الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشبهة الثانية والسبعون:
عيادة الصحابة رضي الله عنهم لفاطمة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
-:
قال أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء): «حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا علي بن هاشم عن كثير النواء عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي» ، قلت:«بلى» ، قال فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال:«أدخل أنا ومن معي؟» ، قالت:«نعم ومن معك يا أبتاه؛ فوالله ما عَلَيَّ إلا عباءة» ، فقال لها:«اصنعي بها كذا، واصنعي بها كذا» ، فعلَّمها كيف تستتر، فقالت:«والله ما على رأسي من خمار» ، قال: فأخذ خلق مِلاءة كانت عليه فقال: «اختمري بها» ، ثم أذِنَتْ لهما فدخلا فقال:«كيف تجدِينَكِ يا بُنَيَّة؟» .
قالت: «إني لوجعة وإنه ليزيد في أنه ما لي طعام آكله» .
قال: «يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين» .
قالت: «تقول يا أبَتِ فأين مريم ابنة عمران» .
قال: «تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله زَوَّجْتُكِ سيدًا في الدنيا والآخرة» .
كذا رواه علي بن هاشم مرسلا، ورواه ناصح بن عبد الله عن سماك عن جابر بن سمرة متصلا، حدثناه محمد بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد المقري، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق، ثنا ناصح أبو عبد الله، عن سماك، عن جابر ابن سمرة، قال جاء نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس فقال:«إن فاطمة وجعة» ، فقال القوم:«لو عُدْناها» ، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب ـ والباب عليها مصفق.
قال: فنادى: «شدي عليك ثيابك فإن القوم جاؤوا يعودونك» .
فقالت: «يا نبي الله ما عليَّ إلا عباءة» .
قال: فأخذ رداءً فرمى به إليها من وراء الباب؛ فقال: «شدي بهذا رأسك» ، فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة، فخرجوا فقال القوم:«تالله بنت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الحال» .
قال: فالتفت فقال: «أما إنها سيدة النساء يوم القيامة» .
الجواب:
أولًا: هذا الحديث لا يصح.
الطريق الأولى: إسنادها ضعيف لأنها مرسلة ـ كما قال أبو نعيم ـ ولضعف علي بن هاشم وكثير النواء.
وعلي بن هاشم قال عنه الحافظ ابن حجر: «صدوق يتشيع من صغار الثامنة» (1).
ومعنى ذلك عنده كما ذكر في مقدمة التقريب: «الثامنة: من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر، وإليه الإشارة بلفظ: ضعيف» .
وكثير النواء هو كثير بن إسماعيل التميمي ضعفه النسائي وابن عدي والذهبي وابن حجر العسقلاني والهيتمي.
والطريق الثانية: في إسنادها ناصح بن عبد الله، وقد ضعفه الحافظ ابن حجر، والذهبي، ويحيى بن معين، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم، والدارقطني، وأبو حاتم.
ثانيًا: على فرض صحة الحديث الضعيف، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم محرم لفاطمة رضي الله عنها؛ فأين هذا من الاختلاط في العمل أو الدراسة لساعات طويلة بلا محرم (2).
(1) تقريب التهذيب (برقم 4810).
(2)
راجع: هل يقاس اختلاط التعليم والعمل على الاختلاط العابر؟ ص 78 من هذا الكتاب.