المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التَّعَجُّب ص: 474 - بِأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ مَا تَعَجُّبَا … أَو جِئْ - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌[مصدر (فَعَل)]

- ‌[مصدر (فَعِل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعَل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعُل)]

- ‌[مصادر غير الثلاثي]

- ‌[مصدر (فعَّل) صحيح اللام]

- ‌[مصدر (فعَّل) مهموز اللام]

- ‌[مصدر (أفعل)]

- ‌[مصدر (أفعل) معتل العين]

- ‌[مصدر ما أوله همزة وصل]

- ‌[مصدر الرباعي]

- ‌[مصدر (تفاعلَ) الرباعي معتل اللام]

- ‌[مصدر (فعلَل)]

- ‌[مصدر (فاعل)]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على الهيئة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من غير الثلاثي]

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها

- ‌[اسم الفاعل من (فعَل) اللازم والمتعدي]

- ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

- ‌الصفة المشبهة

- ‌التَّعَجُّب

- ‌[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]

- ‌نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التَّوكيد

- ‌العطف

- ‌العطف ضربان:

- ‌عَطفُ النّسَق

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيهً

- ‌تنبيه:

- ‌البدل

- ‌تنبيه:

- ‌النداء

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في النِّداء

- ‌تنبيه:

- ‌المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم

- ‌تنبيه:

- ‌أسماء لازمت النّداء

- ‌تنبيهٌ:

- ‌الاستِغَاثة

- ‌النُّدبَة

- ‌[أدوات الندبة]:

- ‌التَّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التَّحْذير وَالإغْراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونَا التّوكيْد

- ‌ما لا يَنصَرِف

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إعرابُ الفِعْل

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌ ‌التَّعَجُّب ص: 474 - بِأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ مَا تَعَجُّبَا … أَو جِئْ

‌التَّعَجُّب

ص:

474 -

بِأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ مَا تَعَجُّبَا

أَو جِئْ بِأَفْعِلْ قَبلَ مَجْرُورٍ بِبَا

(1)

475 -

وَتِلوَ أَفْعَلَ انْصِبَنَّهُ كَمَا

أَوْفَى خَلِيْلَيْنَا وَأَصْدِقْ بِهِمَا

(2)

ش:

التعجب كما قاله ابن عصفور: استعظام زيادة في وصف الفاعل.

• وصِيَغُهُ كثيرة: منها (كيف)، و (سبحان).

- ومن الأول: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} .

وقيل: هو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب أو التوبيخ.

- وقول عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة: "يا سبحان اللَّه إن المؤمن لا ينجس".

- ونحو: (للَّه دره فارسًا)، و (للَّه أنت)، و (العظمة للَّه)، و (يا لك من رجل)، و (يا جارتا ما أنت جارة)، فـ (جارتا): منادى مضاف، أصله:(يا جارتي)،

(1)

بأفعل: جار ومجرور متعلق بقوله (انطق) الآتي. انطق: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بعد: ظرف متعلق بانطق أيضًا، وبعد مضاف وما: مضاف إليه. تعجبًا: مفعول لأجله، أو حال من الضمير المستتر في انطق على التأويل بالمشتق: أي انطق متعجبًا: أو: عاطفة. جئ: فعل أمر معطوف على انطق. بأفعل: جار ومجرور متعلق بجئ. قبل: ظرف متعلق بجئ أيضًا، وقبل مضاف ومجرور: مضاف إليه. ببا: جار ومجرور متعلق بمجرور، وقصر المجرور للضرورة.

(2)

وتلو: مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده، أي: انصب تلو - إلخ، وتلو مضاف وأفعل: قصد لفظه: مضاف إليه. أنصبنه: أنصب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والنون للتوكيد، والهاء مفعول به. كما: الكاف جارة لقول محذوف، كما سبق غير مرة، ما: تعجيبة مبتدأ. أوفى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره هو يعود إلى. ما: خليلينا! خليلَي: مفعول به لأوفى، منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقًا المكسور ما بعدها تقديرًا لأنه مثنى، وهو مضاف ونا مضاف إليه، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. وأصدق: فعل ماض جاء على صورة الأمر. بهما: الباء زائدة، والضمير فاعل أصدق.

