الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) - (226) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ
(30)
- 879 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودِ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ،
===
(9)
- (226) - (باب ما جاء في التشهد)
(30)
-879 - (1)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي.
(حدثنا أبي) عبد الله بن نمير، ثقة، من التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة) أبي وائل الأسدي الكوفي.
(عن عبد الله بن مسعود) الهذلي الكوفي رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
(ح وحدثنا أبو بكر) محمد (بن خلاد) بن كثير (الباهلي) البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(م د س ق).
(حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ القطان التميمي، البصري، ثقة متقن حافظ إمام قدوة، من كبار التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ)، وله ثمان وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأعمش، عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَعَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ - يَعْنُونَ: الْمَلَائِكَةَ - فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن مسعود) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
(قال) ابن مسعود: (كنا) معاشر الصحابة في صدر الإسلام (إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفريضة .. (قلنا) في الصلاة -كما في رواية مسلم- أي: قلنا في جلوس التشهد بدل التشهد المشروع الآن: (السلام) أي: السلامة من النقائص (على الله) من عباده؛ أي: نسلم عليه تعالى (قبل) أن نسلم على (عباده) بقولنا: (السلام على جبرائيل وميكائيل وعلى فلان) كإسرافيل، (و) على (فلان) كملك الموت، أو المعنى: السلام كائن على الله قبل أن يكون على عباده.
قال الراوي: (يعنون) أي: يعني المؤمنون من الصحابة بقولهم: وعلى فلان وفلان (الملائكة) قال الأبي: إن قولهم ذلك استحسان منهم، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يسمعه منهم إلا حين أنكره عليهم، ووجه الإنكار عدم استقامة المعنى؛ لأنه عكس ما يجب أن يقال؛ فإن السلام بمعنى السلامة والرحمة، وهما له تعالى ومنه، وهومالكهما، فكيف يدعى له بهما وهو المدعو؟ ! (فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح عين سمع؛ لأنه فعل اتصل به ضمير المفعول، والرسول فاعل؛ أي: سمع قولنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ: "لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسْتُمْ .. فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ،
===
(فقال) لنا: (لا تقولوا: السلام على الله؛ فإن الله هو السلام) أي: أنه اسم من أسمائه تعالى، ومعناه: السالم من سمات الحدوث، أو المسلم عباده من المهالك، أو المسلم على عباده في الجنة، أو أن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكهما ومعطيهما، فكيف يدعى له بهما وهو المدعو؟ ! وقال ابن الأنباري: أمرهم أن يصرفوه إلى الخلق؛ لحاجتهم إلى السلامة وغناه سبحانه وتعالى عنها.
(فإذا جلستم) في آخر الصلاة أو في وسطه .. (فقولوا) بصيغة الأمر المقتضية للوجوب، وفي حديث ابن مسعود عند الدارقطني بإسناد صحيح: وكنا لا ندري ما نقول قبل أن يفرض علينا التشهد: (التحيات) جمع تحية؛ وهو السلام أو البقاء أو الملك أو السلامة من الآفات أو العظمة؛ أي: كل أنواع التعظيم مستحقة (لله) سبحانه وتعالى، فلا تستحق لغيره؛ لأنه الفاعل المختار وغيره مجبور مقهور، وفي قوله:"لله" تنبيه على الإخلاص في العبادات؛ أي: ذلك كله لله من الصلوات وما بعده لا تفعل إلا لله تعالى، وجمع التحيات؛ لأن الملوك كان كل واحد يحييه أصحابه بتحية مخصوصة، فقيل جميعها لله وهو المستحق لها حقيقة.
(والصلوات) الخمس واجبة لله تعالى لا يجوز أن يقصد بها غيره تعالى، أو هو إخبار عن قصد إخلاصنا له تعالى، أو العبادات كلها، أو الرحمة؛ لأنه المتفضل بها، (والطيبات) أي: الكلمات التي يصلح أن يثنى بها على الله دون ما لا يليق به؛ كالأذكار والدعوات وما شاكل ذلك مستحقة لله تعالى، أو ذكر لله، أو الأقوال الصالحة، أو يقال: التحيات العبادات القولية، والصلوات
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ،
===
العبادات الفعلية، والطيبات العبادات المالية، وأتى بالصلوات والطيبات معطوفًا بالواو، لعطفه على التحيات، أو أن الصلوات مبتدأ خبره محذوف، والطيبات معطوف عليها، فالأول عطف الجملة على الجملة، والثاني عطف المفرد على الجملة، قاله البيضاوي، وقال العيني: كل واحد من الصلوات والطيبات مبتدأ حذف خبره؛ أي: الصلوات لله والطيبات لله، فالجملتان معطوفتان على الأولى، وهي التحيات لله.
