المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(17) - (234) - باب ما يقال بعد التسليم - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٦

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب الأذان (1)

- ‌(1) - (218) - بَابُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(2) - (219) - بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ

- ‌(3) - (220) - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

- ‌فائدة

- ‌(4) - (221) - بَابُ السُّجُودِ

- ‌(5) - (222) - بَابُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(6) - (223) - بَابُ الاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ

- ‌(7) - (224) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌تتمة

- ‌(8) - (225) - بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌(9) - (226) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(10) - (227) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (228) - بَابُ مَا يُقَالُ فِي التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) - (229) - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌(13) - (230) - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (231) - بَابُ مَنْ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً

- ‌(15) - (232) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(16) - (233) - بَاب: لَا يَخُصُّ الْإِمَامُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ

- ‌(17) - (234) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌(18) - (235) - بَابُ الانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ

- ‌(19) - (236) - بَاب: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ

- ‌(20) - (237) - بَابُ الْجَمَاعَةِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ

- ‌فرع

- ‌(21) - (238) - بَابُ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ

- ‌(22) - (239) - بَابُ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي

- ‌(23) - (240) - بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ

- ‌(24) - (241) - بَابٌ: ادْرَأْ مَا اسْتَطَعْتَ

- ‌(25) - (242) - بَابُ مَنْ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ

- ‌(26) - (243) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْبَقَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌(27) - (244) - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(28) - (245) - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كارِهُونَ

- ‌(29) - (246) - بَاب: الاثْنَانِ جَمَاعَةٌ

- ‌(30) - (247) - بَابُ مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الْإِمَامَ

- ‌(31) - (248) - بَابُ مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ

- ‌(32) - (249) - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ

- ‌(33) - (250) - بَابٌ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا. . فَلْيُخَفِّفْ

- ‌(34) - (251) - بَابُ الْإِمَامِ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ

- ‌(35) - (252) - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ

- ‌(36) - (253) - بَابُ فَضلِ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ

- ‌(37) - (254) - بَابُ صُفُوفِ النِّسَاءِ

- ‌(38) - (255) - بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي الصَّفِّ

- ‌(39) - (256) - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ

- ‌(40) - (257) - بَابُ فَضْلِ مَيْمَنَةِ الصَّفِّ

- ‌(41) - (258) - بَابُ الْقِبْلَةِ

- ‌(42) - (259) - بَابٌ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ .. فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ

- ‌(43) - (260) - بَابٌ: مَنْ أَكلَ الثُّومَ .. فَلَا يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ

- ‌(44) - (261) - بَابُ الْمُصَلِّي يُسَلَّمُ عَلَيْهِ كيْفَ يَرُدُّ

- ‌(45) - (262) - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ

- ‌(46) - (263) - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ

- ‌(47) - (264) - بَابُ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ

- ‌(48) - (265) - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ

- ‌(49) - (266) - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ

- ‌(50) - (267) - بَابُ التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ وَالتَّصْفِيقِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(51) - (268) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ

- ‌(52) - (269) - بَابُ كَفِّ الشَّعْرِ وَالثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(53) - (270) - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(54) - (271) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌(55) - (272) - بَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(56) - (273) - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ

- ‌(57) - (274) - بَابُ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ

- ‌(58) - (275) - بَابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌(59) - (276) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ

- ‌فائدة

- ‌(60) - (277) - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

الفصل: ‌(17) - (234) - باب ما يقال بعد التسليم

(17) - (234) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

(55)

- 904 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ

===

(17)

- (234) - (باب ما يقال بعد التسليم)

(55)

- 904 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب) الأموي البصري، واسم أبي الشوارب محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م ت س ق).

(حدثنا عبد الواحد بن زياد) العبدي مولاهم البصري، ثقة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثامنة، مات سنة ست وسبعين ومئة (176 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

(قالا) أي: قال أبو معاوية وعبد الواحد: (حدثنا عاصم) بن سليمان (الأحول) أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان، وكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة أربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن الحارث) الأنصاري البصري، أبي الوليد نسيب ابن سيرين، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع)، وعاصم بن سليمان الأحول.

