الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن ابن كيسان: أَن ميمها بدل من واو، وأصلها (أَو).
تنبيه:
تدخل همزة الاستفهام علَى: (الواو)، و (الفاء)، و (ثم)؛ كقولِهِ تعالَى:{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا} ، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} ، {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} .. فالجمهور: أَن الهمزة قدمت من تأخير، وأن هذه الجمل ونحوها معطوفة بـ (الواو)، و (الفاء)، و (ثم)، وأن الهمزة كانت بعد هذه الأحرف، فقدمت علَى العاطف تنبيهًا علَى أصالتها فِي التصدير.
والزّمخشري: أَن الهمزة فِي محلها الأصلي، والعطف علَى جملة مقدرة بَينَ الهمزة والعاطف، والتّقدير:(أمكثوا فلم يسيروا؟) ونحو ذلك.
وحكي عنهُ موافقة الجمهور.
وفي دعوَى الزّمخشري: حذف الجملة.
وفي دعوَى الجمهور: تقدم بعض المعطوف علَى العاطف.
واللَّه الموفق
ص:
551 -
خَيِّر أَبِح قَسِّم بِأَو وَأَبهِمِ
…
وَاشكُك وَإِضرَابٌ بِهَا أَيضًا نُمِي
(1)
552 -
وَرَبَّمَا عَاقَبَتِ الوَاوَ إِذَا
…
لَم يُلفِ ذُو النُّطقِ لِلَبسٍ مَنفَذَا
(2)
= ولسان العرب 12/ 36 (أمم)؛ والمقتضب (3/ 297) والمنصف 3/ 118؛ وتهذيب اللغة (1) 1/ 625؛ وتاج العروس (أمم).
الشاهد: قوله: (أم ما كان) حيث جاءت أم زائدة.
(1)
خيِّر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. أبح، قسم: معطوفان على خيّر بعاطف مقدر مع كل منهما. بأو: جار ومجرور تنازعه الأفعال الثلاثة قبله. وأبهم، واشكك: معطوفان على خيِّر وإضراب: مبتدأ. بها: جار ومجرور متعلق بإضراب. أيضًا: مفعول مطلق لفعل محذوف. نمى فعل ماض مبني المجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى إضراب، والجملة من نمي ونائب فاعله في محل رفع خبر المبتدأ.
(2)
وربما: رب: حرف تقليل، وما: كافة. عاقبت: عاقب: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى أو. الواو: مفعول به لعاقب. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. لم: نافية جازمة. يلف: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الياء،
ش:
* تكون (أَو) للتخيير، والإباحة، والتقسيم، والإبهام والشك، والإضراب:
- فالتّخيير: (خذ درهما أَو دينارًا)، (تزوج هندًا أَو أختها).
- والإِباحة: كقولِهِ تعالَى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}
…
إِلَى {أَوِ الطِّفْلِ} .
ونحو قولهم: (جالس الحسن أَو ابن سيرين)، و (تعلم الفقه أَو النّحو).
والفرق بَينَ التّخيير والإباحة؟
أَن التّخيير: لا يجمع فيه بَينَ الشّيئين، بخلاف الإباحة.
- والتّقسيم: قوله تعالَى: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} ، {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} ، ونحو:(الكلمة اسم أَو فعل أَو حرف) وهذا من تقسيم الكلي إِلَى جزئياته كما سبق فِي أول الكتاب.
- والإبهام: أَن تقول: (جاء زيد أو عمرو) وأنت تعلم الجائي منهما؛ ولكن تقصد الإبهام علَى السّامع، ومنه:{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ، {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا} .
- والشّك: أَن تقول: (جاء زيد أَو عمرو)، وأنت شاك فِي الجائي منهما، وفي القرآن:{لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} .
- ومثال الإضراب: قوله تعالَى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} .
التّقدير عند الفراء رحمه الله: (بَلْ يزيدون).
وقيل: بمعنَى الواو.
وذهب ابن كيسان: إِلَى أنها للإضراب أيضًا فِي قوله تعالَى: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} .
