الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينون فِي الضّرورة ما يستحق الضّم، كقوله:
وَا فَقْعَسًا وَأَينَ مِنِّي فَقْعَسُ
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
وَكَانَ الأحسن رفعه؛ لأنه علم.
[أدوات الندبة]:
- وللمندوب: (وا).
- وكذا (يا) عند أمن اللّبس:
فمن الأول قوله:
رُقَيَّةُ تَيَّمَتْ قَلبِي
…
فَوَاكَبِدَا مِنَ الحُبِّ
(2)
ومن الثّاني قوله:
(1)
التخريج: هذا بيت من الرجز المشطور، وبعده: أَإِبِلِي يَأْخُذُهَا كَرَوَّسُ
وهو لرجل من بني أسد في الدرر 3/ 17، والمقاصد النحوية 4/ 272، وبلا نسبة في الدرر 3/ 41، ورصف المباني ص 27، وشرح التصريح 2/ 182، ومجالس ثعلب 2/ 542، والمقرب 1/ 184، وهمع الهوامع 1/ 172، 179.
اللغة: فقعس: حي من بني أسد. كروَّس: الرجل الغليظ، والمقصود به هنا: اسم رجل أغار على إبل الشاعر فندَّ بها.
الإعراب: وا: حرف نداء وندبة. فقعسًا: منادى مندوب منصوب. وأين: الواو: استئنافية، أين: اسم استفهام في محل رفع خبر مبتدأ مقدم. مني: جار ومجرور متعلقان بحال من فقعس. فقعس: مبتدأ مؤخر مرفوع. أإبلي: الهمزة للاستفهام، إبلي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يأخذها: فعل مضارع، وها: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، كروس: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة (وا فقعسًا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أين مني فقعس): استئنافية لا محل لها. وجملة (إبلي. . .): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يأخذها): في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: (وا فقعسًا)؛ حيث نصب المندوب ونونه للضرورة، ويجوز بناؤه على الضم.
(2)
التخريج: البيت من مجزوء الوافر، وهو لعبيد اللَّه بن قيس الرقيات في ديوانه ص 169، والأغاني 5/ 85، وشرح عمدة الحافظ ص 290.
الشاهد قوله: (فواكبدا)، حيث استعمل (وا) للندبة.
حَمَلتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاصْطَبَرْتَ لَهُ
…
وَقُمْتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَا عُمَرَا
(1)
فَلَا لبس؛ للقرينة، وسبق فِي النّداء.
والمندوب يخالف المنادَى فى أشياء:
- فَلَا يحذف معه الحرف.
- ولَا تندب النّكرة؛ كـ (رجل).
- ولَا المبهم كاسم الإِشارة.
- ولَا المضمر فَلَا يقال: (وا رجلاه)، ولَا (وا هذاه)، ولَا (وا أنتاه).
- ولَا الموصول المحلى بـ (أل).
بخلاف الخالي منها، فيندب إِذا عيّنته صلته؛ نحو:(وا من كَسَا اليتيم) إن كَانَ
(1)
التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 736، والدرر 3/ 42، وشرح التصريح 2/ 164، 181، وشرح شواهد المغني 2/ 792، وشرح عمدة الحافظ ص 289، والمقاصد النحوية 4/ 229، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 9، ومغني اللبيب 2/ 372، وهمع الهوامع 1/ 180.
اللغة: الأمر العظيم: كناية عن الخلافة. اصطبرت: اضطلعت بالأعباء. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي.
المعنى: يقول الشاعر مخاطبًا عمر بن عبد العزيز: اضطلعت بأعباء الخلافة، فنهضت بها خير نهوض، منفذا أوامر اللَّه.
