الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسِبَطْر للطويل الممتد1، في الصفات.
وزاد الأخفش سادسا هو فُعْلَل2 -بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى-نحو: جُخْدَب- لنوع من الجراد وللجمل3 الضخم، وقيل لدابة كالحِرباء4. فإنه يرويه بفتح الدال. وسيبويه لا يرويه إلا بضمها5 وكذا يروي الفراء6 في: بُرْقَع وطُحْلَب وجُؤْذَر بفتح الثالث7 فيها، وإن كان الأجود فيها "عند الفراء"8 ضمها9.
1 الطويل الممتد من "هـ". وفي الأصل، ق: لطويل ممتد.
2 قاله عبد القاهر في المفتاح "ص33" وذكر أن الذي حكاه الأخفش من هذا الوزن جُنْدَب: وفي شرح التصريف "2/ 356""وزاد الأخفش والكوفيون هذا الوزن". وذكره سيبويه أيضا ومثل له من الأسماء بـ"عُنْدَد وسُرْدَد وعُنْبَب، ومن الصفات بـ"قُعْدَد ودخلل "ينظر الكتاب: 4/ 277". وينظر ما بين البصريين والكوفيين من خلاف حول هذا الباب في المنصف "1/ 24-28". وذكر أبو علي الفارسي هذا البناء ومثل له بلفظة واحدة وهي بُرْقَع. "التكملة 229".
3 في الأصل: والجمل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 وقيل: الجُخْدَب: الضخم الغليظ من الرجال والجمال. "ينظر اللسان "جخدب": 1/ 555".
5 ينظر الكتاب: 2/ 94.
6 ينظر ترجمة الفراء في: طبقات النحويين واللغويين: 131-133. ومراتب النحويين: 139، ومعجم الأدباء: 7/ 276، والشذرات 2/ 19.
7 في الأصل "اللام" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 "عند الفراء": إضافة من "هـ".
9 هذه اللغة حكاها ابن منظور في "اللسان "برقع": 1/ 264، 265.
ويدل على صحة المثال السادس وجهان: أحدهما: رواية الأخفش والفراء، وهما ثقة والثاني: أنه جاء عُنْدَد، قال أبو زيد1: ما لي عنه عُنْدَد وعُنْدُد، أي: بُدّ2. والدال الثانية فيه3 للإلحاق، بدليل فك الإدغام؛ فلو لم يكن للإلحاق لقيل عُنَدّ4. وإذا كان للإلحاق علمنا أن هذا المثال موجود في الراباعي ليلحق به؛ لأن الإلحاق يستدعي مثالا يلحق به5.
وأما نحو جُنَدِل6، وعُلَبِط للضخم7، وهُدَبِد -للبن الخاثر8- فلا يعتد به، لكونه نادرا وللعلم -بالاسقراء9 في10 كلامهم- بأنه لا يجتمع أربع حركات متواليات11 في كلمة واحدة؛ فتوالي الحركات الأربع المتوالية حملهم على أن حكموا فيها بأنها محذوفات من "جَنادِل
1 هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن العتيك بن حرام بن محمود بن رفاعة بن بشر بن الضيف بن الأحمر بن القيطوم بن عارم بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري: نحوي لغوي بصري. له كتب كثيرة ونوادر في اللغة مشهورة. توفي "215هـ" خمس عشرة ومائتين عن أربع وتسعين سنة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 165، 166".
2 حكاه ابن فارس في المجمل "عند": 633.
3 في "هـ": منه.
4 في الأصل: عندد. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في الأصل: ليلتحق. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 الجندل: الجنادل. وقيل: المكان الغليظ فيه حجارة. "اللسان: جندل 1/ 699".
7 وقيل: العُلَبِط القطيع من الغنم "اللسان: علبط: 4/ 3064، 3065".
8 وقيل: الهُدَبِد: الصمغ الذي يسيل من الشجر أسود "السابق: هدبد" 6/ 4630.
9 في "ق": باستقراء. وكذا في "هـ".
10 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
11 في "هـ": متوالية.
وعُلابِط1 وهُدابِد". ولا يمكن أن يقال: جخدَب -بفتح الدال- محذوف من جُخادب لسكون الخاء من جُخْدب، ولو كان محذوفا منه لقيل: جخَدب، يفتح الخاء.
اعلم أن القسمة تقتضي أن يكون للرباعي ثمانية وأربعون2 مثالا؛ لأن الفاء لا تحتمل إلا الحركات الثلاث، والعين تحتمل الحركات الثلاث والسكون. ومضروب الثلاثة في الأربعة اثنا عشرة "10" واللام الأولى تحتمل الحركات الثلاث والسكون ومضروب الاثني عشر في الأربعة ثمانية وأربعون3، إلا أنه يمتنع منها ثلاثة4 أمثلة. فتح الفاء مع سكون العين واللام، وضمها مع سكونها، وكسرها مع سكونهما والبواقي منها غير الخمس5 أو الست غير مستعمل، لاستثقال الرباعي وللاستغناء بغيرها6 عنها.
1 قال ابن دريد: "علابط: الضخم العريض المنكبين". "الجمهرة: 3/ 393".
2 في الأصل: وأربعين، خطأ. والصواب ما أثبتناه من ق، هـ.
3 في الأصل: وأربعين، خطأ، والصواب ما أثبتناه من ق، هـ.
4 في الأصل: ثلاث. وما أثبتناه من ق، هـ.
5 في "ق": "و".
6 في الأصل: بغيرهما. والصواب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
[أبنية الخماسي] :
قوله: "وللخماسي أربعة: سَفَرْجَل وقِرْطَعْب وجَحْمَرِش وقُذَعْمِل، وللمزيد فيه أبنية كثيرة، ولم يجئ في الخماسي إلا عَضْرَفُرط وخُزَعْبِيل وقِرْطَبُوس وقَبَعْثَرَى وخَنْدَرِبس، على الأكثر"1.
اعلم أن للخماسي أربعة أمثلة:
- "أحدهما"2: فَعَلّل -بفتح الفاء والعين وسكون اللام الأولى وفتح اللام الثانية- نحو "سفرجل" في الأسماء، و" هَمَرْجَل" لواسع الخطو، في الصفات3.
- والثاني: فِعْلَلّ4 -بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى وسكون اللام الثانية نحو: قِرْطَعْب، للخرقة- في
1 في الأصل: "وللخماسي أربعة
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وللخماسي". والعبارة من "ق".
2 أحدها: إضافة من "ق"، "هـ".
3 في "ق": وهَمَرْجَل في الصفات: وهو واسع الخطو. وقيل: الهَمَرْجَل: الجمل الضخم. حكاه صاحب اللسان عن ابن الأعرابي "ينظر: همرجل 6/ 4698".
وقال ابن دريد في الجمهرة "3/ 369": "الهمرجل: الخفيف السريع من كل شيء.
4 في النسخ الثلاث: فعللل: والصحيح ما أثبتناه.
المجمل1، أو لشيء حقير2، في الأسماء، وجِرْدَحْل للإبل: الضخم3 في الصفات.
- والثالث: فَعْلَلِل -بفتح الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى وكسر اللام الثانية- نحو قَهْبَلِس، للأفعوان العظيم والرجل المسن4 وجَحْمَرِش، للمرأة المسنة، وللأفعى العظيمة5 وقال أبو العباس6: لا يكون فَعْلَلِل إلا صفة7. وجعل بعضهم القَهْبَلِس من الأسماء8. ولم أعرف معناه
1 مادة "قرطعب": 5/ 763.
2 ينظر اللسان "قرطعب": 5/ 3593.
3 وفي اللسان "جِرْدَحْل" 1/ 590: "وذكر عن المازني أن الجِرْدَحْل الوادي، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة".
4 وقيل: القَهْبَلِس: الضخمة من النساء. "ينظر اللسان، "قهبلس" 5/ 3763".
5 وقيل: الجحمرش من النساء: الثقيلة السمجة: وقيل: الأرنب الضخمة "ينظر اللسان "جحمرش": 1/ 553، 554".
6 أي: المبرد. راجع ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 101-110.
7 جاء في المقتضب: 1/ 68، عن هذا البناء الخماسي، ما نصه:"ويكون على "فَعْلَلِل" نعتا. وذلك قولهم: عجوز جحمرش، وكلب نَخْوَرِش". ولم ينفرد المبرد بهذا القول، وإنما تبع سيبويه؛ لأن سيبويه يقول في كتابه "4/ 302" -عن أبنية الخماسي:"ويكون على مثال "فَعْلَلِل" في الصفة، وقالوا: قهبلس وجحمرش وصهصلق. ولا نعلمه جاء اسما".
8 وهو أبو عثمان المازني، إذ ذكر في تصريفه أن أوزان الخماسي المجرد الخمسة تكون أسماء وصفات. وقال ابن جني في شرحه عن بناء "فَعْلَلِل":"وفعللل: ذكر أبو عثمان أنه يكون اسما وصفة؛ لأنه قال قبيل: وتكون هذه الخمسة أسماء وصفات، وذكر أبو العباس أنه إنما جاء هذا المثال في النعت نحو "جحمرش ونخورش". ونخورش ليس عندي من بنات الخمسة؛ لأن فيه واوا، والواو لا تكون أصلا في ذوات الخمسة: ومثل "جحمرش" عندي "صهصلق وقهبلس وقنفرش". المنصف: 1/ 30، 31.
بمعنى1 الاسم.
- والرابع: فُعَلِّل -بضم الفاء، وفتح2 العين وسكون اللام الأولى وكسر اللام الثانية- نحو:"قُذَعْمِل" في الأسماء ولشيء يقال: "ما له قُذَعْمِل"، أي: ليس له شيء، وقيل: لضخم من الإبل3، و"خُبَعْثِن" للشديد، في الصفات4.
وقد ذكر ابن السراج5 مثالا خامسا وهو: "هُنَدْلِع" لبقلة6. وفيه نظر؛
1 في "هـ": بحسب.
2 لفظة "فتح" ساقطة من "هـ".
3 وهذا ما ذكره صاحب اللسان "قذعمل". وهذا يعني أن "قُذَعْمِل" تكون اسما وتكون صفة كذلك. وذكر سيبويه أن القذعمل صفة، القذعملة اسم "الكتاب: 4/ 302 ولكن المبرد عده صفة لا غير "المقتضب: 1/ 68". وذكر ابن جني أنها تكون اسما وتكون صفة "المنصف: 1/ 31، 3/ 5".
4 ذكر ذلك سيبويه في الكتاب "4/ 302" والمبرد في المقتضب "1/ 68"، وابن جني في المنصف "ا/ 31" وينظر كذلك اللسان "خبعثن" 2/ 1095.
5 ابن السراج: هو أبو بكر محمد بن السَّري السراج: نحوي بصري وأديب شاعر، له كتب في النحو مفيدة، منها: كتاب أصول النحو، وكتاب في مختصر النحو اختصر فيه أصول العربية وجمع مقاييسها. توفي سنة 316هـ. "هذه الترجمة منقولة من: طبقات النحويين واللغويين: 112 - بتصرف".
6 قال ابن السراج في الأصول "3/ 186": "وأما هُنْدَلِع فلم يذكره سيبويه". وقالوا هي بقلة. "ينظر التكملة للفارسي: 230، والمنصف 1/ 31". وقد حكى عبد القاهر بناء آخر وهو "فُعَلَّل" مثل هُمَيْسَع "المفتاح: 34".
لاحتمال أن يكون رباعيا ونونه زائدة ووزنه فُنْعَلِل1.
اعلم أن القسمة تقتضي أن يكون للخماسي مائة واثنان وتسعون مثالا؛ لأن الفاء لا تحتمل إلا الحركات الثلاث، لامتناع الابتداء بالساكن والعين تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الثلاثة في الأربعة اثنا عشر، واللام الأولى تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الاثنى عشر في الأربعة ثمانية وأربعون، واللام الثانية تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الثمانية والأربعين في الأربعة مائة واثنان وتسعون2. إلا أن بعضها ممتنع وبعضها غير مستعمل إلا الأربعة المذكورة.
اعلم أن للثلاثي3 والرباعي المزيد فيهما أمثلة كثيرة تعرف4 في باب زيادة الحروف وللخماسي المزيد خمسة أبنية لا أكثر5،
1 ينظر شرح الرضي على الشافية: 1/ 49.
2 وقال الرضي: "وكان حقُّ أبنية الخماسي أن تكون مائةً واحد وسبعين، وذلك بأن تضرب أربع حالات اللام الثمانية في الثمانية والأربعين المذكورة -أي: عدد أبنية الرباعي- فيكون مائة واثنين وتسعين، يسقط منها أحد وعشرون؛ وذلك لأنه يسقط بامتناع سكون العين واللام الأولى فقط تسع حالات الفاء واللام الثانية وتسقط بامتناع اللام الأولى والثانية فقط، تسع حالات الفاء والعين وتسقط بامتناع سكون العين واللامين معاً ثلاث حالات الفاء يبقى مائة وواحد وسبعون بناء""شرح الشافية: 1/ 47، 48".
3 في الأصل، هـ: الثلاثي.
4 في "ق"، "هـ": يعرف.
5 في "ق"، "هـ": على أكثر.
وهي: عَضْرَفُرط -لذكر العِظاء1 في المجمل2، وقال ابن جني في غريب تصريف المازني إنه: "العِظاية الضخمة العريضة3، وخُزَعْبِيل للباطل4، وقَرْطَبُوس للداهية5، أو ناقة شديدة أو عظيمة6، وقَبَعْثَرَى7 لفصيل مهزول وقيل لجمل ضخم8، وخَنْدَرِيس9 للخمر القديمة10.
1 في "هـ" زيادة، لعلها شرح من الناسخ، هو:"والعظاء ممدود جمع عظاة وعظاية وهي دويبة أكبر من الوزغة".
2 قال ابن فارس "ت 395 هـ" العضرفرط: ذكر العظاة "الجمل: عضرفوط: 678. وقال ابن دريد "ت 321 هـ": "عضرفوط ذكر العظاء "الجمهرة: 3/ 407" وحكى ذلك ابن جني "ت 392هـ" في أحد قوليه "ينظر المنصف: 3/ 12".
3 المنصف: 3/ 12. وفي "هـ": العظيمة" بدلا من "العريضة". وهي متفقة مع واحدة من نسخ المنصف الخطية، هي النسخة المحفوظة في معهد إحياء المخطوطات العربية بالقاهرة برقم "12" صرف.
4 قاله من اللسان خزعبل 2/ 1150، ومثل به سيبويه "الكتاب 4/ 303".
5 في الأصل، هـ: لداهية.
6 جاء في اللسان "قرطبس 5/ 3592" القَرْطَبُوس: الداهية، بفتح القاف. والقرطبوس، بكسرها: الناقة العظيمة الشديدة، مثل بهما سيبويه وفسرها السيرافي". ا. هـ. وقد مثل بهما سيبويه في الكتاب "4/ 303".
7 وقد مثل به سيبويه في الكتاب: 2/ 303.
8 قال ابن جني في المنصف: "3/ 12": "قَبَعْثَرى: جمل غليظ شديد. أخبرني ابن مقسم عن ثعلب، قال: القبعثرى: الجمل الضخم، والأنثى القَبَعْثَراة".
9 مثل به سيبويه في كتابه "2/ 303".
10 قاله صاحب اللسان "خندريس: 2/ 1273". وقال ابن دريد في الجمهرة "3/ 401": خندريس اسم من أسماء الخمر وأظنة معربا.
وإنما قال "على الأكثر" لأن أكثر الناس على أن النون أصلية؛ فوزنه فَعْلَلِيل1 وذهب الأقلون إلى أن النون زائدة؛ فوزنه فَنْعَلِيل؛ فعلى هذا يكون رباعيا لا خماسيا. والحق هو الأول؛ لأن الحرف إذا تردد بين أصلي وزائد فالأصل أن يكون أصليا2.
وقد عورض بأنه إذا ترددت الكلمة بين وزن -إذا فرض الحرف3 المحتمل للزيادة أصليا- وبين وزن آخر -إذا فرض ذلك الحرف فيه4 زائدا- ولم يكن مثال ذينك الوزنين5 "11" في أبنيتهم كان جعل ذلك الحرف زائدا أولى من جعله أصليا6.
وأجيب عنه: أما أولا: فبأنا لا نسلم أن جعله زائدا أولى على إطلاقه حينئذ، بل أولى فيما يكون أمثلة المزيد فيه كثيرة كما في الثلاثي والرباعي، لا فيما يكون أمثلة المزيد فيه قليلة، كما في الخماسي7.
1 وهو مذهب سيبويه وجمهور البصريين "ينظر الكتاب: 4/ 303".
2 وهذا تعليل البصريين. "ينظر شرح نقره كار على الشافية، ضمن مجموعة الشافية: 2/ 19".
3 الحرف من "هـ". وفي الأصل، ق: الوزن.
4 "فيه": ساقطة من "ق".
5 في "ق": الوزن، ولعله سهو من الناسخ رحمه الله.
6 وهذا الاعتراض أورده الرضي أيضا في شرحه على الشافية "ينظر: 1/ 50".
7 وهذا الجواب ذكره الرضي أيضا. "ينظر: شرح الشافية: 1/ 50" ثم أورد اعتراضا على المصنف، حيث قال:"ولو قال المصنف بدل "خندريس": "برقعيد" لا ستراح من قوله "على الأكثر"؛ لأنه "فَعْلَلِيل" بلا خلاف، إذ ليس فيه من حروف "اليوم تنساه" شيء غير الياء، ويمكن أن يكون إنما لم يذكره لما قيل إنه أعجمي، ولو ذكر غلطميسا وجعفليقا لم يرد شيء؛ لأن حرف الزيادة غير غالب زيادته في موضعه فيهما". "المصدر السابق: 1/ 50، 51".
وأما ثانيا فبأنه قد ثبت عَضْرَفُوط. وليس بين عَضْرَفُوط وخَنْدَرِس فرق إلا بالواو والباء وهما أخوان، فكما أن الضاد أصل في عضرفوط كذلك النون أصل في خَنْدَرِيس.
[أحوال الأبنية] :
قوله: "وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة؛ كالماضي والمضارع وَالأَْمْرِ وَاسْمِ الفاعل وَاسْمِ الْمَفْعُولِ وَالصِّفَةِ المُشَبَّهَةِ وَأَفْعَلِ التَّفْضِيلِ وَالْمَصْدَرِ وَاسْمَيِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالآلَةِ وَالْمُصَغَّرِ وَالْمَنْسُوبِ وَالْجَمْعِ وَالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَالابْتِدَاءِ وَالْوَقْفِ، وقدْ تَكُونُ لِلتَّوَسُّع كَالْمقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ وذِي الزِّيَادَةِ، وَقَدْ تَكُونُ لِلْمُجَانَسَةِ كَالإِْمَالَةِ، وَقَدْ تَكُونُ لِلاسْتِثْقَالِ كتخفيف الهمزة والإعلال والإبدال والإدغام والحذف"1.
اعلم أن وضع الأبنية المختلفة وأحوال الأبنية إما لمسّ الحاجة إليه أو2 لا لمس الحاجة إليه؛ فإن كان الأول، أي: لمس الحاجة إليه3 فأما وضع الأبنية فكوضع4 الماضي والمضارع
…
إلى قوله "والآلة" من المصادر، ووضع المصغَّر من المكبَّر والمنسوب من المنسوب إليه، والجمع من المفرد. عرف الانحصار فيما ذكره بالاستقراء.
وأما وضع أحوال الأبنية فكوضع أحوال التقاء الساكنين والوقف والابتداء؛ فإن الحاجة ماسة لوضع الأبنية والأحوال5 المذكورتين.
1 في الأصل: "وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وأحوال الأبنية..". وما ذكرناه من "ق".
2 في "هـ": "وإما" بدلا من "أو".
3 إليه: إضافة من "هـ".
4 في الأصل "كوضع". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "هـ": وأحوال.
وإن كان الثاني، وهو أن يكون وضع الأبنية وأحوالها لا1 لمس الحاجة إليه فالغرض منه إما2 التوسع في اللغة للوزن أو للروي3 أو التجنيس أو للمطابقة4، أو غيرها كالمقصور والممدود وذي الزيادة، أو لا لذلك بل للمجانسة، كالإمالة، أو لا لهما، بل لِلاسْتِثْقَالِ؛ كَتَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ وَالإِْعْلَالِ وَالإِْبْدَالِ وَالإِْدْغَامِ وَالْحَذْفِ، علم ذلك بالاستقراء.
وإنما قال: "أحوال الأبنية" ليتناول الأبنية وأحوالها، على ما مر في تعريف التصريف. وقد عرفت ما فيه ثمة5.
وإنما كان هذا القول منه إشارة إلى حصر أبواب التصريف فيما ذكره، وتسمية الأبنية وأحوالها التي يبحث في التصريف عنها بتلك الأبواب. [ثم يأتي] 6 المصنف بتلك الأبواب على الترتيب الذي ذكره ههنا7.
ولقائل أن يقول: جميع الأبنية والأحوال التي ذكرها تمس الحاجة
1 في "هـ": "ما" بدلا من "لا".
2 لفظة "أما": ساقطة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ":"أو الروي".
4 في "ق"، "هـ":"أو المطابقة".
5 في "هـ": "ثم".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 لفظة "ههنا" ساقطة من "هـ".
إلى وضعها، وإلا كان وضعها عبثا، وحينئذ لا يجوز قسمتها إلى ما تمس الحاجة إليه وإلى ما لا تمس الحاجة إليه، إلا أن مس الحاجة إلى البعض أكثر من البعض1؛ لأن2 الحاجة تنتهي3 إلى الضرورة والوجوب في البعض دون البعض4، 5.
1 في "ق"، "هـ":"بعض".
2 في "هـ": "أو أن" بدلا من "لأن".
3 في "هـ": "نتبين".
4 في "هـ": "بعض".
5 قال الرضي: "وفي جملة المقصور والممدود وذي الزيادة من باب التوسع مطلقاً نظر؛ لأن القصر والمد إنما صير إليهما في بعض المواضع بإعلال اقتضاه الاستثقال، كاسم المفعول المعتل اللام من غير الثلاثي المجرد، واسمي الزمان والمكان، والمصدر مما قياسه مَفْعَل ومُفْعَل، وسائر ما ذكره في المقصور، وكالمصادر المعتلة اللام من أفعل وفاعل وافتعل؛ كالإعطاء والرماء والاشتراء وسائر ما نذكره في الممدود، وربما صير إليهما للحاجة كمؤنث أفعل التفضيل، ومؤنث أفعل الصفة. وكذا ذو الزيادة: قد تكون زيادته للحاجة، كما في زيادات اسم فاعل واسم المفعول ومصادر ذي الزيادة ونحو ذلك، وكزيادات الإلحاق، وقد يكون بعضهما للتوسع في الكلام كما في سعيد وحمار وعصفور وكُنابِيل ونحو ذلك. ويجوز أن يقال في زيادة الإلحاق: إنها للتوسع في اللغة، حتى لو احتيج إلى أنه لا بد لكل زائد من معنى، ولا دليل على ما ادعى".
"شرح الشافية: 1/ 66، 67".
[أبنية الماضي المجرد الثلاثي] :
قوله: [الماضي للثلاثي المجرد ثلاثة أبنية: فَعَل وفَعِل وفَعُل "نَحْوَ: ضَرَبَهُ وَقَتَلَهُ وَجَلَسَ وَقَعَدَ وشرِبه ووَمِقَه وفَرِح ووَثِقَ وكَرُمَ1] .
وإنما كان للماضي الثلاثي المجرد ثلاثة أمثلة؛ لأن أول الماضي لا يكون إلا مفتوحا لامتناع الابتداء بالساكن واستثقال الضمة والكسرة عليه. ولا يشكل ببناء المفعول على ضم الفاء؛ لأنه للفرق بين بناء الفاعل وبناء المفعول. ولم يعكس الأمر؛ لأن بناء الفاعل أكثر من بناء المفعول؛ ولأن بناء الفاعل سابق على بناء المفعول، فابتدئ بالأخف. ولا يشكل بـ"شِهِد" بكسر الشين؛ لأنه ليس بأصل بل فرع "شَهِد" بفتح الشين وكسر الهاء. كما مر.
والحرف الثاني منه لا يكون إلا متحركا؛ لاستلزام سكونه اختلاط الأبنية والتقاء الساكنين عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك بالفعل وحركاته لا تزيد على ثلاثة؛ فتكون2 أبنية الماضي الثلاثي3 المجرد ثلاثة، مضروبة واحد في ثلاثة؛ ففَعَل بفتح العين نحو: قتله وضربه وقعد وجلس "12".
1 ما بين المعقوفتين من متن الشافية من "ق". وفي "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا:"الماضي: للثلاثي..".
2 في "هـ": ويكون.
3 في "هـ": الثلاثي.
وإنما أورد له1 أمثلة أربعة ليعلم أن مضارعة قد يكون "على وزن"2: يفعُل ويفعَل بضم العين وكسرها.
وعلى كل واحد من التقديرين يكون متعديا ويكون لازما، لا3 يقال من مضارع فعَل يفعَل بفتح العين فيهما4، وكان من الواجب أن يذكر "وهَب" أيضا لأنا نمنع ذلك؛ لأن مضارعه بالحقيقة ليس "يفعَل" بفتح العين، بل بكسرها على ما يجيء.
والأولى أن يذكر مثالا واحدا؛ لأنه ليس في بيان وجوه مضارعه ولا تعديه وعدم تعدبه.
وفَعِل -بكسر العين- نحو: شرِبه وومِقه -إذا أحبه5- وفرِح ووثِق. وإنما أورد له أيضا أربعة أمثلة ليعلم أن مضارعه يكون على "يفعَل ويفعِل" بفتح العين وكسرها. وعلى كل واحد من التقديرين يكون متعديا ولازما. والأولى أن يذكر مثالا واحدا، لما ذكرناه6 [وفعُل -بضم العين- نحو: كرُم] 7.
1 له: ساقطة من "هـ".
2 في "هـ: بوزن.
3 لفظه "لا" ساقطة من "هـ".
4 "فيهما" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": إذا أحب.
6 في "ق": لما ذكرنا.
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
[أبنية الماضي الثلاثي المزيد فيه] :
قوله: "وللمزيد فيه خمسة وعشرون: ملحق بـ"دَحْرَجَ" نَحْوُ: شَمْلَلَ وحَوْقَل وبَيْطَرَ وجَهْوَرَ وقَلْنَسَ وقَلْسَى، وملحق بـ"تَدَحْرَجَ" نَحْوُ: تَجَلْبَبَ وتَجَوْرَبَ وتَشَيْطَنَ وتَرَهْوَكَ وتَمَسْكَنَ وتَغافَل وتَكلَّمَ وملحق بـ"احْرَنْجَمَ" نَحْوَ: اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى وَغَيْرَ مُلْحَقٍ، نَحْوٍ أخْرَج وجَرّب وقاتَل وانطَلَق واقْتَدَر واستخْرَج واشْهابّ واشْهَبّ واغْدَوْدَنَ واعْلَوّطَ واستكانَ، قيل افْتَعَلَ -مِنَ السّكُونِ- فَالْمَدُّ شَاذٌّ، وَقِيلَ: اسْتَفْعَلَ -مِن كانَ- فَالْمَدُّ قياسي"1.
أي: وللثلاثي المزيد فيه خمسة وعشرون بناء، خمسة عشر منها للإلحاق، وعشرة منها لغير الإلحاق، والتي للإلحاق فهي إما ملحقة بالرباعي غير المزيد فيه2. أو ملحقة بالرباعي المزيد فيه. والملحقة بالرباعي غير المزيد فيه3 ستة، وهي: شَمْلَلَ وحَوْقَلَ وبَيْطَرَ4 وجَهْوَرَ وقَلْنَسَ وقَلْسَى؛ فإنها ملحقة بـ"دَحْرَجَ"؛ من: شَمِل وحَقِل إذا يبس، وقَدُم، وبطر -إذا شق- ومنه5 البيطار، وجهر -إذا
1 عبارة ابن الحاجب من "ق"، وفي الأصل جاءت هكذا: "وللمزيد فيه خمسة وعشرون
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وللمزيد فيه
…
".
2 في الأصل، هـ: الغير مزيد. وما أثبتناه هو الأصح، وهو من "ق".
3 في الأصل، ق: الغير المزيد. وما أثبتناه من "هـ".
4 بيطر الدابة: شق حافرها ليعالجها وينظر المعجم الوسيط "بيطر": 82.
5 في الأصل، هـ: ومنها.
أعلن بالشيء -وقَلْنَسَ- إذا لبس القَلَنْسُوَة1.
يقال: شمللت الرجل: إذا ألبسته شَمْلَة2، وشَمْلَل: إذا أسرع.
وحَوْقَل الشيخ: إذا كَبِرَ وعجز، وقيل: إذا اعتمد بيديه على خصره عند مشيه3، وجَهْوَرَ بمعنى: جَهَر في كلامه4. ويقال: قلنسته قلنسة، وقلسيته قلساة، إذا ألبسته القَلَنْسُوَة5.
اعلم أنه قيل: جاء من الملحق بالرباعي أوزان كثيرة غير ما ذكرها6 وهي "فَأْعَل" نحو "تَأْبَل القِدْرُ" بمعنى: تَبَّلَها7، و"فَنْعَل" نحو "سَنْبَل الزرع" بمعنى: أسبل8، و"فَتْعَل" نحو "فَتَْرَصَ الشيء"
1 وقَلْنَسَ الشيء: غطاه وستره. وقَلْسَى الرجل: ألبسه القلنسوة "اللسان قلنس: 5/ 3730".
2 هذا ما حكاه ابن جني، في شرح غريب تصريف المازني "ينظر المنصف: 3/ 130". وقيل: شَمْلَل النخلة، أي: لفط ما عليها من الرطب. حكاه صاحب اللسان عن أبي سعيد السيرافي: ينظر اللسان "شمل: 4/ 2333".
3 ذكره في اللسان "حقل": 2/ 947. وفي المعجم الوسيط: حوقل فلان، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. "حوقل": 215.
4 ينظر المعجم الوسيط: "جهر": 148.
5 والأخيرة -أعني: قلسى- حكاها صاحب اللسان عن السيرافي "ينظر اللسان: قلس "5/ 3720".
6 في "هـ": غير ما ذكرناها.
7 يقال: تأبلت القدر -بالهمز-: وضعت فيه التابل، وهو أبزار الطعام. وأصله: تابلت بدون همز على وزن: فاعلت، فلما أبدلت الهمزة عن ألف أصبح وزنه: فاعلت. وهذا الوزن حكاه ابن جني عن بعض العرب، وقال إنه مما همز من الألفات التي لا حظ لها في الهمز. "ينظر: سر صناعة الإعراب: 1/ 102، وينظر كذلك اللسان "تبل" 1/ 411".
8 أي: خرج سنبله. "ينظر اللسان "سبل": 3/ 1930".
بمعنى: فَرَصَه، أي: قَطَعَه1 و"يَفْعَل" نحو "يَرْنَأَ رأسه"2، أي: خضَّه باليُرَنَّاء، أي: بالحناء3، و"نَفْعَل" نحو "نَخْرَبَ الشجرة" "أي"4: ثقبها5. و"يَفْعَلَ" نحو: يَرْفَل [في مشيه] 6 "أي"7 تبختر -من الرَّفْل8- و"هَفْعَل" نحو "هَلْقَمَ الشيء" بمعنى: لَقَمَه9، و"فَعْيَلَ" نحو: عَذْيَطَ10، و"فَعمَلَ" نحو "جَلْمَطَ رأسه" بمعنى: جَلَطَه؛ أي: حلقه11، و"فَعْلَمَ" نحو: غَلْصَمَه؛ بمعنى:
1 ينظر اللسان "فترص": 5/ 3341.
2 رأسه: موضعها بياض في "هـ".
3 في "ق"، "هـ": الحناء "وينتظر في معنى "يرنأ" اللسان" يرنأ": 6/ 4956.
4 لفظة "أي" إضافة من "ق".
5 نَخْرَب: في اللسن ذكره مرتين؛ الأولى في "خرب" على أنه ثلاثي، والنون زائدة في أوله، فيكون وزنه "نفعل" كما ذكرها ركن الدين ههنا. "ينظر اللسان: 2/ 1122" والثانية في "نَخْرب" الرباعي، ووزنه: فَعْلَل، وأشار إلى أن ابن جني جعله ثلاثيا مزيدا بالنون "المصدر السابق: 6/ 4376".
