الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(45) - (262) - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ
(150)
- 999 - (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الرَّبِيعِ السَمَّانُ، عَنْ عَاصمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ
===
(45)
- (262) - (باب من يصلي لغير القبلة وهو لا يعلم)
(150)
- 999 - (1)(حدثنا يحيى بن حكيم) المقومي -بتشديد الواو المكسورة- أبو سعيد البصري، ثقة حافظ عابد مصنف، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا أبو داوود) الطيالسي، سليمان بن داوود بن الجارود البصري، ثقة حافظ، غلط في أحاديث، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا أشعث بن سعيد) البصري (أبو الربيع السمان) متروك، من السادسة. يروي عنه:(ت ق).
(عن عاصم بن عبيد الله) بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني، ضعيف، من الرابعة، مات في أول دولة بني العباس سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن عبد الله بن عامر بن ربيعة) العنزي -بسكون النون- حليف بني عدي أبي محمد المدني، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة مشهور، ووثقه العجلي، مات سنة بضع وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك العنزي، حليف آل الخطاب
قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَأَشْكَلَتْ عَلَينا الْقِبْلَةُ، فَصَلَّيْنَا وَأَعْلَمْنَا، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} .
===
الصحابي المشهور أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، ومات ليالي قتل عثمان رضي الله تعالى عنهما. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أشعث بن سعيد، وهو متروك، وفيه أيضًا عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف.
(قال) عامر بن ربيعة: (كنا) معاشر الصحابة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي (في سفر) ولم أر من عين ذلك السفر، (فتغيمت السماء) أي: أظلمت السماء بالغمام والسحاب وسُترت عنا به حتى لا نرى النجوم، (وأشكلت) أي: التبست (علينا القبلة) أي: جهتها (فصلينا) أي: صلى كل رجل منا على حياله؛ أي: على جهة وجهه وتلقائه، وفي رواية الترمذي:(فصلى كل رجل منا على حياله) أي: في جهته وتلقاء وجهه، والحيال -بكسر الحاء وفتح الياء المخففة-: قبالة الشيء، ويقال: قعد بحياله وحياله؛ أي: بإزائه. انتهى من "التحفة".
(وأعلمنا) أي: وضعنا العلامة التي تدلنا على الجهة التي صلينا إليها؛ لنعلم أن قد أصبنا في الاستقبال أو أخطأنا، (فلما طلعت الشمس) .. نظرنا إلى تلك العلامة فـ (إذا نحن صلينا لغير) جهة (القبلة، فذكرنا ذلك) الخطأ في القبلة (للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله) تعالى في ذلك، قوله:({فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ})(1)، وفيه أن المسافر إذا صلى إلى جهة التحري ..
(1) سورة البقرة: (115).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
تصح صلاته، وإن ظهر بعد خروج الوقت أو قبله أنه أخطأ في القبلة، بل ظاهر الآية أنه يجوز التوجه إلى أي جهة شاء، لكن لا بد من الحمل على ما ذكرنا عن العلماء، والله أعلم. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي لغير القبلة في الغيم، رقم (343)، وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير، باب ومن سورة البقرة الحديث (2957). انتهى "تحفة الأشراف"، قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بذاك لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث السمان متروك، وكذا عاصم بن عبيد الله ضعيف.
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى هذا الحديث، قالوا: إذا صلى في الغيم لغير القبلة، ثم استبان له بعدما صلى أنه صلى لغير القبلة .. فإن صلاته جائزة، وبه قال سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وقال الشافعي: تجب عليه الإعادة في الوقت وبعده؛ لأن الاستقبال واجب قطعًا، وحديث السرية هذا -يعني: حديث الباب- فيه ضعف، كما قد عرفت، قال صاحب "سبل السلام" بعد ذكر قول الشافعي: الأظهر العمل بخبر السرية؛ لتقويه بحديث معاذ بن جبل، بل هو حجة وحده. انتهى من "التحفة".
وفي "تحفة الأحوذي" أيضًا: قلت: يؤيد حديث الباب ما رواه الطبراني من حديث معاذ بن جبل، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غيم في سفر إلى غير القبلة، فلما قضى صلاته .. تجلت الشمس، فقلنا: يا رسول الله؛ صلينا إلى غير القبلة، قال:"قد رفعت صلاتكم بحقها إلى الله"، قال محمد بن إسماعيل الأمير في "سبل السلام" بعد ذكره: وفيه أبو عيلة، وقد وثقه ابن حبان. انتهى من "التحفة".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فكان حديث الباب في درجة: الحسن؛ لتقويه بحديث معاذ.
فيكون هذا الحديث: ضعيف السند، حسن المتن بغيره، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في الباب إلا هذا الحديث.
والله سبحانه وتعالى أعلم