(السلام) أي: السلامة من المكاره، أو السلام الذي وجه إلى الرسل والأنبياء، أو الذي سلمه الله عليك ليلة المعراج، فأل للعهد التقديري، أو المراد حقيقة السلام الذي يعرفه كل أحد عمن يصدر وعلى من ينزل، فتكون أل للجنس، أو هي للعهد الخارجي إشارة إلى قوله تعالى:{وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (1)، (عليك أيها النبي) الأمي العربي، (ورحمة الله) تعالى (وبركاته) عليك، وإنما قال: عليك فعدل عن الغيبة إلى الخطاب مع أن لفظ الغيبة يقتضيه السياق؛ لأنه اتباع الرسول بعينه حين علم الحاضرين من أصحابه، وأمرهم أن يفردوه بالسلام عليه؛ لشرفه ومزيد حقه.
(السلام) الذي وجه إلى الأمم السالفة من الصلحاء (علينا) يريد به المصلي نفسه والحاضرين معه من الإمام والمأمومين والملائكة (وعلى عباد الله الصالحين) أي: القائمين بما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد، وهو تعميم بعد تخصيص، وجوز النووي حذف اللام من السلام في الموضعين، قال: والإثبات أفضل وهو الموجود في روايات "الصحيحين".
(1) سورة النمل: (59).
فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".
===
(فإنه) أي: فإن أحدكم أو المصلي (إذا قال ذلك) أي: لفظ وعلى عباد الله الصالحين .. (أصابت) أي: شملت وعمت هذه الكلمة؛ أي: كلمة عباد الله (كل عبد صالح) موجود (في السماء والأرض) وغيرهما؛ أي: عم كلهم فتستغنون عن قولكم: السلام على فلان وفلان، وقيل: أي: أصاب ثوابه أو بركاته كل عبد. انتهى "سندي". وجملة إن معترضة بين قوله: عباد الله الصالحين وما بعده، وفائدة الإتيان بها الاهتمام بها؛ لكونه أنكر عليهم عد الملائكة واحدًا واحدًا، ولا يمكن استيفاؤهم، وفيه أن الجمع المحلى بالألف واللام للعموم، وأن له صيغًا، وهذه منها.
(أشهد أن لا إله إلا الله) زاد ابن أبي شيبة: (وحده لا شريك له) وسنده ضعيف، لكن ثبتت هذه الزيادة في حديث أبي موسى المذكور في "مسلم"، وفي حديث عائشة الموقوف في "الموطأ":(وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) بالإضافة إلى الضمير، وفي حديث ابن عباس عند مسلم وأصحاب السنن:(وأشهد أن محمدًا رسول الله) بالإضافة إلى الظاهر، وهو الذي رجحه الشيخان الرافعي والنووي، وأن الإضافة إلى الضمير لا تكفي، لكن المختار أنه يجوز ورسوله، لما ثبت في "مسلم"، ورواه البخاري هنا أيضًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها: كتاب الأذان، وكتاب العمل في الصلاة، وكتاب التوحيد، باب التشهد في الأخيرة، ومسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، رقم (55 - 968)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب التشهد، رقم (968)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في التشهد، رقم (289)، قال: وفي الباب عن ابن عمر وأبي موسى وعائشة، قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير
(30)
- 879 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ
===
وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق، والنسائي في كتاب التطبيق وكتاب السهو في أبواب كثيرة؛ منها: باب كيف التشهد الأول، باب نوع آخر من التشهد، باب إيجاب التشهد، وغيرها، والدارمي وأحمد.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، فقال:
(30)
-879 - (م)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وله ست وثمانون سنة. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا) سفيان بن سعيد (الثوري) الكوفي، ثقة إمام حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).
وَالْأَعْمَشِ وَحُصَيْنٍ وَأَبِي هَاشِمٍ وَحَمَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ وَأَبِي الْأَحْوَصِ،
===
(والأعمش وحصين) بن عبد الرحمن السلمي أبي الهذيل، الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(وأبي هاشم) يحيى بن دينار الرماني الواسطي. روى عن: أبي وائل، وسعيد بن جبير، ويروي عنه:(ع)، والثوري، ثقة، من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين ومئة (122 هـ)، وقيل: سنة خمس وأربعين ومئة.
