المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التَّوكيد ص: 520 - بِالنَّفسِ أَو بِالعَينِ الاسمُ أُكِّدَا … مَعَ ضَمِيرٍ - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌[مصدر (فَعَل)]

- ‌[مصدر (فَعِل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعَل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعُل)]

- ‌[مصادر غير الثلاثي]

- ‌[مصدر (فعَّل) صحيح اللام]

- ‌[مصدر (فعَّل) مهموز اللام]

- ‌[مصدر (أفعل)]

- ‌[مصدر (أفعل) معتل العين]

- ‌[مصدر ما أوله همزة وصل]

- ‌[مصدر الرباعي]

- ‌[مصدر (تفاعلَ) الرباعي معتل اللام]

- ‌[مصدر (فعلَل)]

- ‌[مصدر (فاعل)]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على الهيئة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من غير الثلاثي]

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها

- ‌[اسم الفاعل من (فعَل) اللازم والمتعدي]

- ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

- ‌الصفة المشبهة

- ‌التَّعَجُّب

- ‌[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]

- ‌نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التَّوكيد

- ‌العطف

- ‌العطف ضربان:

- ‌عَطفُ النّسَق

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيهً

- ‌تنبيه:

- ‌البدل

- ‌تنبيه:

- ‌النداء

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في النِّداء

- ‌تنبيه:

- ‌المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم

- ‌تنبيه:

- ‌أسماء لازمت النّداء

- ‌تنبيهٌ:

- ‌الاستِغَاثة

- ‌النُّدبَة

- ‌[أدوات الندبة]:

- ‌التَّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التَّحْذير وَالإغْراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونَا التّوكيْد

- ‌ما لا يَنصَرِف

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إعرابُ الفِعْل

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌ ‌التَّوكيد ص: 520 - بِالنَّفسِ أَو بِالعَينِ الاسمُ أُكِّدَا … مَعَ ضَمِيرٍ

‌التَّوكيد

ص:

520 -

بِالنَّفسِ أَو بِالعَينِ الاسمُ أُكِّدَا

مَعَ ضَمِيرٍ طَابَقَ المُؤَكَّدَا

(1)

521 -

وَاجمَعهُمَا بِأَفعُلٍ إِن تَبِعَا

مَا لَيسَ وَاحِدًا تَكُن مُتَّبِعَا

(2)

ش:

التّوكيد أَو التّأكيد: تمكين المعنى في النّفس.

وقال البعلي: التابع الرّافع لاحتمال المجاز.

وهو قسمان:

• لفظي: وسيأتي.

• ومعنوي: وهو سبعة ألفاظ:

النّفس والعين وهما المراد هنا.

وخمسة تدل علَى الإِحاطة والشّمول وستأتي.

فيؤكد بالنّفس والعين .. لرفع المجاز كباقي الأدوات؛ فـ (جاء الأمير): محتمل

(1)

بالنفس: جار ومجرور متعلق بقوله: أكد الآتي. أو: حرف عطف. بالعين: معطوف على قوله بالنفس. الاسم: مبتدأ. أكدا: أكد: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الاسم، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من قوله بالنفس وما عطف عليه، ومع مضاف، وضمير: مضاف إليه. طابق: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ضمير. المؤكدا: مفعول به لطابق، والجملة في محل جر صفة لضمير.

(2)

واجمعهما: الواو عاطفة، اجمع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والضمير البارز مفعول به. بأفعل: جار ومجرور متعلق باجمع. إن: شرطية. تبعا: تبع: فعل ماض فعل الشرط، وألف الاثنين فاعل. ما: اسم موصول مفعول به لتبع. ليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود على ما. واحدًا: خبر ليس، والجملة من ليس واسمها وخبرها لا محل لها صلة الموصول، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إن تبعا ما ليس واحدا فاجمعهما بأفعل. تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم في جواب الأمر الذي هو أجمع، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. متبعًا: خبره.

ص: 195

لثقله

(1)

أَو خبره، فإِذا قيل: نفسه أَو عينه .. ارتفع احتمال المضاف.

وكذا: (أخذت الدّراهم)، يحتمل بعضها، فإِذا قيل:(كلها) .. فَلَا احتمال.

وتضاف (النّفس) و (العين) بضمير يطابق الاسم المذكور: كـ (جاء زيد نفسه)، و (هند عينها)؛ كما قال:(مَعَ ضَمِيْرٍ طَابَقَ المُؤكَّدَا).

ويجوز الجمع بينهما: كـ (جاء زيد نفسه عينه).

وتقديم (النّفس) واجب؛ لأَنَّها عبارة عن جملة الشّئ، و (العين) مستعارة فِى التّعبير عن الجملة.

وقيل: حسن.

وقولك: نفسه أَو عينه: فيه إِضافة الشيء إِلَى نفسه؛ لكن أجيب: بأن (النّفس) و (العين) عامان؛ فإِضافتهما: إِضافة العام إِلَى الخاص كما سبق فِي الإِضافة.

ويجوز جرهما بالباء الزّائدة: كـ (جاء زيد بنفسه أَو بعينه).

ويجمعان علَى (أفعُل) إن أكد بهما مثنى أَو مجموع مطلقًا: كـ (جاء الزّيدان أنفسهما)، و (الزّيدون أعينهم)، (والهندان أعينهما)، و (الهندات أنفسهن)؛ كما قال: (وَاجْمَعْهُمَا بِأَفْعُلٍ

إِلَى آخره).

وأَجازَ أحمد بن الخباز فِي "البسيط" والزّمخشري والمصنف فِي "شرح العمدة": (جاؤوا أعيانهم).

وأَجازَ الشّيخ جمال الدّين بن إِياز: (جاء الزّيدان نفساهما عيناهما)، و (نفسهما عينهما) وسيأتي إن شاء اللَّه تعالَى فِي تنبيه المقصور والممدود الكلام علَى نحو:(نفساهما)، و (أنفسهم)، و (نفسهم).

واللَّه الموفق

ص:

522 -

وَكُلًّا اذكُر فيِ الشُّمُولِ وَكِلَا

كِلتَا جَمِيعًا بِالضَّمِيرِ مُوصَلَا

(2)

(1)

ثقل الرجل: حشمه وخدمه.

(2)

وكلا: مفعول تقدم على عامله، وهو قوله اذكر الآتي. اذكر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. في الشمول: جار ومجرور متعلق باذكر. وكلا، وكلتا، جميعًا: معطوفات

ص: 196

ش:

أشار إِلَى ما يدل علَى الإحاطة والشّمول فذكر هنا أربعة ألفاظ:

(كل)، و (كِلا)، و (كِلتا)، و (جميع).

• فيؤكد: بـ (كل) و (جميع) ذو الأجزاء؛ كـ (جاء القوم كلهم)، و (الرّكب كله)، و (القبيلة كلها، أو جميعها)، و (الرّجال كلهم، أَو جميعهم)، و (الهندات كلهن أَو جميعهن).

• ولَا يؤكدان المفرد.

خلافًا للكوفيين: فيما يقتضي التّبعيض؛ كـ (اشتريت العبد كله).

• وللمثنّى: (كلا)، و (كلتا)؛ كـ (جاء الزّيدان كلاهما)، و (الهندان كلتاهما).

وقد يقال: (الهندان كلاهما وكلُّهما)، و (الزّيدان كلُّهما).

ويضاف ما ذكر لضمير مطابق لما قبله كما قال: (بِالضَّميْرِ مُوصَلا)؛ كـ (الزيدان كلاهما)، و (الهندان كلتاهما)، و (الزّيدون كلهم)، ويحذف استغناء بنيته عند الكوفيين والزّمخشري.

وجعلوا منه: (إنَّا كلًا فيها) فِي قراءة النّصب علَى تقدير: (إنا كلنا).

وقال المصنف: حال من الضّمير فِي المجرور، وقدم علَى رأي الأخفش.

وقيل: بدل من اسم (إن) وسبق فِي الحال.

وقد ينوب الظّاهر عن الضّمير؛ كقوله:

................

يَاَ أشبَهَ الناسِ كُلِّ الناسِ بالقمرِ

(1)

على (كل) بعاطف مقدر فيما عدا الأول. بالضمير: جار ومجرور متعلق بقوله: (موصلا) الآتي. موصلا: حال من (كل) وما عطف عليه.

