الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وأن يحضرون" بحذف الياء وإبقاء الكسرة دليلًا عليها؛ أي: يحضروني في صلاتي وقراءتي القرآن ونحو ذلك، وقيل: عند الموت.
* * *
1787 -
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سأَلَ الله الجنَّةَ ثلاثَ مرّاتٍ؛ قالتِ الجنَّةُ: اللهمَّ أَدخِلْهُ الجنَّةَ، ومَنِ استجارَ مِنَ النارِ ثلاثَ مراتٍ؛ قالتِ النارُ: اللهمَّ أَجِرهُ من النّارِ".
"وعن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الله عز وجل الجنة ثلاث مرات قالت الجنة"؛ أي: بلسان الحال، أو محمولٌ على الحقيقة لقدرته تعالى على إنطاق الجمادات، أو المراد أهل الجنة من الحور وغيرها.
"اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار".
* * *
9 - باب جامع الدعاء
(باب جامع الدعاء)
إضافة الجامع إلى الدعاء إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أي: الدعاء الجامع لمعانٍ كثيرة في ألفاظ يسيرة.
مِنَ الصِّحَاحِ:
1788 -
عن أبي مُوسَى الأَشْعَري رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَه كان يَدعُو: "اللهمَّ اغْفِرْ لي خطيئَتي، وجَهْلِي، وإسْرافي في أَمْري، وما أنتَ أعلَمُ بهِ مني،
اللهمَّ اغْفِر لي جِدِّي وهَزْلي، وعَمْدِي، وكلُّ ذلك عِندي، اللهمَّ اغفر لي ما قدَّمتُ وما أَخرْتُ، وما أَسْرَرْتُ، وما أَعْلَنْتُ، وما أنتَ أَعلمُ بهِ مِنِّي، أنتَ المُقدِّمُ، وأنتَ المُؤخِّرُ، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قدير".
"من الصحاح".
" عن أبي موسى الأشعري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه كان يدعو: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي" وهو نقيض الهزل.
"وهزلي" وهو المزاح والتكلُّم بالباطل.
"وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي"؛ يعني: أنا معترفٌ بصدور ما ذكر من الذنوب عني، وإنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه معصوماً من المعاصي؛ تعليماً لأمته وتواضعاً، حيث عدَّ فَوْتَ الأفضل عنه ذنباً.
"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير".
* * *
1789 -
وعن أبي هريرة قال رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللهمَّ أَصلِحُ لي دِيْني الذي هو عِصمَةُ أَمْري، وأَصلِحْ لي دُنْيايَ التي فيها مَعاشِي، وأصلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادِي، واجعلْ الحَياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، واجعلْ الموتَ راحةً لي من كلِّ شَرٍّ".
"وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أصلح لي ديني"؛ أي: احفظه عن الخطأ.
"الذي هو عصمة أمري"؛ يعني: ديني هو المعتمد عليه في شأني، ولا
شك أنَّه كذلك؛ لأنه إذا فسد لم يبق لصاحبه صلاحٌ لا في الدنيا ولا في الآخرة.
"وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي"؛ أي: احفظ من الفساد ما أحتاج إليه في الدنيا من إثبات زرعٍ، وإثمارِ شجرٍ، وإنماءِ مواشِ، وإنباع مياهٍ، وإنزال مطرٍ.
"وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي" مصدر ميميٌّ من عاد: إذا رجع؟، يعني: ارزقني عملًا يقرِّبني في الآخرة إليك.
"واجعل الحياة زيادة"؛ أي: سبب زيادة.
"لي في كل خير"؛ يعني: اجعل عمري مصروفاً فيما تحب، وجنّبني عما تكره.
"واجعل الموت راحة لي من كل شر" بأن يكون على شهادة واعتقادٍ حسنٍ وتوبةٍ، حتى يكون موتي سببَ خلاصي عن مشقة الدنيا، وحصولِ راحتي في الآخرة.
* * *
1790 -
وعن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه كانَ يقولُ: "اللهمَّ إني أسألُكَ الهُدَى، والتُّقَى، والعَفافَ، والغِنَى".
"وعن عبد الله بن مسعود عن النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى"؛ أي: الرشاد.
"والتقى"؛ أي: الخوف من الله، والحذر عن مخالفته.
"والعفاف" وهو التنزُّه عما لا يباح.
"والغنى"؛ أي: الاستغناء عما في أيدي الناس.