(و) عن (حماد) بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبي إسماعيل الكوفي، فقيه صدوق له أوهام، من الخامسة، رمي بالإرجاء، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(م عم).
كل من منصور ومن بعده رووا (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، غرضه: بيان متابعة الثوري لعبد الله بن نمير في الرواية عن الأعمش عن شقيق بن سلمة.
وقوله: (وعن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي، ثقة، من الثالثة .. معطوف على قوله: عن منصور؛ أي: أنبأنا الثوري أيضًا عن أبي إسحاق، مات سنة تسع وعشرين ومئة وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن الأسود) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات سنة أربع أو خمس وسبعين. يروي عنه:(ع).
(و) عن (أبي الأحوص) عوف بن مالك بن نضلة -بفتح النون وسكون المعجمة- الجشمي -بضم الجيم وفتح المعجمة- الكوفي، مشهور بكنيته،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(30)
- 879 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ،
===
ثقة، من الثالثة، قتل قبل المئة في ولاية الحجاج على العراق. يروي عنه:(م عم).
كلاهما رويا (عن عبد الله بن مسعود) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند أيضًا من سداسياته، غرضه: بيان متابعة الأسود وأبي الأحوص لأبي وائل في الرواية عن ابن مسعود، ففي هذا السند متابعتان؛ الأولى: متابعة الثوري لعبد الله بن نمير، والثانية: متابعة الأسود وأبي الأحوص لأبي وائل.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق الثوري في السند الأول من السندين الملفقين (نحوه) أي: نحو حديث عبد الله بن نمير، وساق الأسود وأبو الأحوص في السند الثاني من السندين المذكورين نحوه؛ أي: نحو حديث أبي وائل، ففي هذا الأخير المتابعة في التابعي تأمل، فإن في المقام دقة تزل فيها الأقدام حتى من الأعلام، ويشهد لحلنا المذكور السند التالي لهذا السند، كما ستعرفه.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، فقال:
(30)
- 879 - (م)(حدثنا محمد بن معمر) بن ربعي القيسي البصري البحراني بالموحدة والمهملة، صدوق، من كبار الحادية عشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا قبيصة) بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة بن ربيعة بن
أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَالْأَسْوَدِ وَأَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمُ
===
جنيدب بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائي أبو عامر الكوفي، صدوق ربما خالف، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة ومئتين (215 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا سفيان) الثوري.
(عن الأعمش ومنصور وحصين) كلهم (عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، غرضه: بيان متابعة قبيصة لعبد الرزاق في الرواية عن سفيان.
(ح) حول المؤلف السند، (قال) قبيصة بالسند السابق:
(وحدثنا) أيضًا (سفيان) الثوري (عن أبي إسحاق) السبيعي (عن أبي عبيدة) عامر بن عبد الله بن مسعود مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له، كنيته اسمه، الهذلي الكوفي، ثقة، من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه عن أبيه، مات قبل المئة بعد سنة ثمانين. يروي عنه:(ع).
(والأسود) بن يزيد النخعي.
(وأبي الأحوص) عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي.
كل من الثلاثة رووا (عن عبد الله بن مسعود) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، غرضه: بيان متابعة قبيصة لعبد الرزاق.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم) أي: يعلم الصحابة
التَّشَهُّدَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
(31)
- 880 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
===
(التشهد
…
فذكر) قبيصة (نحوه) أي: نحو حديث عبد الرزاق.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن مسعود بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(31)
- 880 - (2)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي مولاهم المصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري عالمها وفقيهها، ثقة، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سعيد بن جبير) الوالبي الكوفي، ثقة، من الثالثة، قتل سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).
(وطاووس) بن كيسان اليماني الصنعاني، ثقة، من الثالثة، مات سنة ست ومئة وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
كلاهما (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ: "التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ للهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ،
===
(قال) ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا) معاشر الصحابة (التشهد) من فيه إلى فينا (كما يعلمنا السورة من القرآن) من فيه إلى فينا، والمراد: كان يهتم بحفظنا؛ أي: يعلمنا بكمال الاهتمام؛ لتوقف الصلاة عليه إجزاءً وكمالًا. انتهى "سندي على النسائي"، وفي "البذل": يهتم بتعليم التشهد، كما يهتم بتعليم القرآن. انتهى.
