الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(7) - (224) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ
(24)
- 873 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ بُدَيْل، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا،
===
(7)
- (224) - (باب الجلوس بين السجدتين)
(24)
-873 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حسين) بن ذكوان (المعلم) المكتب العوذي -بفتح المهملة وسكون الواو بعدها معجمة- البصري، ثقة ربما وهم، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن بديل) - مصغرًا - العقيلي -بضم العين - ابن ميسرة البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين أو ثلاثين ومئة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي الجوزاء) - بالزاي - أوس بن عبد الله الربعي -بفتح الموحدة- البصري، ثقة، من الثالثة يرسل كثيرًا، مات دون المئة، سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع .. لم يسجد) أي: لم يهو للسجودأ حتى يستوي) ويعتدل (قائمًا،
فَإِذَا سَجَدَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا، وَكَانَ يَفْتَرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى.
===
فإذا سجد) أي: هوى للسجود (فرفع رأسه) من السجود الأول .. (لم يسجد) أي: لم يهو للسجود الثاني (حتى يستوي) ويطمئن (جالسًا) بين السجدتين، (وكان) صلى الله عليه وسلم (يفترش رجله) أي: قدمه (اليسرى) تحت وركه اليسرى في الجلوس بين السجدتين، وكذا في جلوس التشهد الأول وجلسة الاستراحة على القول بها، وينصب قدمه اليمنى على أصابعها، قال النووي: ففي الحديث وجوب الاعتدال إذا رفع رأسه من الركوع، وأنه يجب أن يستوي قائمًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"صلوا كما رأيتموني أصلي"، وفيه وجوب الجلوس بين السجدتين.
قلت: ذهب إلى وجوب الطمأنينة في أركان الصلاة الجمهور، واشتهر عن الحنفية أن الطمأنينة سنة، وصرح بذلك الكثير من مصنفيهم، لكن كلام الطحاوي كالصريح في الوجوب عندهم، فإنه ترجم مقدار الركوع والسجود، ثم ذكر الحديث الذي أخرجه أبو داوود وغيره في قوله:"سبحان ربي العظيم ثلاثًا في الركوع، وذلك أدناه"، قال: فذهب قوم إلى أن هذا مقدار الركوع والسجود لا يجزئ أدنى منه، قال: وخالفهم آخرون، فقالوا: إذا استوى راكعًا واطمأن ساجدًا .. أجزأ، ثم قال: وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد، ذكره الحافظ في "الفتح".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة، رقم (240)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من لم يجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، رقم (783)، وأحمد ابن حنبل.
(25)
- 874 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ،
===
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث علي رضي الله عنه، فقال:
(25)
- 874 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا عبيد الله بن موسى) بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي أبو محمد، ثقة، كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم، واستصغر في سفيان الثوري، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي أبي يوسف الكوفي، ثقة، تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن) جده (أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن الحارث) بن عبد الله الأعور الهمداني - بسكون الميم - الحوتي -بضم المهملة وبالمثناة فوق- أبي زهير الكوفي، صاحب علي بن أبي طالب، كذبه
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُقْعِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ".
===
الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، ضعيف، من الثانية، ط ت في خلافة ابن الزبير. يروي عنه:(عم).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه الحارث الأعور؛ وهو متفق على ضعفه.
(قال) علي: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا على (لا تقع) أي: لا تجلس جلسة الإقعاء (بين السجدتين) أي: لا تقعد بين السجدتين كإقعاء الكلب، وقد فسر هذا الإقعاء المنهي عنه الوارد في حديث علي رضي الله تعالى عنه بنصب الساقين ووضع الأليتين واليدين على الأرض، وقد جاء في حديث ابن عباس أنه قال: إن الإقعاء من سنة نبيكم، فيعارض حديث على هذا، قلنا: لا معارضة؛ لأن المراد بالإقعاء الوارد في حديث ابن عباس نصب القدمين والجلوس عليهما، فهذا جائز في الصلاة، واختلف العلماء في الجمع بين حديث على الدال على أن الإقعاء مكروه في الصلاة، وحديث ابن عباس الدال على أن الإقعاء جائز في الصلاة: فجنح الخطابي والماوردي إلى أن الإقعاء منسوخ في الصلاة، ولعل ابن عباس لم يبلغه النسخ، وجنح البيهقي إلى الجمع بينهما؛ بأن الإقعاء ضربان:
أحدهما: أن يضع أليتيه على عقبيه ويكون ركبتاه على الأرض، وهذا هو الذي رواه ابن عباس وفعلته العبادلة، ونص الشافعي في "البويطي" على استحبابه بين السجدتين، لكن الصحيح أن الافتراش أفضل منه؛ لكثرة الرواة له، ولأنه أعون للمصلي وأحسن في هيئة للصلاة.
