الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما لا يَنصَرِف
ص:
649 -
الصَّرفُ تنوِين أَتَى مُبَيِّنَا
…
معنًى بِهِ يَكُونُ الاسم أَمكَنَا
(1)
ش:
الصّرف: هو التّنوين الدّال على معني ليستحق الاسم بذلك المعني أَن يسمَّي (أمكن)، فَلَا يشبه الحرف ولَا الفعل؛ كـ (زيد) فيصرف.
والمراد بالتّنوين هنا: غير المقابلة والعوض؛ لأنهما يوجدان فِي غير المنصرف؛ كـ (هنداتٍ) علمًا لمؤنث، ونحو:(جوارٍ)، و (غواشٍ).
فغير المنصرف: هو الّذي لا يدخله هذا التّنوين.
ويسمى متمكنًا غير أمكن، ويجز بالفتحة كما علم.
* فيمتنع الاسم من الصّرف، إِذا اجتمع فيه علتان فرعيتان من علل تسع:
واحدة من جهة اللّفظ، والأخرَى من جهة المعنَى.
فخرج: ما إِذا كَانَ العلتان:
- من جهة اللّفظ: كالجمع، والتّصغير فِي (أُجيمال) تصغير:(أجمال)، فالجمع: فرع الإفراد، والتّصغير: فرع التّنكير .. فيصرف.
- أو كانتا من جهة المعنى: كالوصف والتّأنيث فِي (حائض)، و (طالق) .. فيصرف أيضًا، وهي في قوله:
عَدْلٌ وَوَصْفٌ وَتَأْنِيثٌ وَمَعْرِفَة
…
وَعُجْمَة ثُمَّ جَمْعٌ ثُمَّ تَرْكِيبُ
(1)
الصرف: مبتدأ. تنوين: خبر المبتدأ. أتى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا هو يعود إليّ تنوين، والجملة في محل رفع صفة لتنوين. مبينًا: حال من الضمير المستتر في أتى، وفي مبين ضمير مستتر جوازًا هو فاعله. معني: مفعول به لمبيّنا. به: جار ومجرور متعلق بيكون الآتي. يكون: فعل مضارع ناقص. الاسم: اسم يكون. أمكنا: خبر يكون، والجملة من يكون واسمه وخبره في محل نصب صفة لمعنى.
وَالنُّونُ زَائِدَةً مِنْ قَبْلِهَا أَلِفٌ
…
وَوَزْنُ فِعْلٍ وَهَذَا الْقَوْلُ تَقْرِيبُ
(1)
* أو واحدة تقوم مقامهما:
• كألف التّأنيث.
لأنَّ التّأنيث علة، وكونه ملازمًا للكلمة: بمنزلة علة أخرَى، فكأن الاسم فيه علتان.
• أَو الجمع الّذي علَى (مفاعل)، أَو (مفاعيل).
لأنَّ الجمع علة، وكونه علَي صيغة منتهى الجموع: بمنزلة علة أخرَى كما ذكر.
أو لأَنَّ هذين الجمعين لا نظير لهما، وما لا نظير له: فكأنه جمع مرتين، والجمع مرة واحدة علة، فالجمعان علتان.
فإِن قيل: حيث كانا منتهى الجموع ولا جمع بعدهما .. فما وجه قولهم: (صواحبات) جمع (صواحب)، و (جرت الطّير أَيَامَنِينَ): جمع: أيامن.
فالجواب: أنه نزل منزلة الآحاد تقديرًا، ثم جمع.
* وما لا ينصرف اثنا عشر نوعًا:
1.
ما فيه ألفا التّأنيث: كـ (حبلَي).
2.
أَو وصف لا يقبل الهاء علَى فعلان: كـ (سكران)، أَو وصف لا يقبل الهاء علَي أفعل: كـ (أحمر).
3.
أو وصف وعدل: كـ (مثنَى)، و (ثلاث).
ومنها ما اجتمع فيه مع العلمية:
4.
تركيب: كـ (معدي كرب).
(1)
هذه الأبيات من البسيط، وتُنسب لأبي سعيد الأنباريّ النّحويّ.
