الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبيه:
يستوي بالمفرد العلم والنكرة المقصودة فِيما ذكر والمثنَّى والجمع، فكما تقول:(يا زيد بنَ عمرو)، و (يا غلام ابنَ بكر)، بنصب التّابع وجوبًا .. تقول أيضًا:(يا زيدان ابني عمرو)، و (يا زيدون أصحاب بكر) بنصب التّابع أيضًا.
وقوله: (ذي الضّم): لا يشمل هذين علَى ظاهره، وقد يشمل بتأويل؛ لأنَّ بعضهم يجعل كون (يا زيدان)، و (يا زيدون) مبنيًا علَى الضّم، فيجعل الألف والواو نفس الضّم.
والله الموفق
ص:
586 -
وَمَا سِوَاهُ ارْفَع أوِ انصِبْ وَاجعَلَا
…
كمُستَقِلٍّ نَسقًا وَبَدَلَا
(1)
ش:
سبق أَن المستحق الضّم فِي النّداء: ينصب تابعه المضاف المجرد من (أل).
وذكر هنا: أَن ما سوى هذا التابع المذكور .. يجوز رفعه ونصبه، فشمل: التّابع المضاف المصاحب لـ (أل)، وشمل المفرد.
فالأول: (يا زيدُ الكريم الأب) أَو (الحسن الوجه)، برفع (الكريم)، و (الحسن) علَى لفظ الأول، أَو بالنّصب علَى محله؛ لأنه فِي محل نصب بالمحذوف؛ إِذ التّقدير:(أنادي) أَو (أدعو زيدًا) كما علم.
وقيل: إِن النّاصب لهُ نفس (يا)؛ لأَنَّها نائبة عن المحذوف، فعملت عمله.
والثّاني: (يا زيد الظّريف) بالرّفع والنّصب.
- وكذا: تابع النّكرة المقصودة كما سبق؛ نحو: (يا رجل العامل) بالوجهين.
وروي: (يا فاسق الخبيث) بالرّفع والنّصب.
(1)
وما: اسم موصول: مفعول مقدم على عامله وهو قوله: (أرفع) الآتي. سواه: سوي: ظرف متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة، وسوى مضاف والهاء مضاف إِليه. ارفع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. أو: عاطفة. انصب: معطوف على ارفع. واجعلا: الواو عاطفة أو للاستئناف، اجعل: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. كمستقل: جار ومجرور متعلق باجعل، وهو في موضع المفعول الثاني له. نسقًا: مفعول أول لاجعل. وبدلا: معطوف على قوله: نسقا.
- وكذا: عطف البيان؛ نحو: (يا رجل بشر) برفع (بشر) ونصبه.
- والتوكيد: كـ (يا تميم أجمعون) و (أجمعين).
وأشار بقوله: (واجعلا
…
إِلَى آخره) إِلَى أَن التّابع إِن كَانَ نسقًا مجردًا من (أل) أَو بدلا .. فهو كالمنادَى المستقل بنفسه.
فالمنسوق المجرد من (أل): (يا زيد وعمرو)، و (يا زيد وصاحبَنا)، فيبنى (عمرو)
= على الضّم، وينصب (صاحبنا)؛ لأنك تجعل كلا منهما كالمستقل بنفسه، فكأنك قلت:(يا عمرو وصاحبَنا).
وأَجازَ الكوفيون والمازني: نصب (عمرو).
وعن سيبويه أيضًا: جوازه حملًا علَى موضع الأول.
وكذا عن الأخفش: تنبيهًا علَى أنه يجوز في المعطوف ما لا يجوز في المعطوف عليه.
والبدل: نحو: (يا رجل زيد) فيبن (زيد) علَى الضّم؛ لأنَّ البدل من حيث المعنَى مستأنف، وكأن حرف النداء باشره، فهو كالمستقل كما سبق.
ولهذا قالوا: البدل علَى نية تكرار العامل، فإِذا كررت العامل وهو (يا) المحذوفة أَو المذكورة علَى الخلاف فِي عامل البدل .. قلت:(يا زيد) بالبناء علَى الضّم.