(1)

التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: كَم قَد ذَكَرتُكِ لَو أُجزى بذِكرِكُمُ

وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص 145، وخزانة الأدب 9/ 35، وسمط اللآلي ص 469، وشرح شواهد المغني 2/ 518، وشرح عمدة الحافظ ص 557، ولكثير عزة في الدور 6/ 33، والمقاصد النحوية 4/ 88، ولم أقع عليه في ديوان كثير.

اللغة: أجزى: أثاب.

المعنى: يا من هي أكثر الناس شبهًا بالقمر، لقد ذكرتك كثيرًا جدًّا، ولو كافأني ربي على كثرة

ص: 197

أي: كلهم.

تنبيه:

لا يقال: (اشترك الزّيدان كلاهما)، و (لَا اختصمت الهندان كلتاهما)، و (لَا المال بَينَ زيد وعمرو كليهما)؛ لأنَّ ما كَانَ مثل:(اشترك)، و (اختصم) لا يكتفي بواحد؛ إِذ لا يقال:(اشترك زيد)، و (لَا اختصم عمرو)، و (لَا المال بَينَ زيد) بَلْ:(اشترك الزّيدان)، و (اختصم العمران)، و (المال بَينَ زيد وعمرو)، فَلَا يحتاج لتوكيد.

بخلاف: (قام الزّيدان)، فيؤكد، إِذ يجوز أَن يقال:(قام زيد).

وعن الأخفش: جواز (اختصم الزّيدان كلاهما)؛ لأنَّ الموضع وإِن لم يصلح للواحد هو صالح للجمع فيتوهم الغلط.

قال ابن بابشاذ: وأجازه المبرد علَى ضرب من المبالغة.

• ويمتنع التوكيد إذا اختلف الإعرابان؛ نحو: (ما صنع زيد وعمرًا).

• أَو اختلف معنَى العاملين.

ولهذا قال الأخفش: ليس بكلام قولك: (مات زيد وعاش عمرو كلاهما)؛ لأنهما لم يشتركا فِي أمر واحد، ومثله:(ذهبت هند وقدمت وعد كلتاهما)،

ذكركم .. لأدخلني جنته، أو لو كافأتني عليه لواصلتِني.

الإعراب: كم: خبرية، في محل نصب على المفعولية المطلقة. قد: حرف تحقيق وتقريب. ذكرتك: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لو: حرف للتمني. أجزى: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح المقدر على الألف، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنا: بذكركم: جار ومجرور متعلقان بأجزى، وكم: ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، يا أشبه: يا: حرف نداء، أشبه: منادى مضاف منصوب بالفتحة. الناس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. كل: توكيد لـ (الناس) مجرورة مثله بالكسرة. الناس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بالقمر: جار ومجرور متعلقان بأشبه.

وجملة (كم قد ذكرتك): ابتدائية لا محل لها. وجملة (أجزى بذكركم): اعتراضية، أو استئنافية لا محل لها، فعل شرط جوابه محذوف. وجملة النداء: استئنافية لا محل لها.

الشاهد: قوله: (يا أشبه الناس كل الناس) حيث أضاف (كل) المؤكِّدة إلى اسم ظاهر.

ص: 198

بخلاف: (ذهب زيد وراح عمرو كلاهما)؛ لأنَّ (الذّهاب) فِي معنَى (الرّواح).

ولَا يجوز: (رأيت أحد الرّجلين كليهما)؛ لأنك لم تر أكثر من واحد فَلَا فائدة فِي التّوكيد؛ لأنه إِنما جاء به لدفع اللّبس، ذكره ابن بابشاذ بالمعجمة، ومعناه:(الفرح والسّرور).

فائدة:

- تضاف (كل) لنكرة فيلزم اعتبار المعنَى؛ كقولِهِ تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ، {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} .

- وتضاف لمعرفة فَلَا يلزم ذلك، نحو:(كلهم ذاهبون كلهم ذاهب)، كما سبق فِي الإِضافة.

واللَّه الموفق

ص:

523 -

وَاستَعمَلُوا أَيضًا كَكُلٍ فَاعِلَه

مِن عَمَّ فيِ التَّوكِيدِ مِثلَ النَّافِلَه

(1)

ش:

• من أدوات التّوكيد المعنوي (عامة) وهي بمنزلة (كل) فِي الإحاطة والشّمول: كـ (جاء الرّجال عامَّتهم) ، وتضاف للضمير كما سبق.

وقلَّ من ذكرها من النّحويين.

وذكرها سيبويه.

فصارت بمنزلة النّافلة -وهي الزّيادة- أَو هي مثل النافلة فِي لزوم التّاء آخرها؛ وتقول: (رأيت النّساء عامتهن)؛ كما تقول: (كلهن) ونحو ذلك.

وقال الخضراوي فِي "الإِفصاح": خالف المبرد وسيبويه فِي (عامة)، وقال: هي بمعنَى: (أكثرهم)، لا (كلهم)، فتكون بدلًا لا توكيدًا، ويعضده قوله صلى الله عليه وسلم: "عامة عذاب

(1)

واستعملوا: فعل وفاعل. أيضًا: مفعول مطلق لفعل محذوف. ككل: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من قوله فاعله الآتي. فاعله: مفعول به لاستعملوا. من عم: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعله أيضًا. في التوكيد: جار ومجرور متعلق باستعملوا. مثل: حال ثالث من فاعله أيضًا، ومثل مضاف والنافله: مضاف إليه.

ص: 199

القبر من البول"، قالوا معناه:(أكثر عذاب القبر من البول).

ولفظ (عامة) و (دابة)، و (طامة) لا يأتي فِي الشّعر؛ فقال الشّيخ:(فَاعِلَهْ مِنْ عَمَّ)؛ كـ (دابة) من (دَبَّ)، والأصل:(عاممه)، و (داببه)، فأدغم للمثلين.

ولو قال: (عامة) بالتّخفيف ونبه علَى التّشديد .. لجاز؛ لأنَّ التّخفيف يقع فِي النّثر كراهة التّضعيف؛ كقراءة: (والشّجر والدّواب)، بباء مخففة، فالنّظم من باب أولَى.

واللَّه الموفق

ص:

524 -

وَبَعدَ كُلٍّ أَكَّدُوا بِأَجمَعَا

جَمعَاءَ أَجمَعِينَ ثُمَّ جُمَعَا

(1)

525 -

وَدُونَ كُلٍّ قَد يَجِيء أَجمَعُ

جَمعَاءَ أَجمَعِوُنَ ثُمَّ جُمَعُ

(2)

ش:

يؤتَى بعد (كل)، بـ (أجمع) وأخواته، لتقوية قصد الإِحاطة والشمول: كـ (جاء الرّكب كله أجمع)، و (القبيلة كلها جمعاء)، و (الرّجال كلهم أجمعون)، و (الهندات كلهن جمع)، قال تعالَى:{فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} .

وقد لا تسبق هذه الألفاظ بـ (كل): كـ (جاء الرّكب أجمع)، و (الرّجال أجمعون)، و (الهندات جمع)، وفي القرآن:{لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ، وإليه أشار بقوله:(وَدُونَ كُلًّ قَدْ يَجِيْء أجْمَعُ).

ويجوز: (قام القوم كلهم أجمعين)، بالنّصب حالًا؛ كحديث:"فصلُّوا جلوسًا أجمعين".

وكذا كل كما سبق فِي (إنا كلًا فيها).

(1)

وبعد: ظرف متعلق بقول أكدوا الآتي، وبعد مضاف، وكل: مضاف إليه. أكدوا: فعل وفاعل. بأجمعا: جار ومجرور متعلق بأكدوا. جمعاء أجمعين، ثم جمعا: معطوفات على (أجمعا) بعاطف مقدر فيما عدا الأخير.

(2)

ودون: ظرف متعلق بقوله يجيء الآتي، ودون مضاف وكل: مضاف إليه. قد: حرف تقليل. يجيء: فعل مضارع. أجمع: فاعل يجيء. جمعاء، أجمعون، ثم جمع: معطوفات على (أجمع) بعاطف مقدر فيما عدا الأخير.

