استقر، والجملة من الفعل الذي هو استقر والفاعل الذي هو المصدر المنسبك من أن ومعموليها: لا محل لها صلة الذي.
المبتدأ، و (فيغضب): عطف علَى الصّلة، وتقدير الكلام:(الّذي يطيو الذّباب)، أَو (هو الذّباب فيغضب زيد بسبب ذلك)، فلو عطف هنا بغير الفاء .. لخلت جملة (يغضب زيد) من ضمير يعود علَى الموصول.
فإِدن قيل: قَدْ خلت منه مع العطف بالفاء.
فالجواب: أَن الفاء تجعل ما بعدها مع ما قبلها كالشيء الواحد؛ لدلالتها علَى السّببية، فاستغنَى عن الرّابط؛ فإن عطف بغير الفاء .. جيء بالضمير؛ نحو:(الّذي يطير ويغضب زيد منه الذّباب)، ومثل هذا المثال:(مروت بالّذي يبكي فيضحك عمرو).
- ومنها: أَن يعطف ما لا يصلح أن يكونَ خبرًا علَى عكسه، كقولِهِ تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} ، فجملة (أنزل): خبر (أَن) وهي صالحة لذلك؛ لاشتمالها علَى الضمير العائد علَى اسم (أنَّ)، وجملة (تصبح): معطوفة علَى جملة (أنزل) ولَا ضمير فيها، وسهل ذلك: وجود الفاء.
- ومنها: أن يعطف ما يصلح للخبرية علَى عكسه؛ كقولِ الشَّاعرِ:
وَإنْسانُ عَيْنِي يَحْسِرُ المَاءُ تَارَةً
…
فَيَبْدو وَتَارَات يجُم فَيَغْرَقُ
(1)
(1)
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص 460، وخزانة الأدب 2/ 192، والدور 2/ 17، والمقاصد النحوية 1/ 578، 4/ 494، ولكُثَيِّر في المحتسب 1/ 150، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 103، 7/ 257، وتذكرة النحاة ص 668، ومجالس ثعلب ص 612، ومغني اللبيب 2/ 501، والمقرب 1/ 83، وهمع الهوامع 1/ 98.
اللغة: إنسان العين: سوادها. حسر: غار. يبدو: يظهر. يجم: يكثر.
المعنى: يقول: إن بؤبؤ عيني يظهر حين تغور دموعي، ولكنه يغرق فيها حين تغزر.
الإعراب وإنسان: الواو بحسب ما قبلها، إنسان مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. عيني: مضاف إليه، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. يحسر: فعل مضارع مرفوع. الماء: فاعل مرفوع.
تارة: ظرف زمان منصوب، متعلق بيحسر. وقيل: مفعول مطلق، ومثله مرة. فيبدو: الفاء حرف عطف، يبدو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. وتارت: الواو حرف عطف، تارات معطوف على تارة منصوب بالكسرة، متعلق بيجم. يجم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. فيغرق: الفاء: حرف عطف، يغرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (إنسان عيني): بحسب ما قبلها. وجملة (يحسر): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة
فجملة (يحسر الماء): خبر (إِنسان) ولَا ضمير فيها، وجملة (يبدو): معطوفة علَى جملة (يحسر الماء)، وهي صالحة للخبرية؛ لاشتمالها علَى الضّمير فِي (به)، والعائد علَى المبتدأ.
وقيل: الضّمير مقدر؛ أَي: (يحسر الماء عنه)؛ أَي: (ينكسف).
- ومنها: أَن يعطف علَى الحال ما لا يصلح أَن يكونَ حالًا، لخلوه من الضمير العائد علَى صاحب الحال؛ نحو:(أبصرت زيدًا ينشد فيغضب عمرو)، فجملة (ينشد): حال مشتملة علَى الضّمير، وجملة (يغضب عمرو): معطوفة عليها، وهي خالية من الضّمير ويمكن تقديرُه.
وأَجازَ هشام: العطف بالواو فِي مسألة الحال.