وأنكره ابن عصفور رحمه الله وقال: الإضراب لا يكون إِلَّا بعد غلط أَو نسيان،
= والكسرة قبلها دليل عليها. ذو: فاعل يلف، وذو مضاف، والنطق: مضاف إليه، والجملة في محل جر بإضافة (إذا) إليها. للبس: جار ومجرور متعلق بقوله منفذا الآتي. منفذًا: مفعول أول ليلقى، ومفعوله الثاني محذوف، وجواب (إذا) محذوف.
وتعالَى اللَّه عن ذلك.
ثم قال: ما معناه أنه إِذا جاء فِي القرآن ما أوهم ذلك .. فهو مصروف إِلَى المخاطبين علَى معنَى الإبهام عليهم أَو لشكهم.
وقال فِي: {أَوْ يَزِيدُونَ} المعنَى: (إِذا رأيتموهم شككتم فيهم أهم مائة ألف أَو يزيدون).
ومن الإضراب أيضًا قولُ الشّاعرِ:
كَانُوا ثَمَانِينَ أَو زَادُوا ثَمَانِيَةً
…
...........................
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وقبله:
مَاذَا ترى فِي عِيَالٍ قَدْ بَرِمتُ بِهِم
…
لَمْ أُحْصِ عِدَّتَهُم إِلَّا بِعَدَّادِ
كَانُوا ثَمَانِين، أَوْ زَادُوا ثَمَانِيَة
…
لَوْلَا رَجَاؤُكَ قَدْ قَتَلْتُ أَوْلَادِي
والبيتان لجرير في ديوانه ص 745، وجواهر الأدب ص 217، والدرر 6/ 116، وشرح شواهد المغني 1/ 201، وشرح عمدة الحافظ ص 627، والمقاصد النحوية 4/ 144، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص 121، وهمع الهوامع 2/ 134.
اللغة: برمت: ضقت واستأت. العيال: أهل البيت ممن تنفق عليهم.
المعنى: ليتك ترى أهلي الذين أتضايق من وجودهم، ولا أعرف عددهم، بل أحتاج إلى عدَّادٍ لإحصائهم، فهم ربما كانوا ثمانين أو ثمانية وثمانين، وقد كدت أقتلهم لولا أملي في عطائك وكرمك.
الإعراب: ماذا: اسم استفهام في محل نصب مفعول به لترى. ترى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. في عيال: جار ومجرور متعلقان بترى.
قد برمت: قد: حرف تحقيق. برمتُ: فعل ماض مبني على السكون والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. بهم: جار ومجرور متعلقان ببرمت. لم أحص: لم: حرف نفي وجزم وقلب، أُحص: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنا. عدَّتهم: مفعول به منصوب بالفتحة، وهم: ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. إلا: حرف حصر. بعداد: جار ومجرور متعلقان بأحصي. كانوا: فعل ماض ناقص، والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها. ثمانين: خبر كانوا منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. أو زادوا: أو: حرف استئناف وإضراب، زادوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف: للتفريق. ثمانية: تمييز منصوب بالفتحة. لولا: حرف امتناع لوجود. رجاؤك: مبتدأ مرفوع بالضمة، والكاف: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر المبتدأ: محذوف وجوبًا تقديره لولا رجاؤك موجود. خد قتَّلت: قد: حرف تحقيق. قتلت:
أَي: (بَلْ زادوا).
- وتكون بمعنَى (الواو) إِذا لم يوجد منفذ للإلباس؛ أَي: طريقة لهُ، وهو للكوفيين، وإِليه أشار بقوله:(وَرُبَّمَا عَاقَبَتِ الوَاوَ إِلَى آخره)؛ كقولِ الشَّاعرِ:
جَاءَ الخِلافَةَ أوْ كَانَتْ لَهُ قَدَرَا ..........................
(1)
= فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. أولادي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة (ترى): ابتدائية لا محل لها. وجملة (برمت): في محل جر صفة لعيال. وجملة (لم أحص): في محل جر صفة ثانية لعيال. وجملة (كانوا ثمانين): صفة ثالثة لعيال. وجملة (زادوا ثمانية): استئنافية لا محل لها. وجملة (لولا رجاؤك قد قتلت): استئنافية لا محل لها. وجملة (رجاؤك موجود): جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة (قد قتلت): جواب شرط غير جازم لا محل لها.
الشاهد: قوله: (ثمانين أو زادوا)؛ حيث جاءت (أو) بمعنى (بل) للإضراب.