الإعراب: حملت: فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. أمرًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. عظيمًا: نعت أمرًا منصوب بالفتحة. فاصطبرت: الفاء حرف عطف، اصطبرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. له: اللام حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل اصطبر. وقمت: الواو حرف عطف، قمت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فيه: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قمت. بأمر: جار ومجرور متعلقان بـ (قمت)، وهو مضاف. اللَّه: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. يا: حرف نداء وندبة. عمرا: منادى مندوب مبني على الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للألف، وهو في محل نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: (يا عمرا)؛ على أنه منادى مفتجع عليه، وقد ندب الشاعر بـ (يا) عوضا من (وا) الأصلية في الندبة؛ لأنه أُمِن اللبس بالمنادى المحض، وهنا جاء المندوب معرى عن الهاء.
مشهورًا بذلك.
فخرج: (وا من ذهباه)، (وا من ضرباه).
ومِن نَدبِ الموصولِ المشهور بصلته قولهم: (وا من حفر بئر زمزم)، فهو بمنزلة:(وا عبدَ المطلباه)؛ إِذ هو المشهور بـ (حفرها).
وأَجازَ الرّقاشي أَن تندب النّكرة.
وسمع: (وا جبلاه).
ومنع عمر الشّلوبين: أَن يندب الإسنادي؛ كـ (تأبط شرًا).
وقوله: (بئرَ): مجرور بالكاف، إِلَّا أنه حكى قول القائل:(وا من حفر بئر زمزماه).
واللَّه الموفق
ص:
603 -
وَمُنْتَهَى المَنْدُوبِ صِلْهُ بِالأَلِفْ
…
مَتْلُوُّهَا إِنْ كَانَ مِثْلَهَا حُذِفْ
(1)
604 -
كَذَلكَ تَنْوِيْنُ الَّذِي بِهِ كَمَلْ
…
مِنْ صِلَةٍ أَوْ غَيْرِهَا نِلْتَ الأَمَلْ
(2)
ش:
- تلحق آخر المندوب ألف جوازًا.
(1)
ومنتهى: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: وُصِل منتهى المندوب، ومنتهى مضاف، والمندوب: مضاف إليه. صِله: صل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به. بالألف: جار ومجرور متعلق بصل. متلوها: متلو: مبتدأ، ومتلو مضاف، وها مضاف إليه. إن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيها. مثلها: مثل: خبر كان، ومثل مضاف وها: مضاف إليه. حذف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى متلوها، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، وجواب الشرط محذوف تدل عليه جملة الخبر.
(2)
كذاك: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. تنوين: مبتدأ مؤخر، وتنوين مضاف، والذي: اسم موصول: مضاف إليه. به: جار ومجرور متعلق بكمل الآتي. كمل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة الذي. من صلة: بيان لذي. أو غيرها: غير: معطوف على صلة، وغير مضاف وها: مضاف إليه. نلت الأمل: نال: فعل ماض، وتاء المخاطب فاعله، والأمل: مفعول به.
ومنهم: من أوجبها؛ لئلا يلتبس بالمنادَى فِي بعض الصّور، فتقول:(وا زيدا)، (وا عبد المطلبا)، (وا معدي كربا)، (وا نقطاع ظهريا).
- وقد تلحقه أيضًا هاء كما سيأتي.
- وإِن كَانَ آخر المندوب ألف. . فيجب حذفها عند لحاق ألف الندبة؛ لئلا يجتمع ساكنان؛ نحو: (وا موساه) فتثبت ألف النّدبة، وتحذف ألف (موسى)، وإِليه أشار بقوله:(متلوها إن كَانَ مثلها حذف)، يعنى:(متلو ألف النّدبة إن كَانَ مثلها. . وجب حذفه).
والكوفيون: يقلبون ألف (موسَى) ياء، فيقولون:(وا موسياه).
إِذا ندب ما فيه ألف التّأنيث الممدودة؛ نحو: (زكرياء)، و (عفراء): اسم امرأة، ونحو:(حمراء)، و (صفراء) علمين. . يقال:(وا زكرياءاه)، (واحمراءاه) من غير أَن يحذف شيء.
