الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبطليوس ويابورة وبرتغال وأشبونة وَغير ذَلِك من بِلَاد غرب الأندلس وَكَانَ ذَلِك فِي شهر ذِي الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة وَكتب بِالْفَتْح إِلَى أَمِير الْمُسلمين
وَفِي سنة سبع وَخَمْسمِائة توفّي الْأَمِير سير بن أبي بكر بإشبيلية وَدفن بهَا وَولي إشبيلية عوضا مِنْهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن فَاطِمَة فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن توفّي سنة عشر وَخَمْسمِائة
وَفِي سنة سبع الْمَذْكُورَة غزا الْأَمِير مزدلي طليطلة وأعمالها فدوخها وَفتح حصن أرجنة عنْوَة فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى النِّسَاء والذرية واتصل الْخَبَر بالبرهانس كَبِير الفرنج فَأقبل لنصرتهم واستنقاذهم فصمد الْقَائِد مزدلي للقائه ففر أَمَامه لَيْلًا وَعَاد مزدلي إِلَى قرطبة ظافرا غانما
ثمَّ كَانَت لَهُ فِي الفرنج وقائع أُخْرَى إِلَى أَن توفّي رحمه الله غازيا بِبِلَاد الفرنج سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة فولى أَمِير الْمُسلمين مَكَانَهُ على قرطبة ابْنه مُحَمَّد بن مزدلي فَأَقَامَ واليا عَلَيْهَا ثَلَاثَة أشهر ثمَّ توفّي شَهِيدا فِي بعض غَزَوَاته أَيْضا
اسْتِيلَاء الْعَدو على سرقسطة
كَانَت سرقسطة وأعمالها من شَرق الأندلس بيد بني هود الجذاميين تغلبُوا عَلَيْهَا فِي صدر الْمِائَة الْخَامِسَة أَيَّام الطوائف وتوارثوها إِلَى أَن كَانَ مِنْهُم أَحْمد بن يُوسُف الملقب بالمستعين بِاللَّه فزحف إِلَيْهِ ابْن رذمير سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة فَخرج إِلَيْهِ المستعين فَالْتَقوا بِظَاهِر سرقسطة فَانْهَزَمَ الْمُسلمُونَ وَاسْتشْهدَ مِنْهُم جمَاعَة مِنْهُم المستعين بن هود
ثمَّ لما كَانَت سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَصَاحب سرقسطة يَوْمئِذٍ عبد الْملك بن المستعين بن هود الملقب بعماد الدولة زحف ابْن رذمير
إِلَيْهَا وزحف الفنش أَيْضا فِي أُمَم من النَّصْرَانِيَّة إِلَى لاردة من بِلَاد الْجوف فنازلها واتصل الْخَبَر بأمير الْمُسلمين فَكتب إِلَى أُمَرَاء غرب الأندلس يَأْمُرهُم بِالْمَسِيرِ إِلَى أَخِيه تَمِيم بن يُوسُف وَكَانَ يَوْمئِذٍ واليا على شَرق الأندلس فيسيرون مَعَه لاستنقاذ سرقسطة ولاردة فَقدم على تَمِيم عبد الله بن مزدلي وَأَبُو يحيى بن تاشفين صَاحب قرطبة بعساكرهما فَخرج تَمِيم بن يُوسُف من بلنسية مَعَ أُمَرَاء الأندلس فصمد نَحْو لاردة وَكَانَ بَينه وَبَين الفنش قتال عَظِيم أزعجه عَن لاردة خاسئا صاغرا بعد أَن بذل جهده فِي حصارها وأفقد من جيوشه عَلَيْهَا مَا يزِيد على الْعشْرَة آلَاف فَارس وَرجع تَمِيم إِلَى بلنسية
وَلما رأى ابْن رذمير ذَلِك بعث إِلَى طوائف الإفرنج يستصرخهم على سرقسطة فَأتوا فِي أُمَم كالنمل حَتَّى نازلها مَعَه وشرعوا فِي الْقِتَال وصنعوا أبراجا من خشب تجْرِي على بَرَكَات وقربوها مِنْهَا ونصبوا فِيهَا الرعادات ونصبوا عَلَيْهَا عشْرين منجنيقا وَقَوي طمعهم فِيهَا فَاشْتَدَّ الْحصار وَاسْتمرّ حَتَّى فنيت الأقوات وَهلك أَكثر النَّاس جوعا فراسل الْمُسلمُونَ الَّذين بهَا ابْن رذمير على أَن يرفع عَنْهُم الْقِتَال إِلَى أجل فَإِن لم يَأْتِيهم من ينصرهم أخلوا لَهُ الْبَلَد وأسلموه إِلَيْهِ فعاهدهم على ذَلِك فتم الْأَجَل وَلم يَأْتهمْ أحد فدفعوا إِلَيْهِ الْمَدِينَة وَخَرجُوا إِلَى مرسية وبلنسية وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَبعد اسْتِيلَاء النَّصَارَى عَلَيْهَا وصل من بر العدوة جَيش فِيهِ عشرَة آلَاف فَارس بَعثه أَمِير الْمُسلمين لاستنقاذها فوجدوها قد فرغ مِنْهُ وَنفذ حكم الله فِيهَا
وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة تغلب ابْن رذمير على بِلَاد شَرق الأندلس وَملك قلعة أَيُّوب الَّتِي لَيْسَ فِي بِلَاد شَرق الأندلس أمنع مِنْهَا وألح بالغارات على بِلَاد الْجوف فاتصلت هَذِه الْأَخْبَار بأمير الْمُسلمين وَهُوَ بمراكش فَجَاز إِلَى الأندلس برسم الْجِهَاد وَضبط الثغور وَهُوَ جَوَازه الثَّانِي