المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(56) - (273) - باب عدد سجود القرآن - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب الأذان (1)

- ‌(1) - (218) - بَابُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(2) - (219) - بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ

- ‌(3) - (220) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

- ‌فائدة

- ‌(4) - (221) - بَابُ السُّجُودِ

- ‌(5) - (222) - بَابُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(6) - (223) - بَابُ الاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ

- ‌(7) - (224) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (225) - بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌(9) - (226) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(10) - (227) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (228) - بَابُ مَا يُقَالُ فِي التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (229) - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(13) - (230) - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (231) - بَابُ مَنْ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً

- ‌(15) - (232) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(16) - (233) - بَاب: لَا يَخُصُّ الْإِمَامُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ

- ‌(17) - (234) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌(18) - (235) - بَابُ الانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ

- ‌(19) - (236) - بَاب: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ

- ‌(20) - (237) - بَابُ الْجَمَاعَةِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ

- ‌فرع

- ‌(21) - (238) - بَابُ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ

- ‌(22) - (239) - بَابُ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي

- ‌(23) - (240) - بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ

- ‌(24) - (241) - بَابٌ: ادْرَأْ مَا اسْتَطَعْتَ

- ‌(25) - (242) - بَابُ مَنْ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ

- ‌(26) - (243) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْبَقَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(27) - (244) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(28) - (245) - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كارِهُونَ

- ‌(29) - (246) - بَاب: الاثْنَانِ جَمَاعَةٌ

- ‌(30) - (247) - بَابُ مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الْإِمَامَ

- ‌(31) - (248) - بَابُ مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ

- ‌(32) - (249) - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(33) - (250) - بَابٌ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا. . فَلْيُخَفِّفْ

- ‌(34) - (251) - بَابُ الْإِمَامِ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ

- ‌(35) - (252) - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ

- ‌(36) - (253) - بَابُ فَضلِ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ

- ‌(37) - (254) - بَابُ صُفُوفِ النِّسَاءِ

- ‌(38) - (255) - بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي الصَّفِّ

- ‌(39) - (256) - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ

- ‌(40) - (257) - بَابُ فَضْلِ مَيْمَنَةِ الصَّفِّ

- ‌(41) - (258) - بَابُ الْقِبْلَةِ

- ‌(42) - (259) - بَابٌ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ .. فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ

- ‌(43) - (260) - بَابٌ: مَنْ أَكلَ الثُّومَ .. فَلَا يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ

- ‌(44) - (261) - بَابُ الْمُصَلِّي يُسَلَّمُ عَلَيْهِ كيْفَ يَرُدُّ

- ‌(45) - (262) - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ

- ‌(46) - (263) - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ

- ‌(47) - (264) - بَابُ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ

- ‌(48) - (265) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ

- ‌(49) - (266) - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ

- ‌(50) - (267) - بَابُ التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ وَالتَّصْفِيقِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(51) - (268) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ

- ‌(52) - (269) - بَابُ كَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(53) - (270) - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(54) - (271) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌(55) - (272) - بَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(56) - (273) - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(57) - (274) - بَابُ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ

- ‌(58) - (275) - بَابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌(59) - (276) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ

- ‌فائدة

- ‌(60) - (277) - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

الفصل: ‌(56) - (273) - باب عدد سجود القرآن

(56) - (273) - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ

(183)

- 1032 - (1) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ الدِّمَشْقِيِّ،

===

(56)

- (273) - (باب عدد سجود القرآن)

(183)

-1032 - (1)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن عبد الله التجيبي (المصري) ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين. يروي عنه:(م س ق).

(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري، ثقة فقيه حافظ، من السابعة، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن) سعيد (بن أبي هلال) الليثي مولاهم أبي العلاء المصري، صدوق، من السادسة، مات بعد الثلاثين ومئة، وقيل قبلها، وقيل: قبل الخمسين بسنة. يروي عنه: (ع).

