الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وأبتْ أمّهنَّ" عن مفارقة فِراخها "إلا لزومَهنَّ": استثناءٌ مفزَغٌ لما في (أبت) مِن معنى النفي؛ يعني: ما ذهبتْ عنهنَّ، بل ثبتَتْ معهنَّ من غاية رُحْمِها بهن.
"فقال رسول الله: أتَعْجَبُون لرُحْم أمِّ الأفراخ فراخَها؟ ": الرُّحْمُ - بضم الراء وسكون الحاء وضمها أيضًا: مصدرٌ بمعنى: الرحمة.
"فوالذي بعثَني بالحق، للهُ أرحَمُ بعباده من أمِّ الأفراخ": جمع قلةٍ.
"بفراخها": جمع كثرةٍ.
"ارجعْ بهن حتى تضعَهن من حيث أخذْتَهُنَّ، وأُمّهنَّ معهنَّ": الواو للحال.
"فرجعَ بهن".
* * *
6 - باب ما يقُول عند المصَّباح والمَسَاء والمَنام
(باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام)
مِنَ الصِّحَاحِ:
1705 -
عن عبد الله رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَمسَى قال: "أَمسَيْنا، وأَمسَى المُلكُ للهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلَاّ الله وحدَه لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ، ولهُ الحَمْدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن خَيْرِ هذهِ الليلةِ وخَيْرِ ما فيها، وأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فيها، اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن الكَسَلِ، والهَرَمِ، وسُوءِ الكِبْرِ، وفِتنْةِ الدُّنيا، وعَذابِ القَبْرِ"، وإذا أَصبَحَ قالَ ذلكَ أيضًا:"أصبَحْنا، وأصبَحَ الملكُ للهِ".
وفي رواية: "ربِّ أعوذُ بكَ مِن عَذابٍ في النَّارِ، وعَذاب في القَبْرِ".
"من الصحاح":
" عن عبد الله أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسَى"؛ أي: دخلَ في المساء، وهو أولُ الليل.
"قال: أَمْسَينا"؛ أي: دخلْنا في المساء.
"وأمسى الملكُ لله"؛ أي: صارَ له.
"والحمدُ لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم! إني أسألُكَ من خير هذه الليلةِ وخيرِ ما فيها"؛ أي: خيرِ ما سكَنَ فيها، ومسألتُه عليه الصلاة والسلام خيرَ هذه الأزمنةِ مَجازٌ عن قَبول الطاعات التي قدَّمها فيها.
"وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها": استعاذتُه عليه الصلاة والسلام من شرِّها مجازَّ عن طلب العفو عن ذنبٍ قارفَه فيها.
"اللهم! إني أعوذ بك من الكَسَل"؛ أي: من أن أتثاقل في الطاعة مع استطاعتي.
"والهرم": وهو كِبَرُ السّن الذي يؤدِّي إلى تساقُطِ القوى.
"وسوء الكِبَر": بفتح الباء في الرواية الصحيحة.
قال الخطابي: أراد به: ما يورِثُه كِبَرُ السِّنِّ من ذهاب العقل والتحفُّظِ وتخبُّطِ الرأي والعَجْزِ عن الحركة، وغيرِ ذلك مما يسوءُ به الحال.
"وفتنةِ الدنيا وعذابِ القبر، وإذا أصبح"؛ أي: دخلَ في الصباح.
"قال ذلك"؛ أي: ما يقول في المساء.
"أيضًا"؛ يعني: قال: "أصبَحْنا وأصبحَ المُلْكُ لله. . . " إلى آخره، إلا أنه يبدِّل الليل باليوم، وقال:(اللهم إني أسألُكَ من خير هذا اليوم إلى آخره).
"وفي روايةٍ: يقول: ربِّ! أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر"؛ يعني: يقرؤُها بعد قوله: (من الهَرَم وسوء الكِبَر).
* * *
1706 -
عن حُذيفةَ رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِن اللَّيلِ وضَعَ يدَه تحتَ خدِّه، ثم يقول:"اللهمَّ باسمِكَ أَموتُ وأَحيا"، فإذا استَيْقَظَ قالَ:"الحمدُ للهِ الذي أَحيانا بعدَ ما أَماتَنا، وإليهِ النُّشورُ".
"وعن حُذيفة أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذَ مَضْجَعه من الليل وضعَ يدَه تحت خدِّه ثم يقول: اللهم! باسمك أموتُ وأحيا"، سمى صلى الله عليه وسلم النومَ موتًا لزوالِ العَقْل والحركةِ معه تمثيلًا وتشبيهًا لا تحقيقًا.
"وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أَحْيانا بعدما أَمَاتنا"؛ أي: ردَّ علينا القوةَ والحركةَ بعدما أزالهما بالنوم.
"وإليه النُّشُور"؛ أي: الرجوعُ بعد الموت للحِساب والجَزاء يوم القيامة.
* * *
1707 -
وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أَوَى أحدُكم إلى فِراشِهِ، فليَنْفُضْ فِراشَه بداخِلةِ إِزارِه، فإنَّه لا يَدري ما خلَفَهُ عليهِ، ثم يقول: بِاسْمِكَ ربي وضَعْتُ جَنْبي، وبكَ أرفعُهُ، إنْ أَمسكتَ نفْسي فارحَمْها، وإنْ أَرسلْتَها فَاحْفَظْها بما تَحفَظُ بهِ عِبَادَك الصَّالحين".
وفي رواية: "ثم لْيَضْطَجعْ على شِقِّهِ الأَيمَنِ، ثم ليقل: باسمِكَ".
وفي روايةٍ: "فلينَفُضْهُ بصَنِفَةِ ثَوبه ثلاثَ مرَّاتٍ، وليَقُلْ: إنْ أَمسكْتَ نفْسي فاغْفِرْ لَها".
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أوى، بالمد والقصر؛ أي: دخلَ.
"أحدكم إلى فراشِه فلينفُض فِراشَه"؛ أي: فليحرِّكْه.