ص: 200

تنبيه:

- قَدْ يجاء بعد (أجمع) بـ (أكتع)، وبعد (جمعاء) بـ (كتعاء)، وبعد (أجمعين)، بـ (أكتعين) ونحو ذلك؛ كـ (جاء الرّكب كله أجمع أكتع)، و (الرّجال كلهم أجمعون أكتعون)، و (الهندات كلهن جمع كتع).

- وقد يجاء بعد (أكتع) بـ (أبصع)، وبعد (كتعًا) بـ (بصعًا)، وبعد (أكتعين) بـ (أبصعين).

وزاد الكوفيون: بعد (أبصع) وأخواته، (أتبع)، و (تبعاء)، و (أتبعين)، و (تبع).

• فقدمت (كل) علَى الجميع، لعراقتها، وكونها أنص فِي الإِحاطة.

• ووليها (أجمع)؛ لأنه صريح فِي الجمعية مشتق من الجمع.

• ووليه (أكتع) لانحطاطه عنهُ فِي الدّلالة علَى الجمع.

و (تكتعت الجلد): إِذا انقبضت، ففيه معنَى الجمع.

• ووليه (أبصع)؛ لأنه من (تبصع العرق إِذا سال)، وهو: لا يسيل حتَّى يجتمع، فهو دونه فِي الدّلالة علَى الجمع.

• وأخر (أتبع)؛ لأنه أبعد من (أبصع) وهو: طويل العنق، أَو شديد المفاصل، ولَا يخلو من دلالته علَى اجتماع.

والصّحيح: أَن هذه الأدوات كلها توكيد للأول، كما أَن جميع النّعوت للأول.

وابن برهان: (كلهم) توكيد، و (أجمعون) توكيد لـ (كلهم)، و (أكتعون) توكيد: لـ (أجمعون) فكل واحد توكيد لما قبله.

وشذ قولهم: (أجمع أبصع)؛ لأن (أبصع) إِنما يجيء بعد (أكتع).

وأشذ منه قولهم: (جُمَع تُبَع)؛ لأنَّ (أتبع) يجيء آخرًا.

ومحمد بن كيسان: أنك إِذا أكدت بعد (أجمع) وفروعه كـ (جمعاء) و (أجمعين) و (جمع) .. جار أَن تقدم ما شئت من البواقي؛ كـ (جاء الرّجال أجمعون أكتعون أبصعون أتبعون) أَو (أبصعون أكتعون أتبعون)، أَو (أتبعون أكتعون أبصعون).

وسمع: (جاءني القوم أتبعون)، وقال الشّاعر:

ص: 201

يَالَيتَنِي كُنتُ صَبيًّا مُرضَعَا

تَحمِلُني الذَّلفَاءُ حَولًا أَكتَعَا

(1)

بالذال المعجمة: اسم امرأة.

وابن هشام فِي بعض كتبه: لا يتصل بـ (أكتع) و (أبصع) ونحوهما ضمير، بخلاف (كلهم)، و (جميعهم)، و (أنفسهم)، و (عامتهم).

ولَا عطف فِي التّوكيد على الصّحيح: فَلَا يقال: (جاء القوم كلهم وأجمعون) ونحوه؛ لأنَّ المؤكَّد والمؤكِّد شيء واحد، والشّيء لا يعطف علَى نفسه.

وكذا لا تقطع ألفاظ التّوكيد؛ للعلة المذكورة؛ ولأَنَّ التّوكيد وضع لتقوية الأول، والقطع ينافي ذلك، كما ينافيه حذف المؤكَّد بفتح الكاف؛ فَلَا يقال:(رأيت نفسه)، علَى

(1)

التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 35، 41، وخزانة الأدب 5/ 169، وشرح عمدة الحافظ ص 562، 565، ولسان العرب 8/ 305 كتع، والمقاصد النحوية 4/ 93، والمقرب 1/ 240، وهمع الهوامع 2/ 123، 124، وبعده قوله:

إِذَا بَكَيت قَبَّلتني أَرْبَعَا

إذًا ظَلَلْتُ الدَّهْرَ أَبْكِي أَجْمَعَا

اللغة: الذلفاء: اسم امرأة. الحول: العام. أكتعًا: كاملًا.

الإعراب. يا: حرف نداء، والمنادى محذوف. ليتني: حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم كنت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان. صبيًّا: خبر كان منصوب. مرضعا: نعت صبيًّا منصوب. تحملني: فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. الذلفاء فاعل مرفوع. حولا: ظرف زمان متعلق بتحمل. أكتعًا: توكيد معنوي لحولًا. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. بكيت: فعل ماض، وهو فعل الشرط، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. قبلتنى: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وهو جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هي أربعًا: مفعول به ثان لقبل، أو نائب مفعول مطلق تقديره: أربع قبلات. إذًا: حرف جواب. ظللت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ظل. الدهر: ظرف زمان متعلق بأبكي. أبكي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا أجمعا: توكيد معنوي لـ (الدهر).

وجملة (كنت صبيًّا): في محل رفع خبر ليت. وجملة (تحملني): في محل نصب نعت صبيًّا.

وجملة (بكيت): في محل جر بالإضافة. وجملة (قبلتني): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة (أبكي): في محل نصب خبر ظل.

الشاهد قوله: (حولا أكتعا) حيث أكد (الحول) وهي نكرة غير محدودة بـ (أكتع) على المذهب الكوفي، والبصريون لا يجيزون تأكيد النكرة محدودة كانت أو غير محدودة.

ص: 202

أَن التّقدير: (رأيت زيدًا نفسه)، وهو لجماعة منهم الأخفش وثعلب والفارسي وابن جني.

وأجازه سيبويه، كما أَجازَ:(مررت بزيد)، و (أتاني أخوه أنفسَهما) بالنصب علَى تقدير:(أعينهما أنفسهما).

وبالرفع علَى تقدير: (هما صاحباي أنفسهما)؛ فحذف المبتدأ والخبر، وأبقي توكيد المبتدأ.

ورده فِي "التّسهيل" تبعًا للجماعة، قال: ولَا يحذف المؤكد ويقام المؤكد مقامه علَى الصّحيح الأصح.

وأَجازَ الكسائي والفراء: الفصل بَينَ المؤكَّد والمؤكِّد بـ (أما)؛ كـ (رأيت القوم إما كلهم أَو بعضهم).

والصّحيح: خلافه.

ووقع الفصل؛ لكن بغير الأجنبي فِي قوله تعالى: {وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} ، فـ (كلهن): توكيد للضمير فِي (يرضين).

ولَا يؤكد فاعل: (نعم)، و (بئس) بمعنوي؛ فَلَا يقال:(نعم الرّجل نفسه).

بخلاف اللّفظي: كـ (نعم الرّجل الرّجل).

قالوا: ولَا ينعت، وسبق فِي محله.

ويجوز فِي: (كل) أَن تلي العامل اللّفظي.

ولَا يكثر إِلَاّ إِذا تجردت من الضّمير وغيره؛ كقوله: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} .

فإِن كانت مضافة .. قل إِيلاؤها العامل اللّفظي؛ لأنَّ فيه تقديم لفظ التّوكيد؛ نحو: (قام كل القوم)، و (قام كلهم)، (وقام كلاهما)؛ كقولِ الشَّاعرِ:

................

فَيَصدُرُ عَنهُ كُلُّهَا وَهوَ نَاهِلُ

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: يَمِيدُ إِذَا وَالَت عَلَيْهِ دِلَاؤُهُم وهو لكثير عزة في ديوانه ص 506، وشرح عمدة الحافظ ص 575، وبلا نسبة في الدرر 5/ 132، وشرح شواهد المغني 2/ 512، وهمع الهوامع 2/ 73.

اللغة: يميد: يضطرب ويتحرك. الدلاء: جمع دلو وهو الوعاء الذي كانوا يستخرجون به الماء من

ص: 203

ويكثر ذلك مع العامل المعنوي كالابتداء؛ نحو: (كلهم قائمون أَو قائم)، و (كلاهما قائم)، و (كلتاهما قائمة).