(عن عمر) بن حيان -بالتحتانية- (الدمشقي) روى عن أم الدرداء في السجود إذا السماء انشقت، وقيل: عن مخبر أخبره عن أبي الدرداء، ويروي عنه سعيد بن أبي هلال، قال البخاري: عمر بن حيان عن أم الدرداء، ويروي عنه سعيد بن أبي هلال منقطع، قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: لا أدري من هو. انتهى "تهذيب". وقال في "التقريب": مجهول، من السابعة. يروي عنه:(ت ق).

ص: 471

عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ سَجَدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً مِنْهُنَّ (النَّجْمُ).

===

(عن أم الدرداء) زوج أبي الدرداء، اسمها هجيمة -بالتصغير- وقيل: جهيمة -بالتصغير- الأوصابية الدمشقية، وهي الصغرى، وأما الكبرى .. فاسمها خيرة، ولا رواية لها في هذه الكتب الستة، والصغرى ثقة فقيهة، من الثالثة، ماتت قبل المئة سنة إحدى وثمانين (81 هـ). يروي عنها:(ع).

(قالت: حدثني) زوجي (أبو الدرداء) عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، مختلف في اسم أبيه، وأما هو .. فمشهور بكنيته، وقيل: اسمه عامر، وعويمر لقب له، الصحابي المشهور رضي الله عنه، أول مشاهده أحد، وكان عابدًا، مات في أواخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عمر بن حيان الدمشقي، وهو مجهول، كما قاله في "التقريب"، وفيه أيضًا انقطاع؛ لأن عمر بن حيان لم يسمع من أم الدرداء.

(أنه) أي: أن أبا الدرداء (سجد مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منهن) أي: من تلك الإحدى عشرة سجدة سورة (النجم).

ودرجة هذا الحديث: أنه ضعيف (17)(125)؛ لضعف سنده، ولا شاهد له، وغرضه بسوقه: الاستئناس به.

قال السندي: قوله: (إحدى عشرة سجدة) لعله ما تيسر له سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم والسجود معه بسبب ما، وبالجملة: فقال ذلك حسب ما عَلِمَ، وغيره قد اطلع على أكثر من ذلك، فيؤخذ برواية المثبت. انتهى.

ص: 472

(184)

-1033 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ،

===

قال البوصيري: هذا حديث إسناده ضعيف؛ لضعف عمر بن حيان الدمشقي ورواه أبو داوود والترمذي في "الجامع" مختصرًا عن سفيان بن وكيع عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء بلفظ: (سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، منها التي في النجم) حسب، ثم رواه عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمر بن حيان الدمشقي قال: سمعت مخبرًا يخبر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء نحوه، قال: وهذا أصح من حديث سفيان بن وكيع عن ابن وهب، قال: وفي الباب عن علي وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود وزيد بن ثابت وعمرو بن العاص، قال الترمذي: حديث أبي الدرداء حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي. انتهى.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا للترجمة بحديث آخر لأبي الدرداء رضي الله عنه، فقال:

(184)

-1033 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا سليمان بن عبد الرحمن) بن عيسى بن ميمون التميمي (الدمشقي)

ص: 473

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَائِدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنِ الْمَهْدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ حَاضِرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَجَدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً لَيْسَ فِيهَا مِنَ الْمُفَصَّلِ شَيءٌ: الْأَعْرَافُ،

===

صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومئتين (233 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا عثمان بن فائد) القرشي أبو لبابة البصري، ضعيف، من التاسعة. يروي عنه:(ق).

(حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة) الكندي الفلسطيني، صدوق يهم، من الثامنة. يروي عنه:(د ت ق).

(عن المهدي بن عبد الرحمن بن عيينة بن حاضر) ويقال: مهند -بوزن محمد- ابن عبد الرحمن بن عبيدة بن حاضر الدمشقي. روى عن: عمته أم الدرداء عن أبي الدرداء: سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا بهذا الإسناد، قال في "التقريب": مجهول، من السادسة. يروي عنه:(ق).