"بداخِلَةِ إزارِه"؛ أي: بالجانب الذي يَلي الجسَد؛ ليسقُطَ ما فيه من ترابٍ وغيره، قيَّدَ النفضَ بإزاره؛ لأن الغالبَ في العرب لم يكن له إزارٌ أو ثوبٌ غير ما عليهم، وقيَّده بداخلة الإزار؛ ليبقي الخارجَة نظيفةً، أو لأن هذا أيسرُ، ولكشف العورة أقلُّ، وإنما قال هذا؛ لأن رسمَ العرب تركُ الفراش في موضعه ليلًا ونهارًا.
"فإنه لا يَدْري ما خَلَفَه": - بالفتحات والتخفيف؛ أي: أقام مُقامه بعدَه.
"عليه"؛ أي: على الفراش، يعني: لا يدري أيَّ شيءٍ دخلَ في فراشه بعد مفارقتهِ إياه من ترابٍ أو قَذَاةٍ أو شيءٍ من الهوامِّ المؤذية.
"ثم يقول: باسمك ربِّي وضعتُ جَنبي وبك أرفعُه، فإنْ أمسكتَ نفسي"؛ أي: قبضتَ رُوحي في النوم.
"فارحَمْها، وإنْ أرسلْتَها"؛ أي: رددتَها إلى الحياة وأيقظْتَها من النوم.
"فاحفظْها بما تحفظُ به عبادَك الصَّالحين" من الطاعة.
"وفي رواية: ثم ليضطجعْ على شِقِّه الأيمن"، قيل: أنفعُ هيئات النومِ الابتداءُ باليمين، ثم الانقلابُ إلى اليسار، ثم إلى اليمين.
"ثم ليقلْ: باسمك"؛ يعني: (باسمك ربي وضعت جنبي. . .) الخ.
"وفي رواية: فلينفُضْه بصَنِفة ثوبه" بفتح الصاد وكسر النون؛ أي: بطرَفِ ثوبِه.
"ثلاثَ مرات، ثم ليقُلْ: إن أمسكتَ نَفْسي فاغفر لها" بدل قوله: "فارحمها".
* * *
1708 -
عن البَرَاء بن عازِبٍ رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَوَى إلى فِراشِه نامَ على شقِّه الأَيمنِ، ثم قال:"اللهم أَسلَمْتُ نفْسي إليكَ، ووَجَّهتُ وَجْهي إليكَ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إليكَ، وألجأْتُ ظَهْري إليكَ، رَغْبةً ورَهْبةً إلَيكَ، لا مَلْجَأَ، ولا مَنْجَا منكَ إلَاّ إليكَ، آمنْتُ بكِتابكَ الذي أَنْزَلْتَ، وبنبيكَ الذي أَرسلتَ"، وقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَن قالَهنَّ، ثم ماتَ تحتَ ليلَتِهِ ماتَ على الفِطْرةِ".
وفي روايةٍ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجُلٍ: "إذا أويتَ إلى فِرَاشِكَ فَتوَضَّأَ وُضُوءَك للصَّلاةِ، ثم اضْطَجعْ على شقِّكَ الأَيمَنِ، ثم قلْ: اللهمَّ أسلَمْتُ نفْسيِ إليكَ - بهذا - وقال: "فإنْ مِتَّ مِنْ لَيلتِكَ مِتَّ على الفِطْرةِ، وإنْ أَصبْحَتَ أَصبْتَ خيرًا".
"وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَوى إلى فراشِه نامَ على شقِّه الأيمن، ثمَّ قال: اللهمَّ! إني أسلَمْتُ نفسي إليك، ووجَّهْتُ وجهي إليك"، النْفسُ والوجْهُ هنا بمعنى الذات، يعني: جعلتُ ذاتي طائعةً لحكمك ومنقادةً لك.
"وفوضْتُ أمري إليك"؛ أي: توكَّلْتُ عليك في أمري كلِّه.
"وألْجَأْتُ"؛ أي: أسنَدْتُ.
"ظهري إليك"؛ أي: إلى حِفْظِك.
"رغبةً ورهبةً"؛ الرَّغْبة: هي السعة في الإرادة، والرَّهْبة: هي المخافةُ مع
الفرار، وهما منصوبان على المفعول له على طريقة اللفَّ والنَّشْر، يعني: فوضعتُ أموري طَمَعًا في ثوابك وألجاْتُ ظَهري من المكاره إليك مخافةً من عذابك.
"إليك": متعلِّق بقوله: (رغبة) وحدَها.
"لا ملجأَ ولا مَنْجَى منك إلا إليك، آمنتُ بكتابِكَ الذي أنزلتَ، ونبيك الذي أرسلتَ"، وإنما آمنَ بنفسه؛ لأنه كان رسولًا حقًا، فكان يجب أن يصدِّقَ الله في ذلك، أو هو تعليم لأمته.
"وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن قالهَنَّ"؛ أي: الكلمات المذكورة.
"ثم ماتَ عن ليلته ماتَ على الفِطرة"؛ أي: على الإسلام.
"وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: إذا أَوَيْتَ"؛ أي: أردتَ أن تأْوِيَ.
"إلى فراشك فتوضَّأْ وضوءَك للصلاة، ثم اضطجعْ على شِقِّكَ الأيمنِ، ثم قل: اللهم! إني أسلمتُ نفَسي إليك، بهذا"؛ أي: أدعُ بهذا الدعاء إلى خاتمته.
"وقال: فإن متَّ من ليلتك متَّ على الفِطرة، وإنْ أصبحتَ أصبتَ خيرًا".
* * *
1709 -
عن أنس رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أَوَى إلى فِراشِه قالَ: "الحَمْدُ للهِ أَطْعَمنا، وسَقانا، وكَفانا، وآوَانا، فكَمْ مِمَّن لا كافِيَ لهُ، ولا مُؤوِيَ له".