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: كما أتى ربَّه موسى على قدر
وهو لجرير في ديوانه ص 416، والأزهية ص 114، وخزانة الأدب 11/ 69، والدرر 6/ 118، وشرح التصريح 1/ 283، وشرح شواهد المغني 1/ 196، ومغني اللبيب 1/ 62، 70، والمقاصد النحوية 2/ 485، 4/ 145، وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 124، والجنى الداني ص 230، وشرح ابن عقيل ص 499، وشرح عمدة الحافظ ص 627، وهمع الهوامع 2/ 134.
اللغة: جاء الخلافة: أي تولى الخلافة. قدرا: مقدرة، أو موافقة له.
المعني: يقول تولى الخلافة فكان أهلا لها، وقد قدرها اللَّه له كما قدر النبوة لموسى.
الإعراب. جاء: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. الخلافة: مفعول به منصوب بالفتحة. أو: حرف عطف. كانت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. واسمه ضمير مستتر فيه تقديره: هي. له: اللام حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجاو والمجرور متعلقان بـ (قدرا). قدرا: خبر كان منصوب بالفتحة. كما: الكاف حرف جر، ما: حرف مصدري. أتى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. على: حرف جر. قدرِ: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل أتى.
وجملة (جاء الخلافة
…
): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (كانت له قدرا): معطوفة على الجملة الأولى. وجملة (أتى ربه موسى): صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
الشاهد: قوله: (أو كانت له) حيث جاءت (أو) بمعنى الواو.
أَي: (وكانت لهُ قدرًا).
وقول الآخر:
أَلَا فَالبِثَا شَهرَينِ أَو نِصفَ ثَالِثِ
…
........................
(1)
أَي: (ونصف ثالث).
- وتكون بمعنَى (ولَا)، ومنه قوله تعالَى:{وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} .
- وبمعنَى (حتَّى)؛ نحو: (كُلْ أَو تشبعَ)؛ وكقوله:
لأستسهلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أُدْرِكَ المُنَى
…
......................
(2)
أَي: (حتَّى أدرك المُنَى).
- وبمعنَى (إِلا أن)، نحو:(لأضربنه أَو يعطيني حقي).
- وللتقدير؛ كقولِهِ تعالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} .
واللَّه الموفق
ص:
553 -
وَمِثلُ أَو فِي القَصدِ إمَّا الثَّانِيَه
…
فِي نَحوِ إمَّا ذِي وَإمَّا النَّائِيَه
(3)
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إِلى ذَاكمَا مَا غَيّبَتْني غِيَابيَا
وهو لابن أحمر في ديوانه ص 171؛ والأزهية ص 115؛ وخزانة الأدب 5/ 9؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 483؛ والخصائص 2/ 460، والمحتسب 2/ 227.
الشاهد: قوله: (أو نصف ثالث)، حيث جاءت (أو) بمعنى الواو.
(2)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فما انقادت الآمال إلا لصابر
وهو من الشواهد التي لم تعزَ إلى قائل، وهو من شواهد العيني 4/ 384، والشذور/ 298، والأشموني/ 3/ 295، والهمع/ 2/ 10، وشرح المغني/ 2/ 74
الشاهد قوله: (أو أدرك المنى)، حيث جاءت (أو) بمعنى (حتى).
(3)
ومثل: مبتدأ، ومثل مضاف، و أو: قصد لفظه: مضاف إليه. في القصد: جار ومجرور متعلق بمثل. إما: قصد لفظه: خبر المبتدأ. الثانية: نعت لإما. في نحو: جار ومجرور متعلق بمثل أيضًا. إما: حرف تفصيل. ذي: اسم إشارة للمفرد المؤنثة: مبتدأ، وخبره: محذوف؛ أي: إما هذه لك، مثلًا. وإما: عاطفة. النائية: معطوف على ذي.
ش:
(إما) حرف تفصيل، واختلف فِي الثّانية، وهي الّتي تسبق بمثلها.
فالأكثرون: أنها عاطفة، ويرده دخول الواو عليها؛ لأنَّ حرف العطف لا يدخل علَى مثله.
ويونس وابنا برهان وكيسان والفارسي والمصنف: علَى أنها ليست عاطفة، والعطف إِنما هو بالواو الّتي قبلها.
وأنكره الرّماني، قال: لأنَّ الواو للجمع، والكلام هنا لأحد الشّيئين.