وأما: (جميع)، أَو (عامة): فتلي العوامل مطلقًا بكثرة؛ نحو: (قام جميعهم أَو عامتهم)، و (رأيت جميعهم أَو عامتهم)، و (جميعهم قائمون) وهي مع إِيلائها العامل باقية علَى معنَى التّوكيد.

واللَّه الموفق

ص:

526 -

وَإِنْ يُفِدْ تَوكِيْدُ مَنْكُورٍ قُبِلْ

وَعَنْ نُحَاةِ البَصْرَةِ المَنْعُ شَمِلْ

(1)

ش:

الآبار. يصدر: يبتعد عن الماء. ناهل: عطشان وريان من الأضداد.

المعنى: يصف ماء بئر بأنها تتحرك عندما تتحرك الدلاء نزولًا وصعودًا، ويملؤها جميعها فكأنها ريانة منه.

الإعراب: يميد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. إذ: ظرف زمان في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل يميد. مادت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. عليه: جار ومجرور متعلقان بمادت. دلاؤهم: فاعل مرفوع بالضمة، وهم: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فيصدر: الفاء: للعطف، يصدر: فعل مضارع مرفوع بالضمة. عنه: جار ومجرور متعلقان بيصدر. كلها: كل: فاعل يصدر مرفوع بالضمة، وها: ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وهو: الواو: حالية، هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ناهل: خبر مرفوع بالضمة.

وجملة (يميد): صفة لماء البئر المذكور قبلًا. وجملة (مادت): في محل جر بالإضافة. وجملة (فيصدر): معطوفة على جملة (يميد). وجملة (وهو ناهل): في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: (فيصدر

كلها) حيث جاءت (كل) المضافة إلى ضمير، والتي أصلها أن تستعمل كتوكيد لما قبلها، جاءت في غير توكيد، بل جاءت فاعلًا، وهذا الاستعمال قليل.

(1)

وإن: شرطية. يفد: فعل مضارع فعل الشرط. توكيد: فاعل يفد، وتوكيد مضاف، ومنكور: مضاف إليه. قبل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى (توكيد منكور)، والفعل -الذي هو قبل-: مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط، وسكن لأجل الوقف. وعن نحاة: جار ومجرور متعلق بقوله (المنع) الآتي، ونحاة مضاف، والبصرة: مضاف إليه. المنع. مبتدأ. شمل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى المنع، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 204

أَجازَ الأخفش والكوفيون: توكيد النّكرة المحدودة، وهي الّتي على زمن معلوم، كـ (يوم)، و (ليلة)، و (حول)؛ لكن بغير النّفس والعين.

وتبعهم الشّيخ رحمه الله: لحصول الفائدة بتوكيدها؛ كـ (صمت حولًا كله)، و (سرت يومًا كله)؛ وكقوله:

...................

يَا لَيتَ عِدَّةَ حَولٍ كُلِّهُ رَجَبَا

(1)

وقيل: الرّواية (حولي) بالياء .. فَلَا شاهد.

(1)

التخريج: هذا عجز بيت، وصدره قوله: لَكِنّه شَاقَّه أَن قِيل ذَا رَجَبِ

وهو من شواهد: التصريح: 2/ 125، وشذور الذهب: 228/ 556، والقطر: 138/ 397، والأشموني: 793/ 2/ 407، والعيني: 4/ 96، والإنصاف: 1/ 451، وشرح المفصل: 3/ 35، وأشعار الهذليين: 91، وقائله عبد اللَّه بن مسلم بن جندب في مجالس ثعلب، ومطلع القصيدة فيها قوله:

يَا لِلِّرجَالِ ليوم الأَرْبِعَاءِ أَمَا

يَنْفَكُ يِحْدِث لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا

اللغة: شاقه: أعجبه وهاجه، أو بعث الشوق في نفسه. والشوق: نزوع النفس إلى الشيء. الحول: العام.

المعنى: يقول الشاعر: إنه أعجبه وبعث الشوق في نفسه حين قيل: هذا الشهر رجب، وتمنى أن تكون شهور العام كلها رجب؛ لما يجد فيه من الخير والأنس.

الإعراب لكنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب اسمه. شاقه: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والهاء ضمير متصل، مبني على الضم، في محل نصب مفعول به. أن: حرف مصدري. قيل: فعل ماضٍ مبني للمجهول. ذا: اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ. رجب: خبر مرفوع.

وجملة (شاقه رجب): في محل رفع خبر لكن. وجملة (ذا رجب): في محل رفع نائب فاعل لقيل؛ والمصدر المؤول من أن المصدرية وما دخلت عليه: في محل رفع فاعل شاق.

يا: حرف تنبيه. ليت: حرف مشبه بالفعل. عدة: اسم ليت منصوب، وهو مضاف. حول: مضاف إليه. كله: توكيد لحول مجرور، وهو مضاف، والهاء: مضاف إليه. رجبا: خبر ليت مرفوع على اللغة الضعيفة التي تنصب بليت وأخواتها الجزأين؛ وإما أن يكون رجبا مفعولا به لفعل محذوف تقع جملته خبرا لليت؛ والتقدير: (يا ليت عدة حول كله تشبه رجبا).

الشاهد: قوله: (حول كله)؛ حيث أكد النكرة (حول) على رأي الكوفيين؛ لكونها محدودة؛ لأن (العام) معلوم الأول والآخر؛ ولفظ التوكيد كله من الألفاظ الدالة على الإحاطة؛ وهذا مذهب الكوفيين، وهو ما ارتضاه ابن مالك.

ص: 205

وقال آخر:

قَد صَرَّتِ البَكرَةُ يَومًا أَجمَعَا

(1)

(1)

التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص 291، والإنصاف 2/ 455، وخزانة الأدب 1/ 181، 5/ 169، والدرر 6/ 39، وشرح عمدة الحافظ ص 565، وشرح المفصل 3/ 44، 45، والمقاصد النحوية 4/ 95، والمقرب 1/ 240، وهمع الهوامع 2/ 124.

اللغة: صرت: صوتت. البكرة: ما يستقى عليها من البئر.

قال في الخزانة 1/ 183:

والبكرة: بفتح الموحدة وسُكون الكاف:

- إن كانت البكرة الّتي يستقى عليها الماء من البئر .. فـ (صرت): بمعنى صوتت من صر الباب يصر صريرًا أي صوَّت، فيكون المعنى ما انقطع استقاء الماء من البئر يومًا كاملًا.

- وإن كانت الفتية من الإبل مؤنث (البَكر) وهو الفتيُّ منها -قال أبو عُبيدة: البَكر من الإبل: بمنزلة الفتى من الإنسان، والبكرة: بمنزلة الفتاة، والقلوص: بمنزلة الجارية، والبعير: بمنزلة الإنسان، والجمل: بمنزلة الرجل، والناقة: بمنزلة المرأة .. فـ (صُرَّت) بالبناء للمفعول، يُقال: صررتُ النّاقة: شددت عليها الصِّرار، وهو خيط يشد فوق الخِلْف والتَّوديَة؛ لئلّا يرضعها ولدها.

والفتي بفتح الفاء وكسر المُثنِّاة وتشديد الياء: هو من الدّوابّ خلاف المسن، وهو كالشاب من النّاس، والأُنثى: فتية، والفتى بالقصر: الشّاب، والأُنثى: فتاة.

والخِلف بكسر الخاء المُعجمة وسُكون اللّام: هو لذوات الخُف كالثدي للإنسان.

والتوديَة بفتح المُثنّاة الفوقيّة وسُكون الواو وكسر الدّال وتخفيف المُثنّاة التّحتيّة: هي خشبة تشد على خلف النّاقة إذا صرت، وجمعها توادِد كمساجد.

قال العينيِّ بعد أن شرحه على الوجه الأول: صدره:

إِنَّا إِذًا خِطَافُنَا تَقَعْقَعَا

وفيه نظر من وجهين:

الأول: أن بيت الشّاهد بيت من الرجز، وليس مصراعا من بيت حتَّى يكون ما ذكره صدره.

والثّاني: أنه غير مُرتبط ببيت الشّاهد؛ فإن بيت الشّاهد لا يصح أن يكون خبرًا لقوله: (إنّا)، ولا جوابا لـ (إذا)، اللَّهمّ إلّا إن قدر الرابط؛ أي:(صرت البكرة فيه) وتكون حينئذٍ الجُملة الشّرطيّة خبرا لـ (إنا) .. فافهم.