"عن أنس رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشِه قال: الحمدُ لله
الذي أطعَمَنا وسقَانا وكفَانا"؛ أي: دفعَ عنا شرَّ المؤذِيات، وحَفِظَنَا وهيَّأ أسبابنا.
"وآوانا" بمد الهمزة؟ أي: رزقَنا مساكن.
والفاء في "فكم ممن لا كافيَ له": لتعليل الحمد؛ أي: كم مِن خلقِ الله لا يَكفيهم الله شرَّ الأشرار، بل تركُهم حتى غلبَ عليهم أعداؤُهم.
"ولا مُؤْوِيَ له"؛ أي: كم منهم لم يجعل لهم مَسْكَنًا، بل تركَهم يتأذون في الصحراء بالبَرْد والحَر.
* * *
1710 -
وعن عليٍّ رضي الله عنه: أن فاطِمَةَ أتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إليهِ ما تَلْقَى في يَدِها مِن الرَّحا، وبَلَغها أنه جاءَهُ رَقيقٌ، فلَمْ تُصادِفْه، فذكرَتْ ذلكَ لعائشةَ رضي الله عنها، فلمَّا جاءَ أخبرَتْه عائشةُ، قال: فجاءَنا وقد أَخَذْنا مَضاجِعَنا، فذهَبنا نقُومُ، فقالَ:"على مَكانِكُما"، فجاءَ فقَعدَ بَيْني وبينَها، حتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِه على بَطْني، فقال:"ألا أدُلُّكُما على خَيرٍ مما سأَلتُما؟ إذا أخذْتُما مَضْجَعَكُما فسَبحا ثلاثًا وثلاثينَ، واحمَدا ثلاثًا وثلاثينَ، وكبرا أربعًا وثلاثينَ، فهو خيرٌ لكُما مِن خادِمٍ".
"وعن عليٍّ رضي الله عنه أن فاطمةَ أتتِ النبيَّ عليه الصلاة والسلام تشكو إليه ما تَلْقَى في يدها، من المشقة.
"من" إدارةِ "الرَّحى" بيدها.
"وبلَغها"؛ أي: فاطمة، "أنه جاءه رقيقٌ": من السبي فأتته لتسألَه رقيقًا ليعينَها بالخدمة.
"فلم تصادِفْه"؛ أي: فلم تجد فاطمةُ النبيَّ عليه الصلاة والسلام.
"فذكرتْ ذلك لعائشةَ رضي الله عنها"؛ يعني قالت لها: أخبري رسول الله عليه الصلاة والسلام أني جئتُ لأسألَ رقيقًا.
"فلمَّا جاءَ أخبرتْه عائشةُ، قال"؛ أي: عَلِي: "فجاءَنا"؛ أي: النبي صلى الله عليه وسلم "وقد أخذْنا مضاجِعَنا"؛ أي: جاء حال كوننا راقدين.
"فذهبنا نقومُ"؛ أي: أردْنا لنقومَ من مضاجعنا إلى خدمته صلى الله عليه وسلم.
"فقال: على مكانِكما"؛ أي: اثبتَا على مكانِكما؟ أي: على ما أنتما عليه من الاضطجاع.
"فجاء فقعَد بيني وبينها حتى وجدتُ بردَ قدميه على بطني"، هذا يدل على أن فاطمة وعليًّا كانا تحت لحافٍ واحد، وعلى أن عليًا كان عُرْيانًا.
"فقال: ألا أدلُّكما على خير مما سألْتُما"؛ أي: طلبتُما من الرقيق.
"إذا أخذتُما مضجَعكما فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعاَّ وَثلاثين فهو خيرٌ لكما من خادم"، وهذا تحريضٌ على الصبر على مشقة الدنيا ومكارهِها من الفَقْر والمرض وغير ذلك.
* * *
1711 -
عن أبي هُريرَة صلى الله عليه وسلم قال: جاءَتْ فاطِمَةُ رضي الله عنها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تسأله خادِمًا فقال: "ألا أَدُلُّكِ على ما هو خيرٌ مِن خَادِمٍ؟ تُسبحينَ الله ثلاثًا وثلاثينَ، وتَحمَدينَ الله ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبرينَ الله أَربعًا وَثلاثينَ، عندَ كلِّ صلاةٍ، وعندَ منامِكِ".
"وعن أبي هريرة أنه قال: جاءتْ فاطمةُ رضي الله عنها إلى النبيِّ عليه الصلاة والسلام تسألُه خادمًا"، واحدُ الخَدَم، يقع على الذكر والأنثى.
"فقال: ألا أدلُّكِ على ما هو خيرٌ من خادمٍ؛ تسبِّحين الله ثلاثًا وثلاثين،
وتحَمدِين الله ثلاثًا وثلاثين، وتُكَبِّرين الله أربعًا وثلاثين عند كلِّ صلاة وعند منامك".
* * *
مِنَ الحِسَان:
1712 -
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَصبَحَ قال: "اللهمَّ بكَ أَصْبَحْنا، وبكَ أَمسَيْنا، وبكَ نَحْيَا، وبكَ نَمُوتُ، وإليكَ المَصِيرُ"، وإذا أَمسَى قالَ:"اللهمَّ بكَ أَمْسَيْنا، وبكَ أَصبَحْنا، وبكَ نَحْيا، وبكَ نَمُوتُ، وإليكَ النُّشُورُ".
"من الحسان":
" عن أبي هريرة أنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحَ قال: اللهمَّ! بك أصبَحْنَا"، الباء متعلِّق بمحذوف؛ أي: أصبحنا ملتبِسين بنعمتك أو بذِكْرك واسمك.
"وبك أمْسَينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، وإذا أمسى قال: اللهمَّ! بك أمسَيْنا، وبك أَصْبَحْنا، وبك نحيا، وبك نموتُ، وإليك النُّشور".