ص: 94

و (ما): نافية، و (أنت جارة): مبتدأ وخبر، والتقدير:(عظمت من جارة)، و (كفى بزيد رجلًا).

وقولُ الشاعرِ:

وَاهًا لِلَيلى ثُمَّ وَاهًا وَاهَا

. . . . . . . . . . . .

(1)

وبوب له النحويون صيغتين لاطراد التعجب بهما:

• الأولى: (ما أفعله)، وإليها أشار بقوله:(بأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ مَا).

• والثانية: (أفعِلْ به) ومنه قوله: (أَو جِئ بأَفْعِلْ قبل مَجْرُورٍ بِبَا).

ويجب نصب ما بعد (أفعِل)؛ كما قال: (وَتِلوَ أَفْعَلَ انْصِبَنَّهُ)، فتقول:(ما أوفى خليلينا)، و (ما أحسن زيدًا) و (ما أجمله)، و (ما أعلمه)، و (ما أضربه)، و (أحسن بزيد)، و (أجمل به) إلى آخره.

ولا يكون إلا مختصًا كما مُثِّل، فخرج نحو:(ما أحسن رجلًا)، و (أحسِن برجل).

(1)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: يَا لَيْتَ عَيْنَاهَا لَنَا وَفَاهَا

وهو لرؤبة في ملحق ديوانه ص 198، وله أو لأبي النجم في المقاصد النحوية 1/ 123، 3/ 636، ولأبي النجم في شرح التصريح 2/ 97، وشرح شواهد المغني 1/ 129، وشرح المفصل 4/ 72، ولسان العرب 3/ 563 ويه، 14/ 345 روى، وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب 7/ 455، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 786، وشرح عمدة الحافظ ص 967، واللامات ص 125، ومجالس ثعلب ص 275، ومغني اللبيب 2/ 369، والمقاصد النحوية 4/ 311. .

اللغة: واهًا: أعجب.

الإعراب: واهًا: اسم فعل مضارع بمعنى أعجب وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. لسلمى: اللام حرف جر، سلمى: اسم مجرور بالفتحة المقدرة على الألف بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. والجار والمجرور متعلقان باسم الفعل واهًا. ثم: حرف عطف. واها: معطوف على واها السابقة. واها: توكيد لفظي لاسم الفعل الذي سبقه مباشرة.

الشاهد: قوله: (واهًا) حيث جاء (واها) للتعجب، وهو من صيغ التعجب.

ص: 95

تنبيه:

(ما) في (ما أحسن زيدًا): مبتدأ نكرة تامة، عند سيبويه، بمعنى: شيء.

وسوغ الابتداء بها: تضمينها معنى التعجب، وهو من المسوغات كما علم.

وقيل: قصد الإبهام.

و (أحسِن): فعل ماض، وفيه ضمير يعود على المبتدأ، و (زيدًا): منصوب بأحسِن، والجملة خبر.

والأخفش: (ما) موصولة مبتدأ، و (أحسَنَ) صلتها، والخبر محذوف؛ أي: الذي أحسَن زيدًا شيء عظيم.

أو نكرة ناقصة مبتدأ، و (أحسَنَ) في موضع رفع صفة لها، والخبر محذوف كما سبق.

وقيل: إنها في قوة الموصوفة فهي مبتدأ، و (أحسَن) خبره، التقدير: شيء عظيم حسن زيدًا، كما قالوا في:(شرٌّ أهرَّ ذا ناب): أن تقديره: (شيء عظيم أهر ذا ناب).

والفراء وابن درستويه: إن (ما) استفهامية ودخل الكلام معنى التعجب.

قال الفراء قولنا: (ما أحسنَ عبدَ اللَّه)، الأصل:(ما أحسنُ عبدِ اللَّه؟)، برفع (أحسن)، وجر (عبد)، ثم إنهم عدل عن الاستفهام إلى الخبر فغيروا:(أحسنَ) وفتحوا، ونصبوا (عبدَ اللَّه) فرقًا بين الخبر والاستفهام.

وعن الكسائي: إن (ما) لا موضع لها من الإعراب، والهمزة في (ما أفعله) للتعدية، لازمًا كان الفعل في الأصل كظرف، أو عرض له اللزوم، كـ (ضرب).

والصحيح: مذهب سيبويه.