(قال) المهدي: (حدثتني عمتي أم الدرداء) الصغرى اسمها هجيمة، كما مر آنفًا (عن أبي الدرداء) عويمر بن زيد رضي الله عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه مجهولين؛ عثمان بن فائد، ومهدي بن عبد الرحمن.

(قال) أبو الدرداء: (سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ليس فيها من المفصل) وهو من الحجرات إلى سورة الناس (شيء) لا قليل ولا كثير، وتلك الإحدى عشرة: الأولى منها: سجدة سورة (الأعراف،

ص: 474

وَالرَّعْدُ، وَالنَّحْلُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَرْيَمُ، وَالْحَجُّ، وَسَجْدَةُ الْفُرْقَانِ، وَسُلَيْمَانُ سُورَةُ النَّمْلِ، وَالسَّجْدَةُ، وَفِي ص، وَسَجْدَةُ الْحَوَامِيمِ.

(185)

- 1034 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ،

===

و) الثانية: سجدة سورة (الرعد، و) الثالثة منها: سجدة سورة (النحل، و) الرابعة منها: سجدة سورة (بني إسرائيل، و) الخامسة منها: سجدة سورة (مريم، و) السادسة منها: سجدة سورة (الحج، و) السابعة منها: (سجدة) سورة (الفرقان، و) الثامنة منها: سجدة (سليمان سورة النمل، و) التاسعة منها: سجدة سورة آلم (السجدة، و) العاشرة منها: سجدة (في) سورة (ص، و) الحادية عشرة: منها (سجدة) في سورة فصلت من (الحواميم)، ولم يذكر السجدات التي في طوال المفصل وأوساطه وقصاره، وهي التي في سورة النجم، وفي سورة الانشقاق، وفي سورة اقرأ.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (18)(126)؛ لضعف سنده؛ لما تقدم آنفًا.

* * *

واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقال:

(185)

- 1034 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا) سعيد بن الحكم بن محمد سالم (بن أبي مريم) الجمحي مولاهم المصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 475

عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ الْعُتَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُنَيْنٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ كِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ؛ مِنْهَا ثَلَاثٌ فِي الْمُفَصَّلِ، وَفِي (الْحَجِّ) سَجْدَتَانِ.

===

(عن نافع بن يزيد) الكلاعي -بفتح الكاف واللام الخفيفة- أبي يزيد المصري، وثقه العجلي، وقال في "التقريب": ثقة عابد، من السابعة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ). يروي عنه:(م د س ق).

(حدثنا الحارث بن سعيد العُتقي) -بضم المهملة وفتح المثناة بعدها قاف- مصري، مقبول، من السابعة. يروي عنه:(د ق).

(عن عبد الله بن مُنين) -بنون مصغرًا- اليحصبي -بفتح التحتانية وسكون المهملة- (من بني عبد كلال) المصري، قال ابن القطان: مجهول الحال، من الثالثة. يروي عنه:(د ق).

(عن عمرو بن العاص) بن وائل السهمي، الصحابي المشهور رضي الله عنه، أسلم عام الحديبية، مات بمصر سنة نيف وأربعين (45 هـ)، وقيل: بعد الخمسين. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف، قال الشوكاني: الحديث أخرجه الدارقطني والحاكم، وحسنه المنذري والنووي، وضعفه عبد الحق وابن القطان، وفي إسناده عبد الله بن منين الكلابي، وهو مجهول، والراوي عنه الحارث بن سعيد العتقي المصري، وهو لا يُعرف أيضًا. انتهى من "بذل المجهود".