(26)
- 875 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ،
===
والثاني: أن يضع إليتيه ويديه على الأرض، وينصب ساقيه، وهذا هو الذي وردت الأحاديث بكراهته، وتبع البيهقي على هذا الجمع ابن الصلاح والنووي، وأنكرا على من ادعى النسخ فيهما، وقالا: كيف ثبت النسخ مع عدم تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ؟ ! كذا في "التلخيص الحبير". انتهى "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية الإقعاء في السجود، رقم (272)، قال أبو عيسى: هذا الحديث لا نعرفه من حديث على إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن على، وقد ضعف أهل العلم الحارث الأعور، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم؛ يكرهون الإقعاء، وشاركه أحمد بن حنبل والبيهقي في "السنن الكبرى".
وهذا الحديث درجته: أنه ضعيف، لضعف سنده، لأن الحارث الأعور قد ضعفوه، فالحديث: ضعيف متنًا وسندًا (31)(111)، غرضه: الاستئناس به.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا وذكر المتابعة في حديث علي والشاهد له من حديث أبي موسى رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(26)
- 875 - (3)(حدثنا محمد بن ثواب) -بفتح المثلثة وتخفيف الواو - ابن سعيد بن حصين الهباري - بتشديد الموحدة - أبو عبد الله الكوفي، صدوق، ضعفه مسلمة بلا حجة، من الحادية عشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ). يروي عنه:(ق).
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى
===
(حدثنا أبو نعيم النخعي) عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد الكوفي، سبط إبراهيم النخعي، صدوق له أغلاط، أفرط ابن معين فكذبه، وقال البخاري: هو في الأصل صدوق، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة، وقيل سنة ست عشرة ومئتين (216 هـ). يروي عنه:(د ق).
(عن أبي مالك) النخعي الواسطي عبد الملك بن الحسين، ويقال: عبادة بن الحسين، ويعرف بأبي ذر، روى عن أبي إسحاق وعاصم بن كليب وغيرهما، ويروي عنه:(ق)، وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي.
قال أبو داوود: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه، وقال الأزدي والنسائي أيضًا: متروك الحديث، وقال في "التقريب": متروك، من السابعة.
(عن عاصم بن كليب) بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، صدوق، من الخامسة، رمي بالإرجاء، مات سنة بضع وثلاثين ومئة (133 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي. روى عن: أبي موسى الأشعري، وعلي، وعمر، وأبي ذر، وغيرهم، ويروي عنه:(عم)، وابنه عاصم، صدوق، من الثانية، ووهم من ذكره في الصحابة.
(عن أبي موسى) الأشعري عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا مالك؛ وهو متروك، وهذا السند ذكره للاستشهاد لسند على السابق.
وَأَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ؛ لَا تُقْعِ إِقْعَاءَ الْكَلْبِ".
(27)
- 876 - (4) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ،
===
وقوله: (وأبي إسحاق) معطوف على عاصم بن كليب؛ أي: وروى أبو مالك أيضًا عن أبي إسحاق السبيعي.
(عن الحارث) بن عبد الله الأعور.
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند أيضًا من سداسياته، غرضه بسوقه: بيان متابعة عاصم بن كليب لإسرائيل بن يونس في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق.
(قال) علي، وكذا أبو موسى الأشعري روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: قال علي: (قال) لي (النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي؛ لا تقع) -بضم التاء وسكون القاف؛ لأنه من أقعى الرباعي- أي: لا تجلس في جلسات صلاتك (إقعاء الكلب) أي: جلسة الكلب التي هي نصب الساقين ووضع الإليتين واليدين على الأرض؛ لأنها هيئة الكسالى.
وحديث أبي موسى انفرد به ابن ماجه، فهو أيضًا ضعيف (4)(112)؛ لضعف سنده، فغرضه بسوقه: الاستئناس به كحديث علي رضي الله تعالى عنهما.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا للترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فقال:
(27)
- 876 - (4)(حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح) الزعفراني
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ .. فَلَا تُقْعِ كَمَا يُقْعِي الْكَلْبُ، ضَعْ أَلْيَتَيْكَ بَيْنَ قَدَمَيْكَ،
===
أبو علي البغدادي صاحب الشافعي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ)، أو قبلها بسنة. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا العلاء) بن زيد يعرف بابن زيدل بزيادة لام، الثقفي (أبو محمد) البصري. روى عن: أنس بن مالك، وشهر بن حوشب، ويروي عنه:(ق)، ويزيد بن هارون، وعثمان بن مطيع السلمي، وغيرهم.
قال البخاري والعقيلي وابن عدي: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث متروك الحديث، وقال علي بن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو داوود: متروك الحد يث، وقال في "التقريب": متروك، ورماه أبو الوليد بالكذب، من الخامسة.
(قال) العلاء: (سمعت أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه العلاء بن زيد، وهو متروك.
حالة كون أنس (يقول: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أنس: (إذا رفعت رأسك من السجود) الأول .. (فلا تقع) من الإقعاء؛ أي: لا تجلس جلسة الإقعاء (كما يقعي الكلب) أي: مثل إقعاء الكلب وجلسته، فإذا أردت الجلوس بعد السجود .. فـ (ضع أليتيك بين قدميك) أي: فوق باطن قدميك،