والصحيح: أن (أفعل) في (ما أحسنه): فعل ماض؛ للزوم نون الوقاية؛ نحو: (ما أفقرني إلى عفو اللَّه)، و (ما أرغبني في رحمته).

وخالف ابن عصفور: في لزوم النون هنا.

وذهب الكوفيون: إلى أنه اسم، في قول الشاعرِ:

يَا مَا أميْلِحَ غِزْلَانًا شَدَنَّ لنا

. . . . . . . . . . . .

(1)

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: مِن هَؤُلَيّاءَ بَينَ الضالِ وَالسَّمرُ

وهو للمجنون في ديوانه ص 130، وله أو للعرجي أو لبدوي اسمه كامل الثقفي أو لذي الرمة أو =

ص: 96

لأن: التصغير من خواص الأسماء.

والصحيح: شاذ، أو أنه لما لزم حالة واحدة ولم يتقدم معموله عليه. . أشبه الاسم الجامد فصغر.

وقال العلامة منصور بن فلاخ في "مغنيه": صغر في اللفظ.

والمراد: تصغير مصدره، ونظيره: إضافة الزمن إلى الفعل في الزمن اللفظ، يعني في نحو:(يوم قام)، كما سبق في الإضافة، وهو في المعنى إلى المصدر.

وقيل: التصغير في الحقيقة للفاعل؛ لكن لما كان ضميرًا لا يمكن تصغيره. . لحق التصغير الفعل، فناب عن تصغير الفاعل.

= للحسين بن عبد اللَّه في خزانة الأدب 1/ 93، 96، 97، والدرر 1/ 234، ولكامل الثقفي أو للعرجي في شرح شواهد المغني 2/ 962، وللعرجي في المقاصد النحوية 1/ 416، 3/ 643، وصدره لعلي بن أحمد العريتي في لسان العرب 13/ 235 شدن، ولعلي بن محمد العريني في خزانة الأدب، 1/ 98، ولعلي بن محمد المغربي في خزانة الأدب 9/ 363، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 115، وخزانة الأدب 1/ 237، 532، 5/ 223، وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 190، وشرح المفصل 5/ 135، ومغني اللبيب 2/ 682، وهمع الهوامع 1/ 76، 2/ 191.

اللغة: أميلح: تصغير تحبب، وملح: حسن. شدن: قوين وترعرعن، واستغنين عن أمهاتهن. هؤلياء: تصغير هؤلاء. الضال والسمر: نوعان من النبات.

المعنى: يتعجب من حسن النسوة الصغار، مشبهًا إياهن بالغزلان الصغار وقد استغنت عن أمهاتها بأكل الضال والسمر.

الإعراب: يا: حرف تنبيه. ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية في محل رفع مبتدأ. أميلح: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هن. غزلانًا: مفعول به منصوب بالفتحة. شدن: فعل ماض مبني على السكون الظاهر على النون الأولى، والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل. لنا: اللام: حرف جر، نا: ضمير متصل في محل جر بحرف الجر، متعلقان بشدن. من هؤلياء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لغزلانًا. الضال: صفة مجرور بالكسرة. والسمر: الواو: حرف عطف، السمر: اسم معطوف على مجرور، مجرور مثله بالكسرة.

وجملة (يا ما أميلح): ابتدائية لا محل لها. وجملة (شدن): في محل نصب صفة لغزلانًا.

الشاهد: قوله: (أميلح) حيث صغر أملح وهو فعل التعجب، مما يستدل على اسمية أفعل في التعجب، فالتصغير من خصائص الأسماء، والشاعر قد صغر هؤلاء فقال هؤلياء.

ص: 97

وأما: (أكرِم بزيدٍ): فالصحيح: أن لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر، و (الباء) زائدة لازمة، و (زيد) في موضع رفع؛ لأنه فاعل.

ومعنى الكلام: (أحسن زيد)، ولا ضمير في (أفعل)

واختلف فيه:

فقيل: أصله (فَعَلَ) كـ (ضرب) ثم حُوِّل إلى ماض مزيد فيه، فصار (أفعل)، كقولهم:(أبقل المكان)، و (أورق الشجر)؛ أي:(صار ذا بقل)، و (ذا ورق)؛ فـ (الهمزة) فيه: للصيرورة، ثم حول إلى صيغة الطلب، وضُمِّن معنى التعجب مع بقاء المعنى الخبري.