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.

ص: 156

قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ .. لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".

===

(قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم) من صلاته .. (لم يقعد إلا مقدار ما يقول) فيه؛ أي: إلا زمنًا قدر ما يقول فيه الذكر المذكور؛ أي: في بعض الأحيان، وإلا .. فقد ثبت قعوده صلى الله عليه وسلم بعد السلام أزيد من هذا المقدار. انتهى من "التحفة"، قال السندي: والظاهر أن المراد لم يقعد على هيئته، ثم ينصرف عن جهة القبلة، وإلا .. فقد جاء أنه كان يقعد بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس وغير ذلك، فلا دلالة في هذا الحديث على أن المصلي لا يشتغل بالأوراد الواردة بعد الصلاة، بل يشتغل بالسنن والرواتب، ثم يأتي بالأوراد، كما قاله بعض العلماء.

(اللهم؛ أنت السلام) هو من أسماء الله تعالى؛ أي: أنت السليم من المعايب والآفات ومن كل نقص، (ومنك) لا من غيرك يصدر لنا (السلام) أي: السلامة وهذا اسم مصدر بمعنى السلامة؛ أي: أنت الذي تعطي السلامة وتمنعها، قال الشيخ الجزري في "تصحيح المصابيح": وأما ما يزاد بعد قوله: ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا دارك دار السلام .. فلا أصل له، بل هو مختلق بعض القصاص، كذا في "المرقاة".

(تباركت) من البركة؛ وهي الكثرة والنماء؛ أي: تعاظمت وكثرت صفات جلالك وكمالك (يا ذا الجلال) أي: صاحب العظمة الدائمة (و) يا صاحب (الإكرام) والإحسان الفائض العام للبر والفاجر في الدنيا، والخاص بالمؤمن في الآخرة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (136)، وأبو داوود في كتاب

ص: 157

(56)

- 905 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلىً لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ

===

الوتر (360)، باب ما يقول الرجل إذا سلم، رقم (1512)، والنسائي في كتاب السهو، باب الاستغفار بعد التسليم، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سلم من الصلاة، رقمي (298 - 299)، قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.

فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث أم سلمة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(56)

- 905 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة) بن سوار المدائني، أصله من خراسان، يقال: كان اسمه مروان، مولى بني فزارة، ثقة حافظ رمي بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس أو ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا شعبة) بن الحجاج، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن موسى بن أبي عائشة) الهمداني -بسكون الميم- مولاهم أبي الحسن الكوفي، ثقة عابد، من الخامسة، وكان يرسل. يروي عنه:(ع).

(عن مولىً لأم سلمة) لم أر من ذكر اسمه وحاله وطبقته.

(عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات

ص: 158

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: "اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا".

===

إلا مولى أم سلمة، قال البوصيري: فإنه لم يسم ولم أر أحدًا ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري حاله.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح) أي: إذا فرغ من فريضة الصبح (حين يسلم) منها: (اللهم؛ إني أسألك علمًا نافعًا) بالعمل به، فيكون حجة لي لا علي، (و) أسألك (رزقًا طيبًا) أي: حلالًا، وحمله على المستلذِّ بعيدٌ ها هنا إلا أن يحمل على رزق الآخرة لا رزق الدنيا، (و) أسألك أن ترزقني (عملًا) صالحًا (متقبلًا) بخلوه مما يحبطه من شوائب الرياء والسمعة والمحمدة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شواهد؛ فقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" عن محمود بن غيلان عن وكيع عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده" عن أبي عوانة عن موسى ابن أبي عائشة عن مولىً لأم سلمة عنها سواءً، ورواه أبو داوود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنديهما" عن شعبة به، ورواه الحميدي في "مسنده" عن موسى بن أبي عائشة، ورواه عبد بن حميد في "مسنده" عن عبد الملك بن عمرو، وعن شعبة به، وله شاهد من حديث ثوبان، ورواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه.

فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم، فقال:

ص: 159

(57)

- 906 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ وَابْنُ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو

===

(57)

- 906 - (3)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني.

(حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، البصري المعروف بـ (ابن علية) ثقة حافظ، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(ع).

(ومحمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه (ع).

(وأبو يحيى التيمي) إسماعيل بن إبراهيم الأحول الكوفي، ضعيف، من الثامنة. يروي عنه:(ت ق).

(و) عبد الله (بن الأجلح) الكندي أبو محمد الكوفي، واسم الأجلح يحيى بن عبد الله، وابن الأجلح اسمه عبد الله بن يحيى بن عبد الله الكندي، الكوفي، صدوق، من التاسعة. يروي عنه:(ت ق)، وفي أغلب نسخ "ابن ماجه":(وأبو الأجلح) وهو تحريف من النساخ، والصواب:(وابن الأجلح)، كما في أولها.

وكل من هؤلاء الأربعة رووا (عن عطاء بن السائب) أبي محمد الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(عن أبيه) السائب بن مالك أو ابن زيد أبي عطاء الكوفي، ثقة، من الثانية. يروي عنه:(عم).

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد -مصغرًا-

ص: 160

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ .. إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةِ عَشْرًا،

===

ابن سعد بن سهم السهمي أبي محمد المدني رضي الله تعالى عنه من السابقين المكثرين، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خصلتان) -بفتح الخاء وسكون الصاد- أي: خلتان من خلال الخير، وخصلتان من خصال الدين (لا يحصيهما) أي: لا يحافظهما ولا يواظب عليهما (رجل مسلم) أي: عبد مؤمن .. (إلا دخل الجنة) مع الناجين، وهو استثناء مفرغ. انتهى من "التحفة"؛ (وهما) أي: هاتان الخلتان (يسير) خبر لهما، وأخبر عن المثنى بالمفرد؛ لأن فعيلًا يصح الإخبار به عن المفرد والمثنى والجمع، كما في قوله تعالى:{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} (1) أي: كل واحدة منهما سهل خفيف؛ لعدم صعوبة العمل بهما على من يسره الله عليه، (و) لكن (من يعمل بهما) على سبيل المواظبة والمداومة، والموصول مبتد أخبره (قليل) أي: نادر لعزة التوفيق.

إحداهما؛ أي: إحدى الخصلتين: أن (يسبح) الرجل المسلم (الله) أي: معبوده؛ أي: أن ينزهه من كل النقائص؛ بأن يقول: سبحان الله، سبحان الله، وهذا بيان لإحدى الخصلتين، وضمير الفاعل يعود على الرجل المسلم، كما بيناه في حلنا؛ أي: إحداهما أن ينزهه من كل النقائص بصيغته (في دبر) بضمتين؛ أي: عقب (كل صلاة) مكتوبة، كما في رواية أحمد (عشرًا)

(1) سورة التحريم: (4).

ص: 161

وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا"، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ، فَذلِكَ خَمْسُونَ وَمِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِئَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ .. سَبَّحَ وَحَمِدَ

===

من المرات، (ويكبر) هـ بأن يقول: الله أكبر، الله أكبر (عشرًا) من المرات، (ويحمد) هـ بأن يقول: الحمد لله، الحمد لله (عشرًا) من المرات.

قال عبد الله بن عمرو: (فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها) أي: يحسب تلك العشرات من التسبيح والتحميد والتكبير (بيده) أي: بعقد أصابع يده الشريفة، وفي "العون": قوله: (بيده) أي: بأصابعها أو بأناملها أو بعقدها. انتهى، وعبارة "التحفة":(قال) أي: ابن عمرو: (يعقدها) أي: العشرات، وفي بعض النسخ:(يعدها)، (بيده) أي: بأصابعها أو بأناملها أو بعقدها. انتهى.