6 ما بين المعقوفتين. ساقط من "هـ".
7 لفظة "أي" إضافة من "ق".
8 ينظر اللسان "رفل": 3/ 1696".
9 ركن الدين عد "هَلْقَمَ" ثلاثيا مزيدا بالهاء، ولكن صاحب اللسان عده رباعيا وذكره في "هلقم" فقط دون "لقم": ينظر 6/ 4686.
10 ذكره صاحب اللسان. وقال: "العُذْيُوط والعِذْبَوْط الذي أتى أهله وقد أبدى، أي: سَلَح وأكسل". "مادة: عذط: 4/ 2860".
11 جلط: ذكره في اللسان في "جلمط" وعده رباعيا أصلي الميم. ثم قال: "وقال الجوهري: الميم زائدة. والله أعلم". "ينظر اللسان": 1/ 667 و"ينظر الصحاح "جلط": 3/ 1618".
غَلَصَه؛ أي: قطع غَلْصَمَتَه1.
والملحقة بالرباعي المزيد فيه إما ملحقة بـ"تدحرج"، وإما ملحقة بـ"احْرَنْجَمَ"2 والملحقة بـ"تدحرج" سبعة، وهي:"تَجَلْبَبَ" إذا لبس الجلباب، و"تَجَوْرَب" إذا لبس الجَوْرَب3، و"تَشَيْطَنض" و"تَرَهْوكَ" إذا تَمَوَّجَ4 في مشيه5، و"تَمَسْكَن" و"تَغافَل" و"تَكَلَّم"؛ من: جلب وجرب6 وشطن ورهك وسكن وغفل وكلم.
اعلم أنه قيل في جعله "تَغافَل" و"تَكَلَّم" ملحقا بـ"تدحرج" نظر؛ لأن الألف لا تكون للإلحاق إلا7 بدلا من الباء في الطرف؛ كما في "اسْلَنْقَى"، وإذا كان كذلك لم يكن "تَفاعَل" ملحقا بـ"تَفَعْلَل"8 وكذا "تفعل" لا يكون ملحقا بـ[تَدَحْرَج] 9 لأن "تَفَعَّل" مطاوع
1 وقيل الغلصمة: أصل اللسان، ذكره صاحب اللسان وعد الميم أصلية "وينظر اللسان "غلصم": 5/ 3281" وقال الجوهري: "الغلصمة: رأس الحلقوم، وهو الموضع النّاتئ في الحلق. وغلصمه، أي: قطع غلصمته. "الصحاح "غلصم" 5/ 1997".
2 يقال: احْرَنْجَم القومُ، ازدحموا. واحْرَنْجَمَت الإبل: اجتمعت وبركت "ينظر: المنصف 3/ 12، وينظر اللسان كذلك "حرجم" 2/ 824".
3 في "ق"، "هـ": جورب.
4 في "هـ": تمرج. تحريف.
5 قاله ابن فارس في المجمل "رهك": 403 وينظر كذلك في معنى ترهوك اللسان "رهك": 3/ 1756.
6 في "ق"، "هـ": جورب، والصواب ما أثبتناه من الأصل.
7 في "هـ": ولا.
8 في "هـ": بتدحرج.
9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
"فعَّل"، و"فعَّل"غير ملحق بـ"دحرج" لعدم مساواته له في المصدر فكذا مطاوعه1.
والملحقة بـ"احْرَنْجَم": اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى؛ [يقال: اقْعَنْسَسَ إذا اجتمع أو تأخر. قال أبو عمرو2: سألت الأصمعي: ما الإقْعَنْساس3؟ فقال: هكذا؛ فقدّم بطنه وأخَّرَ صدرَه4] ،5، من قَعَسَ الرجل بمعنى: اقْعَنْسَسَ6. ويقال اسْلَنْقَى، إذا نام على قفاه؛ من "13":
1 وأيضا اعترض الرضي على جعل المصنف تفاعل وتفعل ملحقا بـ تدحرج "ينظر شرح الشافية: 1/ 69".
2 هو أبو عمرو الشيباني، إسحاق بن مرار: عالم جليل القدر، بل إنه كان من أعلم الناس باللغة وأحفظهم وأكثرهم أخذا عن ثقات العرب، ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين. وهو من أهل الريادة بالكوفة. قيل إنه توفي سنة 205هـ، وقيل: 206، وقيل: 210، وقيل: 213، وقيل: 216، على خلاف في ذلك. ومن آثاره الجليلة: كتاب الجيم، وكتاب النوادر "ينظر في ترجمته: مراتب النحويين: 91، 92، وطبقات النحويين واللغويين 194، 195.
4 العبارة التي بين المعقوفتين نقلها ركن الدين بنصها عن ابن جني في المنصف "3/ 12" دون إشارة إلى ذلك. واختلاف النسخ في لفظه "الإقعنساس" والتي أشرنا إليه في حاشية "1" يقابله أيضا اختلاف فيها بين نسخ المنصف الخطية، فالنسخة الخطية المحفوظة في معهد إحياء المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة "برقم 12 صرف" فيها "ما الإقعنساس" مثل النسخة الأصلية ههنا. وفي النسختين المحفوظتين -من المنصف- في دار الكتب المصرية بالقاهرة "برقمي 6141هـ، 2 صرف ش": ما الأقعس، مثل ما في "ق"، "هـ" ههنا.
5 وفي كتاب خلق الإنسان للأصمعي ص211: القَعَس دخول الظهر وخروج البطن.
6 وقيل: اقعنس البعير وغيره: امتنع ولم يَتْبَع. "اللسان "قعس".
سلقيتُه: إذا رميته على قفاه1.
يقال: احْرَنْجَمَ الإبل، إذا اجتمع بعضهما إلى بعض2.
والأبنية العشرة التي لغير الإلحاق: أخْرَجَ وَجَرَّبَ وَقَاتَل وانْطَلَقَ وَاقْتَدَرَ وَاسْتَخْرَجَ وَاشْهَابَّ الفرس واشهَبَّ، إذا ارتفع على رجليه، واغْدَوْدَنَ الشعر، إذا طال واسترضى3، واعْلَوَّطَ البعير؛ إذا تعلق بعنقه قلادة، وقيل:"اعلوَّطَ4 البعير، إذا ركبه عريانا -هذا قول أبي عبيدة5 وقال الأصمعي: إذا اعتنقه"6.
ويعلم منه أن الموازن للرباعي غير7 المزيد فيه والرباعي المزيد
1 هذا كلام ابن جني في شرحه على تصريف المازني. "ينظر المنصف: 3/ 14".
2 قاله ابن جني في المنصف: 3/ 14، وينظر كذلك: المجمل "حرجم" 368 واللسان "حرجم": 2/ 824.
3 المنصف: 3/ 13.
4 في "ق": واعلوّد.
5 هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي. وكان من أجمع الناس للعلم. وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها. وأكثر الناس رواية. وله مصنفات كثيرة، عده الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات اللغويين البصريين وقد توفي سنة عشر ومائتين "210هـ" عن أربع وتسعين سنة رحمه الله رحمة واسعة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 175-178".
6 وقال ابن جني في تصريف المازني: "يقال: اعلوَّط المهر: إذا ركبه عريا، هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعي: اعتنقه، قال الراجز:
اعلوَّطا عمرا ليُشْبِياه
…
في كل شيء ويُدَرْبِياه
"المنصف: 3/ 13". ويقال: اعلَّط فلان رأسه: ركب رأسه وتقحم على الأمور بغير رَوِيّة. واعلوّط الجمل الناقة: ركب عنقها وتقحم من فوقها. ينظر اللسان: علط/ 3070: 4.
7 في النسخ الثلاث: الغير. والأصح ما أثبتناه.
فيه قد يكون للإلحاق وقد يكون لغير الإلحاق، فإن "شَمْلَل" وما بعده موازن لـ"دَحْرَج" وملحق به، وأن "تَجَلْبَبَ" وما بعده موازن لتدحرج وملحق به، وأن اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى موازن لـ"احْرَنْجَمَ" وملحق به، وأن أخرجّ وجرَّب وقاتل موزان لـ"دحرج"1وغير ملحق به، وأن استخرج موزان لـ"احرنجم" وغير ملحق به.
إنما حكمنا على بعض الموازن للرباعي بأنه ملحق به، وعلى بعض بأنه غير ملحق به؛ لأن من شرط الإلحاق اتحاد المصدرين؛ ففي صورة حكمنا فيها بالإلحاق وجد هذا الشرط وفي صورة حكمنا فيها بعدم الإلحاق لم يوجد هذا الشرط.
وأما "استكان" فقال بعضهم إنه من السكون، على وزن "افْتَعَل"؛ فمد الكاف حينئذ شاذ؛ لأنه حينئذ يكون "استكن" على وزن "افتعل"2.
وقال بعضهم: إنه من "كان" على وزن "استفعل"؛ أصله: استكون؛ فنقلت حركة الواو إلى الكاف وقلبت الواو ألفا، فمد الكاف قياس3، 4.
1 الواو ساقطة من "ق".
2 ويرى صاحب هذا الرأي أن فتحة الكاف قد مدت بالألف، كما يمدون الضمة بالواو، والكسرة بالياء. واحتج بقوله "فأنظور" أي: فأنظر. وبـ"شِيمال" في موضع: الشمال.
3 وهو رأي أبي علي الفارسي، حكاه عنه صاحب اللسان حكاية عن ابن الأنباري "ينظر اللسان: كين: 5/ 3970". وقولهم: استكان الرجل خضع وذل. ومنه قوله تعالى: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ} [المؤمنون: 76] وقوله تعالى: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} [آل عمران: 146] .
4 و"استكان": ذكرها صاحب اللسان مرتين، الأولى في "سكن: 3/ 2056". والثانية في "كين: 5/ 3970".
اعلم أن أصول الأبنية أربعة، ثلاثة ثلاثية وهي: فعَل وفعِل وفعُل، وواحد رباعي وهو فَعْلَلَ، نحو: دحرج.
والثلاثية أصل لاثني عشر بناء، وهي: أَفْعَلَ وفَعَلَ وفَاعَل وتَفَعّلَ وتَفاعَل وافْتَعَل وانْفَعَل واسْتَفَعَل وافْعَلَّ نحو: احْمَرَّ، وافعالَّ نحو: احْمارَّ وافْعَوْعَل نحو: اغْدَوْدَنَ، وافْعَوَّلَ، نحو: اعْلَوَّطَ1.
والرباعي أصل لثلاثة أبنية:
أحدها: تَفَعْلَلَ، نحو:"تَدَحْرَجَ"؛ أصله "دحرج" زيدت فيه التاء.
وثانيها: افْعَنْلَلَ، نحو:"احْرَنْجَمَ"؛ أصله: حرجم، زيدت فيه همزة الوصل والنون.
وثالثها: افْعَلَلّ، نحو: اقْشَعَرَّ2، أصله: قشعر؛ زيدت فيه همزة الوصل وإحدى الراءين.
فهذه تسعة عشر بناء، ثلاثة ثلاثية الحروف، وأربعة رباعية الحروف وستة خماسية الحروف، وستة سداسية الحروف والأبنية الباقية المذكورة في الكتاب إما ملحقة بالأصل الرباعي، وهو "فَعْلَل" أو ملحقة بفروعها الثلاثة، وهي: تَفَعْلَلَ وافْعَنْلَلَ وافْعَلَلّ.
1 في "ق": اعلود.
2 من القُشَعْرِيرة؛ وهي الرِّعْدَة واقشِعرار الجلد. ينظر اللسان: قشعر": 5/ 3638. وقال ابن جني: "أخبرني ابن مقسم عن ثعلب، يقول الشاعر:
لها وَفْضَة فيها ثلاثون سيفحا
…
إذا آنَسَت أولى العَدِي اقْشَعَرَّتِ
"المنصف: 3/ 14".
[معاني: الأبنية في الأفعال] :
[معاني أبنية الثلاثي] :
قوله: " [فَفَعَل: لِمَعَانٍ كَثِيْرَةٍ، وَبَابُ الْمُغَالَبَةِ يُبْنَى عَلى "فَعَلْتُهُ أَفْعَلُهُ" بالضم -نَحْوَ كارَمَنِي فكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ، إلا باب وَعَدْتُ وبِعْتُ ورَمَيْتُ فَإِنَّهُ أَفْعِلُهُ - بالكسر] 1 وعن الكسائي في نحو شاعَرني فشَعَرْتُهُ أَشْعَرُهُ - بالفتح"2.
اعلم أن "فَعَلَ" بفتح العين، تجيء لمعان لا تنضبط كثرة وسعة منها باب المغالبة. والمراد بباب المغالبة أن يقصد كل واحد من الاثنين غَلَبَة3 الآخر في الفعل المقصود لهما، فيسند الفعل إلى الغالب منهما.
وباب المغالبة في غير المعتل الفاء والعين واللام بالياء فيهما مخصوص بفَعَل -بفتح العين- يَفْعُل بضم العين4، وإن كان أصل ذلك الفعل على خلاف فعَل -بفتح العين- يَفْعُل -بضم العين- نحو كارَمَنِي فَكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ، وكاثَرَنِي فكثرته أَكْثُرُهُ، وعازَرَني فَعَزَرْتُهُ
1 هذه الفقرة التي وضعتها بين قوسين معقوفتين نقلها ابن الحاجب بتمامها عن عبد القاهر الجرجاني "ت 471هـ"، من كتابه المفتاح، ص48.
2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل، وفي "هـ"؛ إذ جاءت في الأصل: "ففعل، لمعان كثيرة
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "ففعل: لمعان كثيرة".
3 في "ق"، "هـ": غلبته.
4 وهذا مذهب البصريين. ينظر الكتاب "4/ 68" والمقتضب "2/ 105". وذكره أبو حيان في ارتشاف الضرب "1/ 78".
أَعزُّه، وهاجاني فهَجَوْتُهُ أَهْجُوه.
أما إذا كان معتل الفاء كـ"وعدت"، أو معتل العين أو اللام من بنات الياء كـ"بِعْتُ" و"رَمَيْتُ"؛ فإنه يجيء منه "14" يفعِل -بكسر العين- لا يفعُل -بضم العين؛ لأن مجيئه على يفعُل -بضم العين- يؤدي إلى خلاف1 لغتهم، لأنه ليس في2 كلامهم وَعَدَ يَوْعُد، ولا باع يَبُوع، ولا رمى يرمو3، فلذلك4 استعمل المضارع على القياس فقيل وامَقْتُهُ فوَمِقْتُهُ أَمِقُهُ، وبايعته فبعته أبيعه، وراميتُه فرميتُهُ أرمِيه.
وروي عن الكسائي5 أنه استثنى أيضا ما فيه حرف الحلق، فقال إنه يقال فيه أفعَلَه6؛ بالفتح، نحو: شاعرته فشعرته أشعره بالفتح7.
وما ذكره غيره وهو عدم استثناء ما فيه حرف الحلق أولى؛
1 في الأصل: "حذف" والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: يرموا.
4 في "هـ": ولذلك.
5 هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان بن فيروز، فارسي الأصل وأحد أئمة القراء السبعة، وإمام النحاة الكوفيين، توفي سنة تسع وثمانين ومائة للهجرة. وقيل: ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: ثلاث وتسعين ومائة. "تفصيل ترجمته في طبقات النحويين واللغويين: 127-130، ومراتب النحويين: 120، ووفيات الأعيان 1/ 416.
6 في الأصل: "يفعله".
7 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 71، وارتشاف الضرب: 1/ 78، واللسان "شعر": 4/ 2274.
لثبوت الضم فيما فيه حرف الحلق بالنقل، فإن أبا زيد حكى: شاعرته فشعرته أشعره، وفاخرته أفخره بالضم1؛ ولأن اعتبار تلك القاعدة أولى من مخالفتها؛ لكثرتها.
قال سيبويه: "وليس في كل شيء يكون2 باب المغالبة3، ألا ترى أنهم لا يقولون: نازَعَنِي فنَزَعْتُه؛ استغني عنه4 بغَلَبْتُهُ"5.
1 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 71.
2 لفظة "يكون" ساقطة من "ق".
3 في "ق": المبالغة.
4 في سيبويه: "عنها" بدلا من "عنه".
5 وهذا مذهب سيبويه وجمهور البصريين؛ ففي الكتاب "4/ 68": "واعلم أن "يَفْعُل" من هذا الباب على مثال "يَخْرُجُ" نحو: عازَّني فعزرته أعزُّه، وخاصمني فخصمته أخْصُمُه. وشاتمني فشتمته أشتُمُه، تقول: خاصمني فخصمته أخْصُمُه. وكذلك جميع ما كان من هذا الباب، أي: باب المغالبة. إلا ما كان من الياء، مثل: رمدت وبعت وما كان من باب "وعد"؛ فإن ذلك لا يكون إلا على أفعله؛ لأنه لا يختلف، ولا يجيء إلا على "يفعل" وليس في كل شيء يكون هذا؛ ألا ترى أنك لا تقول: نازعني فنزعته، استغني عنها بغلبته، وأشباه ذلك".
[معاني: فَعِلَ] :
قوله: "وفَعِلَ: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما، نحو: سَقِمَ ومَرِضَ وحَزِنَ وفَرِحَ، وتجيء الألوان وَالْعُيُوبُ والحِلَى كُلُّها عَلَيْهِ. وَقَدْ جَاءَ: أَدُِمَ وسَمُِرَ وعَجُِفَ وحَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ ورَعُِنَ، بالضم والكسر".1، 2.
اعلم أن فَعِلَ -بكسر العين- يكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما يعني3: الأفراح، نحو سَقِمَ ومَرِض في العلل، وحَزِن في الأحزان، وفَرِح وجَذِل وأَشِرَ4 في الأفراح.
وقوله: "تكثر فيه" ينبئ بأنه يجيء فيه غيرها، كشَرِب وسَمِع. وتجيء جميع الألوان والعيوب والحِلَى على وزن "فَعِلَ" بكسر العين ثم5 استثنى ما جاء فيه الضم أيضا مع الكسر6، وأشار بقوله: "فقد جاء أَدُِمَ
…
" إلى قوله "بالكسر والضم".
فقوله: "أَدُِمَ وسَمُِرَ" من الألوان، و"عَجُِفَ" من عيوب7 البدن، و"حَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ" من عيوب النفس، و"رَعِن" من الحِلَى8.
1 هذه الفقرة نقلها ابن الحاجب بتمامها من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص48.
2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وفَعِل: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما
…
" إلى آخره. وفي "هـ" "وفَعِل تكثر فيه العلل".
3 في "ق": أعني.
4 لفظة "أشر" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": نحو.
6 في "هـ": الكثير. والصواب ما أثبتناه من الأصل، "ق".
7 في "هـ": العيوب.
8 يعني ركن الدين بالحِلَى ههنا: العلامات الظاهرة للعيوب في أعضاء الحيوان أو الإنسان؛ فـ"رَعَنَ الرجل، صار أرعن، والرجل الأرعن: الطويل الأنف. الوسيط "رعن": 368. والحلى: جميع حِلية، وهي الخلقة، والصفة والصورة. ينظر اللسان: حلا: 2/ 985".
واعلم أنه جاء أيضا منه غير ما استثناه، نحو: صَهُبَ الشَّعر وصَهِب صُهْبَة وصَهْبًا: احمر ظاهره "وباطنه أسود"1، 2، وكَهُبَ وكَهِبَ كُهْبَة. هكذا حكاه سيبويه3.
وقال أبو عمرو: [الكُهْبَة لون ليس بخالص في الحُمْرَة. وهي في الحمرة خاصة] 4 وحكي غيره شَهُبَ الدابة وشَهِب: خالط بياض شعرها سوادا"5. وقالوا: خَطُبَ اللون خُطْبَة بالضم لا غير.
والخُطْبَة: حمرة في كدرة كلون القُمّارِيّ والوحش.
1 وفي "هـ": واسود باطنه.
2 قاله الأزهري في التهذيب "صهب": 6/ 112، 113.
3 ينظر الكتاب: 2/ 222.
4 العبارة التي بين المعقوفتين من "هـ". وهي بتمامها في اللسان "كهب": 5/ 3945. وحكى ابن فارس أن الكُهْبَةُ عبرة مُشْرَبَة سوادا في الإبل "المجمل: كهبه: 773".
5 حكاه ابن فارس في المجمل. "شهب": 523.
[معاني فعُل] :
قوله: "وفَعُل لأَِفْعَالِ الطَّبَائِعِ وَنَحْوِها؛ كحَسُن، وقَبُح، وكَبُر، وصَفُر. فَمِنْ ثَمَّةَ كانَ لازِماً، وشَذَّ رَحُبَتْكَ الدَّارُ: أي رَحُبَتْ بك"1.
أي: وفَعُل -بضم العين- لأفعال الطبائع والغرائز نحو حَسُن وقَبُح وكَثُر صَغُر.
1 عبارة ابن الحاجب من "ق": وجاءت في الأصل: "وفعل: لأفعال الطبائع
…
" إلى آخره. وفي "هـ": وفعل
…
" وهذه العبارة نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص48.
ومن أجل أن فَعُل -بضم العين- لأفعال الغريزة لا يكون إلا لازما؛ لأنه لا يقتضي معناه تعلقه بالمفعول، بل يختص بالفاعل.
[والمراد بأفعال الطبائع: أفعال طُبِعَ الفاعل عليها. والمراد بنحوها أفعال لم يطبع الفاعل عليها لكن صارت ملكة له بالتكرار والتكلف حتى صارت كأفعال الطبائع فيكون الواحد نحو: كَرُمَ، مثلا بالنسبة إلى شخص يكون من أفعال الطبائع، وبالنسبة إلى شخص آخر لا يكون من أفعال الطبائع]1.
قوله: "وشذ: رَحُبَتْكَ الدار"2 جواب عن سؤال مقدّر، وتقدير السؤال أن ما ذكرتم منقوض بـ"رَحُبَتْكَ الدار" فإن "رَحُبَتْ" فَعُل، مع أنه متعد إلى المفعول الذي هو الكاف. وأجاب عنه بأنه شاذ في استعماله متعديا، ثم بيّن أنه ليس بمتعدٍّ في الحقيقة؛ لأن أصله: رَحُبَتْ بك "الدار"3؛ فلما كثر استعماله حذفوا الياء تخفيفا4.
1 ما بين المعقوفتين بتمامة ساقط من "ق".
2 زاد في الأصل، "ق"، عبارة إلى آخره". والأنسب حذفها كما في "هـ"؛ إذ لا حاجة إليها.
3 الدار: إضافة من "هـ".
4 في اللسان: "وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سَيار: أَرَحُبَكُمُ الدخول في طاعة ابن الكِرْمانِيّ؟ أي: أوَسِعَكُم؛ فَعُدِّي "فَعُلَ" وليست متعدية عند النحويين، إلا أن أبا علي الفارسي حكى أن هُذيلا تعدّيها إذا كانت قابلة للتعدي بمعناها، كقوله:
ولم تُبصر العين فيها كِلابا
قال في الصحاح: لم يجئ في الصحيح "فَعُل" بضم العين، متعديا، غير هذا" "رحب: 1/ 135". وقد حكى الجوهري كلمة نصر بن سيار عن الخليل "ينظر المصدر السابق".
واعترض الرضي على إجابة ابن الحاجب ههنا، وقال:"والأولى أن يقال: إنما عُدّي لتضمنه معنى وَسَع؛ أي: وَسِعَتْكم الدار. وقول المصنف: "أي: رَحُبَتْ بك" فيه تعسف لا معنى له""شرح الشافية: 1/ 75، 76".
قوله: "وأَما باب "سُدْتُهُ" فالصحيح أَن الضم لبيان بنات الواو لا للنقل، وكذلك بَابُ "بِعْتُهُ" وَرَاعَوْا في بَابِ "خِفْتُ" بَيَانَ البنية"1.
اعلم أن باب المعتل العين من الياء "أو الواو"2 إذا أسند إلى ضمير بارز متحرك لزم كسر الفاء في المعتل الياء نحو: بِعْتُ، وضمها في المعتل الواو "نحو: سُدْت".
واختلف في تعليل ذلك، فقال الأكثرون3: إنما نقل "فَعَلْتُ" بفتح العين في المعتل الياء إلى "فَعِلْت"- بكسر العين، [وإلى فَعُلْتُ بضم العين في المعتل الواو] 4؛ لأنه لو لم ينقل لزم قلب الواو والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وحذف الألف لالتقاء "15" الساكنين فقيل "بَعْتُ وسَدْتُ" -بفتح الفاء- فالتبس الأفعال المتصرفة بالفعل غير5 المتصرف، وهو "لَسْت" ثم استثقلت الضمة والكسرة على الواو والياء فنقلتا إلى ما قبلهما ثم حذفتا لالتقاء الساكنين، فصار: بِعت وسُدت. قال المصنف في الشرح: إنه ضعيف6؛ لأنه يلزمهم نقل
1 عبارة ابن الحاجب المذكورة من "ق": وفي الأصل: "وأما باب سدته، فالصحيح
…
" إلى آخره. وفي "هـ" وأما باب سدته
…
".
2 في الأصل: والواو.
3 وهو رأي سيبويه وجمهور النحاة "ينظر شرح الرضي على الشافية 1/ 79".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 في النسخ الثلاث "الغير" والأصح ما أثبتناه.
6 أي: شرحه على الشافية.
وزن يخالفه لفظا ومعنى وهو بعيد.
أما مخالفته إياه لفظا فظاهرة، وأما مخالفته إياه معنى؛ فلأنه بيّن أن كل واحد بين فَعُِلَ -بفتح العين وكسرها وضمها- لمعنى غير معنى الآخر. وإنما ارتكبوا هذا النقل مع كونه بعيدا لوجهين:
أحدهما أنه لو كان كسر الفاء وضمها في بِعْت وسُدْت للفرق بين "الياء والواو"1 لحصل هذا الفرق في خِفْت وبِعْت لكنه لم يحصل.
والثاني: أنهم رأوا أنهم إذا أعلوا عين الفعل بالحذف لنقلوا2 حركتها إلى ما قبلها، نحو: قُل وبِعْ وخَفْ.
وقال الأقلون: إن ضم الفاء في "سُدْت" وكسرها في "بِعْتُ" للفرق بين ذوات الواو "وذوات"3 الياء4.
وقال5 المصنف: الأصح أن الضم في "قُلت" لبيان الواو المحذوفة والكسرة في "بِعْت" لبيان الياء المحذوفة لا للنقل، كما ذهب إليه الأكثرون. ولم يفرقوا مع غير الضمير المرفوع البارز المتحرك لتعذر الضم والكسر قبل الألف في قال باع.
1 في "هـ": الياء والياء: لعله سهو من الناسخ رحمه الله.
2 في "هـ" نقلوا.
3 "ذوات": إضافة من "هـ".
4 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 179.
5 في الأصل، ق: فقال. وما أثبتناه من "هـ".
وإنما لم1 يفرقوا بين ذوات الواو والياء في خِفْت وهِنْت؛ لأنه كان يمكنهم مراعاة البنية والدلالة عليها في خِفت؛ لأن كسرة فاء الفعل تدل على كسرة العين؛ لأن "الكسرة"2 فيها نقلت إلى الفاء، وفرقوا في قلت وبعت؛ لأن الضمة هي "قُلت" لا تدل على فتح العين، وكسروا الفاء في:"بِعْت"، و"هِنْت"3 لتدل على الياء المحذوفة.
فإن قلت: احتمل أن يكون مضموم الفاء فُعُل، بضم العين، وأن يكون مكسور الفاء فعِل، بكسر العين، فيحصل الالتباس.
قلنا: يعلم كونه ليس مضموم اللعين بكونه متعديا كقُلْتُه وصُمْتُه، ولمجيء اسم الفاعل على فاعل نحو: قائم وصائم، وهو في مضموم4 العين نادر كخاثر وحامض. ويعلم كونه مكسور الفاء، ليس فعِل مكسور العين بمجيء5 مضارعه على يفعِل بكسر العين.
1 لفظة "لم": ساقطة من "هـ".
2 لفظة "الكسرة": ساقطة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "هنت" ساقطة من "هـ".
4 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
5 في "ق"، "هـ": لمجيء.
[معاني أفعَل] :
قوله: "وأَفْعَل: لِلتَّعْدِيَةِ غَالِباً، نَحْوَ: أَجْلَسْتُهُ، ولِلتَّعْرِيضِ نَحْوُ: أَبَعْتُه، وَلِصَيْرُورَتِهِ ذَا كَذَا نَحْوَ: أَغَدَّ الْبَعِيرُ، ومنه أَحْصَدض الزَّرْع، ولوجوده على صفة نحو: أَحْمَدْتُهُ وأَبْخَلْتُهُ وللسَّلْبِ نَحْوَ: أَشْكَيْتُهُ، وَبِمَعْنَى فَعَلَ نَحْوَ: قِلْتُهُ وأَقَلْتُهُ"1.
اعلم أن "أَفْعَلَ" يأتي لمعان كثيرة.
أحدها: أن يأتي للتعدية.
ومعنى التعدية: أن يصير ما كان فاعلا للفعل الثلاثي مفعولا لأَفْعَلَ، موصوفا بأصل الفعل، نحو جلسَ زيدٌ وأَجْلَسْتُهُ.
وثانيها: أن يأتي2 للتعريض بالشيء3.
ومعنى التعريض: أن يجعل ما كان فاعلا للفعل الثلاثي معرضا لمصدر الفعل الثلاثي، نحو: باع زيد فرسه وأَبَعْتُهُ؛ أي: عرضته لأن يبيع فرسه وجعلته بسبب4 منه5.
1 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وأفعل للتعدية غالبا
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وأفعل للتعدية
…
" "وهذه العبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب عن كتاب المفتاح" ص49 لكنه قال: "لوجوده" على صفة بدلا من: "لوجوده عليها" عند عبد القاهر.
2 "أن يأتي": ساقطة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": للشيء.
4 في "هـ": مسببا.
5 قال سيبويه: "وتجيء أفعلته على أن تعرضه لأمر، وذلك قولك: أقتلته، أي عرضته للقتل". "الكتاب: 4/ 59".
وثالثها: أن يأتي لصيرورة الشيء ذا كذا1، أي: يصير الفاعل منسوبا إلى ما اشتق منه ذلك الفعل نحو: أَغَدِّ البعير؛ أي: صار ذا غُدَّة2 ومنه: أَحْصَدَ الزرع؛ أي: صار ذا حصاد3.
إنما قال: "منه"، ولم يقل "وأحصد الزرع"؛ لأن انتساب الزرع إلى الحصاد على سبيل المجاز؛ لأنه تسمية الشيء باسم ما يئول إليه وهو بالحقيقة للحينونة، أي: حان حصاده؛ فإنه يقال: أحصد الزرع: إذا حان حصاده وإن لم يحصد4.
ورابعها: أن يكون لوجود الشيء5 على صفة. معناه: أن فاعله "16" وجد المفعول موصوفا بصفة مشتقة من فعل الثلاثي، وتلك الصفة قد تكون في معنى الفاعل، نحو:"أبخلته"؛ أي: وجدته بخيلا. وقد تكون في معنى المفعول، نحو: أحمدته، أي: وجدته محمودا6.
وخامسا: أن يكون للسلب، أي: لإزالة الفاعل عن المفعول -بمعنى مصدر الثلاثي- نحو: "أَشْكَيْتُه"؛ أي: أزلت شكايته.
1 قاله سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 59.
2 ينظر اللسان "غدد". 5/ 3216.
3 في "ق": صار الزرع ذا حصاد.
4 ينظر أساس البلاغة "حصد 128 واللسان: حصد 2/ 894".
5 في "ق"، "هـ": شيء.
6 في "هـ" وردت العبارة بتغيير طفيف، هكذا: "وتلك الصفة قد تكون في معنى الفاعل وقد تكون المفعول، نحو: أبخلته، أي: وجدته بخيلا، وأحمدته، أي: وجدته محمودا.
وسادسها: أن يكون بمعنى "فعل" نحو قِلْتُهُ1 البيع وأقَلْتُهُ2، وبَكَرَ وأَبْكَرَ3: إذا أسرع إلى شيء أي وقت كان4.