ومن البدل أيضًا: (يا زيد أبا عبد الله بالصب؛ لأنَّ التّقدير: (يا أبا عبد الله).
وكذا الكلام فِي التّابع لغير المضموم؛ كتابع المنصوب؛ نحو: (يا أخانا وعمرو)، فـ (عمرو): منسوق علَى (أخانا) وهو مبني علَى الضم؛ لأنه كالمستقل؛ كما تقول: (يا عمرو).
وتقول: (يا أخانا وصاحب عمرو) بنصب المنسوق وجوبًا؛ كما تقول: (يا صاحب عمرو).
وتقول في البدل: (يا أخانا زيدٌ) بالضم؛ لأنك إِذا كررت العامل قلت: (يا زيد) بالضم كذلك.
وتقول: (يا زيد ورجلًا) إِن نكرت المعطوف، و (يا زيد ورجل): إِن قصدت تعريفه؛ كما تقول: (يا رجلًا) في النكرة غير المقصودة، و (يا رجل) فِي المقصودة.
وقد استشكل نحو: (يا زيد العاقل) بالرّفع من حيث إِن ضمة المتبوع بناء، وضمة =
التّابع إِعراب.
وأجيب: بأن المتبوع وجدت فيه علة البناء، والتّابع لم توجد فيه، ولهذا أعرب التّابع؛ لفقد العلة منه في نحو:(قام هذا العاقل).
ومنع الأصمعي: نعت (يا زيد) في النّداء؛ نحو: (يا زيد العاقل)، واحتج بأنه أشبه الكاف في (أدعوك)، والضّمير لا ينعت.
ولهذا قال ابن إِياز: إِنَّ وصف المنادَى ضعيف؛ لكونه مشابهًا للضمير.
والله الموفق
ص:
587 -
وإِنْ يَكُنْ مَصْحُوبَ أَل مَا نُسِقَا
…
فَفِيْهِ وَجْهَانِ وَرَفْعٌ يُنْتَقَى
(1)
ش:
إِن كَانَ المنسوق مقرونًا بـ (أل) .. جاز فيه الرَّفع عطفًا على لفظ الأول المضموم، والنّصب علَى محله.
والمختار: الرَّفع؛ كما قال: (وَرَفْعٌ يُنْتَقَى)، وهو أيضًا اختيار الخليل وسيبويه والمازني؛ لحصول المشاكلة بين الأول والثاني.
واختار النّصب عيسَى بن عمرو ويونس بن حبيب وأبو عمرو بن العلاء وصالح بن إِسحاق الجرمي؛ لأنَّ المقرون بـ (أل) يشبه المضاف، فكان نصبه أولى، فتقول:(يا زيد والغلام)، برفع (الغلام) ونصبه.
وقرئ بالوجهين: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} ، وقراءة الرَّفع عن الأعراج.
(1)
إِن: شرطية. يكن: فعل مضارع ناقص، فعل الشرط. مصحوب: خبر يكن تقدم على اسمه، ومصحوب مضاف، وأل: قصد لفظه: مضاف إِليه. ما: اسم موصول: اسم يكن. نُسقا: نسق: فعل ماض مبني المجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إِلى ما الموصولة، والألف للإِطلاق، والجملة من نسق ونائب فاعله: لا محل لها صلة ما الموصولة. ففيه: الفاء واقعة في جواب الشرط، فيه: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. وجهان: مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ وخبره: في محل جزم جواب الشرط. ورفعٌ: مبتدأ، وسوغ الابتداء به مع كونه نكرة وقوعه في معرض التقسيم، وجملة ينتقى: من الفعل ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
وقال ابن معطي: إِن (الطّير): مفعول معه، وضعفه عبد الله بن الخشاب.
وقيل: نصب بمحذوف؛ أَي: و (سخرنا لهُ الطّير).
وروي أيضًا بالوجهين قولُ الشّاعرِ:
أَلَا يَا زَيدُ وَالضَّحَّاك سِيرَا
…
.........................
(1)
وأجازَ أبو الفتح عثمان بن جني الوجهين من غير أولوية.
وفصَّل أبو العباس محمد بن يزيد المبرد فقال:
إِن كانت (أل) للتعريف كما في (الغلام) .. فالمختار النّصب.
