الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما يرفع بالواو .. فيبنَى علَى الواو: كـ (يا زيدون)، و (يا بنون).
والمراد بالمفرد هنا: ما ليس مضافًا، ولَا شبيهًا بالمضاف، فيدخل (زيدون)، و (رجال)، و (رجُلان).
ونقل ابن الأنباري عن الكوفيين: أَن الضّمة فِي نحو: (يا زيد): ضمة إِعراب.
وحكَى ابن يعيش: (أَن يا زيد) واسطة كما سبق فِي المعرب والمبني.
تنبيه:
استشكل كون (يا) للتعريف، و (زيد) معرفة، فكيف يجمع بين تعريفين فِي نحو:(يا زيد)؟!
وأجاب المبرد والفارسي: أنه سُلب تعريف العلميَّة وتعرف بالإقبال.
وابن السّراج: أنه باق علَى تعريفه بالعلمية، وإنما ازداد بالنّداء وضوحًا.
وأما نحو: (يا رجل) .. فيعرف بالإقبال والقصد.
وقيل: بـ (أل) محذوفة؛ لأنَّ الأصل فِي (رجل): (يا أيها الرّجل) كما سبق.
والله الموفق
ص:
578 -
وَانْوِ انْضِمَامَ ما بَنَوا قَبلَ النِّدَا
…
وَليُجْرَ مُجْرَى ذِي بِنَاءٍ جُدِّدَا
(1)
ش:
إِذا نودَي المبني؛ كاسم الإِشارة وفَعال علمًا عند الحجازيين، والمزجي
(1)
وانو: الواو للاستئناف، انو: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. انضمام: مفعول به لانو، واضنمام مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. بنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محلّ لها صلة الموصول، والعائد: ضمير متصل منصوب المحل محذوف؛ أي: بنوه. قبل: ظرف زمان متعلق بقوله: (بنوا)، وقبل مضاف، والندا: مضاف إليه. وليجر: الواو عاطفة، واللام: لام الأمر، يُجر: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوارًا، تقديره: هو، يعود إلى الذي بنوا قبل النداء. مجرى: مفعول مطلق، ومجر مضاف، وذي: مضاف إليه، وذي مضاف، وبناء: مضاف إليه، وجملة جُدِّدا: من الفعل المبني للمجهول مع نائب الفاعل المستتر فيه فِي محلّ جر نعت لبناء.
المختوم بويه، والإسنادي .. قدر فيه البناء علَى الضّم.
فتقول: (يا هذا)، و (يا حذام)، و (يا سيبويه)، و (يا برق نحره) فتحكيها بلفظها، وتقدر ضمة البناء فِي آخر الكلمة.
فإن قيل: المبنيات إِنما يحكم علَى محلها فَلَا يقدر فيها.
فالجواب: أَن المقدر هنا حركة بناء لا حركة إِعراب كالتي فِي (الفتَى).
والحاصل: أَن المبني يجري فِي النداء مجرَى ما تجدد بناؤه كـ (زيد) فيعتبر فيه الضم وترفع صفته أو تنصب؛ فكما تقول: (يا زيد الظّريف)، برفع (الظّريف) ونصبه .. (تقول يا هذا الظّريف) بالرّفع على تقدير الضّمة فِي الأول، وبالنصب علَى محلّ الأول كما علم.
والله الموفق
ص:
579 -
وَالمُفْرَدَ المَنْكُورَ وَالمُضَافَا
…
وَشِبْهَهُ انْصِبْ عَادِمًا خِلَافًا
(1)
ش:
سبق ذكر المفرد المعرفة، والنّكرة المقصودة.
وبقي: غير المقصودة، والمضاف، وشبيه المضاف وهذه تُنصَب:
* فالأول: كقول الأعمى: (يا رجلًا خذ بيدي)؛ إذ لا يقصد معينًا، وكقوله:
أَيَا رَاكِبًا إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
…
نَدَامَايَ مِن نَجرَانَ أنْ لَا تَلَاقِيَا
(2)
(1)
والمفرد: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله:(انصب) الآتي. المنكور: نعت للمفرد.
والمضافا: معطوف على المفرد. وشبهه: الواو عاطفة، وشبه: معطوف على المفرد أيضًا، وشبه مضاف، وضمير الغائب العائد إلى المضاف: مضاف إليه. انصب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. عادمًا: حال من فاعل انصب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره هو، لأنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل. خلافًا: مفعول به لعادم.
(2)
التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص فِي الأشباه والنظائر 6/ 243، وخزانة الأدب 2/ 194، 197 وشرح اختيارات المفصل ص 767، وشرح التصريح 2/ 167، وشرح المفصل 1/ 128، والعقد الفريد 5/ 229، والكتاب 2/ 200، ولسان العرب 7/ 173 عرض، والمقاصد النحوية 4/ 206، وبلا نسبة فِي خزانة الأدب 1/ 413، 9/ 223، ورصف المباني =
ونحو: (يا صالحين) إِذا لم تقصد معينًا.
وأنكر المازني: النّكرة غير المقصودة.
