المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(35) - (252) - باب إقامة الصفوف - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب الأذان (1)

- ‌(1) - (218) - بَابُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(2) - (219) - بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ

- ‌(3) - (220) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

- ‌فائدة

- ‌(4) - (221) - بَابُ السُّجُودِ

- ‌(5) - (222) - بَابُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(6) - (223) - بَابُ الاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ

- ‌(7) - (224) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (225) - بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌(9) - (226) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(10) - (227) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (228) - بَابُ مَا يُقَالُ فِي التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (229) - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(13) - (230) - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (231) - بَابُ مَنْ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً

- ‌(15) - (232) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(16) - (233) - بَاب: لَا يَخُصُّ الْإِمَامُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ

- ‌(17) - (234) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌(18) - (235) - بَابُ الانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ

- ‌(19) - (236) - بَاب: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ

- ‌(20) - (237) - بَابُ الْجَمَاعَةِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ

- ‌فرع

- ‌(21) - (238) - بَابُ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ

- ‌(22) - (239) - بَابُ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي

- ‌(23) - (240) - بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ

- ‌(24) - (241) - بَابٌ: ادْرَأْ مَا اسْتَطَعْتَ

- ‌(25) - (242) - بَابُ مَنْ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ

- ‌(26) - (243) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْبَقَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(27) - (244) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(28) - (245) - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كارِهُونَ

- ‌(29) - (246) - بَاب: الاثْنَانِ جَمَاعَةٌ

- ‌(30) - (247) - بَابُ مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الْإِمَامَ

- ‌(31) - (248) - بَابُ مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ

- ‌(32) - (249) - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(33) - (250) - بَابٌ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا. . فَلْيُخَفِّفْ

- ‌(34) - (251) - بَابُ الْإِمَامِ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ

- ‌(35) - (252) - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ

- ‌(36) - (253) - بَابُ فَضلِ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ

- ‌(37) - (254) - بَابُ صُفُوفِ النِّسَاءِ

- ‌(38) - (255) - بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي الصَّفِّ

- ‌(39) - (256) - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ

- ‌(40) - (257) - بَابُ فَضْلِ مَيْمَنَةِ الصَّفِّ

- ‌(41) - (258) - بَابُ الْقِبْلَةِ

- ‌(42) - (259) - بَابٌ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ .. فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ

- ‌(43) - (260) - بَابٌ: مَنْ أَكلَ الثُّومَ .. فَلَا يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ

- ‌(44) - (261) - بَابُ الْمُصَلِّي يُسَلَّمُ عَلَيْهِ كيْفَ يَرُدُّ

- ‌(45) - (262) - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ

- ‌(46) - (263) - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ

- ‌(47) - (264) - بَابُ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ

- ‌(48) - (265) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ

- ‌(49) - (266) - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ

- ‌(50) - (267) - بَابُ التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ وَالتَّصْفِيقِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(51) - (268) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ

- ‌(52) - (269) - بَابُ كَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(53) - (270) - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(54) - (271) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌(55) - (272) - بَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(56) - (273) - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(57) - (274) - بَابُ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ

- ‌(58) - (275) - بَابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌(59) - (276) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ

- ‌فائدة

- ‌(60) - (277) - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

الفصل: ‌(35) - (252) - باب إقامة الصفوف

(35) - (252) - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ

(122)

- 971 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تَصُفُّونَ

===

(35)

- (252) - (باب إقامة الصفوف)

(122)

- 971 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي، أبي محمد الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه: (ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح.

(حدثنا) سليمان بن مهران (الأعمش عن المسيب بن رافع) الأسدي الكاهلي، أبي العلاء الكوفي الأعمى، ثقة، من الرابعة، مات سنة خمس ومئة (105 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن تميم بن طرفة) -بفتحات- الطائي المسلي -بضم الميم وسكون المهملة- ثقة، من الثالثة، مات دون المئة سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(م دس ق).

(عن جابر بن سمرة) بن جنادة -بضم الجيم بعدها نون- (السوائي) -بضم المهملة والمد- الصحابي بن الصحابي رضي الله تعالى عنهما، نزل الكوفة ومات بها، بعد سنة سبعين. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تصفون) وتتراصون

ص: 324

كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا"، قَالَ: قُلْنَا: وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: "يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ".

