المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(46) - (263) - باب المصلي يتنخم - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب الأذان (1)

- ‌(1) - (218) - بَابُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(2) - (219) - بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ

- ‌(3) - (220) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

- ‌فائدة

- ‌(4) - (221) - بَابُ السُّجُودِ

- ‌(5) - (222) - بَابُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(6) - (223) - بَابُ الاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ

- ‌(7) - (224) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (225) - بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌(9) - (226) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(10) - (227) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (228) - بَابُ مَا يُقَالُ فِي التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (229) - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(13) - (230) - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (231) - بَابُ مَنْ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً

- ‌(15) - (232) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(16) - (233) - بَاب: لَا يَخُصُّ الْإِمَامُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ

- ‌(17) - (234) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌(18) - (235) - بَابُ الانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ

- ‌(19) - (236) - بَاب: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ

- ‌(20) - (237) - بَابُ الْجَمَاعَةِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ

- ‌فرع

- ‌(21) - (238) - بَابُ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ

- ‌(22) - (239) - بَابُ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي

- ‌(23) - (240) - بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ

- ‌(24) - (241) - بَابٌ: ادْرَأْ مَا اسْتَطَعْتَ

- ‌(25) - (242) - بَابُ مَنْ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ

- ‌(26) - (243) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْبَقَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(27) - (244) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(28) - (245) - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كارِهُونَ

- ‌(29) - (246) - بَاب: الاثْنَانِ جَمَاعَةٌ

- ‌(30) - (247) - بَابُ مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الْإِمَامَ

- ‌(31) - (248) - بَابُ مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ

- ‌(32) - (249) - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(33) - (250) - بَابٌ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا. . فَلْيُخَفِّفْ

- ‌(34) - (251) - بَابُ الْإِمَامِ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ

- ‌(35) - (252) - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ

- ‌(36) - (253) - بَابُ فَضلِ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ

- ‌(37) - (254) - بَابُ صُفُوفِ النِّسَاءِ

- ‌(38) - (255) - بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي الصَّفِّ

- ‌(39) - (256) - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ

- ‌(40) - (257) - بَابُ فَضْلِ مَيْمَنَةِ الصَّفِّ

- ‌(41) - (258) - بَابُ الْقِبْلَةِ

- ‌(42) - (259) - بَابٌ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ .. فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ

- ‌(43) - (260) - بَابٌ: مَنْ أَكلَ الثُّومَ .. فَلَا يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ

- ‌(44) - (261) - بَابُ الْمُصَلِّي يُسَلَّمُ عَلَيْهِ كيْفَ يَرُدُّ

- ‌(45) - (262) - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ

- ‌(46) - (263) - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ

- ‌(47) - (264) - بَابُ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ

- ‌(48) - (265) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ

- ‌(49) - (266) - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ

- ‌(50) - (267) - بَابُ التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ وَالتَّصْفِيقِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(51) - (268) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ

- ‌(52) - (269) - بَابُ كَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(53) - (270) - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(54) - (271) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌(55) - (272) - بَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(56) - (273) - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(57) - (274) - بَابُ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ

- ‌(58) - (275) - بَابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌(59) - (276) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ

- ‌فائدة

- ‌(60) - (277) - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

الفصل: ‌(46) - (263) - باب المصلي يتنخم

(46) - (263) - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ

(151)

- 1000 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ

===

(46)

- (263) - (باب المصلي يتنخم)

(151)

- 1000 - (1)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العيسي الكوفي، ثقة مشهور، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة السلمي، أبي عتاب الكوفي، ثقة ثبت، من الخامسة، وكان لا يدلس، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن ربعي بن حراش) -بكسر المهملة- العبسي أبي مريم الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات سنة مئة، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن طارق بن عبد الله المحاربي) الكوفي الصحابي الشهير له حديثان أو ثلاثة، رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(عم).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون.

ص: 396

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَلَّيْتَ .. فَلَا تَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلكِنِ ابْزُقْ عَنْ يَسَارِكَ أَوْ تَحْتَ قَدَمِكَ".