* * *
1713 -
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ أبو بكرٍ: يا رسولَ الله!، مُرْني بشيءٍ أَقولُه إذا أصبحتُ وإذا أَمْسيتُ، قالَ:"قلْ: اللهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطِرَ السَّماواتِ والأَرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَه، أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أَنْتَ، أَعُوذُ بكَ مِن شرِّ نفسِي، ومِن شَرِّ الشَّيطانِ وشركه، قُلْهُ إذا أصبحْتَ، وإذا أمسَيْتَ، وإذا أَخَذْتَ مَضْجَعَك".
"وعن أبي هريرةَ أنه قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! مُرْني بشيء أقولُه إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ؟ قال: قل: اللهمَّ! عالمَ الغيبِ والشهادةِ، فاطرَ السماواتِ والأرضِ"؛ أي: مخترعَهما.
"ربَّ كلِّ شيء ومليكَه": فعيل بمعنى فاعل.
"أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرَّ الشيطانِ وشركه"، بالكسر ثم السكون؟ أي: ما يدعو إليه من الإشراك بالله، ويُروى بفتحتين؟ أي: ما يُفتَنُ به الناس من حبائله، والشَّرَك حِبالةُ الصائد.
"قُلْه إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَك".
* * *
1714 -
وقال: "ما مِن عَبْدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ: باسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ، ولا في السَّماءِ وهو السميعُ العَليمُ، ثلاثَ مرات، فيضرَّهُ شيءٌ".
وفي روايةٍ: "لم تُصِبْه فَجْأَةُ بلاءٍ حتى يُصْبحَ، ومَن قالَها حينَ يُصْبحُ لم تُصِبْه فَجأةُ بلاءٍ حتى يُمسِيَ".
"عن عثمانَ رضي الله عنه أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما مِن عبدٍ يقول في صباح كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلة: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه"؛ أي: مع ذِكْرِ اسمهِ عن اعتقادٍ حَسَنٍ ونيةٍ خالصة.
"شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضرُّه شيءٌ" جواب: (ما من عبدٍ).
"وفي رواية: لم تُصِبْه فُجاءةُ بلاءٍ حتى يُصْبح"، يقال: فَجَأهُ الأمرُ: إذا جاء بغتةً من غير تقدُّمِ سبب.
"ومَن قالها حين يُصبح لم تُصِبْه فُجَاءةُ بلاءٍ حتى يُمسي".
* * *
1716 -
عن عبد الله: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ إذا أَمسَى: "أَمْسيْنا، وأمسَى المُلكُ للهِ، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ المُلكُ، ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، رَبِّ أَسألُكَ خيرَ ما في هذهِ اللَّيلةِ وخيرَ ما بعدَها، وأَعوذُ بكَ مِنْ شَرِّ ما في هذه اللَّيلةِ وشرِّ ما بعدَها، ربِّ أَعُوذُ بكَ مِن الكَسَلِ، ومِن سُوءِ الكُفْرِ".
وفي روايةٍ: "مِن سُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعوذُ بكَ مِن عَذابٍ في النارِ، وعذابٍ في القَبْرِ"، وإذا أصبحَ قال ذلك:"أصبحْنا وأصبحَ المُلكُ للهِ".
"عن عبدِ الله بن عمرَ: أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام كان يقولُ إذا أمسى: أمسَيْنا وأمسى المُلْكُ لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خيرَ ما في هذه الليلة وخيرَ ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، ربِّ أعوذُ بك من الكَسَل ومن سوء الكُفْر"؛ أي: ومن شر الكفر وإثمِه وشُؤْمِه.
"وفي رواية: مِن سوء الكِبَر، ربِّ أعوذُ بك مِن عذابٍ في القبر، وعذابٍ في النار، وعذاب في القبر، وإذا أصبح قال: أصبَحْنَا وأصبحَ المُلْكُ لله".
* * *
1717 -
وعن بعضِ بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُعَلَّمُها فيقولُ: "قُولي حينَ تُصبحينَ: سبُحانَ الله وبحمدِه، لا قوةَ إلا بالله، ما شاءَ الله كانَ، وما لَمْ يَشَأْ لم يَكُنْ، أَعَلَمُ أن الله على كلِّ شيء قديرٌ، وأنَّ الله قد أَحاطَ بكلِّ شيء عِلْمًا، فإنَّه مَن قالَها حينَ يُصبحُ حُفِظَ حتى يُمْسِيَ، ومَن قالَها حينَ يُمسِي
حُفِظَ حتى يُصبحَ".
"وعن بعض بناتِ النبي عليه الصلاة والسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلِّمُها فيقولُ: قولي حين تُصْبحِين: سبحانَ الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يَشَأْ لم يكنْ، اعلم أن الله على كلِّ شيء قدير، وأنَّ الله قد أحاطَ بكل شيء علمًا"، فائدة تخصيصِ ذِكْرِه في هذا المقام: للإيذان بأنَّ هذين الوصفين - أعني: القدرةَ الكاملةَ والعِلْمَ الشاملَ - هما أساس أصول الدين.
"فإنه مَن قالَها حين يصبح حفظَ حتى يُمسِيَ، ومَن قالها حين يُمسِيَ حفظَ حتى يُصبحَ".
* * *
1718 -
عن ابن عباس، عن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَن قالَ حينَ يُصبحُ: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إلى قوله: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} أَدرَكَ ما فاتَهُ في يَومِه ذلكَ، ومَن قالَهُنَّ حينَ يُمْسي أَدركَ ما فاتَه مِنْ ليلتِهِ".
"وعن ابن عباسٍ، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: مَن قال حين يصبحَ: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} أي: نزِّهوه عما لا يليق بعظمتهِ وكبريائه.
{حِينَ تُمْسُونَ} ؛ أي: حين صلاة المغرب والعشاء.
{وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ؛ أي: حين صلاة الصبح.
{تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ؛ أي: هو محمودٌ عند أهل السماوات والأرض، وقيل: أي: يحمده أهلهما.
{وَعَشِيًّا} ؛ أي: صلاة العصر.
{وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 18]؛ أي: حين تَدْخلُون في وقت الظهر؛
يعني: صلاة الظهر.