والفراء وباقي الكوفيين: يحذفون الهمزة والألف الّتي قبلها؛ نحو: (وا زكرياه)، (وا حمراه) بألف النّدبة فقط.
وأجازوا أيضًا: حذف ألف النّدبة، وجعل الفتحة دليل عليها؛ نحو:(وازيدَا) بفتح الدّال.
• ولَا يلحق ألف النّدبة ما آخره ألف وهاء فَلَا يقال فِي (عبد اللَّه): (وا عبد اللّاهاه)، ولَا فِي (جهجاه):(وا جهجاهاه).
قال فِي "التّسهيل": ويستغنى عن الألف والهاء فِي ما آخره ألف وهاء. انتهَى.
خلافًا لابن معطي.
• واختلف فِي لحاق الألف توابع المندوب:
• فسيبويه: إِذا ندب نحو: (زيد الظّريف). . فيؤتَى بألف النّدبة قبل الصّفة؛ لأنَّ الصّفة مستغنَى عنها فِي نية السّقوط تقديرًا؛ ولأنها غير مندوبة.
• وأَجازَ يونس ومحمد بن كيسان والكوفيون: وصل الألف بآخر الصّفة؛ نحو: (وا زيد الظّريفا).
قالوا: لأن الصّفة والموصوف كشيء واحد، ولذلك تبنى الصّفة مع الموصوف فِي باب (لا).
وكذا لو كانت الصّفة مضافة؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
كَم قَائِلٍ يَا أَسعدُ بنَ سَعدَاه
…
كُلُّ امرِئٍ بَاكٍ عَلَيكَ أَوَّاه
(1)
وقيده ابن الخباز فِي "النّهاية": بكون الصّفة (ابن) بَينَ علمين كما فِي هذا الشّاهد.
وحكي: أنه جائز باتفاق.
ووليت الصّفة فِي غير ذلك؛ كقولِ بعضهم: (وا جمجمتَيَّ الشّاميّتيناه)، وأصله:(الشّاميتين): تثنية (شامية)، ففتح نون التّثنية لأجل ألف النّدبة، وهما قِدحان من خشب.
وفيه تأييد ليونس ومن وافقه.
• وقياس كلام سيبويه والخليل: أَن الألف لا تلحق عطف البيان ولَا التّوكيد المعنوي.
• وأَجازَ ابن الخباز أَن يلحق آخر البدل؛ نحو: (وا غلامنا زيداه).
• وكذا عطف النّسق؛ نحو: (وا زيد وعمراه).
• ويجوز أَن يلحق المضاف إِليه؛ نحو: (وا غلام زيداه)، (وا عبد الملكاه)؛ لأن المتضايفين بمنزلة شيء واحد فَلَا يضر ذلك.
• وأَجازَ الفراء فيما ليس منونًا؛ كـ (عبد الملك) و (عبد المطلب) بقاء الكسرة وقلب ألف النّدبة ياء؛ نحو: (وا عبد المطلبيه).
• وعن باقي الكوفيين جوازه مع المنّون؛ نحو: (وا غلام زيدِنيه)، فيكسر التّنوين ويقلب الألف ياء.
• ومنهم: من يحرك التّنوين بالفتح؛ نحو: (وا غلام زيدناه).
قال القواس: وهو ضعيف؛ لأنه خارج عن القياس والسّماع.
لأنَّ المعتمد: حذف التّنوين؛ كما قال المصنف: (كَذَاكَ تَنْوِيْنُ الَّذِي بِهِ كَمَل
(1)
التخريج: انظره في التذييل (4/ 219)، والارتشاف 5/ 2216.
الشاهد: قوله: (بن سعداه)، حيث لحقت الألف صفة المندوب المضافة جوازًا، وقيده ابن الخباز بكون الصفة لفظة (ابن) واقعة بين علمين.
مِنْ صِلَةٍ أَو غَيْرِهَا).
- فالصّلة كقولهم: (وا مَن حفر بئر زمزماه)، والأصل:(زمزم) بالتّنوين فحذف التّنوين من آخر الصّلة لأجل ألف الندبة.
