الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والكسائي: أن النصب في هذه المواضع بـ (أو) نفسها.
وقيل: بالمخالفة، فلما خالفه في المعنى .. خالفه في الإعراب.
والصحيح: خلافهما.
تنبيه:
الفعل الواقع بعد (أو) في هذه المواضع ونحوه: لا بد من تقديره بمصدر؛ فإذا قلت: (لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى) أو (كسرت كعوبها أو تستقيما) أو (لأقتلن الكافر أو يسلم) .. كان المعنى ليحصل: (استسهال مني للأمور الصعبة أو أدرك المنى)، و (ليكونن كسر مني أو استقامتها)، و (ليكونن قتل مني للكافر أو إسلامه).
وإنما وجب أن يقدر الفعل قبل (أو) بمصدر؛ لأن الفعل بعدها مؤول باسم وهو أيضًا مصدر، ولا يصلحُ عطف الاسم على الفعل، إلا في نحو:{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} على ما سبق في آخر العطف.
وقول الشيخ: (أنْ): مبتدأ، وقوله:(خفي): خبره، والتقدير:(أن خفيٌّ بعد أو إذا يصلح في موضعها حتى أو إلا)؛ أي: (خفي كخفائه بعد نفي كان).
وبعضهم: يجعل (أو) هنا بمعنى (إلا أن) أو (إلى أن) وليس بجيد؛ لأن النصب بعدها بـ (أن) مضمرة، وهي إذا كانت بمعنى (إلا أن) أو (إلى أن) والنصب بـ (أن) مضمرةً .. فيصير التقدير:(لأقتلنَّ الكافر إلا أن يسلم) أو (إلى أن يسلم)، والوجه أنها بمعنى (إلا) فقط، أو (إلى) فقط كما سبق.
وبعضهم: يجعل (أن) بمعنى (لئلا)، في نحو قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ
بيت الشاهد قوله:
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَّربَ دونَهُ
…
وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
وبعده:
وَإِنّي زَعيمٌ إِن رَجِعتُ مُمَلَّكًا
…
بِسَيرٍ تَرى مِنهُ الفُرانِقَ أَزوَرا
عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ
…
إِذا سافَهُ العَودُ النُّباطِيُّ جَرجَرا
الشاهد: قوله: (أو نموت)، حيث يجوز في (أو) هذه أن تكون بمعنى (حتى) أو بمعنى (إلا)، وعلى الحالين الفعل بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبًا.
تَضِلُّوا}؛ أي: (لئلا تضلوا).
وقيل: التقدير: (كراهة أن تضلوا).
وقيل: تقديره: (يبين اللَّه لكم الضلالة لتجتنبوها) كما سبق في الباب، وفي الإضافة.
واللَّه الموفق
ص:
685 -
وَبَعْدَ حَتَّى هكَذَا إِضْمَارُ أَنْ
…
حَتْمٌ كَجُدْ حَتَّى تَسُرَّ ذَا حَزَنْ
(1)
686 -
وَتِلوَ حَتَّى حَالًا أوْ مُؤوَّلَا
…
بِهِ ارْفَعَنَّ وَانْصِبِ المُسْتَقْبَلَا
(2)
ش:
* ينصب المستقبل بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد (حتى) طلبًا للتخفيف.
والغالب في (حتى) حينئذ أن تكون للغاية؛ نحو: (أسير حتى أدخل مكة)، فـ (حتى): هنا حرف جر بمعنى: (كي)، و (أدخل): منصوب بـ (أن) مضمرة.
وإنما كانت هنا حرف جر؛ لأن بعدها مفردًا، وقد سبق أنه إذا وقع بعدها جملة .. كانت حرف ابتداء، وإن وقع بعدها مفرد .. فعاطفة أو جارة، وهي هنا جارة.
(1)
وبعد: ظرف متعلق بقوله: (إضمار) الآتي، وبعد مضاف، وحتى: قصد لفظه، مضاف إليه. هكذا: الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر الآتي. إضمار: مبتدأ، وإضمار: مضاف، وأن: قصد لفظه: مضاف إليه. حتمٌ: خبر المبتدأ. كجُد: الكاف جارة لقول محذوف، جد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. حتى: حرف جر بمعنى كي. تَسُر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد حتى، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ذا: مفعول به لتَسُر، وذا مضاف، وحزن: مضاف إليه، والفعل المضارع الذي هو تسر في تأويل مصدر بواسطة أن المحذوفة، وهذا المصدر مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بجد.
(2)
وتلو: معناه تالي، أي واقع بعد حتى: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله:(ارفعن) الآتي، وتلو مضاف، وحتى: قصد لفظه: مضاف إليه. حالا: منصوب على الحالية من تلو حتى. أو مؤولا: معطوف على قوله: حالًا. به: جار ومجرور متعلق بقوله: مؤولا. ارفعن: ارفع: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وانصب: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت فاعل. المستقبلا: مفعول به لانصب.
ومثله: (جُد حتَّى تَسرَّ ذَا حَزَن)، بنصب (تسَّر)؛ لأنه مستقبل بعد (حتى)، ولهذا نصب الفعل بعدها في:{لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ} ؛ لأنه مستقبل بالنسبة إلى (البراح) و (العكوف).