واللَّه الموفق
ص:
547 -
بَعضًا بِحَتَّى أعطِف عَلَى كُلٍّ وَلَا
…
يَكُونُ إلَّا غَايَةَ الَّذِي تَلَا
(1)
ش:
* يشترط كون المعطوف بـ (حتَّى) بعضًا ممَّا قبله غاية للأول:
• فِي الشرف: كـ (مات النّاس حتَّى الأنبياء).
• أو فِي الخسة: (لغلبك النّاس حتَّى النّساء).
= (يبدو): معطوفة على جملة (يحسر الماء): فهي مثلها في محل رفع. وجملة (يجم): معطوفة على جملة (يحسر الماء)، وجملة (يغرق): معطوفة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (وإنسان عيني يحسر الماء فيبدو) حيث عطف الجملة التي تصلح لأن تكون خبرًا عن المبتدأ وهي (فتبدو)، لاشتمالها على ضمير يعود إلى المبتدأ (إنسان)، عطفها على جملة لا تصلح لأن تكون خبرًا؛ لخلوها من ذلك الضمير، وهي (يحسر الماء).
(1)
بعضًا: مفعول به مقدم لقوله: اعطف الآتي. بحتى: جار ومجرور متعلق باعطف. اعطف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. على كل: جار ومجرور متعلق باعطف أيضًا. ولا: الواو للحال، لا: نافية. يكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا.
إلا: أداة استثناء ملغاة. غاية: خبر يكون، وغاية مضاف، والذي: اسم موصول مضاف إليه. تلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، والجملة لا محل لها صلة الذي، وجملة يكون واسمه وخبره: في محل نصب حال.
• أَو فِي قلة العدد: كـ (أكرمت القوم حتَّى الأميرين).
• وعكسه.
وفي الضّعف والقوة.
واجتمعا فِي قولِ الشّاعرِ:
قَهَرنَاكُمُ حَتَّى الكُمَاةَ فَإِنَّكُم
…
لتَخشَونَنَا حَتَّى بَنِينَا الأَصَاغِرَا
(1)
وهذيل تقول: (عتَّى) بإبدال الحاء عينًا كما سبق فِي حروف الجر.
وشذ قوله:
أَلقَى الصَّحِيفَةَ كَي يُخَفِّفَ رَحلَهُ
…
وَالزَّادَ حَتَّى نَعلَهُ أَلقَاهَا
(2)
(1)
التخريج: 853 - البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص 549، والدرر 6/ 139؛ وشرح شواهد المغني 1/ 373؛ وشرح عمدة الحافظ ص 615؛ ومغني اللبيب 1/ 127؛ وهمع الهوامع 2/ 136.
الشاهد قوله: (حتى الكماة
…
حتى بنينا)؛ حيث يشترط كون المعطوف بـ (حتَّى) بعضًا ممَّا قبله غاية للأول في أشياء، ومنها: الضعف أو القوة، وقد اجتمعا في هذا البيت؛ فالأول (حتى الكماة): غاية لما قبله في القوة، والثاني (حتى بنينا): غاية لما قبله في الضعف.
(2)
التخريج: البيت للمتلمس في ملحق ديوانه ص 327، وشرح شواهد المغني 1/ 370، ولابن مروان النحوي في خزانة الأدب 3/ 21، 24، والدرر 4/ 113، وشرح التصريح 2/ 141، والكتاب 1/ 97، والمقاصد النحوية 4/ 134، ولمروان بن سعيد في معجم الأدباء 19/ 1469، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 269، وأوضح المسالك 3/ 365، والجنى الداني ص 547، 553، وخزانة الأدب 9/ 472، والدرو 6/ 140، وشرح أبيات سيبويه 1/ 411، وشرح عمدة الحافظ ص 614، ورصف المباني ص 182، وشرح المفصل 8/ 19، ومغني اللبيب 1/ 24، وهمع الهوامع 2/ 24، 36.
اللغة: هذا البيت في قصة المتلمس الذي غضب عليه عمرو بن هند فسيره هو وطرفة إلى عامله في البحرين مزودين بكتابين فيهما الأمر بقتلهما. ولما قرأ المتلمس كتابه وعلم ما فيه .. رمى به في نهر الحيرة.
المعنى: أنه ألقى: الكتاب والزاد وحتى النعل.