"إلى قوله: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الروم: 19] أدرك ما فاته"؛ أي: يحصل له ثوابُ ما فاته منه.
"مِن يومه ذلك": من وِرْدٍ وخير.
"ومَن قالهنَّ حينَ يمسي أدركَ ما فاته في ليلته".
* * *
1719 -
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قالَ إذا أَصبحَ: لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ المُلْكُ، ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ؟ كانَ لهُ عِدْلُ رقَبةٍ مِن ولدِ إسْماعيلَ، وكُتِبَ لهُ عَشْرُ حسَناتٍ، وحُطَّ عنه عشرُ سَيئاتٍ، ورُى له عَشْرُ درَجاتٍ، وكانَ في حِرْزٍ مِن الشَّيطانِ حتى يُمسِيَ، وإنْ قالَها إذا أَمسَى كانَ لهُ مِثْلُ ذلك حتى يُصْبحَ".
"وعن أبي عَيَّاش"، ذُكِر في "سنن أبي داود"، و"ابن ماجه"، و"جامع الأصول": بالعين المهملة والياء تحته نقطتان والشين المعجمة، ووقع في نسخ "المصابيح": ابن عباس، وهو سهوٌ من الكاتب.
"أن رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: مَن قال إذا أصبحَ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيء قدير= كان له عدْل" بفتح العين وكسرها؛ أي: مِثْل.
"رقَبةٍ من ولدِ إسماعيلَ، وكُتب له عشر حسنات، وحطَّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشرُ درجات، وكان في حِرْزٍ من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثلُ ذلك حتى يُصبحَ".
* * *
1720 -
عن الحَارِث بن مُسلِم بن الحَارِث التَّميميِّ، عن أَبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه أَسَرَّ إليهِ فقالَ: "إذا انصَرفْتَ مِن صلاةِ المَغربِ فقُلْ قبلَ أنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا: اللهمَّ أَجِرْني من النارِ سَبع مرَّاتٍ، فإنَّكَ إذا قُلْتَ ذلكَ ثُم مِتَّ في ليلِتِكَ كُتِبَ لكَ جِوَارٌ منها، وإذا صلَّيْتَ الصُّبحَ فَقُلْ كذلكَ، فإنك إذا مِتَّ في يَومِكَ كُتِبَ لكَ جِوَارٌ منها".
"عن الحارثِ بن مسلم بن الحارثِ التَّميمي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسرَّ إليه"؛ أي: تكلَّم معه كلاما خفْيةً.
"فقال: إذا انصرفتَ"؛ أي: إذا رجعتَ.
"من صلاةِ المغربِ فقل قبلَ أن تكلِّم أحدًا: اللهم أَجِرْني"؛ أي: خَلِّصْني.
"من النار، سبعَ مرَّات، فإنك إذا قلتَ ذلك ثم متَّ في ليلتك كُتبَ لك جوارٌ منها،؟ أي: خلاص من النار.
"وإذا صلَّيتَ الصبحَ فقل كذلك، فإنك إذا متَّ في يومك كُتبَ لك جوازٌ منها".
* * *
1715 -
وعن ابن عُمر رضي الله عنه قال: لم يكُنْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَع هؤلاء الكلِمات حين يُمسي وحين يُصبحُ: "اللهمَّ إنِّي أسألك العافيةَ في الدُّنيا والآخرة، اللهمَّ إنِّي أسألك العَفْوَ والعافيةَ في ديني ودُنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ احفظْني من بين يديَّ ومِنْ خَلْفي، وعن يميني وعن شِمالي، ومنْ فوقي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ رَوعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومِنْ خلْفي، وعن يميني وعن شمالي، ومِن فَوْقي، وأعوذُ بعظمتِكَ أنْ أُغتالَ مِنْ تحتي"؛ يعني: الخَسْفَ.
"وعن ابن عمرَ رضي الله عنه أنه قال: لم يكن رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يدعٌ"؛ أي: يتركُ "هؤلاء الكلماتِ حين يُمسي وحين يُصبح: اللهم إني أسألُكَ العافيةَ"، وهي دفاع الله عن العبد الأسقامَ والبلايا.
"في الدنيا والآخرة، اللهمَّ إني أسأَلُكَ العفوَ"؛ أي: التجاوزَ عن الذنوب.
"والعافيةَ في دِيني ودنياي وأهلِي ومالي، اللهم استرْ عَوراتي": جمع عَوْرة؛ أي: ما فيَّ من العيوب والخَلَل والتقصير.
"وآمِن رَوْعاتي": جمع الرَّوْعة، وهي الفَزَع والخوف.
"اللهم احفظْني"؛ أي: ادفع عني المؤذِيات والبلاء.
"من بين يديَّ ومِن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي": سأل عليه الصلاة والسلام حفظه من البليَّات من جميع الجهات؛ لأن البلايا والآفات إنما تلحق الإنسان، وتُقبِلُ إليه من إحدى هذه الجهات.
"وأعوذُ بعظمتك أن أُغْتَال"؛ أي: أَهْلِك "من تحتي"؛ هو باقي الجهات الست.
"يعني: الخسف".
* * *
1721 -
وقال: "مَنْ قالَ حينَ يُصبحُ: اللهمَّ أَصبَحْنا نشُهِدُكَ ونشُهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وملائكَتَكَ وجَميعَ خَلْقِكَ: أنَّكَ أنتَ الله، لا إلهَ إلا أنتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لكَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورسولُك، إلا غَفَرَ الله لهُ ما أصابَهُ في يومِه ذلكَ مِن ذَنْبٍ، وإنْ قالَها حينَ يُمسي كفَرَ الله لهُ ما أَصَابَ في تلكَ اللَّيلةِ مِن ذَنْبٍ"، غريب.
"وعن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن قال حين يُصبح: اللهمَّ أصبحْنا نشهِدُك"؛ أي: نجعلُك شاهدًا على إقرارنا بوحدانيتك في الألوهية والربوبية.