والأحسن: عدم الصّرف فِي (زمزم) باعتبار البقعة، فَلَا يكون فيه تنوين؛ ولكنهم اعتبروا المكان فصرفوه، والمثال الجيد:(وا من ضرب غلام زيداه).
- وأما غير الصلة فكقولك: (وا غلام زيداه) بالألف، والأصل:(غلام زيد) فحذف التّنوين لأجل ألف الندبة.
وسبق مذهب الكوفيين فِي ذلك.
• وتحذف أيضًا ياء المتكلم، فيقال فِي (غلامي):(واغلاماه)؛ لأَنَّها ساكنة والألف ساكنة.
• وقد تبقى الياء وتفتح فرارًا من التقاء السّاكنين؛ نحو: (واغلاميَاه)، (وا انقطاع ظهرياه).
تنبيه:
ظاهر كلامهم: أَن المندوب فِي (وا زيدا)، والمستغاث فِي (يا محمدا): مبني علَى الفتح؛ لأنهم حكموا بالإعراب فِي نحو: (يا لمحمد) وقد زالت اللّام.
وبالبناء علَى الضّم فِي نحو: (وا زيد) وقد زاد.
فإِذا أتبع أحدهما بنعت أَو عطف ونحوه. . نصب التّابع لا غير.
هذا إِذا لحقتهما الألف كما فِي المثالين؛ نحو: (وا زيدا الظّريفَ)، و (يا محمدُ الكريمَ).
واللَّه الموفق
ص:
605 -
وَالشَّكْلَ حَتْمًا أَولِهِ مُجَانِسَا
…
إِنْ يَكُنِ الفَتْحُ بِوَهْمٍ لَابِسَا
(1)
(1)
الشكل: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: وأول الشكل. حتمًا: مفعول مطلق لفعل محذوف أيضًا، أو هو حال من هاء أولِهِ. أوله: أولِ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر =
ش:
من حق ألف النّدبة: أَن يفتح ما قبلها للمناسبة.
فإِن كَانَ آخر المندوب فتحة. . بقيت علَى حالها؛ نحو: (وا غلام أحمدا).
وإِن كَانَ ضمة أَو كسرة. . أبدلت فتحة؛ لمناسبة الألف؛ نحو: (وا زيدا)، (وا غلام زيدا).
ويحذف التّنوين من نحو: (وا غلام زيد) كما سبق مفصلًا.
فإِن وقع بالفتح لبس. . قلبت ألف النّدبة واوًا بعد الضّمة، وياء بعد الكسرة:
فالأول نحو: (وا غلامُهُ) بضم الهاء من غير إشباع، تقول فيه:(وا غلامَهوه) منصوبًا؛ لأنه مضاف، فقلبت ألف الندبة واوًا؛ لمناسبة ضمة الهاء، ولو بقيت ألف النّدبة. . لفتحت الهاء وقيل:(وا غلامهاه) فيلتبس بالمؤنث.
والثّاني نحو: (وا غلامَكِ) بكسر الكاف، تقول فيه:(وا غلامَكيه) بفتح الميم كما سبق، فقلبت ألف النّدبة لمناسبة كسرة الكاف، ولو بقيت الألف. . لفتحت الكاف وقيل:(وا غلامَكاه) فيلتبس بالمذكر.
وتقول فِي (غلامكم) إِذا لحقته ألف النّدبة: (واغلامَكمُوه) بقلب الألف واوًا لمناسبة ضمة الميم، ولو بقيت الألف. . لقيل:(وا غلامكماه) وليس هو المراد.
وعن السّيرافي: أنه لا يندب؛ نحو: (وا غلامك) ولَا ينادى أيضًا.
تنبيه:
لو سميت بـ (قاموا). . قلت فِي النّدبة: (واقاموه) فتحذف واو قاموا لالتقاء السّاكنين، وتقلب ألف النّدبة واوًا؛ لأنها بعد ضمة.