والخُطَّاف بالضّمّ والتّشديد: حديدة معوجة تكون في جانبي البكرة، فيها المحور، وكل حديدة معطوفة خطّاف.

والقعقعة: تحريك الشّيء اليابس الصلب مع صوت، والتقعقع: مطاوعه.

الإعراب: قد: حرف تحقيق. صرَّت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. البكرة: فاعل مرفوع. يومًا: ظرف

ص: 206

وقوله:

...................

تَحمِلُني الذّلْفَاءُ حَولًا أَكتَعَا

(1)

كما سبق.

بخلاف غير المحدودة، فَلَا يجوز توكيدها: كـ (حين)، و (وقت)، و (زمان).

ومنع باقي البصريين: توكيد النّكرة مطلقًا؛ كما قال: (وَعَنْ نُحَاةِ البَصْرَةِ المَنْعُ شَمِل)؛ لأنَّ التّوكيد تمكين المعنَى فِي النّفس، والنّكرة: لم يثبت معناها فِي النّفس ثبوتًا يعتمد عليه؛ أَو لأنَّ ألفاظ التّوكيد معارف، فَلَا تتبع نكرة.

والخلاف هنا: إِنما هي فِي التّوكيد المعنوي، أما توكيدها توكيدًا لفظيًا

فجائز إجماعًا.

واللَّه الموفق

ص:

527 -

وَاغْنَ بِكِلتَا فيِ مُثَنًّى وَكِلَا

عَنْ وَزْنِ فَعْلَاءَ وَوَزْنِ أَفْعَلَا

(2)

ش:

مذهب البصريين إلَّا الأخفش: أَن المثنَّى لا يؤكد: إِلَّا بالنّفس، والعين، أَو بكلا، أَو كلتا، كما سبق، فَلَا يقال:(جاء الزّيدان أجمعان)، و (لَا الهندان جمعاوان)، ولَا (أخذت الدّرهمين أجمعَين)؛ لأنه قَد استغني بـ (كلا)، و (كلتا) عن تثنية (أجمع)، و (جمعاء)؛ فيقال:(كلاهما أَو كلتاهما) ونحوه.

وأَجازَ الكوفيون والبغداديون: (جاء الزّيدان أجمعان والهندان جمعاوان) ونحوه، فثنوا (أجمع) و (جمعاء) قياسًا علَى:(أحمر) و (حمراء)؛ كما تقول:

زمان متعلق بصرت. أجمعا: توكيد معنوي ليومًا.

الشاهد قوله: (يومًا أجمعا) حيث أكد النكرة المحدودة أجمعا، وهذا هو مذهب المدرسة الكوفية، والمدرسة البصرية تأباه.

(1)

تقدم إعرابه وشرحه.

(2)

اغن: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بكلتا: جار ومجرور متعلق باغن. في مثنى: جار ومجرور متعلق باغن أيضًا. وكلا: معطوف على كلتا. عن وزن: جار ومجرور متعلق باغن أيضًا، ووزن مضاف، وفعلاء: مضاف إليه. ووزن أفعلا: معطوف على قوله: وزن فعلاء.

ص: 207

(أحمران)، و (حمراوان).

وأَجازَ الكوفيون والواحدي وأبو حاتم السّجستاني تلميذ الأخفش: (جاء الزّيدان كلاهما أجمعان أكتعان أبصعان أتبعان)، و (جاءت الهندات كلتاهما جمعاوان كتعاوان بصعاوان بتعاوان).

قال أبو الحسن بن خروف: من منع ذلك .. فقد تكلف وادعَى ما لا دليل عليه.

واللَّه الموفق

ص:

528 -

وَإِن تُؤكِّدِ الضَّمِيرَ المُتَّصِل

بِالنَّفسِ وَالعَينِ فَبَعدَ المُنفَصِل

(1)

529 -

عَنَيتُ ذَا الرَّفعِ وَأَكَّدُا بِمَا

سِوَاهُمَا وَالقَيدُ لَن يُلتَزَمَا

(2)

ش:

إذا قصد توكيد الضّمير المرفوع المتصل بعامله بالنّفس أَو بالعين .. وجب توكيده قبلها بالضّمير المنفصل: كـ (قمتَ أنت نفسك) ،و (قوموا أنتم أنفسكم)، ولَا يقال:(قوموا أنفسكم) ونحوه.

ولَا فرق بَينَ كون الضّمير المتصل بارزًا كما مثل أَو مستترًا: كـ (قام هو نفسه)، و (خرج هو عينه).

وإِنما وجب ذلك؛ لوقوع اللّبس فِي بعض المواضع؛ كما لو قلت: (هند ذهبت

(1)

وإن: شرطية. تؤكد: فعل مضارع، فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. الضمير: مفعول به لتؤكِّد. المتصل: نعت للضمير. بالنفس: جار ومجرور متعلق بتؤكد. والعين: معطوف على النفس. فبعد: الفاء واقعة في جواب الشرط، بعد: ظرف متعلق بمحذوف تقديره: (فأكد بهما بعد المنفصل)، والجملة: في محل جزم جواب الشرط، وبعد مضاف، والمنفصل: مضاف إليه.

(2)

عنيت: فعل وفاعل. ذا: مفعول به لعنيت، وذا مضاف. الرفع: مضاف إليه. وأكدوا: فعل وفاعل. بما: جار ومجرور متعلق بأكدوا. سواهما: سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة ما المجرورة محلًا بالباء، وسوى مضاف، والضمير مضاف إليه. والقيد: مبتدأ. لن: نافية ناصبة. يلتزما: يلتزم: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بلن، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى القيد، والجملة: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو القيد.

ص: 208

نفسها)، و (سعدى خرجت عينها)؛ إِذ يحتمل أَن يكونَ (نفسها ذهبت)، و (عينها خرجت).

فإِذا قيل: (ذهبت هي نفسها) .. لم يكن لبس.

وَلَم يفرقوا بَينَ هذين المثالين وغيرهما طردًا للباب.

ويجوز علَى ضعف: (جاؤوا عينهم)، و (قاموا أنفسهم)، وجعل منه بعضهم القراءة الشاذة فِي:(عليكم أنفسُكم) بالرّفع علَى أنه توكيد للضمير المستتر فِي (عليكم).

وابن هشام: الصّواب أَن (أنفسُكم): مبتدأ علَى حذف مضاف، و (عليكم): خبره؛ أَي: (عليكم شأن أنفسكم).

فإِن أكد هذا الضّمير بغير النّفس والعين .. لم يجب التوكيد بالمنفصل، فيقال:(قوموا كلكم)، و (قمنا جميعنا)، أَو (أنتم كلكم)، و (نحن جميعنا).

وكذا لو أكد الضمير المنصوب أَو المجرور مطلقًا؛ سواء كَانَ التّوكيد بالنّفس والعين أو غيرهما؛ فتقول: (ضربتك نفسَك) ، و (مررت به عينِه)، و (رأيتكم كلَّكم) ، و (مررت بكم أنفسِكم)، أَو تقول:(ضربتك أنت نفسَك)، و (مررت به هو عينِه)، و (رأيتكم أنتم كلَّكم) فتكون بالخيار كما سبق.

وسيأتى نحو: (ضربتك إِياك)، هل هو توكيد أَو بدل؟

واللَّه الموفق

ص:

530 -

وَمَا مِنَ التَّوكِيدِ لَفظِيُّ يَجيِ

مُكَرَّرًا كَقَولِك ادرُجِي ادرُجِي

(1)

(1)

وما: اسم موصول: مبتدأ. من التوكيد: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن في قوله: (لفظي) الآتي؛ لأنه في قوة المشتق؛ إذ هو منسوب. لفظي: خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو لفظي، والجملة لا محل لها صلة الموصول. يجي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. مكررًا: حال من الضمير المستتر في يجيء. كقولك: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، أي: وذلك كائن كقولك، و (قول): مضاف، وضمير المخاطب: مضاف إليه. ادرجي: فعل أمر، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل. ادرجي: توكيد لسابقه.

