الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشبهة السابعة والخمسون:
نِسْوَةٌ مِنْ بَنِى حَرَامٍ مِنَ الأَنْصَارِ عند أم سلمة
رضي الله عنها:
عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَرْسَلُوهُ إِلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالُوا: «اقْرَأْ عليها السلام مِنَّا جَمِيعًا وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَقُلْ إِنَّا أُخْبِرْنَا أَنَّكِ تُصَلِّينَهُمَا وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْهُمَا» .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَكُنْتُ أَصْرِفُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ النَّاسَ عَنْهَا» .
قَالَ كُرَيْبٌ: «فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا وَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِى بِهِ. فَقَالَتْ: «سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ» .
فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِهَا فَرَدُّونِى إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِى بِهِ إِلَى عَائِشَةَ.
قَالَ: فَفَعَلَتِ الْجَارِيَةُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:«يَا بِنْتَ أَبِى أُمَيَّةَ سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِنَّهُ أَتَانِى نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِالإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ فَشَغَلُونِى عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ؛ فَهُمَا هَاتَانِ» . (رواه البخاري ومسلم).
الجواب:
1 -
فيما يتعلق بدخول كُرَيْب على عائشة رضي الله عنها فإن مطلق الدخول لا يعني دخول الحجاب أو الجلوس وجهًا لوجه، فهناك فرق بين قولهم:«دخلنا على فلانة» وقولهم:
«دخلنا الحجاب» (1). وقد تقدم توضيح ذلك بالتفصيل (2).
2 -
أما وجود النسوة في بيت أم سلمة رضي الله عنها ووجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم معهن فليس صريحًا في جواز الاختلاط المزعوم لأن ذلك يحتمل أن يكون قبل فرض الحجاب.
3 -
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن جالسًا مع النساء بل كان بعيدًا عنهن أو كان في مكان آخر، وكان مشغولًا ـ وهو المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم ـ بالصلاة، ومما يدل على بعده عنهن أن أم سلمة رضي الله عنها أرسلَتْ إليه الجارية لتسأله، فلو كان قريبًا منهن لسألَتْه أم سلمة رضي الله عنها، ولما لجأت إلى إرسال الجارية.
4 -
ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلس مع النسوة ولا أنه تحدث معهن ـ وهو أتقى الناس وأخشاهم لله عز وجل ـ فكيف يُستدل به على جواز الاختلاط في العمل والتعليم حيث تمكث النساء مع الرجال الساعات الطوال ودوام شبه يومي؟؟!
(1) انظر: الاختلاط بين الجنسين أحكامه وآثاره، د محمد بن عبد الله المسيميري، د محمد بن عبد الله الهبدان (ص197).
(2)
فتح الباري (9/ 286).