(فكان) صلى الله عليه وسلم (يقول) في تعليمنا إياه: (التحيات المباركات) جمع مباركة؛ معناها: كثيرة الخير، وقيل: النماء، (الصلوات الطيبات لله) قال النووي: تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات، كما في حديث ابن مسعود وغيره، ولكن حذفت الواو هنا اختصارًا، وهو جائز معروف في اللغة، (السلام) أي: التحية الدائمة اللائقة بك؛ وهو تأمينه مما يخافه على أمته (عليك أيها النبي) الكريم، (ورحمة الله) أي: إنعامه وإحسانه عليك، (وبركاته) عليك، والبركة: كثرة الخير ونماؤه معنىً.
فإن قلت: كيف شرع هذا اللفظ في الصلاة وهو خطاب بشر، وهو منهي عنه في الصلاة؟
قلت: إن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
فإن قلت: ما الحكمة في العدول عن الغيبة إلى الخطاب في قوله: "عليك أيها النبي" مع أن لفظ الغيبة هو الذي يقتضيه السياق، كأن يقول: السلام على النبي، فينتقل من تحية الله إلى تحية النبي، ثم إلى تحية النفس، ثم إلى تحية الصالحين؟
السَّلَامُ عَلَيْنَا
===
قلت: أجاب عنه الطيبي بما محصله: نحن نتبع لفظ الرسول بعينه الذي كان علمه الصحابة، ولا نبحث عن العلل والحكم، بل هو تعبدي، قاله الحافظ في "الفتح".
قال: وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود ما يقتضي المغايرة بين زمانه صلى الله عليه وسلم، فيقال بلفظ الخطاب، وأما بعده .. فيقال بلفظ الغيبة، ففي الاستئذان من صحيح البخاري من طريق أبي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهد، قال:(وهو بين أظهرنا، فلما قبض .. قلنا: السلام؛ يعني: على النبي)، كذا وقع في "البخاري"، وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" والسراج والجوزقي، وأبو نعيم الأصبها ني، والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري فيه بلفظ:(فلما قبض .. قلنا: السلام على النبي)، بحذف لفظ (يعني)، وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم، قال: وقد وجدت له متابعًا قويًا، قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: (أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات .. قالوا: السلام على النبي)، وهذا إسناد صحيح. انتهى من "تحفة الأحوذي".
(السلام علينا) معاشر الحاضرين من المصلي والإمام والمأمومين والملائكة؛ يعني: من مؤمني إنس وجن وملائكة الذين حضروا معنا في هذا المصلى، واستدل بهذا على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء، وفي "الترمذي" مصححًا عن أبي بن كعب:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدًا فدعا له .. بدأ بنفسه)، وأصله في "صحيح مسلم"، ومنه قول نوح وإبراهيم عليهما السلام، كما في التنزيل.
وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".
===
(وعلى عباد الله الصالحين) والأشهر في تفسير الصالح: أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وتتفاوت درجاته، قال الحكيم الترمذي: من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة .. فليكن عبدًا صالحًا، وإلا .. حرم هذا الفضل العظيم، كذا في "الفتح".
(أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) وقال الشافعي بعد أن أخرج حديث ابن عباس: رويت أحاديث في التشهد مختلفة، وكان هذا أحب إلي؛ لأنه أكملها، ولأحمد من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه، وأمره أن يعلمه الناس، ولم ينقل ذلك لغيره، ففيه دليل على مزيته، واختار مالك وأصحابه تشهد عمر؛ لكونه علمه للناس وهو على المنبر، ولم ينكروه فيكون إجماعًا، ولفظه نحو حديث ابن عباس إلا أنه قال:(الزاكيات) بدل (المباركات) وكأنه بالمعنى، ثم إن هذا الاختلاف إنما هو في الأفضل، ونقل جماعة من العلماء الاتفاق على جواز التشهد بكل ما ثبت. انتهى، انتهى ملخصًا.
قال الإمام الخطابي في "المعالم": واختلفوا في التشهد هل هو واجب أم لا؟ فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: من لم يتشهد .. فلا صلاة له، وبه قال الحسن البصري، وإليه ذهب الشافعي، ومذهب مالك قريب منه، وقال الزهري وقتادة وحماد: إن ترك التشهد حتى انصرف .. مضت صلاته، وقال أصحاب الرأي: التشهد والصلاة على النبي وآله مستحب غير واجب، والقعود قدر التشهد واجب. انتهى.