والحاصل: أن (إما) الثّانية تفيد ما تقيده (أَو):
- من قصد التخيير، منه فِي القرآن:{إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} .
- والإبهام: منه: {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} .
- والتّقسيم؛ نحو: (الكلمة إما اسم وإما فعل وإما حرف).
- والشّك؛ نحو: (جاء إما خالد وإما بكر) إِذا كنت شاكًا فِي الجائي منهما.
- والإباحة: كـ (تعلَّم إما الفقه وإما النّحو).
وفي "القاموس": نازع فِي هذا جماعة. انتهَى.
والظَّاهر: أنها لا تكون مثلها من كل وجه؛ لأنَّ (إما) لا تكون للإضراب، ولَا للتقدير، ولَا بمعنَى (حتَّى)، ونحو ذلك.
وفتح همزها لغة: تميم.
وبه قوأ أبو السّماك فِي: (أما شاكرًا وأما كفورا).
وقد تنوب (وإلا) عنها؛ كقولِ الشَّاعرِ:
فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَخِي بِصِدْقٍ
…
فَأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي مِنْ سَمِينِي
وَإلا فَاطَّرِحْنِي واتَّخِذْنِي
…
عَدُوًّا أتَّقِيكَ وَتَتَّقِينِي
(1)
(1)
التخريج: البيتان للمثقب العبدي في ديوانه ص 211، 212، والأزهية ص 140، 141، وخزانة الأدب 7/ 489، 11/ 80، والدرر 6/ 129، وشرح اختيارات المفصل ص 1266، 1267، وشرح شواهد المغني 1/ 190، 191، وله أو لسحيم بن وثيل في المقاصد النحوية 1/ 192، 4/ 149، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 532، وجواهر الأدب ص 415، والمقرب 1/ 232،
وقد تنوب عنها (أَو): كقراءة بعضهم: (وإنا أو إياكم لإما على هدَى أَو فِي ضلال مبين).
وهمع الهوامع 2/ 135.
اللغة: الغث: الرديء من كل شيء؛ والسمين ضده. اطرحني: أبعدني واتركني. أتقيك: أتجنبك وأحذرك.
المعنى: يطلب الشاعر من مخاطَبه طلبًا بمنتهى الحساسية والأهمية، فيقول له: عندك طريقان لا ثالث لهما؛ فإما أن تكون صديقي الحقيقي الذي يُعرِّفني مساوئي وعيوبي فأتركها، ومحاسني ومكارمي فأزيد منها، وإما أن تكون عدوّي فدعني وشأني، أحذرك وتحذرني.
الإعراب: فإما: الفاء: استئنافية، إما: حرف تفصيل. أن: حرف مصدرية ونصب. تكون: فعل مضارع ناقص منصوب بالفتحة. واسمها: ضمير مستتر تقديره أنت. والمصدر المؤول من أن والفعل تكون: خبر لمبتدأ محذوف تقديره إما شأنك كونك أخًا بحق، وإما كونك عدوًّا، ويجوز أن يكون المصدر مفعولًا به لفعل محذوف والتقدير: اختر إما كونك أخًا، وإما كونك عدوًّا. أخي: خبر تكون منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، والياء: ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. بصدق: جار ومجرو متعلقان بتكون. فأعرف: الفاء: للعطف، أعرف: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل: ضمير مستتر تقديره: أنا. منك: جار ومجرور متعلقان بالفعل أعرف. غثى: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من سميني: جار ومجرور بكسرة مقدرة على ما قبل الياء، متعلقان بمحذوف حال، بتقدير غثي واضحًا من سميني. وإلا: الواو: عاطفة، إلا: إن حرف شرط، ولا: نافية لا عمل لها، وفعل الشرط محذوف بتقدير وإن لا تفعل فاطرحني. فاطرحني: الفاء: رابطة لجواب الشرط، اطّرح: فعل أمر مبني على السكون، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت واتخدني: الواو: للعطف، اتخذني: نفس إعراب اطرحني. عدوًّا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أتقيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنا، والكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وتتقيني: الواو: للعطف، تتقي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت.