وإِن كَانَت لغيره كالتي من بنية الكلمة؛ نحو: (أليسع) والدّاخلة للمح الصّفة كالفضل والحارث .. فالمختار: الرَّفع.
وما أحسن عبارة بن الحاجب هنا في "كافيته" حيث قال: "وأبو العباس إِن كان كـ (الحسن) .. فكالخليل، وإِلا .. فكأبي عمرو".
يعني: إِن كَانَ المعطوف مقرونًا بـ (أل) كالحسن في كون (أل) فيه للمح الصفة، مثلًا: فأبو العباس كالخليل في اختيار الرَّفع.
وإِن لم يكن للمح الصفة ونحوها، بل كانت للتعريف كأبي عمرو في اختيار النّصب.
و (رفعُ): مبتدأ والمسوغ كون الكلام في معرض التفسير و (ينقى): خبر.
والله الموفق
(1)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزُهُ: فَقَد جَاوَزْتُمَا خَمْرَ الطَّرِيق
وهو بلا نسبة في الأزهية ص 165، والدرر 6/ 168، وشرح قطر الندى ص 210، وشرح المفصل 1/ 129، ولسان العرب 4/ 257 (خمر)، واللمع ص 195، وهمع الهوامع 2/ 142.
والشاهد فيه قوله: (يا زيد والضحاك) حيث روي بنصب (الضحاك) ورفعه، فدلّ ذلك على أن المعطوف على المناديل المبني إِذا كان مفردًا .. يجوز فيه وجهان: الرَّفع على لفظ المنادى، والنصب على محلّه.
ص:
588 -
وَأيُّها مَصْحُوبَ أل بَعدُ صِفَهْ
…
يَلزَمُ بِالرَّفعِ لَدَى ذِي المَعرِفَهْ
(1)
589 -
وَأيُّ هَذَا أيُّها الَّذِي وَرَد
…
وَوَصْفُ أيٍّ بِسِوَى هَذا يُرَدّ
(2)
ش:
يجب وصف (أَي) فِي النّداء باسم مفرد محلي بـ (أل) الجنسية:
- لا الِّتي للمح الصفة، خلافًا للفراء والجرمي.
- و (لَا) للعهد.
فخرج بالأول نحو: (الحارث).
والثّاني نحو: (الزّيدان) إِن جعلت للعهد، فتقول:(يا أيها الرّجل)، فـ (أي): منادَى مفرد مبني علَى الضّم؛ لأنه نكرة مقصودة، و (الرّجل): صفة (أَيُّ) مرفوع وجوبًا؛ لأنَّ (أيّا) مبهمة، والمبهم لا بد له من مخصص، و (ها): حرف تنبيه لازمة؛ لأنه كالمعوض ممَّا كانت تستحقه (أَي) من الإِضافة فِي نحو: (أَي الرّجلين).
وحكَى القواس عن بعضهم: أَن ضمة (الرّجل) ضمة بناء؛ لكون الأول مبنيًا.
ورُد: بأن الأول لما باشر حرف النّداء .. وقع موقع الضّمير فبُني، بخلاف (الرّجل)،
(1)
أيها: قصد لفظه: مبتدأ. مصحوب: مفعول تقدم على عامله - وهو قوله: يلزم الآتي - ومصحوب مضاف، وأل: قصد لفظه: مضاف إِليه. بعد: ظرف متعلق بمحذوف حال من مصحوب أل. صفة: حال أخرى منه. يلزم: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود على (أيها)، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. بالرفع: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثالثة من مصحوب أل. لدي: ظرف متعلق بيلزم، ولدي مضاف، وذي: مضاف إِليه، وذي مضاف، والمعرفة: مضاف إِليه، وتقدير البيت:(وأيها: يلزم مصحوب أل حال كونه صفة مرفوعًا واقعا بعده).
(2)
وأي هذا: قصد لفظه: مبتدأ. أيها الذي: معطوف عليه بعاطف مقدر. ورد: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على المذكور، والجملة من ورد وفاعله: في محل رفع خبر المبتدأ. ووصف: مبتدأ، ووصف مضاف، وأيٍّ: مضاف إِليه. بسوى: جار ومجرور متعلق بوصف، وسوى مضاف، واسم الإِشارة من هذا: مضاف إِليه. يرد: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى وصف؛ أي:(بسوى هذا)، والجملة من برد ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ.
