المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(27) - (244) - باب ما يكره في الصلاة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب الأذان (1)

- ‌(1) - (218) - بَابُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(2) - (219) - بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ

- ‌(3) - (220) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

- ‌فائدة

- ‌(4) - (221) - بَابُ السُّجُودِ

- ‌(5) - (222) - بَابُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(6) - (223) - بَابُ الاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ

- ‌(7) - (224) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (225) - بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌(9) - (226) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(10) - (227) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (228) - بَابُ مَا يُقَالُ فِي التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (229) - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(13) - (230) - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (231) - بَابُ مَنْ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً

- ‌(15) - (232) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(16) - (233) - بَاب: لَا يَخُصُّ الْإِمَامُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ

- ‌(17) - (234) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌(18) - (235) - بَابُ الانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ

- ‌(19) - (236) - بَاب: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ

- ‌(20) - (237) - بَابُ الْجَمَاعَةِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ

- ‌فرع

- ‌(21) - (238) - بَابُ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ

- ‌(22) - (239) - بَابُ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي

- ‌(23) - (240) - بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ

- ‌(24) - (241) - بَابٌ: ادْرَأْ مَا اسْتَطَعْتَ

- ‌(25) - (242) - بَابُ مَنْ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ

- ‌(26) - (243) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْبَقَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(27) - (244) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(28) - (245) - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كارِهُونَ

- ‌(29) - (246) - بَاب: الاثْنَانِ جَمَاعَةٌ

- ‌(30) - (247) - بَابُ مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الْإِمَامَ

- ‌(31) - (248) - بَابُ مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ

- ‌(32) - (249) - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(33) - (250) - بَابٌ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا. . فَلْيُخَفِّفْ

- ‌(34) - (251) - بَابُ الْإِمَامِ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ

- ‌(35) - (252) - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ

- ‌(36) - (253) - بَابُ فَضلِ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ

- ‌(37) - (254) - بَابُ صُفُوفِ النِّسَاءِ

- ‌(38) - (255) - بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي الصَّفِّ

- ‌(39) - (256) - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ

- ‌(40) - (257) - بَابُ فَضْلِ مَيْمَنَةِ الصَّفِّ

- ‌(41) - (258) - بَابُ الْقِبْلَةِ

- ‌(42) - (259) - بَابٌ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ .. فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ

- ‌(43) - (260) - بَابٌ: مَنْ أَكلَ الثُّومَ .. فَلَا يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ

- ‌(44) - (261) - بَابُ الْمُصَلِّي يُسَلَّمُ عَلَيْهِ كيْفَ يَرُدُّ

- ‌(45) - (262) - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ

- ‌(46) - (263) - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ

- ‌(47) - (264) - بَابُ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ

- ‌(48) - (265) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ

- ‌(49) - (266) - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ

- ‌(50) - (267) - بَابُ التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ وَالتَّصْفِيقِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(51) - (268) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ

- ‌(52) - (269) - بَابُ كَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(53) - (270) - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(54) - (271) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌(55) - (272) - بَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(56) - (273) - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(57) - (274) - بَابُ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ

- ‌(58) - (275) - بَابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌(59) - (276) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ

- ‌فائدة

- ‌(60) - (277) - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

الفصل: ‌(27) - (244) - باب ما يكره في الصلاة

(27) - (244) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ

(95)

- 944 - (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ

التَّيْمِيُّ،

===

(27)

- (244) - (باب ما يكره في الصلاة)

واستأنس المؤلف رحمه الله تعالى لهذه الترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:

(95)

- 944 - (1)(حدثنا عبد الرَّحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) أبو سعيد الملقب بدحيم - مصغرًا - ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ)، وله خمس وسبعون سنة. يروي عنه:(خ د س ق).

(حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) بالفاء - مصغرًا - اسمه يسار الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين على الصحيح (200 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا هارون بن هارون بن عبد الله) بن محرز (بن الهدير) - مصغرًا - القرشي (التيمي) أبو عبد الله المدني. روى عن: الأعرج، ويروي عنه: إسماعيل بن أبي فديك.