وجملة (اختر إما كونك أخًا): بحسب ما قبلها. وجملة (تكون): صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة (فأعرف): معطوفة على جملة (تكون). وجملة (فاطرحني): في محل جزم جواب الشرط. وجملة (واتخذني): معطوفة على جملة (فاطرحني) في محل جزم مثلها. وجملة (أتقيك): حالية محلها النصب. وجملة (وتتقيني): معطوفة عليها في محل نصب كذلك. وجملة (تفعل المقدرة) لا محل لها لأنها جملة الشرط غير الظرفي. وجملة (إلا تفعل فاطرحني): معطوفة على جملة (إما أن تكون).
الشاهد: قوله: (فإما
…
وإلا) حيث استغنى عن تكرار (إما) وذكر ما يغني عنها وهو (وإلا).
وأجاز الفراء: حذف الأولَى، كـ (زيد يقوم ويقعد)، كَقَولِ الشَّاعرِ:
تُلِمُّ بدار قَد تقَادَمَ عَهدُها
…
وإمّا بأَمْواتٍ أَلَمَّ خَيَالُهَا
(1)
لأن الأصل: (تلم إما بدار وإما بأموات).
وسيبويه: أنها مركبة من (إن) و (ما)؛ بدليل: اقتصارهم علَى (إن) فِي قوله:
...............................
…
فَإِن جَزَعًا وَإِنْ إِجمَالَ صَبْرٍ
(2)
(1)
التخريج: البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ص 1902، وشرح شواهد المغني 1/ 193، وشرح عمدة الحافظ ص 642، والمقاصد النحوية 4/ 150، وللفرزدق فى ديوانه 2/ 71، وشرح المفصل 8/ 102، والمنصف 3/ 115، ولذي الرمة أو للفرزدق في خزانة الأدب 11/ 76، 78، والدرر 6/ 124، وبلا نسبة في الأزهية ص 142، والجنى الداني ص 533، ورصف المباني ص 102، والمقرب 1/ 132، وهمع الهوامع 2/ 135.
اللغة: تم بدار: تنزل بها قليلًا. تقادم عهدها: بعد زمن معرفتها أو بنائها. ألمَّ خيالها: طاف.
المعنى: فإما أن تنزل نفسي بدار الأحبة التي هُجرت منذ زمن بعيد، وإما أن تستعرض أشخاصًا أحبُّهم قد ماتوا، فتبقى روحي حزينة منكسرة.
الإعراب: تلم: فعل مضارعٍ مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى نفس الشاعر التي ذكرها قبلا. بدار: جار ومجرور متعلقان بـ (تلم). قد تقادم: قد: حرف تحقيق، تقادم فعل ماض مبني على الفتح. عهدُها: فاعل مرفوع بالضمة، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة وإما: الواو: للعطف، إما حرف تفصيل. بأموات: جار ومجرور معطوفان على قوله بدار. ألمَّ: فعل ماض مبني على الفتح. خيالُها: فاعل مرفوع بالضمة، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة (تلم بدار): في محل جر صفة لنفس في البيت السابق. وجملة (تقادم): في محل جر صفة لدار. وجملة (ألم): في محل جر صفة لـ (أموات).
الشاهد قوله: (تلم بدار
…
وإما
…
) حيث حذف (إما) الأولى، لدلالة الثانية عليها، والتقدير (إما تلم بدار، وإما تلم بأموات).
(2)
التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: لقد كذبتك نفسك فاكذبنها
وهو لدريد بن الصمة في ديوانه ص 67، والأزهية ص 57، وخزانة الأدب 11/ 109، 110، 114، 116، والدرر ص 102، وشرح أبيات سيبويه 1/ 209، والمقاصد النحوية 11/ 81، 93، 96، ورصف المباني ص 102، وما ينصرف وما لا ينصرف ص 129، والمقتضب 3/ 28، وهمع الهوامع 2/ 135.
اللغة: إجمال الصبر: هو الصبر الجميل، وهو الذي لا شكوى فيه إلى الخلق.
أَي: (فإما جزعًا وإما إجمال صبر).
وقيل: بسيطة.
وقول الشّيخ: (ذي): اسم إشارة مبتدأ حذف خبره؛ أَي: (لك إما ذي، وإما النائية)؛ أَي: البعيدة، ويجوز كونه مفعولًا لمحذوف؛ أَي:(خذ إما ذي وإما البعيدة).