"ونشهدُ حملةَ عرشِك وملائكتَك وجميعَ خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدُك ورسولُك إلا غفرَ الله له"؟ أي: لم يقلْ ذلك إلا غفر الله له.
"ما أصابه مِن يومه ذلك مِن ذنبٍ، وإنْ قالها حين يُمسي غفرَ الله له ما أصابهَ في تلك الليلة من ذنب".
"غريب".
* * *
1722 -
وقال: "ما مِن عَبْدٍ مُسلم يقولُ إذا أَمسَى وإذا أَصبَحَ ثلاثًا: رَضيْتُ بالله ربًّا، وبالإِسلامِ دِينًا، وبمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نبَيًّا إلا كانَ حقًا على الله أنْ يُرضيَهُ يومَ القيامةِ".
"وعن ثَوْبانَ أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبدٍ مسلم": - التنوين فيه للتعظيم -؛ أي: كامل في إسلامه.
"يقول إذا أمسى وإذا أصبحَ ثلاثًا: رضَيَتُ بالله ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمد نبيًا إلا كان حقًا"؛ أي: حقيَّةُ التفضل والتكرم.
"على الله أن يُرْضيَه يومَ القيامة".
* * *
1723 -
وعن حُذَيفة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أرادَ أنْ يَنامَ وَضَعَ يدَهُ تحتَ
رأْسِهِ، ثم يقولُ:"اللهمَّ قِنِي عَذابَكَ يومَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ - أو: تَبعَثُ عِبَادك - ".
"عن حُذيفة: أن النبي - عليه الصلاة السلام - كان إذا أرادَ أن ينامَ وضعَ يده تحتَ رأسه ثم قال: اللهم قِني عذابَك يومَ تجمعُ عبادك - أو: تبعث عبادك -، ثلاث مرات".
* * *
1725 -
وعن عليٍّ رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ عِنْدَ مَضْجَعِه: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ بوَجْهِكَ الكَريم، وكَلماتِكَ التامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما أنْتَ آخِذٌ بناصِيتهِ، اللهمَّ أنتَ تكشِفُ المَغْرَمَ والمَأْثَم، اللهمَّ أنتَ الذي لا يُهْزَمُ جُندُكَ، ولا يُخْلَفُ وَعْدُكَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ، سُبحانَكَ وبحَمْدِكَ".
"وعن عليٍّ - كرم الله وجهه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مَضْجَعِه: اللهم إني أعوذُ بك بوجهك"؛ أي: بذاتك.
"الكريم": يطلَق هو عند العرب على الشيء الذي يدومُ نفعُه.
"وكلماتِك التاماتِ"؛ أي: في إفادة ما يَنبغي، وهي أسماؤه العظمى.
"مِن شرَّ ما أنت آخذٌ بناصيته": والأخذُ بالناصية كنايةٌ عن الاستيلاء والتمكن من التصرَّف في الشيء؛ أي: ما هو في مُكْنتَك وتحت سُلْطانك، فكأنه استعاذَ به من جميعِ الأشياء؛ لأن كلَّها مقهورةٌ تحت قدرته وسَلْطنته.
"اللهم أنت تكشف المَغْرَم": مصدر وضُع موضعَ الاسمِ؛ ويريد به مَغْرَمَ الذنوب والمعاصي.
"والمأْثَم": الأمر الذي يأْثَمُ به الإنسان، أو هو الإثم نفسه.
"اللهم لا يُهزَمُ جندُك، ولا يُخِلَفُ وعدُك، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَّدُ"؛ أي: لا ينفع ذا الغنى غناؤُه بدلك؛ أي: بدل طاعتك، وإنما
ينفعُه العملُ الصالح.
قال الجوهري: (منك): معناه: عندك.
* * *
1726 -
وقال: "مَن قالَ حينَ يَأْوي إلى فِرَاشِه: أَستغفِرُ الله الذي لا إله إلا هوَ الحيَّ القَيُّومَ، وأتوبُ إليه، ثلاثَ مرَّاتٍ؛ غَفَرَ الله له ذنُويَه، وإنْ كانَتْ مِثْل زَبَدِ البحرِ، أو عَددَ رَمْلِ عالِجٍ، أو عددَ ورَقِ الشَّجَرِ، أو عددَ أيامِ الدّنيا"، غريب.
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن قال حين يَأْوِي إلى فراشه: أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفرَ الله له ذنوبَه، وإن كانت مثلَ زبَدِ البحر أو عددَ رَمْل عالِج"، صفةً وموصوفًا، هو ما تراكَم من الرمل ودخل بعضُه في بعض.
وقيل: عالج: اسم وادٍ بعيد الطُّول والعَرْض، كثير الرمل بأرض العرب، فعلى هذا يضاف.
"أو عدد ورقِ الشجر أو عدد أيام الدنيا".
"غريب".
* * *
1727 -
وقال: "ما مِن مُسلِم يأْخذُ مَضْجَعَهُ بقِراءةِ سُورةٍ مِن كتابِ الله إلا وكَّلَ الله به مَلَكًا، فلا يَقْرَبُهُ شَيءٌ يُؤْذيهِ، حتى يَهُبَّ متى هَبَّ".
"وعن شدَّاد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يأخذ مَضْجَعه بقراءة سورةٍ من كتاب الله إلا وكَّلَ الله به مَلكًا فلا يقربُه شيءٌ يؤذيه
حتى يَهُبَّ"؛ أي: يستيقظ من النوم "متى هبَّ".
* * *
1728 -
عن عبد الله بن عَمرٍو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَلَّتانِ لا يُحصِيهما - وفي روايةٍ: لا يُحافِظُ عليهما - رجُل مُسلِمٌ إلا دَخَلَ الجنَّةَ، أَلَا وَهُمَا يَسيرٌ، ومَنْ يَعملُ بهما قليلٌ: يُسَبحُ الله في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عَشراً، ويحمدُه عَشراً، ويُكبرُه عَشراً"، قال: فأَنا رأَيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَعقِدُها بيدِهِ، قال:"فتلكَ خَمْسونَ ومائة باللِّسانِ، وألفٌ وخَمسمائةٍ في المِيْزانِ، وإذا أَخَذ مَضْجَعَهُ يُسَبحُه ويحمدُه ويُكَبرُه مائةً".