الإعراب: ألقى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. الصحفيه: مفعول به منصوب بالفتحة. كي: حرف نصب ومصدر. يحفف: فعل مضارع منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. رحله: مفعول به
لأن النّعل ليس بعضًا (للصحيفة) ولَا (للزاد)، وحمل علَى أَن المعنَى:(ألقَى ما يثقله حتَّى نعله).
وذكر ابن السيد فِي "شرح أبيات الجمل": أنه مصنوع.
وقيل: روي (نعله) بالأوجه الثّلاثة:
- فالنّصب: أنها عاطفة.
- والرّفع: أنها حرف ابتداء، والخبر:(ألقاها).
- والجر: أنها حرف جر، ذكره ابن الأنباري.
وزعم الزمخشري: أنها تقتضي التّرتيب.
والصّحيح: أنها كالواو في إِفادة الجمع من غير تعرض لترتيب ولَا مهملة.
وعن الكوفيين: أَن (حتَّى) لا تكون عاطفة.
وحكَى أحمد بن البادش منهم عن بعض نحاة الأندلس أيضًا: أنها حرف ابتداء أبدًا، فالعطف بعدها بالواو مضمرة كما سبق فِي حروف الجر.
• ولَاتعطف جملة علَى جملة.
منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والزاد: الواو حرف عطف، الزاد: معطوف على الصحيفة منصوب بالفتحة .. حتى: حرف عطف. نعله: معطوف على ما سبق منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
ألقاها: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وها: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. وجملة (ألقى الصحيفة): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يخفف): المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر.
الشاهد قوله: (حتى نعله ألقاها)؛ حيث يجوز في (حتى) ثلاثة وجوه:
الرفع على الابتداء وألقاها خبره.
والجر على أن حتى حرف جر بمعنى إلى.
والنصب على العطف بحتى.
ورد الوجه الثالث بأن المعطوف بحتى لا يكون إلا بعضًا أو غاية للمعطوف عليه، والنعل ليس بعض الزاد ولا غايته.
وأجيب: بأن البيت مؤول والتقدير: ألقى ما ينقله حتى نعله، فبين المعطوف والمعطوف عليه مناسبة. وعلى الوجه الثالث جاء المؤلف بهذا الشاهد.
وقيل:
- إن دخلت علَى جملة .. فهي حرف ابتداء.
- وإِن دخلت علَى مفرد .. فعاطفة أَو جارة كما سبق فِي حروف الجر، وسواء فِي ذلك الاسمية والفعلية كما سبق أيضًا.
واللَّه الموفق
ص:
548 -
وَأَم بِهَا أعطِف إِثرَ هَمزِ التَّسوِيَة
…
أَو هَمزَةٍ عَن لَفظِ أيٍ مُغنيَه
(1)
ش:
* (أم) على قسمين:
1.
منقطعة: وستأتي.
2.
ومتصله: وهي المراد هنا.
فالمتصل: يعطف بها بعد همزة التّسوية، أَو همزة مغنية عن (أَي).
• المسبوقة بهمزة التّسوية: لا تقع إِلَّا بَينَ جملتين، ويجب تأويلها بمفردين، ويجوز:
- كونهما فعليتين؛ نحو: (سواء على أقمت أم قعدت)؛ أَي: (القيام والقعود).
قال تعالَى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} ؛ أَي: (سواء عليهم الإنذار وعدمه).
ونحو قول الشاعرِ:
مَا اُبَالِي أَنَبَّ بِالحَزنِ تَيسٌ
…
أَم جَفَانِي بِظَهرِ غَيبٍ لَئِيمُ
(2)
(1)
وأم: قصد لفظه: مبتدأ. بها: جار ومجرور متعلق بقوله اعطف الآتي. أعطف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. إثر: طرف مكان بمعنى بعد متعلق باعطف، وإثر مضاف وهمز: مضاف إليه، وهمز مضاف والتسوية: مضاف إليه. أو: حرف عطف. همزة معطوف على همز. عن لفظ: جار ومجرور متعلق بقوله: مغنية الآتي، ولفظ مضاف وأي: مضاف إليه. مغنية: نعت لهمزة.