===

يا معاشر المؤمنين في صلاتكم (كما تصف الملائكة عند ربها؟ ) وهذا تأكيد في الحض، كما في قولهم: الخمر هو ياقوت سيال، (قال) جابر:(قلنا) معاشر الحاضرين: (وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ ) أي: في محل قربه ومكانه وقبوله. انتهى "سندي"(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالنا: (يتمون الصفوف الأول -بضم أوله وفتح ثانيه المخفف- جمع أول (ويتراصون) أي: الملائكة (في الصف) أي: يتلاصقون ويتضامون حتى لا يكون بينهم فرجة، كأنهم بنيان مرصوص؛ من رص البناء إذا ألصق بعضه إلى بعض، وفيه الأمر بإتمام الصفوف الأول والتراص في الصفوف.

قال (ع): تسوية الصفوف والتراص فيها وإكمال الأول فالأول سنة؛ لحضه صلى الله عليه وسلم على ذلك في هذا الحديث وترتيب الوعيد عليه في الآخر، ولما فيه من التشبه بالملائكة عليهم السلام، وحسن هيئة الجماعة وحفظ الصفوف من تخلل الشياطين، ولأنه أبعد من التشويش من نظر بعضهم إلى وجوه بعض. انتهى منه.

ومعنى: "يتمون الصفوف الأول" أنهم لا يشرعون في الثاني حتى يتم الأول، ولا في الثالث حتى يتم الثاني، قال النووي: ومعنى إتمام الصفوف الأول: أن يتم الأول، ولا يشرع في الثاني حتى يتم الأول، ولا في الثالث حتى يتم الثاني، ولا في الرابع حتى يتم الثالث، وهكذا إلى آخرها. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام من الصلاة، وإتمام الصفوف والتراص فيها والأمر بالاجتماع، الحديث (967) مطولًا،

ص: 325

(123)

- 972 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

===

وأخرجه أبو داوود في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، الحديث (66)، أخرجه النسائي في كتاب الإمامة.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث جابر بن سمرة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(123)

- 972 - (2)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد) القطان.

(عن شعبة ح وحدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي الجهضمي البصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبي) علي بن نصر بن علي الجهضمي -بفتح الجيم وسكون الهاء بعدها معجمة مفتوحة- البصري، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(وبشر بن عمر) بن الحكم الزهراني -بفتح الزاي- الأزدي أبو محمد البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع، وقيل: تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه: (ع).

(قالا: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

ص: 326

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ".

(124)

-973 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،

===

(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصفوف) بإخراجها من الاعوجاج (من تمام) ثواب جماعة (الصلاة).

قوله: "سووا" من التسوية؛ لأنه من فعل المضعف المعتل كزكى؛ أي: سووا أيها المصلون معي "صفوفكم"، وعدلوها بتسوية مناكبكم وأقدامكم؛ "فإن تسوية" جنس "الصف" الصادق بالواحد وما فوق "من" أسباب "تمام" ثواب "الصلاة" الزائد مع الجماعة، وفي الحديث:"الآخر من حسن الصلاة"، فيكون الأمر بها من السنة وترتيب الوعيد عليه يقتضي وجوبه، فليتأمل. انتهى من "الكوكب".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب إقامة الصف من تمام الصلاة، رقم (723)، ومسلم في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، رقم (24)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف (668)، والدارمي وأحمد.

فدرجة الحديث أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث جابر بن سمرة بحديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(124)

- 973 - (3)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري.

(حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري، ربيب شعبة.

ص: 327

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي الصَّفَّ حَتَّى يَجْعَلَهُ مِثْلَ الرُّمْحِ أَوِ الْقِدْحِ

===

(حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري.

(حدثنا سماك بن حرب) بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(م عم).

(أنه سمع النعمان بن بشير) بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، له ولوالديه صحبة، سكن الشام، ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة خمس وستين (65 هـ)، وله أربع وستون سنة. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(يقول) النعمان: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف) أي: يعدل صفوفنا بتعديل مناكبنا وأقدامنا؛ أي: يبالغ في تسويتها (حتى يجعله) أي: يجعل الصف (مثل الرمح أو) قال: حتى يجعله مثل (القدح) أي: حتى يصير الصف كأنه السهام المعدلة لشدة استوائها، أو المعنى: يبالغ في تسويته حتى كأنه يشبه بمن يعدل السهام، أو القداح وينحتها، والقداح -بكسر القاف-: هي خشب السهام حين تنحت وتبرى، واحدها قدح -بكسر القاف وسكون الدال- قال ابن الملك: والقداح: السهام التي يستقسمون بها، أو التي يرمى بها عن القوس، وفي حديث ابن عمر على ما ذكر في "النهاية":(كان يقوّمهم في الصف، كما يقوم القداح القدح)، والقداح -بالتشديد-: صانع القدح. انتهى منه، وفي "السندي" قوله:(أو القدح) -بكسر القاف وسكون الدال-: سهم قبل أن يراش، وقيل: مطلقًا. انتهى.

