الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من خَرَزَات الْيَاقُوت الفاخر والدر النفيس الْمُشْتَمل على مئين مُتعَدِّدَة من حصبائه وَكَانَ يُسمى بالثعبان
ثمَّ صَار إِلَى بني مرين أَيْضا إِلَى أَن تلف فِي الْبَحْر عِنْد غرق الأسطول بالسلطان أبي الْحسن بمرسى بجاية مرجعة من تونس حَسْبَمَا نذكرهُ بعد إِلَى ذخائر من أَمْثَاله وطرف من أشباهه مِمَّا يستخلصه الْمُلُوك لأَنْفُسِهِمْ ويعتدونه من ذخائرهم
وَلما سكنت الْفِتْنَة وركد عاصف تِلْكَ الهيعة نظر يغمراسن فِي شَأْن مواراة الْخَلِيفَة فجهزه وَرَفعه على أعواده فدفنه بالعباد بمقبرة الشَّيْخ أبي مَدين رضي الله عنه ثمَّ نظر فِي شَأْن حرمه وَأُخْته تاعزونت الشهيرة الذّكر بعد أَن جاءها وَاعْتذر إِلَيْهَا مِمَّا وَقع وأصحبهن جملَة من مشيخة بني عبد الواد إِلَى مأمنهن فألحقوهن بدرعة من تخوم طاعتهم فَكَانَ ليغمراسن بذلك حَدِيث جميل فِي الْإِبْقَاء على الْحرم ورعي حُقُوق الْملك وَأما أهل محلّة السعيد فَإِنَّهُم بعد نهوضهم تداعوا واجتمعوا إِلَى عبد الله بن السعيد وقفلوا قَاصِدين مراكش
واتصل الْخَبَر بالأمير أبي بكر بن عبد الْحق وَهُوَ يَوْمئِذٍ ببني يزنسن وقدمت عَلَيْهِ الْحصَّة الَّتِي كَانَ وَجههَا مَعَ السعيد فتحقق الْخَبَر وانتهز الفرصة فِي الْمُوَحِّدين فَاعْترضَ عَسْكَرهمْ بجهات تازا فَقتل عبد الله بن السعيد واستلبهم وَاسْتولى على مَا بَقِي من أثاثهم ثمَّ جد السّير إِلَى مكناسة فَدَخلَهَا وملكها وَلحق فل الْمُوَحِّدين بمراكش فَبَايعُوا عمر المرتضى كَمَا نذكرهُ إِن شَاءَ الله
الْخَبَر عَن دولة أبي حَفْص عمر المرتضى ابْن السَّيِّد أبي إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن رحمه الله
لما توفّي أَبُو الْحسن السعيد كَانَ عمر المرتضى واليا من قبله بقصبة رِبَاط الْفَتْح من سلا كَمَا قدمنَا فَاجْتمع الموحدون بِجَامِع الْمَنْصُور من قَصَبَة مراكش
وعقدوا لَهُ الْبيعَة وبعثوا بهَا إِلَيْهِ ونهض هُوَ مُتَوَجها إِلَى مراكش فَلَقِيَهُ وفدهم أثْنَاء طَرِيقه بتامسنا وَاجْتمعَ عَلَيْهِ أَشْيَاخ الْعَرَب فَبَايعُوهُ أَيْضا واستقام أمره وتلقب بالمرتضى وَعقد ليعقوب بن كانون على بني جَابر ولعمه يَعْقُوب بن جرمون على عرب سُفْيَان بعد أَن كَانَ قومه قدموه عَلَيْهِم وَدخل الحضرة واستوزر أَبَا مُحَمَّد بن يُونُس من قرَابَته وَقبض على حَاشِيَة السعيد ثمَّ وصل أَخُوهُ السَّيِّد أَبُو إِسْحَاق الَّذِي كَانَ وزيرا للسعيد من قبل ناجيا من وقْعَة تامزردكت آخِذا على طَرِيق سجلماسة فاستوزره أَيْضا وَأسْندَ إِلَيْهِ أمره وَاسْتولى أَبُو بكر بن عبد الْحق أَمِير بني مرين بعد مهلك السعيد على رِبَاط تازا ومكناسة ثمَّ استولى سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة على فاس وأعمالها فاقتطع عَن المرتضى بِلَاد الغرب كلهَا وَلم يبْق لَهُ إِلَّا بِلَاد الْحَوْز من سلا إِلَى السوس
ولأول دولة المرتضى كَانَ اسْتِيلَاء الْعَدو على إشبيلية إِحْدَى قَوَاعِد الأندلس فَإِن طاغية قشتالة وَهُوَ الإصبنيول خذله الله حاصرها سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس من شعْبَان من السّنة بعْدهَا ملكهَا صلحا بعد منازلتها حولا كَامِلا وَخَمْسَة أشهر وانتقل كرْسِي المملكة الإسلامية بالأندلس إِلَى غرناطة وَذَلِكَ فِي دولة بني الْأَحْمَر
وَفِي سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ملك الْأَمِير أَبُو بكر المريني سلا ورباط الْفَتْح ووفد على المرتضى بمراكش مُوسَى بن زيان الونكاسي وَأَخُوهُ عَليّ بن زيان من قبيل بني مرين وأغروه بِقِتَال بني عبد الْحق فأسعفهم وَلما انْتهى إِلَى أَمَان إيملولين أشاع يَعْقُوب بن جرمون السفياني قَضِيَّة الصُّلْح بَينهمَا وَأصْبح راحلا وَقد استولى الْجزع على قُلُوب الْجَيْش فَانْفَضُّوا وَوَقعت الْهَزِيمَة من غير قتال وَوصل المرتضى إِلَى الحضرة وأغضى ليعقوب عَمَّا صدر مِنْهُ
وَفِي سنة خمسين وسِتمِائَة اسْترْجع المرتضى سلا ورباط الْفَتْح من يَد بني مرين
وَفِي سنة إِحْدَى وَخمسين بعْدهَا فر من حَاشِيَة المرتضى عَليّ بن يدر