فلما لم يباشر حرف النّداء .. أعرب.
فالأول: وجدت فيه علة البناء، بخلاف الثاني كما سبق فِي نحو:(يا زيد العاقل).
وعن الكسائي وأبي الفضل عباس الرّياشي: أَن ضمة (أَي) هنا إِعراب.
وعن الأخفش فِي أحد قوليه: أن (أَي) موصولة، والجملة صلة، والتقدير:(يا الّذي هو الرّجل).
وأَجازَ المازني وأبو إِسحاق الزّجاج: نصب (الرجل)؛ حملًا علَى موضع (أَي) كما تنصب الصّفة فِي نحو: (يا زيد الظريف) حملا على موضع الأول.
ويعضدهما ما حكاه ابن هشام قال: حدثني بعضهم: أنه قرئ (قل يا أيها الكافرين).
ولكن المشهور: امتناع قطع صفتها؛ لتوغلها فِي الإِبهام.
بخلاف: (يا زيد العاقل)، فيجوز نصبه كما علم.
قال ابن بابشاذ: وإِنما جاز (يا زيد العاقل)؛ حملًا على الموضع؛ لأنَّ (زيد) يجوز الوقف عليه فيصير العاقل كالفضلة.
وقول المصنف: (يَلزَمُ بِالرَّفْعِ لَدَى ذِي المَعْرِفَة): فيه تعريض لمذهب المازني والزّجاج.
ويقال فِي المؤنث: (يا أيتها المرأة)، قال تعالى:{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} .
وذكر هنا صاحب "البديع": أنها قَد تذكَّر مع المؤنث؛ كقراءة زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما: (يا أيها النّفس المطمئَّنة).
ويجوز وصف (أَي) أيضًا:
- باسم الإِشارة الخالي من الكاف.
- وبالموصول المحلي بـ (أل)، وإِليه أشار بقوله:(وأيهذا أيها الّذي ورد)، فتقول:(يا أيهذا أقبل)، (يا أيهذان أقبلا).
قال الشّاعر:
أَيُّهَذَانِ كُلَا زَادَكُمَا
…
...........................
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الرمل، وعجزه: ودعاني واغِلًا فيمن وغل
وأَجازَ ابن كيسان: (يا أيها ذلك الرّجل).
ومن الوصف بالموصول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} .
* ولَا توصف (أَي) بغير ما ذكر، كما قال:(وَوَصْفُ أَيٍّ بِسِوَى هذَا يُرَدّ).
ويجوز وصف صفتها؛ نحو: (يا أيهذا الرّجل)، و (أيهذان الرّجلان)، قال الشاعر:
أَلَا أَيُّهَذا البَاخِعُ الوَجْدُ نَفْسَه
…
..........................
(1)
فاسم الإِشارة: صفة، و (الباخع): صفة له.
وقول الآخر:
يَا أَيُّهَا الجَاهِلُ ذُو التَّنَزِّيْ ................ ..............
(2)
= وهو بلا نسبة في الدرر 3/ 33، وشرح الأشموني 2/ 454، وشرح شذور الذهب ص 199، وشرح عمدة الحافظ ص 181، ومجالس ثعلب ص 52، والمقاصد النحوية 4/ 239، 241، وهمع الهوامع 1/ 175.
الشاهد فيه قوله: (أيهذان كلا)؛ حيث وصف (أي) المنادي باسم الإِشارة، ولم ينعت اسم الإِشارة باسم محلّى بالألف واللام.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: لِشيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ المَقَادِرُ
وهو لذي الرمة في ديوانه ص 1037، وشرح المفصل 2/ 7، ولسان العرب 8/ 5 بخع، والمقاصد النحوية 4/ 217، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 474، ولسان العرب 15/ 312 نحا، والمقتضب 4/ 259.
الشاهد: قوله: (أَيُّهَذا البَاخِعُ الوَجْدُ)، حيث وصف الاسم المبهم (أي) باسم الإِشارة (ذا)، ووصف اسم الإِشارة بمعرفة هي (الباخع).