واللَّه الموفق
ص:
554 -
وَأَولِ لكِن نَفيًا أَو نَهيًا وَلَا
…
نِدَاءً أَو أَمرًا أَو إثبَاتًا تَلَا
(1)
= المعنى: يُعَزّي الشاعر نفسه في مقتل أخ له قائلًا: كذبتك نفسك فيما منَّيتُك به في الاستمتاع بحياة أخيك، فاكذبها في كل ما تمنيك به بعد، فإما أن تجزع لفقد أخيك، وذلك لا يجْدي عليك شيئًا، وإما أن تجمل الصبر، وذلك أجدى عليك.
وقيل: إن الشاعر يخاطب امرأة، فروي البيت فاكذبيها.
الإعراب: لقد: اللام: واقعة في جواب قسم مقدر، وقد: حرف تحقيق. كذبتك: فعل ماضٍ مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث، والتاء: لا محل لها، والكاف: مفعول به محلها النصب.
نفسك: فاعل مرفوع بالضمة، والكاف: مضاف إليه محله الجر. فاكذبنها: الفاء: استئنافية، واكذب: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت، والنون: لا محل لها، وها: في محل نصب مفعول به. فإن: الفاء: استئنافية، إنْ: حرف تفصيل، والأصل إما. جزعًا: مفعول مطلق منصوب، لفعل محذوف. وإن: الواو: حرف عطف، إن: حرف تفصيل. إجمالَ: مفعول مطلق منصوب، لفعل محذوف. صبر: مضاف إليه مجرور.
جملة (لقد كذبتك نفسك): جواب قسم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (اكذبنها): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (فإن جزعًا): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (إن إجمالَ صبر): معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: أن (إن) في قوله: (فإن جزعًا وأن إجمال صبر) أصلها (إمّا)، فحذف (ما) وأبقى (إن)، والتقدير: فإما تجزع جزعًا وإمّا تجمل إجمال صبر.
(1)
وأول: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لكن: قصد لفظه: مفعول به لأَولِ. نفيا: مفعول ثان لأول. أو: عاطفة. نهيا: معطوف على قوله نفيا. ولا: قصد لفظه: مبتدأ. نداء: مفعول به مقدم لقوله: تلا الآتي. أو أمرًا أو إثباتًا: معطوفان على قوله نداء السابق. تلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى (لا) والجملة من (تلا) وفاعله: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (لا) المقصود لفظه.
ش:
* (لكن) حرف استدراك، وتعطف المفرد، مسبوقة بنفى أوَ نهي؛ نحو:(ما قام زيد لكن عمرو)، و (لا تضرب زيدًا لكن عمروًا).
فإِن تلاها جملة .. عريت من العطف وكانت حرف ابتداء؛ كقوله:
إنَّ ابنَ وَرْقَاءَ لا تُخشَى بَوادِر
…
لَكِنْ وَقَائِعُةُ في الَحرْبِ تُنتَظُر
(1)
وإِن وقع قبلها الواو، لكن الجملة بعدها معطوفة بالواو علَى ما قبلها، نحو:(ما كَانَ زيد بخيلًا ولكن كريمًا)، فهي من عطف الجمل وجوبًا؛ لأنَّ الواو لا تعطف فِي الإِفراد مثبتًا علَى منفي ولَا عكسه، فَلَا يكون (كريمًا) معطوفًا علَى (بخيلًا).
قال الله تعالَى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ} ، التّقدير:(ولكن كَان رسول الله)، وإِنما دخلت الواو عليها؛ لضعفها، دونَ حروف العطف؛ إِذ لو ثقلت .. خرجت عن العطف وعملت، وقد انتقل العطف هنا إِلَى الواو وبقيت (لكن) تفيد
(1)
التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمي في ديوانه ص 306، والجني الداني ص 589، والدرر 6/ 144، وشرح التصريح 2/ 147، وشرح شواهد المغني 2/ 703، واللمع ص 180، ومغني اللبيب 1/ 292، والمقاصد النحوية 4/ 178، وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 137.
اللغة: البوادر: جمع البادرة، وهي ما يظهر من الإنسان من خطأ أو نحوه في ساعة الغضب. الوقائع: جمع الوقيعة، وهي إنزال الشر بالعدو.