(2)
التخريج: هذا البيت من البحر الخفيف، وهو لحسان بن ثابت. انظر ديوانه ص، وهو من
و (نبَّ) بتشديد الموحدة بعد النّون؛ أَي: صاح. و (الحَزن) بالحاء المهملة والزّاي: ما غلط من الأرض.
- وكونهما اسميتين، كَقَولِ الشَّاعرِ:
وَلَستُ أُبَالِي بَعدَ فَقدِيَ مَالِكًا
…
أمَوتِيَ نَاءٍ أَم هُوَ الآنَ وَاقِعُ (1)
أي: (ما أبالي بنأي موتي ولَا بوقوعه).
ويجوز كون الأولَى فعلية والثّاني اسمية؛ كقولِهِ تعالَى: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} .
شواهد سيبويه 3/ 181، والمقتضب 3/ 298، والرضي 2/ 376، والخزانة 4/ 461، وأمالي ابن الشجري 2/ 334.
اللغة: الحزن: ما غلظ من الأرض، وقيل: هي بلاد للعرب. ولحاني: شتمني، وبظهر غيب: في غيبتي.
المعنى: أنه استوى عنده نبيب التيس ونيل اللئيم من عرضه في غيبته.
الشاهد: قوله: (أنب
…
أم جفاني)؛ حيث عطف بأم المتصلة مسبوقة بهمزة التسوية واقعة بين جملتين فعليتين.
(1)
التخريج البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص 105، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 51، وجواهر الأدب ص 187، والدرر 6/ 97، وشرح التصريح 2/ 142، وشرح شواهد المغني 1/ 134، ومغني اللبيب 1/ 41، والمقاصد النحوية 4/ 136، وهمع الهوامع 2/ 132.
اللغة: أبالي أهتم. ناء: بعيد. واقع: حاصل.
الإعراب: ولست: الواو بحسب ما قبلها، لست: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم ليس. أبالي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. بعد ظرف زمان منصوب، متعلق بأبالي، وهو مضاف. فقدي: مضاف إليه، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مالكًا: مفعول به لفقدي. أمتى: الهمزة للاستفهام، موتي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. ناء: خبر المبتدأ. أم: حرف عطف.
هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الآن: ظرف زمان منصوب متعلق بواقع. واقع: خبر المبتدأ هو.
وجملة (لست أبالي): بحسب ما قبلها. وجملة (أبالي): في محل نصب خبر ليس. وجملة (موتي ناء): في محل نصب مفعول به. وجملة (هو واقع): معطوفة على جملة (موتي ناء).
الشاهد: قوله: (أموتي ناء أم هو واقع) حيث وقعت أم بعد همزة التسوية، عاطفة جملة اسمية على جملة اسمية.
• أما الهمزة الّتى يطلب بها ما يطلب بـ (أي) .. فتقع (أم) بعدها:
• بَينَ مفردين؛ نحو: (أزيد فِي الدّار أم عمرو).
فإِن قلت: الظّاهر أَن (أم) فِي هذا المثال مسبوقة بجملة.
قلت: العبرة فيه بـ (زيد وعمرو) فقط، وأما فِي الدّار ونحوه؛ فإِنه بينهما لا يسأل عنه؛ لأنَّ المعنَى أنهما فِي الدّار.
وكذا: نحو: (أزيد قائم أم قاعد؟) التّقدير: (أَي الحالتين حاصلة؟).
وقد يتأخر الّذي لا يسأل عنه؛ كقولِهِ عز وجل: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} .
وكقولك: (أزيد أم عمرو فِي الدّار؟).
• وقد تقع بَينَ جملتين فعليتين؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
................
…
فَقُلتُ أهْيَ سَرَت أم عَادَنِي حُلُمُ
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: فقمتُ للطَّيفِ مُرتاعًا وَأَرَّقني
وهو لزياد بن منقذ في خزانة الأدب 5/ 244، 245، والدرر 1/ 190، وشرح التصريح 2/ 143، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1396، 1402، وشرح شواهد الشافية ص 190، وشرح شواهد المغني 1/ 134، ومعجم البلدان 1/ 256 أميلح، والمقاصد النحوية 1/ 259، 4/ 137، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 127، وأمالي ابن الحاجب 1/ 456، والخصائص 1/ 305، 2/ 330، والدرر 6/ 97، وشرح شواهد المغني 2/ 798، وشرح المفصل 9/ 139، ولسان العرب 15/ 376 هيا، ومغني اللبيب 1/ 41، وهمع الهوامع 2/ 132.