(2)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: لا تُوعِدَنّي حيَّةً بالنَّكْزِ
وهو لرؤبة في ديوانه ص 63، وشرح أبيات سيبويه 1/ 417، وشرح المفصل 6/ 138، والمقاصد النحوية 4/ 219، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 169، وجمهرة اللغة ص 825، والكتاب 2/ 192، والمقتضب 4/ 218.
اللغة: التنزي: ميل الإِنسان إِلى الشر. النكز: الوخز.
الإِعراب: يا: حرف نداء أيها: منادى مبني على الضم في محل نصب، وها: للتنبيه. الجاهل: نعت أي مرفوع. ذو: نعت الجاهل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. التنزي: مضاف إِليه مجرور. لا: ناهية. توعدني: فعل مضارع مبني على الفتح، والنون: للتوكيد. والياء: ضمير =
فـ (الجاهل): صفة، وما بعده: صفته.
وبعض العرب يضم هاء التّنبيه مع (أَي) إِن لم توصف باسم الإِشارة وقرئ: (يا أَيُّهُ السّاحر)، بضم الهاء ذكره ابن عقيل فِي "شرح التّسهيل".
وحكاه السّيوطي فِي" الإِتقان"، قال: ويجوز فِي لغة أسد حذف ألفها، وقرئ:(أَيُّهَ الثّقلان).
وأَجازَ ابن كيسان: (يا أيُّ الرّجل) بدون هاء.
ومنعه البصريون والكوفيون.
ولا ينادي (أيها)، و (أيتها) إِلَّا بـ (يا)، ذكره فِي "القاموس".
و (بعدُ): حال من (مصحوب)، وقوله:(صِفَهْ): حال ثانية من مصحوب، والهاء: مبتدأ، والخبر (تلزم)، و (مصحوب): مفعوله.
وقد وقع الظرف المقطوع هنا حالًا، ومنعه قوم كما سبق في الإِضافة عند قوله:(واضمم بنا).
والله الموفق
ص:
590 -
وَذُو إِشَارَةٍ كأَيٍّ فِي الصِّفَه
…
إن كانَ تَركُها يُفِيتُ المَعرِفَهْ
(1)
= في محل نصب مفعول به، وهو في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
حية: مفعول به. بالنكز: جار ومجرور متعلقان بصفة من حية.
وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (لا توعدني): استئنافية لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد فيه قوله: (يا أيها الجاهل ذو التنزي)؛ حيث وصف (أي) بمعرفة موصوفة بمضاف إِلى معرفة وهي: (ذو التنزي).
(1)
وذو: مبتدأ، وذو مضاف، وإِشارة: مضاف إِليه. كأي: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وفي الصفة: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضّمير المستكن في الخبر. إِن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص، فعل الشرط. تركها: ترك: اسم كان، وترك مضاف، وها: مضاف إِليه. يفيت: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا، تقديره: هو، يعود على اسم كان. المعرفة: مفعول به ليفيت، والجملة من يفيت وفاعله: في محل نصب خبر كان، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
ش:
اسم الإِشارة: مثل (أَي) فِي كونها توصف فِي النّداء بمرفوع محلى بـ (أل)، أو بموصول كذلك؛ فتقول:(يا هذا الرّجل)، و (يا هذا الّذي ضرب عمرًا)، و (يا هؤلاء الكرام)، فـ (الهاء): للتنبيه، واسم الإِشارة: منادَي مقدر فيه الضّم، وما بعده:
صفة لهُ مرفوعة فِي النّداء وجوبًا.
وأما فِي غير النّداء .. فعلى حسب العوامل: ك (جاء هذا الرّجل)، و (ضربت هذا الرّجل)، و (مررت بهذا الرّجل)، قال تعالى:{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} ، {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} .
وأشار بقوله: (إِنْ كَان تَرْكُهَا يُفِيْتُ المَعْرِفَهْ): إِلَى أنه لا يجب رفع صفة اسم الإِشارة فِي النّداء إِلَّا إِن كان ترك الصّفة يفوت به المقصود.
