الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(49) - (266) - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ
(161)
- 1010 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ
===
(49)
- (266) - (باب السجود على الثياب في الحر والبرد)
(161)
- 1010 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد (الدراوردي) أبو محمد الجهني مولاهم المدني، صدوق، من الثامنة، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن إسماعيل بن أبي حبيبة) الأنصاري، فيه ضعف، من السابعة. يروي عنه:(ق).
روى (عن عبد الله بن عبد الرحمن) الأشهلي، ويروي عنه: الدراوردي، وقال ابن أبي أويس: عن إبراهيم بن إسماعيل وهو ابن أبي حبيبة عن عبد لله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب، فأسقط نفرين؛ عبد الرحمن بن ثابت، وثابت بن الصامت.
وأما (عبد الله بن عبد الرحمن) بن ثابت بن الصامت الأنصاري المدني .. فمقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ق)، وأما (عبد الرحمن) بن ثابت بن الصامت الأنصاري المدني .. فقيل له صحبة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. يروي عنه:(ق)، وأما (ثابت) بن الصامت الأنصاري الأشهلي أبو عبد الرحمن ..
قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ.
(161)
- 1015 - (م) حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ،
===
فصحابي، وقيل: إن الصحبة والرواية لابنه عبد الرحمن. يروي عنه: (ق).
وهذا السند الذي ذكره ابن ماجه من رباعياته، وهو في الأصل من السداسيات، فهو سند معضل، فحكمه: الضعف.
(قال) ثابت بن الصامت الأشهلي: (جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بنا في مسجد بني عبد الأشهل، فرأيته واضعًا يديه على ثوبه إذا سجد) قال السندي: قوله: (على ثوبه) الظاهر أنه الثوب الذي هو لابسه لقلة الثياب حينئذ، بل الرواية الآتية صريحة في ذلك، فالحديث دليل لمن جوز ذلك، ومن لم يجوزه .. يحمله على الثوب المنفصل عن البدن، وهو تأويل لا تساعده الروايات ولا النظر في الواقع. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: قلت: كذا وقع في أصل ابن ماجه، وهو إسناد معضل سقط منه راويان على الاتصال، وإنما هو في الأصل عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده ثابت بن الصامت، كما سيأتي في السند الآتي.
فحينئذ الحديث: ضعيف السند، صحيح المتن؛ لأن له شاهدًا من حديث أنس الآتي، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ثابت بن الصامت رضي الله تعالى عنه، فقال:
(161)
- 1010 - (م)(حدثنا جعفر بن مسافر) بن راشد التنيسي
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَشْهَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
===
أبو صالح الهذلي، صدوق، ربما أخطأ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وخمسين ومئتين (254 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا إسماعيل بن أبي أويس) هو إسماعيل بن عبد الله أبي أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أبي أويس المدني، صدوق، أخطأ في أحاديث من حفظه، من العاشرة، مات سنة ست وعشرين ومئتين (126 هـ). يروي عنه:(خ م د ت ق).
(أخبرني إبراهيم بن إسماعيل) بن أبي حبيبة الأنصاري (الأشهلي) مولاهم أبو إسماعيل المدني، ضعيف، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة (165 هـ) وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. يروي عنه:(ت ق).
(عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت) الأنصاري المدني، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ق).
(عن أبيه) عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت الأنصاري المدني، قيل: له صحبة، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. يروي عنه:(ق).
(عن جده) ثابت بن الصامت الأنصاري الأشهلي أبي عبد الرحمن الصحابي الشهير رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (ق).
وهذا السند من سداسياته، وغرضه: بيان متابعة إسماعيل بن أبي أويس لعبد العزيز بن محمد الدراوردي في الرواية عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت، ولكنه متابعة ناقصة؛ لأن عبد العزيز روى عن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإسماعيل بن أبي أويس روى عن إبراهيم بن إسماعيل، وحكم هذا السند الضعف؛ لأن إبراهيم بن إسماعيل ضعيف.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُتَلَفِّفٌ بِهِ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى.
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بني الأشهل وعليه كساء) وهو برد من صوف له خطوط (متلفف به) صفة سببية لكساء (يضع يديه) أي: كفيه عند السجود (عليه) أي: على ذلك الكساء (يقيه برد الحصى) أي: يجعل ذلك الكساء وقاية وستارة لكفيه عن برودة الحصى والرمل، قوله:(يقيه برد الحصى) أي: يقي ذلك الوضع إياه برد الحصى؛ كأنه كان أيام الشتاء في الفجر ونحوه. انتهى.
