المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الاختصاص ص: 620 - الاخْتِصَاصُ كَنِدَاءٍ دُونَ يَا … كَأَيُّهَا الفَتَى بِإثْرِ - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌[مصدر (فَعَل)]

- ‌[مصدر (فَعِل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعَل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعُل)]

- ‌[مصادر غير الثلاثي]

- ‌[مصدر (فعَّل) صحيح اللام]

- ‌[مصدر (فعَّل) مهموز اللام]

- ‌[مصدر (أفعل)]

- ‌[مصدر (أفعل) معتل العين]

- ‌[مصدر ما أوله همزة وصل]

- ‌[مصدر الرباعي]

- ‌[مصدر (تفاعلَ) الرباعي معتل اللام]

- ‌[مصدر (فعلَل)]

- ‌[مصدر (فاعل)]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على الهيئة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من غير الثلاثي]

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها

- ‌[اسم الفاعل من (فعَل) اللازم والمتعدي]

- ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

- ‌الصفة المشبهة

- ‌التَّعَجُّب

- ‌[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]

- ‌نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التَّوكيد

- ‌العطف

- ‌العطف ضربان:

- ‌عَطفُ النّسَق

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيهً

- ‌تنبيه:

- ‌البدل

- ‌تنبيه:

- ‌النداء

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في النِّداء

- ‌تنبيه:

- ‌المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم

- ‌تنبيه:

- ‌أسماء لازمت النّداء

- ‌تنبيهٌ:

- ‌الاستِغَاثة

- ‌النُّدبَة

- ‌[أدوات الندبة]:

- ‌التَّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التَّحْذير وَالإغْراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونَا التّوكيْد

- ‌ما لا يَنصَرِف

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إعرابُ الفِعْل

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌ ‌الاختصاص ص: 620 - الاخْتِصَاصُ كَنِدَاءٍ دُونَ يَا … كَأَيُّهَا الفَتَى بِإثْرِ

‌الاختصاص

ص:

620 -

الاخْتِصَاصُ كَنِدَاءٍ دُونَ يَا

كَأَيُّهَا الفَتَى بِإثْرِ ارْجُونِيَا

(1)

621 -

وَقَدْ يُرَى ذَا دُونَ أَىٍّ تِلوَ أَلْ

كَمِثْلِ نَحْنُ العُرْبَ أَسْخَى مَنْ بَذَلْ

(2)

ش:

الكثير في الاسم المنصوب علَى الاختصاص أَن يكونَ: (أيها)، أَو (أيتها)؛ كقولك:(أرجوني أيها الفتَى)، وكقولهم:(اللَّهم اغفر لنا أيتها العصابة).

وقد يكون غير ذلك؛ نحو: (بني، ومعشر، وأهل، وآل، والعُرب).

ولَا يكون اسم إشارة ولَا نكرة.

فإِن كَانَ (أيها) و (أيتها) استعملا كاستعمالهما فِي النّداء. . فيجب البناء علَى الضّم، ويحكم علَى الموضع بالنّصب.

ويفارقان النّداء: فِي أَن الاختصاص لا يستعمل معه حرف نداء لا ظاهرًا ولَا مقدرًا، ويجب هنا أَن يوصف باسم موفوع محلى بـ (أل) بخلاف النّداء، فيوصفان فيه بالموصول واسم الإِشارة أيضًا.

- وإِن كَانَ غير (أيها) و (أيتها). . وجب نصبه ومصاحبته للألف واللّام

(1)

الاختصاص: مبتدأ. كنداء: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. دون: ظرف متعلق بمحذوف نعت لنداء، ودون مضاف، ويا: قصد لفظه: مضاف إليه. كأيها: الكاف جارة لقول محذوف -كما عرفت مرارًا- وأي: مبني على الضم في محل نصب بفعل واجب الحذف، وها: حرف تنبيه. الفتى: نعت لأي. بإثر: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من أيها، وإثر مضاف، وارجونيا: قصد لفظه: مضاف إليه.

(2)

وقد: حرف تقليل. يرى: فعل مضارع مبني للمجهول. ذا: اسم إشارة: نائب فاعل يرى. دون: ظرف متعلق بمحذوف حال من نائب الفاعل، ودون مضاف، وأي: مضاف إليه. تلو: مفعول ثان ليرى، وتلو مضاف، وأل: قصد لفظه: مضاف إليه. كمثل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي وذلك كائن كمثل. نحن: ضمير منفصل مبتدأ. العرب: مفعول به لفعل محذوف وجوبًا، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله: لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره. أسخى: خبر المبتدأ، وأسخى مضاف، ومن: اسم موصول مضاف إليه، وجملة بذل من الفعل وفاعله المستتر فيه: لا محل لها من الإعراب صلة.

ص: 410

غالبًا؛ كقولهم: (نحن العرب أقرَى النّاس للضيف) بنصب العرب.

- ويجوز أَن يكونَ مضافًا لما فيه (أل)؛ كقولِهِ عليه الصلاة والسلام: "نحن معاشرَ الأنبياء لا نورث" بنصب (معاشر).

ولَا بد فِي اسم الاختصاص أَن يسبقه اسم بمعناه، والغالب: كونه ضمير المتكلم كما فِي الأمثال.

واعلم: أنه كثيرًا ما يتوسع فِي الكلام، فيجاء به علَى خلاف الظّاهر؛ كـ (أحسِن بزيد)، فصورته صورة الأمر، وهو خبر علَى المشهور؛ لأنَّ المعنَى (ما أحسنه).