(فذلك) كما في "أبي داوود" أي: فذلك المذكور من التسبيح والتحميد والتكبير عشرًا عشرًا دبر كل صلاة من الصلوات الخمس. انتهى "عون"، وفي رواية الترمذي:(قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم: (فتلك) أي: العشرات الثلاث دبر كل صلاة من الصلوات الخمس.

(خمسون ومئة) أي: في كل يوم وليلة حاصلة من ضرب ثلاثين في خمسة؛ أي: مئة وخمسون حسنة (باللسان) أي: بمقتضى نطقه في العدد (وألف وخمس مئة في الميزان) لأن كل حسنة بعشر أمثالها على أقل مراتب المضاعفة الموعودة في الكتاب والسنة؛ لقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (1).

(و) ثانيتهما: ما ذكره بقوله إنه؛ أي: إن الرجل المسلم (إذا أوى) ورجع وانضم (إلى فراشه) وأخذ مضجعه للنوم .. (سبح) ثلاثًا وثلاثين، (وحمد)

(1) سورة الأنعام: (160).

ص: 162

وَكَبَّرَ مِئَةً، فَتِلْكَ مِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِئَةِ سَيِّئَةٍ؟ ! قَالُوا: وَكَيْفَ لَا يُحْصِيهِمَا؟

===

ثلاثًا وثلاثين، (وكبر) أربعًا وثلاثين، وتكون مرات ذكره من كل منها (مئة) من المرات، وفي رواية أبي داوود:(ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويسبح ثلاثًا وثلاثين، فذلك مئة باللسان)، (فتلك) المئة من أنواع الذكر (مئة) حسنة (باللسان) أي: بمقتضى نطق اللسان (وألف) حسنة (في الميزان) بمقتضى المضاعفة الموعودة في الكتاب والسنة.

والفاء في قوله: (فأيكم يعمل في اليوم) والليلة، كما في رواية الترمذي (ألفين وخمس مئة سيئة؟ ! ) رابطة لجواب شرط محذوف، وفي الاستفهام نوع إنكار؛ تقديره: إذا حافظ العبد المسلم على الخصلتين، وحصل له ألفان وخمس مئة حسنة في يوم وليلة .. فيعفى عنه بعدد كل حسنة سيئة، كما قال تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (1)، فأيكم يأتي بأكثر من هذا العدد من السيئات في يومه وليلته حتى لا يصير معفوًا عنه، فما لكم لا تأتون بهما ولا تحصونهما؟ ! (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (وكيف لا يحصيهما؟ ! ) أي: وكيف لا يحصي الرجل المسلم الخصلتين المشتملتين على الحسان المذكورة ولا يواظب عليهما ولا يحافظ عليهما؛ أي: بل يحافظ عليهما ويداوم عليهما، وفي رواية الترمذي:(وكيف لا نحصيها؟ ! ) أي: لا نحصي ولا نواظب على المذكورات من الحسنات المذكورة في الخصلتين، بل نواظب ونحافظ عليها.

قال الطيبي: أي كيف لا نحصي المذكورات في الخصلتين، وأي شيء يصرفنا عن المواظبة عليها؟ ! فهو استبعاد لإهمالهم في الإحصاء وتساهلهم في

(1) سورة هود: (114).

ص: 163

قَالَ: "يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا؛ حَتَّى يَنْفَكَّ الْعَبْدُ لَا يَعْقِلُ، وَيَأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلَا يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ".