فقيل: (أفعِل) بكسر العين، فمعنى:(أحسِن بزيدٍ)، صار (ذا حسن).

وقيل: حُوِّل من الثلاثي إلى الأمر، والمخاطب به مأمور، والفعل متحمل لضمير المخاطب، والتزم استتار الضمير في الإفراد والتثنية والجمع؛ فلا يقال:(أحسِنَا بزيد)، و (لا أحسِنوا بزيد)؛ لأنه جرى مجرى المثل، وأن المتكلم بـ (ما أفعله) متعجب، والمتكلم بـ (أفعِل به) آمِرٌ، قاله يحيى الفراء، وأبو إسحاق إبراهيم الزجاج، وعلي بن خروف، والزمخشري.

ورد: بأن الأمر: طلب إيقاع الفعل، والتعجب: لا يكون إلا من أمر قد وقع.

وعن ابن كيسان: إن المأمور به هو المصدر الذي دل عليه الفعل، فمعنى:(أكرِم يا كرمُ بزيد)؛ أي: دم به.

وعلى هذين القولين. . يكون المجرور في: (أحسِن بزيد): في محل نصب.

وقوله: (تَعَجُّبَا): مفعول له، والمعنى: انطق بأفعل بعد (ما)؛ لأجل التعجب، ويصح كونه حالًا، أي: انطق متعجبًا.

واللَّه الموفق

ص:

476 -

وَحَذْفَ مَا مِنْهُ تَعَجَّبْتَ اسْتَبِحْ

إِنْ كَانَ عِنْدَ الحَذْفِ مَعْنَاهُ يَضِحْ

(1)

(1)

حذف: مفعول به مقدم على عامله، وهو قوله استبح الآتي، وحذف مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. منه: جار ومجرور متعلق بتعجبت الآتي. تعجبت: فعل ماض وفاعله، والجملة لا محل لها صلة ما. استبح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. إن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص، فعل الشرط. عند: ظرف متعلق بقوله: يضح الآتي، وعند مضاف والحذف: مضاف إليه. معناه: معنى: اسم كان، ومعنى مضاف، والهاء مضاف إليه، والجملة =

ص: 98

ش:

يجوز حذف المتعجب منه، منصوبًا كان أو مجرورًا؛ لكن لدليل، كما قال:(إِنْ كَانَ عِنْدَ الحَذْفِ مَعْنَاهُ يَضِحْ)؛ كقوله:

جَزَى اللَّه فَضلًا وَالجَزاءُ بفَضلِهِ

رَبيعَةَ خَيرًا مَا أَعَفَّ وَأَكرَمَا

(1)

أي: (ما أعفهم)، و (ما أكرمهم).

وقوله:

أَرَى أُمِّ عَمْرٍو دَمْعُهَا قَدْ تَحَدَّرَا

بُكاءً عَلَى عَمرٍو وَمَا كَانَ أَصْبَرَا

(2)

= من يضح وفاعله المستتر فيه: في محل نصب خبر كان، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

(1)

التخريج: البيت للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص 171، وتخليص الشواهد ص 491، والدرر 5/ 240، وشرح التصريح 2/ 89، والعقد الفريد 5/ 283، والمقاصد النحوية 3/ 649، وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 91.

اللغة: جزى: أثاب. الفضل: الإحسان. ربيعة: قبيلة وقفت إلى جانب علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم صفين.

المعنى: يقول: أثاب اللَّه، وهو ذو الفضل والكرم، ربيعة التي تستحق كل خير لشدة عفتها وكرم أخلاقها.

الإعراب: جزى: فعل ماض. اللَّه اسم الجلالة فاعل مرفوع. عنا: جار ومجرور متعلقان بجزى. والجزاء: الواو حالية، الجزاء: مبتدأ مرفوع. بفضله: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل فى محل جر بالإضافة ربيعة: مفعول به أول منصوب. خيرًا: مفعول به ثان منصوب. ما: نكرة تامة في محل رفع مبتدأ. أعف: فعل ماض للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره هو. وأكرما: الواو حرف عطف، أكرما: معطوف على أعف، والألف للإطلاق.