ضعفه أبو حاتم والنسائي والدارقطني وابن حبان، وقال: كان يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج بحديثه، وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة. يروي عنه:(ق) فقط، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه وتركه.

ص: 256

عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ يُكْثِرَ الرَّجُلُ مَسْحَ جَبْهَتِهِ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاتِهِ".

(96)

- 945 - (2) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ،

===

(عن الأعرج) عبد الرَّحمن بن هرمز الهاشمي، مولاهم المدني، ثقة قارئ، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه هارون بن هارون؛ وهو متفق على ضعفه.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الجفاء) أي: إن من ترك الحد الذي ينبغي للمصلي مراعاته (أن يكثر الرجل) المصلي وكذا المرأة (مسح جبهته) من التراب مثلًا (قبل الفراغ من صلَاته) لأنه إكثار من الأفعال من غير فائدة؛ لأنه كلما يزيل ترابًا من جبهته يلتصق به تراب آخر، فيحتاج إلى مسحه ثانيًا، فيتسلسل المسح، فتكثر الأفعال منه، فتؤدي إلى بطلان صلاته. انتهى "سندي".

ودرجة هذا الحديث: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، فهو ضعيف السند والمتن (11)(119)؛ لأنه لا شاهد له، وغرضه الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استأنس لها؛ أي: للترجمة ثانيًا بحديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فقال:

(96)

- 945 - (2)(حدثنا يحيى بن حكيم) المقومي - بتشديد الواو المكسورة - أبو سعيد البصري، ثقة حافظ عابد مصنف، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(د س ق).

ص: 257

حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُفَقِّعْ أَصَابِعَكَ وَأَنْتَ

===

(حدثنا أبو قتيبة) سلم بن قتيبة الشعيري -بفتح المعجمة- الخراساني، نزيل البصرة، صدوق، من التاسعة، مات سنة مئتين أو بعدها. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا يونس بن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله، أبو إسرائيل الكوفي، صدوق يهم قليلًا، من الخامسة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئة (152 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(م عم).

(وإسرائيل بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

كلاهما رويا (عن أبي إسحاق) السبيعي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن الحارث) بن عبد الله الأعور الهمداني - بسكون الميم - الحوتي -بضم المهملة وبالمثناة من فوق - الكوفي، أبي زهير صاحب علي، كذبه الشعبي، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، وليس له عند النسائي سوى حديثين، مات في خلافة ابن الزبير، وهو من الثانية. يروي عنه:(عم).

(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه الحارث الأعور، وهو ضعيف، وكذبه الشعبي.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) يا علي: (لا تفقع أصابعك وأنت

ص: 258

فِي الصلَاةِ".

(97)

- 946 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَطَاءٍ،

===

في الصلاة) -بضم التاء المثناة فوق وفتح الفاء وكسر القاف المشددة- أي: لا تغمز مفاصل أصابعك حتى تصوت.

ودرجة هذا الحديث: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، كما مر آنفًا، وقد انفرد به ابن ماجة، فهو ضعيف السند والمتن (12)(120)، وغرضه بسوقه: الاستئناس به.

* * *

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:

(97)

- 946 - (3)(حدثنا أبو سعيد سفيان بن زياد) بن آدم العقيلي -بضم العين- (المؤدب) البصري أو البلدي، صدوق، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).

(حدثنا محمد بن راشد) التميمي البصري المكفوف، مقبول، من الثامنة. يروي عنه:(ق).

(عن الحسن بن ذكوان) أبي سلمة البصري، صدوق يخطئ ورمي بالقدر، وكان يدلس، من السادسة. يروي عنه:(خ د ت ق).

(عن عطاء) بن أبي رباح -بفتح الراء الموحدة- واسم أبي رباح أسلم القرشي، مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ) على المشهور، وقيل: إنه تغير بأخرة. يروي عنه: (ع).

ص: 259

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ فِي الصَّلَاةِ.

(98)

- 947 - (4) حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍ والدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،

===

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن.

(قال) أبو هريرة: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغطي الرجل فاه) أي: فمه (في) حالة (الصلاة) أي: نهى أن يربط الرجل فمه بطرف العمامة في الصلاة، وكان ذلك الربط من دأب العرب، فنهوا عن ذلك. انتهى "سندي".

ودرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا.

وقد انفرد به ابن ماجة، كما في "تحفة الأشراف"، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(98)

- 947 - (4)(حدثنا علقمة بن عمرو) بن الحصين بن لبيد التميمي العطاردي أبو الفضل (الدارمي) الكوفي، صدوق له غرائب، من الحادية عشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا أبو بكر بن عياش) - بتحتانية ومعجمة - ابن سالم الأسدي، الكوفي، المقرئ الحناط - بمهملة ونون مشددة - مشهور بكنيته، والمشهور

ص: 260

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ

===

أنَّها اسمه، وقيل: اسمه محمد، أو عبد الله، أو سالم، أو شعبة، أو رؤبة، أو مسلم، أو خداش، أو مطرف، أو حماد، أو حبيب، عشرة أقوال، ثقة عابد، إلَّا أنه لما كبر .. ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقيل: قبل ذ الك بسنة أو سنتين، وقد قارب المئة، وروايته في مقدمة مسلم. يروي عنه:(ع). انتهى "تقريب"، وقال شريك: مات هو وهارون الرشيد في شهر واحد سنة ثلاث وتسعين ومئة، وكان قد صام سبعين سنة وقامها. انتهى "تهذيب".

(عن محمد بن عجلان) المدني، صدوق، إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن سعيد) بن أبي سعيد كيسان (المقبري) أبي سعد المدني، ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ)، وقيل قبلها، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن كعب بن عجرة) الأنصاري المدني رضي الله تعالى عنه صحابي مشهور، مات بعد الخمسين (50 هـ) سنة، وله نيف وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه رجلًا مجهولًا أسقطه المؤلف بين سعيد المقبري وكعب بن عجرة، وفي رواية الترمذي: (حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن رجل عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ

ص: 261

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا قَدْ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ، فَفَرَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصَابِعِهِ.

===

أحدكم فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدًا إلى المسجد .. فلا يشبكن بين أصابعه؛ فإنه في صلاة") هذا لفظ الترمذي، قال أبو عيسى: حديث كحب بن عجرة رواه غير واحد عن ابن عجلان مثل حديث الليث، قال في "التحفة": والحديث أخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي والدارمي، كذا في "المشكاة"، قال ميرك: كلهم عن سعيد المقبري عن رجل غير مسمىً عن كعب بن عجرة، لَمْ يذكر الرجل لكن له شاهد عند أحمد من حديث أبي سعيد الخدري، ذكره القاري في "المرقاة". انتهى من "التحفة".

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا) لَمْ أر من ذكر اسم هذا الرجل؛ أي: أبصر رجلًا من الصحابة (قد شبك) من التشبيك؛ أي: أدخل (أصابعه) أي: أصابع إحدى يديه في أصابع اليد الأخرى على سورة العبث (في الصلاة، ففرج) من التفريج؛ أي: ففرق (رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه) أي: بين أصابع الرجل التي شبكها في الصلاة؛ كأنه صلى الله عليه وسلم كره تشبيكه، وفي الحديث دلالة على كراهة التشبيك في الصلاة.

وانفرد به ابن ماجة، ولكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، ذكره أحمد بإسناد جيد يرفعه، ورواه أيضًا شريك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

فدرجة الحديث: أنه ضعيف السند؛ لجهالة أحد رواته، صحيح المتن بغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي سعيد وغيره، فغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة المذكور قبله.

قال صاحب "المنتقى" بعد أن ساق هذا الحديث: وقد ثبت في خبر ذي

ص: 262

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

اليدين أنه عليه الصلاة والسلام شبك أصابعه في المسجد، وذلك يفيد عدم التحريم ولا يمنع الكراهة؛ لكونه فعله نادرًا. انتهى، قال الشوكاني: قد عارض حديث الباب؛ يعني: حديث كعب بن عجرة المذكور في هذا الباب مع ما فيه هذا الحديث الصحيح في تشبيكه صلى الله عليه وسلم بين أصابعه في المسجد، وهو في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين بلفظ:(ثم قام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، وشبك بين أصابعه)، وفيهما من حديث أبي موسى الأشعري:(المؤمن للمؤمن كالبنيان) وشبك بين أصابعه، وفي البخاري من حديث ابن عمر قال:(شبك النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه)، وهذه الأحاديث أصح من حديث الباب.