المعنى: يقول: إن ابن ورقاء رجل يسيطر على نفسه ساعة غضبه، أو لا يخون، ولكن إنزاله الشر بالأعداء أمر مرتقب ومتوقع.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل ابن: اسم إن منصوب، وهو مضاف. ورقاء: مضاف إليه مجرور بالفتحة. لا: حرف نفي. تخشى: فعل مضارع للمجهول مرفوع. بوادره: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. لكن: حرف ابتداء. وقائعه: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. في الحرب: جار ومجرور متعلقان بـ (تنتظر). تنتظر: فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
وجملة (إن ابن ورقاء
…
): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا تخشى بوادره): في محل رفع خبر إن. وجملة (وقائعه في الحرب تنتظر): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تنتظر): في محل رفع خبر المبتدأ وقائع.
الشاهد: قوله: (لكن وقائعة
…
) حيث وودت (لكن) حرف ابتداء لا حرف عطف؛ لكون الواقع بعدها: جملة من مبتدأ وخبر.
الاستدراك خاصة، نص عليه ابن فلاح.
وعن يونس: أن (لكن): لا تكون عاطفة، بَلْ هي حرف استدراك باق علَى عمله الأصلي؛ كنحو:(ما قام زيد لكن عمرو) على إضمار مبتدأ؛ أَي: (لكن القائم عمرو).
وفي (لكن): ضمير الشّأن اسمها، والجملة خبر فِي محل رفع.
وكذا: (ما رأيت زيدًا لكن عمرًا)؛ أَي: (لكن رأيت عمرًا) فاسمها ضمير فيها، والجملة خبر فِي محل رفع.
وأَجازَ الكوفيون: أَن تعطف فِي الإيجاب؛ كـ (قام زيد لكن عمرو).
ورد: بأنها للاستدراك، وهو لا يكون إِلَّا بَينَ مختلفين؛ كالنفي والإثبات.
ويعطف بِـ (لَا) النّافية:
- بعد النّداء: كـ (يا زيد لا عمرو)، ومنعه محمد بن سعدان الكوفي.
وبعد الأمر: كـ (اضرب زيدًا لا عمرًا).
- وبعد الإثبات: كـ (جاء زيد لا عمرو).
وإِلَي ذلك أشار بقوله: (ولا نداءً أو أمرًا أَو إثباتًا تَلا).
ومنعوا: (جاء رجل لا زيد)، ذكره السّهيلي والأُبَّدي وتلميذه أبو حيان؛ لأنَّ (الرّجل)، يصدق بـ (زيد)؛ أَو لأنَّ (لا) لتوكيد النّفي؛ فنحو:(قام رجل) من قولك: (قام رجل لا امرأة) مقتضٍ لنفي القيام عن المرأة، فدخلت (لا) للتصريح بما تضمنه (قام رجل)، بخلاف:(قام رجل لا زيد)؛ لأنَّ (قام رجل) لا يقتضي نفي القيام عن (زيد).
ومنع عبد الرّحمن الزّجاجي: أَن يعطف بها بعد الفعل الماضي، كـ (قام زيد لا عمرو).
ورده المصنف.
واعتذر عنهُ ابن بابشاذ، قال: لأنه لا يلتبس بالدّعاء؛ فإِن أردت الدّعاء .. جاز، وَلَم تكن (لا) عاطفة. انتهَى.
وأَجازَ الفراء: أَن يعطف بها علَى اسم (لعل)؛ نحو: (لعل زيدًا لا عمرًا قائم).
وهي لقصر الحكم على ما قبلها.
وهذا القصر إما أَن يكونَ قصر إفراد، أَو قصر قلب:
فالأول: (زيد كاتب لا شاعر) ردًا: علَى من اعتقد الشّيئين فأفردت لـ (زيد) حكم الكتابة، وقصرت ذلك الحكم عليه.
والثّاني: (زيد عالم لا جاهل)، ردًا: علَى من اعتقد أنه (جاهل)، فقلبت ما اعتقده ذلك الشّخص، وقصرت ذلك القلب عليه.
* ولَا يعطف بها بعد النّفي: فَلَا يقال: (ما قام زيد لا عمرو).
وإِذا قلت: (ما قام زيد ولَا عمرو) .. لم تكن عاطفة بَلْ لتوكيد الجحد؛ لأنه لا يجمع بَينَ حرفي عطف.