* * *
(32)
-881 - (3) حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ،
===
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(32)
-881 - (3)(حدثنا جميل بن الحسن) بن جميل العتكي الجهضمي أبو الحسن البصري، صدوق يخطئ، من العاشرة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى السامي - بالمهملة - أبو محمد البصري، ثقة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا سعيد) بن أبي عروبة مهران اليشكري البصري، ثقة، من السادسة، مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن قتادة) بن دعامة.
(ح وحدثنا عبد الرحمن بن عمر) بن يزيد بن كثير الزهري أبو الحسن الأصبهاني، لقبه رسته -بضم الراء وسكون المهملة وفتح المثناة- ثقة، له غرائب وتصانيف، من صغار العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ)، له اثنتان وسبعون سنة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا) محمد بن إبراهيم (بن أبي عدي) السلمي، وقد ينسب إلى جده، ويقال: إن أبا عدي اسمه إبراهيم، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام بن أبي عبد الله) سنبر الدستوائي
عَنْ قَتَادَةَ، وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا وَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا فَقَالَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ
===
البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما (عن قتادة، وهذا) الحديث الآتي لفظ (حديث عبد الرحمن) بن عمر، وأما جميل بن الحسن .. فروى معناه لا لفظه.
روى قتادة (عن يونس بن جبير) الباهلي أبي غلاب -بفتح المعجمة وتشديد اللام- البصري، ثقة، من الثالثة، مات قبل المئة بعد التسعين، وأوصى أن يصلي عليه أنس بن مالك. يروي عنه:(ع).
(عن حطان) بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملة (بن عبد الله) الرقاشي: نسبة إلى رقاش بنت ضبيعة بن قيس؛ وهي قبيلة من بني ربيعة، البصري، ثقة، من الثانية، مات في ولاية بشر على العراق بعد السبعين. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي موسى) عبد الله بن قيس (الأشعري) الكوفي رضي الله تعالى عنه.
وهذان السندان من سباعياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا) أي: ذكرنا بذكر الوعد والوعيد في أيام حياته، (وبيَّن لنا سنتنا) أي: طريقتنا من الدين؛ أي: ما يليق بنا فعله من السنن. انتهى "سندي"، (وعلمنا صلاتنا) أي: فرائضها وشروطها ومبطلاتها، (فقال) لنا في تعليمنا إياها:(إذا صليتم) أي: شرعتم في أفعال
فَكَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ .. فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمُ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
===
الصلاة، (فكان) أحدكم (عند القعدة) أي: في القعدة الأولى أو الثانية .. (فليكن من أول قول أحدكم) في تلك القعدة؛ أي: لا يتقدم منه في تلك القعدة قول قبل هذا القول الآتي، ويكون هذا القول الآتي مقدمًا في تلك القعدة على جميع الأقوال.
وقوله: (التحيات) إلى آخر التشهد اسم (يكن) محكي مؤخر عن خبرها، وهو جمع تحية، ومعناها: السلام، وقيل: البقاء، وقيل: العظمة، وقيل: الملك، وكان لكل ملك تحية تخصه، فلهذا جمعت، فكأن المعنى التحيات اللاتي كانوا يسلمون بها على الملوك كلها مستحقة لله، (الطيبات) جمع طيب؛ وهو كل ما طاب من كلام، وحسن أن يثني به على الله دون ما لا يليق بصفاته وجلاله مما كان الملوك يحيون به، (الصلوات) الخمس أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل في كل شريعة، وقيل: المراد بها العبادات كلها مستحقة الله) سبحانه وتعالى، فلا تكون لغيره جل وعلا.
(السلام عليك أيها النبي) الأمي العربي (ورحمة الله وبركلاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) صلى الله عليه وسلم، والمراد بقوله:"ورحمة الله": إحسانه، وقوله:"وبركاته" جمع بركة؛ وهو اسم لكل خير فائض منه تعالى على الدوام، وقيل: البركة الزيادة في الخير معنىً، وإنما جمعت البركة دون السلام والرحمة؛ لأنهما مصدران فلا حاجة إلى جمعهما؛ لأن المصدر يطلق بلفظه على القليل والكثير والجمع والمفرد والمثنى.