وجملة (جزى): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (والجزاء بفضله): في محل نصب حال. وجملة (ما أعف): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أعف): في محل رفع خبر المبتدأ ما. وجملة (أكرما): معطوفة على جملة (أعف).

الشاهد: قوله: (ما أعف وأكرما)؛ حيث حذف معمول فعل التعجب لأنه ضمير يدل عليه سياق الكلام والتقدير: ما أعفها وأكرمها.

(2)

التخريج: تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: قوله: (أصبرا)؛ حيث حذف معمول فعل التعجب لأنه ضمير يدل عليه سياق الكلام والتقدير: ما أصبرها.

ص: 99

أي: أصبرها.

وقال تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ؛ التقدير واللَّه أعلم بمراده: (وأبصِر بهم)؛ فحذف من الثاني لدلالة الأول.

ولا يكثر الحذف مع (أفعِل به) إلا إذا كان معطوفًا؛ كما في الآية.

ويقل بدونه؛ كقول الشاعر:

فَذَلكَ إِن يَلقَ المَنيَّةَ يَلقَهَا

حَمِيدًا وَإِنْ يَستَغنِ يَومًا فَأَجدِرِ

(1)

أي: (فأجدر به).

(1)

التخريج: البيت لعروة بن الورد في ديوانه ص 15، والأصمعيات ص 46، وشرح التصريح 2/ 90، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 424، وشرح عمدة الحافظ ص 755، والمقاصد النحوية 3/ 650، وله أو لحاتم الطائي في الأغاني 6/ 303، وخزانة الأدب 10/ 9، 10، 13، ولحاتم الطائي في الدرر 4/ 207، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في الأغاني 6/ 296، وشرح ابن عقيل ص 448، وهمع الهوامع 2/ 38.

اللغة: المنية: الموت. حميدًا: أي محمودًا. يستغني: يصيب الغنى. أجدر: أي جدير بذلك.

المعنى. يقول: إن هذا الصعلوك إن مات فإنه يموت شريفًا محمود السيرة، وإلا فهو جدير أن يصيب الغنى.

الإعراب: فذلك: الفاء بحسب ما قبلها، ذلك: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. إن: حرف شرط جازم. يلق: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. المعنية: مفعول به منصوب. يلقها: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وها: ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. حميدًا: حال منصوب. وإن: الواو حرف عطف، إن: حرف شرط جازم. يستغن تقديره: هو. يومًا: ظرف زمان منصوب، متعلق بيستغن. فأجدر: الفاء رابطة جواب الشرط، أجدر: فعل ماض أتى على صيغة الأمر وفاعله محذوف تقديره: أجدر به.

وجملة (وذلك إن يلق): بحسب ما قبلها. وجملة (إن يلق. . . يلقها) الشرطية: في محل رفع خبر المبتدأ ذلك. وجملة (يلقها): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا. وجملة (إن يستغن): معطوفة على الجملة الشرطية السابقة. وجملة (فأجدر): في محل جزم جواب الشرط.

الشاهد: قوله: (فأجدر) حيث حذف المتعجب منه المجرور، والتقدير:(فأجدر به)، والذي سوغ الحذف: وجود القرينة.

ص: 100

فإن لم تكن قرينة. . فلا حذف.

وعلى القول إن المجرور بـ (الباء) فاعل، وهو المعتمد. . يصير في المسألة حذف الفاعل.

ويجاب: بأن الذي سهل ذلك: كونه ملازمًا للجر، فأشبه الفضلة.

والفارسي: أنه لم يحذف، وإنما استتر في الفعل بعد حذف الباء؛ حرصًا على الفاعل.

ورد: بأنه كان يجب إبرازه في التثنية والجمع، أو بأن بعض الضمائر لا يصلح للاستتار كما في:(أكرِم بنا).

وقد يجاب عن الأول: بأنه لما جرى مجرى المثل في لزومه حالة واحدة. . لم تتغير صيغته بإبراز ضمير.

وعن الثاني: بأنه محمول على ما يصح استتاره.