ويمكن الجمع بين هذه الأحاديث بأن تشبيكه صلى الله عليه وسلم في حديث السهو كان لاشتباه الحال عليه في السهو الذي وقع منه، ولذلك وقف كأنه غضبان، وتشبيكه في حديث أبي موسى وقع لقصد التشبيه لتعاضد المؤمنين بعضهم ببعض؛ كما أن المشبك بعضه ببعض يشد بعضه بعضًا، وأما حديث الباب .. فهو محمول على التشبيك للعبث، وهو منهي عنه في الصلاة، وفي مقدماتها ولواحقها من الجلوس في المسجد والمشي إليه.

أو يجمع بينهما بما ذكره المصنّف؛ يعني: صاحب "المنتقى" من أن فعله صلى الله عليه وسلم لذلك نادرًا يرفع التحريم، ولا يرفع الكراهة، ولكن يبعد أن يفعل صلى الله عليه وسلم ما كان مكروهًا، والأولى أن يقال: إن النهي عن التشبيك ورد بألفاظ خاصة بالأمة، وفعله صلى الله عليه وسلم لا يعارض قوله الخاص بهم، كما تقرر في الأصول. انتهى من "الشوكاني"، انتهى من "التحفة".

* * *

ص: 263

(99)

- 948 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

===

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:

(99)

- 948 - (5)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان بن أبي سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر مولى عمر بن عبد العزيز. روى عن: حفص بن غياث، وابن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وغيرهم، ويروي عنه:(د ق)، وأبو زرعة، وغيرهم.

وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ).

(أنبأنا حفص بن غياث) بن طلق بن معاوية النخعي، أبو عمر الكوفي القاضي، ثقة فقيه تغير حفظه قليلًا في الآخر، من الثامنة، مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومئة (190 هـ)، وقد قارب الثمانين. يروي عنه:(ع). انتهى من "التقريب".

(عن عبد الله بن سعيد) بن أبي سعيد (المقبري) أبي عباد الليثي مولاهم المدني، متروك، من السابعة. يروي عنه:(ت ق).

(عن أبيه) سعيد بن أبي سعيد المقبري أبي سعد المدني، ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبد الله بن سعيد، وهو متفق على ضعفه.

ص: 264

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ .. فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَلَا يَعْوِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ".

(100)

- 949 - (6) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ،

===

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تثاءب أحدكم) أي: انفتح فمه لثقل جسمه بسبب الغفلة .. (فليضع يده) أي: ظهر يده اليسرى (على فيه) أي: على فمه (وَلَا يعوي) أي: ولا يصيح صياح ابن آوى؛ (فإن الشيطان يضحك منه) أي: من انفتاح فمه وصياحه ويدخل فمه المفتوح لوسوسته.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، لكن رواه الترمذي في "الجامع" من حديث العلاء بن عبد الرَّحمن عن أبيه مرفوعًا بلفظ:"التثاؤب في الصلاة من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم .. فليكظم ما استطاع" وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وجد عدي ابن ثابت.

وهذا الحديث وإن انفرد به ابن ماجة، ولكنه صحيح إلَّا لفظة:(لا يعوي) فإنها موضوعة؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي سعيد الخدري وحديث جد عدي بن ثابت، وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

فدرجته: أنه ضعيف السند، صحيح المتن بغيره.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا للترجمة بحديث عبد الله بن يزيد الخطمي جد عدي بن ثابت لأمه، فقال:

(100)

- 949 - (6)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا) أبو نعيم الملائي (الفضل بن دكين) - مصغرًا - الكوفي، واسم دكين عمرو بن حماد بن

ص: 265

عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ،

===

زهير التيمي مولاهم الأحول مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة ومئتين (218 هـ). يروي عنه:(ع)، وكان من كبار مشايخ البخاري.