ص: 209

ش:

هذا هو القسم الثّاني من التّوكيد، وهو إِعادة اللّفظ بعينه أَو بمرادفه.

وفائدته: خوف النّسيان، أَو لعدم الإِصغاء، أَو للاعتناء ونحوه.

ولَا فرق بَينَ تأكيد المفرد والجملة:

- فالأول: (جاء زيد زيد) وهو ممَّا أعيد فيه اللّفظ بعينه؛ كقولِهِ تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} .

والزّمخشري: أَن هذا ممَّا حذف فيه المضاف، وأقيم المضاف إِليه مقامه؛ فإِن التّقدير عنده:(دكا بعد دك).

وفيه نظر؛ لأنَّ الدّك فِي القيامة مرة واحدة، بدليل قوله تعالى:{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} .

ونحو: (أنت بالخير حقيق قَمِن)، و (هو) ممَّا أعيد فيه بالمرادف؛ لأنَّ (قَمِن) بمعنَى:(حقيق)، وجعل منه:{يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} .

- ومن الثّاني: قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} .

وفي الحديث: "فهي خداج فهي خداج"

(1)

.

وكقول الشّيخ: (ادْرُجِ ادْرُجِ).

وكَقَولِ الشَّاعرِ:

لَكَ اللَّه عَلَى ذَاكَ

لَكَ الله لَكَ اللَّه

(2)

والكثير فِي الجملة المؤكدة: أَن تقترن بعاطف.

(1)

روى ابن خزيمة 482 عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن .. فهي خداج ، فهي خداج ، فهي خداج غير تمام".

(2)

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 48، وشرح عمدة الحافظ 573، والمقاصد النحوية 4/ 97، وهمع الهوامع 2/ 125.

اللغة: لك اللَّه: دعاء بالمساعدة والعون.

الإعراب: لك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف للمبتدأ. اللَّه: مبتدأ مؤخر مرفوع. على ذاك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. لك اللَّه: توكيد للأولى. لك اللَّه: تأكيد للأولى.

الشاهد: قوله: (لك اللَّه لك اللَّه)؛ حيث جاءت الجملة الثانية تأكيدًا لفظيًا للأولى.

ص: 210

وأبو حيان فِي "الارتشاف": لا يكون إِلَّا ثم.

وظاهر كلام الرّضي: جوازه بالفاء.

ومن العطف بـ (ثم) قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} ، {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} .

قيل: والظّاهر: أَن الثّانية عين الأولَى، فكيف عطف مع عدم المغايرة، والعطف يقتضي التّغاير؟!

وأجيب: بأن الثّانية أبلغ، كما تقول:(أقول لك ثم أقول لك لا تفعل) فقد حصل نوع مغايرة بكون الثّاني أبلغ، فصحَّ العطف، وهو للزمخشري.

ويمتنع العطف عند إِيهام التّعدد: كـ (ضربت زيدًا ضربت زيدًا).

ولَا يزيد التّوكيد اللّفظي علَى أكثر من ثلاث، كحديث:"إِيما امرأة نكحت نفسها بغير إِذن وليّها فنكاحها باطل باطل باطل".

ومنع هشام الكوفي: توكيد المعطوف عليه، فَلَا يجوز عنده:(قام زيد زيد وعمرو)، لدلالة العطف علَى عدم الغلط.

والظّاهر: خلافه؛ لأنَّ التّوكيد اللّفظي قَدْ يكون لغير الغلط؛ كالاعتناء، أَو عدم الإِصغاء كما سبق.

وهل فِي الفعل الثّاني ضمير من نحو: (زيد قام قام)، أو لا؟

خلاف.

وكذا (كَانَ) الزّائدة، وسبق مبسوطًا فِي باب (كَانَ)، وفي الفاعل.

و (ما): موصولة مبتدأ، وقوله:(لَفْظِيُّ): خبر لمحذوف، وقوله (يَجِي): خبر (ما) الموصولة، والتّقدير:(والّذي من التّوكيد هو لفظي يجيء مكرّرًا)، والضّمير المحذوف: هو العائد علَى (ما).

واللَّه الموفق

ص: 211

ص:

531 -

وَلَا تُعِد لَفظَ ضَمِيرٍ مُتَّصِل

إِلَّا مَعَ اللَّفظِ الَّذِي بِهِ وُصِل

(1)

ش:

إِذا أكدت الكاف فِي: (مررت بك) .. وجب إِعادتها مع الباء؛ نحو: (مررت بك بك)، ولَا يجوز:(مررت بكَكَ)، وتقول:(ضربتها ضربتها)، ولا تقول:(ضربتهاها).

و (معَ): ظرف فِي موضع الحال المحصورة، والمعنَى: لا تعد لفظ الضّمير إِلَّا مصاحبًا لما وصل به، وصاحب الحال قوله:(لَفْظَ).

واللَّه الموفق

ص:

532 -

كَذَا الحُرُوفُ غَيرَ مَا تَحَصَّلَا

بِهِ جَوَابُ كَنَعَم وَكَبَلَى

(2)

ش:

سبق أنه لا يعاد الضّمير المتصل إِلَّا مع اللّفظ الّذي اتصل به.

وذكر هنا: أن الحروف غير الجوابية كذلك؛ نحو: (فِي الدّار فِي الدّار)، و (إِن زيدًا إن زيدًا)، ولَا يقال:(في فِي الدّار) ونحوه.

والأولَى أَن يعاد الثّاني ضميرًا؛ نحو: (فِي الدّار فيها زيدًا إنه قائم)، وفي

(1)

ولا: نافية. تُعِد: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لفظ: مفعول به لتُعد، ولفظ مضاف وضمير: مضاف إليه. متصل: نعت لضمير. إلا: أداة استثناء. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من (لفظ) الواقع مفعولا به، ومع مضاف وقوله اللفظ: مضاف إليه. الذي: نعت للفظ. به: جار ومجرور متعلق بقوله: وصل الآتي. وصل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الذي، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

(2)

كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. الحروف: مبتدأ مؤخر. غير: منصوب على الاستثناء أو -بالرفع- نعت للحروف، وغير مضاف، وما: اسم موصول: مضاف إليه. تحصلا: تحصل: فعل ماض، والألف للإطلاق. به: جار ومجرور متعلق بتحصل. حواب: فاعل تحصل، والجملة لا محل لها صلة الموصول. كنعم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كنعم. وكبلى: جار ومجرور معطوف على كنعم.

ص: 212

القرآن: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .

وشذ قولُ الشّاعرِ:

فَلَا وَاللَّهِ لَا يُلفَى لِمَا بِي

وَلَا لِلِمَا بِهِمْ أَبَدًا دَوَاءُ

(1)

فأعاد اللّام بدون ما اتصلت به، وهو فِي غاية الثّقل؛ لكون المؤكد حرفًا واحدًا، فـ (ما) مجرور باللّام الأولَى، والثانية: توكيد، وَكَانَ القياس:(لما لما بهم).

وقولُ الآخر:

فَأَصبَحنَ لَا يَسأَلنَهُ عَن بِمَا بِهِ

...............................

(2)

(1)

التخريج: وهو من شواهد التصريح 2/ 230، والأشموني 806/ 2/ 410، ومعاني الفراء 1/ 68، والمحتسب 2/ 256، والخصائص 2/ 282، والإنصاف 1/ 571، وشرح المفصل 7/ 18، 8/ 43، 9/ 15، والمقرب 51، والخزانة 1/ 364، 2/ 35، 4/ 273، والعيني 4/ 102، والهمع 2/ 78، 125، 158، والدرر 2/ 95، 161، 221، والمغني 328/ 240، 334/ 242، 655/ 462، والسيوطي 172، 262.

اللغة: لا يلفى: لا يوجد، من ألفى، إذا وجد. لما بي؛ أي: للذي بي.

المعنى: يقسم أنه لا يوجد للذي به من الموجدة والألم، ولا للذي عند خصومه من الحقد والضغينة علاج، وليس هنالك أمل في المودة والمصالحة وإزالة الأحقاد والضغائن، بعد أن تفاقم الخطب وعظم الخلاف.