وفي روايةٍ: "يكبرُ أَربعاً وثلاثينَ، ويحمدُه ثلاثاً وثلاثينَ، ويسبحُ ثلاثاً وثلاثينَ، فتلكَ مائةٌ باللِّسانِ، وألفٌ في المِيْزانِ، فأيُّكم يَعمَلُ في اليومِ واللَّيلةِ ألفَينِ وخمسمائةِ سَيئةٍ؟ " قالوا: فكيفَ لا نُحصِيْها؟ قال: "يأتي الشَّيطانُ أَحَدكم وهو في صلاتِهِ فيقولُ: اذكُرْ كذا، اذْكُرْ كذا، حتى يَنفَتِلَ، فلَعَلَهُ أنْ لَا يفعَلَ، ويأتيهِ في مضجَعِهِ فلا يَزالُ ينَوِّمُهُ حتى ينامَ".
"عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَلَّتان"؛ أي: خَصْلتان.
"لا يُحصيهما"؛ أي: لا يأتي بهما ولا يحافظُ عليهما.
"وفي رواية: لا يحافظُ عليهما رجلٌ مسلمٌ إلا دخلَ الجنة، ألا دخل الجنة، ألا" - حرف تنبيه - "وهما يسيرٌ"؛ أي: خفيف.
"ومن يعمل بهما قليلٌ"، وقوله:"يسبَّح الله في دُبرُ كلِّ صلاةٍ عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً"، بيان إحدى الخَلَّتين.
"قال"؛ أي: الراوي: "فأنا رأيتُ رسولَ الله يعقِدُها بيده قال: فتلك
خمسون ومئة باللسان"؛ أي: في يومٍ وليلةٍ حاصلة من ضربِ ثلاثين في خمسة.
"وألف وخمس مئة في الميزان"، لقوله تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160].
وقوله: "وإذا أخذَ مَضْجَعه يسبِّحه ويكبِّره ويحمَده مئة": بيان الخَلَّة الثانية.
"وفي رواية: يكبِّر أربعًا وثلاثين، ويحمَدُ ثلاثًا وثلاثين، ويسبِّح ثلاثًا وثلاثين، فتلك مئة باللسان وألفٌ في الميزان" فأيكم"، - الفاء جواب شرط محذوف - وفي الاستفهام نوعُ إنكار، يعني: إذا تقرَّر ما ذكرتُ فأيّكم "يعملُ في اليوم والليلة ألفين وخمس مئة سيئة"؛ يعني: إذا أتى بهؤلاء الكلمات خلف الصلاةِ وعند الاضطجاع يحصُلُ له ألفا حسنةٍ وخمس مئة حسنة، فيُعفَى عنه بعدد كل حسنة سيئةٌ، فأيكم يكون ذنبهُ في كل يوم وليلة ألفين وخمس مئة، يعني: يصير مغفوراً.
"قالوا: فكيف لا نحصيها؟ "؛ أي: التسبيح والتحميد والتكبير.
"قال: يأتي الشيطانُ أحدكم وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا اذكر كذا"؛ يعني: يوقعُ في قلبه الوسواسَ والاشتغال بالدنيا.
"حتى يَنْفَتِلَ"؛ أي: ينصرِفَ من صَلاته وينسى هذا الذِّكْر فلا يأتي به.
والفاء في: "فلعله": جزاء شرط محذوف؛ أي: إذا كان الشيطان يفعلُ كذا فعسى الرجل.
"أن لا يفعلَ": إدخال أنْ في خبره دليلٌ أن (لعل) بمعنى: (عسى).
"ويأتيه في مضجَعه، فلا يزالُ ينوِّمُه"؛ أي: يُلْقِي عليه النومَ.
"حتى ينامَ"، وهذا الكلام ردّ لإنكارهم المستفاد من الاستفهام، وجزمهم على وجود الإحصاء.
* * *
1729 -
عن عبد الله بن غَنَّام: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قَالَ حينَ يُصبحُ: اللهمَّ ما أصبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَو بأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحدَكَ لا شَريكَ لك، فَلَكَ الحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكرُ، فقد أَدَّى شُكْرَ يَومِهِ، ومَن قَالَ مثلَ ذلكَ حينَ يُمسي فقد أدَّى شُكْرَ لَيلَتِهِ".
"عن عبد الله بن غَنَّام رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن قال حين يُصبح: اللهم ما أصبحَ بي"؛ أي: ما حصلَ لي.
"من نِعمةٍ أو بأحدٍ"؛ أي: حصلَ لأحد.
"مِن خَلْقِك فمنك"؛ أي: حاصلٌ منك.
"وحدَك لا شريكَ لك، ذلك الحمدُ ولك الشكرُ، فقد أّدَّى شكرَ يومه، ومَن قال مثلَ ذلك حين يُمسي فقد أدَّى شُكرَ ليلتِه".
* * *
1730 -
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه كانَ يقولُ إذا أَوَى إلى فِراشهِ: "اللهمَّ ربَّ السَّماواتِ، وربَّ الأرضِ، وربَّ كلِّ شيءٍ، فالِقَ الحَبَّ والنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوراةِ والإِنْجيلِ والقُرآن، أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ كلِّ ذي شرّ أنتَ آخِذٌ بناصيتها، أنتَ الأَوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليسَ بعدَك شيءٌ، وأنت الظَّاهِرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عني الدِّيْنَ، وأَعِذْنِي مِنَ الفَقْرِ".
"عن أبي هريرة، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقولُ إذا أَوى إلى فراشه: اللهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرض، وربِّ كلِّ شيءٍ، فالقَ الحَبِّ" من الفَلْق، وهو الشَّقُّ.