1791 -
وعن علي رضي الله عنه قال: قَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قلْ: اللهمَّ اهدِني وسدِّدني، واذْكُر بالهُدَى: هدايَتَكَ الطَّريقَ، وَبالسَّدادِ: سَدادَ السَّهْم".
"وعن علي رضي الله عنه أنَّه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل: اللهم اهدني وسددني"(السداد): إصابة القصد في الأمر والعدل فيه.
"واذكر بالهدى"؛ يعني: إذا سألت الهدى فأَخْطِرْ بقلبك "هدايتك الطريق"؛ أي: طريق الدين، وسل الاستقامة فيه كما تتحرى ذلك في سلوك الطريق خوفاً من الضلال.
"وبالسداد"؛ أي: فأخطر بقلبك سؤال السداد في القول والفعل.
"سداد السهم"؛ أي: فكما أن السهم يقصد الهدف مستقيماً لا يعدل يمينًا ولا يسارًا، فكذلك اسأل سدادًا لا تعدل معه عن الحق إلى الباطل البتة.
* * *
1792 -
عن أبي مالك الأَشْجَعِيِّ، عن أبيه قال: كانَ الرجلُ إذا أسلم علَّمهُ النبي صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ، ثمَّ أَمَرَهُ أنْ يَدعُوَ بهؤلاءَ الكلماتِ:"اللهمَّ اغْفِر لي، وارحَمْني، واهدني، وعافِني، وارزُقْني".
"وعن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه عن أبيه أنَّه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبيُّ عليه الصلاة والسلام الصلاةَ، ثمَّ أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني".
* * *
1793 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كانَ أكثُر دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ".
"وعن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: كان أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم {رَبَّنَا آتِنَا} "؛ أي: أعطنا.
{فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} المراد بالحسنة: النعمة، وقيل: أي: حظوظاً حسنةً.
{وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]؛ أي: احفظنا منه.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1794 -
عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يَدعُو يقولُ: "ربِّ أعِنِّي، ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرنِي، ولا تَنْصُر عليَّ، وامكُرْ لي، ولا تَمْكُرْ عليَّ، وَاهدِنِي، وَيسّر الهُدَى لي، واَنْصُرني على مَنْ بَغَى عليَّ، ربِّ اجعَلني لكَ شاكرًا، لك ذاكِرًا، لك راهِباً، لك مِطْواعاً، لك مُخْبتًا، إليك أوّاهًا مُنِيبًا، ربِّ تقبَّلْ توبَتي، وَاغسل حَوْبتِي، وأَجِبْ دعوَتي، وثَبتْ حُجّتي، وسَدِّد لِساني، وَاهدِ قَلْبي، وَاسلُلْ سَخِيمَةَ صَدري".
"من الحسان":
" عن ابن عباس أنَّه قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو يقول: رب أعني"؛ أي: على ذكرك.
"ولا تعن علي" من يمنعني عنه.
"وانصرني"؛ أي: على أعدائي.
"ولا تنصر علي، وامكر لي، ولا تمكر علي"، (المكر): الحيلة والفكر في دفع عدو بحيث لا يشعر به العدو؛ يعني: اللهم اهدني إلى طريق دفع أعدائي عني، ولا تهد عدوي إلى طريق دفعه إياي عن نفسه.
"واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى"؛ أي؛ ظلم "علي".
"رب اجعلني لك شاكراً" قدم الصلة فيه وفي أخواته على متعلقاته للاختصاص والاهتمام.
"لك ذاكراً، لك راهبًا"؛ أي: خائفاً.
"لك مطواعاً"؛ أي: كثير الطوع، وهو الطاعة.
"لك مخبتاً": من الإخبات وهو الخشوع والتواضع.
"إليك أواهًا" هو الذي يكثر من قول: آه، يقوله النادم من ذنب، والمقصر في طاعة.
"منيباً"؛ أي: راجعًا إلى الله ملتجئاً إليه.
"ربِّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، ضماً وفتحاً؛ أي: إثمي، كناية عن إزالة الذنوب.
"وأجب دعوتي وثبت حجتي"؛ أي: قولي وإيماني في الدنيا، وعند جواب الملكين في القبر.
"وسدد"؛ أي: صوِّب وقوِّم "لساني" على التكلُّم بالصواب.
"واهد قلبي"؛ أي: إلى طاعة الله.