اللغة: الطيف: الخيال. المرتاع: الخائف. أرقني: أسهرني. عاد: زار.
المعنى: يقول: لقد نهض يطلب الطيف الذي جاءه زائرًا، والخوف يستبد به، ويسأل نفسه: أهي حقيقة التي زارت أم كان ذلك حلمًا؟!
الإعراب: وقمت: الواو بحسب ما قبلها، قمت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل.
للطيف: جار ومجرور متعلقان بقمت. مرتاعًا: حال منصوب. فأرقني: الفاء حرف عطف، أرقني: فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. فقلت: الفاء حرف عطف، قلت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. أهي: الهمزة للاستفهام، هيِ: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، ولكن استشهاد المصنف بالبيت يستلزم أن تكون فاعلًا لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده. سرت: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره هي، والتاء للتأنيث. أم: حرف عطف. عادني: فعل ماض، والنون
التّقدير: (سرت هي أم عادني حلم؟)؛ لأنَّ الأرجح هنا: تقدير الفعل كما سبق فِي الاشتغال.
• وقد تقع بَينَ اسميتين؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
لَعَمرُكَ مَا أَدرِي، وَإِن كُنتُ دَارِيَا
…
شُعَيثُ بنُ سَهمٍ أَمْ شُعَيثُ بنُ مُنقِرِ
(1)
= للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. حلم: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة (قمت): بحسب ما قبلها. وجملة (أوقني): معطوفة على الجملة السابقة. وجملة (قلت): معطوفة. وجملة (هي سرت): في محل نصب مفعول به. وجملة (سرت): في محل رفع خبر المبتدأ، أو تفسيرية. وجملة (عادني حلم): معطوفة على جملة هي (سرت).
الشاهد: قوله: (أهي سرت أم عادني حلم) حيث وقعت أم معادلة لهمزة الاستفهام بين جملتين فعليتين، وذلك بسبب أن قوله:(هي) فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: أسرت هي سرت أم عادني حلم.
وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: أهي حيث سكن الهاء من (هي) مع همزة الاستفهام، وهذا التسكين قليل، وقيل: ضعيف.
(1)
التخريج: البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص 37، وخزانة الأدب 11/ 122، وشرح التصريح 2/ 113، وشرح شواهد المغني ص 138، والكتاب 3/ 175، والمقاصد النحوية 4/ 138، ولأوس بن حجر في ديوانه ص 49، وخزانة الأدب 11/ 128، وللأسود أو للعين المنقري في الدرر 6/ 98، وبلا نسبة في لسان العرب 2/ 162، شعث، والمحتسب 1/ 50، ومغنى اللبيب 1/ 42، والمقتضب 3/ 294، وهمع الهوامع 2/ 132.
الإعراب: لعمرك: اللام لام القسم، عمرك: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. وخبره محذوف تقديره: قسمي. ما: حرف نفي. أدرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. وإن: الواو حالية أو اعتراضية. إن: حرف شرط جازم. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان. داريًا: خبر كان: منصوب. شعيث: مبتدأ مرفوع. ابن: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. سهم مضاف إليه. أم: حرف عطف شعيث: مبتدأ مرفوع. ابن: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. منقر: مضاف إليه مجرور.
وجملة (لعمرك): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما أدري): جواب القسم. وجملة (وإن كنت داريًا): في محل نصب حال. وجملة (شعيث): في محل نصب مفعول به. وجملة (شعيث بن منقر): معطوفة على الجملة السابقة.
الشاهد: قوله: (شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر) حيث وقعت أم بين جملتين اسميتين حذفت قبلهما همزة الاستفهام لدلالة أم عليها.