(عن شريك) بن عبد الله بن أبي شريك النخعي الكوفي أبي عبد الله، صدوق يخطئ كثيرًا، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن أبي اليقظان) عثمان بن عمير - بالتصغير - الكوفي الأعمي، ويقال له: ابن قيس، ويقال: ابن أبي حميد. روى عن: عدي بن ثابت، وأنس، وزيد بن وهب، وجماعة، ويروي عنه:(د ت ق)، وشريك بن عبد الله القاضي.

قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: زائغ لا يحتج بحديثه، وقال ابن حبان: اختلط حتى كان لا يدري ما يقول، فلا يجوز الاحتجاج به، وقال ابن عدي: رديء المذهب غال في التشيع، يؤمن بالرجعة، ويكتب حديثه مع ضعفه. انتهى "تهذيب". وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة، مات في حدود الخمسين ومئة (150 هـ).

(عن عدي بن ثابت) بن قيس بن الخطيم الأنصاري الظفري الكوفي، ثقة، من الرابعة، رمي بالتشيع، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ).

(عن أبيه) وأما أبوه ثابت .. فصحابي معروف، لَمْ يرو عنه عدي هذا الحديث، بل عن جده لأمه، فقوله:(عن أبيه) تحريف من النساخ. روى عن: جده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي، والبراء بن عازب، وعبد الله بن أبي أوفى، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، وأبو اليقظان، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشيباني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم.

ص: 266

عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْبُزَاقُ وَالْمُخَاطُ وَالْحَيْضُ وَالنِّفَاسُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ".

===

(عن جده) أي: روى عدي عن جده لأمه عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين بن عمرو بن الحارث بن خطمة الأنصاري الأوسي أبي موسى الخطمي رضي الله تعالى عنه، شهد الحديبية وهو صغير، وشهد الجمل وصفين مع علي، وكان أميرًا بالكوفة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي أيوب، وأبي مسعود، وغيرهم من الصحابة، ويروي عنه:(ع)، وابنه موسى، وابن ابنته عدي بن ثابت الأنصاري، ومحارب بن دثار، وغيرهم. ولفظة:(عن أبيه) في بعض النسخ تحريف من النساخ؛ لأن الذي روى هذا الحديث عدي بن ثابت عن جده عبد الله بن يزيد بلا واسطة أبيه، راجع "التهذيب" للحافظ ابن حجر.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا اليقظان عثمان بن عمير، واتفقوا على ضعفه.

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (البزاق) ما يسيل من الفم، (والمخاط) ما يسيل من الأنف، (والحيض) دم يسيل من المرأة طبيعة، (والنفاس) دم يخرج عقب الولادة، أي: خروجها .. (في الصلاة من) تلاعب (الشيطان) قال السندي: أي أشياء كريهة خفيفة بالنسبة إلى الشيطان من حيث إنه يرضى بها.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن رواه الترمذي (2/ 461) في أبواب الصلاة (401) في باب ما جاء في كراهية البزاق في المسجد، رقم (572) وقال: حديث حسن صحيح، عن علي بن حجر، وهو علي بن حجر السعدي، حافظ مرو، روى عن شريك بن عبد الله النخعي وإسماعيل بن جعفر، وروى عنه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة، قال عنه النسائي: ثقة مأمون

ص: 267

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

حافظ، عاش تسعين (90) عامًا، ومات سنة (244 هـ) عن الفضل بن دكين به إلا أنه قال: والعطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة، والحيض والقيء والرعاف من الشيطان، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان.

فهذا الحديث انفرد به ابن ماجه بهذا اللفظ وبهذا السند، فدرجته: أنه ضعيف متنًا وسندًا (13)(121)، وغرضه بسوقه: الاستئناس به.

فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:

الأول منها: حديث أبي هريرة، ذكره للاستئناس.

والثاني: حديث علي، ذكره للاستئناس.

والثالث: حديث أبي هريرة الثاني، ذكره للاستدلال.

والرابع: حديث كعب بن عجرة، ذكره للاستشهاد.

والخامس: حديث أبي هريرة الثالث، ذكره للاستشهاد.

والسادس: حديث عبد الله بن يزيد، ذكره للاستئناس.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 268