===

المواظبة عليها، فرد استبعادهم بأن الشيطان يوسوس له في الصلاة حتى يغفل عن الذكر عقيبها، وينومه عند الاضطجاع كذلك، وهذا معنى قوله:(قال) النبي صلى الله عليه وسلم في رد استبعادهم عدم الإحصاء؛ أي: لا تبتعدوا عدم مواظبته على الخصلتين؛ فإنه (يأتي أحدكم) مفعول مقدم (الشيطان) فاعل مؤخر؛ أي: فإن الشيطان يأتي أحدكم (وهو) أي: والحال أن أحدكم (في الصلاة) أي: في صلاته، (فيقول) الشيطان له في صلاته، أو يوسوس له، أو يلقي في خاطره:(اذكر كذا وكذا) من الأشغال الدنيوية والأحوال النفسية الشهوية أو ما لا تعلق لها بالصلاة، ولو من الأمور الأخروية، فيشغله صن صلاته؛ (حتى ينفك العبد) ويفرغ عن صلاته وهو (لا يعقل) ولا يدري كم صلى من عدد ركعات صلاته فضلًا عن الأذكار في دبرها، (ويأتيه) ويأتي الشيطان الرجل المسلم (وهو) أي: والحال أن الرجل المسلم (في مضجعه) أي: في مرقده ومفرشه، (فلا يزال) الشيطان (ينومه) أي: يلقي عليه النوم (حتى ينام) وهو لم يأت بالأذكار المشروعة عند النوم، وفيما ذكر إيماء إلى أنه إذا كان يغلبه الشيطان عن الحضور المطلوب المؤكد في صلاته، فكيف لا يغلبه ولا يمنعه عن الأذكار المعدودة من السنن في حال انصرافه عن طاعته. انتهى من "التحفة".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب التسبيح عند النوم، رقم (5065)، والترمذي في كتاب الدعوات، باب (25)، رقم (3410)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص/241 - 243)، باب التسبيح والتحميد والتكبير عند النوم،

ص: 164

(58)

- 907 - (4) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

===

باب من آوى إلى فراشه فلم يذكر الله تعالى، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 337).

قال السندي: قوله: (لا يحصيهما) أي: لا يحافظ عليهما على الدوام، (فأيكم يعمل) أي: أنها تدفع هذا العدد من السيئات، وإن لم تكن له سيئات بهذا العدد .. ترفع له بها درجات، وقلما يعمل الإنسان في اليوم والليلة هذا القدر من السيئات، فصاحب هذا الورد مع حصول مغفرة السيئات لا بد أن يحرز بهذا الورد فضيلة هذه الدرجات، والله أعلم.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عائشة بحديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(58)

-907 - (4)(حدثنا الحسين بن الحسن) بن حرب السلمي أبو عبد الله (المروزي) نزيل مكة، صدوق، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(ت ق).

(حدثنا سفيان بن عيينة، عَنْ بشر بن عاصم) بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(د ت ق). (عن أبيه) عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي، صدوق، من الثالثة. يروي عنه:(عم).

(عن أبي ذر) الغفاري جندب بن جنادة الربذي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

ص: 165

قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ ذَهَبَ أَهْلُ الْأَمْوَالِ وَالدُّثُورِ بِالْأَجْرِ؛ يَقُولُونَ كَمَا نَقُولُ، وَيُنْفِقُونَ وَلَا نُنْفِقُ، قَالَ لِي: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ .. أَدْرَكْتُمْ مَنْ قَبْلَكُمْ، وَفُتُّمْ مَنْ بَعْدَكُمْ؟ تَحْمَدُونَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ وَتُسَبِّحُونَهُ وَتُكَبِّرُونَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو ذر: (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم والقائل هو نفس أبي ذر، (وربما قال سفيان) بن عيينة؛ أي: أحيانًا يقول سفيان: قال أبو ذر: (قلت: يا رسول الله؛ ذهب) أي: سبق (أهل الأموال) الكثيرة والمواشي الوفيرة (و) أهل (الدثور) والنقود الكثيرة؛ أي: سبقوا غيرهم بالدرجات عند ربهم (بالأجر) أي: بأجر صدقاتهم وثوابها، وليس لنا مال ندركهم بصدقتها؛ هم (يقولون (الأذ كار (كما نقولـ) ـها، (وينفقون) أي: يصرفون فضائل أموالهم في سبيل الله، (ولا ننفق) نحن معاشر الفقراء الأموال؛ لعدم المال لنا ننفقه كما ينفقون فبأيِّ عمل ندركهم.