• وقد تقع بَينَ مختلفتين؛ كقولِهِ تعالَى: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} ؛ لأنَّ الأرجح بعد الهمزة: تقدير الفعل كما ذكر آنفًا، والتّقدير واللَّه أعلم بمراده:(أتخلقونه أنتم تخلقونه أم نحن الخالقون).
• وقد تقع بَينَ مفرد وجملة؛ نحو: {إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} ، فالمفرد:(قريب)، والجملة:(يجعل لهُ ربي)، وأما (ما توعدون): فمتوسط بينهما لا يسأل عنهُ.
وكانت أم فِي هذه المواضع متصلة؛ لأنه لا تستغني بِمَا قبلها عن ما بعدها ولَا عكسه.
واللَّه الموفق
ص:
549 -
وَرُبَمَا أُسَقِطَتِ الهَمزَةُ إن
…
كَانَ خَفَا المَعْنَى بِحَذْفِهَا أُمِنْ
(1)
ش:
بجوز حذف الهمزة مع ظهور المعنَى.
- فمثال حذف همزة التّسوية: (سواء علَىَّ قمت أم قعدت)، فالحذف هنا ليس فيه خفاء للمعنَى، ومنه قراءة ابن محيصن:(سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) بهمزة واحدة.
وأَجازَ الأخفش: حذف همزة الاستفهام بدون (أَن)، وجعل منه قوله تعالَى:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} ، فالتّقدير عنده:(أَو تلك نعمة؟).
وكذا نحو قول الشّاعرِ:
أَحيَا وَأَيسَرُ مَا قَاسَيتُ مَا قَتَلَا؟
…
.............................
(2)
(1)
وربما: رب: حرف تقليل، ما: كافة. أسقطت: أسقط: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. الهمزة نائب فاعل أسقط. إن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص فعل الشرط. خفا: قصر للضرورة: اسم كان، وخفا مضاف والمعنى: مضاف إليه. بحذفها: الجار والمجرور متعلق بقوله: أمن الآتي، وحذف: مضاف، وها: مضاف إليه. أُمن: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى خفاء المعنى، والجملة في محل نصب خبر كان، وجواب الشرط محذوف يدل على سابق الكلام.
(2)
التخريج: هذا البيت من البسيط وهو مطلع قصيدة للمتنبي يمدح فيها سعيد بن عبد اللَّه
التقدير: (أأحيا؟) فحذفت همزة الاستفهام.
وقيل غير ذلك.
- ومثال حذف الهمزة المغنية عن (أي): قولُ الشّاعرِ:
لَعَمرُكَ مَا أَدرِي وَإِن كُنتُ دَارِيَا
…
بِسَبعٍ رَمَينَ الحَصبَ أَم بثَمَان
(1)
التّقدير: (أبسبع رمين الحصب أَو بثمان؟)؛ أَي: بأيهما رمين.
وندر حذف أم ومعطوفها؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
= بن الحسين الكلابي. انظر الديوان 3/ 162، ومغني اللبيب 1/ 15؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 2/ 625.
الشاهد: قوله: (أحيا)، حيث حذفت همزة الاستفهام، والأصل (أأحيا؟).
(1)
التخريج. البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص 266، والأزهية ص 127، وخزانة الأدب 11/ 122، 124، 127، 132، والدرر 6/ 100، وشرح أبيات سيبويه 2/ 151، وشرح شواهد المغني 1/ 31، والكتاب 3/ 175، ومغني اللبيب 1/ 14، والمقاصد النحوية 4/ 142، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 35، والجنى الداني ص 35، ووصف المباني ص 45، وشرح عمدة الحافظ ص 620، والصاحبي في فقه اللغة ص 184، والمحتسب 1/ 50، والمقتضب 3/ 294، وهمع الهوامع 2/ 132.
المعنى: من شدّة ذهوله لم يعرف عدد الجمار التي رمين بها: أسبع أم ثمان؟
الإعراب: لعمرك: اللام: حرف ابتداء وقسم، عمرك: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: قسمي. ما: حرف نفي. أدري: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. وإن: الواو: حالية، وإن: حرف زائد. كنت: فعل ماضٍ ناقص، والتاء: ضمير متصل مبنيّ في محل رفع اسم كان. داريًا: خبر كان منصوب. بسبع: جار ومجرور متعلّقان بـ (رمين). رمين: فعل ماضٍ، والنون: ضمير متصل مبنيّ في محل رفع فاعل. الحصب: مفعول به منصوب. أم: حرف عطف. بثمان: جار ومجرور متعلّقان بـ (رمين).
وجملة القسم (عمرك): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أدري): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن كنت داريًا): في محل نصب حال. وجملة (رمين): سدت مسدّ مفعولي أدري.
الشاهد قوله: (بسبع
…
أم بثمان) حيث حذف الهمزة؛ لوجود قرينة دالة على معناها، وتقدير الكلام: أبسبع.
دَعَاني إِلَيْهَا الْقلبُ إِنِّي لأَمرِهِ
…
سَمِيعٌ فَمَا أَدْرِي أَرُشدٌ طِلَابُها
(1)
التّقدير: (أرشد أم غيٌّ؟)، وجعل منه قوله تعالَى:(أمَن هُو قانتٌ آناء اللّيل): بميم واحدة، والاستفهام للتقرير؛ وتقديره:(أهذا القانت خير أم الكافر؟).
وقيل: تقديرُهُ: (أمَن هو قانت كمن جعل لله أندادًا؟) ونحو ذلك.
وقيل: الهمزة للنداء.
واستُبعد؛ لفقد النّظير فِي القرآن.
وأما علَى قراءة التّشديد: فـ (أم) متصلة، ومعادلها محذوف، والتّقدير:(الكافر خير أم الّذي هو قانت).
وقيل: منقطعة.
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو لأبي ذؤويب الهذليّ في تخليص الشواهد ص 140؛ وخزانة الأدب 11/ 251؛ والدرر 6/ 102؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 43؛ وشرح عمدة الحافظ ص 655؛ وشرح شواهد المغني ص 26، 142، 2/ 672؛ ومغني اللبيب ص 13؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني 2/ 371؛ وهمع الهوامع 2/ 132.
اللغة: الرشد -بضم الراء وإسكان الشين-: خلاف الغي. طلابها: الطِّلاب مصدر طالب بمعنى طلب.
المعنى: أن قلب الشاعر دعاه إلى طلب الوصال من هذه المحبوبة، فهل حقيقة الحال في ذلك الطلب، أرشد هو أم غي؟ لكنه على كل حال لم يقوَ على مخالفة دعوة قلبه؛ لأنه لا يسمع إلى أمر غيره، وإنما غلب جانب الهوى على العقل، إذ القلب يميل إلى الهوى والعشق، ويدعو إلى الصبوة.
الإعراب: دعاني: فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به، إليها: متعلق بدعا، القلب: فاعل، وإني لأمره سميع حال من القلب أو جملة اعتراضية، وإني: حرف توكيد، وياء المتكلم اسمها، لأمره: متعلق بسميع، سميع: خبر إن، واللام في لأمره للتقوية، وتقديم المعمول لإرادة الحصر، أي: إني أسمع أمره لا أمر غيره، وجملة (إني لأمره سميع): معطوفة على قوله: (دعاني). فما: الفاء للسببية وما نافية. أدري: فعل مضارع معلق عن العمل. وجملة (أرشد طلابها): في محل نصب على أنها مفعول أدري، والهمزة في أرشد: للاستفهام، والمعادل لها محذوف تقديره: أم غي، وما بعد أم وهو غير معادل لما بعد الهمزة وهو رشد، وضمير المؤنث في إليها وطلابها: عائد إلى المحبوبة.
الشاهد فيه: قوله: (أرشد طلابها)؛ حيث جاز حذف (أم) مع معطوفها، والتقدير:(أرشد أم غي).
وإِذا استفهم بغير الهمزة .. عطف بـ (أو)، قال تعالَي:{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} .
وقد تكون (هل) بمعنَى الهمزة فيعطف بـ (أم) بعدها، كحديث:"هل تزوجت بكرًا أم ثيبًا؟ ".
وتكون (أم) بمعنَى الهمزة؛ كقولك: (أم ضربت زيدًا؟)، التّقدير:(أضربت زيدًا)، ومنه قوله تعالَى:{أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} ، {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} ، {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} .