واللَّه الموفق

ص:

477 -

وَفِي كِلَا الفِعلَينِ قِدْمًا لَزِمَا

مَنعُ تَصَرُّفٍ بِحُكْمٍ حُتِمَا

(1)

ش:

فعلا التعحب: جامدان، لا يتصرفان، فكلاهما لازم لطريقة واحدة؛ فـ (ما أفعله): بلفظ الماضي، و (أفعل به) بلفظ الأمر، فمنعُ التصرفِ لازمٌ فيهما بحكم محتوم.

قال بعضهم: لأن (أفعِل به) مضمَّن معنى اللام؛ إذ الأصل (في أحسن بزيد): (ليُحسَن بزيد) مبنيًا للمفعول، ثم حذف اللام وحرف المضارعة، وردت الهمزة المحذوفة؛ إذ الأصل:(يؤَحَسنُ)؛ لأنه من (أحسن) فعدل عن: (ليُحسَن بزيد) إلى (أحسِن بزيد)، كما

(1)

وفي كلا: جار ومجرور متعلق بقوله: لزما الآتي، وكلا مضاف والفعلين: مضاف إليه. قدما: ظرف متعلق بلزم. لزما: لزم: فعل ماض، والألف للإطلاق. منع: فاعل لزم، ومنع مضاف وتصرف: مضاف إليه. بحكم: جار ومجرور متعلق بلزم، والجملة من حتما ونائب الفاعل المستتر فيه: في محل جر صفة لحكم.

ص: 101

يعدل عن: (ليَضرب زيدٌ عمرًا) إلى (اضرب عمرًا).

وحمل: (ما أفعله)، على (أفعل به) حكاه أبو حيان في "الشرح".

وأجاز هشام الكوفي: (ما يحسن زيدًا) فيأتي به مضارعًا.

والمعتمد: غيره؛ إذ لا يتعجب إلا مما وقع وثبت.

وأجاز ابن كيسان: تصغير الصيغتين نحو: (ما أُحيسِنَ زيدًا)، و (أُحيسِن بزيدٍ) قياسًا على الشاهد المتقدم.

ولا يشترط على الأصح:

- دوام فعل التعجب ولا وقوعه؛ لأنه يقال: (ما أشد لمعان البرق)، وهو ليس بدائم.

- ولا كونه لا يصاغ إلا من فعُل المضموم العين أصالة، ونحوه كما سبق في الأمثلة.

واللَّه الموفق

ص:

478 -

وَصُغْهُمَا مِنْ ذِي ثَلَاثٍ صُرِّفَا

قَابِلِ فَضْلٍ تَمَّ غَيْرِ ذِي انْتِفَا

(1)

479 -

وَغَيْرِ ذِي وَصْفٍ يُضَاهِي أَشْهَلَا

وَغَيْرِ سَالِكٍ سَبِيْلَ فُعِلَا

(2)

ش:

يشترط كون الفعل المصوغ منه للتعجب:

1.

ثلاثيًا.

(1)

وصغهما: صغ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والضمير البارز المتصل مفعول به. من ذي: جار ومجرور متعلق بصغ، وذي مضاف وثلاث: مضاف إليه، والجملة من صرفا ونائب الفاعل المستتر فيه: في محل جر صفة لذي ثلاث. قابل، فضل، تم غير ذي انتفا: نعوت أيضًا لذي ثلاث: بعضها مفرد، وبعضها جملة.

(2)

وغير: معطوف على (غير) في البيت السابق، وغير مضاف وذي: مضاف إليه، وذي مضاف ووصف: مضاف إليه، وجملة يضاهي أشهلا: في محل جر صفة لوصف. وغير: عطف على غير السابق، وغير مضاف وسالك: مضاف إليه، وفيه ضمير مستتر فاعل. سبيل: مفعول به لسالك، وسبيل مضاف وفعلا: قصد لفظه: مضاف إليه.

ص: 102

2.

متصرفًا.

3.

قابلا للمفاضلة.

4.

تامًا.

5.

غير منفي.

6.

ليس اسم فاعله على أفعل.

7.

ولا مبنيًا للمفعول.

فخرج بالأول نحو: (دحرج)، و (انطلق)، وأجازه سيبويه من (أفعل)؛ كقولهم:(ما أعطاه للدراهم).

وإنما خصه دون أبنية المزيد؛ لشبهه بالثلاثي في الحركات والسكون:

- في المضارع: كـ (يعطي)، و (يضرب).