قال أبو ذر: فـ (قال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبه واستمع لما أقول لكم (أخبركم) معاشر الفقراء (بأمر) من أمور الخير وفضائل الأعمال (إذا فعلتموه) أي: إذا فعلتم يا معشر الفقراء ذلك الأمر .. (أدركتم) أي: لحقتم (من) سبق (قبلكم) في المنازل والدرجات، قوله:(وفتم) بضم الفاء والتاء المشدودة ماض مسند إلى تاء المخاطبين، من الفوت؛ أي: سبقتم (من) تأخر (بعدكم؟ ) أي: لا يدرككم من سبقتم عليه بالفضل؛ وذلك الأمر أنكم (تحمدون الله في دبر كل صلاة) مكتوبة؛ أي: عقب الفراغ والسلام منها بلفظ الحمد لله، (وتسبحونه) تعالى بلفظ سبحان الله، (وتكبرونه) بلفظ الله أكبر؛ أي: تحمدونه (ثلاثًا وثلاثين،

ص: 166

وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ"، قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ.

(59)

-908 - (5) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ

===

و) تسبحونه (ثلاثًا وثلاثين) تسبيحة (و) تكبرونه (أربعًا وثلاثين) تكبيرة.

(قال سفيان) بن عيينة بالسند السابق: (لا أدري) ولا أعلم (أيتهن) مبتدأ؛ أي: أية الأذكار الثلاثة (أربع) وثلاثون خبر المبتدأ، والجملة الاسمية سادة مسد مفعولي أدري؛ أي: لا أدري هل هي التسبيح أو التكبير أو التحميد؟

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، رقم (807) ومسلم في كتاب الزكاة.

ودرجة الحديث أنه في أعلى الدرجات؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عائشة بحديث ثوبان رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(59)

- 908 - (5)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير -مصغرًا- السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا عبد الحميد بن حبيب) بن أبي العشرين الدمشقي، أبو سعيد كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره، صدوق ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديث، من التاسعة. يروي عنه:(ت ق).

(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثقة فقيه، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 167

ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ .. اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ

===

(ح وحدثنا عبد الرَّحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم أبو سعيد (الدمشقي) لقبه دحيم - مصغرًا - ابن اليتيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).

(قال) عبد الرَّحمن: (حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي، الدمشقي، ثقة، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(قال) الوليد: (حدثنا الأوزاعي، حدثني شداد) بن عبد الله القرشي (أبو عمار) الدمشقي، ثقة يرسل، من الرابعة. يروي عنه:(م عم).

(حدثنا أبو أسماء الرحبي) -بفتحتين- عمرو بن مرثد الدمشقي، ثقة، من الثالثة، مات في خلافة عبد الملك. يروي عنه:(م عم).

(حدثني ثوبان) الهاشمي مولاهم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله الشامي رضي الله تعالى عنه.

وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف) وفرغ (من صلاته) وسلم منها (استغفر) أي: قال: أستغفر الله، أستغفر الله (ثلاث مرات، ثم) بعد استغفاره ثلاث مرات (يقول: اللهم؛ أنت السلام) أي: السليم من كلّ النقائص والمعايب في ذاته وصفاته وأفعاله، (ومنك) لا من غيرك يصدر لنا

ص: 168

السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".

===

(السلام) أي: السلامة من الضرر والآفات، (تباركت) أي: تزايد برك وخيرك وإحسانك لعبادك مرّة بعد مرّة وكرات بعد كرات (يا ذا الجلال) والعظمة الكاملة التي لا يلحقها نقص ولا زوال، (و) يا ذا (الإكرام) والإنعام والإحسان الدائم إلى عباده الذي لا ينقطع أبدًا في الدنيا والآخرة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته، رقم (135)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم (1513) بنحوه، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سلم من الصلاة (300)، والنسائي في كتاب السهو، باب الاستغفار بعد التسليم، رقم (1338).

فدرجة الحديث: أنه صحيح لذاته، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي منها للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 169