سَبْعُ كَلِمَاتٍ هُنَّ تَحِيَّةُ الصَّلَاةِ".
(33)
- 882 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ،
===
قوله هذا الكلمات المذكورة (سبع كلمات عن تحية الصلاة) أي: تشهد الصلاة فرضًا كانت أو نفلًا، لا تصح الصلاة إلا بقراءتها في القعدة الأخيرة، هذه القطعة من الزوائد، وبقية الحديث في "مسلم" وغيره، إسناده صحيح ورجاله ثقات ذكره في "الزوائد".
وقوله: "سبع كلمات" خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذه الألفاظ المذكورة سبع كلمات، فقوله:"التحيات الطيبات الصلوات لله" ثلاث كلمات؛ لأن لله معتبر في المعنى عند قوله: "التحيات الطيبات الصلوات" أي: مقدر مع كل فتكون ثلاث جمل، وقوله:"السلام" على النبي بتمامه كلمة؛ أي: جملة، و"علينا" كلمة أخرى، و"على عباد الله" كلمة، والشهادتان كلمتان. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة مطولًا، رقم (404)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب التشهد، رقم (272)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب قوله: ربنا ولك الحمد، والدارمي.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث ابن مسعود بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(33)
- 882 - (4)(حدثنا محمد بن زياد) بن عبيد الله الزيادي أبو عبد الله البصري لقبه يؤيؤ - بتحتانيتين مضمومتين - صدوق يخطئ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ
===
من العاشرة، مات في حدود الخمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(خ ق).
(حدثنا المعتمر بن سليمان) بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(ح وحدثنا يحيى بن حكيم) المقوم - بتشديد الواو المكسورة - ويقال: المقومي، أبو سعيد البصري، ثقة حافظ عابد مصنف، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا محمد بن بكر) بن عثمان البرساني -بضم الموحدة وسكون الراء ثم المهملة- أبو عثمان البصري، صدوق قد يخطئ، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(ع).
(قالا) أي: قال كل من المعتمر ومحمد بن بكر: (حدثنا أيمن بن نابل) - بنون وموحدة - أبو عمران الحبشي المكي، نزيل عسقلان، صدوق يهم، من الخامسة. يروي عنه:(خ ت س ق).
(حدثنا أبو الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني.
وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة.
(قال) جابر: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد) من فيه
كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْانِ: بِاسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ.
===
إلى فينا (كما يعلمنا السورة من القرآن) من فيه إلى فينا، ففي هذا دلالة على اهتمامه، وإشارة إلى وجوبه بقوله:(باسم الله وبالله) أي: تبركوا باسم الله واستعينوا بالله في تشهدكم، وقولوا:(التحيات لله والصلوات والطيبات لله) قال بعض العلماء: ومن جملة ما يرجح تشهد ابن مسعود أن واو العطف تقتضي المغايرة، فتكون كل جملة ثناءً مستقلًا، بخلاف ما إذا سقطت الواو؛ فإن ما عدا اللفظ الأول يكون صفة له، فيكون جملة واحدة في الثناء، والأول أبلغ، وحذف واو العطف ولو كان جائزًا، لكن التقدير خلاف الظاهر؛ لأن المعنى صحيح بدون تقديرها. انتهى من "العون"، (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب التطبيق والسهو، باب نوع آخر من التشهد، فدرجة الحديث: أنه صحيح بأحاديث الباب المذكورة قبله إلا الزيادة المذكورة في أوله وفي آخره؛ فإنها ضعيفة شاذة، تفرد بها بعض الرواة، ولصحة سنده قال الحاكم في "المستدرك" في كتاب الصلاة: أيمن بن نابل ثقة، قد احتج له البخاري في "صحيحه".
فالحديث: صحيح متنًا وسندًا إلا الزيادة في أوله وفي آخره؛ فإنها ضعيفة؛ لتفرد بعض الرواة بزيادتها، وغرض المؤلف بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول: حديث ابن مسعود، ذكره للاستدلال.
والثاني والثالث: حديثاه أيضًا، ذكرهما للمتابعة.
والرابع: حديث ابن عباس، ذكره للاستشهاد.
والخامس: حديث أبي موسى الأشعري، ذكره للاستشهاد.
والسادس: حديث جابر، ذكره للاستشهاد.
وكلها صحيحة.
والله سبحانه وتعالى أعلم