وقد يجيء للدخول في مكان، نحو: أنْجَدَ وأغار، أي: دخل في النَّجْدِ والغَوْر5.
1 في "ق"، "هـ": قلت.
2 ينظر: أساس البلاغة "قيل": 531.
3 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 61.
4 ينظر اللسان "بكر": 1/ 332.
5 حكى ابن فارس: أنجد فلان: إذا علا من الغور إلى نجد". "المجمل: نجد" 855.
[معاني: فَعَّلَ] :
قوله: "وفَعَّلَ: لِلتَّكثِيرِ غَالِباً، نحو: غَلَّقْتُ، وقَطَّعْتُ، وجَوَّلْتُ وطَوَّقْتُ ومَوَّتَ المالَ، وَلِلتَّعْدِيَةِ نَحْوُ: فَرَّحْتُه، وَمِنْهُ فَسَّقْتُه، وَلِلسَّلْبِ نَحْوُ: جَلَّدْتُه وقَرَّدْتُه، وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: زِلْتُه وزَيَّلْتُهُ"1.
اعلم أن "فَعَّلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للتكثير غالبا، إلا أنه إن كان متعديا كان التكثير في متعلقه أي: في مفعوله، نحو: غَلَّقْتُ الأبواب، وقَطَّعْتُ الأيدي.
1 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ" ففي الأصل: "وفعل غالبا للتكثير
…
" إلى آخره، وفي "هـ": "وفعل غالبا
…
" وهذه العبارة أيضا نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح ص49.
وإن كان لازما كان التكثير في فاعله، نحو: جَوَّلْتُ وطَوّقْتُ؛ أي: أكثرت1 الجوَلان والطواف ومَوَّت المال، أي: هلك. وفيه نظر؛ لأن التكثير ليس في الفاعل بل في الفعل2.
ثم3 اعلم أن المراد بقولنا: "إن التكثير في المفعول" أنه لا يستعمل غلقت بالتضعيف إلا إذا كان المفعول جمعا حتى لو كان واحدا وغلّق مرات كثيرة. لم4 يستعمل الإغلاق بلا تضعيف إلا على سبيل المجاز.
- وثانيها: أن يأتي للتعدية، نحو: فَرِح زيد وفَرَّحْتُه، ومنه: فسق زيد وفَسَّقْتُه.
وإنما قال: "ومنه فَسَّقْتُهُ" ولم يقل "وفَسَّقْتُهُ" لأنه قد لا يكون موصوفا بأصل الفعل وهو الفِسْق؛ لأنه بمعنى نسبته إلى الفِسق [والنسبة إلى الفسق] 5 لا تستلزم ثبوت الفسق6.
1 في النسخ الثلاث: "كثرت". والصحيح ما أثبتناه.
2 في "ق": الفاعل.
3 لفظة "ثم" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": ثم.
5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "هـ".
6 وقال الرضي: "قوله" ومنه فَسَّقْته". إنما قال ذلك لأن أهل التصريف جعلوا هذا النوع قسماً برأسه، فقالوا: يجيء فَعَّل لنسبة المفعول إلى أصل الفعل وتسميته به، نحو فَسَّقْته: أي نسبته إلى الفسق. وسميته فاسقاً، وكذا كَفَّرْته، فقال المصنف: يرجع معناه إلى التعدية أي: جعلته فاسقا بأن نسبته إلى الفسق""شرح الشافية: 1/ 94".
- وثالثها: [أن يأتي] 1 للسلب، نحو: جَلَّدْتُ البعيرَ وقَرَّدْتُهُ أي: أزلت جلده وقراده، يعني: سلخت جلده2 ونزعت قراده3.
- ورابعها: أن يأتي بمعنى "فَعَل"، نحو: زِلْتُهُ وزَيَّلْتُهُ، أي: فَرَّقْتُهُ.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 حكاه ابن منظور عن الأزهري. "ينظر اللسان: جلد": 1/ 653.
3 حكاه ابن منظور في اللسان: "قرد": 5/ 3575.
[معاني: فاعَلَ] :
قوله: "وفاعَل لِنِسْبَةِ أَصْلِهِ إِلَى أَحَدِ الأَْمْرَيْنِ مُتَعَلِّقاً بالآْخَرِ لِلْمُشَارَكَةِ صَرِيحاً، فَيَجِيءُ الْعَكْسُ ضِمْنًا، نَحْوُ: ضَارَبْتُهُ، وشارَكْتُهُ1 وَمِنْ ثَمَّ جاءَ غَيْرُ الْمُتَعَدِّي مُتَعَدِّياً، نَحْوَ: كارَمْتُه، وشاعَرْتُه، وَالْمُتَعَدِّي إلَى واحِدٍ مُغَايِرٍ لِلْمُفَاعَلِ مُتَعَدِّياً إلى اثْنَيْنِ نَحْوَ: جَاذَبْتُهُ الثوب، بخلاف شاتمته، وبمعنى "فَعَلَ" نحو: سافرت2.
اعلم أن "فاعَلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي غالبا لنسبة مصدر الفعل الثلاثي إلى أحد الأمرين متعلقا بالأمر الآخر "مشاركا له"3، وينعكس ضمنا، أي:
1 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 68.
2 العبارة: بتمامها من "ق" وجاءت مبتورة في الأصل وكذلك في "هـ". إذ جاءت في الأصل، هكذا:"وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين" إلى آخره. وفي "هـ": "وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين "إلى آخره". وفي "هـ": "وفاعل لنسبة أصله" وهذه العبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب أيضا عن كتاب المفتاح، ص49.
3 في "هـ": مشاركته.
ويكون لنسبة مصدر الفعل الثلاثي إلى الأمر الثاني متعلقا بالأمر الأول مشاركا له ضمنا نحو: ضارَبَ زيد عمرا فإن "ضارب" لنسبة الضرب إلى زيد، متعلقا بعمرو مشاركا له1 صريحا.
ويلزمه2 نسبة الضرب إلى عمرو متعلقا بزيد مشاركا له؛ لأن من شارك زيدا في شيء شاركه زيد في ذلك الشيء.
ولأجل أن "فاعَلَ" لنسبة مصدر الفعل الثلاثي [إلى3 أحد4] الأمرين متعلقا بالأمر الآخر مشاركا له في أصل الفعل صار "فاعَلَ" المبني من "فعل"5 اللازم متعديا إلى مفعول لتضمنه إسناد أصل فعله إلى أحد الأمرين وتعلقه6 بالأمر الآخر ومشاركته إياه نحو: "كارَمْتُه"، وصار "فاعَل" المبني من "فَعَل"7 المتعدي إلى واحد متعديا إلى مفعولين8، نحو: جَذَبَ زَيْدٌ الثَّوْبَ، وجاذبت زيدا الثوبَ، إلا أن يكون المشارك وهو مفعول "فاعَلَ" في المعنى هو مقتضى أصل ذلك الفعل الذي اشتق منه "فاعَلَ" لاتحاد المشارك ومقتضى أصل ذلك الفعل، نحو "زيد" في: شاتمتُ زيدا، فإنه
1 لفظة "له" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ" ويلزم منه.
3 لفظة "إلى" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": الواحد، بدلا مما بين المعقوفتين.
5 في "ق": الفعل.
6 في الأصل: "متعلقا". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 في "هـ": الفعل.
8 في "هـ": المفعول.
مشارك فاعل "شاتَم" ومقتضى أصل شتم، بخلاف: جاذبت "17" زيدا الثوب، فإن1 المشارك "المتكلم"2 في "جاذب" هو "زيد" ومقتضى أصل فعله هو "الثوب"، ولهذا تعدى "جاذب" إلى مفعولين و"شاتم" إلى مفعول واحد.
- وثانيها: أن يأتي بمعنى3 "فَعَّل"، يعني للتكثير، نحو: ضاعفت، بمعنى4: ضعَّفت، وناعمت بمعنى نعَّمت5.
- وثالثها: أن يأتي بمعنى "فعَل" نحو: سافرت6.
-ورابعها: أن يأتي بمعنى "أفْعَل"، نحو: عافاك الله، وطارقت النعل، بمعنى: أعفاك الله، وأطرقت النعل7.
1 في "هـ": وإن.
2 لفظة "المتكلم" ساقطة من "هـ".
3 بمعنى: ساقطة من "هـ".
4 في "هـ": لمعنى.
5 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 68.
6 أي: سافرت بمعنى سفرت. وظاهر هذه العبارة أن الثلاثي من هذه المادة مستعمل، ويؤيده ما في الصحاح واللسان، قال ابن منظور:"ويقال: سفرت أسفر سفورا: خرجت إلى السفر، فأنا سافر وقوم سَفْرٌ "مثل صاحِب وصَحْب" اللسان: سفر": 3/ 2024".
7 ذكره سيبويه في كتابه: 4/ 68.
[معاني: تَفَاعَلَ] :
قوله: "وتَفاعَل: لِمُشَارَكَةِ أَمْرَيْنِ فَصَاعِداً فِي أَصْلِهِ صَرِيحاً، نحو: تَشَارَكا، ومِن ثم نَقَصَ مفعولا عن فاعَلَ، ولِيَدُلّ على أنَّ الفاعل أَظْهر أَنَّ أَصْلَهُ حَاصِلٌ لَهُ وَهُوَ مُنْتَف عنه، نحو: تَجاهَلْتُ وتَغَافَلْتُ1. وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: تَوانَيْتُ، ومُطاوِع "فاعَلَ" نَحْوُ: باعَدْتُهُ فتَباعَدَ"2.
اعلم أن "تَفاعَلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي لِمُشَارَكَةِ أَمْرَيْنِ3 فَصَاعِداً فِي أَصْلِهِ صَرِيحاً، نَحْوَ: تضاربا أو تضاربوا، أي: اشتركا أو اشتركوا في الضرب4. "ومن أجل"5 أنهما أو أنهم6 اشتركوا في الضرب صريحا نقص "تَفَاعَل" مفعولا عن "فاعل"؛ لأن نسبة أصل الفعل في تفاعل إلى أمرين فصاعدا على سبيل التشارك صريحا، ونسبة أصل الفعل في
1 نقل ابن الحاجب هذه العبارة أيضا من كتاب المفتاح، ص50.
2 عبارة ابن الحاجب فيها من "ق". وفي الأصل: "وتفاعل
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وتفاعل".
3 في "هـ": الأمرين.
4 واعترض الرضي على قول المصنف ههنا: "لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحاً" بقوله: "لا شك أن في قول المصنف قبلُ "لنسبة أصل إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر صريحاً" وقوله ههنا: "لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا" تخليطا ومجمجة؛ وذلك أن التعليق المذكور في الباب الأول والمشاركة المذكورة ههنا أمران معنويان، لا لفظيان، ومعنى "ضَارَبَ زيد عمراً" و"تضارب زيد وعمرو" شيء واحد، كما يجيء. فمعنى التعلق والمشاركة في كلا البابين ثابت، فكما أن للمضارعة تعلقا بعمرو صريحا في قولك: "ضارب زيدا عمرا فكذا للتضارب في" تضارب زيد وعمرو" تعلق صريح به
…
". "شرح الشافية 1/ 100".
5 في "هـ": ولأجل.
6 في "ق": أنهم أو أنهما.
فاعل أحدهما صريحا وإلى الآخر ضمنا فصار1 "تَفَاعَلَ" المبني من "فاعَلَ" المتعدي إلى واحد غير متعد، نحو: تضاربنا، وصار "تفاعل" المبني من "فاعل" المتعدي إلى مفعولين متعديا إلى واحد نحو: تجاذبنا الثوب. وقال بعضهم في الفرق بين "فاعل"و"تفاعل" من حيث المعنى وإن اشتركا في صدور الفعل عن اثنين فصاعدا أن البادي بالفعل في فاعل -وهو الفاعل- معلوم، وفي "تفاعل" غير معلوم2 ولهذا يقال في:"ضاربَ زيد عمرا" على سبيل الاستبعاد
1 في "ق": صار.
2 وفي الفرق بين "فاعل" و"تفاعل" قال الرضي: "والأولى ما قال المالكي، وهو: أن "فَاعَلَ" لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظاً والاشتراك فيهما معنى، و"تفاعل" للاشتراك في الفاعلية لفظاً، وفيها وفي المفعولية معنى""شرح الشافية: 1/ 100، 101". ثم استطرد الرضي قائلا: "ثم اعلم أنه لا فرق من حيثُ المعنى بين "فاعل" و"تفاعل" في إفادة كون الشيء بين اثنين فصاعداً، وليس كما يتوهم من أن المرفوع في باب "فاعل" هو السابق بالشروع في أصل الفعل على المنصوب، بخلاف باب "تفاعل"، ألا ترى إلى قول الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- لبعض من خاصمه: "سفيه لم يجد مسافها"؛ فإنه رضي الله عنه سمى المقابل له في السفاهة مسافها، وإن كانت سفاهته -لو وجدت- بعد سفاهة الأول. وتقول: "إن شتمتني أشاتمك" ونحو ذلك، فلا فرق من حيث المغزى والمقصد الحقيقي بين البابين؛ بل الفرق بينهما من حيث التغيير عن ذلك المقصود، وذلك إنه قد يعبر عن معنى واحد بعبارتين تخالف مفردات أحدهما مفردات الأخرى معنى من حيث الوضع، وكذا إعراباتها
…
"، وهذا ما قاله أبو حيان، حيث قال في ص84/ جـ1 من ارتشاف الضرب: "فاعل: لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظا والاشتراك فيهما معنى نحو: ضارب زيدا عمرا" وقال في ص83 منه: "وتفاعل، فيكون للاشتراك في الفاعلية لفظا وفيها وفي المفعولية معنى:"نحو": تضارب زيد وعمرو".
والإنكار، أضارب زيد عمرا أم ضارب عمرو زيدا ولم يقل ذلك1 "في"2: تَضَارَبَ زيدٌ عمروٌ.
- وثانيها: أن يأتي للدلالة عل أن الفاعل أظهر أن معنى مصدر ثلاثيه حاصل له والحال أنه منتف عنه نحو: تجاهل زيد وتغافل، فإن زيدا أظهر أن الجهل حاصل له، وأن3 الغفلة حاصلة له مع أنهما ليسا حاصلين "له"4.
- وثالثها: أن يأتي بمعنى "فَعَلَ" نحو: تَوَانَيْتُ في الأمر، أي: وَنَيْتُ من الونى وهو الضعف5.
- ورابعها: أن يأتي مطاوع "فاعل" نحو: باعَدْتُهُ فتَبَاعَدَ.
1 لفظة "ذلك" ساقطة من "ق".
2 لفظة "في" إضافة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "أن" ساقطة من "ق".
4 "له": ساقطة من "ق"، "هـ".
5 ينظر اللسان "ونى" 6/ 4928.
[معاني: تَفَعَّلَ] :
قوله: "وَتَفَعَّلَ: لِمُطَاوَعَةِ "فَعَّلَ" نَحْوُ: كَسَّرْتُهُ فتَكَسَّرَ، وللتكَلَّفَ نَحْوُ: تَشَجَّعَ وتَحَلَّمَ، وَلِلاِتِّخَاذِ، نَحْوُ: تَوَسَّدَ، وَلِلتَّجَنُّبِ نَحْوُ [تَأَثَّمَ، وتَحَرَّجَ] 1، وَلِلْعَمَلِ الْمُتَكَرِّرِ في مُهْلَةٍ نَحْوُ: تَجَرَّعْتُهُ وَمِنْهُ: تَفَهَّمَ، وَبِمَعْنَى اسْتَفْعَلَ نَحْوَ: تَكَبَّرَ وتَعَظَّمَ"2.
اعلم أن تفعّل يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي مطاوع "فَعَّلَ" نحو: كَسَّرْتُه فتكَسَّرَ. ومعنى المطاوعة صدور فعل عن فعل، نحو صدور التكسُّر عن التكسير، فيقال:"تَكَسَّرَ" الذي مصدره "وهو"3 التكسُّر صادر عن مصدر"كَسَّر" الذي هو التكسير4، [فيكون مطاوعا] 5 لـ" كسر"، وكسَّر مطاوع تكسَّر.
- وثانيها: أن يأتي للتكلف6، يعني ليدل على أن فاعله تكلف حصول معنى مصدر ثلاثيه له ليتمرن فيحصل له معنى مصدر ثلاثيه، نحو: تَشَجَّعَ، وتَحَلَّمَ فإنه يتكلف حصول
1 العبارة التي بين المعقوفتين نقلها ابن الحاجب أيضا من كتاب المفتاح، ص50. وزاد فيها لفظة "تأثم" فقط.
2 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "وتفعل: لمطاوعة فعل
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وتفعل: لمطاوعة
…
".
3 "وهو": إضافة من "ق"، "هـ".
4 في الأصل: الذي مصدره هو التكسير. وحذفنا لفظه "مصدره" لأنها تكررت ولا معنى لها. ويؤيده عدم وجودها في "ق"، "هـ".
5 في "ق"، "هـ": مطاوع، بدلا مما بين المعقوفتين.
6 في الأصل: التكلف. تحريف. وما أثبتناه من "ق، "هـ".
الشجاعة والحلم1 له ليتمرن فيحصل له الشجاعة والحلم.
والفرق بين "تفعّل" و"تفاعَل" مع اشتراكهما في أن أصلهما ليس حاصلا للفاعل وأن الفاعل فيهما يظهر حصوله له، أن الفاعل في "تحلّم" يطلب أن يكون حليما والفاعل في تجاهل لا يطلب أن يكون جاهلا.
- وثانيها: أن يأتي للاتخاذ، يعني: لاتخاذ أصل ما اشتق منه ذلك الفعل نحو: توسَّدت الحجر؛ أي: اتخذت الحجر وسادة. ومنه تَبَنَّاه.
- ورابعها: أن يأتي للتجنب، يغني ليدل على أن الفاعل جانب ما اشتق الفعل منه، نحو: تأَثَّم زيدٌ، وتحرَّج؛ "يعني"2: جانب زيد الإثمَ والحَرَجَ.
- وخامسها: أن يأتي للعمل المتكرر في مهلة؛ يعني ليدل على أن ما اشتق منه ذلك الفعل، وهو تفعَّل حصل3 للفاعل مرة بعد مرة، نحو: تجرَّعتُه، أي: فَعَلْتُهُ4 جرعة بعد جرعة، ومنه: تفهَّمْتُ المسألة أو الكتاب، أي "18": فهمتهما بالتدريج لا دفعة.
- وسادسها: أن يأتي بمعنى استفعل، يعني5 لطلب أصل الفعل؛ لأن "استفعل" لطلب أصل الفعل غالبا، نحو: تكبَّر وتعظَّم، أي: طلب أن يكون كبيرا وعظيما.
1 في الأصل: والحكم. تحريف.
2 لفظة "يعني" إضافة من "ق"، "هـ".
3 في "هـ": حاصل.
4 في "ق"، "هـ": جعلته.
5 لفظة "يعني" ساقطة من "هـ".
[معاني انْفَعَلَ] :
قوله: "وانْفَعَلَ لَازِمٌ، مطاوعُ "فَعَلَ"، نَحْوُ: كَسَرْتُهُ فانكَسَرَ وجاء مُطَاوعَ أَفْعَل، نَحْوُ: أَسْفَقْتُهُ فانْسَفَقَ، وأَزْعَجْتُهُ فانزَعَجَ قَلِيلاً. وَيَخْتَصُّ بِالْعِلَاجِ وَالتَّأْثِيرِ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ "انْعَدَمَ" خطأ"1.
اعلم أن "انفعل" لا يكون إلا لازما؛ لأن معناه حصول الأثر وهو مطاوع "فَعَلَ" غالبا، نحو: كَسَرْتُهُ فانْكَسَرَ، وحَطَمْتُهُ فانْحَطَمَ.
وقد جاء قليلا مطاوع "أَفْعَلَ" نحو: أسفقت الباب، أي: ردَدْتُهُ فانْسَفَقَ2، وأَزْعَجْتُهُ فانْزَعَجَ.
ويختص بالعلاج؛ لأنه وضع لحصول أثر فخصوه بما يظهر أثره وهو العلاج، تقوية للمعنى الذي وضع له، وظهور الأثر عن3
1 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "وانفعل لازم مطاوع فعل
…
" إلى آخره. وفي "هـ": وانفعل
…
". والعبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب بلفظها عن كتاب المفتاح، "ص50" غير أنه زاد فيها مثالا وهو: أسفقته فانسفق".
2 حكى صاحب اللسان عن أبي زيد قوله: "سفقت الباب وأسفقته إذا رددته "اللسان
"سفق": 3/ 2030.
3 في "ق": من.
غير العلاج غير ظاهر، ولهذا لا يقال: علمته فانعلم، ولا قصدته فانقصد، ولا عدمته فانعدم؛ لأن العلم والقصد1 والعدم غير علاج ويقال: قُلْتُهُ فانْقَالَ؛ لأن القول علاج؛ لأن القائل يعمل في تحريك لسانه وإنما ذكر اللازم ليعلم أن "انفعل"2 لا يجيء إلا لازما.
وإنما ذكر المطاوع بعد ذكر اللازم؛ لأن اللازم قد لا3 يكون مطاوعا لشيء كقَعَدَ4 وقد يكون مطاوعا لشيء [نحو انكسر] 5، فذكر أنه مع كونه لازما مطاوع فَعَلَ وأَفْعَلَ، لا مطاوع6 غيرهما.
1 والقصد: ساقطة من "هـ".
2 في "ق": الفعل.
3 لفظة "لا" ساقطة من "هـ"، "ق".
4 كقعد: ساقطة من "هـ"، "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "ق"، "هـ".
6 لفظة "مطاوع" ساقطة من "هـ".
[معاني: افْتَعَلَ] :
قوله: "وافْتَعَلَ: لِلْمُطاوَعَةِ غَالِباً نَحوُ: غَمَمْتُهُ فاغْتَمَّ، وَللاِتِّخَاذِ نَحْوُ: اشْتَوَى وللتَّفاعُلِ، نَحْوُ: اجْتَوَرُوا، ولِلتَّصَرُّفِ، نَحْوُ: اكْتَسَبَ1".
اعلم أن افتعل يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للمطاوعة غالبا نحو: غَمَمْتُهُ فاغْتَمَّ، واتْغَمَّ وشَوَيْتُهُ فاشْتَوَى وانْشَوَى.
- وثانيها: أن يأتي للاتخاذ، نحو: اطَّبَخَ، واشْتَوَى، أي:2 اتَّخذَ طبيخا وشِواء لنفسه3.
- وثالثها: أن يأتي للمفاعلة، نحو اختصموا واجتوروا، إذا4 تخاصموا وتجاوروا، واعلم أنه لو قال للتفاعل كان أولى.
- ورابعها: أن يأتي للتصرف في تحصيل ذلك الفعل الذي يقتضي مفعوله؛ ولهذا قال
سيبويه: معنى كسبت المال: أصبته ومعنى اكتسب المال تصرفت "فيه"5، 6 "تنبيها على أن الثواب يحصل بأدنى ملابسة المثاب عليه، وأن العقاب إنما
1 نقل ابن الحاجب هذه العبارة أيضا عن عبد القاهر، إلا أنه غيّر فيها قليلا؛ ففي المفتاح "ص50" قال عبد القاهر:"وافْتَعَلَ: لِلْمُطاوَعَةِ غَالِباً، نَحوُ غَمَمْتُهُ فَاغْتَمَّ، وَللاِتِّخَاذِ، نحو:اطبخ واشتوى. وللتصرف نحو: اكتسب. وللمفاعلة، نحو: اجتوروا واختصموا".
2 في "ق"، "هـ": إذا.
3 وفي اللسان "طبخ": 4/ 2632، 2633،:"طبخ القدر واللحم يطبِخه ويطبُخه طبخا، واطبخه "الأخيرة عن سيبويه" فانطبخ واطَّبَخَ، أي: اتخذ طبيخا، افتعل، ويكون الاطباخ اشتواء واقتدارا".
4 في "هـ": أي.
5 لفظة "فيه" إضافة من "هـ".
6 في الكتاب "4/ 74": "وأما كسب فإنه يقول أصاب، وأما اكتسب فهو التصرف والطلب".
يحصل بعد التصرف وإظهار ما يقتضي حصول المعاقب عليه فيه1، ولهذا قال الله2 تعالى:[لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت] 3، 4.
1 "فيه": ساقطة من "ق".
2 لفظ الجلالة نقص من "ق".
3 سورة البقرة: من الآية "286".
4 العبارة التي وضعت بين معقوفتين فيها تقديم وتأخير في "هـ"، هكذا:"ولهذا قال الله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} "تنبيها على أن الثواب يحل بأدنى ملابسة المثاب عليه وأن العقاب يحصل بعد التصرف وإظهار ما يقتضي حصول المعاقب عليه".
[معاني: استفعل] :
قوله: "واسْتَفْعَلَ لِلسُّؤَالِ غَالِباً: إِمَّا صَرِيحاً، نَحْوُ: اسْتَكْتَبْتُهُ، أَوْ تَقْدِيراً نَحْوُ اسْتَخْرَجْتُهُ، ولِلتَّحَوُّلِ نَحْوُ: اسْتَحْجَرَ الطينُ، وَ"إنَّ البُغاثَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ". وَقَدْ يجيء بمعنى "فَعَلَ" نحو: قَرَّ واسْتَقَرَّ1".
واعلم أن استفعل يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للسؤال غالبا، وذلك السؤال إما أن يكون صريحا نحو: استكتبته، أي: طلبت منه الكتابة، وإما أن يكون غير صريح نحو: استخرجت الوتد من الحائط، فإنه لا يكون ههنا طلب الخروج من الوتد
1 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "واستفعل للسؤال غالبا
…
" إلى آخره وفي "هـ": "واستفعل
…
" وهذه العبارة نقلها ابن الحاجب عن عبد القاهر، من كتابه المفتاح "ص51".
تحقيقا، بل مجرد تخيل في قصد الخروج فنُزِّلَ التخيل في قصد الخروج منزلة طلب الخروج1.
- والثاني: أن يأتي للتحول2 أي: لتحويل فاعله إلى ما اشتق منه الفعل حقيقة، نَحْوُ:"اسْتَحْجَرَ الطينُ"، وَ"إنَّ"3 البُغاثَ بِأَرْضِنَا يستنسر4، أي: يتحول5 الطين إلى صفة الحجر، والبُغاث بأرضنا يتحول إلى صفة النسر.
[اعلم أنه إن أريد به6 تحوله إلى صفة المشتق منه فالأَوْلى أن يقال أن يأتي للتشبه، وإن أريد بـ"استحجر الطين" تحويله إلى الحجر فإنه يكون التحول7 حقيقة]8.
1 وهذا المعنى ذكره سيبويه في كتابه "4/ 70.
2 قال سيبويه: "وقالوا في التحويل من حال إلى حال هكذا، وذلك "قولك": استنوق الجمل، واستتيست الشاة""الكتاب: 4/ 71".
3 لفظة "أن" إضافة من "هـ".
4 البغاث -بضم الباء وكسرها وفتحها: ضعاف الطير "ينظر اللسان: بغث". وهذا مثل يضرب للضعيف يصير قويًّا، وللذليل يعز بعد ذل. وجاء في اللسان "بغث":"يضرب مثلا للئيم يرتفع أمره، وقيل: معناه أي من جاورنا عزبنا"، "ينظر المثل في: مجمع الأمثال "1/ 10 - دار الفكر"، والمفتاح "51" وشرح الشافية للرضي "1/ 111" واللسان: بغث 1/ 318".
5 في "هـ": تحول.
6 لفظة "به" إضافة من "ق".
7 في "ق": للتحول.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
- والثالث: أن يأتي بمعنى فَعَلَ، نحو: قَرَّ واسْتَقَرَّ1، 2.
1 ينظر الكتاب: 4/ 71.
2 لم يذكر ابن الحاجب معاني: افعوعل وافعوَّل وافْعَلّ وافعالَ، في الشافية. ولم يستدركها عليه ركن الدين ههنا، وهذه المعاني قد ذكرها عبد القاهر، حيث قال في المفتاح "ص51":"وافْعَوْعَلَ مبالغة "فَعُلَ" و"أفعل" كاخْشَوْشَنَ، واعْشَوْشَبَ. و"افْعَوَّل" مثله في المبالغة نحو: اعْلَوَّطَ، واخْرَوَّطَ، واجْلَوَّذَ. وافْعَلَّ وافْعَالّ للألوان والعيوب، نحو ابْيَضَّ وابْيَاضَّ، واعْوَرَّ واعْوَارَّ. وافعالّ أبلغ" وهذه المعاني قد استدركها الرضي في شرحه وذكرها وذكر أمثلتها وشرحها. "ينظر شرح الشافية: 1/ 112، 113" وقد التبس الأمر على محقق كتاب المفتاح: فذكر في حاشية "28" من ص51 أن ابن الحاجب ذكر هذه الأوزان الأربعة الأخيرة وأمثلتها بتصرف يسير، وأشار إلى شرح الرضي 1/ 112، 113. والحق أن الذي ذكرها هو الرضي وليس ابن الحاجب، فهي ليست مذكورة في متن الشافية "ص3" ضمن معاني الأبنية.
[أبنية الرباعي] :
قوله: "وللرباعي المجرد بناء واحد، نَحْوُ: دَحْرَجْتُهُ ودَرْبَخَ1، وَلِلْمَزِيدِ فِيهِ ثَلَاثَةٌ: تَدَحْرَجَ، واحْرَنْجَمَ، واقْشَعَرَّ2، وهي لازمة"3.
اعلم أن للرباعي4 المجرد عن الزوائد بناء واحدا وهو "فَعْلَل"، ولم يتصرفوا كما تصرفوا في الثلاثي المجرد من فتح عينه وكسرها وضمها لثقل الرباعي.
1 ينظر المفتاح، ص45.
2 ينظر المصدر السابق، ص46، وأطلق عبد القاهر على الأفعال المزيدة مصطلح الأفعال المشبعة.
3 العبارة بتمامها من "ق". وجاءت في الأصل "وللرباعي المجرد
…
" إلى آخره وفي "هـ": "وللرباعي المجرد
…
".
4 في الأصل: "الرباعي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وإنما جوزوا استعمال الفتحات الثلاث فيه لخفتها، وإنما سكنوا الثاني طلبا للخفة؛ لأنه ليس في كلامهم أربع حركات "19" متوالية في كلمة واحدة، لما فيه من الاستثقال.
وإنما كان الثاني أولى بالتسكين؛ لأنه يتعذر تسكين الأول لامتناع الابتداء بالساكن، وكذا الرابع لوجوب بناء الماضي على الفتح ما لم يتصل به [واو ولا] 1 ضمير مرفوع بارز متحرك، وكذا الثالث؛ لأنه يلزم منه التقاء الساكنين على غير حدة؛ لأنه قد يسكن الرابع وذلك إذا اتصل به ضمير مرفوع بارز متحرك، وهو قد يكون متعديا نحو: دحرجت الحجر وقد يكون "غير"2 متعد، نحو: دَرْبَخَ الرجل، إذا طَاطَأَ رأسه وبَسَطَ ظَهْره3.
وللرباعي المزيد فيه ثلاث أبنية:
أحدها: تَفَعْلَل نحو "تدحرج".
- والثاني: افْعَنْلَل نحو "احْرَنْجَمَ" يقال: حرجمت الإبل فاحرنجمت، إذا رددتها فارتد بعضها إلى بعض فاجتمعت4.
- والثالث: افْعَلَلّ نحو "اقْشَعَرّ"5، لأن الهمزة والراء الثانية زائدتان مثل "أحمر".
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ".
3 قاله صاحب اللسان. "ينظر: دربخ" 2/ 1350 وذكر ابن جني أن الأفعال الرباعية المبنية للفاعل لا تكون إلا على مثال "فعلل" فقط "ينظر المنصف: 1/ 28".
4 ينظر اللسان "حرجم": 2/ 824.
5 من القشعريرة. "ينظر اللسان: قشعر": 5/ 3638.
[الفعل المضارع وأبوابه] :
قوله: "المضارع بزيادة حرف المُضَارِعَةِ عَلَى المَاضِي؛ فَإِنْ كَانَ مُجَرَّداً عَلَى "فَعَل" كُسرت عَيْنُهُ أَوْ ضُمت أَوْ فُتحت إِنْ كانَ الْعَيْنُ أوِ اللَاّمُ حَرْفَ حَلْقٍ غَيْرَ ألِفٍ، وَشَذَّ: أَبَى يأْبَى: وَأَمَّا قَلَى يَقْلَى فعامرية، ورَكَنَ يَرْكَنُ من التداخل"1.
اعلم أن المضارع يحصل بزيادة حرف المضارعة، أعني الهمزة أو النون أو التاء أو الياء على الماضي2.
ثم إن كان الماضي مجردا عن الزوائد على وزن "فَعَل" -بفتح العين- أسكنت فاؤه وكسرت عينه في المضارع، أو ضمت نحو:
1 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت في الأصل: "والمضارع بزيادة حرف المضارعة على الماضي
…
" إلى آخره. وفي "هـ": والمضارع
…
".
2 عن تعريف المضارع وما يعرف به، قال عبد القاهر:"والمضارع: ما دل على زمانَي الحال والاستقبال ويسمّى حاضرا أو مستقبلا، كـ"يفعل"، ويعرّف بأن تتعقب على أوله الهمزة والنون والتاء والياء ويكون آخره مرفوعا ومنصوبا ومجزوما، ما لم يتصل به ضمير جماعة النساء، نحو: "يضربن" "المفتاح: 53، 54".
ضرَب يضرِب، وقتَل يقتُل، وإنما لم يتعرض لسكون الفاء لظهوره أو فتحت عينه إن كانت عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق غير ألف غالبا نحو: نحَب ينحَب1 ومنَع يمنَع2.
وقد يأتي عينه مضموما أو مكسورا مع وجود حرف الحلق، نحو: دخَل يدخُل، ونَبَحَ يَنْبَح. وقد شذ: فعَل يفعَل -بفتح العين فيهما- نحو: أبى يأبَى3. وإنما جوّزه4؛ لأن الياء ينقلب إلى حرف الألف الذي هو حرف الحلق، لتحركها وانفتاح ما قبلها5 فتكون من الذي لامه حرف حلق6.
واعلم أن في عَدِّ الألف من حروف الحلق نظرا. [حيث إن غيره لم يعد الألف من حروف الحلق]7.
1 في الأصل: نحت ينحت: وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 ينظر ما قاله الرضي حول علة فتح عين المضارع إن كانت عينه أو لامه من حروف الحلق غير الألف، في شرح الشافية "1/ 118، 119".
3 وحكى سيبويه في "أبَى يأبَى" لغة ثانية، قال:"وقالوا: أبى يَأبَى، فشبهوه بِيَقْرَأ وفي "يأبى" وجه آخر: أن يكون مثل: حسب يحسِب، فُتِحا كما كُسِرا""الكتاب: 4/ 105".
4 في "ق"، "ق":"جوزوه".
5 قال سيبويه: "اتبعوا الأول، يعني في يأبى؛ لأن الفاء همزة""الكتاب: 4/ 105" وقال أبو سعيد السيرافي: "وقد دل هذا أن سيبويه ذهب في أبى يأبى أنهم فتحوا من أجل تشبيه ما الهمزة فيه أولى بما الهمزة فيه أخيرة ومثله: عضضت يعض". "شرح السيرافي بهامش الكتاب 2/ 254 "بولاق"".
6 في "ق"، "هـ": الحلق.
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
ومما شذ أيضا: جَبَى الخراجَ يَجْبَاه1، ووَذَرَ يَذَرُ2 وقال3 في الصحاح4: "قال أبو عبيدة5 عضَضْتُ -بالفتح- لغة في الرِّباب6 فعلى هذا عضَّ يَعَضُّ في الرِّباب من الشاذ.
وأما قلى يقلَى، بفتح العين فيهما فليس بصحيح7، وإنما هو8 لغة عامرية9. وأما ركَن يركَن -بفتح العين فيهما- كما
1 حكاه سيبويه: "ينظر الكتاب: 4/ 105" وقال في اللسان: "جَبَى الخراجَ والمالَ والحوضَ يَجْباه ويجبِيه: جمعه وجَبَى يَجْبَى مما جاء نادرا مثل أبَى يأبَى؛ وذلك أنهم شبهوا الألف في آخره بالهمزة في قرأ يقرأ، وهدأ يَهْدَأ""جبى": 1/ 541.
2 وَذَرَ يَذَرُ -بالفتح فيهما- شاذ؛ لأن المسموع: وذَر يذِر، ووذِر يذَر. "ينظر اللسان: وذر: 6/ 4805".
3 الواو ساقطة من "ق".
4 في "عضض": 3/ 1091.
5 يعني أبا عبيدة معمر بن المثنى "سبقت ترجمته".
6 في اللسان "عض" 4/ 2986: "وحكى الجوهري عن ابن السكيت: عضضت باللقمة فأنا أعض، وقال أبو عبيدة: عضضت -بالفتح- لغة في الرباب. قال ابن بري هذا تصحيف على ابن السكيت. والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإصلاح: عَصِصْتُ باللقمة فأنا أعِصّ بها عصَصًا. قال أبو عبيدة: وعَصَصْتُ -بالفتح- لغة في الرِّباب". ا. هـ. وينظر كذلك الصحاح: "عض": 3/ 1091 وعلى كل فقد حكى سيبويه هذه اللغة -أعني: عَضَضْت تَعَضُّ- في كتابه "4/ 106" وهو أسبق من ابن السكيت، حيث توفي سيبويه قبل أن يولد ابن السكيت بست سنوات.
7 قال سيبويه: "وأما جَبَى يَجْبَي، وقلَي يقلَي فغير معروفين إلا من وُجَيْهٍ ضعيف، فلذلك أمسك عن الاحتجاج لهما". "الكتاب: 4/ 106".
8 لفطة "هو" ساقطة من "هـ".
9 وفي اللسان أنها لغة طيئ. "قلى": 5/ 3731.
حكاه1 أبو عمرو فإنه من اللغة المتداخلة؛ يعني أن ركَن يركُن بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع2، ورَكِن يركَن -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع لغتان، فأخذ الماضي من اللغة الأولى والمضارع من اللغة الثانية، فقيل: ركَن يركَن -بفتح العين فيهما3- وقال بعضهم: إن قلَى يقلَى لغة في قَلَى يقلِي؛ فإن صح هذا كان قَلَى يقلَى -بفتح العين فيهما- من اللغة المتداخلة4 أيضا.
قوله: "ولزموا الضم في الأجوف بالواو والمنقوص بها، والكسر فيهما بالياء"5.
يعني: إذا كان الماضي على فَعَل -بفتح العين- لزموا ضم العين في المضارع في الأجوف والناقص الواويين نحو: قام يقوم، ودعا
1 في "هـ": كما رواه.
2 في الأصل: المستقبل.
3 قاله الجوهري في الصحاح "ركن": 5/ 2126" ونقله عنه ابن منظور في اللسان "ركن": 3/ 1721 وينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125.
4 وأن تكون لغة طائية؛ لأنهم يجوزون قلب الياء ألفاً في كل ما آخره ياء مفتوحة فتحةً غير إعرابية مكسورٌ ما قبلها، نحو "بَقَى" في "بَقِيَ" و"دَعَى" في "دُعِيَ" وغير ذلك. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125".
5 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "ولزم الضم
…
" إلى آخره وفي "هـ": "ولزموا الضم
…
".
يدعو؛ لمناسبة الضمة الواو؛ لأنهم1 لو كسروا العين لزم التغيير وهو قلب الواو ياء لكسرة ما قبلها ولزموا كسر العين في المضارع في الأجوف والناقص اليائيين، نحو: باع يبيع، رمى يرمي؛ لمناسبة الكسرة الياء؛ ولأنهم لو ضموا العين لزم التغير "20" وهو قلب الياء واوا لضم ما قبلها.
قوله: "ومن قال طَوَّحْتُ وأَطْوَحُ، وتَوَّهْتُ وأَتْوَه"؛ فَطَاحَ يَطِيحُ، وَتَاهَ يِتِيهُ شاذٌ عِنْدَهُ أَوْ من التداخل"2.
اعلم أن هذا جواب عن سؤال مقدر3، وتقدير السؤال: أنكم قلتم إن4 الماضي إذا كان على فعَل -بفتح العين- في الأجوف بالواو، لا يكون مضارعه إلا على يفعُل -بضم العين، وطَاح وتَاه "فعل"، من الأجوف، بالواو لقولهم: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ؛ مع أنه جاء طاح يطِيح، وتاه يتِيه، وهو: فَعَل يفعِل -بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع؟
وأجاب عنه بأن من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ، وهو أَطْوَحُ منه وأَتْوَهُ منه للتفضيل، فَطَاحَ يَطِيحُ وَتَاهَ يَتِيهُ، شاذٌ عِنْدَهُ أَوْ من اللغة
1 في "ق" ولأنهم.
2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "ومن قال طوحت وأطوح
…
" إلى آخره وفي "هـ": ومن قال طوحت
…
".
3 لفظة "مقدر" ساقطة من "ق".
4 لفظة "إن" ساقطة من "ق"، "هـ".
المتداخلة؛ وذلك لأنه جاء: طَاحَ يطُوح وتاه يتُوه حينئذ بالواو1 وجاء: طاح يطيح، وتاه يتيه بالياء2.
اعلم3 أن القول بأن طاح يطيح، وتاه يتيه من اللغة المتداخلة عند من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ بعيد؛ لأنه إن لم يقل طَيَّحْتُ وتَيَّهْتُ لم يكن عنده متداخلا بل شاذا وإن قال به فهو من الأجوف اليائي، وكذا إن قال به غيره، وحينئذ لا يكون شاذا ولا متداخلا، [على أن التداخل لا يتصور ضمنا؛ لأن صورة الماضي في التغيير واحدة] 4 وأما فإن قال طيَّحْتُ وتَيَّهْتُ، فطاحَ يطِيح، وتاه يَتِيه جاء على القياس5.
1 في "ق"، "هـ": بالواو حينئذ.
2 قال سيبويه: "وأما طاح يطيح وتاه يتيه فزعم الخليل أنهما فعِل يَفْعِل بمنزلة حَسِبَ يَحْسِبُ. وهي من الواو ويدلك على ذلك طَوَّحت وتَوَّهت، وهو أطوَحُ منه وأتوَهُ منه، فإنما هي فعِل يَفْعِل من الواو كما كانت منه فعِل يَفْعَل، ومن فَعِل يَفْعِل اعتلتا. ومن قال: طيَّحت وتيَّهت فقد جاء بها على باع يبيع مستقيمة. وإنما دعاهم إلى هذا الاعتلال ما ذكرت لك من كثرة هذين الحرفين فلو لَم يفعلوا ذلك وجاء على الأصل أدخلت الضمة على الياء والواو والكسرة عليهما في فَعُلْتُ وفَعِلْتُ ويَفْعُل ويَفْعِل، ففروا من أن يكثر هذا في كلامهم مع كثرة الياء والواو، فكان الحذف والإسكان أخف عليهم. ومن العرب من يقول: ما أتيهه، وتيَّهت، وطيَّحت""الكتاب: 4/ 344، 345"، وينظر كذلك المنصف: 1/ 261، 263".
3 في "هـ": واعلم.
4 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
5 في اللسان "طوح": "قال سيبويه في طاح يطيح: إنه فَعِل يَفْعِلُ؛ لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الواو، كراهة الالتباس ببنات الياء، كما أن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الياء؛ كراهة الالتباس ببنات الواو أيضا، فلما كان ذلك عدما البتة. ووجدوا فَعِل يَفْعِل في الصحيح كحَسِبَ يَحْسِبُ وأخواتها وفي المعتل كوَلِي يَلِي وأخواته، حملوا طاح يطيح على ذلك، وله نظائر، كتاه يتيه وما يميه. وهذا كله فيمن لم يقل إلا طوَّحه وتوَّهه، وماهت الرَّكيّة مَوْهًا. وأما من قال طيَّحه وتيَّهه، وماهت الركيَّة منها، فقد كفينا القول في لغته؛ لأن طاح يطيح وأخواته على هذه اللغة بنات الياء، كباع يبيع ونحوها""4/ 2717". وقال المازني في تصريفه: "ومن العرب من يقول" تيَّه، وطيَّح "فهو عند هؤلاء مثل باع يبيع" وقال أبو الفتح: إنما ذهب أبو عثمان إلى أن "تيَّه" و"طيَّح" من الياء؛ لأنهما لو كانا من الواو لقالوا "توَّه، وطوَّح" كما حكى الخليل "المنصف: 1/ 262".
قوله: "وَلَمْ يَضُمُّوا في المِثَالِ، ووَجَدَ يَجُدُ ضَعيفٌ".
يعني: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المعتل الفاء نحو1 "وَعَدَ" لم يضموا العين في المضارع؛ فلم يقولوا: وعد يوعُد لاستثقال الضمة، سواء بقيت الواو أو حذفت، وأبقيت2 الضمة بعد حذف الواو بخلاف الكسرة، فإنها أخف من الضمة.
وأما: وَجَدَ يَجُدُ -بضم العين في لمضارع- فضعيف لا اعتداد به3 لخروجه عن القياس واستعمال الفصحاء4، 5.
وقوله: "ولزموا الضم في المضاعف المتعدي، نحو: يَشُدُّ ويَمُدُّ"6.
1 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: "وبقيت". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 "به": ساقطة من "هـ".
4 في الأصل: الفصاحة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 وجد يجُد -بضم عين المضارع- لغة عامرية، لا نظير لها في باب المثال. "ينظر اللسان "وجد": 6/ 4770، وشرح الشافية للرضي: 1/ 132". واللغة القياسية والمستعملة: وجَد يَجِد "ينظر اللسان "وجد" 6/ 4770".
6 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل: "ولزموا الضم
…
" إلى آخره.
وفي "هـ": "ولزموا الضم
…
".
أي: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المضاعف المتعدي، لزموا ضم العين في المضارع نحو:"شدَّ يَشُدُّ"، و"مَدَّ يَمُدُّ" لأنه لا يجوز فتحها؛ لأنه ليس عينه ولا لامه حرفا من حروف الحلق، ولا كسرها للاستثقال مع كثرة مجيء المضاعف المتعدي1.
وقد جاء أفعال بكسر العين في المضارع وهي: نَمَّهُ يَنِمُّهُ، وبَتَّهُ يَبِتُّهُ، وعَلَّهُ في الشراب يَعِلُّهُ، وشَدَّ ُيَشِدُّهُ، وهرَّ الشيء يَهِرُّه؛ أي: كرهه، وصدَّه يَصِدُّه -مع مجيء الضم أيضا فيها. وقد جاء حَبَّه يَحِبُّه بالكسر فقط2.
وإنما قيّد المضاعف بالمتعدي؛ لأنه لو كان لازما لزم فيه "الكسر"3 نحو: حنَّ يَحِنُّ وأنَّ يَئِنُّ وظلَّ يَظِلُّ، وضَنَّ يَضِنُّ، أي: بخل.
قوله: "وَأِنْ كَانَ عَلَى فَعِلَ فُتحت عَيْنُهُ أوْ كُسِرَتْ إنْ كَانَ مِثَالاً، وَطَيِّئٌ تَقُولُ في4 باب بَقِيَ يَبْقَى: بقَى يَبْقَى"5.
1 في "ق": للمتعدي.
2 قال الجوهري في الصحاح "حبب" 1/ 242: "تقول: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وهذا شاذ؛ لأن باب المضاعف إذا كان يفعِل منه مكسورا، لا يجيء متعديا إلا أحرف معدودة، وهي: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وعلَّهُ في الشراب يَعُلُّهُ ويَعِلُّهُ ونمَّ الحديث يَنُمُّهُ ويَنِمُّهُ، وشَدَّه يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ، وحَبَّهُ يَحِبُّهُ، قال: وهذه وحدها على لغة واحدة، وإنما سهّل تعدي هذه الأحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن.
3 لفظة "الكسر" إضافة من "هـ".
4 لفظة "في" ساقطة من "ق".
5 العبارة من "ق": وفي الأصل: "وإن كان على فعل
…
" إلى آخره، وفي "هـ": "وإن كان على فعل
…
".
أي: وإن كان الماضي على فعِل -بكسر العين- فتحت عينه وكسرت في المضارع نحو: عَلِمَ يَعْلَمُ، وحَسِبَ يَحْسَبُ. وفتح العين في المضارع هو القياس.
وقد جاء الكسر في أحرف، مع جواز الفتح فيها، وهي: حَسِبَ يَحْسِبُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ ويَبِسَ يَيْبِسُ1. وحكى اللِّحيانِيُّ2: فَضِلَ يَفْضَلُ3. وحكى الأخفش: قَنِطَ يِقْنِطُ4. وحكى الأصمعيُّ: عَرِضَتْ له الغولُ تَعْرِضُ5.
1 وقد ذكر ذلك ابن جني في شرحه على تصريف المازني، ثم قال:"فهذا كله فيه لغتان: إحداهما الأصل، وهي الفتح، والأخرى لضرب من الاتساع، وهي الكسر، "المنصف: 1/ 208".
2 اللحياني، هو: علي بن حازم، إمام كوفي من أئمة اللغة، عدَّه الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين عاصر الفراء، وكان أحفظ الناس للنوادر، باعتراف الفراء نفسه، وله كتاب في النوادر لطيف. "عن: طبقات النحويين واللغويين، ص195، بتصرف يسير".
3 حكاه عنه ابن منظور "اللسان "فضل": 5/ 3429".
4 جاء في معاني القرآن للأخفش "ص380": "قال: "وَمَنْ يَقْنِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ"؛ لأنها من قَنِطَ يَقْنِطُ. وقال بعضهم يَقْنُطُ مثل يَقْتُلُ، ويَقْنَطُ مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ. ونقله ابن منظور في اللسان "قنط": 5/ 3752. وقال: "إنما هو على الجمع بين اللغتين". والقراءة المذكورة "يقنِط" في سورة الحجر "56"، نسبت إلى أبي عمرو بن العلاء والأعمش والكسائي، ينظر الطبري: 14/ 40، والسبعة 367، والكشف: 2/ 31، والتيسير: 136، والبحر المحيط 5/ 459.
5 لا أدري من أين أتى بهذه الحكاية عن الأصمعي، فقد فتشت في كتب اللغة جميعها فلم أعثر عليها حكاية عن الأصمعي، وإنما هي حكاية عن أبي زيد، كما ذكر ذلك صاحب الصحاح قال:"أبو زيد: يقال: عَرَضَتْ له الغولُ وعَرِضَتْ، أيضا بالكسر "الصحاح "عرض" 3/ 1082.
[ومعنى: عَرِضَتْ؛ أي: ظهرت] 1، 2.
وضَلِلْتُ أَضِلُّ3 لغة تميمية4.
ويمكن أن يقال: ضَلِلْتُ أَضِلُّ من اللغة المتداخلة، [وكذا فَضِل يفضِل] 5 لأنه جاء ضَلَلْتُ أَضِلُّ وضَلِلْتُ أضَلُّ.
"وكذا في": وَصِب في ماله يَصِبُ6 -إذا أحسن القيام عليه7-[من اللغة المتداخلة؛ لأنه8] قد جاء: وَصِبَ يَوْصَب9.
[ووَصَبَ يَصِبُ10]11. "ونَعِمَ يَنْعِمُ، بالكسر فيهما".
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 ينظر المصدر السابق، والمجمل "عرض" 660 واللسان "عرض" 4/ 2886.
3 "ضللت أضل": من "ق". وفي الأصل، "هـ":"وظللت أظل".
4 وفي اللسان: "ضَلَلْتَ تَضِلُّ، هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضلالا وضلالة وقال كراع: وبنو تميم يقولون: ضَلِلْتُ أَضِلُّ، وضَلِلْتُ أَضَلُّ، وقال اللحياني: أهل الحجاز يقولون: ضَلِلْتُ أضَلُّ، وأهل نجد يقولون: ضَلِلْتُ أَضِلُّ، قال: وقد قرئ بهما جميعا قوله تعالى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} ، وأهل العالية يقولون: ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ" 4/ 2601 "ضلل".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 هذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن كراع. "ينظر اللسان: وصب" 6/ 4848.
7 ينظر المصدر السابق.
8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
9 ينظر المصدر السابق.
10 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق يتطلبها السياق.
11 ووَصَبَ يَصِبُ -كـ"وعَدَ يَعِدُ"- حكاها صاحب اللسان عن كراع. "ينظر اللسان "وصب": 6/ 4848".
وقد جاء أحرف من المعتل الفاء بكسر العين فيها ولم يُرْوَ فيها الفتح في المضارع وهي: وَرِثَ يَرِثُ ووَثِقَ يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَرِمَ يَرِمُ من الوَرَم، ووَرِعَ يَرِعُ1.
وقد حكى سيبويه: وَرِعَ يَوْرَعُ2 -ووَلِي يَلِي- بالكسر لا غير ووَفِقَ أمره يَفِقُ "21" إذا صادفه موافقا.
ووَلِهَ يَلِهُ إذا أفرط في الحرن3 والأكثر يَوْلَه4.
ووَغِمَ يَغِمُ بمعنى: نعِم ينعم، ووَهِمَ في الشيء يَهِمُ إذا ذهب الوهم إليه. وآن يئين5، أصله: أَوِنَ بكسر العين؛ لأنه لو كان بفتح العين لكان مضارعه يئون6.
وطاح يطِيح، وتاه يَتِيه -أصلها: فَعِل يَفْعِل- بكسر العين فيهما؛ لأنه لو كان فعل يفعل -بفتح العين- وهو من ذوات الواو لقالوا: طُحْتُ وتُهْتُ بضم الفاء.
1 الكتاب: 4/ 54، وينظر اللسان "ورع": 6/ 4814.
2 ينظر المصدر السابق.
3 في الأصل: الجنون. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 أي: على القياس. حكاها الجوهري في الصحاح "وله" 6/ 2256، ونقلها عنه ابن منظور في اللسان "وله": 6/ 4919".
5 حكاه ابن الأعرابي وأبو زيد. ذكر ذلك ابن منظور في اللسان "أين" 1/ 192.
6 أي: يرفق. "ينظر اللسان "أون": 1/ 177".
ووَحِرَ صدره يَحِرُ من الغضب، ووَغِرَ صدره يَغِرُ، والأجود يَوْحَرُ1 ويَوْغَرُ2، ووَحَر الصدر: غِشُّه3.
ووَطئ يَطَأَ، ووَسِعَ يَسَعُ والأصل الكسر، ولذلك4 حذفت الواو منهما ثم فتح حرف الحلق5. ووَلِغَ يَلِغُ6. وحكى أبو زيد: يَوْلَغُ7 وحكى غيره: وَلََغَ يَلَغُ8.
وحُكي أيضا: وَهِنَ يَهِنُ9 وحكى ابن دريد: وَهِنَ يَوْهَنُ10 ووَهِلَ يَهِلُ والمستعمل يَوْهَلُ11. وحكي: لَبِبْتُ تَلَبُّ بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع12. وأما وَبِقَ يَبِقُ13، ووَرِي الزَّنْدُ
1 ذكر ابن منظور اللغتين -أعني: يَحِرَ ويَوْحَرُ- وقال: "ويَوْحَر أعلى""اللسان: وحر 6/ 4783".
2 الصحاح "وغر" 2/ 846. وينظر اللسان "وغر": 6/ 4878.
3 في اللسان: "قال الكسائي والأصمعي في قوله: وَحِر صدره: الوَحَرُ غِشُّ الصدرِ وبلابله "وحر": 6/ 4783".
4 في الأصل: وكذلك. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 قال أبو عثمان المازني: "وكان أصل" يَسَعُ: يَوْسِع" فلزم الواو الحذف كما لزمها في "يَعِد" فحذفت، ثم فتحت السين في "يَسَع" والطاء في "يَطَأ" لأن العين والهمزة من حروف الحلق "المنصف: 1/ 206".
6 حكاه ابن منظور عن اللحياني "ينظر اللسان "ولغ": 6/ 4917".
7 حكاه ابن منظور عن اللحياني. "ينظر اللسان "ولغ": 6/ 4917".
8 المصدر السابق.
9 المصدر السابق "وهن": 6/ 4935.
10 الجمهرة: "وهن": 3/ 182.
11 ينظر اللسان: "وهل": 6/ 4933، ووهل: ضعف وفزع وجبن.
12 حكاه صاحب اللسان في "لبب": 5/ 3979.
13 وبَق يبق، ووبِق يبق: هلك "اللسان "وبق": 6/ 4755".
يَرِي، إذا أخرج النار، ووَرِي المخُّ يَرِي -إذا اكتنز1- فقد جاء الفتح في ماضيها2.
اعلم أن قياس المضارع من "فَعِلَ" بكسر العين في المتعدي واللازم، يَفْعَلُ بفتح العين، وإنما جاء المضارع منه يَفْعِلُ -بكسر العين في المتعدي وغيره- قليلا بشرط أن يكون معتل الفاء؛ لاستلزام3 التخفيف حينئذ بحذف الواو؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة لازمة بخلاف "يَفْعَلُ" -بفتح العين- فإنهم لو قالوا: يَوْمَقُ -بفتح الميم- كان ثقيلا، ولم يوجد ما يوجب حذف الواو؛ لأنهم لو فتحوا عين المضارع من وَلِيَ يَلِي وشبهه، لأدى إلى استثقال إن بقيت الواو التي هي فاء في المضارع، وإلى4 إعلالين إن حذفت الواو؛ وهما حذف الواو في الأول وقلب الياء ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وكل واحد منهما محذور عنه.
وإنما قلنا بشرط أن يكون معتل الفاء؛ لأن الصحيح والمعتل العين أو اللام جار على القياس إلا نادرا.
وطيئ يقلبون الكسرة فتحة ويقلبون الياء ألفا في كل ياء مفتوحة فتحة بناء وقبلها كسرة، فيقولون في بَقِي يَبْقَى: بَقَى يَبْقَى، وفي فَنِيَ
1 المصدر السابق "ورى": 6/ 4822.
2 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 135.
3 في "ق"، "هـ": لاستلزامه.
4 في "ق": "أو إلى".
يَفْنَى: فنَى يَفْنَى، وفي دُعِيَ وبُنِيَ: دُعَى وبُنَى قياسا1؛ طلبا للتخفيف؛ لأن الفتحة والألف أخف من الكسرة والياء، ومنه قول الشاعر على لغتهم:
3-
نستوقد النَّبل بالحِضيضِ ونَصْـ
…
طاد نفوسا بُنَتْ على الكرم2
"و"3 قال بعضهم: إنَّ قَلَى يَقْلِي لغة في: قَلِيَ يَقْلَى4، فإن صح ذلك كان قَلِيَ يَقْلَى من تداخل اللغتين، أو كان حكمه حكم: بَقَى يَبْقَى على لغة طيئ5.
قوله: "وأما فَضِلَ يَفْضُلُ ونَعِمَ يَنْعُمُ فمن التداخل"6.
1 قال الجوهري: وطيئ تقول: بَقَى وبَقَتْ، مكان بَقِيَ وبَقِيتُ. وكذلك أخواتها من المعتل "الصحاح "بقي": 6/ 2284". ونقله ابن منظور في اللسان "بقى": 1/ 331 دون إشارة إلى أنه كلام الجوهري. وينظر كذلك: شرح الشافية للرضي 1/ 125.
2 هذا بيت من المنسرح أورده أبو تمام في حماسته، وذكر قبل بيتا آخر، هو:
نحنُ حَبَسْنَا بَنِي جَدِيلَة فِي
…
نَارٍ مِنَ الحرب حَجْمَةِ الضَّرَمِ
ونسبهما لرجل من بني بَوْلان، من طيئ، وتابعه في هذه النسبة الجوهري وابن منظور وابن الحنبلي والبغدادي، ينظر: ديوانه الحماسة "ص54"، حماسية رقم "32"، الصحاح "بقي""6/ 2284" واللسان "بقى" 1/ 331، وشرح الرضي على شرح الشافية 1/ 124 وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 57" وشرح نقره كار "مجموعة الشافية 2/ 36" وشرح شواهد الشافية للبغدادي ص50، وربط الشوارد: 156، "34". وقيل: قائله رجل من بني القين بن جسر "ينظر: شرح شواهد الشافية ص50. والشاهد في قوله: "بُنَتْ" حيث جاءت على لغة طيئ، وغيرهم يقولون: بُنِيَتْ.
3 الواو إضافة من "هـ".
4 ينظر اللسان "قلى": 5/ 3731.
5 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125.
6 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل جاءت: "وأما فضل يفضل
…
" إلى آخره، وفي "هـ": "وأما فضل
…
".
اعلم أن فَضِلَ يَفْضُلُ، ونَعِمَ يَنْعُمُ -بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع- من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء فَضَلَ يَفْضُل1 بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع ونَعُمَ يَنْعُمُ -بالضم فيهما- وجاء: فَضِلَ يَفْضَلُ2، ونَعِمَ يَنْعَمُ -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع من الفضلة، فإذا قيل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ونَعِمَ يَنْعُمُ -بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع، وفَضَلَ يَفْضَلُ- بفتح العين فيهما- أخذ الماضي من إحدى اللغتين، والمضارع من اللغة الأخرى3.
وأما فَضَلْته -من الفضل للغلبة- فمخصوص بـ"فَعَل يفعُل" بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، كما مرّ في باب المغالبة.
وكذا مِتُّ -بكسر الميم4- يَمُوتُ5، ودِمْتَ تَدُومُ من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء6: مُتُّ7 تموت، [كقُلْتَ تَقُولُ] 8
1 وهي اللغة المشهورة "ينظر اللسان: "فضل": 5/ 3429".
2 حكاه ابن السكيت. ذكر ذلك الجوهري في الصحاح "فضل" 5/ 1791.
3 قال الجوهري -بعد أن ذكر اللغة المشهورة: فَضَلَ يَفْضَلُ، واللغة الثانية التي حكاها ابن السكيت -أعني: فَضِلَ يَفْضَلَ: "وفيه لغة ثالثة مركبة منهما: فَضِلَ بالكسر، يفضُل، بالضم، وهو شاذ لا نظير له. قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال: وكذلك نَعِمَ يَنْعُمُ "الصحاح "فضل": 5/ 1791".
4 "بكسر الميم": ساقط من "هـ".
5 ينظر الصحاح "موت": 5/ 1791. وهذه اللغة حكاها سيبويه في كتابه "4/ 40".
6 في "هـ": جاءت.
7 لفظة "مت": ساقطة من "هـ".
8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
ومِتّ تَمَات -بكسر الميم [كخِفْت تخاف] 1، ودُمْتَ تَدُومُ. ودِمْتَ -بكسر الدال- تدام؛ فأخذ الماضي من إحداهما والمضارع من الأخرى.
وكذا شَمَلَ يَشْمَلُ -بفتح العين فيهما-2 من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء "23": شَمِلَ يَشْمَلُ3 -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع [وشَمَلَ يَشْمُل4، بفتح العين في الماضي، وضمها في المضارع]5.
قوله: "وإن كان على فَعُلَ ضُمَّتْ".
أي:6 وإن كان الماضي على "فَعُلَ" -بضم العين- ضمّت العين في المضارع قياسا مطردا إلا أن سيبويه حكى كُدْتَ تَكَاد -بضم الكاف في الماضي وفتحها في المضارع- وهو شاذ7. والجيد: كِدْتَ تَكَادُ، مثل: نِمْتَ تَنامُ.
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 ما بين الشرطتين: ساقط من "هـ".
3 وهي اللغة المشهورة. يقال: شَمِلَهم الأمرُ يَشْمَلُهُمْ، إذا عمّهم. "الصحاح: 5/ 1738".
4 في الصحاح "شمل" 5/ 1739: "وشَمِلَهُمْ -بالفتح- يَشْمُلُهُمْ لغة، ولم يعرفها الأصمعي".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 الواو ساقطة من "ق".
7 في الكتاب "4/ 40": "وقد قال بعض: كُدْتَ تَكادُ، فقال فَعُلْتَ تَفْعَل، كما قال: فَعِلْت أَفْعَلُ وكما نزل الكسرة كذلك ترك الضمة. وهذا قول الخليل. وهو شاذ من بابه كما أن فَضِلَ يَفْضُلُ شاذ من بابه".
وحكى الزجاج1 عن بعض العرب: لَبُبْتَ تَلَبُّ -بضم العين في الماضي وفتحها في المضارع2 والأكثرون: لبِبْتَ تَلَبُّ3 [بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع]4.
قوله: "وإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ كُسر مَا قَبْلَ الآخِرِ، مَا لَمْ يَكُنْ أَوَّلُ مَاضِيهِ تَاءً زَائِدَةً، نَحْوُ: تَعَلَّمَ، وتَجَاهَلَ فَلَا يُغير، أَوْ تَكُنْ الَّلامُ مُكَرَّرَةً، نَحْوُ: احْمَرَّ واحْمَارَّ فيُدغم5.
أي: وإن كان الماضي غير الثلاثي المجرد، سواء كان ثلاثيا بزيادة أو رباعيا مجردا، أو رباعيا بزيادة، كسر ما قبل آخر المضارع إذا لم يكن أول ماضيه تاء زائدة ولم تكن لامه مكررة، نحو: يَنْفَعِل ويَسْتَفْعِل ويُدَحْرِجُ ويَحْرَنجم.
1 هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهيل الزجاج، كان أول أمره يخرط الزجاج ثم مال إلى طلب العلم فلزم ثعلبا ثم المبرد فأخذ عنهما، ثم اتصل بالمكتفي وصار نديما له. توفي سنة 310هـ ومن أشهر مؤلفاته: الاشتقاق، وشرح أبيات سيبويه، وما ينصرف وما لا ينصرف، ومعاني القرآن وإعرابه وغير ذلك. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: 111، 112، ومراتب النحويين 179، وأخبار النحويين والبصريين: 108 وبغية الوعاة: 179، وإنباه الرواة: 1/ 159 - 166، والشذرات: 2/ 259".
2 ينظر اللسان "لبب": 5/ 3979.
3 ينظر: المصدر السابق. وينظر كذلك: تهذيب إصلاح المنطق 1/ 488 وحكى الخطيب التبريزي لغة أخرى هي: لَبَبْتُ ألَبّ. "المصدر السابق".
4 في الأصل، "ق":"بكسر الماضي وفتح المضارع".
5 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت في الأصل: "وإن كان غير ذلك
…
" إلى آخره.
وفي "هـ": "وإن كان غير ذلك
…
".
أما إذا كان أول ماضيه تاء زائدة، نحو: تَضارَبَ يَتَضارَبَ، وتَكَلَّمُ يَتَكَلَّمُ وتَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ، فإنه لا يكسر ما قبل آخره، بل يبقى مفتوحا كما كان؛ لئلا يشتبه أمر مخاطبه بمضارع فاعَل وفَعَّل، نحو: يُضارِبُ ويُكَلِّمُ؛ لجواز عدم سماع المخاطب حركة1 أول الفعل، أو كان لامه مكررة فيسكن ما قبل آخره ويدغم فيما بعده لاجتماع المثلين نحو: احْمَرَّ يَحْمَرَّ، واحمارَّ يحمارَّ، فما قبل آخره مكسور بالتحقيق.
قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كَانَ أَصْلُ مَضَارِع أَفْعَلَ: يُؤَفْعَل إلا أنه رفض لما لزم من توالي الهمزتين في التكلم فخفف الْجَمِيع.
وَقَوْلُهُ: "فَإِنَّهُ أَهْلٌ لأَِنْ يُؤَكْرَمَا. شَاذٌّ"2.
أي: ومن أجل أن المضارع إنما يحصل بزيادة حرف المضارعة على الماضي مع حروف الماضي كان أصل مضارع "أَفْعَلَ" يُؤَفْعِلُ نحو: أَكْرَمَ يُكْرِمُ؛ فإن "يُكْرِمُ"3 أصله: يُؤَكْرِمُ؛ حذفت الهمزة منه؛ لأنه يجب حذف الهمزة في "أُأَكْرِم"؛ لاجتماع الهمزتين، فحذفت في يُكْرِم، وتُكْرِم، ونُكْرِم، وإن لم تجتمع الهمزتان اطرادا للباب. والشاعر لما اضطر إلى ردِّها ردَّها في قوله:
1 في الأصل: كحركة.
2 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل: "ومن ثمة كان أصل مضارع أفعل
…
". إلى آخره. وفي "هـ": "ومن ثم كان أصل مضارع
…
".
3 لفظة "يكرم" إضافة من "ق".
4-
فإنه أهل لأن يُؤَكْرَما1
وهو شاذ.
قوله: "وَالأَْمْرُ واسْمُ الْفَاعِلِ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ وَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ" تقدمت2.
1 هذا بيت من الرجز المشطور لم أقف له على نسبة إلى قائل معين. وقد أنشده المبرد في: المقتضب "2/ 98"، والسيرافي في: ما يحتمل الشعر من الضرورة "ص278"، وابن جني في: المنصف "1/ 192" والأنباري في: الإنصاف "ص148، 7، 461"، والرضي في: شرح الشافية: 1/ 139 والجاربردي في: شرح الشافية "مجموعة الشافية 1/ 59"، والنقره كار "مجموعة الشافية 2/ 38" والسيوطي في الهمع "2/ 218" والبغدادي في: الخزانة: "2/ 316" والجوهري في الصحاح "كرم" 5/ 2020 وابن منظور في: اللسان: كرم: 5/ 3862 وكل هؤلاء قد أنشدوه غير معزو إلى أحد. وذكر البغدادي أنه بحث كثيرا فلم يتمكن من نسبته إلى أحد، يقول:"وهذا المقدار أورده الجوهري في صحاحه في مادة كرم غير معزو إلى قائله، ولا كتب عليه ابن بَرّي شيئا في أماليه، ولا الصفدي في حاشيته عليه وهو مشهور في كتب العربية قلما خلا منه كتاب، وقد بالغت في مراجعة المواد والمظان فلم أجد قائله ولا تتمته". "شرح شواهد الشافية: 58". وقد نسبه ابن الحنبلي في ربط الشوارد ص76 "رقم 10" إلى أبي حيان الفقعسي، تبعا للعيني. وقد نسبه د. عوض القوزي، محقق كتاب: ما يحتمل الشعر من الضرورة للسيرافي ص278، حاشية3" إلى أبي حيان الفقعسي أيضا.
والشاهد في قوله: "يؤكرما" حيث اضطر الشارع فرده إلى أصله، والمشهور:"يُكْرِم" بحذف الهمزة، وهو القياس.
2 أي: في النحو.
المشتقات:
[الصفة المشبهة] :
"الصفة المشبهة من نو فَرِحَ عَلَى فَرِحٍ غَالِباً. وَقَد جَاءَ مَعَهُ الضَّمُّ فِي بَعْضِها، نَحْوُ: نَدُسٍ وحَذُرٍ وعَجُلٍ، وَجَاءَت عَلَى سَلِيم وشَكْسٍ وحُرٍّ وصِفْرٍ وغَيُورٍ، ومن الألوان والعيوب والحِلَى على "أَفْعَلَ"، ومن نحو كَرُمَ على كريم غَالِباً، وَجَاءَتْ عَلَى خَشِن وحَسَن وصَعْب وصُلْب وجَبَان وشُجَاع ووَقُور وجُنُب، وَهِيَ مِنْ "فَعَل" قَلِيلَةٌ. وَقَدْ جَاءَ نَحْوُ حَرِيص وأَشْيَب وضيِّق وَتَجِيءُ مِنَ الْجَمِيعِ بِمَعْنَى الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَضِدَّهِمَا عَلَى "فَعْلان" نَحْوَ: جَوْعان وشَبْعان وعَطْشان ورَيَّان"1.
اعلم أن من أبواب التصريف أبواب الأمر والنهي واسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل، وقد تقدمت في النحو، فلهذا لم يذكرها في التصريف.
وأما الصفة المشبهة فقد تقدم معناها وعملها2. والكلام [في التصريف] 3 في كيفية بنائها. وهي لا تبنى إلا من فعل لازم؛ فهي جاءت من فَعِل -بكسر العين- على "فَعِل" غالبا نحو: فَرِحَ فهو فَرِحٌ، وقد جاء مع مجيء "فَعِل" -بكسر العين- "فَعُلَ" -بالضم، نحو: نَدِسَ فهو4 نَدُِسٌ -بكسر الدال وضمها- لمن يدَقِّق النظر في
1 في الأصل: "الأمر واسم الفاعل
…
" إلى آخره. وفي "هـ"، "ط" والأمر واسم الفاعل
…
".
2 وذلك في النحو.
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
4 "فهو" ساقطة من "هـ".
الأمور1. وحَذِرَ فهو حَذُِرٌ "وعَجِفَ فهو عَجُِفٌ"2 وعَجِلَ فهو عَجُِلٌ. وجاءت من "فَعِل" -بكسر العين- على "فَعِيل" نحو: سَلِمَ فهو سَلِيم. وعلى "فَعْل". نحو: شَكِسَ فهو شَكْس لمن ساءت أخلاقه3. وعلى "فُعْل" نحو: حَرِرْتَ تحِرُّ فأنت حُرٌّ، وعلى "فِعْل"، نَحْو: صَفِرُ يصْفِرُ فهو صِفْرٌ4. وعلى "فَعُول" للمبالغة، نحو: غَار يَغارُ فهو غَيُور، وعَجِلَ5 يَعْجَلُ فهو عَجُول، وجاءت من "فَعِلَ" -بكسر العين- من الألوان والعيوب والحِلَى على "أَفْعَلَ""23" قياسا مطردا، نحو: سَوِدَ وصَفِرَ وحَمِرَ فهو أسودُ وأصفرُ وأحمرُ، ونحو: أَشْهَب6 وأَصْهَب7 وأَكْهَب8 وأَكْدَر وأَغْيدَ وأَهْيَف وأعوَر وأحوَل. وجاءت من "فَعُلَ" -بضم العين- على "فَعِيل" غالبا، نحو: كَرُمَ فهو كريم، وشَرُفَ فهو شَرِيف.
1 قال الجوهري: "رجل نَدُس ونَدِس"، أي فَهِم. وقد نَدِسَ -بالكسر- يَنْدَسُ نَدَسا". "الصحاح: ندس 3/ 982".
2 وعَجِفَ بمعنى هزل. والعَجِفُ: الهزيل وحكى صاحب الصحاح عن الفراء قوله: "قال الفراء: "يقال: عَجِفَ المال بالكسر، وعجُف أيضا بالضم". "عجف" 4/ 1399".
3 ينظر المصدر السابق "شكس" 3/ 940. وقال الجوهري: "وحكى الفراء: رجل شَكْسٌ". وهو القياس" "المصدر السابق".
4 الصِّفْرُ: الخالي. يقال: بيت صِفْر من المتاع، ورجل صِفْر اليدين "قاله الجوهري في الصحاح "صفر": 2/ 714.
5 عَجِل: أسرع. وفي التنزيل العزيز: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84] .
6 الفرس الأشهب: الذي خالط بياض شعره سواد. ينظر الصحاح "شهب" 1/ 159".
7 قال الجوهري: "والأصهب من الإبل: الذي يخالط بياضه حمرة، وهو أن يحمر أعلى الوبر وتبيض أجوافه". "الصحاح: صهب: 1/ 166". والرجل الأصهب: الأشقر "ينظر المصدر السابق".
8 لفظة "أكهب" ساقطة من "ق". والكُهْبَة: لون ليس بخالص في الحمرة. وهو في الحمرة خاصة. حكاه الجوهري عن أبي عمرو. "الصحاح "كهب" 2/ 215".
وعلى "فَعَل"، نحو: حَسُن فهو حَسَن، [وعلى "فَعِلَ"، نحو: خَشِنَ فهو خَشِن]1. وعلى "فَعْل"، نحو: صَعُب فهو صَعْب. وعلى "فُعْل"، نحو: صَلُب فهو صُلْب. وعلى "فَعَال"، نحو: جَبُن فهو جَبَان. وعلى "فُعال"، نحو: شَجُع فهو شُجاع. وعلى "فَعُول"، نحو: وَقُرَ فهو وَقُور. وعلى "فُعُل" نحو: جَنُبَ فهو جُنُب -للذي أصابته الجنابة- وعلى "أَفْعَل" نحو: حَطُبَ اللون فهو أَحْطَب، وحَرُشَ الشيء، أي: خَشُن فهو أَحْرَش. وعلى "فاعِل" نحو: عَقُرَت المرأة -فهي عاقِر، وفَرُهَ الرجل فهو فارِه والصفة المشبهة من "فَعَلَ" -بفتح العين- قليلة؛ استغناء عنها باسم الفاعل من "فَعَل" -بفتح العين. وقد جاءت منه على "فَعِيل" نحو: حَرص فهو حَرِيصٌ. وعلى "فَعْل"، نحو: شاخَ فهو شَيْخ. وعلى "فِعْل"، نحو: ناءَ اللحمُ يَنِيء فهو نِيْء ضد نَضُج. وعلى "فُعْل"، نحو: حلا الشيء فهو حُلْو. وعلى "فُعُل"، نحو: أَفَقَ الفرس فهو أُفُق إذا كان فاضلا2. وعلى "أَفْعَل" نحو: شاب يَشِيب فهو أَشْيَب، وعلى "فَيْعِل"، نحو: ضاقَ يَضِيق فهو ضَيِّق.
وقد تجيء الصفة المشبهة من الجميع، أي: من فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ مما فيه معنى الجوع والعطش وضدّهما، على "فَعْلان"، نحو:
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 قال الجوهري: "فرس أفق -بالضم- أي: رائع، وكذلك الأنثى. "الصحاح "أفق": 4/ 1446".
جاع يجوع فهو جَوْعان، وعَطِش يَعْطش فهو عَطْشان، وشبع يشبع فهو شَبْعان، ورَوِي من الماء -بالكسر- يروي، فهو ريَّان.
وقد تجيء لغير ما ذكرنا، نحو: خزى يخزي1 خِزْيا، فهو خَزْيان.
1 لفظة "يخزى" ساقطة من "ق".
المصدر:
قوله: "الْمَصْدَرُ: أبْنِيَةُ الثُّلَاثِيِّ الْمُجَرَّدِ مِنْهُ كَثِيرَةٌ، نَحْوَ: قَتْل وفِسْق وشُغْل ورَحْمة ونِشْدة وكُدْرة ودَعْوَى وذِكْرى وبُشْرى وَلَيَّانٍ وحِرْمان وغُفران ونَزَوان وطَلَب وحَنَق وصِغَر وهُدًى وغَلَبة وسَرَقة وذََهاب وصَراف وسُؤال وزَهادَة ودِرايَة وبُغايَة ودُخُول ووَجِيفٍ وقَبُول وصُهُوبة ومَدْخَل ومَرْجِع ومَسْعاة ومَحْمَدة وكَراهِيَة1".
اعلم أنَّ أبنية المصدر2 في الثلاثي المجرد عن الزوائد كثيرة ذكرى سيبويه أنها ترتقي إلى اثنين وثلاثين بناء3، وزاد المصنف عليها بناءين هما: بُغايَة4 وكَرَاهِيَة5؛ نحو: قَتْل من: قَتَلَ يَقْتُل وفِسْق من: فَسَقَ يَفْسُق، وشُغْل من: شَغَلَه يَشْغَلُه، ورَحْمَة من: رَحِمَ يَرْحَم، ونِشْدَة من: نَشَدْتُ الضّالَّة أَنْشُدها، وكُدْرَة من: كَدُرَ الماء -بالضم- يَكْدُرُ، ودَعْوَى من: دَعَا يَدْعُو -في النَّسَب- وذِكْرَى من: ذَكَر يَذْكُرُ، وبُشْرَى من: بَشَرْتُ الرجل أَبْشُرُهُ -بالضم- ولِيَّان: من: لَوِى يَلْوِي، وحِرْمان من: حَرَمه -إذا منعه- يَحْرِمُه وغُفْران من: غَفَر يَغْفِرُ، ونَزَوَان من: نَزا الفحل يَنْزو، وطَلَب من: طَلَب يَطْلُب، وحَنَق من: حَنِق يَحْنَقُ، وصَغَر من:
1 في الأصل: "المصدر: أبنية المجرد
…
" إلى آخره. وفي هـ: "المصدر
…
".
2 لم يرد تعريف للمصدر عند ابن الحاجب، وتابعه الشارح. والمصدر عند عبد القاهر:"ما دل على الحدث لا غير. ويسمى حَدَثا، وحدَثانا، واسم معنى""المفتاح: 52".
3 ينظر الكتاب: 4/ 50-54.
4 حكى ابن منظور هذا البناء عن الأصمعي. "ينظر اللسان "بغا": 1/ 321".
5 حكاه الجوهري في الصحاح "كره": 6/ 2247".
صَغِرَ الرجل -بالكسر1- يَصْغَرُ، وهُدًى من: هداه يَهْدِيه وغَلَبة من: غَلَبَ يَغْلِب، وسَرِقَة من: سَرِقَ يسْرِقُ، وذهاب من: ذَهَب يذهَبُ، وصِراف من: صَرَفَت الكلبةُ تَصْرِف، إذا اشتهت الفحل2 وسُؤال من: سأل يسأل وزَهادَة من: زَهِدَ يَزْهَدُ، ودِراية من: دَرَى يَدْرِي، ودُخُول من: دخل يدخُل، وقَبول من: قَبِل يَقْبَل، ووَجِيف من: وَجَف البعير يَجِف -والوجيف ضرب من سير الإبل3- وصُهُوبة من: صَهُبَ الشعر يَصْهُبُ: إذا احمر حمرة صافية4، ومَدْخل من: دَخَل يدْخُل، ومَرْجِع من: رَجَع يَرْجِع، ومَسْعَاة من: سَعَى يَسْعَى، ومَحْمَدَة من: حَمِد يَحْمَدُ، وبُغاية من: بَغَى الشَّيءَ -إذا طلبه بُغاية، وكراهِيَة من: كَرِه يَكْرَهُ كَرَاهَةً وكَرَاهِيَةً.
اعلم أن ابن القطاع5 "24" زاد على ما ذكره المصنف واحدا
1 حكاه ابن منظور في اللسان "صغر": 4/ 2452.
2 حكاه ابن منظور في اللسان "صرف" 4/ 2436.
3 قاله صاحب الصحاح في "وجف" 4/ 1437، وزاد عليه:"والخيل".
4 ينظر المصدر السابق "صهب" 1/ 166.
5 هو أبو القاسم، علي بن جعفر بن علي السعدي، عالم باللغة والأدب. ولد في صقلية عام 433هـ وارتحل إلى مصر لما احتل الإفرنج صقيلة، فظل يعلم ولد الأفضل الجمالي. وكانت وفاته بمصر عام 515هـ. وله تصانيف مفيدة، من أهمها: كتاب الأفعال -مطبوع- وأبنية الأسماء والأفعال والمصادر، والدرة الحظيرة في المختار من شعر شعراء الجزيرة والبارع، في العروض، وغير ذلك. راجع ترجمته في: معجم الأدباء: 12/ 280-283، وبغية الوعاة: 2/ 153، 154 والشذرات: 4/ 45، 46".
وستين بناء. وذكر ابن القطاع1 أيضا أنه يجيء من الفعل الواحد أربعة عشر مصدرا، نحو: شنئته شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً وشَنَأً وشَنَاءً وشَناءة ومَنْشَأً ومَشْنِئَة ومَشْنأةً وشَنْأَة وشَنْآنا وشَنَآنا وشُنْآنا وشِنآنا2.
قوله: "إلَاّ أنَّ الْغَالِبَ في "فَعَلَ" اللَاّزِمِ، نَحْو: "رَكَعَ" عَلَى "رُكُوع"، وَفِي المُتَعَدِّي، نَحْوُ "ضَرَبَ" عَلَى "ضَرْبٍ"، وَفِي الصَّنَائِعِ وَنَحْوِهَا نَحْوُ "كَتَبَ" على "كِتابة" وفي الاضطرابات نَحْوُ "خَفَق" عَلَى "خَفَقان"، وَفِي الأَْصْوَاتِ نَحْوُ "صَرَخ" عَلَى "صُراخ" وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا جَاءَكَ "فَعَل" مِمَّا لَمْ يُسمع مَصْدَرُهُ فَاجْعَلْهُ فَعْلا للحِجاز وفُعُولا لنَجْد"3.
اعلم أنه لما ذكر أبنية مصدر الثلاثي المجرد شرع يذكر القياس4 والغالب منها؛ فقال: فَعَل -بفتح العين- إذا كان "غير متعد"5 يجيء6 المصدر منه غالبا على وزن "فُعُول" نحو: خرَج خُروجا، ودخَل دُخولا. وإذا كان متعديا يجيء7 على "فَعْل" نحو: ضرب ضَرْبا
1 ابن القطاع: ساقطة من "ق"، "هـ".
2 ابن القطاع وأثره في الدراسات الصرفية، مع تحقيق كتابه أبنية الأسماء والأفعال والمصدر:"2/ 413" من التحقيق.
3 في الأصل: "إلا أن الغالب في فعل اللازم
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "إلا أن الغالب".
4 في "ق": القياس.
5 في "هـ": "غير متعدي"، خطأ.
6 في "هـ": "نحو"، بدلا من "يجيء".
7 لفظة "يجيء" ساقطة من "ق".
وقَتَل قَتْلا. ويجيء مصدر "فَعَلَ" -بفتح العين- في الصناعة وشبهها غالبا على "فِعَالة" نحو: كَتب كِتابة، ونَجَر نِجارة1، ووَلِي2 وِلاية، وأمَر إِمارة، وسَفَر سِفارة. وقالوا: عَبَر الرؤيا عِبارة -وإن لم تكن صناعة؛ لأنهم أجروها مُجْرى الصنائع، وإنما قالوا: بطل بِطالة، مع أنها ليست صناعة ولا مشابهة لها؛ حملا للشيء على ضده.
و3 يجيء مصدر "فَعَلَ" -بفتح العين- في الأفعال التي فيها اضطراب على فَعَلانٍ نحو: خَفَقَ خَفَقَانا، وجال جَوَلانا. وإنما لم يقلبوا الواو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها؛ لكون حركة الواو مقصودة للتنبيه بلزوم حركتها على أن مدلوله مستلزم للحركة، ولولا ذلك لقلبت ألفا، ويجيء مصدره في الأصوات على "فُعال" غالبا نحو: صَرخ صُراخا وصاح صُياحا، ونَبَح نُبَاحا، ورغَى البعيرُ رُغاء: إذا ضجّ4.
وقال الخليل: إنما قالوا -بَكى بُكاء- بالمد؛ لأنه من باب الصراخ؛ للزوم الصراخ البكاء في العادة، والذين5 قالوا: بَكَى بُكًى -بالقصر- جعلوه
1 في "ق"، "هـ": تجر تجارة.
2 لا موضع للتمثيل بـ "ولي" ههنا، فهو يمثل لـ"فعَل" مفتوح العين، وولي "فعِل" مكسور العين.
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 في "هـ": صاح.
5 في "ق": والذي.
كالحُزن، وهو خلاف السرور، يعني لم يعتبروا فيه معنى الصراخ لعروّ البكاء عن معنى الصراخ في بعض الوقات، فلم يجروه مجرى الأصوات1 وقال الفراء: إذا سمعت فَعَل -بفتح العين- ولم تسمع مصدره فاجعل مصدره على وزن "فَعْل" لأهل الحجاز، وعلى "فُعُول" لأهل نَجْد2.
قوله: "وَنَحْوُ: هُدًى وقِرًى مُختص بِالمَنْقُوصِ، وَنَحْوُ طَلَب مختص بـ"يَفْعُل" إلا جَلَبَ الجُرْح َوالغَلَبَ"3.
اعلم أن المصدر الذي على وزن "فُعَل أو فِعَل" بضم الفاء أو كسرها وفتح العين مخصوص بالمقصور4، نحو: هَدَيْتُه هُدًى وقَرَيْتُهُ قِرًى. والمصدر الذي على وزن "فَعَل" بفتح الفاء والعين5 مخصوص بـ"يَفْعُلُ" نحو: طَلب يَطْلُب طَلَبا، ولا يأتي من فعَل يفعِل -بكسر العين في المضارع- إلا شاذا، نحو: غَلَبَ يَغْلِبُ غَلَبا وجَلَبَ الجرح يَجْلِبُ جَلَبا من الجلبة، وهي جُلَيْدَة تعلو الجرح عند البُرْء6، 7.
وأما مصدر جَلَب يَجْلُب -بضم العين في المضارع- فعلى القياس.
1 ينظر الكتاب: 3/ 540. وينظر كذلك اللسان "بكا": 1/ 337.
2 ينظر معاني القرآن: 1/ 449، 450، 2/ 97.
3 في الأصل: "ونحو هدى وقرى
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "ونحو هدى
…
".
4 في "هـ": بالمنقوص. والصحيح ما أثبتناه.
5 في "هـ": بفتح العين والفاء.
6 في الأصل: البراء. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 قاله الجوهري في الصحاح "جلب: 1/ 101".
اعلم أن الجرح في قوله "إلا جَلَب الجُرح" مجرور بإضافة المصدر إليه وليس "جَلَب" فيه بفعل ماض. ويدل عليه عطف الغَلَب عليه. وإنما قيد الجلب بالإضافة1 احترازا عن الجَلَب الذي ليس بمعناه؛ فإن ذلك جاء على القياس.
قوله: "وفَعِل اللَاّزِمُ نَحْوُ: "فَرِح" عَلَى فَرَح، وَالْمُتَعَدِّي نَحْوُ: "جَهِلَ" عَلَى جَهْل وَفِي الأَْلْوَانِ وَالْعُيُوبِ نحو: "سَمِر" و"أَدِمَ" على سُمْرة وأُدْمَة"2.
اعلم أن "فَعِل" -بكسر العين- إذا كان لازما يأتي مصدره على "فَعَل" قياسا، نحو: فَرِح فَرَحا وأَذِنَ أَذَنا3.
وإذا كان متعديا يأتي على "فَعْل" -بفتح الفاء وسكون العين- نحو: جَهِل جَهْلا.
ومصدر "فَعِل" -بكسر العين- في الألوان والعيوب على "فُعْلَة" نحو: سَمِرَ سُمْرة وحَمِرَ وحُمْرة، وصَفِرَ صُفْرة، وأَدِمَ أُدْمة4.
1 بالإضافة: من "ق"، "هـ".
2 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وفعل اللازم
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وفعل اللازم
…
".
3 أذن بالشيء يأذن أذنا: علم. وأذِن له إذَنا: استمع. ينظر اللسان/ أذن: 1/ 51، 52".
4 الأُدْمَة: السمرة. والأدْمَة في الإبل: البياض الشديد، ويقال هو الأبيض الأسود المقلتين ينظر الصحاح "أدم": 5/ 1859.
قوله: "وفَعُلَ نحو "كَرُمَ" على كَرامَة غالباً، وعِظَمَ وكَرَمَ كثيرا"1
اعلم أن "فَعُل" بضم العين "25" يأتي مصدره على "فَعالَة""غالبا"2، نحو: كَرُمَ كَرَامة، وسَفُِهَ سَفاهة، ويأتي كثيرا على "فِعَل" -بكسر الفاء وفتح العين- وعلى "فَعَل"- بفتح الفاء والعين -نحو: عظُم عِظَما، وكَرُم كَرَما، وشَرُف شَرَفا.
قوله: "وَالْمَزِيدُ فِيه والرُّبَاعِيُّ قِيَاسٌ؛ فَنَحْو: أَكْرَم عَلَى إِكْرَامٍ وَنَحْوُ كَرَّمَ عَلَى تَكْرِيمٍ وتَكْرِمَة، وَجَاءَ كِذاب وكِذَّاب"3.
اعلم أن4 مصدر الفعل الثلاثي المزيد فيه والرباعي يأتي على قياس مطرد؛ فيأتي مصدر "أَفْعَلَ" على إفعال، نحو: أخرجَ إخراجا ومصدر "فَعَّل" على "تفعيل" و"تَفْعِلَة" نحو: كرِّم تكريما وتكرمة وجاء على "فِعَال" و"فِعَّال" نحو: كذَّب تكذيبا وكِذّابا وكِذّابا.
ويجيء على "فَعَال"، وهو اسم ينوب مناب المصدر، نحو: سلَّم5 سلاما وكلَّم كلاما6. وأكثر ما يجيء المصدر على "تَفْعِلَة"
1 في الأصل عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وفعل نحو كرم
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "وفعل
…
".
2 لفظة "غالبا" إضافة من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب جاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ"، إذ جاءت في الأصل: "والمزيد فيه
…
".
4 لفظة "أن" ساقطة من "ق".
5 في "ق": سلمت.
6 يفرق النحويون بين المصدر واسم المصدر، فيعرفون المصدر بأنه اسم الحدث الجاري على الفعل، ويحترزون بقولهم "الجاري على الفعل" من اسم المصدر، فإنه وإن كان اسما دالا على الحدث، لكنه لا يجري على الفعل؛ كأعطيت إعطاء. فإنما الذي يجري على "أعطيت" هو إعطاء؛ لأنه مستوف لحروفه، بل وزاد عليها. وليس "عطاء" لأنه ليس مستوفيا لحروف الفعل. ومثله: سلَّمت تسليما. وأما سلاما وعطاء وكلاما فهي أسماء مصادر لا مصادر. ولكننا نجد ركن الدين يعد سلاما وكلاما ضمن المصادر، ويذكر أنهما اسمان نابا مناب المصرد فعوملا معاملته. وإذا قيل: لعله يريد بقوله: "اسم ينوب مناب المصدر" اسم المصدر. نقول: ولو أراد ذلك أيضا؛ فإنه قد أدخله في المصادر ولم يخرجه؛ لنقصان حروفه عن حروف فعله، كما فعل النحويون "المحقق".
في الناقص، نحو1: وصَّيته تَوْصِيَة "ولا تحذف منه الهاء إلا لضرورة الشعر، وإذا حذفت الهاء منها عاد إلى "تفعيل" كقوله"2:
5-
فهي تُنَزِّي دَلوها3 تَنْزِيًّا
…
كما تُنَزِّي شَهْلَة صَبِيًّا4
يريد: تَنْزِيَة. يصف ناقته5 بأنها تحرك دلوها6.
1 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: "وإذا حذفت الهاء منها عاد إلى تفعيل، ولا تحذف منه الياء إلا لضرورة الشعر، كقوله". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق": دلونا.
4 رجز، لمنقف على نسبته إلى قائل معين، وقد أنشده الرضي في شرحه. وشرحه البغدادي دون أن ينسبه إلى أحد. "ينظر في الشاهد: شرح الشافية، للرضي "1/ 165" وشرح شواهد الشافية ص67 -شاهد رقم "28"، اللسان "نزا": 6/ 4402" تُنَزِّي: تحرك. ونزا به قلبه: طمح. والنزاء: داء يأخذ الشاء فتنزو منه حتى تموت. والشهلة: العجوز. وخص الشهلة؛ لأنها أضعف من الشابة؛ فهي تنزي الصبي، أي: ترقضه بثقل وضعف. والشاهد في قوله: "تنزيا" حيث جاء المصدر المعتل اللام لفعل على تفعيل، ضرورة والقياس أن يأتي على تَفْعِلة، كـ"تَكْرِمَة".
5 في "هـ": ناقة.
6 في "ق": دلونا.
قوله: "والتزموا الحذف والتعويض في نحو: تَعْزِيضة وإِجَازَةٍ واستِجازة، وَنَحْوُ: ضارَبَ عَلَى مُضارَبة وضِراب، ومِراء شَاذٌّ، وَجَاءَ قِيتال، وَنَحْوُ تَكَرَّمَ عَلَى تَكَرُّم، وجاء تِمِلَّاق. والباقي واضح"1.
أي: و2 التزموا حذف الياء أو غيرها في مصدر "فَعَّل" إذا كان ناقصا، وفي مصدر "أَفْعَلَ" و"استَفْعل" إذا كان أجوف.
اعلم أن "فعَّل" إذا كان ناقصا، نحو:"عَزَّى" حذف من مصدره إحدى الياءين؛ أي: الأصلية أو الزائدة3؛ أعني ياء التفعيل للتخفيف، وعوض4 عن5 تاء التأنيث منها وأن "أفْعَلَ" و"استَفْعل" إذا كان أجوف نحو: أجازَ واستَجاز، تقول في6 مصدرهما إجازة واستجازة؛ أصلها: اجوازا واستجوازا؛ نقلت حركة الواو إلى ما قبلها وقلبت ألفا فحذفت إحدى7 الألفين لالتقاء الساكنين، ثم عوضت تاء التأنيث عن المحذوف. وإنما التزموا الحذف في المواضع الثلاثة لئلا يلزم الجمع بين العوض -وهو التاء- والمعوض عنه.
1 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل، وكذلك في "هـ"، حيث جاءت في الأصل هكذا: "والتزموا الحذف في نحو تغزية وإجازة واستجازة
…
" وفي "هـ": "والتزموا الحذف
…
".
2 الواو ساقطة من "ق"، "هـ".
3 في الأصل: أو الزيادة.
4 في "هـ": وعرض، تحريف.
5 لفظة "عن" ساقطة من "هـ".
6 "تقول في": موضعه بياض في "هـ".
7 لفظة "إحدى" موضعها بياض في "هـ".
ويأتي المصدر من "فاعَلَ" على "مفاعلة وفِعال" نحو: قاتَل مُقاتلة وقِتالا. وأهل اليمن يقولون: قِيتالا1. ويأتي من "تَفَعّل" على "تَفَعُّل" نحو: تَكَرَّم تَكَرُّما. ويأتي على "تِفِعَّال" نحو: تَمَلَّق تَمَلُّقا وتِمِلَّاقا. ومن "تفاعَل" على "تفاعُل" نحو: تَقاتَل تَقاتُلا، إلا أنك إذا بنيت التفاعُل والتفعُّل على "تفاعُل" نحو: تَقاتل تَقاتُلا، إلا أنك إذا بنيت التفاعُل والتفعُّل من الناقص كسرت العين منهما نحو: تمنَّى تَمَنِّيا، وتجافى تجافيا؛ لأن الناقص إن كان يائيا فظاهر؛ لمجانسة الكسرة الياء، وإن كان واويا؛ فلأنه يجب قلب الواو ياء والضمة التي قبلها كسرة، لما ثبت في كلامهم أنه إذا كان آخر2 المتمكن واو قبلها ضمة قلبت الواو ياء والضمة كسرة. ويأتي من "افْتَعَل" على افْتِعال، نحو: اكْتَسَبَ اكتسابا. ومن "انْفَعَل" على "انْفِعال" نحو: انْطَلَق انْطِلاقا. ومن "افْعَلَّ" على "افْعِلال" نحو: احْمَرّ احْمِرارا. ومن "افْعالّ" على "افْعيلال" نحو: احمارّ احميرارا. ومن "افْعَوْعل" على افْعِيعال، والأصل فيه "افْعِوْعال"؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها نحو: اعْشَوْشَبَت الأرض3
1 ذكر ذلك أيضا في شرحه على الكافية. "ينظر الوافية، ص227". وهذه اللغة ذكرها ابن منظور في اللسان "قتل": 5/ 3528".
2 في "هـ": في آخره.
3 اعشوشبت الأرض: كثر عشبها. "ينظر اللسان "عشب": 4/ 2951".
اعشيِشابا. ولم تنقلب في: اجلوَّذ اجلوّاذا1؛ للإدغام. وبناء افْعَوْعَل للمبالغة والتوكيد2.
قوله: "ونحو التَّرداد والتَّجوال والحِثّيثَى والرَّمِيّا للتكثير"3.
اعلم أن سيبويه جعل التِّفْعال تكثيرا ومبالغة لمصدر الفعل الثلاثي نحو "التَّهْذار" للهَذْر4 "26"، و"التَّلعاب" للّعب، و"التَّرْداد" للردّ، و"التَّكرار" للكَرِّ، و"التَّصْفاق" للصَّفق، و"التَّقْتال" للقَتْل، و"التَّجوال" للجَوَلان -وهو قياس مطّرد5. والفراء وغيره من الكوفيين يجعلون "التَّفْعال" بمنزلة "التَّفعيل" وألف التكرار بمنزلة ياء التكرير6.
والحق ما قاله سيبويه؛ لأنه يقال "التَّلعاب" ولا يقال "التلعيب". فلو كان "التَّلعاب" بمنزلة "التلعيب" لقيل "التلعيب"7.
1 يقال: اجلوَّذ الليل: ذَهَب. "ينظر السابق "جلذ: 1/ 656". وذكر سيبويه أنه لا يستعمل إلا مزيدا. "ينظر الكتاب: 4/ 76".
2 على ما ذهب إليه سيبويه في هذا النحو "ينظر الكتاب: 4/ 75، 76".
3 في الأصل: "ونحو الترداد والتجوال
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "ونحو الترداد
…
".
4 للهذر: ساقطة من "هـ".
5 ينظر الكتاب "4/ 84".
6 ينظر المنقوص والممدود، للفراء: ص12.
7 في الأصل: "للتلعب". وكذا في "ق". والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
"و"1 كذلك الحِثِّيثَى والرِّمِيَّا لتكثير الفعل2 الثلاثي والمبالغة. وإذا قلت: "كان بينهم حِثّيثَى أو رِمِيَّا "كان معناه: كان بينهم حَثّ كثير وترام كثير3.
1 الواو ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ".
2 في الأصل: "للتكثير للفعل".
3 ذكر الجوهري أن الحثيثى هو الحث نفسه، وأن الرِّمِيّا هو الترامي. "ينظر الصحاح "حثث": 1/ 278، "رمى": 6/ 2362".
[المصدر الميمي] :
قوله: "ويجيء المَصْدَرُ مَنَ الثُّلَاثِيِّ الْمُجَرَّدِ أَيْضَاً عَلَى "مَفْعَل" قياسا مطردا، كـ"مَقْتَل" و"مَضْرَب". وأما "مَكْرَم" و"مَعُون"، ولا غيرهما، فنادران حتى جعلهما الفراء لـ"مَكْرُمة" و"مَعُونة". ومن غيره على زِنة المفعول كـ"مُخْرَج، ومُسْتَخْرج"، وكذلك الباقي"1.
"أي"2 [من الفعل الثلاثي] 3 "متعديا كان أو غير متعد على وزن مفعل -بفتح العين- قياسا مطردا؛ كمَقْتَل ومَضْرَب ومَخْرَج؛ من: قَتَل يَقْتُل: وضرَب يضرِب، وخرَج يخرج. وأما مجيء مصدر كَرُم يَكْرُم وعان يعون على: مَكْرُم ومَعُون فشاذ لا يجيء غيرهما على هذا الوزن مصدرا لفَعُلَ. وقال الفراء4: إنهما جمع مَكْرُمَة ومَعُونة على حد تَمْرَة وتَمْر؛ استبعادا لمجيء المصدر على وزن "مَفْعُل".
وذُكِر في الصحاح مجيء "مَهْلَك" مصدر "هَلَكَ"؛ يعني: هَلَك يَهْلِكُ هلاكا وهُلُوكا ومَهْلَكا ومَهْلُكا5.
1 في الأصل: "ويجيء المصدر
…
" وكذا في "هـ".
2 لفظة "أي" إضافة من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
4 ينظر معاني القرآن: 1/ 151، 152.
5 ينظر الصحاح "هلك": 4/ 1616.
وجاء: "مَيْسُر" بضم السين، بمعنى السعة والغنى. ذكره ابن القطاع1. وقرأ بعضهم2:"فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرَةٍ"3 بضم السين4 والإضافة. وكذا ذكر ابن القطاع5 وصاحب الصحاح6 أنه جاء "مَأْلُك" -بضم اللام- بمعنى الرسالة والكلام. وقال الأخفش: ليس في الكلام "مَفْعُل" بغير الهاء7.
قوله: "ولا غيرهما": ههنا نسختان؛ إحداهما بغير الواو قبل "لا"، والأخرى بالواو قبل "لا". وعلى التقديرين فغيرهما مرفوع بأنه مبتدأ خبره محذوف؛ أي: لا غير "مَكْرُم" و"مَعون" جاء من المصادر على هذا الوزن.
ولقائل أن يمنع عدم مجيء غيرهما على هذا الوزن لما ذكر8.
فإنه جاء: هَلَك مَهْلُكا، ويَسَرَ مَيْسُرا، وأَلَكَ مَأْلُكًا بمعنى الرسالة.
1 ينظر: ابن القطاع وأثره في الدراسات الصرفية، مع تحقيق كتابه أبنية الأسماء والأفعال والمصادر: 2/ 97.
2 وهو ناقع. ووافقه ابن محيصن "ينظر: البحر المحيط: 2/ 340، والنشر: 2/ 236، والإتحاف، ص166".
3 سورة البقرة: من الآية "280".
4 وهذه هي لغة أهل الحجاز، وهي قليلة جدا. "ينظر الإتحاف: 166".
5 ينظر ابن القطاع وأثره
…
"2/ 97".
6 ينظر: الصحاح. "ألك": 4/ 1573.
7 وأضاف: "وأما مكرم ومعون، فهما جمع مكرمة ومعونة" حكاه عنه الجوهري في الصحاح: "يسر: 2/ 857".
8 "لما ذكر": ساقط من "ق".
[المصدر مما جاء على أكثر من ثلاثة أحرف] :
يجيء المصدر من غير الفعل الثلاثي المجرّد1؛ أعني من الثلاثي المزيد فيه، والرباعي المجرد، والرباعي المزيد فيه، على وزن مفعوله، قياسا مطّردا، نحو: أخرجتُه مخرجا، واستخرجته مُسْتَخرجًا، وانطلق منطلقا، ودحرجتُه مدحرجا، وكذلك سائرها، فالمفعول والمصدر بالميم واسما الزمان والمكان في غير الثلاثي المجرد بوزن واحد.
قوله: "وَأَمَّا مَا جَاءَ عَلَى مَفْعُولٍ كالمَيْسُور والمَعْسُور والمْجَلُود والمَفْتُون فقليل"2.
أي: وأما المصادر التي جاءت على وزن "مفعول" فقليلة؛ كالميسور والمعسور، بمعنى: اليسر3 والعسر؛ من يَسُر وعَسُر4 -بالضم- يَيْسُرُ ويعسُر يسرا وعسرا وميسورا ومعسورا، وكقولهم: دَعْهُ إلى مَيسُوره. [وقال سيبويه: هما صفتان: معناهما عنده: دَعْه إلى زمان يُوسر فيه وإلى زمان يُعْسَر فيه5؛ لأنه يمتنع مجيء
1 لفظة "المجرد" ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق".
2 في الأصل: "وأما ما جاء على مفعول
…
إلى آخره. وما أثبتناه في "ق"، "هـ".
3 في الأصل: السرور.
4 لفظة "عسر" ساقطة من "ق".
5 نص عبارة سيبويه: "وأما قوله: "دعه إلى ميسوره ودع معسوره" فإنما يجيء هذا على المفعول كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر فيه أو يعسر فيه". "الكتاب 4/ 97".
المصدر عنده على وزن مفعول. وكالمرفوع والموضوع، بمعنى: الرفع والوضع. وقال سيبويه هما صفتان؛ معنى" هذا مرفوع وموضوع1: هذا ما أرفعه وما أوضعه2] 3. وكالمجلود؛ فإنه مصدر بمعنى الجلد "27" والجلادة. والمفتون؛ فإنه مصدر بمعنى: الفتنة، ومنه قوله تعالى:{بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ 4} ، إن قلنا: إن الباء ليست زائدة، وليس منه إن قلنا إنها زائدة. وقد ذكر جار الله5 في حروف الجر أنها زائدة6. وكالمعقول؛ فإنه مصدر بمعنى
1 في الأصل: مرفوعي وموضوعي. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 ينظر الكتاب: 4/ 97.
3 العبارة التي بين المعقوفتين جاءت في "ق" هكذا: "وكالمرفوع والموضوع، بمعنى الرفع والوضع. قال سيبويه: هما صفتان. ومعنى هذا مرفوع وموضوع: هذا ما أرفعه وما أوضعه. وقال سيبويه: هما صفتان معناهما عنده: دعه إلى زمان يوسر فيه، وإلى زمان يعسر فيه؛ لأنه لا يمتنع مجيء المصدر عنده على وزن مفعول".
4 القلم: من الآية "6".
5 هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي، الزمخشري، أديب، لغوي، نحوي، ولد بزمخشر سنة 467هـ. وإليها نسب. ورد بغداد غير مرة وأخذ الأدب عن كثير من علمائها، ووصل إلى خراسان وجاور بمكة المكرمة حتى قيل له: جار الله وتوفي بخوارزم سنة 538هـ، وله مصنفات كثيرة، أشهرها: المفصل والأنموذج، وأساس البلاغة، والكشاف، والفائق في غريب الحديث.
"ينظر ترجمته في: وإنباه الرواة: 3/ 265-272، وبغية الوعاة: 388، وشذرات الذهب: 4/ 118-121، ومعجم الأدباء: 19/ 126-135، والنجوم الزاهرة: 5/ 274، ونزهة الألباء: 274-276.
6 ينظر المفصل، ص285.
العقل. وقال سيبويه إنه صفة معناه: عقل له شيء، أي: حبس1.
وكالمحلوف2؛ فإنه صدر من: حَلَفَ يحْلِف حَلِْفا ومحلوفا.
قوله: "وفاعِلَة كالعافية والعاقبة والباقية والكاذبة أقل"3.
اعلم أن مجيء المصدر على وزن "فاعلة" أقل من مجيء المصدر على وزن "مفعول" كالعافية، نحو: عافاه الله عافية، وكالعاقبة نحو: عقَّب فلان مكان أبيه عاقبة، وكالباقية؛ كقوله تعالى:{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} 4؛ أي: بقاء. وكالكاذبة كقوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} 5؛ أي: كذب.
قوله: "وَنَحْوُ: دَحْرَجَ عَلَى دَحْرَجَة ودِحْراج -بِالْكَسْرِ؛ ونَحْوُ: زَلْزَل على زَلْزِال بالفتح والكسر"6.
اعلم أن المصدر من الرباعي وما ألحق به يأتي على وزن فَعْلَلَة وفِعْلال، نحو: دَحْرَجَ دَحْرَجَة ودِحْراجا، وجَلْبَبَ جَلْبَبَة وجِلبابا. وأما الذي كُرِّر فيه الأول والثاني فيجيء مصدره على وزن فَعْلَلَة وفِعْلال وفَعْلال، نحو: زلزل زلزلة وزِلزالا وزَلزالا. والكسر أفصح؛ لأنه أصله
1 ينظر الكتاب: 4/ 97.
2 في الأصل: وكأن المحلوف. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل: "وفاعله كالعافية"
…
" إلى آخره.
4 الحاقة: من الآية "8".
5 الواقعة: من الآية "2".
6 في الأصل: "ونحو دحرج
…
" إلى آخره.
والمختار أن أصله: فِعْلال، لما سيأتي.
اعلم أن ظاهر قوله؛ وهو: "نحو دحرج على دحرجة ودِحراج، يدل على أن الفَعْلَلَة والفِعْلال سيان1 في مجيء المصدر من فَعْلَلَ عليهما -وليس كذلك؛ لأن المصدر من "فَعْلَل" غير المكرر على "فَعْلَلة" فحسب إلا إذا سمع "فِعلال"، نحو: سَيْرَجَ عليه الأمر سَيْرَجَة؛ أي: عمّاه2، وبَرْطَم بَرْطَمَة؛ أي: قَطَبَ3. وفعلال محفوظ4. لا يقال: سَبْرَجَ سِبراجا ولا بَرْطَم بِرطاما، لكنه سمع بكثرة في غير ذلك. نعم قياس المصدر من "فَعْلَل" المكرر فَعْلَلَة وفعلال، نحو: زلزل زلزلة وزلزالا ويأتي من "تَفَعْلَل" على تَفَعْلُل، نحو: تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجا. ومن "افْعَنْلَل" على "افْعِنْلال"، نحو: احْرَنْجَمَ احْرِنْجَاما. ومن "أفْعَلَلَّ" على "افْعِلّال" نحو: اقْشَعَرَّ اقْشِعْرارًا.
1 في "ق": سيأتي، لعله سهو من الناسخ.
2 اللسان "سبرج": 3/ 1921.
3 وبرطم الليل، إذا اسودّ. والبرطمة: الانتفاخ من الغضب. ينظر المصدر السابق "برطم" 1/ 260".
4 لفظة "محفوظ" ساقطة من "ق".
[اسم المصدر] :
اعلم أن العطاء والكلام والبنيان والطُمأنينة والقُشَعْرِيرة والسلام والثبات والغارة ونحوها أسماء يراد بها ما يراد بالمصادر، وتستعمل موضعها وليست بمصادر.
[اسم المرة] :
قوله: "وَالْمَرَّةُ مِنَ الثُّلَاثِيَّ الْمُجَرَّدِ الَّذي1 لا تَاءَ فِيهِ عَلَى "فَعْلَة" نَحْوُ: ضَرْبَة وقَتْلَة، وَبِكَسْرِ الْفَاءِ لِلنَّوْعِ نَحْوُ: ضِرْبَة وقِتْلَة، ومَا عَدَاهُ عَلَى2 الْمَصْدَرِ الْمُسْتَعْمَلِ، نَحْوُ: إناخَة؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَاءٌ زِدْتَهَا. وَنَحْوُ3 أَتيته إتْيَانَةً ولَقيته لِقاءة شاذ"4.
أي5: بناء المرة الواحدة من الثلاثي المجرد من الزوائد الَّذي6 لا تَاءَ فِيهِ عَلَى "فَعْلَة"، نَحْوُ: ضَرَبْتُ ضَرْبَة، وقَتَلْتُ قَتْلَة، وقُمْت قَوْمَة، وقَعَدْت قَعْدَة.
واحترز بقوله: "المجرد". عن الثلاثي المزيد فيه؛ فإن بناء المرة فيه لا يكون على وزن "فَعْلَة".
واحترز بقوله: "الذي لا تاء فيه" عن المصدر الذي فيه تاء، نحو: طلبة ونشدة وكدرة؛ فإن بناء المرة فيه لا يكون على وزن "فَعْلَة"، كما يجيء. وبناء النوع من المصدر الثلاثي المجرد على "فِعْلَة" -بكسر الفاء- نحو: ضَرَبْتُ ضِرْبة وقَتَلْت قِتْلَةَ سُوء،
1 لفظة "الذي" ساقطة من "ق".
2 في "ق": فعلى.
3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
4 في الأصل: "المرة من الثلاثي المجرد
…
" إلى آخره.
5 في "ق": "اعلم أن"، بدلا من "أي".
6 في "ق": التي.
ومات مِيتَةَ سوء.
وبناء المرة والنوع مما عدا الثلاثي المجرد عن الزوائد الذي لا تاء فيه على وزن المصدر المستعمل، وهو إما ثلاثي مجرد فيه تاء، أو غير ثلاثي مجرد: فإن كان ثلاثيا مجردا فيه تاء، نحو: طِلْبَة ونِشْدَة وكُدْرَة؛ فإنه يستعمل على حاله للمرة والنوع، ويفرق بين المرة والنوع بقرينة لفظية، نحو: نَشَدْتُ نِشْدَة واحدة، أو نوعا: نحو: نِشْدَة سوء، أو نِشْدَةَ لُطْف، أو بقرينة معنوية.
وإن كان غير ثلاثي مجرد؛ بأن "28" كان ثلاثيا مزيدا فيه، أو رباعيا؛ فإن كان فيه تاء، نحو: إجابة واستجابة ودحرجة، يستعمل على حاله، ويفرق بين النوع والمرة بقرينة لفظية أو معنوية، وإن لم يكن في المصدر المستعمل تاء وقصدت المرة رُدت التاء فيه، نحو: انطلقت انطلاقة واستخرجت استخراجة، واحمررت احمرارة، وأعطيت إعطاءة. وأما قولهم: أتيته إتيانة، ولَقيته لِقاءَة للمرة، فشاذ؛ لأن القياس: أَتيتُه أَتْيَة، ولَقِيتُه لَقْيَة؛ لأنا ذكرنا أن مصدر الثلاثي المجرد إذا لم يكن فيه تاء يبنى للمرة على "فَعْلَة" -بفتح الفاء وسكون العين- وأتى ولقى ثلاثي مجرد [لا تاء في مصدره]1.
1 في "ق": "لا تاء فيه، أي: في مصدره" بدلا مما بين المعقوفتين.
[أسماء الزمان والمكان] :
قوله: "أسماء الزمان والمكان مما مضارعه مفتوح العين أَوْ مَضْمُومُهَا، وَمِنَ الْمَنْقُوصِ عَلَى "مَفْعَل" نَحْوُ مَشْرَب ومَقْتَل ومَرْمَى وَمِنْ مَكْسُورِهَا وَالْمِثَالِ عَلَى "مَفْعِل" نحو: مَضْرِب ومَوْعِد، وجاء المَنْسِكُ والمَجْزِرُ والمَنْبِتُ والمَطْلِعُ والمَشْرِقُ والمَغْرِبُ والمَفْرِقُ والمَسْقِطُ والمَسْكِنُ والمَرْفِقُ والمَسْجِدُ والمَنْخُِر. وأَمَّا مِنْخَر ففرغ كمِنْتِنٍ"1.
المراد بأسماء الزمان والمكان: أسماء موضوعة للزمان والمكان باعتبار وقوع الفعل فيه؛ فالمراد بالمخرج الخروج المطلق "أو زمان"2 الخروج المطلق.
[ولأجل أن المراد بأسماء الزمان أو المكان زمان الفعل ومكانه لم يعمل في مفعول ولا ظرف. ولأجل أنها لا تعمل قيل3: المجر] 4 -قول النابغة5:
1 عبارة ابن الحاجب جاءت في الأصل مبتورة، هكذا: "أسماء الزمان والمكان مما مضارعه مفتوح العين
…
". إلى آخره.
2 في الأصل "والزمان" والصحيح ما أثبتناه من "ق".
3 قاله الزمخشري رحمه الله في المفضل، ص239.
4 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ".
5 النابغة: هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، كنيته أبو أمامة، ولقبه النابغة، لقب به لنبوغه في الشعر وإكثاره منه بعد ما احتنك. وهو أحد شعراء الطبقة الأولى، عده ابن سلام بعد امرئ القيس وقبل زهير والأعشى. وكان الخليفة عمر بن الخطاب يعده أشعر العرب. وكان وفاته سنة 602م. وينظر ترجمته في الأغاني: 11/ 3-36.
6-
كَأَنَّ مجَرَّ الرَّامِسَاتِ ذُيُولها
…
عَلَيْهِ قَضِيمٌ نَمّقته الصوانع1
مصدر بمعنى الجر، والمضاف إلى المَجَر محذوف تقديره: كأن أثر جر الرامسات.
ومعنى كلامه أن اسمي الزمان والمكان من الثلاثي المجرد من الزوائد من الذي مضارعه مفتوح العين أو مضمومها، ومن الفعل الناقص وإن كان مكسور العين، إنما يبنيان على وزن "مَفْعَل" بفتح العين؛ نحو: مَشْرب، من: شَرِب يشْرَب، ومَقْتَل من: قَتَلَ يَقْتُلُ، ومَرْمَى من رمي يَرْمِي.
ويبنيان من الذي مضارعه يَفْعِلُ -بكسر العين- ومن المعتل الفاء، وإن كان مفتوح العين على وزن مَفْعِل -بكسر العين-
1 هذا بيت من الطويل، قاله النابغة ضمن قصيدة طويلة يمدح بها النعمان بن المنذر ويعتذر إليه، ويهجو مرة بن ربيع بن قريع وهو في ديوانه ص79، برواية:"حصير" بدلا من "قضيم". وقد أنشده الزمخشري في مفصله ص239، والرضي في شرح الشافية: 2/ 16، "رقم 45" والجاربردي في شرح الشافية 1/ 70، وشرحه البغدادي تحت رقم "50" في شرحه لشواهد الشافية ص82، 106.
والرامسات: الرياح الشديدات الهبوب التي ترمس الأثر، أي: تعقبه وتدفنه، ذبول الرياح: أواخرها. نمقته: زينته. والشاهد في قوله: "مجر الرامسات"؛ حيث استعمل "مَجَرّ" مصدرا ميميا بمعنى الجر، وإضافته إلى الرامسات من إضافة المصدر لفاعله، والكلام على تقدير مضاف، وكأنه قال: كأن جر الرامسات ذيولها. كما ذكر ركن الدين.
نحو مَضْرِب من: ضرَبَ "يضْرِب"1، ومَوْضِع من: وَضَعَ. وقد جاء الفتح شاذا مع الكسر نحو: مَدَِبّ2 النمل، ومَأْوَِى الإبل3 ومَوْجَِل4.
وقد جاءت أسماء الزمان والمكان من الذي مضارعه "يَفْعَل" -بضم العين- على وزن "مَفْعِل" -بكسر العين- على خلاف القياس من إحدى عشرة كلمة5، وهي6: المَنْسِكُ، والمَجْزِر، والمَنْبِت، والمَطْلِع، والمَشْرِق، والمَغْرِب، والمَفْرِق، والمَسْقِط، والمَرْفِق، والمَسْجِد، والمَنْخِر7 من: نسَكَ ينْسِك، ونَبَت ينْبُت، وطَلَعَ يَطْلُع، وشَرَقَ يَشْرُقُ وغَرب يغرُب، وفَرَقَ يفْرُقُ، وسَقَطَ يَسْقُط، ورَفَق يرفُق، وسجَد يَسْجُد، ونخر ينخُر من النخير، وهو صوت بالأنف.
1 لفظ "يضرب" ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ".
2 ذكر ابن منظور أن مدِبّ -بكسر الدال- اسم، وأن مدَبّ -بفتحها مصدره. "ينظر اللسان "دبب": 2/ 1315".
3 أرى أنه قد التبس الأمر على ركن الدين ههنا فذكر أن الفتح شاذ مع الكسر، في مأوى الإبل. والصواب أن الفتح قياس متبع والكسر شاذ، وهو لغة فيه؛ لأن المعتل اللام مفتوح أبدا. كالمأتى والمرمى والمأوى والمشوى، كما صرح بذلك الجوهري في الصحاح "أوى" 6/ 2274، والزمخشري في مفصله، ص238. والذي ذكر لغة: مأوِي الإبل -بالكسر- هو الفراء وقد حكاها عن بعض العرب وذكر أنها نادرة "ينظر معاني القرآن: 2/ 14".
4 ذكرها الجوهري في صحاحه "وجل": 5/ 1840، أن "الموجل" بفتح الجيم -مصدر، وأن "الموجل" بالكسر -اسم موضع.
5 ذكرها الزمخشري في مفصله، ص237.
6 "وهي": ساقطة من "هـ".
7 ينظر: الهمع: 2/ 168.
وجاء الفتح في بعضها أيضا على القياس، وهو: المَنْسَكُ والمَطْلَعُ والمَفْرَقُ1 قيل: والفتح في كلِّها جائز، وإن لم نسمعه2.
وقد جاء من المفتوح العين المجمع -بكسر الميم. وأما مِنْخِر- بكسر الميم والخاء فإنما كسر الميم اتباعا لكسرة الخاء كما قالوا في [مُنْتِن -بضم الميم وكسر التاء] 3 مِنْتِن -بكسر الميم- للاتباع؛ فمِنْخِر -بكسر الميم والخاء- فرع مَنْخِر -بفتح الميم وكسر الخاء- لثقب الأنف، ومِنْتِن -بكسر الميم والتاء- فرع مُنْتِن -بضمّ الميم وكسر التاء4.
قوله: "ولا غيرهما". أي: ولا يجيء في الكلام مِفعل -بكسر الميم غيرهما، فهما نادران؛ لأن مِفْعِلا -بكسر الميم والعين- ليس منه أبنية الكلام5، مع أنه يمكن جعلهما فرعين لبناءين موجودين في كلامهم كما ذكرناه.
1 وزاد عليها الرضي: المحشر، والمسجد، والمَحَلّ -بمعنى المنزل. "ينظر شرح الشافية: 1/ 182".
2 قاله الفراء في معاني القرآن: 2/ 148، 230، 357، وحكاه الجوهري منسوبا للفراء. "ينظر الصحاح: سجد: 2/ 484".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وهو إضافة من "ق"، "هـ".
4 قاله الجوهري في الصحاح "نخر": 2/ 824".
5 قاله الجوهري أيضا. "ينظر المصدر السابق".
اعلم أن صاحب المفصل والميداني لم يذكرا المَنْخَِر، وذكرا المسكَِن1 من سكن2 فإنه مما روي فيه الكسر والفتح3.
واعلم "29" أن المصنف أورد مَوْعِدا في الشرح لمثال المكان والزمان من معتل4 الفاء، وهو ليس بنص في مطلوبه لجواز أن يكون كسر عينه في المكان والزمان لكسر عين مضارعه. وأن في قوله:"ومن مكسورها والمثال مَفْعِل" نظرا؛ لأنه يقتضي أن يكون أسماء الزمان والمكان من وَحِشَ يَوْحِشُ، ووَسُمَ يَوْسُمُ، ويَتِمَ الولد يَيْتَمُ ويَتُمَ يَيْتُمُ، ويَقِظَ من نومه يَيْقَظَ ويَعِطَ بالذئب يَيْعَطُ5؛ أي: زجره، مَفْعِل -بكسر العين- وليس كذلك لأنه مَفْعَل -بفتح العين6
1 وهذا ما فعله قبلهما عبد القاهر المتوفى 471هـ، وذلك في المفتاح "ينظر، ص60".
2 في "ق": يسكن. وكذا في "هـ".
3 ينظر المفصل، ص237.
4 في "ق": المعتل.
5 يعط ييعط: لم أعثر عليها. والذي في الصحاح واللسان: أَيْعَطْتُ بالذئب. وفي اللسان أيضا: يعَّط، وياعط. "ينظر الصحاح "يعط": 3/ 1169، واللسان "يعط": 6/ 4962" ولا أرى من أين أتى ركن الدين بما ذكره.
6 ونحن نرى أن إيراد المصنف موعدا في الشرح نص في مطلوبه وليس كما ذكر ركن الدين ههنا من أنه أورده لجواز أن يكون كسر عينه في المكان والزمان لكسر عين مضارعه؛ لأنا نقول إن ابن الحاجب ههنا متأثر بعبد القاهر الذي يرى أن معتل الفاء يأتي منه اسم الزمان والمكان على "مَفْعِل" سواء كان مفتوح العين أو مضمومها أو مكسورها، وأورد من الأمثلة: المَوْضِع والمَوْعِد والمَوْسِم -من وسم يوسم. "ينظر: المفتاح، ص60" وقد تابع عبد القاهر في رأيه هذا الزمخشري في مفصله؛ حيث نص على أن معتل الفاء مكسور أبدا كالمَوْعِد والمَوْرد والمَوْضِع والمَوْحِل والمَوْجِل. "ينظر المفصل، ص238".
ويكون ابن الحاجب قد تابع هذين العلمين في ذلك.
قوله: "ونحو الْمَظنَّة والْمَقْبَُرَةِ فَتْحا و1 ضمًّا ليس بقِياس2".
اعلم أنه قد يدخل على بعضها تاء التأنيث، كالمظُنة والمزَُلّة والمقبَُرة والمشرَُفَة، ضما وفتحا، في: المقبرة والمشرفة، وهو ليس بقياس3 وأما ما جاء على "مَفْعُلَة" بالضم، كالمقبُرة والمشرُفة والمزرُعة فإنها لا يُذْهَبُ بها مذهب الفعل4. وقد جاء في هذه الثلاثة الكسر أيضا.
قوله: "وما عداه فعلى لفظ المفعول".
أي: وأما5 ما عدا الثلاثي المذكور فبناء اسمي الزمان والمكان منه على لفظ مفعوله نحو "مُخْرَج" من: أخرَج يُخْرِج، و"مُسْتَخْرَج" من: استخرج يَستخرج، و"مُنْطَلَق" من انطلق ينطلِق و"مُدَحْرَج" من: دحرج يدحرج، وقد تقدم هذا.
1- في "ق": "أو" بدلا من الواو.
2-
في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا:"ونحو المظنة...." إلى آخره.
واتفق الأصل مع "ق" في مجيء العبارة كاملة فيهما.
3-
ينظر المفصل، ص238.
4-
ذكر ذلك الزمخشري في المفصل. "ينظر ص238".
5-
لفظة "أما" ساقطة من "ق"، "هـ".
وقد بنت العرب ألفاظا من الفعل الثلاثي إذا أرادت تكثير الشيء بالمكان فقالوا: أرض مَسْبَعة ومَأْسَدَة ومَذْأَبَة1، إذا كانت كثيرة السباع والأسد والذئاب.
وقالوا في بنات الأربعة: مُثَعْلَبَة ومُعَقْرَبَة، إذا كانت فيها الثعالِب والعقارب كثيرة2 لكن ليس بقياس فيما زاد على الثلاثة3. ونقول من "ثُعَالَة":"مَثْعَلَة" من الثلاثي والألف زائدة4.
1- ينظر الكتاب: 4/ 94، المفصل، ص238.
2-
لفظة "كثيرة" ساقطة من "ق".
3-
وسيبويه يرى أنهم لم يجيئوا بنظير هذا فيما جاوز ثلاثة أحرف، نحو الضفدع والثعلب وكراهية أن يثقل عليهم؛ ولأنهم قد يستغنون بأن يقولوا: كثيرة الثعالب ونحو ذلك، وإنما اختصوا بها بنات الثلاثة لخفتها. "ينظر الكتاب: 4/ 94".
4-
ينظر المصدر السابق.
[اسم الآلة] :
قوله: "والآلة عَلَى مِفْعَل ومِفْعال ومِفْعَلَة، كالْمِحْلَبِ والْمِفْتاحِ والْمِكْسَحَة"5.
اعلم أن الآلة اسم ما يعالج به؛ فإنها تجيء على وزن "مِفْعَل ومِفْعَال ومِفْعَلَة" كالْمِحْلَب؛ فإنه اسم لما يُحْلَبُ به. وبالحقيقة اسم لما يُحْلَبُ فيه، لكن لما كان يستعان به في الحلب جاز إطلاق اسم
1 في الأصل: "والآلة على مفعل...." إلى آخره. وفي "هـ": "والآلة على مفعل".
الآلة عليه، وكالمِفْتاح اسم لما يُفْتَح به، والمِكْسَحَة؛ فإنها اسم لما1 يُكْسَحُ به.
قوله: "وَنَحْوُ المُسْعُط والمُنْخُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُكْحُلَة والمُحْرُضَة ليس بقياس"2.
اعلم أن ما جاء مضموم الميم والعين كالمُسْعُط والمُنْخُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُكْحُلَة والمُحْرُضَة فأسماء لآلات3 مخصوصة لا باعتبار معنى الفعل فيها، وليست بقياس، ولأجل أن هذه آلات4 مخصوصة لا باعتبار معنى الفعل فيها قال سيبويه:"لم يذهبوا فيها مذهب الفعل، ولكنها جعلت اسما لهذه الأوعية"5؛ لأن الجاري على الفعل لا يختص بآلة مخصوصة، وهذه آلة مخصوصة؛ فلا يقال مُدْهُن إلا6 لآلة جعلت للدهن، ولو جعل الدهن في وعاء غيره لم يسم ذلك الوعاء بمدهن، بخلاف ما تقدّم من المفتاح والمكسحة وغيرهما.
1 لفظة "لما" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: "ونحو المسعط" إلى آخره. وفي "هـ": ونحو المسعط".
3 في "ق": آلات.
4 في "ق": الآلات.
5 الكتاب: 4/ 91.
6 لفظة "إلا" ساقطة من "هـ".
[باب المُصَغَّر] :
قوله: "المصَغَّر الْمَزِيدُ فيهِ لِيَدُلَّ عَلَى تَقْلِيل؛ فالمتمكِّن يُضمُّ أَولُهُ ويُفتح ثَانِيهِ وَبَعْدَهُما يَاءٌ سَاكِنَةٌ، وَيُكْسَرُ مَا بَعْدَهَا في الأَرْبَعَة إلَاّ فِي تاء التأنيث وألفيهِ والألفِ والنونِ والمُشبَّهتين بهما وألف أَفْعَالِ جَمْعا"1.
الاسم المصغَّر هو الاسم الذي زيد فيه ليدل على تقليل فيه.
وإنما لم يقل: زيد فيه ياء ثالثة؛ ليشمل تصغير المبهمات؛ لأنه2 لا يزاد فيه الياء ثالثة.
وأشار إلى الغرض الذي تزاد له هذه الياء بقوله: "لتدل على تقليل".
ولقائل أن يقول إنه لا يتناول التصغير الذي للتعظيم، نحو:
دُوَيْهِيَة3 ولا الذي للشفقة كتصغير الوالد لولده: يا بُنَيّ "30".
وأجيب عن الأول بأن الداهية إذا كانت عظيمة تدل على سرعة
1 عبارة ابن الحاجب هذه جاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ"، هكذا:"المصغر المزيد فيه ليدل على تقليل". وما أثبتناه من "ق".
2 في "هـ": لأنها.
3 في قول لبيد بن ربيعة العامري:
وكل أناس سوف تدخل بينهم
…
دُوَيْهِيَة تَصْفَرّ منها الأنامل
وهي في ديوانه ص132، ضمن قصيدة طويلة يرثي بها النعمان بن المنذر؛ إذ مات النعمان في بداية القرن السابع الميلادي.
وصولها فتكون لتقليل المدة1. وعن الثاني أن كونه للشفقة لا ينافي كونه للتقليل.
ثم إن الاسم الذي يراد تصغيره، إما متمكن أو غير متمكن، فغير المتمكن يجيء حكمه في آخر هذا الباب والمتمكن إذا أريد تصغيره ضم أوله، إن لم يكن مضموما، وفتح ثانيه إن لم يكن مفتوحا.
ويمكن أن يقال: فالمتمكن يضم أوله ويفتح ثانيه من غير أن يقال: إن لم يكن أوله مضموما وثانيه مفتوحا لجواز أن يقال: الضمة التي في أول المصغر والفتحة التي في ثانيه غير الضمة والفتحة اللتين في المكبر، كما قالوا في "فُلْك وهِجَان" في المفرد والجمع.
ويكسر ما بعد ياء التصغير في الاسم الذي على أربعة أحرف نحو: جُعَيْفِر؛ ليكون ما بعد الياء مناسبا للياء عند الإمكان كما في الرباعي، بخلاف الثلاثي نحو: فُلَيْس؛ لأن ما بعد الياء في الثلاثي محلّ2 الإعراب؛ فلا يمكن أن يكسر لياء التصغير، بخلاف ما فيه تاء التأنيث وألفا التأنيث3 المقصورة والممدودة، والألف والنون
1 هذه إجابة البصريين؛ إذ إنهم يمنعون مجيء التصغير لغرض التعظيم ويتأولون هذا وما يشبهه على التقليل. ولكن الكوفيين يذهبون إلى أن الغرض من التصغير ههنا هو التعظيم.
"ينظر: التصريح: 2/ 319، والهمع 1/ 185".
2 في الأصل: "على". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "التأنيث" ساقطة من "هـ".
المشبهتان1 بألفي التأنيث وألف التكسير، نحو: غُلَيْمَة وحُبَيْلَي وحُمَيْراء وسُكَيْران وأُجَيْمال؛ فإنه لا يكسر ما قبل الآخر في هذه المواضع؛ لالتزامهم الفتحة قبل هذه الحروف، أما مع تاء التأنيث؛ فلأنهم2 يفتحون ما قبل تاء التأنيث كما يفتحون آخر الاسم الأول في المركّب من الاسمين؛ طلبا للتخفيف، ولا فرق في ذلك بين أن يكون [الاسم مع التاء على أربعة، نحو طلحة، أو بدون] 3 التاء، نحو قائمة. وأما مع ألفي التأنيث؛ فلمراعاة بقاء ألفي التأنيث بحالهما.
اعلم أن المقصورة إذا كانت خامسة نحو: حُبَارَى4، وجُمَادَى، وقَرْقَرَى اسم موضع5 يجوز أن يقال في تصغيرها: حُبَيْر، وجُمَيْد، وقُرَيْقِر6. ويجوز أن يقال: حُبَيْرَى، وجُمَيْدَى وقُرَيْقِرَى وهو أحسن7. ويجوز حُبَيْرَة، بتعويض التاء عن الألف
1 في الأصل، "هـ": المشبهتين، والصحيح ما أثبتناه من "ق".
2 في "هـ": فإنهم.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 الحُبارَى: طائر يقع على الذكر والأنثى، واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات. قال الجوهري في الصحاح "حبر": 2/ 621. وينظر كذلك: حياة الحيوان: 1/ 204.
5 قَرْقَرى: اسم موضع مخصب باليمامة "ينظر معجم البلدان: 4/ 326".
6 حكى سيبويه عن يونس والخليل أن هذه الألف إذا كانت خامسة عندهم فكانت للتأنيث أو لغيره، حذفت وذلك قولك في قَرْقَري: قُرَيْقِرٌ، وفي حَبَرْكَى: حُبَيْرِك. ينظر الكتاب: 1/ 419. واختار الزمخشري حذفها ههنا "ينظر المفضل، ص204".
7 وهو اختيار المبرَّد "ينظر المقتضب: 2/ 261، 277".
المحذوفة1 بخلاف الممدودة؛ فإنه لا يحذف2 ألفها، لقوتها بالحركة.
وأما مع الألف والنون المشبهتين بألفي التأنيث فلتشبههما3 [بألفي التأنيث]4. وأما مع ألف التكسير فللمحافظة على ألف الجمع؛ للفرق بين الجمع وبين الإفراد؛ فإنك تقول5 في تصغير "أعلام" مصدرا: أُعَيْلِيم6 فلو قلت "في تصغير أعلام"7 جمع "علم" كذلك لحصل اللبس فلذلك8 تقول في تصغيره: أُعَيلام.
وليس الاسم الذي هو على صورة ما فيه الألف والنون المشبهتان أو ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة وكذلك؛ تقول في تصغير سُلْطان وسِرْحان: سُلَيْطِين وسُرَيْحِين؛ لأن الألف والنون فيهما ليستا بمشبهتين بألفي التأنيث.
1 قاله أبو عمرو بن العلاء، وحكاه عنه سيبويه والمبرد. "ينظر: الكتاب: 3/ 437، والمقتضب: 2/ 262". وسيببويه يرى أنك مخيَّر في ذلك، إن شئت قلت: حُبَيْرَى، وإن شئت قلت: حُبَيْر. "الكتاب: 3/ 436".
2 في "هـ": فإنها لا تحذف.
3 في "هـ": فلشبههما.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 في الأصل: "فإنه يقول" وهكذا في "هـ". وما أثبتناه من "ق".
6 في "ق": أعيلم.
7 في "ق": "في تصغيره، أي: تصغير أعلام".
8 في الأصل: فكذلك وما أثبتناه من "ق"، "هـ" هو الأنسب للمعنى.
وفي تصغير "مَغْزَى" و"كساء": مُغَيْز وكُسَيّ؛ لأن الألف فيهما ليس1 للتأنيث2.
وإنما غُيّر أول المصغر؛ للفرق بينه وبين المكبر بالضم؛ تشبيها له بالفعل المبني للمفعول؛ لأن كل واحد منهما مغيّر عن أصل معناه، وغُيّر ثانيه، ولم يقتصر على ضم الأول؛ لجواز أن يكون أول المكبّر مضموما فلم يحصل الفرق، وخص بالفتح؛ لأنه أخف3 "الحركات"4 مع أن ما بعدها "31" ياء وزيد الياء؛ لأنه قد لا يحصل الفرق بينهما في مثل صُراد وغُراب، وإنما خص الياء؛ لأنه أخف من الواو، ولم يزد الألف مع كونها أخف من الياء؛ لأنها زيدت5 للجمع في نحو "دراهم".
وإنما خُص الجمع بالأف؛ لأن الألف أخفّ6 والجمع أثقل.
وإنما كانت الياء ساكنة؛ لأن سكونها هو الأصل. وإنما جعلت7 ثالثة حملا على ألف الجمع، ولذلك كسر ما بعد الياء حيث أمكن، كما كسر بعد الألف في الجمع.
1 في "ق": ليست.
2 في "هـ": لتأنيث.
3 "لأنه أخف" ساقطة من "هـ".
4 لفظة "الحركات" إضافة من "هـ".
5 في "هـ": زيد.
6 لفظة "أخف" ساقطة من "هـ".
7 في "ق": حلت.
قوله: "ولا يُزاد على أربعة".
أي: ولا يزاد المصغر على أربعة أصول للاستثقال.
وإنما قال: "على أربعة أصول"؛ لأنه يزاد على أربعة غير أصول نحو: عُصَيْفِير وقُنَيْدِيل في: عُصْفُور وقِنْديل.
وإنما جاز الزيادة على أربعة غير أصول؛ لأنه إذا كان الحرف زائدا على الأصول كان في حكم العدم.
قوله1: "وَلِذَلِكَ لَمْ يَجِئْ في غَيْرِهَا إلَاّ فُعَيل وفُعَيْعِل وفُعَيْعِيل2".
أي: ولأجل أن الاسم المتمكن يضم أوله ويفتح ثانيه ويزاد بعدهما ياء ساكنة ويكسر ما بعده3 في الرباعي، ولا يزاد المصغر على أربعة أصول، لم يجئ في غير الأربعة التي مع تاء التأنيث وألفي التأنيث4 والألف والنون المشبهتين بهما5 وألف التكسير إلا فُعَيْل وفُعَيْعِل وفُعَيْعِيل؛ لأن الاسم الذي هو غيرها إن كان ثلاثيا كان تصغيره على فُعَيْل، وإن كان رباعيا من غير مدة قبل آخره كان
1 لفظة "قوله" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل، وفي "هـ": "ولذلك لم يجئ في غيرها
…
" إلى آخره.
3 في "هـ": ما بعدها.
4 وألفي التأنيث: ساقطة من "هـ".
5 بهما: ساقطة من "هـ".
تصغيره على فُعَيْعِل نحو "جُعَيْفِر" في "جعفر"، وإن كان رباعيا قبل آخره مدة كان تصغيره على فُعَيعِيل نحو: سُلَيْطِين، في:
سُلْطان، وعُصَيْفِير في: عُصْفُور وقُنَيْديل، في: قِنديل.
ولا يعنون بـ"فُعَيْل وفُعَيْعِل وفُعَيْعِيل" باعتبار الفاء والعين واللام في أوزان التصغير، ولهذا يقولون:"مُكَيْرِم" داخل في فُعَيْعِل1، و"مُفَيْتِيح" داخل في فُعَيْعيل، ولو عنوا باعتبار الفاء والعين واللام لقيل:"مُكَيْرِم" داخل في "مُفَيعِل" و"مفيتيح" داخل في "مُفَيعِيل" بل صورة الثلاثة من حيث إن الأول مضموم والثاني مفتوح والثالث ياء التصغير، ولهذا كرروا2 العين دون اللام في أمثلة التصغير، نحو: فُعَيْعِيل مع أن عادتهم تكرير اللام لمعرفة الأوزان.
اعلم أن المعتبر كون [مصغر المفرد في الجمع والمثنى على أحد هذه الأمثلة] 3 لا مصغر الجمع والمثنى، نحو: حُسَيْنُون وضُوَيْرِبُون مُلَيْعِنُون وحُسَنْيَنان وضُوَيْرِبان.
وكذلك تصغير ما قبل الواو والنون في شبيه الجمع، وهو العشرات
1 في الأصل: فعيل. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في "ق": كرر، وكذا في "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
من عشرين إلى تسعين؛ تقول: عشيرون وتسيعون وثليثون وثمينون؛ بحذف الألف فيها عند سيبويه1، وثليثون وثمينون، بقلب الألف ياء وإدغام ياء التصغير فيها عند المبرد2.
واعلم أيضا أن تصغير المركب من كلمتين، نحو: بَعْلَبَكَ3 وحَضْرَمَوْت4 وخمسة عشر، لا يكون على أحد هذه الأمثلة؛ لأنك تقول في تصغيرها: بُعَيْلَبَكّ وحُضَيْرَمَوت وخُمَيْسةَ عشرَ5.
وفي اثني عشر: ثُنَيّا عشر، وفي المؤنث: ثُنَيْتا عَشْرَة؛ فكأنك صغّرت اثنين واثنتين6. وعشرة: بمنزلة النون التي فيهما7.
ويعلم مما ذكرناه أن ضم أول المصغر وفتح ثانيه ليس مخصوصا بالمتمكن.
1 قال سيبويه: "سألت يونس عن تحقير ثلاثين، فقال: ثليثون، ولم يثقل، شبهها بواو جلولاء؛ لأن ثلاثا لا تستعمل مفردة على حد ما يفرد ظريف، وإنما ثلاثون بمنزلة عشرين لا يفرد ثلاث من ثلاثين كما لا يفرد العشر من عشرين، ولو كانت إنما تلحق هذه الزيادة الثلاث التي تستعملها مفردة لكنت إنما تعني تسعة، فلما كانت هذه الزيادة لا تفارق شبهت بألف جلولاء". "الكتاب: 3/ 442".
2 ينظر المقتضب: 2/ 65، 277.
3 بَعْلَبَكّ: مدينة قديمة. "ينظر: معجم البلدان: 4/ 453".
4 حضرموت: مدينة في اليمن الجنوبي.
5 ينظر الكتاب: 2/ 267، 3/ 475، 476، والمقتضب: 4/ 20.
6 لفظة "اثنتين" ساقطة من "هـ".
7 ينظر الكتاب: 3/ 476.
قوله: "وَإِذَا صُغِّر "32" الْخُمَاسِيُّ عَلَى ضَعْفه؛ فالأَوْلى حَذْفُ الْخَامِسِ، وَقِيلَ: مَا أَشْبَهَ الزَّائِدَ، وَسَمِعَ الأَخْفَشُ سُفَيْرِجِل"1.
اعلم أن الاسم إذا كان على أكثر من أربعة أحرف2 أصول3 ولم يكن خماسيا حذفت زوائده حتى تصير على أربعة أحرف، نحو:
"مُخَيْرِج" في: مستخرج وسُرَيفيل وسُمَيْعِيل "وبُرَيْهِيم"4 في تصغير: إسرافيل وإسماعيل وإبراهيم عند سيبويه5؛ تشبيها للهمزة في أولها بهمزة الوصل. وأسيرف وأسيمع وأُبَيْرِه عند المبرد6.
والأول أولى؛ لأنه أقل حذفا ولبقائه على فُعَيْعِيل مع كون رابعه حرف لين؛ ولأنه أدل عل المكبر، فإن "بريهيم" أدل على إبراهيم من "أُبَيْرِه".
1 في الأصل: "وإذ صغر الخماسي على ضعفه" إلى آخره وفي "هـ": "وإذا صغر الخماسي".
2 لفظة "أحرف" ساقطة من "ق".
3 لفظة "أصول" ساقطة من "هـ".
4 في الأصل: بريهم. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 ينظر الكتاب: 3/ 446.
6 ينظر الهمع: 3/ 192. وقال الجوهري: "وتصغير إبراهيم أبيره؛ وذلك لأن الألف من الأصل؛ لأن بعدها أربعة أحرف أصول، والهمزة لا تلحق بنات الأربعة زائدة في أولها وذلك يوجب حذف آخره كما يحذف من سفرجل فيقال: سُفَيْرِج. وكذلك القول في إسماعيل وإسرافيل وهذا قول المبرد. وبعضهم يتوهم أن الهمزة زائدة إذا كان الاسم أعجميا فلم يعلم اشتقاقه، فيصغره على بُرَيْهِيم وسُمَيْعِيل وسُرَيْفِيل. وهذا قول سيبويه. وهو حسن، والأول قياس". "الصحاح "برهم" 5/ 1871، 1872". ونقله عنه صاحب اللسان.
"ينظر "برهم" 1/ 271".
وإن كان خماسيا كان تصغيره مستكرها ضعيفا؛ فإذا صُغِّرَ الْخُمَاسِيُّ عَلَى ضَعْفِهِ فالأَوْلَى حَذْفُ الْخَامِسِ منه1؛ لأنه لا يزال في سهولة حتى يرتدع بالخامس فيحذف الذي ارتدع عنه وهو الخامس، نحو:"سُفَيْرِج" في سَفَرْجَل، و"جُحَيْمِر" في جَحْمَرِش2.
وبعضهم يختار حذف ما أشبه الزائد وإن لم يكن آخرا، فيقول في جَحْمَرِش:"جُحَيْرِش"؛ فيحذف الميم لأنها من حروف الزوائد في غيره3، وفي فَرَزْدَق:"فُرَيْزِق" بحذف الدال لشبهها الزائد؛ لأنها4 تشبه التاء من حروف الزوائد5.
وروى الأخفش أنه سمع من يقول6: "سُفَيْرِجِل" بتحريك الجيم بالكسر للاتباع7؛ ولأن الانتقال من الكسرة إلى الفتحة كالانتقال من سفل إلى علو [من غير حذف]8. وهو ضعيف.
1 في الأصل، وفي "ق":"فيه" والأنسب للمعنى ما أثبتناه من "هـ".
2 وهذا هو تعليل البصريين. "ينظر الكتاب: 3/ 448، 449، والمقتضب 2/ 249".
3 ورده سيبويه بقوله: "ولا يجوز في جحمرش حذف الميم وإن كانت تزاد؛ لأنه لا يستنكر أن يكون بعد الميم حرف ينتهى إليه في التحقير كما كان ذلك في جعيفر""الكتاب: 3/ 448".
4 لفظة "لأنها" ساقطة من "ق".
5 ينظر الكتاب: 3/ 448. والقياس في فَرَزْدَق: فُرَيْزِد. وقد جعل المبرد "فريزق" شبيها بالغلط. "ينظر المقتضب: 2/ 249".
6 لفظة "يقول" ساقطة من "هـ".
7 رواه عنه الزمخشري في المفصل، ص203.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
قوله: "وَيُرَدُّ نَحْوُ بَابٍ وَنَابٍ ومِيزان ومُوقِظ إِلَى أصله؛ لذهاب المقتضي"1.
أي: إذا صغّر ما البدل2 فيه غير لازم، نحو باب وناب، مما قلبت عينه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ونحو: ميزان مما قلبت فاء فعله "التي هي"3 الواو ياء لكسرة4 ما قبلها، ونحو "مُوقِظ" مما قلبت فاء فعله "التي هي"5 الياء واوا لضمة ما قبلها، يرد إلى أصله6 لذهاب المقتضي للقلب7؛ لأنك إذا صغّرت بابا ونابا ضممت أوله8، وإذا ضممت أوله9 زالت علة قلب عينه ألفا، وهي10 تحرك الواو أو11 الياء وانفتاح ما قبلهما12، فترد الألف إلى أصلها فتقول: بُوَيْب ونُيَيْب.
1 في الأصل: "ويرد نحو باب وناب وميزان
…
" إلى آخره. وفي "هـ": "ويرد نحو باب...." وما أثبتناه من "ق".
2 في "ق": فالبدل.
3 في النسخ الثلاث: "الذي هو"، والأنسب للمعنى ما أثبتناه.
4 في "هـ": للكسر.
5 في النسخ الثلاث: "الذي هو".
6 في "ق": أصلها.
7 في "ق": القلب.
8 في "هـ": الأول.
9 في "هـ": الأول.
10 في الأصل: "وهو". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 في الأصل: "و". و"أو" من "ق"، "هـ".
12 في "هـ": ما قبلها.
وإذا صغرت ميزانا ضممتَ أوله1 وحركت الواو فزال موجب قلب الواو ياء وهو سكون الواو وكسر2 ما قبلها، لصيرورة الواو متحركة والميم مضمومة حينئذ، فترد الياء إلى الواو.
وإذا صغرت مُوقِظا حركت الياء التي هي الثاني فزال موجب قلب الياء واوا وهو سكون الياء ليصيرورة الياء متحركة حينئذ فترد الواو إلى الياء فتقول في مِيزان ومُوْقِظ: مُوَيْزِين ومُيَيْقِظ.
قوله: "بِخلاف قائم وتُراث وأُدَر"3.
أي: يرد باب وناب، مما فيه البدل غير لازم، إلى أصله، بخلاف باب قائم وتراث4 وأُدَد5 وهو الذي البدل فيه لازم، لوجود المقتضي للقلب في التصغير6 أيضا؛ لأن علة قلب الواو والياء همزة في قائم وبائع كونهما اسمي7 فاعل من المعتل العين وهي
1 في "هـ": "الميم" بدلا من: "أوله".
2 في "هـ": وانكسار.
3 في "هـ": "بخلاف قائم".
4 تراث، أصله: وُراث؛ استثقلوا الواو المضمومة في أول الكلمة فأبدلوها تاء إبدالا على غير قياس.
5 أُدَد: أبو قبيلة من اليمن، وهو أُدد بن زيد بن كهلان من سبأ بن حمير. "الصحاح "أُدَد": 2/ 440". وأدد أصله: وُدَد؛ فقلبت الواو المضمومة ضمة لازمة همزة جوازا، فإذا صغر لم يزل التصغير سبب القلب فيه لبقاء الضمة. ومثله في ذلك "تراث".
6 في "هـ": تصغير.
7 في الأصل، "هـ": اسم. والصحيح ما أثبتناه من "ق".
موجودة في المصغر كما هي موجودة في المكبر، فلهذا قيل في تصغير قائم وبائع: قويئم وبييئع1، وأن العلة في قلب الواو تاء في تُراث وهمزة في أُدَد كون الواو مضمومة في أول الاسم وهي موجودة حال التصغير2.
قوله: "وقالوا: عُيَيْد، لقولهم أَعْياد"3.
هذا جواب عن سؤال مقدر، "وتقدير"4 السؤال أن زوال علة القلب لو كان مقتضيا للرد "33" إلى الأصل "لوجب"5 أن يقال في تصغير "عِيد" عُوَيْد لا عُيَيْد؛ لأن أصل عيد عِوْد -مشتق من العود6- وعلة قلب الواو ياء سكون الواو وكسر ما قبل الواو وهي معدومة في التصغير.
وأجاب عنه بأنه لما جُمِع على أعياد من غير الرد إلى أصله صغر أيضا من غير رد إلى أصله حملا للتصغير على التكسير؛ لأن التصغير والتكسير من باب واحد7.
1 في "هـ": "قويم وبويع".
2 ينظر المفصل، ص203.
3 في "هـ": "قالوا: عييد".
4 في النسخ الثلاث: "تقرير" وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى.
5 في النسخ الثلاث "الواجب". وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى.
6 ما بين الشرطتين ساقط من "ق"، "هـ".
7 وهذا تعليل الزمخشري أخذه ابن الحاجب عنه "ينظر المفصل، ص203".
وإنما قالوا أعياد في التكسير من غير رد إلى أصله؛ للفرق بين جمع عِيد وعُود1.
واعلم أنه لو قيل: لم يرد في تصغير عِيد إلى أصله؛ "للفرق بين تصغير عِيد وتصغير عُود2" لكان أصوب؛ لعدم الحاجة إلى تلك الواسطة.
قوله: "فَإِنْ كَانَتْ مَدَّة ثَانِيَةٌ فَالْوَاوُ لَازِمَةٌ، نَحْوُ: ضُوَيْرِب في ضارب، وضُوَيْرِيب في ضِيراب"3.
أي: فإن كانت بعد فاء الاسم ألف أو ياء لا أصل لها قلبت واوا؛ لانضمام ما قبلها، فقيل في ضارِب: ضُوَيْرِب، وفي ضِيراب ضُوَيْرِيب، وإن كان لها أصل قلبت إلى الأصل4 كما مر.
اعلم أن ظاهر كلامه يقتضي أنه لو كان بعد الفاء واو قلبت واوا، لكنه ليس كذلك؛ لأنه لا فائدة فيه.
قوله: "وَالاسْمُ عَلَى حَرْفَيْنِ يرَدّ مَحْذُوفُهُ؛ تَقُولُ في عِدَة وكُل -اسْماً: وُعَيْدَة، وأُكَيْل، وَفِي سَهٍ ومُذْ -اسما: سُتَيْهَة ومُنَيْذ، وفي دَم وحِر: دُمَيّ وحُرَيْح"5.
1 لأن جمع عود: أعواد.
2 في "هـ": اختلاف طفيف في هذه العبارة، وهو:"للفرق بين تصغير عود وعيد".
3 في الأصل: "فإن كانت مدة ثانية...." إلى آخره. وفي "هـ": "فإن كانت مدة".
4 كما في نحو: القِير -وهو شيء أسود يطلى به السفن والإبل، كالقار والناب.
تقول في تصغيرهما: قُيَيْر ونُيَيْب.
5 في "هـ": "والاسم على حرفين".
أي: إذا كان الاسم المتمكن الذي يراد تصغيره على حرفين بالإعلال -قياسيا كان الإعلال أو غير قياسي- يُرَدّ محذوفه في التصغير حتى يصيرَ على مثال فُعَيل؛ فتقول في "عِدَة" وُعَيْدَة، بردّ الواو، وفي "كُلْ" اسما1 أُكَيْل برد الهمزة المحذوفة من الفاء، وفي "سَهٍ" سُتَيْهَة- بردّ العين؛ لأن أصل "سَهٍ"2 سَتَه، بدليل أنه يجمع على أستاه. وفي "مُذْ" اسما: مُنَيْذٌ بردّ العين؛ لأن أصل "مُذْ" منذ؛ فخففت عنها. وتقول في تصغير "دَم، وحِر" دُمَيّ وحُرَيْح، برد اللام فيهما؛ لأن أصل3: دَم: دَمَو أو دَمَي4، وأصل حِر: حِرح؛ لأنه يجمع على "أحراح"؛ فحذفت الحاء على
1 في "هـ" زادت جملة اعتراضية ههنا، تعليقا على قول المصنف "اسما" وهي:
قوله "اسما": احترازا من "كُلْ" فعلا؛ فإنه لا يجوز تصغيره؛ لأن التصغير من خواص الاسم. وإثباتها في الحاشية ههنا أجود من إثباتها في المتن.
2 في "سه" ثلاث لغات إحداها هذه والثانية: سَت -بحذف اللام مع فتح السين- والثالثة: است- بحذف اللام وإسكان السين والمجيء بهمزة الوصل. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 219".
3 في الأصل: "الأصل" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 وجَعْل الذاهب منه الواو أو الياء هو قول سيبويه، ويستدل على ذلك بجمعه على دِماء "ينظر الكتاب: 3/ 322، 451". ولكن المبرد يرى أن الذاهب منه الياء وأن أصل "الدم" فَعَل -بالتحريك- أي: دَمَى، وإن جاء جمعه مخالفا لنظائره، ويستدل بـ"دَمِيَتْ".
"ينظر المقتضب: 2/ 237". والرضي وافق المبرد في ذلك وصرح بأن أصل لام دم ياء "شرح الشافية: 1/ 219".
ولكن الجوهري في صحاحه يرى أن الدم أصله: دَمَو -بالتحريك- وإنما قالوا: دَمِيَ يَدْمَى لحال الكسرة التي قبل الياء، كما قالوا: رَضِيَ يَرْضَى -وهو من الرضوان. وذكر أن بعض العرب تقول في تثنيته: دَمَوانِ. "ينظر "دما": 6/ 2340".
غير قياس1.
قوله: "وَكَذَلِكَ بَابُ: ابْنٍ وَاسْمٍ وَأُخْتٍ وَبِنْتٍ وهَنْت"2.
أي: وكذلك يردّ وجوبا محذوف باب: ابن واسم وأخت وبنت وهنت في التصغير، وهو ما حذف لامه وعوض عن لامه؛ أما رده في ابن واسم؛ فلئلا يبقى على حرفين؛ لأن الهمزة غير معتد بها؛ لأنها وجب حذفها؛ لأنها لو ثبتت لوجب تحريكها في الابتداء، وحينئذ إن ثبتت في الوصل صارت همزة الوصل همزة القطع وإن حذفت اختل بناء فُعيل، وكل واحد منهما محال.
وإذا رد المحذوف قلب ياء وأدغم3 الياء في الياء4 وقيل: بُنَي وسُمَي5، 6.
وأما رد المحذوف في: أخت وبنت وهَنْت؛ فلأنه لا يعتد بالتاء لكونها تاء التأنيث، ولا اعتداد بتاء التأنيث في بناء التصغير، وحينئذ لو لم يرد المحذوف، فإن لم تحذف التاء وقلت "أُخَيْت" لاعتددت
1 وحذفت الحاء لاستثقال الحاءين بينهما حرف ساكن. "ينظر شرح الشافية للرضي: 1/ 219".