يُنظر: أسرار العربيّة 307، والكافية 62، وشرح الرّضيّ 1/ 35، وابن عقيل 2/ 294، والفوائد الضّيائيّة -مع الحاشية-1/ 208، 209، والأشباه والنّظائر 3/ 61، والأشمونيّ 3/ 230 - وشرح شواهد ابن عقيل 225 وقبلهما فيه البيت التالي:
مَوَانِعُ الصَّرْفِ تِسْعٌ كُلَّمَا اجْتَمَعَتْ
…
ثِنْتَانِ مِنْهَا فَمَا لِلصَّرْفِ تَصْوِيبُ
5.
أَو زيادة الألف والنون: كـ (عثمان).
6.
أَو التّأنيث لفظًا: كـ (طلحة).
7.
أَو لفظًا ومعنَى: كـ (فاطمة).
8.
أَو معنَى: كـ (زينب).
9.
أَو العجمة: كـ (إِبراهيم).
10.
أَو وزن الفعل: كـ (يزيد).
11.
أَو ألف الإِلحاق: كـ (علقي).
12.
أَو العدل: كـ (عمر).
والجمع الّذي علَى مفاعل أَو مفاعيل.
وأخذ يتكلم على ما سبق فقال:
ص:
650 -
فَأَلِفُ التَّأنِيثِ مُطلَقًا
…
مَنَع صَرفَ الَّذِي حَوَاهُ كَيفَمَا وَقَع
(1)
ش:
ألف التّأنيث تمنع من الصّرف:
مقصورة كانت أَو ممدودة.
نكرة ما هي فيه أَو معرفة.
مفردًا أَو جمعًا.
(1)
فألف: مبتدأ، وألف مضاف، والتأنيث: مضاف إليه. مطلقًا: حال تقدم علي صاحبه، وهو الضمير المستتر في قوله:(منع) الآتي. منع: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود على ألف التأنيث، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. صرف: مفعول به لمنع، وصرف مضاف، والذي: اسم موصول: مضاف إليه. حواه: حوى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الذي، والهاء مفعول به، والجملة لا محل لها صلة الموصول. كيفما: اسم شرط. وقع: فعل ماض فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ألف التأنيث، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما تقدم من الكلام عليه، والتقدير: كيفما وقع ألف التأنيث منع الصرف.
اسمًا أَو صفة؛ كـ (حبلَي)، و (ذكرى)، و (رَضوى) اسم جبل، و (جرحى)، و (مرضى)، و (حمراء)، و (صحراء)، و (زكرياء)، و (أولياء)، و (علماء)، و (أصدقاء).
وليس منه: (أفياء) جمع (فِيء)؛ لأنَّ همزة (أفياء) ليست للتأنيث بَلْ هي لام الكلمة، ووزنها:(أفعال).
وأما (أشياء) .. فسيأتي إن شاء اللَّه تعالَى ذكرها فِي التّصريف.
و (كيفما): اسم شرط، وهو مذهب كوفي، و (وقع): فعل الشّرط، والجواب محذوف أغنى عنهُ، قوله (منع)، والتّقدير:(كيفما وقع ألف التّأنيث .. منع صرف الّذي حواه).
واللَّه الموفق
ص:
651 -
وَزَائِدَا فَعلَان في وَصفٍ سَلِم
…
مِن أن يُرَي بتَاءِ تأْنيثٍ خُتِم
(1)
ش:
زائدا فعلان: الألف والنّون.
فيمنع الاسم لعلتين فرعيتين؛ كالوصف وزيادة الألف والنّون آخره؛ كـ (سكران):
ففرعية المعنَي: الوصف.
(1)
وزائدا: معطوف علي الضمير المستتر في (منع) الواقع في البيت السابق، وجاز العطف على الضمير المستتر المرفوع؛ للفصل بين المتعاطفين، وزائدا: مرفوع بالألف نيابة عن الضمة، وزائدا مضاف، وفعلان: مضاف إليه، وهو ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. في وصف: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لزائدي فعلان، أو حال منه. سلم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى وصف، والجملة في محل جر نعت لوصف. من: حرف جر. أن: مصدرية. يري: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب تقديرًا بأن، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى وصف، وهو مفعوله الأول، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بمِن، والجاو والمجرور متعلق بسلم. بتاء: جار ومجروو متعلق بقوله: ختم الآتي، وتاء مضاف، وتأنيت: مضاف إليه. ختم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى نائب فاعل يرى، والجملة في محل نصب مفعول ثان ليرى.