* والثّاني: كقولِهِ تعالى: {يَاذَا الْقَرْنَيْنِ} ، {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} .
وعن ثعلب: جواز رفعه إذا كانت الإضافة غير محضة؛ كـ (يا حسن الوجه) وهو وارد علَى قوله: (عادمًا خلافًا).
ويحتمل أنه أَن لم يعتبر مذهب ثعلب هنا، فكأنه قال:(عادمًا خلافًا معتَّدًا به).
ولهذا أنشد السّيوطي رحمه الله تعالَى فِي "الإتقان":
وَلَيسَ كُلُّ خِلَافٍ جَاءَ مُعتَبَرًا
…
إِلَّا خِلَافٌ لَهُ حَظٌّ مِنَ النّظرِ
* والثالث: ما اتصل به شيء من تمام معناه؛ نحو: (يا لطيفًا بالعباد)، ونحو:(يا طالعًا جبلًا).
ص 137، وشرح ابن عقيل ص 515، وشرح قطر الندى ص 203، والمقتضب 4/ 204.
اللغة وشرح المفردات: عرضت: أتيت العروض، وهي بمكة والمدينة وما حولهما. نداماي: جمع ندمان، وهو النديم، أي الجليس إلى الخمر. نجران: مدينة بالحجاز.
المعنى: يقول الشاعر لراكب: إذا أتيت العروض .. فبلغ أصحابي بأنني لن ألتقي بعد اليوم، لأنه سيفارق الحياة.
الإعراب: أيا: حرف نداء. راكبًا: منادى منصوب. إما: إن: حرف شرط جازم، ما: زائدة. عرضت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل، وهو فعل الشرط. فبلغن: الفاء: رابطة لجواب الشرط، بلغن، فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل: أنت. والنون: للوقاية. نداماي: مفعول به أول، وهو مضاف، والياء: فِي محلّ جر بالإضافة. من: حرف جر نجران: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من ندام. أن: مخففة من أن، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: أنه، أي الحال والشأن. لا: النافية للجنس. تلاقيا: اسم مبني على الفتح فِي محلّ نصب اسم لا، والألف: للإطلاق، وخبر لا محذوف تقديره: أن لا تلاق حاصل لنا.
وجملة (أيا راكبًا) الفعلية على تقدير: أدعو راكبًا: لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (عرضت): فِي محلّ جزم فعل الشرط. وجملة (فبلغن): الفعلية فِي محلّ جزم جواب الشرط. والجملة المصدرية من أن وما بعدها: فِي محلّ نصب مفعول به ثان. وجملة (لا تلاقيا): الاسمية فِي محلّ رفع خبر إن.
الشاهد فيه قوله: (أيا راكبًا) حيث جاء (راكبًا) نكرة غير مقصودة، فوجب نصبه.
وأما: (يا ثلاثة وثلاثون)؛ فإن كان علما .. نصبت الكلمتين، لأنه شبيه بالمضاف؛ نحو:(يا ثلاثة وثلاثين).
وإن كَانَ لقوم عدتهم هذه .. قلت: (يا ثلاثةٌ وثلاثون) بضم الأول إن كَانَ معينًا كالنكرة المقصودة.
وإِلا .. نصبت؛ كـ (يا ثلاثةً وثلاثين) كغير المقصودة.
ولَا يجوز: (يا ثلاثةً وثلاثون) بنصب الأول، ولَا (يا ثلاثةٌ والثّلاثين).
إِلَّا إن سمي به، قاله ابن بابشاذ فِي "شرح الجمل".
• وقال غيره: إن عرّف الثّاني .. جاز فيه الرّفع والنّصب إن كَانَ نكرة مقصودة نحو: (يا ثلاثة والثّلاثون) و (الثّلاثين)؛ كما تقول: (يا رجل الظّريف) بالوجهين.
• وإن أعدت (يا) مع (الثّلاثين) .. وجب التّجرد من (أل)؛ لأنَّ (يا) لا تجتمع مع (أل) كما سيأتي.
وامتنع نصبه نحو: (يا ثلاثة ويا ثلاثون) فِي النّكرة المقصودة كما علم.
ومنع ابن خروف: إعادة (يا).
وتقول: (يا اثنا عشر)، و (يا ثنتا عشرة بالألف).
والكوفيون: بـ (الياء)؛ نحو: (يا اثني عشر)؛ لأنهم يجرونه مجرى المضاف.
• وإن كَانَ المنقوص مقصودًا .. قلت: (يا قاضي أقبل) عند سيبويه.
و (يا قاضي أَو يا قاضٍ أقبل) بحذفها من الثّاني منونًا وغير منون عند يونس، قاله ابن بابشاذ.
• وإن لم يكن مقصودًا .. قلت: (يا عاصيًا تب لله) منصوبًا منونًا.
ولَا تحذف ياء المنقوص المحذوف العين؛ نحو: (مُري) اسم فاعل من (أرى)، فتقول:(يا مري) فِي المعرفة، و (يا مريًا) فِي النكرة غير المقصودة، وسيأتي فِي الوقف.