(152)

- 1001 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

===

(قال) طارق: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صليت) أي: إذا شرعت في الصلاة يا طارق .. (فلا تبزقن) من بزق من باب نصر؛ أي: فلا تخرجن البزاق ولا ترمينها (بين يديك) أي: قدامك تشريفًا للقبلة (ولا عن يمينك) تشريفًا لليمين، وفي رواية أبي داوود:"والملك عن يمينه، فلا يتفل عن يمينه"، وجاء في رواية البخاري:"فإن عن يمينه ملكًا"، (ولكن ابزق عن يسارك) أي: عن جانب يسارك، وفي رواية أبي داوود زيادة:"إن كان" اليسار "فارغًا" أي: ممكنًا للبزق فيه، (أو) ابزق (تحت قدمك) وفي رواية أبي داوود:"ثم ليقل به" أي: يمسح ويدلك البزاق، وقال العيني: أي: ليدفنه إذا بزقه تحت قدمه اليسرى، وإن لفظ القول يستعمل في معان كثيرة. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب في كراهية البزاق في المسجد، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية البزاق في المسجد، والنسائي في كتاب المساجد، باب الرخصة للمصلي أن يبصق خلفه أو تلقاء شماله، قال أبو عيسى: وحديث طارق حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم.

فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث طارق بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(152)

- 1001 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل) بن

ص: 397

ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَهُ -يَعْنِي: رَبَّهُ-

===

إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه.

(عن القاسم بن مهران) القيسي مولى قيس بن ثعلبة خال هشيم. روى عن: أبي رافع الصائغ، ويروي عنه:(م س ق)، وإسماعيل بن علية، وشعبة، وعبد الوارث، وهشيم.

قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، له في الكتب حديث أبي هريرة في النهي عن التنخم في المسجد، وقال في "التقريب": صدوق، من السادسة.

(عن أبي رافع) الصائغ نفيع المدني، نزيل البصرة، ثقة ثبت مشهور بكنيته، من الثانية. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة) قال العيني في "المطالع": النخامة: ما يخرج من الصدر وهو البلغم اللزج (في قبلة المسجد) أي: في جهة قبلة المسجد، وهو جهة المحراب المعروف، (فأقبل) بوجهه الشريف (على الناس) الحاضرين في المسجد (فقال: ما بال أحدكم) أيها المسلمون (يقوم) في صلاته؛ أي: ما شأن أحدكم يقوم في صلاته، حالة كونه (مستقبله) أي: مستقبل الله تعالى وهو من إضافة الوصف إلى مفعوله، وصح كونه حالًا مع أن الحال لا تكون إلا نكرة؛ لأن إضافة الوصف لا تفيده التعريف، بل التخفيف.

وقوله: (يعني ربه) بالنصب بدل من الضمير؛ أي: يقوم في صلاته،

ص: 398

فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ، إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْزُقْ عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ لِيَقُلْ هكَذَا فِي ثَوْبِهِ". ثُمَّ أَرَانِي إِسْمَاعِيلُ يَبْزُقُ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ يَدْلُكُهُ.

===

حالة كونه مستقبل ربه، والمراد: أنه متوجه مقبل إلى الله تعالى، فهو كالمستقبل إلى الله تعالى، فينبغي تعظيم تلك الجهة في تلك الحالة. انتهى "سندي".

(فيتنخع) أي: فيرمي النخامة (أمامه) أي: قدامه، (أيحب أحدكم) لنفسه (أن يستقبل) بالبناء للمجهول فيه، وفي قوله:(فيتنخع في وجهه) أي: أن يستقبله غيره فيتنخع في وجهه؛ أي: قدامه؟ ! والنخاعة -بالعين وبالميم- كلاهما ما يخرج من الصدر، وقيل: النخاعة بالعين من الصدر، وبالميم من الرأس، والمخاط ما يخرج من الأنف، والبزاق ما يسيل من الفم، قاله الحافظ.

ثم قال: (إذا بزق أحدكم) أي: أراد إخراج البزاق من فمه .. (فليبزق عن شماله، أو ليقل) أي: ليفعل (هكذا في ثوبه) أي: ليفعل (ببزاقه) هكذا؛ أي: فليبزق في ثوبه ويدلكه مجموعًا فيه بعد رد ثوبه بعضه على بعض، قال أبو بكر بن أبي شيبة:(ثم أراني) شيخي (إسماعيل) بن علية، وفسر لي القول ببزاقه هكذا، حالة كون إسماعيل (يبزق) أي: يخرج بزاقه (في ثوبه، ثم يدلكه) أي: يدلك ثوبه مجموعًا فيه البزاق.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن البزاق في المسجد في الصلاة وغيرها مطولًا، والنسائي في كتاب الطهارة، باب البزاق يصيب الثوب.