وهو معنى قوله في "شرح القطر": (إلى الأمرين جميعًا)، فالرجوع مستقبل بالنسبة إلى الأمرين، والأمران والرجوع سوابق على زمن الإخبار وهو إنزال (لن نبرح) الآية.
ونصب الفعل أيضًا في قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} ؛ لأنه مستقبل بالنسبة إلى زمن الزلزال؛ لأن الزلزال سابق على قول الرسول، والزلزال وقول الرسول سابقان على زمن الإخبار كما تقدم.
و (حتى) بمعنى: (إلى) في الآيتين.
* فإن كان الفعل حالًا، أو مؤولًا بالحال .. وجب الرفع؛ لأن (أن) تقتضي الاستقبال، وهو ينافي الحال، فتقدير البيت:(ارفعن تلو حتى في حالة كونه حالًا أو مؤولًا بالحال).
والضمير في (به)(راجع)، لقوله:(حالا)، وقوله:(حالا): حال من (تلو).
- فمثال الحال: (طلبتك حتى أكرمُك الآن) بالرفع، و (سرت حتى أدخلُ البلد) إن قلت ذلك في حالة الدخول، ومنه قولهم:(مرض حتى لا يرجونه).
- وأما المؤول بالحال: فهو أن يكون قد حصل منك دخول وقصدت أن تحكي، فيقدر أنك تتصف بالعزم عليه، وتقول:(كنت سرت حتى أدخلُها) بالرفع كما سبق، وبه قرأ نافع:(حتى يقولُ الرسول).
- وإذا كان الفعل حالًا أو مؤولًا به .. كانت (حتى) ابتدائية؛ لأن الذي بعدها حينئذ جملة لا مفردًا كما سبق ذكره.
وأجاز الكوفيون: إظهار (أن) بعد (حتى) توكيدًا.
وعنهم: أن النصب بـ (حتى) نفسها.
ورد: بأنها عملت الجر في الاسم الصريح، كما في قوله تعالى:{حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} .
ولا يعمل عامل في الأسماء تارة، وفي الأفعال أخرى.
واللَّه الموفق
ص:
687 -
وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أَو طَلَبْ
…
مَحْضَيْنِ أَنْ وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصَبْ
(1)
688 -
وَالوَاوُ كَالفَا إِنْ تُفِدْ مَفْهُومَ مَعْ
…
كَلَا تَكُنْ جَلدًا وَتُظْهِرَ الجَزَعْ
(2)
ش:
* يجب نصب المضارع بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية.
وذلك بعد تقدم النفي والطلب المحضين.
وقول المصنف: (أن): مبتدأ، وخبره (نصب)، وتقدير الكلام:(أنْ نصبَ المضارع بعد فاء جواب النفي أو الطلب المحضين، وستره حتم)؛ أي: و (ستر أنْ واجب).
و (الواو) كـ (الفاء) في ذلك، إن كانت (الواو) بمعنى:(مع).
والطلب يشمل: الأمر، والنهي، والاستفهام، والعرض، والتحضيض، والتمني، والدعاء.
(1)
وبعد: ظرف متعلق بقوله: (نصب) الآتي في آخر البيت، وبعد: مضاف، وفا: قصر للضرورة: مضاف إليه، وفا: مضاف، وجواب: مضاف إليه، وجواب: مضاف، ونفي: مضاف إليه. أو طلب: معطوف على نفي. محضين: نعت لنفي وطلب. أن: قصد لفظه: مبتدأ. وسترُها: الواو للحال، ستر: مبتدأ، وستر مضاف، وها مضاف إليه. حتم: خبر المبتدأ وهو ستر، والجملة من المبتدأ وخبره: في محل نصب حال، أو لا محل لها اعتراضية بين المبتدأ وخبره. نَصَب: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى أن، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ وهو:(أن) والتقدير: إن نصبت في حال كون استتارها واجبًا بعد فاء جواب نفي محض أو طلب محض.
(2)
الواو: مبتدأ. كالفا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. إن: شرطية. تُفِد: فعل مضارع فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى الواو. مفهوم: مفعول به لتفد، ومفهوم: مضاف، ومع: مضاف إليه. كلا: الكاف جارة لقول محذوف على غرار ما سبق مرارًا، لا: ناهية. تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلا الناهية، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، وجلدًا: خبر تكن. وتظهرَ: الواو واو المعية، تظهر: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد واو المعية وهو محل الشاهد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الجزع: مفعول به لتظهر، منصوب بالفتحة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف، ولك في هذا وأمثاله أن تقول: منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها سكون الوقف.
* فالنفيُ: كقوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} ، فنصب الفعل بـ (أن) مضمرة في جواب النفي كما ذكر.
* والأمر: كقولك: (سافر فتغنمَ)، وكقوله:
يا ناقَ سِيري عَنَقًا فَسِيحَا
…
إلى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحَا
(1)
نصب في جواب (سيري).
* والنهي: كقوله تعالى: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} .
* والاستفهام: كقولك: (أين بيتك فأزورَك)، ومنه في القرآن:{فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} .
(1)
التخريج: الرجز لأبي النجم في الدرر 3/ 52، 4/ 79، والرد على النحاة ص 123، وشرح التصريح 2/ 239، والكتاب 3/ 35، ولسان العرب 3/ 83 (نفخ)، والمقاصد النحوية 4/ 387، وهمع الهوامع 2/ 10، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 182، ورصف المباني ص 381، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 270، 274، وشرح الأشموني 2/ 302، 3/ 562، وشرح ابن عقيل ص 570، وشرح قطر الندى ص 71، واللمع في العربية ص 210، والمقضب 2/ 14، وهمع الهوامع 1/ 182.
اللغة: ناق: ترخيم ناقة. العنق: نوع من السير السريع. الفسيح: الواسع الخطى. سليمان: هو سليمان بن عبد الملك بن مروان.
المعنى: يقول الشاعر لناقته: يا ناقتي أسرعي في سيرك لنصل إلى سليمان بن عبد الملك، فنحظى بعطاياه ونرتاح.
الإعراب: يا: حرف نداء. ناقُ: منادى مرخّم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب على النداء. سيري: فعل أمر مبني على حذف النون لاتّصاله بياء المخاطبة، والياء: ضمير في محلّ رفعِ فاعل. عنقًا: صفة لمفعول مطلق محذوف تقديره: سيري سيرًا عنقًا. فسيحًا: نعت عنقًا منصوب. إلى: حرف جرّ. سليمان: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف، والجار والمجرور متعلّقان بسيري. فنستريحا: الفاء السببية: عاطفة، نستريحا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والألف: للإطلاق، والمصدر المؤوّل من أن نستريحا: معطوف على مصدر مُنْتَزَع ممّا قبله، والتقدير: ليكن منك سير فاستراحة.
وجملة (يا ناق) الفعليّة: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (سيري) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: (فنستريحا)؛ حيث نصب الفعل المضارع نستريح بأن مضمرة بعد فاء السببية المسبوقة بأمر.
وقيل: شرطه أن لا يكون الفعل قد وقع، فخرج:(لِمَ ضربت زيدًا فيجازيك؟)، ونسب للفارسي؛ لأن الفعل إذا وقع .. لم يمكن تقديره بمصدر مستقبل كما سيأتي تعريفه.
ويعارض هذا ما حكاه ابن كيسان من قولهم: (أين ذهب زيد فنتبعَه) بالنصب، وقد وقع فيه الفعل.
وقيل: يقدر المصدر المستقبل من لازم الجملة؛ أي: (ليكن منك إعلام بذهاب زيد .. فاتباع منا).
* والعرض؛ كقولِ الشاعرِ:
يَا ابْنَ الكِرَامِ أَلَا تَدْنُو فَتُبْصِرَ مَا
…
قَدْ حَدَّثُوكَ فَمَا رَاءٍ كَمَنْ سَمِعَا
(1)
* والتحضيض: نحو: (هلا تسافرُ فتغنمَ)، ومنه في القرآن:(لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكونَ من الصالحين)، وقرئ: و (أكن) بالجزم عطفًا على محل فأصدق؛ لأن المعنى: (إن أخرتني .. أصدق).
ولهذا قال في "الإتقان" نقلًا عن الخليل وسيبويه: أن هذا من عطف التوهم؛ لأن المعنى: (أخرني .. أصَّدَّق) وسبق ذكر عطف التوهم في آخر العطف.
وقال الشاعر:
لَوْلَا تَعُوجينَ يَا سَلْمَى على دَنِفٍ
…
فتُخْمِدِي نارَ وَجْدٍ كَادَ يُفْنِيه
(2)
(1)
التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الدرر 4/ 82، وشرح الأشموني 3/ 563، وشرح التصريح 2/ 239، وشرح شذور الذهب ص 398، وشرح ابن عقيل ص 571، وشرح قطر الندى ص 74، والمقاصد النحوية 4/ 389، وهمع الهوامع 2/ 12.
الشاهد: قوله: (فتبصر) حيث نصب الفعل بأن مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية المسبوقة بعرض.
(2)
التخريج: هذا البيت من البسيط وهو مجهول القائل.
اللغة: قوله: دنف: الدّنِف: الذي براه المرض حتى أشرف على الموت، تعوجين: تعطفين، ونار وجد: كناية عن شدة الشوق.
المعنى: هلا تعطفين يا سلمى على رجل براه المرض حتى أشرف على الموت فتطفئي نار الشوق الذي كاد يضيعه.
والشاهد في قوله: (فتخمدي) حيث نصب بحذف النون وذلك بـ (أن) مضمرة بعد الفاء؛ لأنه جواب
* والتمني: منه في القرآن: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} .
وكذا قولُ الشاعرِ:
يَا لَيتَ أُمَّ خُلَيْدٍ وَاعَدَتْ فَوَفَتْ
…
وَدَامَ لِي وَلَهَا عُمْرٌ فَنَصْطَحِبَا
(1)
* والدعاء: كقوله:
رَبِّ وَفِّقْنِي فَلا أَعْدِلَ عَنْ
…
سَنَنِ السَّاعِينَ فِي خَيْرِ سَنَنْ
(2)
فإن لم يكن الأول سببًا لما بعد الفاء .. امتنع النصب، وفي القرآن:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} ، فرفع الفعل؛ لأن الرؤية لم تكن سببًا لاخضرار الأرض.
وقيل: الاستفهام هنا بمعنى الخبر .. فلا جواب له.
* ومن النصب بـ (أن):
* في جواب النفي بعد واو المعية، في القرآن العظيم:{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} .
* وفي جواب النهي؛ كقولِ الشّاعرِ:
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتَأتِيَ مِثْلَه
…
عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
(3)
للتحضيض. والبيت في الهمع (2/ 12)، والدرر (2/ 8) والأشموني (3/ 303).
(1)
التخريج: هذا البيت من البسيط لقائل مجهول.
وهو في شرح ابن الناظم (ص 266) والتذييل (6/ 624)، والعيني (4/ 389)، والأشموني (3/ 303).
الشاهد في قوله: (فنصطحبا) حيث نصب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد الفاء لأنه جواب التمني.
(2)
التخريج: البيت من الرمل، وهو بلا نسبة في الدرر 4/ 80، وشرح الأشموني 3/ 563، وشرح شذور الذهب ص 396، وشرح ابن عقيل ص 571، وشرح قطر الندى ص 72، والمقاصد النحوية 4/ 388، وهمع الهوامع 2/ 11.
الشاهد فيه قوله: (ربّ وفقني فلا أعدل) حيث نصب الفعل (أعدل) بفاء السببية بعد فعل الدعاء الأصيل.
(3)
التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص 404، والأزهية ص 234، وشرح التصريح 2/ 238، وهمع الهوامع 2/ 13، وللمتوكل الليثي في الأغاني 12/ 156، وحماسة البحتري
وقول الشيخ: (لَا تَكُنْ جَلدًا وَتُظْهِرَ الجَزَعْ).
* وفي جواب التمني: {يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} في قراءة حمزة وحفص.
وعن الجرمي: أن النصب هنا بالفاء والواو.
ورد: بأنهما عاطفان، وحرف العطف لا يعمل لعدم اختصاصه.
والكوفيون: أن النصب على الخلاف؛ لأن الثاني خبر، والأول ليس بخبر، فلما خالفه في المعنى .. خالفه في الإعراب.
ص 117، والعقد الفريد 2/ 311، والمؤتلف والمختلف ص 179، ولأبي الأسود أو للمتوكل في لسان العرب 7/ 447 (عظظ)، ولأحدهما أو للأخطل في شرح شواهد الإيضاح ص 252، ولأبي الأسود الدؤلي أو للأخطل أو للمتوكل الكناني في الدرر 4/ 86، والمقاصد النحويّة 4/ 393، ولأحد هؤلاء أو للمتوكل الليثي أو للطرماح أو للسابق البربري في خزانة الأدب 8/ 564 - 567، وللأخطل في الرد على النحاة ص 127، والكتاب 3/ 42، ولحسان بن ثابت في شرح أبيات سيبويه 2/ 188، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 294، وأمالي ابن الحاجب 2/ 864، وأوضح المسالك 4/ 181، وجواهر الأدب ص 168، والجنى الداني ص 157، ورصف المباني ص 424، وشرح الأشموني 3/ 566، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 535، وشرح ابن عقيل ص 573، وشرح عمدة الحافظ ص 342، وشرح قطر الندى ص 77، ولسان العرب 15/ 489 (وا)، ومغني اللبيب 2/ 361، والمقتضب 2/ 26.
المعنى: احذرْ أن تنهى عن عمل شائن وتأتي مثله، وإلا لزمك العار الكبير.
الإعراب: لا: ناهية. تنه: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة، والفاعل: أنت. عن خلق: جار ومجرور متعلّقان بتنه. وتأتي: الواو: للمعيّة، تأتيَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد واو المعيّة، والفاعل: أنت، والمصدر المؤوّل من (أن تأتي): معطوف على مصدر منتزع مما قبله. مثله: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: في محلّ جرّ بالإضافة، عار: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: (ذلك عارٌ). عليك: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف نعت لعار. إذا: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر عار المحذوف. فعلت: فعل ماضٍ. والتاء: فاعل. عظيم: نعت لعار مرفوع. وجواب إذا محذوف تقديره: إذا فعلت ذلك فإنّه عار عظيم عليك.
وجملة (لا تنه): لا محلّ لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو ابتدائية. وجملة (ذلك عار عليك): لا محلّ لها من الإعراب لأنها تعليليّة، أو تفسيرية. وجملة (فعلت): في محل جرّ بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: (وتأتي) حيث جاءت الواو دالة على المعيّه وقبلها نهي، ونُصب الفعل المضارع بعدها بأَن مضمرة.
ولا يجوز أن نسمّي ما بعدها مفعولًا معه لأنه فعل، وليس باسم.
ونقض بنحو: (ما جاء زيد لكن عمرو)، و (جاء زيد لا عمرو) فقد خالف الثاني الأول في المعنى، ولم يختلف في الإعراب.
وقوله: (محضين) يحترز به عما إذا كان النفي غير محض؛ نحو: (ما أنت إلا تأتينا فتحدثُنا) بالرفع فلا ينصب؛ لأن النفي منتقض بإلا.
وكذا نحو: (ما تزال تأتينا فتحدّثُنا) بالرفع أيضًا؛ لأن نفي النفي إثبات.
وكذا إذا كان الطلب غير محض يعني مدلولًا عليه باسم فعل؛ نحو: (صه)، و (تراك) وسيأتي.
والحاصل:
أن المضارع ينصب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد هذه الأجوبة، وأن والفعل حينئذ في تأويل مصدر معطوف على مصدر مُتصيَّد فنحو:(استقم .. تفلح)، في تقدير:(ليكن منك استقامة فإفلاح) كما تقدم ذكره.
فما بعد الفاء حينئذ له محل، وفيه تفصيل:
- فإن كان الفعلان لفاعلين .. فالمحل رفع؛ نحو: (زرني فأكرمَك)؛ أي: (ليكن منك زيارة فإكرام)، فالعطف على اسم (كان).
- وإن كانا لواحد نحو: (استقم فتفلحَ) .. احتمل الرفع على تقدير: (ليكن منك استقامة فإفلاح)، والنصب على تقدير:(افعل استقامة فإفلاحًا).
- وأما (ليت) .. فالمحل بعدها نصبٌ مطلقًا؛ لأن ما بعدها ينتصب بها؛ نحو: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ} ؛ أي: (يا ليت لي معهم صحبة تفوُّزٍ) ذكر ذلك القواس.
- وإن ارتفع ما بعد الفاء في شيء من هذه الأجوبة .. فهو على تقدير الاستئناف، أو أن الفاء عاطفة لا سببية؛ كقوله تعالى:{وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} ، بعطف (يعتذرون) على (يؤذن).
- أو تثبت النون لتناسب الفواصل.
ونحو قول الشاعرِ:
ألمْ تَسأَلِ الرَّبْعَ الَخْوَاءَ فينطقُ
…
.................
(1)
بالرفع على الاستئناف؛ أي: (فهو ينطق).
و (القواء): بفتح القاف القفر.
وأما قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} ، فرفع فيه الفعل؛ لأنه لا بد من المغايرة بين الأمر وجوابه؛ نحو:(سافر فتغنَم).
(1)
التخريج: صدر بيت من طويل، وعجزه: وهل تُخْبِرَنْكَ اليوم بيداء سمْلَقُ
وهو لجميل بثينة في ديوانه ص 137، والأغاني 8/ 146، وخزانة الأدب 8/ 524، 525، والدرر 4/ 81، وشرح أبيات سيبويه 2/ 201، وشرح التصريح 2/ 240، وشرح شواهد المغني 1/ 474، ولسان العرب 10/ 164 (سملق)، والمقاصد النحوية 4/ 403، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 185، والجنى الداني ص 76، والدرر 6/ 86، والرد على النحاة ص 127، ورصف المباني ص 378، 385، والكتاب 3/ 37، ولسان العرب 1/ 300 (حدب)، ومغني اللبيب 1/ 168، وهمع الهوامع 2/ 11، 131.
اللغة: الربع: مكان الإقامة، أو الدار. القواء: الأرض المقفرة التي لا أنيس فيها. البيداء: الصحراء. السملق: الأرض التي لا نبات فيها، أو الأرض المستوية.
المعنى: جرّد الشاعر من نفسه شخصًا يخاطبه بقوله: ألم تسأل عن أحبابك الدارَ التي أضحت موحشة بعد أن غادرها أهلها؟ ثم يستدرك فيقول: وهل تجيب صحراء مقفرة؟
الإعراب: ألم: الهمزة: حرف استفهام، ولم: حرف نفي وجزم وقلب. تسألِ: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرّك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. الربع: مفعول به منصوب. القواء: نعت الربع منصوب. فينطق: الفاء: حرف استئناف، وينطق: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، وهل: الواو: حرف عطف، وهل: حرف استفهام. يخبرنك: فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. اليوم: ظرف زمان منصوب متعلّق بتخبرنك. بيداء: فاعل مرفوع بالضمة. سملق: نعت بيداء مرفوع بالضمة.
وجملة (ألم تسأل الربع): لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائية. وجملة (ينطق): استئنافية لا محل لها من الإعراب، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو، فتكون الجملة (هو ينطق): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (هل تخبرنك): معطوفة على جملة (ألم تسأل) لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (فينطق) حيث بقي الفعل المضارع مرفوعًا بعد الفاء الاستئنافية، وليست السببية كما يتوهم.
فإن انتفت المغايرة .. وجب الرفع، نحو:(أقول لك اذهب فتذهبُ)، وقوله تعالى:{كُنْ فَيَكُونُ} .
- وحمل بعض النحويين: التشبيه والتقليل على النفي، فنصب المضارع بـ (أن) مضمرة بعد الفاء؛ نحو:(قلَّما تأتينا فتحدثَنا)، و (كأنك أمير فتطيعَك الناس).
- وكذلك الحصر بـ (إنما)؛ كقراءة ابن عامر: (فإنما يقول له كن فيكونَ) بنصب الفعل.
- وحكى ابن سيده: (قد كنت في خير فتعرفَه) بالنصب، على أن (قد) نافية، وفيه غرابة.
* ويجوز في (تشرب) ثلاثة أوجه من قولهم: (لا تأكلِ السمك وتشرب اللبن):
1 -
فالرفع على أنك نهيته عن الأول وأبحت له الثاني.
2 -
والنصب على أنك نهيته عن الجمع بينهما.
3 -
والجزم على أنك نهيته عن كل منهما.
واللَّه الموفق
ص:
689 -
وَبَعْدَ غَيْرِ النَّفْي جَزْمًا اعْتَمِدْ
…
إِنْ تَسْقُطِ الفَا وَالجَزَاءُ قَدْ قُصِدْ
(1)
ش:
إذا سقطت الفاء من الأجوبة المتقدمة .. جزم الفعل.
(1)
بعد: ظرف متعلق بقوله: (اعتمد) الآتي، وبعد مضاف، وغير: مضاف إليه، وغير مضاف والنفي: مضاف إليه. جزمًا: مفعول مقدم لاعتمد. اعتمد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إن: شرطية. تسقط: فعل مضارع، فعل الشرط. الفا: قصر ضرورة: فاعل تسقط. والجزاء: الواو: واو الحال، الجزاء: مبتدأ. قد: حرف تحقيق. قصد: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الجزاء، والجملة من قصد ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: في محل نصب حال.
بشرط أن يقصد الجزاء، كما قال الشيخ.
ويستثنى من الأجوبة: النفي، وإليه الإشارة بقوله:(وَبَعْدَ غَيْرِ النَّفْي جَزْمًا اعْتَمِدْ إِنْ تَسْقُطِ الفَا)، فتقول:(قم أحسنْ إليك)، بجزم (أحسن) جوابًا لشرطٍ محذوفٍ؛ أي:(فإن تقم أحسن إليك)، وهو لأبي الفتح في "التعاقب".
والخليل وسيبويه وابن خروف: جزم بنفس الطلب؛ لأنه ضمن معنى حرف الشرط، واختاره المصنف في "الكافية".
وقيل: إن الطلب ناب عن جملة الشرط، فجزم لأجل ذلك، وهو للفارسيّ والسيرافي وابن عصفور.
وقيل: جزم بحرف مقدر، والتقدير:(قم لأحسن إليك) وهو ضعيف؛ لأن اللام لا تجزم محذوفة إلا بعد (قل) كما سيأتي في عوامل الجزم.
وتقول: (ليت لي مالًا أنفقْ منه)، و (هلا سافرت تغنمْ) بالجزم فيهما، وقس عليه ما لم يذكر.
إلا النفي؛ لأن السفر سبيل للغنيمة في نحو: (سافر تغنم).
وكذا أخواته إلا النفي؛ فلا يصلح أن يكون سببًا لتعليق شيء عليه، فتقول:(ما لك عندي شيء أعطيك) بالرفع.
والحاصل:
أنه إذا سقطت الفاء وقصد الجزاء .. جزم الفعل بعد غير النفي.
* فإن لم يقصد الجزاء .. لم يجزم، وفي القرآن:{رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا} فالجملة من (تكون): صفة لـ (مائدة).
وقرأ نافع: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي} بالرفع أيضًا على أن الجملة صفة (وليًا).
وقرأ ابن ذكوان: (وألق ما في يمينك تلقفُ) بالرفع على الاستئناف أو الحال.
ومن الحال: قوله تعالى: {ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} ، فلو قصد الجزاء .. لقيل:(يلعبوا) واللَّه أعلم بمراده.
وقال الشاعر:
وَقَالَ رَائِدُهُم أَرسُوا نُزَاوِلُها
…
..........
(1)
برفع (نزاولها).
* وقد يكون الخبر في معنى الطلب فيجزم الفعل، كقولهم:(اتقى اللَّهَ أمرؤٌ فِعلَ خيرًا يثَبْ عليه)، فجزم؛ لأن المعنى:(ليتق اللَّه امرؤٌ)، و (ليفعل خيرًا يثَبْ عليه).
واللَّه الموفق
ص:
690 -
وَشَرْطُ جَزْمٍ بَعْدَ نَهْيٍ أَنْ تَضَعْ
…
إِنْ قَبْلَ لَا دُونَ تَخَالُفٍ يَقَعْ
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فكلُّ حتفِ امرئٍ يجري بمقدار
وهو للأخطل في خزانة الأدب 9/ 87، ومعاهد التنصيص 1/ 27 أو الكتاب 3/ 96، وليس في ديوانه.
الإعراب: وقالَ: الواو: بحسب ما قبلها، وقال: فعل ماض مبني على الفتح. رائدُهم: فاعل مرفوع، وهم: ضمير متصل مبني في محل جرّ مضاف إليه. أرْسوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. نُزاولُها: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن، وها: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. فكل: الفاء استئنافية، وكل: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. حَتْفِ: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. امرئ: مضاف إليه مجرور. يجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، بمقدار: جار ومجرور متعلقان بيجري.
وجملة (قال رائدهم): بحسب الفاء. وجملة (أَرْسوا): مقول القول، محلها النصب. وجملة (نزاولها): حالية محلّها النصب، أو استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (كل حتف يجري): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يجري): خبر المبتدأ (كلُّ) محلها الرفع.
الشاهد فيه: رفع (نُزاولُها) على القطع والاستئناف.
(2)
وشرط: مبتدأ، وشرط: مضاف، وجزم: مضاف إليه. بعد: ظرف متعلق بشرط أو بجزم، وبعد مضاف، ونهي: مضاف إليه. أن: مصدرية. تضع: فعل مضارع منصوب بأن، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، و (أن) المصدرية وما دخلت عليه: في تأويل مصدر مرفوع خبر المبتدأ. إن: قصد لفظه: مفعول به لتضع. قبل: ظرف متعلق بتضع، وقبل: مضاف، ولا: قصد لفظه: مضاف إليه. دون: ظرف متعلق بمحذوف حال من (إن) السابق، ودون: مضاف، وتخالف: مضاف إليه. يقع: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى تخالف، والجملة من يقع وفاعله المستتر فيه: في محل جر نعت لتخالف.
ش:
إذا سقطت الفاء من جواب النهي .. فلا يجزم الفعل إلا إذا صح دخول (إن) الشرطية على (لا)، فتقول:(لا تدنُ من الأسد تسلمْ) بالجزم؛ لأن المقصود به أن يكون جزاء الشرط، فالمعنى:(إن لا تدن من الأسد تسلم).
ومنه قوله تعالى: (ولا تمنن تستكثرْ) في قراءة الجزم، والمعنى على هذا:(إن لا تمنن بعملك أو بعطيتك تزدد من الثواب)، ونسبت للحسن.
- فإن لم يصح دخول (إن) على (لا) .. امتنع الجزم عند الأكثرين؛ لأنه إنما جزم على أنه جزاء ذلك الشرط، فتقول:(لا تدن من الأسد يأكلُك) بالرفع؛ لأنك لا تقول: (إن لا تدن من الأسد يأكلك)؛ فإن الذي لا يدنو من الأسد .. لا يأكله الأسد.
وأجاز الكسائي: الجزم؛ لأنه لا يشترط دخول (إن) على (لا)، فجزمه على معنى:(إن تدن من الأسد يأكلك).
ويعضده حديث: "من أكل من هذه الشجرة .. فلا يقرب مسجدنا يؤذنا بريح الثوم" على رواية الجزم في (يؤذنا)، فجزم، مع أنه لا يقال:(إن لا يقرب مسجدنا .. يؤذنا).
وقيل: بدل من فعل النهي المتقدم عليه.
واعلم: أن (لا) في نحو: (لا تدن من الأسد يأكلك) أو (تسلم) ناهية، فإذا دخلت عليها (إن) .. صارت نافية.
فمن قال: (لا) الناهية .. كان باعتبارها قبل (إن).
ومن قال: النافية .. كان باعتبارها بعد (إن).
واللَّه الموفق
ص:
691 -
وَالأَمْرُ إِنْ كَانَ بِغَيْرِ افْعَل فَلَا
…
تَنْصِبْ جَوَابَهُ وَجَزْمَهُ اقْبَلَا
(1)
(1)
والأمر: مبتدأ. إن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص، فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الأمر. بغير: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر (كان)، وغير: مضاف،
ش:
* إن كان الأمر مدلولًا عليه بغير (افعل) يعني باسم فعل .. فلا ينصب جوابه بعد الفاء عند الأكثرين، فلا نصب في نحو:(صه فأحسنُ إليك)، و (نزال فتصيبُ خبرًا) بل يجب الرفع.
وسبقت الإشارة به؛ إذ يلزم من النصب عطف المصدر على هذه الأسماء، وهي جامدة غالبًا.
وأجاز الكسائي: النصب.
واختاره ابن جني وعلي ابن عصفور بعد المشتق من أسماء الأفعال لـ (نزال فتصيب خيرًا)، و (ضراب عمرًا فيستقيم).
فخرج نحو: (صه فأحسنُ إليك).
* وإذا سقطت الفاء .. جزم الفعل بلا خلاف؛ نحو: (صه أحسنْ إليك)، و (نزال تصبْ خيرًا)، وإليه أشار بقوله:(وَجَزْمَهُ اقْبَلا).
واللَّه الموفق
ص:
692 -
وَالفِعْلُ بَعْدَ الفَاءِ فِي الرَّجَا نُصِبْ
…
كَنَصْبِ مَا إِلَى التَّمَنِّي يَنْتَسِبْ
(1)
وافعل: مضاف إليه. فلا: الفاء لربط الجواب بالشرط، لا: ناهية. تنصب: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. جوابَه: جواب: مفعول به لتنصب، وجواب: مضاف، والهاء مضاف إليه، والجملة من تنصب وفاعله المستتر فيه: في محل جزم جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه: في محل رفع خبر المبتدأ. وجزمه: الواو عاطفة أو للاستئناف، جزم: مفعول به مقدم لقوله: (اقبلا) الآتي، وجزم: مضاف، والهاء مضاف إليه. اقبلا: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(1)
والفعل: مبتدأ. بعد: ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله: (نصب) الآتي، وبعد: مضاف، والفاء: مضاف إليه. في الرجا: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بقوله: (نصب) الآتي. نُصِب: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو يعود إلى الفعل نائب فاعل، والجملة من نصب ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. كنصب: جار ومجرور متعلق بمحذوف يقع نعتًا لمصدر محذوف: أي نصب نصبًا كائنًا
ش:
أجاز الكوفيون نصب المضارع بعد الفاء في الرجاء؛ كما ينصب في جواب التمني، واختاره المصنف رحمه الله.
وبه قرأ حفص عن عاصم: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} على أنه جواب (لعل).
وقيل: هو جواب الأمر في الآية.
وفي "مفصل" الزمخشري: روي عن عاصم: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بالنصب أيضًا.
واللَّه الموفق
ص:
693 -
وَإِنْ عَلَى اسْمٍ خَالِصٍ فِعْلٌ عُطِفْ
…
تَنْصِبُهُ أَنْ ثَابِتًا أَو مُنْحَذِفْ
(1)
ش:
إذا عطف على اسم خالص فعلٌ مضارع بـ (الفاء)، أو بـ (الواو)، أو بـ (ثم)، أو بـ (أو) .. نصب المضارع بـ (أن) ظاهرة أو مضمرة.
والمراد بـ (الخالص): أن لا يكون في تأويل الفعل.
* ومن النصب قوله:
كنصب- إلخ، ونصب: مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. إلى التمني: جار ومجرور متعلق بقوله: (ينتسب) الآتي. ينتسب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة من ينتسب وفاعله المستتر فيه: لا محل لها من الإعراب صلة ما الموصولة.
(1)
إن: شرطية. على اسم: جار ومجرور متعلق بقوله: (عطف) الآتي. خالص: نعت لاسم. فعل: نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، وتقدير الكلام: وإن عطف فعل. عطف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود على فعل، والجملة من (عُطِف) المذكور وفاعله المتستر فيه: لا محل لها من الإعراب مفسرة. تنصبه: تنصب: فعل مضارع، جواب الشرط، والهاء مفعول به. أن: قصد لفظه: فاعل تنصب. ثابتًا: حال من أن. أو: عاطفة. منحذف: معطوف على قوله: (ثابتًا) ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة.
لَلُبْسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عَيْنِي
…
أحَبُّ إليّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ
(1)
بنصب (تقرَّ) عطفًا على لبس.
(1)
التخريج: البيت لميسون بنت بحدل في خزانة الأدب 8/ 503، 504، والدرر 4/ 90، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 273، وشرح التصريح 2/ 244، وشرح شواهد الإيضاح ص 250، وشرح شواهد المغني 2/ 653، ولسان العرب 13/ 408 (مسن)، والمحتسب 1/ 326، ومغني اللبيب 1/ 267، والمقاصد النحوية 4/ 397، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 277، وأوضح المسالك 4/ 192، والجنى الداني ص 157، وخزانة الأدب 8/ 523، والرد على النحاة ص 128، ورصف المباني ص 423، وشرح الأشموني 3/ 571، وشرح ابن عقيل ص 576، وشرح عمدة الحافظ ص 344، وشرح قطر الندى ص 65، والصاحبي في فقه اللغة ص 112، 118، والكتاب 3/ 45، والمقتضب 2/ 27.
اللغة: العباءة: الرداء الواسع. تقرّ عيني: تطمئن، أو يرتاح بالي. الشفوف: الثوب الرقيق الناعم.
المعنى: إنّ لبس العباءة مع راحة البال أحبّ إليها من لبس الثياب الناعمة التي تلبسها المتحضّرات. والبيت من قصيدة شائقة لها، وهي:
لَبَيْتٌ تخفِقُ الأرواحُ فيه
…
أحبُّ إليَّ من قصرٍ مُنيفِ
وأصواتُ الرياحِ بكل فَجٍّ
…
أحبُّ إلي من نَقْر الدُّفوفِ
وبَكْرٍ يتْبَعُ الأظْعانَ صَعْبٌ
…
أحبُّ إليَّ من بَغْلِ زَفُوفِ
وكلبٌ ينبح الطُّرَّاق عنّي
…
أحبُّ إليَّ من قِطٍّ ألوفِ
وأكْلُ كُسَيْرَة في كِسْرِ بَيْتي
…
أحبُّ إليَّ من أَكْلِ الرَّغيفِ
وخَرْقٍ مِن بني عمي نحيفٍ
…
أحبُّ إليَّ من عِلْجٍ عليفِ
خشونَةُ عِيشتي في البدْو أشهى
…
إلى نفسي مِنَ العَيْشِ الظَّريفِ
فما أبْغي سوى وطني بديلا
…
فحسبي ذاكَ من وطن شريِف
الإعراب: للبس: اللام: لام الابتداء، لبس: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. عباءة: مضاف إليه مجرور. وتقرّ: الواو: حرف عطف، تقر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤوّل من (أن تقرّ): معطوف على (لبس) في محل رفع. عيني: فاعل مرفوع بالضمة المقدّرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جرّ بالإضافة. أحب: خبر المبتدأ مرفوع. إليّ: جار ومجرور متعلّقان بأحب، من لبس: جار ومجرور متعلّقان بأحبّ، وهو مضاف. الشفوف: مضاف إليه مجرور.
وجملة (لبس عباءة): ابتدائية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: (وتقرّ) حيث نُصب الفعل المضارع بـ (أن) مضمرة بعد الواو التي بمعنى مع.