فإِن قيل: (يا هذا الرّجل) وكان القصد نداء الرّجل وإِنما جيء باسم الإِشارة ليتوصل به إِلى نداء ما فيه (أل) .. وجب رفع (الرّجل)؛ لأنه هو المنادي فِي الحقيقة.
وإِن كان المقصود نداء اسم الإِشارة، وقدر الوقف عليه مستغنى بإِفراده عن صفته .. جاز فِي الرّجل ونحوه الرَّفع والنّصب.
وعن الزّجاج: جواز وصف اسم الإِشارة بمضاف مجرد من (أل)؛ بشرط إِرادة الوقف؛ كـ (مررت بهذا ذي المال).
* ولا يستغني عن وصف (أي)، فلا يقال:(يا أيها).
بخلاف: اسم الإِشارة فيقال: (يا هذا).
وقال بعضهم: الحق أَن ما بعد اسم الإِشارة: عطف بيان لا صفة، وبه جزم أبو الفتح وابن السّيد والزّجاج والسّهيلي.
وكذا: ما بعد (أي).
وقال المصنف: إِن كَانَ مشتقًا نحو: (يا هذا العالم) .. فنعت، وإِلا .. فبيان علَى الأصح؛ نحو:(يا هذا الرّجل)، وهو الوجه
والله الموفق
ص:
596 -
فِي نَحوِ سَعْدٍ سَعْدَ الأوس يَنتَصِبْ
…
ثَانٍ وَضُمَّ وَافتَحَ أوَّلًا تُصِبْ
(1)
ش:
يقال: (يا زيدُ زيدَ الخير)، و (يا سعدُ سعد الأوس) ونحوه، بضم الأول وفتحه، والضّم أولَى، وليس فِي الثّاني إِلَّا النّصب.
فضم الأول: علَى أنه منادَى معرفة.
والثّاني: بدل، أَو عطف بيان، أو توكيد، أو على إِضمار (أعني) أو حرف النّداء. وإِن نصب الأول .. فسيبويه: أنه مضاف لما بعد الاسم الثّاني، والثّاني مقحم؛ أي: زائد بَينَ المضاف والمضاف إِليه.
والمبرد: أن الأول إِذا نصب يكون مضافًا لمحذوف مماثل لما أُضِيفَ لهُ الثّاني، فالتّقدير عنده:(يا سعد الأوس سعد الأوس)، فحذف المضاف إِليه من الأول لدلالة الثّاني عليه.
والفراء: أن الاسمين مضافان للمذكور، وليس فِي الكلام إِقحام ولا حذف.
قال الشّيخ: وبعضهم يجعل الاسمين عند فتح الأول مركبين تركيب (خمسة عشر)، ومن شواهد هذه المسألة قول الشّاعر:
يَا تَيمُ تَيمَ عَدِيٍّ لَا أَبَا لَكُمُ
…
........................
(2)
(1)
فِي نحو: جار ومجرور متعلق بقوله: (ينتصب) الآتي. سعد: منادى بحرف نداء محذوف، مبني على الضم فِي محل نصب. سعدَ: توكيد للأول، أو بدل منه، أو عطف بيان بمراعاة محله، أو مفعول به لفعل محذوف، أو منادي بحرف نداء محذوف، وهو مضاف، والأوس: مضاف إِليه. ينتصب: فعل مضارع. ثان: فاعل ينتصب. وضم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وافتح: معطوف على ضم. أولا: تنازعه الفعلان قبله. تصب: فعل مضارع مجزوم فِي جواب الأمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(2)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: لا يُوقِعَنَّكُمُ فِي سَوْءَةٍ عُمَرُ
وهو لجرير فِي ديوانه ص 12 والأزهية ص 238 والأغاني 21/ 349، وخزانة الأدب 2/ 298، 301، 4/ 99، 107، والخصائص 1/ 345، والدرر 6/ 29، وشرح أبيات سيبويه 1/ 142، وشرح أبيات سيبويه 1/ 142 وشرح شواهد المغني 2/ 855، وشرح المفصل 2/ 10، =
وقوله:
يَا زَيدُ زَيدَ اليَعْمُلَاتِ الذُّبَّلِ
…
تَطَاوَلَ اللَّيلُ عَلَيكَ فَانْزِلِ (1)
والكتاب 1/ 53، 2/ 205، واللامات ص 101، ولسان العرب 14/ 11 أبي، والمقاصد النحوية 4/ 240، والمقتضب 4/ 229، ونوادو أبي زيد ص 139، وبلا نسبة فِي الأشباه والنظائر 4/ 204، وأمالي ابن الحاجب 2/ 725، وجواهر الأدب ص 199، 421، وخزانة الأدب 8/ 317، 10/ 191، ووصف المباني ص 245 وشرح المفصل 2/ 105، 3/ 21، ومغني اللبيب 2/ 475، وهمع الهوامع 2/ 122.