قوله: "فليبزق عن يساره

" إلى آخره، وهذا الحكم مختص بغير

ص: 399

(153)

- 1002 - (3) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ،

===

المسجد؛ لأن المصلي في المسجد لا يبزق إلا في ثوبه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها".

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث طارق بن عبد الله بحديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(153)

- 1002 - (3)(حدثنا هناد بن السري) -بكسر الراء المخففة -ابن مصعب التميمي أبو السري الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ)، وله إحدى وتسعون سنة. يروي عنه:(م عم).

(وعبد الله بن عامر بن زرارة) الحضرمي مولاهم أبو محمد الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(م د ق).

كلاهما (قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش) بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحناط مشهور بكنيته، والأصح أنها اسمه، وقيل: اسمه محمد، ثقة عابد، إلا أنه لما كبر .. ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(عن عاصم) ابن بهدلة وهو ابن أبي النجود -بنون وجيم- الأسدي مولاهم أبي بكر المقرئ، صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(ع)، وأبو بكر بن عياش.

(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، ثقة، من الثانية،

ص: 400

عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ رَأَى شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ بَزَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا شَبَثُ؛ لَا تَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي .. أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى يَنْقَلِبَ أَوْ يُحْدِثَ حَدَثَ سُوءٍ.

===

مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع).

(عن حذيفة) بن اليمان رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنه) أي: أن حذيفة (رأى شبث) بفتح أوله وبالموحدة ثم مثلثة (ابن ربعي) التميمي اليربوعي أبا عبد القدوس الكوفي، مخضرم، كان مؤذن سجاح، ثم أسلم، ثم كان ممن أعان على عثمان، ثم صحب عليًّا، ثم صار من الخوارج عليه، ثم تاب فحضر قتل الحسين، ثم كان ممن طلب بدم الحسين مع المختار، ثم ولي شرط الكوفة، ثم حضر قتل المختار، ومات بالكوفة في حدود الثمانين (80 هـ) (بزق بين يديه) أي: بصق شبث بين يدي نفسه في الصلاة.

(فقال) حذيفة له: (يا شبث؛ لا تبزق بين يديك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك) أي: عن بزق الشخص بين يديه وقدامه وهو في الصلاة، (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الرجل إذا قام) حالة كونه (يصلي) أي: يريد الصلاة .. (أقبل الله) عز وجل (عليه) أي: على ذلك الرجل المصلي (بوجهه) المقدس إقبالًا يليق به سبحانه (حتى ينقلب) الرجل وينصرف عن مصلاه (أو يحدث) الرجل ويعمل وهو في مصلاه (حدث سوء) أي: عملًا سيئًا، أي: ذنبًا؛ كالغيبة والنميمة والكذب.

وقال السندي: قوله: "أو يحدث" من أحدث الرباعي، والظاهر أن المراد

ص: 401

(154)

- 1003 - (4) حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،

===

به: المعصية، وحمله على نقض الوضوء لا يناسب قوله:"حدث سوء" ولا السياق، إلا أن يراد أنه نقض الوضوء بالاختيار من غير حاجة ولا ضرورة كمدافعة الريح له.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث طارق.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث طارق بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، فقال:

(154)

- 1003 - (4)(حدثنا زيد بن أخزم) -بمعجمتين- الطائي النبهاني أبو طالب البصري، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، استشهد في واقعة الزنج بالبصرة سنة سبع وخمسين ومئتين (257 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(وعبدة بن عبد الله) الصفار الخزاعي أبو سهل البصري، كوفي الأصل، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وقيل في التي قبلها. يروي عنه:(خ عم).

كلاهما (قالا: حدثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري أبو سهل، صدوق، ثبت في شعبة، من التاسعة، مات سنة سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار أبو سلمة البصري، ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).

ص: 402

عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَزَقَ فِي ثَوْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ثُمَّ دَلَكَهُ.

===

(عن ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين ومئة (123 هـ)، وله ست وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).

(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق في ثوبه وهو في الصلاة، ثم دلكه) أي: دلك ثوبه؛ لتنشيف الريق عنه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 403