الإعراب: فلا: الفاء عاطفة، لا: نافية. والله: الواو حرف قسم وجر، واسم الجلالة: مقسم به مجرور؛ وواللَّه: متعلق بفعل قسم محذوف. لا: نافية. يلفى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. لما: متعلق بيلفى. بي: متعلق بمحذوف صلة الموصول. ولا: الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي. للما: اللام الأولى حرف جر، واللام الثانية توكيد للأولى؛ وما: اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر باللام الأولى؛ وللما: معطوف بالواو على لما بي. بهم: متعلق بمحذوف صلة. أبدا: متعلق بيلفى. دواء: نائب فاعل مرفوع.

الشاهد: قوله: (لِلِمَا). وجه الاستشهاد: مجيء اللام الثانية توكيدًا للأولى الجارة من دون أن يفصل بينهما فاصل؛ ومعلوم أن اللام، ليست من أحرف الجواب؛ وحكم هذا التأكيد: أنه بالغ الشذوذ؛ لأن الحرف المؤكد موضوع على حرف هجائي واحد، لا يكاد يقوم بنفسه؛ والصواب أن يقول:(لما لما بهم).

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: أَصَعَّد فِي عُلُو الهَوَى أَمْ تَصَوَّبا

البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص 21، وشرح التصريح 2/ 130، والمقاصد النحوية 4/ 103،

ص: 213

فـ (الباء) في: بـ (ما) بمعنَى (عن)، وهو توكيد لـ (عن) من قبيل التّوكيد بالمرادف؛ أَي:(لا يسألنه عن عن الّذي به)، وهو أسهل ممَّا قبله؛ لتغاير لفظ الحرفين.

وقول الآخر:

إنَّ إنَّ الكَريم يَحلُمُ مَا لَمْ

..........................

(1)

وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 527، 529، 11/ 142، والدور 4/ 105، 147، وسر صناعة الإعراب ص 136، وشرح شواهد المغني ص 774، ولسان العرب 3/ 251 صعد، ومغني اللبيب ص 354، وهمع الهوامع 2/ 22، 30، 78، 158.

اللغة: صعد: ارتفع. تصوب: انحدر.

المعنى: يصف الشاعر نفسه -بعد أن ضعفت همته ووخطه الشيب- بأن النساء لم يعدن يكترثن به، ولا يسألنه عما حل به، سواء اشتد به الهوى أم خفت حدته.

الإعراب فأصبح: الفاء بحسب ما قبلها، أصبح: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. لا: حرف نفي. يسألنه: فعل مضارع مبني على السكون، والنون: ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. عن: حرف جر. بما: الباء حرف جر توكيد لفظي لعن. ما: اسم موصول مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بيسأل. به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول تقديره: استقر. أصعّد: الهمزة للاستفهام، صعّد: فعل ماض، وفاعله هو. في علو: جار ومجرور متعلقان بصعّد، وهو مضاف. الهوى: مضاف إليه. أم: حرف عطف. تصوّبا كإعراب صعّد، والألف للإطلاق.

وجملة (أصبح): بحسب ما قبلها. وجملة (لا يسألنه): في محل نصب خبر أصبح. وجملة (استقر به): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة (أصعد): تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تصوب): معطوفة على الجملة السابقة.

الشاهد: قوله: (عن بما) حيث أكد حرف الجر (عن) توكيدًا لفظيًّا بإعادة لفظ مرادف له، وهو الباء التي هي بمعنى عن والمتصلة بـ (ما الموصولة). والتوكيد على هذا النحو شاذ عند ابن مالك، وابن عصفور؛ لأنه لم يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد، مع أن الحرف المؤكّد ليس من أحرف الجواب، والقياس القول:(عمَّا بما).

(1)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: يَرَيَنْ من أجاره قد ضِيما

وهو بلا نسبة في الدرر 6/ 54، وشرح التصريح 2/ 130، والمقاصد النحوية 4/ 107، وهمع الهوامع 2/ 125.

اللغة: الكريم: هنا الذي يأبى الضيم. يحلم: يتعقل. أجاره: أغاثه. ضيم: ظُلِم.

المعنى: يقول: إن الرجل الأبي يستعمل العقل والأناة في أموره، إلا إذا ظُلم من أجاره، أي لا يتخلى عن رزانته إلا إذا بُخس حق من استجار به.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. إن: توكيد لفظي للأولى. الكريم: اسم إن منصوب يحلم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. ما: حرف مصدري. لم: حرف نفي. يرين:

ص: 214

وهذا أسهل؛ لكون المؤكد علَى ثلاثة أحرفٍ، وأجازه الزّمخشري، وكذا الخضراوي.

ولو فصل الحرف بعاطفٍ؛ كقوله:

حَتَّى تَرَاهَا وَكَأَنَّ وَكَأَنْ

أَعنَاقَهَا مُشَدَّدَاتٍ بِقَرَنْ

(1)

فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلم، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. أجاره: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. قد: حرف تحقيق. ضيما: فعل ماض للمجهول والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو.

وجملة (إن الكريم يحلم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يحلم): في محل رفع خبر إن. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل يحلم. وجملة (لم يرين): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (أجاره): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وجملة (ضيما): في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: (إن إن) حيث أكد (إن) الأولى توكيدًا لفظيًّا بتكرير لفظها من غير أن يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد، مع أن (إن) ليست من حروف الجواب، والتوكيد على هذا الوجه شاذ.

(1)

التخريج: الرجز لخطام المجاشعي أو للأغلب العجلي في الدرر 6/ 50، وشرح التصريح 2/ 130، والمقاصد النحوية 4/ 100، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 342، وشرح التصويح 1/ 371، وهمع الهوامع 2/ 125.

اللغة: القرن: الحبل.

المعنى: يصف الراجز سير إبل تُستحَثُّ للإسراع فرفعت أعناقها متساوية في سيرها وكأنها شدت أعناقها بحبل.

الإعراب: حتى: حرف جر وغاية. تراها: فعل ماض مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، وها ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها: في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. وكأنَّ: الواو حالية، كأن: حرف مشبه بالفعل .. وكأن: توكيد لفظي للأولى. أعناقها: اسم كأن منصوب، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. مشددات: خبر كأن مرفوع. بقرن: جار ومجرور متعلقان بمشددات.

وجملة (تراها): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (وكأن أعناقها

): في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: (وكأن وكأن) حيث أكد (كأن) التي هي حرف تشبيه توكيدًا لفظيًّا بتكرير لفظها مخففة من غير أن يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد.

ص: 215

وقال الفارسي: إنه من التّنازع؛ لوجود العطف كما سبق، وَلَم يجعله توكيدًا.

ويعاد حرف الجواب وحده إِجماعًا؛ لأنه قائم مقام الجملة؛ كـ (نعم)، و (بلَى)، و (أجل)، و (جير)، و (لَا)، و (أي)؛ نحو:(نعم نعم) و (بلَى بلَى)، قال الشّاعر:

لا لا أَبُوحُ بِحُبِّ بُثنَةَ؛ إِنَّهَا

.............................

(1)

تنبيه:

(نعم): حرف عدةٍ وتصديق:

• فالأول: فِي جواب الأمر والاستفهام؛ نحو: (نعم) لمن قال: (أعطني كذا)، أَو (هل تزورني؟).

وقال القواس: إنها للتخفيف فِي {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} ، وَلَم يجعلها للوعد، وهو ظاهر؛ لأنه قَدْ وقع بخلاف ما سبق؛ فإِنه منتظر وقوعه.

(1)

التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: أَخَذَتْ عَلَيّ مَوَاثِقًا وَعُهُودا

وهو لجميل بثينة في ديوانه ص 58، وخزانة الأدب 5/ 159، والدرر 6/ 47، وشرح التصريح 2/ 129، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 338، والمقاصد النحوية 4/ 114، وهمع الهوامع 2/ 125.

اللغة: باح بالحب: أظهره. بثنة: تصغرها بثينة، وهي حبيبة جميل بن معمر. المواثق: جمع الموثق، وهو العهد الذي توثق به كلامك، وتلتزم به.

المعنى: يقول: إنه لن يظهر محبته لبثينة أمام الناس، وقد تعهد ذلك صونًا لكرامتها.