"واسلل"؛ أي: انزع وأخرج "سخيمة صدري" من السخمة السوداء؛ يعني: ما ينشأ من صدري ويسكن فيه من مساوئ الأخلاق.
* * *
1795 -
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المِنْبر، ثمَّ بَكَى فقال:"سَلُوا الله العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بعدَ اليقين خيرًا مِنَ العافية"، غريب.
"عن أبي بكر رضي الله عنه أنَّه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ثمَّ بكى" لعلمه بالوحي وقوعَ الأمة في الفتن، وغلبة الشهوات عليهم، والحرص على الجاه وعلى جمع الأموال.
"فقال: سلوا الله العفو" وهو أن يعافيك الله من الأسقام والبلايا ومحو الذنوب.
"والعافية" وهي أن يعافيك من الناس ويعافيهم منك.
"فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين"؛ أي: بعد الإيمان "خيرًا من العافية.
غريب".
* * *
1796 -
وعن أنَسٍ رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسولَ الله، أيُّ الدُّعاءِ أفضلُ؟ قال:"سَلْ ربَّكَ العافيةَ والمُعافاةَ في الدُّنيا والآخرةِ، فإذا أُعطِيْتَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ فقدْ أفلَحتَ"، غريب.
"وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله! أيُّ الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، فإذا أُعطيت العافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت"؛ أي: خلصت من خوفك. "غريب".
* * *
1798 -
عن عبد الله بن يَزِيدٍ الخَطْميِّ، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أنَّه كانَ يقولُ في دعائه: "اللهمَّ ارزقني حُبَّكَ، وحُبَّ مَن ينفعُني حُبَّهُ عندَكَ، اللهمَّ ما رزقتَني ممَّا أُحِبُّ فاجْعَلْهُ قوةً لي فيما تُحِبُّ، اللهم ما زَويتَ عنِّي مما أُحِبُّ فاجْعَلْهُ فَراغاً لي فيما تُحِبُّ".
"عن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول في دعائه: اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحبُّ فاجعله قوةً لي فيما تحب، اللهم ما زويت"؛ أي: صرفت ومنعت "عني مما أحب" من المال والجاه والأولاد.
"فاجعله فراغًا لي"؛ أي: سبب فراغي "فيما تحب" من العبادة، وعوناً لي بطاعتك، وذلك لأنَّ الفراغ خلاف الشغل، فإذا زُويت عنه الدنيا ليتفرغ لمحابِّ ربِّه كان الفراغ عوناً له على الاشتغال بطاعة الله تعالى.
* * *
1799 -
عن ابن عُمر رضي الله عنه قال: قَلَّما كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقومُ مِنْ مَجْلِسٍ حتَّى يَدعُوَ بهؤلاءِ الدَّعَواتِ لأصحابهِ: "اللهمَّ اقْسِمْ لنا مِنْ خَشْيتَكَ ما تَحُولُ بِهِ بَيْنَنا وبيْنَ مَعاصِيْكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَتكَ، ومِنْ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنا مُصِيبات الدُّنْيا، وَمَتِّعْنا بأَسْماعِنا وأبصارِنا وقُوَّتِنا ما أَحيَيْتَنا، واجْعَلْهُ الوارِثَ مِنّا، واجْعَلْ ثأرَنا عَلَى مَنْ ظَلَمَنا، وانْصُرنا على مَنْ عادانَا، ولا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا في ديننا، ولا تَجْعَلِ الدُّنْيا أكْبَرَ هَمِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولا تُسَلِّط علينا مَنْ لا يَرحَمُنا"، غريب.
"وعن ابن عمر رضي الله عنه أنَّه قال: قلَّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا"؛ أي: اجعل لنا قَسْماً ونصيباً.
"من خشيتك ما تحول" من حالَ حيلولة؛ أي: ما تمنع "به بيننا وبين معاصيك" حتى لا نجترئ على معصيتك.
"ومن طاعتك ما تبلغنا"؛ أي: تُوْصِلُنا "به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به"؛ أي: تسهِّل بذلك اليقين "علينا مصيبات الدنيا"؛ أي: ما يصيبنا من الغم
والمرض والجراحة، وتلف المال والأولاد.
"ومتعنا"؛ أي: اجعلنا منتفعين "بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا"؛ أي: مدةَ حياتنا، التمتيع بالسمع والبصر: إبقاؤهما صحيحين إلى الموت.
وقيل: أراد بالسمع وَعْيَ ما يسمع والعملَ به، وبالبصر الاعتبارَ بما يرى، وهكذا في سائر القوى.