ولو سميت بـ (قُومي) قلت: (واقوميه) فتحذف ياء (قومي) للساكنين أيضًا، وتقلب ألف النّدبة ياء؛ لأنها بعد كسرة.
ولَا يجوز بقاء الألف وفتح الياء فَلَا يقال: (واقومياه) وإِن كَانَ يجوز فتح ياء
= فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول به لأولِ. مجانسًا: مفعول ثان لأول. إن: شرطية. يكن: فعل مضارع ناقص فعل الشرط. الفتحُ: اسم يكن. بوهم: جار ومجرور متعلق بقوله لابسًا الآتي. لابسًا: خبر يكن، وجواب الشرط محذوف.
المتكلم فِي نحو: (وا غلامياه)؛ لأنَّ تحريك ياء (قومي) يفوت به حكاية الجملة.
ولَا يقال: إن حكاية الجملة فاتت؛ لحذف واو قاموا، وياء قومي؛ لأنَّ كلا منهما حذف لعارض صناعي؛ ولأَنَّ الضّمة دليل علَى الواو، والكسرة دليل علَى الياء، فكأنه لم يحصل تغيير.
وكذا لو سميت بنحو (ضربتُ) مضموم التّاء تقول: (وا ضربتوه)؛ لأنَّ بقاء الألف يقتضي فتح التّاء فتفوت الحكاية.
واللَّه الموفق
ص:
606 -
وَوَاقِفًا زِدْ هَاء سَكْتٍ إِنْ تُرِدْ
…
وَإِنْ تَشَأْ فَالمَدُّ وَالهَا لَا تَزِدْ
(1)
ش:
يجوز أَن يؤتَى بـ (هاء) السّكت بعد ألف النّدبة، ولَا يكون ذلك إلَّا فِى الوقف؛ نحو:(وا غلام زيداه)، (وا زيداه)، (وا عبد المطلباه)، (وا أمير المؤمناه)، (وا معدي كرباه)، (وا نقطاع ظهرياه) وسبقت الأمثلة به.
وثبت الهاء فِي الوصل ضرورة؛ كقولِهِ:
أَلَا يَا عَمْرُو عَمْرَاهُ
…
وَعَمْرُو بْنُ الزُّبَيرَاهُ
(2)
(1)
وواقفًا: حال من فاعل (زد) الآتي. زد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. هاء: مفعول به لزد، وهاء مضاف، وسكت: مضاف إليه. إن: شرطية. ترد: فعل مضارع، فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، ومفعوله محذوف، وجواب الشرط محذوف أيضًا. وإن: شرطية. تشأ: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. فالمد: الفاء واقعة في جواب الشرط، المد: مبتدأ، وخبره محذوف، أي فالمد واجب، مثلا، والجملة في محل جزم جواب الشرط. والها: قصر للضرورة: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله:(لا تزد) الآتي. لا: ناهية. تزد: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(2)
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 42؛ ورصف المباني ص 27؛ والمقاصد النحوية 4/ 273؛ والمقرب 1/ 184.
الإعراب: ألا: حرف استفتاح. يا: حرف نداء وندبة. عمرو: منادى مندوب مبني على الضم في محل نصب. عمراه: توكيد لفظي لعمرو، والألف لتوكيد الندبة، والهاء للسكت. وعمرو: الواو حرف =
وفي هذا البيت شذوذان أيضًا: تعرية المندوبة من (وا)، وتحريك هاء السّكت وهي لا تحرك.
لكن قال المصنف هنا: ربما ثبتت مكسورة أَو مضمومة.
زاد بن فلاح: أَو مفتوحة.
وأَجازَ الفراء إثباتها فِي الوصل بالوجهين.
والحاصل:
أنك إِذا ندبت. . قلت:
- (وا زيد) من غير ألف ولا هاء.
- أَو: (وا زيدا) بالألف فقط.