• ولَا تعطف جملة.
خلافًا لابن الخباز فِي "النّهاية"، أَجازَ:(زيد قائم لا عمرو قاعد).
والبصريون: زائدة للتوكيد، فِي قوله تعالَى:{وَلَا الضَّالِّينَ} .
والكوفيون: أنها بمعنَى (غير).
و (لا): مبتدأ، و (نداء): مفعول بـ (تلا)، وما بعده معطوف عليه، والتّقدير:(لا تل نداء أَو أمرًا أَو إثباتًا).
واللَّه الموفق
ص:
555 -
وَبَل كَلِكن بَعَد مَصحُوبَيهَا
…
كَلَم أكُن في مَربَعٍ بَل تَيهَا
(1)
556 -
وانقُل بِهَا للِثَّانِ حُكمَ الَأوَّلِ
…
في الخبر المُثبَتِ، وَالَأمرِ الجَلِي
(2)
(1)
وبل: قصد لفظه: مبتدأ. كلكن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. بعد: ظرف متعلق بمحذوف حال من ضمير المبتدأ المستكن في الخبر، وبعد مضاف، ومصحوبي من مصحوبيها: مضاف إليه، ومصحوبي مضاف، وها مضاف إليه. كلم: الكاف جارة لقول محذوف، لم: نافية جازمة. أكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. في مربع: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أكن. بل: حرف عطف. تيها: قصر للضرووة، وأصله تيها، معطوف على مربع.
(2)
وانقل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بها، للثان: جاران ومجرووان متعلقان بانقل. حكم: مفعول به لـ (انقل)، وحكم مضاف والأول: مضاف إليه. في الخبر: جار ومجرور متعلق بانقل أيضًا. المثبت: صفة للخبر. والأمر: معطوف على الخبر. الجلي: صفة للأمر.
ش:
سبق أن (لكن) يعطف بها بعد النفي والنهي.
* وذكر هنا: أن (بَلْ مثلها فِيِ ذلك؛ نحو: (ما قام زيد بَلْ عمرو)، فـ (زيد):
تقرر نفي القيام عنهُ، و (عمرو): قرر إثبات القيام لهُ، ومثله:(لم أكن فِي مربع بَلْ تيها) بفتح المثناة فوق.
والنّهي: (لا تضرب زيدًا بَلْ عمرًا)، فـ (زيدًا): قُرِّر النّهي عن ضربه، و (عمرًا): قرر الأمر بضربه.
وقيل: إن الأول لا يحكم عليه بسلب الحكم، بَلْ هو فِي حكم المسكوت عنهُ، وتزاد (لا) قبلها لتوكيد التّقرير؛ كقوله:
لَا تَمَلَّنَّ طاعةَ الله لَا بَلْ
…
طاعةَ الله مَا حَييتَ اسْتَدِيما
(1)
فزيدت لتأكيد بقاء النّفي.
وإذا عُطف بـ (بل) فِي الخبر المثبت والأمر .. أفادت الإضراب عن الأول، ونقلت الحكم للثاني، وإِليه أشار بقوله: (وَانْقُل بِهَا لِلثَّانِ
…
إِلَى آخره):
- فالخبر المثبت: (جاء زيد بَلْ عمرو)، فأما (زيد) .. ففي حكم المسكوت عنهُ.
- والأمر: (اضرب خالدًا بَلْ بكرًا)، فالمأمور بضربه (بكر)، والأول فِى حكم المسكوت عنهُ.
والّذي حققه العلامة القواس: أَن نحو: (جاء زيد بَلْ عمرو):
• إن قصد فيه نسبة الفعل إِلَى (عمرو)، وسبق اللّسان إِلَى (زيد) .. فهو غلط، وأفادت الإضراب عن الأول مطلقًا.
• وإِن قصد به الخروج من قضية إِلَى غيرها .. فَلَا يبطل حكم الأول، وحينئذ لا يكون الإضراب للإبطال، بَلْ لمجرد الانتقال.
(1)
التخريج: البيت غير منسوب. وهو في الدرر 2/ 188، والهمع 2/ 136.
الشاهد: قوله: (لا بل طاعة الله)؛ حيث أنشده السيوطي شاهدًا لجواز زيادة (لا) قبل (بل) لتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي والنهي.