ص: 328

قَالَ: فَرَأَى صَدْرَ رَجُلٍ نَاتِئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"سَوُّوا صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ".

===

(قال) النعمان بن بشير: (فرأى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدر رجل) من الصف (ناتئًا) أي: بارزًا مرتفعًا بالتقدم على صدور أصحابه، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى ذلك: يا عباد الله (سووا) أي: عدلوا (صفوفكم) باعتدال القائمين بها على سمت واحد، أو بسد الخلل فيها، (أو ليخالفن) ببناء الفعل على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة؛ أي: ليخالفن (الله) بالرفع على الفاعلية؛ أي: والله؛ ليوقعن المخالفة (بين وجوهكم) بتحويلها عن مواضعها إن لم تقيموا الصفوف جزاء وفاقًا، أو المراد: وقوع العداوة والبغضاء واختلاف القلوب، واختلاف الظاهر سبب لاختلاف القلوب.

قال السندي: قوله: "بين وجوهكم" أي: بين قلوبكم، كما في بعض الروايات؛ وذلك لأن الاختلاف في القلوب بالتباغض والتعادي ينشأ منه الاختلاف في الوجوه بأن يُدْبر كل صاحبه. انتهى منه.

أو المراد: تفترقون فيأخذ كل واحد وجهًا غير الذي يأخذه صاحبه؛ لأن تقدم الشخص على غيره مظنة للكبر المفسد للقلب الداعي إلى القطيعة، وعزي هذا الأخير للطبراني، واحتج ابن حزم للقول بوجوب التسوية بالوعيد المذكور؛ لأنه يقتضيه، لكن قوله في الحديث الآخر:"فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" يصرفه إلى السنة، وهو مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك، فيكون الوعيد للتغليظ والتشديد. انتهى "قسطلاني".

قال النووي: وفي الحديث جواز الكلام بين الإقامة والدخول في الصلاة، وهذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء، ومنعه بعض العلماء، والصواب الجواز، وسواء كان الكلام لمصلحة الصلاة أو لغيرها أو لا لمصلحة أصلًا، خلافًا لأبي

ص: 329

(125)

- 974 - (4) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ،

===

حنيفة في أنه يجب عليه التكبير إذا قال: قد قامت الصلاة، وقد اختلف العلماء في جواز الكلام حينئذ وكراهته. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأخرجه أبو داوود في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف بنحوه، وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في إقامة الصف، وأخرجه النسائي في كتاب الإمامة، باب كيف يقوم الإمام الصفوف؟ قال أبو عيسى: حديث النعمان بن بشير حديث حسن صحيح.

فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وله شواهد، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث جابر بن سمرة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(125)

- 974 - (4)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير -بنون مصغرًا- السلمي الدمشقي الخطيب، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا إسماعيل بن عياش) بن سليم العنسي -بالنون- أبو عتبة الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، من الثامنة، مات سنة إحدى، أو اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(عم).

ص: 330

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً. . رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً".

===

(حدثنا هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف فيما رواه عن الحجازيين.

(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون) والصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الدعاء (على الذين يصلون الصفوف) من الوصل، أي: يصلون بأن كان فيها فرجة فسدوها، أو نقصان فأتموها. انتهى "سندي"، (ومن سد فرجة) في الصف. . (رفعه الله بها) أي: بسبب سدها (درجة) ومنزلة عنده تعالى.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أحمد في "مسنده"، وابن خزيمة في "صحيحه"، باب التغليظ في ترك تسوية الصفوف، وابن حبان في "صحيحه" في كتاب الصلاة، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، وروى أبو داوود شطره الأول من حديث البراء بن عازب في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي في كتاب الإمامة، وله شاهد من حديث النعمان بن بشير رواه مسلم والترمذي في "الجامع"، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن جابر بن سمرة، والبراء، وجابر بن عبد الله، وأنس، وأبي هريرة، وعائشة، ورواه عبد الرزاق، وابن الأعرابي في "معجمه" بإسناد صحيح.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن؛ لأن له شواهد كثيرة، كما بيناها،

ص: 331

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ضعيف السند؛ لأن فيه إسماعيل بن عياش، كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 332