الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَجَاز مَعَه خلق كثير من المرابطين والمتطوعة من الْعَرَب وزناتة والمصامدة وَسَائِر قبائل البربر فوصل بجيوشه إِلَى قرطبة وَنزل خَارِجهَا وأتته وُفُود الأندلس للسلام عَلَيْهِ فَسَأَلَهُمْ عَن أَحْوَال بِلَادهمْ وثغورهم بَلَدا بَلَدا فعرفوه بِمَا كَانَ
وعزل القَاضِي أَبَا الْوَلِيد بن رشد عَن قَضَاء قرطبة وَولى مَكَانَهُ أَبَا الْقَاسِم بن حمدين وَيُقَال إِنَّمَا عزل ابْن رشد لِأَنَّهُ استعفاه وَكَانَ قد اشْتغل بتأليف الْبَيَان والتحصيل
ثمَّ سَار أَمِير الْمُسلمين حَتَّى نزل على مَدِينَة شنتمرية فَفَتحهَا عنْوَة وَسَار فِي بِلَاد الفرنج يقتل وَيَسْبِي وَيقطع الثِّمَار وَيخرب الْقرى والديار حَتَّى دوخ بِلَاد غرب الأندلس وفر أَمَامه الفرنج وتحصنوا بالمعاقل المنيعة
وَفِي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة عَاد أَمِير الْمُسلمين إِلَى بِلَاد العدوة بعد أَن ولى أَخَاهُ تَمِيم بن يُوسُف على جَمِيع بِلَاد الأندلس فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة
ولَايَة الْأَمِير تاشفين بن عَليّ بن يُوسُف على بِلَاد الأندلس وأخباره فِي الْجِهَاد
لما توفّي الْأَمِير تَمِيم بن يُوسُف فِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم ولى أَمِير الْمُسلمين على بِلَاد الأندلس ابْنه تاشفين بن عَليّ بن يُوسُف مَا عدا الجزائر الشرقية فَإِنَّهُ قد عقد عَلَيْهَا لمُحَمد بن عَليّ المسوفي الْمَعْرُوف بِابْن غانية فَعبر الْأَمِير تاشفين الْبَحْر إِلَى الأندلس فِي خَمْسَة آلَاف من الْجند وَبعث إِلَى أجناد الْبِلَاد فَأتوهُ فَخرج بهم غازيا طليطلة فَفتح بعض حصونها بِالسَّيْفِ وانتسف مَا حولهَا
وَفِي السّنة الْمَذْكُورَة أَعنِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة هزم الْأَمِير تاشفين
النَّصَارَى بفحص الصباب وقتلهم قتلا ذريعا وَفتح ثَلَاثِينَ حصنا من حصون غرب الأندلس وَكتب بِالْفَتْح إِلَى أَبِيه
وَفِي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة هزم الْأَمِير تاشفين جموع الفرنج بفحص عَطِيَّة وأفنى مِنْهُم خلقا كثيرا بِالسَّيْفِ
وَفِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بعْدهَا دخل الْأَمِير تاشفين مَدِينَة كركى بِالسَّيْفِ فَلم يبْق بهَا بشرا
وَفِي سنة إثنتين وَثَلَاثِينَ بعْدهَا جَازَ الْأَمِير تاشفين من الأندلس إِلَى الْمغرب بعد أَن غزا مَدِينَة أشكونية فَفَتحهَا عنْوَة وَحمل مَعَه من سبيهَا إِلَى العدوة سِتَّة آلَاف سبية فَانْتهى إِلَى مراكش وَخرج أَمِير الْمُسلمين للقائه فِي زِيّ عَظِيم وسرور كَبِير
وَفِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعْدهَا أَخذ أَمِير الْمُسلمين الْبيعَة لوَلَده تاشفين
وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة كَانَت وَفَاة أَمِير الْمُسلمين عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين اللمتوني رحمه الله وَذَلِكَ لسبع خلون من رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة قَالَ ابْن خلكان كَانَ أَبُو الْحسن عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين رجلا حَلِيمًا وقورا صَالحا عادلا منقادا إِلَى الْحق وَالْعُلَمَاء تجبى إِلَيْهِ الْأَمْوَال من الْبِلَاد وَلم يزعزعه عَن سَرِيره قطّ حَادث وَلَا طَاف بِهِ مَكْرُوه
قلت قد طَاف بِهِ فِي آخر دولته أعظم مَكْرُوه وَذَلِكَ مُحَمَّد بن تومرت النابغ تَحت إبطه بحبال المصامدة كَمَا يَأْتِي خَبره إِن شَاءَ الله