اللغة: السوأة: الشر والتهلكة. عمر: هو عمر بن لجأ.
المعنى: يخاطبهم الشاعر محذرًا من أن يوقعهم عمر فِي الشر والتهلكة.
الإِعراب: يا: حرف نداء. تيمُ: منادى مبني على الضم فِي محل نصب، ويجوز نصبه على الإِضافة إِلى متلو الثّاني كما قال سيبويه. تيم: منادي بحرف نداء محذوف تقديره: (يا تيم عدي) منصوب، وهو مضاف. عدي: مضاف إِليه مجرور. لا: النافية للجنس. أبا: اسم لا منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، لكم: اللام مقحمة بين المضاف والمضاف إِليه، وكم: ضمير متصل فِي محل جر بالإِضافة، وخبر لا محذوف تقديره: موجود. لا: حرف نفي. يوقعنكم: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد الثقلية. والنون للوقاية، وكم: ضمير فِي محل نصب مفعول به. فِي سوءة: جار ومجرور متعلقان بيوقع. عمر: فاعل مرفوع.
وجملة (يا تيم): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب.
وجملة (لا أبا لكم): اعتراضية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (لا يوقعنكم): استئنافية لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد فيه قوله: (يا تيمُ تيمَ عدي)؛ حيث أقحم (تيم) الثّانية بين المضاف (تيم) الأولى، والمضاف إِليه (عدي) فوجب نصب الثّانية. وجاز فِي الأولى النصب والبناء على الضم، وفي المسألة خلاف ذكره المؤلف فِي متن الكتاب.
(1)
التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة فِي ديوانه ص 99، وخزانة الأدب 2/ 302، 304، والدرر 6/ 28، وشرح أبيات سيبويه 2/ 27، وشرح شواهد المغني 1/ 443، 2/ 855، ولبعض بني جرير فِي شرح المفصل 2/ 10، والكتاب 2/ 206، والمقاصد النحوية 4/ 221، وبلا نسبة فِي الأشباه والنظائر 1/ 100، واللامات ص 102، ولسان العرب 11/ 476 عمل، ومغني اللبيب 2/ 457، والمقتضب 4/ 230، والممتع فِي التصريف 1/ 95، وهمع الهوامع 2/ 122.
اللغة: اليعملات: الإِبل القوية على العمل. الذبل: الضامرة.
الإِعراب: يا: حرف نداء، زيدُ: منادى مبني على الضم فِي محل نصب، أو منادي منصوب لأنه مضاف إِلى متلو الثّاني كما قال سيبويه. زيدَ: منادي منصوب، وهو مضاف، اليعملات: مضاف =
جمع (يعملة): وهي النّاقة القوية، و (الذّبل): جمع (ذابل)؛ أَي: ضامر.
واللَّه الموفق
* * *
= إِليه. الذبل: نعت اليعملات مجرور. تطاول: فعل ماض. الليل: فاعل مرفوع. عليك: جار ومجرور متعلقان بتطاول. فانزل: الفاء استئنافية، انزل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت.
وجملة النّداء (يا زيد): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (تطاول: استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وكذلك جملة (انزل).
الشاهد فيه قوله: (يا زيدُ زيدَ اليعملات)؛ حيث أقحم (زيد) الثّانية بين المضاف (زيد) الأولى والمضاف إِليه (اليعملات) فوجب نصب الثّانية، وجاز فِي الأولى النصب أو البناء على الضم.