والله الموفق
ص:
580 -
وَنَحْوَ زَيْدٍ ضُمَّ وَافْتَحَنَّ مِنْ
…
نَحْوِ أزَيْدُ بنَ سَعِيدٍ لَا تَهِنْ
(1)
581 -
وَالضَّمُّ إنْ لَمْ يَلِ الابْنُ عَلَمَا
…
أَوْ يَلِ الاِبْنَ عَلَمٌ قَدْ حُتِمَا
(2)
ش:
المنادَى، المفرد، العلم، الصّحيح الآخر .. يجوز فيه البناء عَلى الضّم والفتح؛ إن وصف بابن مضاف لعلم آخر، وَلَم يفصل بَينَ المنادَي والصّفة؛ نحو:(يا زيد بن سعيد).
والفتح أولى عند غير المبرد من البصريين؛ لكثرة استعماله.
فالفتح علَى الإتباع لابن؛ لأنه فِي هذه الحالة منصوب وجوبًا كما سيأتي.
وقيل: جعل مع (ابن) كالشيء الواحد.
ويجب حذف ألف (ابن) لكونه قَدْ وصف به منادَى ووقع بَينَ علمين وَلَم يفصل بينه وبين الموصوف.
- فإن وقع قبله غير علم؛ كے (يا رجل ابن زيد).
- أو بعده: كـ (يا زيد ابن أخينا).
(1)
ونحو: مفعول تقدم على عامله وهو قوله: (ضم) الآتي، ونحو مضاف وزيد: مضاف إليه. ضم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. وافتحن: الواو عاطفة، افتح: فعل أمر معطوف على فعل الأمر السابق، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. من نحو: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من زيد. أزيد: الهمزة حرف نداء، زيد: منادى مبني على الضم فِي محلّ نصب، ويجوز فيه البناء على الفتح أيضًا. ابنَ: نعت لزيد باعتبار محله، وابن مضاف، وسعيد: مضاف إليه. لا تهن: لا: ناهية، تهن: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(2)
والضم: مبتدأ. إن: شرطية. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يل: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الياء. الابن: فاعل يلي. علما: مفعول به ليلي، والجملة فِي محلّ جزم فعل الشرط. أو: عاطفة. يل: فعل مضارع معطوف على (يل) الأول. الابن: مفعول به ليلي الثاني. علما: فاعل يلي المعطوف. قد: حرف تحقيق. حُتما: حتم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الضم، والجملة فِي محلّ رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله: الضم، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
- أَو فُصل بَينَ الابن والعلم: كـ (يا زيد الظّريف بن عمرو) .. امتنع فتح المنادَى ووجب الضّم كما قال (الضَّمُّ إِنْ لَمْ يَلِ الابْنُ عَلَمَا
…
إِلَى آخره).
وحينئذ تثبت ألف (ابن).
• ويمتنع الفتح أيضًا إن قدر الأمر بدلًا أو عطف بيان أَو منادَي أَو مفعولًا بفعل محذوف.
• وكذا: إن كَانَ المنادَي معتل الآخر: كـ (يا موسَى بن عمرو).
وأَجازَ الفراء: تقدير الفتح فِي قوله تعالى: {يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} ، وتبعه الزّمخشري.
وقال المصنف: لا فائدة فِي ذلك.
وشرط بعضهم فِي العلمين: التّذكير.
وغلطوه؛ فنحو: (يا زيد بن فاطمة)، كـ (يا زيد بن عمرو).
وفي "التّسهيل": تلحق بالعلم المذكور؛ نحو: (يا فلان بن فلان)، و (يا سيد بن سيد).
وَلَم يشترط الكوفيون: الوصف بـ (ابن) فأجازوا بـ (يا زيدَ الكريم) بفتح الدّال، وأوردوا:
................
…
بِأَجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرَ الجَوَادَا
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: فَمَا كَعْب بْنُ مَامَة وَابْن سَعْدى
وهو لجرير فِي ديوانه ص 107، وخزانة الأدب 4/ 442، والدرر 3/ 34، وشرح التصريح 2/ 169، وشرح شواهد المغني ص 56، والمقاصد النحوية 4/ 245، واللمع ص 194 والمقتضب 4/ 208، وبلا نسبة فِي أوضح المسالك 4/ 23، وشرح ابن عقيل ص 291، ومغني اللبيب ص 19 وهمع الهوامع 1/ 176.
شرح المفردات: كعب بن مامة: أحد أجواد العرب، قيل إنه سقى صاحبه فِي ساعة العطش نصيبه من الماء ومات عطشًا. وابن أروى: هو أوس بن حارثة الطائي، أحد أجواد العرب. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي.
المعنى: يمدح الشاعرُ الخليفةَ الأمويَّ بالجود والكرم، وأنه فاق بسخائه كعب بن مامة وابن أروى.
الإعراب: فما: الفاء: بحسب ما قبلها، وما: تعمل عمل ليس. كعب: اسم ما مرفوع بالضمة. بنُ: نعت كعب مرفوع بالضمة، وهو مضاف. مامة: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وابن: الواو حرف عطف، ابن: معطوف على (بن مامة) =