قال البوصيري: هذا إسناد فيه إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني، ووثقه أحمد والعجلي، وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن صخر: لم أر من تكلم فيه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وانفرد بهذا الحديث ابن ماجه، ولكن رواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن محمد بن إسحاق الصغاني عن سويد بن أبي مريم عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت به، ورواه البيهقي في "سننه الكبرى" من طريق يعقوب بن سفيان عن إسماعيل بن أبي أويس عن إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الله بن عبد الرحمن به وضعفه، وله شاهد من حديث أنس، رواه أصحاب الكتب الستة. انتهى، وهو المذكور بعد هذا الحديث، وبالجملة: فحديث السجود على التراب ثابت والتكلم إنما هو في خصوص هذا الحديث، فالوجه قول من جوز ذلك للضرورة. انتهى "سندي".
قلت: فهذا الحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بما بعده، وهو
(162)
- 1011 - (2) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ
===
حديث أنس التالي كأصله المذكور قبله، وغرضه بسوقه: بيان المتابعة لما قبله.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ثابت بن الصامت بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(162)
- 1011 - (2)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب) بن الشهيد الحبيبي أبو يعقوب البصري الشهيدي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وخمسين ومئتين (257 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(حدثنا بشر بن المفضل) بن لاحق الرقاشي -بقاف ومعجمة- أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن غالب) بن خطاف -بضم المعجمة، وقيل: بفتحها- وهو ابن أبي غيلان (القطان) أبي سليمان البصري، صدوق، من السادسة. يروي عنه:(ع).
(عن بكر بن عبد الله) المزني أبي عبد الله البصري، ثقة ثبت فاضل، من الثالثة، مات سنة ست أو ثمان ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أنس: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة
الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ .. بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ.
===
الحر، فإذا لم يقدر أحدنا أن يمكن جبهته .. بسط ثوبه، فسجد عليه) أي: كنا نصلي مع رسول الله صلاة الظهر في شدة الحر؛ أي: في الحر الشديد، فإذا لم يقدر أحدنا؛ أي: لم يستطع أحدنا -كما هو رواية مسلم- أن يمكن جبهته من السجود على الأرض .. بسط ثوبه المتصل به في الصلاة؛ ليكون وقاية له عن حرارة الأرض، فسجد عليه، أي: على ثوبه المبسوط، قال القرطبي: وهذا مما يدل على جواز الصلاة على البسط والثياب لا سيما عند الضرورة والمشقة، وعلى أن العمل القليل في الصلاة لا يفسدها. انتهى.
وقال القاضي عياض: فيه السجود على الثياب لا سيما عندما يتقى به من حر أو برد أو شوك، وفيه أن السنة مباشرة الأرض بالجبهة إلا عند الضرورة من حر أو شوك، وفيه السجود على ما خف من طاقات العمامة، وأما على كورها .. فمكروه عند مالك، ولم يأمره بالإعادة إن فعل، وأوجبها عليه ابن حبيب في الوقت، ومنع منه الشافعي، وأجازه الحنفية. انتهى.
وقال النووي: في الحديث دليل لمن أجاز السجود على طرف ثوبه المتصل به، وبه قال أبو حنيفة والجمهور، ولم يجوزه الشافعي، وتأول هذا الحديث وشبهه كحديث ثابت بن الصامت المذكور آنفًا على السجود على ثوب منفصل. انتهى، قال القرطبي: وقول أنس: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر) ليس فيه دليل على أنه كان لا يبرد، وقد توجد سورة الحر وشدته بعد الإبراد إلا أنها أخف مما قبلها، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصلاة، باب السجود على الثوب في شدة الحر الحديث، رقم (385) بنحوه، وأخرجه أيضًا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
في مواضع أخر، ومسلم في كتاب المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت في غير شدة الحر الحديث، رقم (1406)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب الرجل يسجد على ثوبه الحديث، رقم (660) بنحوه، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما ذكر من الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد الحديث، رقم (584)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب السجود على الثياب الحديث (1115). انتهى "تحفة الأشراف".
وهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ثابت بن الصامت.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا ثلاثة أحاديث:
الأول: حديث ثابت، ذكره للاستدلال به على الترجمة.
والثاني: حديثه أيضًا، ذكره للمتابعة.
والثالث: حديث أنس، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم