الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33) - (250) - بَابٌ: مَنْ أَمَّ قَوْمًا. . فَلْيُخَفِّفْ
(115)
- 964 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ لِمَا يُطِيلُ بِنَا فِيهَا
===
(33)
- (250) - (باب: من أمّ قومًا. . فليخفف)
(115)
- 964 - (1)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي.
(حدثنا أبي) عبد الله بن نمير.
(حدثنا إسماعيل) بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن قيس) بن أبي حازم البجلي أبي عبد الله الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات بعد التسعين أو قبلها، وقد تغير. يروي عنه:(ع).
(عن أبي مسعود) الأنصاري عقبة بن عمرو البدري رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) أبو مسعود: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل) لم يسم، وليس هو حزم بن أبي بن كعب؛ أي: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، (فقال) له:(يا رسول الله؛ إني لأتأخر في صلاة الغداة) أي: عن إدراكها مع الإمام؛ يريد: أنه ترك حضور الجماعة وتأخر عنها. انتهى "سندي" أي: لا أحضرها مع الجماعة (من أجل فلان) معاذ بن جبل، أو أبي بن كعب (لما يطيل بنا فيها) أي: من أجل تطويله الصلاة، وفيه جواز التأخر عن صلاة الجماعة إذا
قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ؛
===
علم من عادة الإمام التطويل الكثير، وفيه جواز ذكر الإنسان بهذا ونحوه في معرض الشكوى والاستفتاء.
وقوله: (من أجل فلان)(من) تعليلية متعلقة بأتأخر، وقوله:(لما يطيل بنا) بدل منها، و (ما) مصدرية، وخص الغداة بالذكر؛ لتطويل القراءة فيها غالبًا، (قال) أبو مسعود:(فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط) ظرف مستغرق لما مضى من الزمان ملازم للنفي متعلق برأيت؛ أي: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما مضى من الزمان (في موعظة) يعظ بها الناس (أشد غضبًا) أي: غضب غضبًا أشد (منه) أي: من غضبه (يومئذ) أي: يوم إذ أخبر بذلك التطويل؛ للتقصير في تعلم ما ينبغي تعلمه، أو لإرادة الاهتمام بما يلقيه عليه الصلاة والسلام لأصحابه؛ ليكونوا من سماعه على بال؛ أو لئلا يعود من فعل ذلك إلى مثله، وفيه الغضب لما ينكر من أمور الدين والغضب في الموعظة، "فقال" كما في رواية مسلم، وفي رواية البخاري:"ثم قال" رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس) الذين يصلون بالناس (إن منكم منفرين) بصيغة الجمع؛ أي: صادين مشردين لمريد الجماعة عن جماعة الصلاة بتطويلها.
(فأيكم) أي: فأي واحد منكم (ما) زائدة (صلى بالناس) أي: صار إماما للناس. . (فليوجز) الصلاة -بضم الياء التحتانية وكسر الجيم- من أوجز الرباعي لا غير، كما يوهمه تشكيل المتن؛ لأنه ليس من التجويز، بل هو من الإيجاز وهو جواب الشرط؛ أي: فليخفف الصلاة بحيث لا يخل بشيء من
فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ".
===
الواجبات، وهذا حكم منه في حال غضبه لحق الله، فلا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يقض القاضي وهو غضبان" رواه أحمد والبخاري من حديث أبي بكرة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم، بخلاف غيره. انتهى "قرطبي".
والفاء في قوله: (فإن) تعليلية (فيهم) أي: في الناس الذين يصلون وراءه مقتديًا (الضعيف) أي: المريض، أو ضعيف الطبيعة، (والكبير) أي: كبير السن الذي لا يقدر تطويل القيام، (وذا الحاجة) أي: صاحبها المستعجل لها، وجاء في رواية:(فليتجوز)، وفي رواية أخرى:(فليخفف) والكل بمعنىً؛ والمراد: بالتخفيف عدم تطويل القراءة، ولا يخل بشيء من الواجبات، كما سيأتي في حديث أنس: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجز في الصلاة ويتم، وكان من أخف الناس صلاة في تمام، وما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "فإن فيهم الضعيف والكبير. . ." إلى آخره تعليل للأمر المذكور، ومقتضاه: أنه متى لم يكن فيهم من يتصف بصفة من المذكورات، أو كانوا محصورين ورضوا بالتطويل. . لم يضر التطويل؛ لانتفاء العلة، وقول ابن عبد البر: إن العلة الموجبة للتخفيف عندي غير مأمونة؛ لأن الإمام وإن علم قوة من خلفه، فإنه لا يدري ما يحدث بهم من حادث شغل وعارض من حاجة وآفة من حدث بول أو غيره. . تعقب بأن الاحتمال الذي لم يقم عليه دليل لا يترتب عليه حكم، فإن انحصر المأمومون ورضوا بالتطويل. . لا يؤمر إمامهم بالتخفيف لعارض لا دليل عليه، وحديث أبي قتادة أنه صلى الله عليه وسلم قال:"إني لأقوم في الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهة أن أشق على أمه". . يدل على إرادته صلى الله عليه وسلم أولًا
(116)
- 965 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
===
التطويل فيدل على الجواز، وإنما تركه لدليل قام على تضرر بعض المأمومين؛ وهو بكاء الصبي الذي يشغل خاطر أمه. انتهى "قسطلاني".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب العلم، باب الغضب في الموعظة والتعليم الحديث، رقم (90)، وفي كتاب الأذان وفي مواضع كثيرة، وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، رقم (182)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب إذا أمّ أحدكم الناس. . فليخفف، رقم (236)، عن أبي هريرة، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي ومالك وأحمد.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي مسعود بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(116)
- 965 - (2)(حدثنا أحمد بن عبدة) بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري، ثقة، رمي بالنصب، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(م عم).
(وحميد بن مسعدة) بن المبارك السامي -بالمهملة- أو الباهلي البصري، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م عم).
(قالا: حدثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوجِزُ وَيُتِمُّ الصَّلَاةَ.
(117)
- 966 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،
===
البصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار الثامنة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا عبد العزيز بن صهيب) البناني -بموحدة ونونين- البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجز) ويخفف (ويتم الصلاة) أي: يخفف الصلاة عند حدوث أمر يقتضيه؛ كبكاء الصبي، وقوله:(الصلاة) تنازع فيه الفعلان قبله، والمعنى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفف في الصلاة مع الجماعة فرضًا أو نفلًا إلا في الخسوف، ولكن يتمها بأركانها وسننها وآدابها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، في باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي مسعود بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(117)
- 966 - (3)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري.
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: صَلَّى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْأَنْصَارِيُّ بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَطَوَّلَ عَلَيْهِمْ، فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا فَصَلَّى، فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ. . دَخَلَ عَلَى
===
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري.
(عن أبي الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي.
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري المدني، رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) جابر: (صلى معاذ بن جبل الأنصاري بأصحابه) أي: بقومه بني سلمة (صلاة العشاء، فطول عليهم) الصلاة، وفي رواية مسلم:(فافتتح) أي: ابتدأ في الركعة الأولى بقراءة سورة البقرة، (فانصرف رجل) أي: ذهب رجل (منا) أي: من الأنصار، (فصلى) وحده، فسلم وذهب، اسمه حازم أو حزم أو حزام على ما ذكر في "أسد الغابة"، قال ابن حجر: أي: قطع صلاته، لا أنه قصد قطعها بالسلام كما يفعله بعض العوام؛ لأن محل السلام آخرها، فلا يجوز تقديمه على محله، وإنما يفعله الخواص من العلماء؛ تبعًا لما فعله ذلك الصحابي رضي الله تعالى عنه، وإن اختلفوا في أن مريد القطع هل يسلم قائمًا بتسليمة واحدة أو تسليمتين أو يعود إلى القعدة ثم يسلم؟ فالتسليم بما ورد أسلم، والله أعلم.
أي: فانحرف رجل من قومه بني سلمة من الصف، فسلم سلام القطع لصلاته، لا سلام الفراغ من الصلاة، ثم أحرم بالصلاة، فصلى وحده، وسلم سلام الفراغ من صلاته، وانصرف أي: ذهب وانطلق إلى جهة حاجته، والقوم في الصلاة، (فأخبر معاذ عنه) أي: عن فعل ذلك الرجل، (فقال) معاذ:(إنه منافق، فلما بلغ ذلك الرجل) قول معاذ فيه. . (دخل) الرجل (على
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ لَهُ مُعَاذٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا مُعَاذُ؟ ! إِذَا صَلَّيْتَ بِالنَّاسِ. . فَاقْرَأْ بِـ (الشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، وَ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، وَ (اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)، وَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ".
===
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره) صلى الله عليه وسلم (ما قال له معاذ) أي: إنه منافق، (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ:(أتريد أن تكون فتانًا) للناس ومنفرًا لهم عن الدين؟ ! أي: موقعًا للناس في الفتنة والمعصية بترك الجماعة، ذكر ملا علي: أن الفتنة صرف الناس عن الدين وحملهم على الضلالة؛ وهي ترك الجماعة.
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ؛ إذا صليت بالناس. . فاقرأ بـ "الشمس وضحاها"، و"سبح اسم ربك الأعلى"، و"الليل إذا يغشى"، و"اقرأ باسم ربك") أي: اقرأ بهم هذه السور، وهذا كناية عن أوساط المفصل؛ كما في بعض الروايات، وقصار المفصل من الضحى إلى آخر القرآن، وأوساطه من النبأ إلى والضحى، وطواله من الحجرات إلى النبأ، زاد في رواية البخاري:"فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة"، وفي الحديث الإنكار على من ارتكب ما ينهى عنه وإن كان مكروها، وفيه جواز الاكتفاء في التعزير بالكلام، وفيه الأمر بتخفيف الصلاة، والتعزير على إطالتها إذا لم يرض المأمومون. انتهى "نووي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة، رقم (701) دون ذكر أسماء السور، ومسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، رقم (178)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في التخفيف، رقم (790)، والنسائي في
(118)
- 967 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
===
"الصغرى" والبغوي في "شرح السنة"، وأحمد في "مسنده"، وابن خزيمة في "صحيحه".
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي مسعود بحديث عثمان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(118)
- 967 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم المعروف بـ (ابن علية) الأسدي مولاهم أبو بشر البصري، ثقة حافظ، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ) وهو ابن ثلاث وثمانين. يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم أبي بكر المدني، نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يدلس، رمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن سعيد بن أبي هند) الفزاري مولاهم، ثقة، من الثالثة، أرسل عن أبي موسى، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن مطرف) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الطاء المكسورة (ابن عبد الله بن الشخير) - بكسر الشين المعجمة وتشديد الخاء المعجمة المكسورة بعدها
قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ: كَانَ آخِرَ مَا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَمَّرَنِي عَلَى الطَّائِفِ قَالَ لِي: "يَا عُثْمَانُ؛ تَجَاوَزْ فِي الصَّلَاةِ وَأقْدُرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ وَالسَّقِيمَ وَالْبَعِيدَ وَذَا الْحَاجَةِ".
===
تحتانية ساكنة ثم راء- العامري الحرشي -بمهملتين مفتوحتين ثم معجمة- أبي عبد الله البصري، ثقة عابد فاضل، من الثانية، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).
(قال: سمعت عثمان بن أبي العاص) بن بشر الثقفي الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه، أبا عبد الله البصري، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف، مات في خلافة معاوية في البصرة. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(يقول: كان آخر ما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم وأوصاه إليَّ (حين أمَّرني) وجعلني أميرًا (على الطائف) أن (قال لي: يا عثمان؛ تجاوز) أي: خفف (في الصلاة) إذا أممت الناس، (واقدُر الناس) بضم الدال وكسرها (بأضعفهم) أي: واجعل كل الناس قويهم وضعيفهم في قدر الأضعف منهم، واحسب كلهم ضعفاء، وعاملهم معاملة الضعفاء في تخفيف الصلاة بهم، واجعلهم كأنهم ليس فيهم قوي؛ وإنما قلت لك ذلك (فإن فيهم) أي: لأن فيهم (الكبير) الضعيف؛ أي: ضعيف الطبيعة، وضعيف الخلقة (والصغير) الذي لا يقدر طول الصلاة (والسقيم) أي: المريض (والبعيد) أي: بعيد الدار من المسجد؛ يريد: استعجال الرجوع إلى منزله (وذا الحاجة) أي: صاحب الحاجة دينية أو دنيوية المستعجل لقضائها.
(118)
- 967 - (م) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ،
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة (44)، باب أمر الأئمة بالتخفيف في تمام، رقم (187)، وأبو داوود، والترمذي.
فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي مسعود الأنصاري.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنه، فقال:
(118)
- 967 - (م)(حدثنا علي بن إسماعيل) هذا الراوي زيادة وتحريف من النساخ، ليس في كتب الرجال من اسمه علي بن إسماعيل، ولعل هذا الخبر من زيادات أبي الحسن بن القطان تلميذ المصنف، وإلا فالصواب إسقاطه، والصواب أن يقال: قال الحافظ ابن ماجه.
(حدثنا عمرو بن علي) بن بحر -مكبرًا- ابن كنيز -مصغرًا- الباهلي، أبو حفص البصري الصيرفي الفلاس، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة تسع وأربعين ومئتين (249 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا يحيى) بن سعيد بن فروخ التميمي البصري القطان، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا شعبة) بن الحجاج، ثقة إمام الأئمة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عمرو بن مرة) بن عبد الله بن طارق الجملي المرادي أبو عبد الله
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: حَدَّثَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ أَنَّ آخِرَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَمَمْتَ قَوْمًا. . فَأَخِفَّ بِهِمْ".
===
الكوفي الأعمى، ثقة عابد كان يدلس، من الخامسة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني أحد العلماء الأثبات والفقهاء الكبار، من كبار الثانية، اتفقوا على أن مراسيله أصح المراسيل، مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين. يروي عنه:(ع).
(قال) سعيد بن المسيب: (حدث) لنا (عثمان بن أبي العاص) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة، غرضه بسوقه: بيان متابعة سعيد بن المسيب لمطرف بن الشخير.
(أن آخر ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استعملني على الطائف: (إذا أممت قومًا) أي: صرت إمامًا لهم. . (فأخف بهم) أي: خفف الصلاة بهم ولا تطولها عليهم؛ مراعاة لحقوقهم ومصلحتهم.
وهذا الحديث ذكره للمتابعة متنًا وسندًا، كما ذكره مسلم للمتابعة، والله أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والخامس للمتابعة، والباقي للاستشهاد، وكلها أحاديث صحيحة.
والله سبحانه وتعالى أعلم