ولا تقع (أَو) بعد الهمزة: فَلَا يقال: (سواء علي أقمت أَو قعدت).
وظاهر كلام الجوهري: الجواز.
وقد يقال: (أهل قام زيد) كما سبق فِي أول الكتاب، عند قوله:(سوهما الحرف).
واللَّه الموفق
ص:
550 -
وَبِانقِطَاعٍ وَبمَعنَى بَل وَفَت
…
إِن تَكُ مِمَّا قُيِّدَت بِهِ خَلَت
(1)
ش:
* علامة (أم) المنقطعة: أَن لا يسبقها همزة تسوية، ولَا همزة مغنية عن (أَي)، فمتَى خلت منهما لفظًا وتقديرًا .. فهي منقطعة بمعنَى (بَلْ) فِي كونها تفيد الإضراب، ومنه قوله تعالَى:{لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} ، {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} ، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} .
(1)
وبانقطاع: جار ومجرور متعلق بقوله: وفت الآتي. وبمعنى: جار وجرور معطوف بالواو على بانقطاع، ومعنى مضاف وبل: قصد لفظه: مضاف إليه. وفت: وفي: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى أم أيضًا. إن: شرطية. تك: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى أم أيضًا. مما جار ومجرور متعلق بقوله: خلت الآتي. قيدت: قيد: فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى أم، والتاء للتأنيث، والجمله لا محل لها صلة ما المجرورة محلا بمن. به: جار ومجرور متعلق بقيدت. خلت: خلا: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى أم، والجملة في محل نصب خبر تك، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
ونحو قول بعضهم: (إنها لإبلٌ، أم شاء)، التّقدير:(بَلْ هي شاء).
وتختص (أم) المنقطعة بالجمل عند غير المصنف.
وقال أبو عبيدة: (أم) زائدة فِي: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ} الآية.
وكذا قولُ الشّاعرِ:
يَا لَيْت شِعري وَلَا مَنجَى منَ الْهَرم
…
أم هل عَلى الْعَيْشِ بعدَ الشَّيبِ مِن نَدَمِ
(1)
وقول الآخر:
يَا هندُ أم مَا كَانَ مَشْيي رَقصَا ........................
(2)
(1)
التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في الأزهية ص 131، وخزانة الأدب 8/ 161، 162، 11/ 162، والدرر 6/ 115، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1122، وشرح شواهد المغني 1/ 151، وهمع الهوامع 2/ 134، وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص 319، ولسان العرب 12/ 36 أمم.
اللغة: المنجى: الخلاص. الهرم: الشيخوخة.
المعنى: هل يندم المرء على حياته بعد أن يشيب ويهرم؟ لا أعتقد أحدًا يحب حياته بعدها، بالرغم أنه لا خلاص ولا مهرب منهما.
الإعراب: ياليت: يا حرف تنبيه، ليت: حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم ليت منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر ليت محذوف تقديره: حاصل. ولا: الواو: حرف اعتراض لا محل له، لا: نافية للجنس. منجى: اسم لا منصوب بفتحة مقدرة. من الهرم: جار ومجرور متعلقان بالمصدر منجى، وخبر لا محذوف. أم هل: أم: زائدة، هل: حرف استفهام لا محل له. على العيش: جار ومجرور متعلقان بالمصدر ندم، بتقدير هل من ندم موجود. بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. الشيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من ندم: من: حرف جر زائد، ندم: مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر.
وجملة (يا ليت شعري): ابتدائية لا محل لها. وجملة (ولا منجى): اعتراضية لا محل لها. وجملة (هل من ندم على العيش): سدت مسد مفعولي شعري، في محل نصب. والتقدير:(ليت علمي).
الشاهد: قوله: (أم هل) حيث جاءت (أم) زائدة لدخولها على حرف الاستفهام.
(2)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: بل قيد تكون مشيتي توقصا
وهو بلا نسبة في الأزهية ص 132؛ وخزانة الأدب 11/ 62، 63؛ وشرح عمدة الحافظ ص 656؛