"والنَّوى": جمع نواة؛ أو هي: عَظْمُ النخل، يعني: يا مَن شَقَّهما فأخرجَ منهما الزرعَ والنخيل.
"مُنزِلَ التوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ، أعوذُ بك من شَرِّ كل ذي شَرّ أنتَ آخذٌ بناصيتهِ أنت الأولُ فليس قبلَك شيءٌ، وأنت الآخرُ فليس بعدَك شيء"؛ يعني: أنت الباقي بعد فَناءِ الخَلْق.
"وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك" في الظهور "شيءٌ"؛ أي: ليس شيءٌ أَظهرَ منك لدلالة الآيات الباهرة عليك، أو أنت الغالبُ فليس فوقَك غالبٌ.
"وأنتَ الباطنُ فليس دونَك"؛ أي: غيرك في البُطون.
"شيءٌ" أبطنُ منك، ويجيء (دونَ) بمعنى قريب، فمعناه: ليس شيءٌ في البطون قريبًا منك، وقيل: معنى الظهور والبطون احتجابُه عن أبصار الناظرين، وتجلِّيه لبصائر المتفكّرين.
"اقضِ عني الدَّين": يجوز أن يرادَ به حقوقُ الله وحقوق العبادِ جميعًا.
"وأعذْني من الفَقْر".
* * *
1731 -
عن أبي الأَزْهَرِ الأَنْمارِيِّ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أخذَ مَضْجَعَهُ من اللَّيلِ قال: "بسم الله وضعتُ جَنْبي، اللهمَّ اغفر لي ذَنْبي، وأخْسِئ شَيْطاني، وفُكَّ رِهاني، وثَقِّلْ مِيْزاني، واجعَلْني في النَّدِيَّ الأَعلَى".
"عن أبي الأزهرِ الأَنماري: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذَ مَضْجَعه من
الليل قال: بسم الله وضعتُ جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي وأخْسِئ شيطاني"؛ أي: اجعلُه مطرودًا عني وممنوعاً عن تسويلي.
"وفُكَّ رِهاني"؛ أي: رَهْني، وفَكُّ الرهن تخليصُه عن يد المرتهِن، وأراد هنا نفسَ الإنسان لأنها مرهونة بأعمالِها، قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38].
يعني: خلِّص نفسي عن حقوق الخَلْق، وعن عقاب ما اقترفتُ من الأعمالِ التي لا تَرضاها بالعفو عنها؛ أو: خَلِّضها من التكاليف بالتوفيق للإتيان بها.
"وَثقِّل ميزاني واجعلْني في النَّدِيِّ" بالفتح ثمَّ الكسر ثمَّ بالتشديد: النادي؛ وهو المجلس المجتمع من الملائكة، وفي رواية:(في النداء الأعلى)؛ أي: اجعلني في الملأ "الأعلى"؛ أراد نداءَ أهلِ الجنة أهلَ النار: {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} [الأعراف: 44]، والنداء الأسفل هو نداء أهل النار:{أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [الأعراف: 50]، والمعنى: اجعلْني من أهل الجنة.
* * *
1732 -
عن ابن عُمر رضي الله عنهما: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذَ مَضْجَعَهُ قال: "الحمدُ لله الذي كَفاني، وآواني، وأَطعمَني، وسَقاني، والذي مَنَّ عليَّ فأَفْضَلَ، والذي أعطاني فأَجْزَلَ، الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، اللهمَّ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيْكَهُ، وإلَهَ كلِّ شيءٍ، وأَعوذُ بكَ مِنَ النّارِ".
"وعن ابن عمرَ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذَ مَضْجَعه قال: الحمدُ لله الذي كفاني وآواني وأَطْعَمني وسَقاني، والذي مَنَّ"؛ أي: أنعم "عليَّ فأفضلَ"؛ أي: أَحسنَ.
"والذي أعطاني فأَجْزلَ"؛ أي: أكثرَ من النعمة.
"الحمدُ لله على كل حال، اللهم ربَّ كل شيء ومليكَه وإلهَ كل شيء، أعوذ بك من النار".
* * *
1733 -
عن بُرَيْدَة رضي الله عنه قال: شَكا خالدُ بن الوليدِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ الله!، ما أَنامُ اللَّيلَ مِن الأَرَقِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إذا أَوَيتَ إلى فِراشِكَ فقلْ: اللهمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعْ وما أَظَلَّتْ، وربَّ الأرضَيْنَ وما أقلَّتْ، وربَّ الشَّياطينِ وما أَضَلَّتْ، كُنْ لي جارًا مِنْ شرِّ خَلْقِكَ كُلِّهم جميعًا، أنْ يَفْرُطَ عليَّ أحدٌ منهم، أو أنْ يَبغِيَ، عزَّ جارُك، وجلَّ ثَناؤُكَ، ولا إلَهَ غَيْرُكَ، لا إله إلَّا أنتَ"، ضعيف.
"وعن بُرَيدة رضي الله عنه أنَّه قال: شكا خالدُ بن الوليد إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! ما أنامُ الليل من الأَرَق"، بفتح الهمزة والراء: السهر، وهو مفارَقة الرجلِ النومَ من وسواس أو حزن أو غيرِ ذلك.
"فقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: إذا أويتَ إلى فراشِك فقل: اللهم ربَّ السماواتِ السبعِ وما أظلَّت"؛ أي: وما أوقعت السماوات ظلهنّ عليه.
"ورب الأَرَضينَ وما أقلَّت"؛ أي: وما رفعته الأَرَضُون.
"وربَّ الشياطينِ وما أضلَّت" من الإنس والجن، ومن وَسْوَسَتْه في صدورهم.
"كنْ لي جارًا"؛ أي: حافظًا "مِن شرِّ خلقك كلِّهم جميعًا أن يفرُطِ"؛ أي: من أن يفرُطَ؛ أي: يُسْرِعَ بالشر "عليَّ أحدٌ منهم، أو أن يبغيَ"؛ أي: يظلم عليَّ أحدٌ.