- وفي اسم الفاعل: كـ (معطي)، و (ضارب).

- وكذا في المعنى: كـ (مسك الشيء وأمسكه)، و (بغضه وأبغضه).

وبالثاني نحو: (نعم)، و (بئس).

قال أبو حيان: و (يذر) و (يدع) بناء على عدم تصرفهما.

وفي "التسهيل": (ودع)، و (وذر)، كحديث:"ذروا الحبشة ما وذرتكم".

وقرئ شاذًا: (ما وَدَعَك)، بالتخفيف.

وقولُ الشاعرِ:

. . . . . . . . . . . .

غَالَهُ فِي الحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ؟

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من المديد، وصدره: لَيْتَ شِعْرِي عَن خَلِيلي مَا الَّذي

أنشد ابن منظور هذا البيت (ودع) ونسبه إلى أبي الأسود الدؤلي، ثم قال وهذا البيت روى الأزهري عن ابن أخي الأصمعي أن عمه أنشده لأنس بن زنيم:

لَيْتَ شِعْري عَنْ أَمِيري مَا الَّذِي

غَالَه فِي الحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ

لا يَكُنْ بَرْقكَ بَرْقًا خلبًا

إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ مَا الغَيْثُ مَعَهْ

انظر الأبيات في الحماسة البصرية (2/ 10)، والخزانة (6/ 471).

الشاهد: قوله: (ودعه) حيث استعمل ماضيًا للفعل (يدع) وذلك شاذ.

ص: 103

وجاء له مصدر في: حديث: "لينتهين أقوام عن وَدْعِهِمُ الجمعةَ".

وبالثالث نحو: (مات)، و (فَنيَ)، فلا يقال:(ما أموته).

وبالرابع نحو: (كان)، و (ظل)، و (كاد)، فلا يقال:(ما أكونه)، لأن (كان) موضوعة للزمان مجردة من معنى الحدث كما علم، فلا فائدة في التعجب بها، خلافًا للكوفيين.

وبالخامس: المنفي لزومًا؛ نحو: (ما عاج بالدواء)؛ أي: (ما انتفع به).

قالوا: لا يستعمل هذا إلا منفيًا؛ ولكن لم يقترن لفظه بنفي في قول الشاعرِ:

. . . . . . . . . . . .

وَلَا مَشرَبًا أَروَى بِهِ فَأَعيجُ

(1)

أي: (فأنتفع)، وهو مضارعها.

بخلاف: (عاج)، (يعوج)، فمعناه:(مال يميل).

أو المنفى جوازًا نحو: (ما ضربت زيدًا).

وبالسادس: (الفعل الدال على اللون)؛ لأن اسم فا عله على (أفعِل): كـ (سوِد) فهو: (أسود)، و (حمِر) فهو:(أحمر).

أو الدال على العيب؛ كـ (عوِر) فهو: (أعور)، و (عمي)، و (حمق)، وإليه أشار بقوله:(وَغَيْرِ ذِي وَصْفٍ يُضَاهِي أَشْهَلا).

فلما كانَ الوصف على (أفعل). . امتنع أن يبنى منه (أفعل) في التعجب خوف اللبس؛ إذ وزنهما واحد، وهو للمصنف رحمه الله.

وأجاز الكسائي وهشام: (ما أحمره) من الألوان.

وحكى العكبري في "شرح اللمع": جواز (ما أحمره)، و (ما أعماه) بشرط:

1.

قصد البلادة في الأول.

2.

وعمى القلب في الثاني.

ولهذا قال ابن فلاح:

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وَلَمْ أَرَ شَيْئًا بَعْدَ لَيْلَى ألَذُّه

ولم ينسب لقائل معين، وهو في أمالي القالي (2/ 168): أنشده أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي، قال القالي: أعيج: أنتفع، يقال: شربت دواء، فما عجت به، أي: ما انتفعت به، وينظر الشاهد في: اللسان "عيج"، ومنهج السالك (ص 375)، والتذييل والتكميل (4/ 673).

الشاهد: قوله: "فأعيج"، حيث استعمله مثبتًا، بمعنى: أنتفع، كما قال أبو علي، واستشهد به أبو حيان على الإثبات ردّا على المصنف ابن مالك في أنه للنفي فقط.

ص: 104