"واجعله"؛ أي: ذلك التمتيع "الوارث منا" أراد به هنا السمع والبصر، وبالميت فتور الأيدي والأرجل وسائر القوى؛ يعني: أبق علينا قوة أسماعنا وأبصارنا بعد ضعف أعضائنا الأخرى إلى وقت الموت، حتى لا نحرم من سماع كلامك والمواعظ، ولا من إبصار ما لنا فيه خير واعتبار، وهذان العضوان أنفع الأعضاء الظاهرة.
"واجعل ثأرنا"؛ أي: حقدنا وعداوتنا.
"على من ظلمنا، من المسلمين حتى نستوفي حقوقنا منه، لا على مَن لا حقَّ لنا عنده، حتى لا نؤذي أحداً بالباطل.
"وانصرنا على من عادانا" حتى ندرك منه بنصرك العزيز، أو معناه: لا تجعلنا ممن يتعدى في طلب ثأره فنأخذ به غير الجاني، كما كان كذلك يفعل في الجاهلية.
"ولا تجعل مصيبتنا في ديننا" باعتقاد سوءٍ وأكلِ حرام، ونقصٍ في العبادة.
"ولا تجعل الدنيا أكبر همنا"؛ يعني: لا تجعل أكبر قصدنا وحزننا لأجل الدنيا، بل اجعله مصروفاً في عمل الآخرة.
"ولا مبلغ علمنا"، (المبلغ): الغاية التي يبلغها القاصد فيقف عندها؛ أي: لا تجعلها غاية علمنا بحيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أحوال الدنيا، بل
اجعلنا متفكِّرين في أحوال الآخرة، ومُعْرِضين عن الدنيا راغبين في الآخرة.
"ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"؛ أي: لا تجعل الكفار علينا غالبين، ولا تجعل الظالمين حاكمين علينا، فإن الظالم لا يرحم الرعية.
"غريب".
* * *
1800 -
عن أبي هُريرةَ قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمَّ انْفَعْنِي بما عَلَّمْتَنِي، وعَلّمْني ما يَنْفَعُني، وزِدنِي عِلْمًا، الحَمْدُ للهِ على كُلِّ حالٍ، وأَعُوذُ بالله مِنْ حالِ أهْلِ النّارِ"، غريب.
"عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار"؛ أي: من شدة النار وغلبتها.
"غريب".
* * *
1797 -
عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنَّه قال: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحيُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ دَوِيٌ كَدَوِيِّ النَّخلِ، فأَنْزَلَ الله يومًا، فَمَكَثْنا ساعة، فَسُرِّيَ عَنْهُ، فاَسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ:"اللهمَّ زِدنا ولا تنقُصنا، وأكرِمْنا ولا تُهِنّا، وأعْطِنا ولا تَحرِمْنا، وآثِرنا ولا تُؤثر عَلَيْنا، وأَرضنا وارضَ عَنّا"، ثُمَّ قال:"أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آياتٍ، مَنْ أقامَهُنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ"، ثُمَ قرأَ:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حَتَّى خَتَمَ عَشَرَ آياتٍ.
"وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا
أنزل عليه الوحي سُمع" - بصيغة المجهول - "عند وجهه"؛ أي: من جانب وجهه وجهته.
"دوي"؛ أي: صوتٌ خفيٌّ لا يُفهم منه شيء.
"كدوي النحل" وذلك الصوت كان صوتَ جبرائيل، كان الوحي يؤثِّر فيهم ويكشف لهم انكشافاً غير تام، وصاروا كمن سمع دويَّ صوت لا يُفهم.
"فأنزل الله إليه يومًا فمكثنا ساعة فسرِّي عنه"؛ أي: كُشف عنه وزال ما اعتراه من برحاء الوحي؛ أي: من شدة الوحي.
"فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهنّا"؛ أي: لا تُذِلَّنا.
"وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا"؛ أي: اخترنا بعنايتك وإكرامك.
"ولا تؤثر"؛ أي: لا تختر "علينا" غيرنا بغضبك وسخطك.
"وأرضنا" بما قضيت علينا، بإعطاء الصبر والاحتمال.
"وارض عنا" بما نقيم من الطاعة اليسيرة التي في جهدنا.
"ثمَّ قال: أنزل علي عشر آياث من أقامهن"؛ أي: عمل بهن "دخل الجنة، ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنين: 1] حتى ختم عشر آيات".