وقول أبي الدّرداء: (وجدت النّاس اخبُر. . تقلِهم)، فصورته صورة الأمر، ومعناه الخبر؛ لأنَّ التّقدير:(إِذا اختبرت النّاس. . قليتهم).

وروي: (اخبُر. . تقلِه).

وعلى كلا الروايتين فـ (اخبر. . تقله): حال على إضمار مقول، والتقدير:(وجدت الناس مقولًا فيهم: اخبر. . تقله).

قلاه يقليه: بغضه.

ولغة طيء: (يقلاه).

والاختصاص من هذا الباب، فالّذي يقول علَى إرادة الاختصاص:(أنا أفعل كذا أيها الفتى)، لا يقصد بالفتَى إِلَّا نفسه؛ لأنَّ المعنَى أنا أفعل كذا مختصًا من بَينَ الرّجال، وكذا قولهم:(اللَّهم اغفر لنا أيتها العصابة)، معناه:(اللَّهم اغفر لنا متخصصين من بَينَ العصائب)، فيعين نفسه وعشيرته.

وكذا قولُ الشّاعرِ:

نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَصْحَابُ الجَمَل

. . . . . . . . . . . .

(1)

(1)

التخريج: الرجز للحارث الضبي في الدرر 3/ 13، وللأعرج المعنى في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 291، وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 522، ولسان العرب 6/ 229 ندس، 11/ 123 بجل، 552 جمل، وهمع الهوامع 1/ 171، وعجزه: ننعى ابْنَ عَفَّان بأطراف الأسل

اللغة شرح المفردات: بنو ضبة: قبيلة، أبوهم ضبة بن أد. الجمل: هو الجمل الذي ركبته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق يوم خرجت لقتال علي بن أبي طالب، مطالبة بثأر عثمان بن عفان رضي الله عنه. النعي: الإخبار بالموت. الأسل: الرماح.

ص: 411

فـ (نحن): مبتدأ، و (أصحاب): خبر، و (بني): منصوب علَى الاختصاص بمحذوف وجوبًا تقديرُهُ: أخص.

وكذا ما تقدم من قولهم: (نحن العرب أقرى النّاس للضيف)، فـ (نحن): مبتدأ، و (أقرى النّاس): خبر، و (العرب): منصوب علَى الاختصاص؛ أَي: (أخص العرب)، وكقوله:(نحن العربَ أسخى من بذل).

وقوله عليه الصلاة والسلام: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث"، فـ (نحن): مبتدأ، و (لَا نورث): خبره، و (معاشر): منصوب علَى الاختصاص، أَي:(أخص معاشر الأنبياء).

وقوله: (أيها الفتَى بإثر أرجونيا)، معناه: أَن تأتي بـ (أيها الفتَى) بعد قولك: (ارجوني)، فتَقول:(ارجوني أيها الفتَى) وتعني بـ (يا أيها الفتَى): نفسك كما ذكر.

والأكثر أَن يكونَ اسم الاختصاص:

للمتكلم وحده؛ كـ (ارجوني أيها الفتَى).

أَو للمتكلم المشارك لغيره كما سبق فِي: (اللَّهم اغفر لنا أيتها العصابة) ونحوه.

وندر مجيء الاسم المختص علمًا بعد ضمير خطاب، كقولهم:(بَلْ اللَّهَ نرجو الفضل)، و (سبحانك اللَّهَ العظيم) بنصب الاسم الكريم علَى الاختصاص، قال في

= يقول: إن قومه بني ضبة هم الذين ناصروا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مطالبين بثأر عثمان بن عفان رضي الله عنه بحد السيف.

الإعراب: نحن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. بني: مفعول به منصوب على الاختصاص وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. ضبة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. أصحاب: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الجمال: مضاف إليه مجرور وسكن للضرورة. ننعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: نحن. ابن: مفعول به منصوب، وهو مضاف. عفان: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. بأطراف: جار ومجرور متعلقان بننعى، وهو مضاف. الأسل: مضاف إليه، وسكن للضرورة الشعرية.

وجملة (نحن بني) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (بني ضبة): الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة (ننعى. . .): الفعلية في محل رفع خبر ثان.

الشاهد فيه قوله: (بني ضبة) حيث نصب (بني) على الاختصاص بفعل محذوف للدلالة على المدح.

ص: 412

الكافية:

وَقَد يَلِي المُخَاطَبَ اختِصَاصُ

نَحوُ: بِكَ اللَّه لنا الخَلَاصُ

وعن الأخفش فِي نحو: (ارجوني أيها الفتَى): أنه منادَى.

قال: ولَا ينكر أَن يناديَ الشّخص نفسه، لقول عمر رضي الله عنه:"كلُّ النّاسِ أفقه منك يا عمر".

ورد: بأن بقية الباب لا يمكن فيه تقدير الحرف؛ كما فِي: (نحن العربَ) لوجود (أل).

وعن السّيرافي: أن (أَي) هنا: معربة، وهي إما خبر لمحذوف والتّقدير:(أنا أفعل كذا هو أيها الفتَى) المخصوص به أنا.

وقول المصنف: (أيها): مبني علَى الضّم فِي محل نصب بأخص محذوفًا وجوبًا كما سبق.

واللَّه الموفق

* * *

ص: 413