الإعراب: لا: حرف نفي. لا: توكيد لفظي لسابقتها، أبوح: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. بحب: الباء حرف جر، حب: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أبوح، وهو مضاف. بثنة: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. إنها: حرف مشبه بالفعل، وها: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن. أخذت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. عليّ: حرف جر، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أخذت. مواثقًا: مفعول به منصوب بالفتحة، ومن حقه المنع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع وقد صرفه الشاعر للضرورة الشعرية. وعهودًا: الواو حرف عطف، عهودًا معطوف على مواثقًا منصوب بالفتحة.

وجملة (لا لا أبوح

): ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة (إنها أخذت

): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أخذت): في محل رفع خبر إن.

الشاهد: قوله: (لا لا) حيث أكد الحرف (لا) توكيدًا لفظيًّا.

ص: 216

• والثّاني: (نعم) لمن قال: (لي عندك كذا) فصدقته فِي مقالته، ومثله:(قَدْ خرج زيد)، فتقول:(نعم)؛ أَي: (نعم قَدْ خرج).

وكذا هي للتصديق بعد النّفي وشبهه؛ كقولك: (نعم) لمن قال: (لم يقم زيد)، أو (ألَم يقم زيد؟) أَو (هلِ خرج زيد؟)؛ أَي:(نعم لم يقم، ونعم قَدْ خرج)، فهي لتصديق ما قبلها نفيًا كَانَ أو إِيجابًا.

وقد يكسر أَو يفتح الأول ويكسر الثّاني.

يقال: (نحَم) بفتح الحاء المهملة.

• وأما: (بلى): فحرف إِيجاب بعد النّفي، فيرفع النّفي ويثبت نقيضه، بخلاف:(نعم)؛ فإِنّها لتصديق ما قبلها، نفيًا كَانَ أو إِثباتًا كما سبق.

فإِذا قيل: (ما قام زيد) فقلت: (بلَى) كَانَ إِثباتًا؛ أَي: (بلَى قَدْ قام).

وكذا: (أليس قَدْ قام زيد؟)، فتقول:(بلى)، أَي:(بلَى قَدْ قام)، سواء سبق النّفي باستفهام أو لا.

وفي القرآن: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى} ؛ أَي: (بلَى عملتم).

{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى} .

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى} .

{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} فهي لنفي النّفي.

ولما كانت ترفع النّفي وتثبت نقيضه وَلَم تكن للتصديق .. امتنع أَن يقع نعم موقعها.

ولهذا قال ابن عباس: لو قالوا: نعم .. كفروا؛ لأنَّ (نعم) لتصديق المخبَر بنفي أَو بإِيجاب، فكأنهم قالوا:(لست بربنا)، بخلاف:(بلَى)؛ فإِنها لإِبطال النّفي؛ أَي: (بلَى أنت ربنا).

وقدر النفي قبلها فِي قول الشّاعرِ:

فَقَد بَعُدَتْ بِالوَصلِ بَينِي وَبَينَهَا

بلَى إِنَّ مَن زَارَ القُبُورَ بَعِيدُ

(1)

فكأن قائلَا قال لهُ: (ما بعدت)، فقال: بلَى.

(1)

التخريج: البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في أمالي المرتضي 2/ 194؛ وخزانة الأدب 11/ 210، 212.

الشاهد: قوله: (بلى إن من

)؛ حيث جاءت (بلى) حرف جواب وقدِّر النفي قبلها، والتقدير كأن قائلًا يقول له:(ما بعدت) فقال: (بلى).

ص: 217

والكوفيون: أصلها (بَلْ) وزيدت الألف.

وقيل: هي للتأنيث؛ بدليل: إِمالتها.

• وأما: (أجل)، و (جير) .. فحرفا تصديق بمعنَى:(نعم)، ويستعملان فِي الخبر خاصة، فإِذا قيل:(جاء زيد)، أو (هل جاء زيد؟) .. يقال:(أجل).

وجيرِ: بكسر الرّاء، وقد تفتح.

ويساويهما (إنَّ) المشددة المكسورة.

• وتستعمل (إي): قبل القسم؛ نحو: (إي واللَّه) بعدَ (ما قام زيد)، أَو (هل قام زيد؟).

وفي القرآن: {قُلْ إِي وَرَبِّي} .

وهي بمعنَى: (نعم).

وقيل: إن (جير) تستعمل مع القسم، كـ (إي).

• وتقع (لا) بعد الإِيجاب؛ نحو: (لا) فِي جواب (قَدْ قام)، أَو (هل قام؟) فهي لنفي الإِثبات.

فائدة:

(كلّا) بالتّشديد: حرف معناه: (الرّدع والزّجر).

قال ابن برهان: الّذي عليه أكثر العلماء بحسن الوقف عليها فِي القرآن إِذا كانت ردًّا للأول، وبحسن الابتداء بها إِذا كانت بمعنَى:(إِلَّا)، أَو (حقًّا). انتهَى.

وفيه التفات إِلَى مذهب الكسائي وطائفة؛ فقالوا: فيها معنَى ثالث غير الرّدع والزّجر، وهو: أنه إِذا وقف علَى ما قبلها .. يبتدأ بها علَى معنَى؛ (ألَا) الاستفتاحية.

والفراء وجماعة: علَى معنى: (إي)، و (نعم)، وحملوا عليه:{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32)} فقالوا معناه: (إي والقمر).

وهي بسيطة.

وثعلب: مركبة من (كاف) التّشبيه، و (لَا) النّافية، وشددت لتقوية المعنَى، ولدفع توهم بقاء معنَى الكلمتين.

واللَّه الموفق

ص: 218

ص:

533 -

وَمُضمَرَ الرَّفعِ الذَّيِ قَدِ انفَصَل

أَكِّد بِهِ كُلَّ ضَمِيرٍ اتَّصَل

(1)

ش:

يجوز أَن يؤكد بضمير الرّفع المنفصل كل ضمير متصل.

سواء كَانَ المتصل بارزًا؛ كـ (قمتَ أنت)، و (قاموا هم)، و (ضربتك أنت)، و (مررت به هو)، و (أكرمتني أنا).

أَو مستترًا: كـ (قام هو)، و (اضرب أنت)، ومنه قوله تعالَى:{اسْكُنْ أَنْتَ} الآية.

وهو من قبيل التّوكيد بالمرادف.

• وإِنما جاز أَن يؤكد المجرور بالمرفوع؛ لأنه ليس لهم ضمير جر منفصل، فاستعير لهُ ضمير الرّفع.

• وَلَم يؤكدوا بنحو: (إِياك)؛ لأنَّ المرفوع أصل، فقدم علَى ضمير النّصب.

• وَلَم يجعلوا الضّمير بدلا فِي نحو: (رأيتك أنت)؛ لأنَّ البدل علَى نية تكرار العامل، وعامل النّصب لا يتسلط علَى المرفوع.

وهل يجوز إِبدال المضمر من المضمر؟

قال ابن هشام فِي بعض كتبه: لا، وأعرب الضّمير توكيدًا فِي:(رأيتك إِياك)، وفاقًا للمصنف فِي "التّسهيل".

وفي "البسيط": أَن ذلك لا يجوز.

وحكَى البعلي عن البصريين: أنه بدل.

وظاهر كلام ابن يعيش فِي "شرح المفصل": أَن هذا الضّمير لهُ موضع من

(1)

ومضمر: بالنصب: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وبالرفع مبتدأ، وعلى كل حال: هو مضاف، والرفع: مضاف إليه. الذي: اسم موصول: نعت لمضمر الرفع. قد: حرف تحقيق. انفصل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الاسم الموصول الواقع نعتًا، والجملة لا محل لها صلة الموصول. أكد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. به: جار ومجرور متعلق بأكد. كل: مفعول به لأكد، وكل مضاف وضمير: مضاف إليه، وجملة اتصل وفاعله المستتر فيه جوازًا، تقديره: هو: في محل جر صفة لضمير المضاف إليه.

ص: 219

الإِعراب؛ فإِنه قال فِي (كنت أنت القائم): يحتمل الفصل والتّوكيد؛ فإِن كَانَ توكيدًا .. فهو باق علَى اسميته.

ويحكم علَى موضعه بإِعراب ما قبله، وليس كذلك إِذا كَانَ فصلًا.

واللَّه الموفق

* * *

ص: 220