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه) أي: علّمه (خمس عشرة سجدة في القرآن منها) أي: من تلك الخمس عشرة (ثلاث في المفصل) وهي: سجدة النجم، والانشقاق، والعلق، (وفي) سورة (الحج سجدتان)، وفي أكثر

ص: 476

(186)

- 1035 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

===

النسخ: (سجدتين) وهو تحريف من النساخ، أولاهما متفق عليها، والثانية اختلف فيها: فالحنفية أنكروها، وفي هامش "فيض الباري" عن ابن حزم أنه أبطل الصلاة بثانية الحج، وكذا في "الأوجز" والشافعية أثبتوها. انتهى "بذل المجهود".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب السجود وكم سجدة في القرآن؟

ودرجته: أنه ضعيف السند، صحيح المتن؛ لأن له شواهد متعددة، وغرضه: الاستدلال به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عمرو بن العاص بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(186)

- 1035 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى) بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي أبي موسى الكوفي، الفقيه، وثقه أحمد، وقال في "التقريب": ثقة، من السادسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عطاء بن ميناء) -بكسر الميم وسكون التحتية يُمدّ ويُقصر- المدني أو البصري، وثقه ابن حبان، وقال في "التقريب": صدوق، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

ص: 477

قَالَ: سَجَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)، وَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).

===

(قال) أبو هريرة: (سجدنا) معاشر الصحابة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في) سورة ("إذا السماء انشقت"، و) في سورة ("اقرأ باسم ربك").

قال السندي: قوله: (في إذا السماء انشقت

) إلى آخره، صريح في ثبوت السجود في المفصل، والأخذ به أولى من الأخذ بقول النافي؛ لجواز أن النافي ما اطلع عليه، وفي "شرح الموطأ" قال بالسجود في المفصل الخلفاء الأربعة والأئمة الثلاثة وغيرهم، واستدل بعض المالكية بأن أبا سلمة قال لأبي هريرة لما سجد: لقد سجدت في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيها، فدل هذا على أن الناس تركوه، وجرى العمل بتركه، ورده ابن عبد البر بأن أي عمل يُدَّعى مع مخالفة المصطفى والخلفاء الراشدين بعده. انتهى من "السندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة، الحديث (1301)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب السجود في (إذا السماء انشقت)، و (اقرأ)، الحديث (1407)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في السجدة في (اقرأ)، و (إذا السماء انشقت)، الحديث (573)، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب السجود في (اقرأ باسم ربك).

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عمرو بن العاص.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عمرو بن العاص بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

ص: 478

(187)

- 1036 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

===

(187)

- 1036 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري أبي سعيد المدني القاضي، قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث حجة ثبت، وقال في "التقريب": ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم) الأنصاري الخزرجي النجاري المدني القاضي، اسمه وكنيته واحد، وقيل: اسمه أبو بكر، وكنيته أبو محمد، وثقه ابن معين، وقال في "التقريب": ثقة عابد، من الخامسة، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن عمر بن عبد العزيز) بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أمير المؤمنين، ثقة حافظ، من الرابعة، مات في رجب سنة إحدى ومئة (101 هـ)، وله أربعون سنة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام) القرشي المدني، كان أحد الفقهاء السبعة، قيل: اسمه محمد، وقيل: اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن، والصحيح أن كنيته واسمه واحد، ثقة فقيه عابد، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.

وهذا السند من سباعياته، ومن لطائفه: أن فيه أربعة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

ص: 479

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِي (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَذْكُرُهُ غَيْرَهُ.

===

(أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "إذا السماء انشقت"، قال أبو بكر بن أبي شيبة: هذا الحديث) الذي رويته عن أبي هريرة (من حديث) رواه (يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني (ما سمعت) أن (أحدًا) من المحدّثين (يذكره) أي: يذكر هذا الحديث ويحدّثه (غيره) أي: غير يحيى بن سعيد الأنصاري.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب الأذان كتاب السجود، باب الجهر في العشاء بالسجدة، باب من قرأ السجدة في الصلاة فسجد بها، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة، رقم (107)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في السجدة في (اقرأ باسم ربك) و (إذا السماء انشقت)، رقم (574)، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، يرون السجود في (إذا السماء انشقت) و (اقرأ باسم ربك)، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب السجود في (إذا السماء انشقت)، رقم (962)(963). انتهى "تحفة الأشراف".

فهذا الحديث: في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث: خمسة:

الأولان للاستئناس، والثالث للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 480