- أو: (وا زيداه) بالألف والهاء وقفًا؛ لأنَّ هاء السّكت لا تكون إِلَّا فِي الوقف غالبًا.
و (المد): مبتدأ، والخبر محذوف؛ أَي:(فالمد كَافٍ)، ويصح نصب (المد) علَى أنه مفعول بقوله:(لا تزد)، والتّقدير حينئذ:(زد هاء السّكت فِي الوقف، وإِن تشأ فَلَا تزد مدًا ولا هاء، بَلْ يكفي قولك: وا زيدُ).
واللَّه الموفق
ص:
607 -
وَقَائِلٌ وَاعَبْدِيَا وَاعَبْدَا
…
مَنْ فِي النِّدَا اليَا ذَا سُكُونٍ أَبْدَى
(1)
ش:
= عطف. عمرو: معطوف على عمرو الأولى. بنُ: نعت عمرو، وهو مضاف. الزبيراه: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الألف، والألف لتوكيد الندبة، والهاء للسكت.
الشاهد فيه قوله: (عمراه)؛ حيث أضاف هاء السكت على المندوب في حالة الوصل ضرورة.
(1)
وقائل: خبر مقدم، وفيه ضمير مستتر هو فاعله. أعبديا: مفعول به لقائل. واعبدا: معطوف على المفعول. من: اسم موصول: مبتدأ مؤخر. فى الندا: جار ومجرور متعلق بقوله: أبدى الآتي. اليا: قصر للضرورة: مفعول مقدم لأبدى. ذا: حال من الياء، وذا مضاف، وسكون: مضاف إليه. أبدى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى من، والجملة لا محل لها صلة. مَن الموصولة الواقعة مبتدأ، وتقدير البيت:(ومن أبدى الياء -أي أظهرها- ساكنة في النداء قائل: واعبديا، أو واعبدا).
سبق أَن المنادَى المضاف إِلَى ياء المتكلم فيه ست لغات إن كَانَ صحيحًا، وذكر الكلام فيه عند قوله:(عبدِ عبدي عبدَ عبدَا عَبدِيا).
- فإِذا ندبت علَى لغة من يثبت الياء السّاكنة؛ نحو: (يا عبدي):
• فلك أَن تحرك الياء السّاكنة بالفتحة، وتأتي بألف النّدبة؛ نحو:(وا عبديا) بتحريك الياء لالتقائها ساكنة مع ألف النّدبة.
• ولك أَن تحذف الياء لالتقاء السّاكنين، فتقول:(وا عبدا) وسبقت الإِشارة بذلك فِي مثال: (واغلاماه)، (واغلامياه).
فمعنَى البيت: الّذي يثبت الياء ساكنة فِي النّداء. . يقول فِي النّدبة: (واعبديا)، (وا عبدا) هذا ما ذكره الشيخ هنا.
- إِذا ندبت علَى لغة من يكتب الياء مفتوحة. . جئت بألف النّدبة، وَلَم تحتج إِلَى عمل؛ نحو:(وا عبديا).
- وإِذا ندبت علَى لغة من يقلب الياء ألفًا ويبقيها. . حذفت الألف لالتقائها مع ألف النّدبة، فتقول:(وا عبدا).
- وإِذا ندبت علَى لغة من يقلب الياء ألفًا ويحذفها، أَو علَى لغة من يحذف الياء ويكتفي بالكسرة، أَو علَى لغة من يحذف الياء ويضم. . قلت:(وا عبدا).
لأنك علَى اللّغة الأولَى: أوقعت الألف بعد الفتحة من غير عمل.
وعلَى الثّانيه: قلبت الكسرة فتحة.
وعلَى الثّالثة: قلبت الضّمة فتحة لأجل ألف النّدبة.
و (مَن): اسم موصول مبتدأ، و (قائلٌ): خبر مقدم، و (الياء): مفعول لـ (أبدا)، و (ذا سكون): حال من الياء.
واللَّه الموفق
* * *