2 في "هـ": "وكذلك باب".
3 في الأصل: وإذا دغم. ولعله سهو من الناسخ رحمه الله.
4 الواو إضافة من "ق".
5 لفظة "سمى" ساقطة من "هـ".
6 ينظر المفصل، ص203.
بتاء التأنيث؛ لأنه بها يتم بناء فُعَيل ولو حذفتها لم يستقم بناء1 فُعَيْل من غير رد المحذوف فوجب ردّ المحذوف، إلا أنه لا تحذف التاء لبقاء المعنى الذي أتى بها وهو التأنيث، لكن لا تجعل حكمها حكم التاء التي كانت قبل التصغير لخروجها عن التعويض بردّ المحذوف، بل تجعلها تاء تأنيث مثلها في قائمة، فلذلك تقف عليها هاء وتكتبها هاء وتحرك ما قبلها حينئذ. ويمكن أن يقال: حذفت تلك التاء وأتيت بتاء التأنيث.
وإذا رُدّ المحذوف قلب ياء وأدغم الياء في الياء2، وقيل: أُخَيَّة وبُنَيَّة وهُنَيَّة.
قوله: "بخلاف باب مَيْت [وهار وناس] "3.
[أي: ويرد المحذوف في باب ابن واسم وجوبا، بخلاف باب: مَيْت وهار وناس] 4؛ أي: ولا يرد المحذوف وجوبا في الباب الذي يكون الباقي بعد المحذوف مما يمكن بناء فُعَيْل منه، نحو: مَيْت وهار وناس؛ فإن أصل "34" مَيْت: مَيِّت؛ فالباقي بعد الحذف يمكن بناء فُعَيل منه5 وهو مُيَيْت.
1 لفظة "بناء" ساقطة من "هـ".
2 وتؤنث، وتذهب بالتاء اللاحقة.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب، من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 لفظة "منه" ساقطة من "هـ".
وإن أصل هار: فاعِل؛ حذفت عُينه فتقول في تصغيره هُوَيْرٌ1 من هار الجُرْفُ2 يَهُور3.
وأصل ناس4: أُناس5؛ فتقول في تصغيره: نُوَيْس6. وإنما لم يجب ردُّ المحذوف؛ ههنا لأنه يمكن بناء "فُعَيْل" من الباقي، لكنه يجوز ردّ المحذوف؛ فإذا رددته7 قلتَ في تصغيره "مُيَيِّتٌ، وهُوَيِّرٌ، وأُنَيِّسٌ" على بناء "فُعَيْعِل".
قوله: "وَإِذَا وَلِيَ يَاءَ التَّصْغِيْرِ وَاوٌ أَوْ أَلِفٌ منقلبة أو زائدة قُلبت ياء"8.
أي: إذا وَلِيَ ياء التصغير واو نحو "عُرْوَة" أو ألف منقلبة عن واو نحو "عصا" أو عن ياء نحو "فتى" أو ألف زائدة نحو "رِسالة وغَزال وغُلام"؛ قلبت تلك الألف في التصغير ياء، وأدغِمت ياء
1 وحكى سيبويه عن يونس إن ناساً من العرب يقولون "هار": هُوَيْئِر. ورد سيبويه بأن هؤلاء لم يحقروا هارا، إنما حقروا هائرا الذي هو الأصل "ينظر الكتاب: 3/ 45".
2 في "هـ": الحذف.
3 ينظر الصحاح "هار": 2/ 856، واللسان "هار" 6:4719.
4 في "ق": أناس.
5 وحذفت الهمزة لا لعلة موجبة، بل للتخفيف، وهذه العلة غير زائلة في حال التصغير ولا حاجة ضرورية إلى رد المحذوف. "شرح الرضي على الشافية: 1/ 224".
6 ينظر الكتاب: 3/ 457.
7 في "هـ": رددت.
8 في الأصل: "وَإِذَا وَلِيَ يَاءَ التَّصْغِيْرِ وَاوٌ أَوْ أَلِفٌ
…
" إلى آخره وفي "هـ": "إذا ولي".
التصغير فيها نحو "عُرَيَّة وعُصَيَّة1 وفُتَيّ ورُسَيِّلة وغُزَيِّل وغُلَيِّم.
وإنما قلبت الواو ياء في عُرْوَة؛ لاجتماع الواو والياء وسبق إحداهما الأخرى بالسكون. وإنما وجب قلب الألف ياء في البواقي؛ لأنه لما وقعت الألف في موضع يجب تحريكها قُلِبَتْ ياء وأدغمت ياء التصغير فيها.
أما إذا كانت الألف مقلوبة عن ياء كفتى فظاهر.
وأما إذا كانت مقلوبة عن واو؛ فلأن الواو تقلب ياء، كما ذكرناه2؛ فالمبدل منها كذلك.
وأما إذا كانت زائدة فلوجوب القلب ومناسبة الياء ياء التصغير.
قوله: "وَكَذَلِكَ الْهَمْزَةُ الْمُنْقَلِبَةُ بَعْدَهَا نَحْوُ: عُرَيَّة وعُصَيَّة ورُسَيِّلَة"3. أي: وكذلك الهمزة المنقلبة عن واو أو ياء بعد الألف نحو: كساء ورداء وعطاء؛ فإنها تقلب ياء؛ لأنه تزاد ياء التصغير ثالثة فتقلب الألف التي4 بعد ياء التصغير ياء، كما مر، وتدغم ياء التصغير فيها، ثم ترد الهمزة التي هي بدل عن الواو "أو"5 الياء
1 لفظة "عصية" من "ق".
2 في "هـ": لما ذكرنا.
3 في الأصل: "وكذلك الهمزة المنقلبة بعدها...." إلى آخره وفي "هـ": "وكذلك الهمزة".
4 في "هـ": الذي.
5 لفظة "أو" ساقطة في الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ".
إلى أصلها لزوال مقتضى القلب؛ أي: قلب الواو أو1 الياء همزة، وهو وقوع الواو أو2 الياء طرفا بعد الألف ثم تقلب الواو ياء إن كانت الهمزة بدلا عن الواو، لكسر3 ما قبلها، فتحذف الياء الأخيرة لاجتماع ثلاث ياءات، على ما يجيء.
قوله: [وتصحيحها في باب أُسَيِّد "وجُدَيِّل قليل]4.
اعلم أن القياس في تصغير "أَسْوَد" و"جَدْوَل" أن تقلب الواو ياء وتدغم ياء التصغير فيها، لما ذكرناه من أنه إذا ولي ياء التصغير واو قلبت الواو ياء وأدغمت ياء التصغير فيها، نحو: أُسَيِّد، وجُدَيِّل في تصغير: أَسْود وجَدْول.
لكنه جاء في تصغيرهما تصحيح الواو، نحو أُسَيْوِد وجُدَيْوِل، تنبيها على أصله، وهو قليل5.
ولا تقلب الواو ياء حتى تدغم الياء في الياء في "سُوَيد" تصغير ترخيم "أسود" بخلاف: "أُسَيْوِد" تصغير "أَسْود".
1 في "هـ""و".
2 في الأصل: "و"، و"أو" من "ق"، "هـ".
3 في "ق": لكسرة.
4 ما بين المعقوفتين من عبارة ابن الحاجب ساقط من "هـ".
5 قال الزمخشري: "والواو إذا وقعت ثالثة وسطا، كواو أسود وجدول، فأجود الوجهين أُسَيِّد وجُدَيِّل. ومنهم من يظهر فيقول أُسَيْوِد وجُدَيْوِل""المفصل، ص204".
لكن لا تصغير1 ترجيم مع اشتراكهما في اجتماع الواو والياء وسبق إحداهما الأخرى بالسكون؛ لأن الثاني في "سُوَيْد" ساكن وفي "أُسَيْوِد" متحرك.
قوله2: "فَإِنِ اتَّفَقَ اجْتِمَاعُ ثَلَاثِ يَاءاتٍ حُذفت الأَخِيْرَةُ نَسْياً، عَلَى الأَفْصَح، كَقَوْلِكَ في عَطَاء وإدَاوَةٍ وغاوِية ومعاوية: عُطَيّ وأُدَيَّة وغُوَيَّة ومُعَيَّة3".
يعني: إذا اجتمعت4 ثلاث ياءات مع ياء التصغير حذفت الياء الأخيرة، نَسيا مَنْسيا على الأفصح؛ أي: لا يعتد بها، ويعرب على ما قبلها، وإن كان بعد الأخيرة تاء فُتِح ما قبل الياء الأخيرة للتاء ولم يعتد بالمحذوف -على الأفصح- نحو عطاء وإداوة وغاوية، تقول5 في تصغير عطاء "عُطَيّ"، وأصله: عُطَيِّو؛ قلبت الواو التي هي بدل6 "35" عن الهمزة ياء، فاجتمعت ثلاث ياءات: فالياء الأولى ياء التصغير، والياء الثانية هي المبدلة عن ألف عطاء؛ لأنها كألف كتاب وقد وجبَ قلبُها ياء كما تقدم، والياء الثالثة هي اللام، فلما
1 في "ق": لا يصغر.
2 قوله: ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: "فَإِنِ اتَّفَقَ اجْتِمَاعُ ثَلَاثِ يَاءاتٍ حُذِفَتِ الأَخِيْرَةُ نسبا على الأفصح. وفي "هـ": "فإن اتفق اجتماع ثلاث ياءات....." إلى آخره.
4 في الأصل: أجمعت.
5 في "هـ": فتقول.
6 في الأصل: تدل. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
اجتمعت ثلاث ياءات حذفت الياء الأخيرة نسيا؛ استثقالا وجعل الإعراب على ما قبلها، كَيَد ودَم، وليس هذا الحذف إعلاليا حينئذ، بل اعتباطا1؛ فقيل: هذا عُطَيّ، ورأيت عُطَيّا، ومررت بعُطَيّ، ولو اعتُدّ بالياء المحذوفة لقيل: هذا عُطَيّ، ومررت بعُطَيّ في الرفع والجر، ورأيت عُطَبِيّا -في النصب- كقاض، لكنه لم يقل ذلك. وتقول في تصغير: إداوة -للمِطْهَرَة2 -وغاوِيَة- من غَوَى -ومُعاوِية- من عَوَى3: أُدَيَّة وغُوَيَّة ومُعَيَّة بحذف الياء الأخيرة؛ لأنه يجتمع ثلاث ياءات، الأولى منها ياء التصغير، والثانية بدل الألف في إداوة ومُعاوِية، ومن الواو في غاوية والثالثة هي اللام؛ فلما اجتمع4 ثلاثُ ياءات؛ حذفت الياء الأخيرة نسيا مَنْسيا للاستثقال وفتح ما قبلها للتاء. [وألف غاوية5] قلبت واوا في التصغير6 كما قُلِبَتْ في ضارِب.
واعلم أنه قد أورد على قوله: "على الأفصح" أنه يقتضي جواز أن يقال في تصغير نحو "عَطَاء": "هذا7" عُطَيّ، ومررت
1 في "هـ": اعتباط.
2 ينظر الصحاح "أدا": 6/ 2266.
3 من غوى: ساقطة من "هـ".
4 في "ق": اجتمعت.
5 في "هـ": والألف في غاوية.
6 في "هـ": للتصغير.
7 لفظة هذا من "ق"، "هـ".
بعُطَيّ، ورأيت عُطِيَيّا، كقاض1. ولا تكون الياء المحذوفة نسيا "مَنسيا2" وهذا لا يجوز ولا يقول به أحد. والصواب أن تقول3: فإن اجتمع في الطرف ثلاث ياءات حُذفت الأخيرة من غير باب "أحوى" نسيا بإجماع.
ويمكن أن يقال "على الأفصح" قَيدٌ في "قوله4": حذف الياء، لا نسيا، فإن بعض النحويين يقول في تصغير "عَطاء وكِساء": عُطَيّ وكُسَيّ، كما تقول في تصغير "أَحْوَى": أُحَيّ -بسكون الياء كحذف الضمة والكسرة من الياء وإثباتها لعدم موجب حذفها5.
قوله: "وَقِيَاسُ أَحْوَى أُحَيّ غيرَ مُنصَرف، وَعِيْسَى يَصْرِفُهُ، وقال أبو عمرو: أُحَيٍّ"6.
1 كقاض: ساقطة من "هـ".
2 لفظة منسيا إضافة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": يقال.
4 قوله: إضافة من "هـ".
5 جاء في شرح الرضي على الشافية ما نصه: "وقال ابن خروف في مثله -أي: في مثل عطاء وكساء- أن القياس إعلاله إعلال قاض، لكن المسموح حذف الثالثة نَسْياً، بل قال الأندلسي والجوهري: إن ترك الحذف مذهب الكوفيين، وأنا أرى ما نسبا إليهم وَهْما منهما""1/ 235".
6 في الأصل: "وقياس أحوى: أحيّ؛ غير منصرف.... إلى آخره". وفي "هـ": "وقياس أحوى".
اعلم أن القياس في تصغير "أحْوَى": أُحَيّ، غير منصرف للصفة ووزن الفعل؛ لأن أصله: أُحَيْوَي؛ فقلبت الواو ياء وأدغمت ياء التصغير فيها على القياس المتقدم، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الثالثة نَسْيا وجعل الإعراب على ما قبلها فقيل: أُحَيّ غير منصرف للصفة ووزن الفعل؛ فإن وزن الفعل معتد به؛ ألا ترى أن أُفَيْضِل تصغير أَفْضَل، غير منصرف للاعتداد بوزن الفعل، فكذا ههنا.
وذهبَ عيسى بن عمر1 إلى صرفه2؛ لأنه لما حُذِف منه حرف على غير قياس خَرَجَ عن وزن الفعل، كما خرج "خير وشر" عن وزن الفعل بحذف حرف على غير قياس، وإن كان المراد:"أَخْيَر وأَشَر".
وإذا خرج عن وزن الفعل لم يعتد به كما لم يعتد به في خَيْر وشَرّ.
ولا يجوز الاستدلال على كون "أُحَيّ" غير منصرف بمثل "هو أَغْيَلُ منك" فيمن نَوّنه؛ للاتفاق على منع صرف "هو أُفَيْضِل منك" وأما من نوَّن "هو أَغْيَل منك"؛ فإنما نَوَّنه على أصله وهو أن هذا
1 عيسى بن عمر الثقفي، إمام مشهور في العربية والنحو، وقراءته مشهورة. قيل إنه ألف في النحو كتابين، هما: الإكمال والجامع. وفيهما يقول الخليل بن أحمد.
بَطَل النحو الذي قد جَمَّعتم
…
غير ما ألَّف عيسى بن عمر
ذاك "إكمال" وهذا جامع
…
وهما للناس شمس وقمر
وكانت وفاته عام تسع وأربعين ومائة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 40-45، ومراتب النحويين، ص23".
2 حكاه سيبويه. وقال إنه خطأ. "ينظر الكتاب: 3/ 472" وينظر كذلك المفصل، ص205.
التنوين تنوين عوض عن الياء أو عن الإعلال كما مرَّ في النحو، ولم ينوّنه على أنه "غير1" منصوف.
وذهب أبو عمرو إلى أن "أُحَيّ" كقاض؛ لأن أصله "أُحَيِيّ" كما تقدم، فأعلت الياء إعلال ياء قاض2.
لكن يلزمه أن يجعل التنوين فيه تنوين العوض عن الإعلال3 مثله في "جوار" عند القائلين بأنه عوض عن الإعلال، ويلزمه أن يقول: عُطَيّ في -الرفع والجر "36" ورأيت عُطَيِيّا -في النصب؛ لأن إعلاله عنده كإعلال قاض، ويلزمه أيضا أن يقول: أُدَيِّئة، وغُوَيِّية، ومُعَيِّيَة؛ لأنه أعلها إعلال قاض ولا مُوجب لحذف الياء الثالثة حينئذ، ويلزمه أن يصرف "هو أُفَيْضِل"؛ لاختلال وزنن "أَفْعَل" لا يقال:"أُفَيْضِل" باق على كمال صيغة "أَفْعَل" بخلاف "أُحَيّ"؛ فإنه خرج بالحذف عن وزن "أَفْعَل"؛ لأنا نقول المحذوف بالإعلال كالموجود؛ بدليل منع صرف "أَعْلَى" مع أن الألف فيه محذوفة.
فإن قيل الألف في "أَعْلَى" ثانية فيكون وزن الفعل باقيا.
1 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ".
2 حكاه سيبويه في كتابه. ورد عليه بأنه لو جاز ذلك لقلت في عَطَاء: عُطَيّ؛ لأنها ياء كهذه الياء، وهي بعد ياء مكسورة، ولقلت في سِقاية: سُقَيِّيَة، وشاو: شُوَيّ. "ينظر الكتاب: 3/ 472".
3 في "هـ": الاعتلال.
قلنا: إنما يثبت الألف في "أَعْلَى" لمنع صرفه؛ فثبوت صرفِه1 متفرِّع2 على مَنْعِ صرفه؛ لأنه لو صرف لزال الألف لالتقاء الساكنين كزوال الياء في "أُحَيّ"؛ فلو أثبت منع صرفه "بثبوت الألف3" لزم الدور.
قوله: "وعلى قِياس أُسَيْوِد أُحَيْوٍ"4.
اعلم أن قياس من قال "أُسَيْوِد" أن يقال "أُحَيْو" على الأقوال الثلاثة؛ لعدم اجتماع ثلاث ياءات؛ فلا تحذف الأخيرة نَسْيا لاجتماع ثلاث ياءات؛ فقياس الياء التي بعد الواو أن تُعل إعلال ياء قاض، فيقال: هذا أُحَيْو، ومررت بأُحَيْو -بعويض التنوين عن الإعلال، ورأيت أُحَيْوِي.
ومن لا يعوِّض عن الإعلال التنوين في مثله يلزمه أن يقول في الجر والرفع أُحَيْوِي بإثبات الياء؛ لأن أصله أُحَيْوِي؛ فأعلت الياء إعلالها في القاضي فثبتت الياء ساكنة لثقل الضمة والكسرة على الياء وعدم موجب حذف الياء.
1 في "هـ": ألفه.
2 في "هـ": متفرعا.
3 في "هـ": "بثبوته؛ أي: الألف".
4 هذه عبارة الزمخشري، نقلها عنه ابن الحاجب؛ حيث يقول في مفصله "ص204":"ومن قال أَسَيْوِد قال أُحَيْو".
قوله1: "وتُزاد للمؤنث2 الثلاثي بغير تاءٍ تاءٌ، كعُيَيْنَة وأُذَيْنَة وعُرَيْب وعُرَيْس شاذ"3.
أي: إذا صُغِّر المؤنث الثلاثي الذي4 لا تاء فيه زِيدت5 في تصغيره التاء، فيقال في عَيْن: عُيَيْنَة، وفي أُذن: أُذَيْنَة؛ إظهارا لتائه المقدّرة في مكبَّره مع خفة الثلاثي.
[نعم6] : إذا سمي مذكر بمؤنث على ثلاثة7 أحرف ليس فيه تاء ثم صُغِّر لم تلحقه التاء؛ كـ"أُذُن" سُمّي بها رجل8 خلافا ليونس9، 10.
1 لفظة "قوله" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": وزاد المؤنث.
3 في الأصل: وتزاد للمؤنث الثلاثي بغير تاءٍ تاءٌ....." إلى آخره. وفي "هـ": "وزاد المؤنث" فقط.
4 لفظة "الذي" ساقطة من "هـ".
5 في "ق"، "هـ": زيد.
6 لفظة "نعم" إضافة من "ق".
7 في "هـ": ثلاث.
8 هذا مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 3/ 484".
9 هو أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضَّبّي، مولى بني ضَبّة. أخذ النحو عن أبي عمرو بن العلاء وحماد بن مسلمة، تتلمذ عليه سيبويه والكسائي والفراء وأبو عبيدة، أكثر سيبويه النقل عنه في كتابه. من مؤلفاته: معاني القرآن، وكتاب اللغات، والنوادر الكبير والنوادر الصغير، وكتاب الأمثال. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة للهجرة. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي: 50-53، ومراتب النحويين: 21-23 والأعلام: 9/ 344".
10 لأنه يدخل التاء ويحتج بأُذَيْنَة. ورد سيبويه بأنه إنما سمي بمحقر.
"ينظر الكتاب: 3/ 484".
وإذا سُمي مؤنث بمذكر على ثلاثة أحرف ليس فيه تاء ثم صُغِّر لحقته التاء "كحَرْب سمي بها امرأة"1. وأما قولهم في تصغير عرب وعِرس: عُرَيْب وعُرَيْس من غير التاء، مع أنهما مؤنثان2 - فشاذ، والقياس: عُرَبْيَة وعُرَيْسَة.
قوله: "بخلاف الرباعي كعُقَيْرِب. وقُدَيْدِيمة ووُرَيِّئَة شاذ"3.
أي: وتزاد التاء في تصغير المؤنث الثلاثي الذي بغير التاء، بخلاف الرباعي المؤنث الذي لا تاء فيه؛ فإنه لا يزاد في تصغيره التاء لكثرة حروفه؛ فيقال في تصغير عَقْرَب: عُقَيْرِب؛ لأنهم لو قالوا عُقَيْرِبة لكان مستثقلا، ولهذا الاستثقال قالوا: الحرف الرابع في الرباعي يقوم مقام تاء التأنيث. وأما قولهم في تصغير قُدَّام وَوَرَاء: قُدَيْدِيمة ووُرَيِّئَة فشاذ مخالف للقياس4، لما ذكرناه. ذكر في شرح
1 موضع ما بين المعقوفتين عبارة أخرى في "هـ"، هي،:"كلفظ الشجرة سمي به امرأة، وأن يقال في تصغيره: شُجَيْرة".
2 في الأصل: مؤنث. ومثله في "ق". وما أثبتناه من "ق".
3 في الأصل: "وبخلاف الرباعي...." إلى آخره. وفي "هـ": وبخلاف الرباعي.
4 قال الجوهري: "وقُدّام: نقيض وراء، وهما يؤنثان ويصغران بالهاء: قُدَيْدِمَة ووُرَيِّئَة وقُدَيْدِيمة أيضا، وهما شاذان؛ لأن الهاء لا تلحق الرباعي في التصغير". ثم احتج بشاهد للقطامي، وهو قوله:
قُدَيْدِيمة التجريب والحِلْم إنني
…
أرى غَفَلات العيش قبل التجارب
"الصحاح" قدم": 5/ 2008".
الكتاب: إنما خالفا1 القياس؛ لأنه لا يمكن معرفة تأنيثهما بالإخبار عنهما؛ لأنهما ملازمان2 الظرفية، ولا بوصفهما، ولا بإعادة الضمير إليهما، بل بالتصغير فقط، بخلاف مثل العَقْرَب، فأعيدت التاء في تصغيرهما ليعلم تأنيثهما3.
اعلم أن تاء التأنيث الظاهرة لا تحذف أصلا في التصغير.
قوله: "وتَحذف ألف التأنيث المقصورة غير الرابعة كـ"جُحَيْجِب وحُوَيْلِيّ" في: جَحْجَبَى وحَوْلايا4، وتَثْبت الْمَمْدُودَةُ مُطْلَقَاً ثُبوت الثاني في بَعْلَبَكّ"5.
أي: وتحذف ألف التأنيث المقصورة غير الرابعة، بأن كانت خامسة فصاعدا نحو: جُحَيْجِب، وحُوَيْلِيّ، في تصغير: جَحْجَبَى -حي من الأنصار6 "37" وتصغير: حَوْلايا -اسم موضع7- لاستثقالهم إياها خامسة فصاعدا.
1 في "هـ": خالفتا.
2 في "هـ": ملازما.
3 حكاه الرضي عن السيرافي "ينظر شرح الشافية: 1/ 234".
4 في "هـ": خالفتا.
5 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "وتحذف ألف التأنيث المقصورة...." إلى آخره. وفي "هـ": "وتحذف ألف التأنيث".
6 قاله ابن منظور في اللسان "جحجب": 1/ 546.
7 وهي قرية كانت بنواحي النهروان خربت الآن. "ينظر معجم البلدان: 3/ 368"، وينظر كذلك المفصل:204.
ولا تحذف رابعة نحو: حُبَيْلَى، في تصغير حُبْلَى؛ لعدم استثقالهم إياها؛ لخفة الثلاثة1.
وتثبيت ألف التأنيث الممدودة مطلقا، أي2: سواء كانت رابعة أو خامسة فصاعدا، ثبوت الاسم الثاني في تصغير المركب من اسمين نحو بَعْلَبَكّ، نحو: حُمَيْراء وخُنَيْفِساء، في تصغير: حَمْرَاء وخُنْفُسَاء.
وإنما لم تحذف الممدودة مطلقا؛ لأنها لما كانت على حرفين جعلوها مع ما فيها3 كالمركب من اسمين فأثبوتها مطلقا كما أثبتوا الاسم الثاني في تصغير مثل: بَعْلَبَكّ بخلاف المقصورة.
قوله: "و4 المَدّة الوَاقِعَةُ بَعْدَ كَسْرَةِ التَّصْغِيرِ تَنْقَلِبُ يَاءً إنْ لم تَكُنْها؛ نحو: مُفَيْتِيح وكُرَيْدِيس"5.
اعلم أن المَدّة الوَاقِعَةُ بَعْدَ كَسْرَةِ التَّصْغِيرِ تَنْقَلِبُ يَاءً إنْ لم تكن تلك المدة ياء، لسكونها؛ وانكسار ما قبلها، نحو الألف في مِفْتاح، والواو في كُرْدُوس؛ فإنهما ينقلبان ياء في مُفَيْتِيح وكُرَيْدِيس6.
1 ينظر المفصل، ص204.
2 لفظة "أي": إضافة من "ق".
3 في النسخ الثلاث: ما فيه.
4 الواو إضافة من "ق".
5 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل، هكذا: "والمَدّة الواقعة بعد كسرة التصغير
…
" إلى آخره، وفي "هـ": "والمَدّة الواقعة".
6 ينظر المفصل، ص204.
والكُرْدُوس: قطعة عظيمة من [الخيل1] 2 وقيل: فقرة من فقرات الكاهل3.
وإنما قال: "إن لم تكنها"؛ لأن تلك المدة إذا كانت ياء بقيت ياء ولم تنقلب نحو: مُنَيْدِيل في تصغير: مِنْدِيل.
قوله: "وذو الزِّيادتين غيرها من الثلاثي يُحذف أقلها فائدة؛ كـ"مُطَيْلِق ومُغَيْلِم ومُضَيْرِب ومُقَيْدِم" فِي: مُنْطَلِق ومُغْتَلِم ومُضارب ومُقَدِّم فإن تساويا فمُخَيَّر كـ"قُلَيْسِيَة" وكقُلَيْنِسَة وحُبَيْنِط وحُبَيِّط، وَذُو الثَّلَاثِ غَيْرَها تُبقَّى الفُضْلَى منها كـ"مُقَيْعِس" في مُقْعَنْسِس، ويُحْذَفُ زَياداتُ الرُّباعي كُلُّهَا مُطْلَقاً غير المَدّة كـ"قُشَيْعِر" في مُقْشَعِرّ، وحُرَيْجِيم في احْرِنْجام. ويَجُوزُ التَّعْوِيضُ عن حَذْفِ الزِّيَادَةِ بمَدّة بَعْدَ الكَسْرَةِ فِيمَا لَيْسَتْ فيه كـ"مُغَيْلِم" في مُغْتَلِم. ويُردّ جَمْعُ الْكَثْرَةِ لَا اسْمُ الْجَمْعِ إِلَى جَمْعِ قِلَّته، فيُصَغَّرُ نَحْوُ غُلَيِّمَة في غِلْمَان، أوْ إلى واحِدِهِ، فيُصَغَّرُ ثُمَّ يُجْمع جَمْعُ السلامة، نحو: غُلَيِّمُون ودُوَيْرَات. وما جاء على غير ذلك كـ"أُنَيْسِيان وعُشَيْشِيَة وأُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة" شاذ. وَقَوْلُهُمْ: أُصَيْغِر مِنْكَ ودُوَيْنَ هَذَا، وفُوَيْقَه لِتَقْلِيلِ ما بينهما. ونَحْوُ: مَا أُحَيْسِنَه شَاذٌّ. وَالْمُرَادُ الْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ"4.
1 في "هـ": الجبل. والصحيح ما أثبتناه من النسختين الأخريين.
2 قاله الجوهري في صحاحه "كردس": 3/ 970.
3 قاله ابن منظور "ينظر اللسان "كردس": 5/ 3850" وقيل: كل عظمين التقا في مَفْصِل فهو كُرْدُوس، نحو المنكبين والركبتين والوَرِكين. "ينظر الصحاح "كردس": 3/ 970".
4 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة أيضا، هكذا:"وذو الزيادتين غيرهما من الثلاثي يحذف....." إلى آخره. وفي "هـ": "وذو الزيادتين". وما أثبتناه من "ق".
اعلم أن الاسم الثلاثي إذا كان فيه زيادتان غير المَدّة التي تقع1 بعد كسرة التصغير يحذف في التصغير أقلها فائدة، نحو: مُطَيْلِق ومُغَيْلِم ومُضَيْرِب ومُقَيْدِم في تصغير2: مُنْطَلِق، ومُغْتَلِم -للذي هاج من شهوة الضِّراب3- ومُضارِب ومُقَدّم.
اعلم أن الميم والنون في "مُنْطَلِق" زائدتان، والنون أقلهما فائدة للزوم الميم في اسم الفاعل من الثلاثي الذي هو ذو الزيادتين فكانت أقعد وأولى بالإبقاء.
وإنما تلزمُ الميمُ دون غيرها؛ لأن الميم موضِّحة للمسمّى، والزيادة الأخرى توضح ما يعرض له من انفعال أو مفاعلة أو تفعيل أو افتعال أو نحوها، فيقال: مُطَيْلِق -بحذف النون.
وكذلك الميم والتاء زائدتان في "مُغْتَلِم" والتاء أقلُّهما فائدة. وكذلك الميم والألف زائدتان في "مُضارِب" والألف أقلهما فائدة، كذا4 الميم والدال "زائدتان"5 في مُقَدّم، والدال أقلهما فائدة، لما ذكرنا6، فيقال في تصغيرها: مُغَيْلِم ومُضَيْرِب ومُقَيْدِم.
1 في "هـ": وقع.
2 لفظة "تصغير" ساقطة من "ق"، "هـ".
3 ينظر الصحاح "غلم": 5/ 1997.
4 في "ق": وكذلك.
5 زائدتان: إضافة من "ق".
6 في "ق": لما ذكرناه.
وإنما قال: "غيرها"؛ لأنه لو كانت إحدى الزائدتين1 "من2" تلك المَدّة وجب إبقاؤها؛ لما مر.
وكذا لو كان فيه زيادتان3 وهذه المدة، نحو "مِفتاح" يجب إبقاؤها.
وإن تساوت زائدتان ولم يكن لإحداهما مزية على الأخرى فأنت مخير في حذف أيهما4 شئت؛ كقَلَنْسُوَة؛ فإن النون والواو فيها زائدتان من غير أن يكون لإحداهما5 مزية على الأخرى، فأنت مخير بين أن تقول في تصغيرها: قُلَيْنِسَة، بحذف الواو، وبين أن تقول6: قُلَيْسِيَة، بحذف النون7.
وكذلك الألف والنون في حَبَنْطَى8 زائدتان متساويتان، فأنت في تصغيره؛ مخير بين حُبَيْنِط -بحذف الألف، وبين حُبَيْط -بحذف النون وقلب الألف ياء، بكسر ما قبلها ثم إعلالها إعلال قاض9.
1 في "هـ": الزيادتين.
2 لفظة "من": إضافة من "ق".
3 في "ق"، "هـ": زائدتان.
4 في "ق"، "هـ": أيتهما.
5 في "هـ": في إحداهما.
6 في الأصل: تكون. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 ينظر اللسان "قلس": 5/ 3720. وقال الجوهري: "ولك أن تعوض فيهما وتقول: قُلَيْنِيسة وقُلَيْسِيّة بتشديد الياء الأخيرة" "الصحاح "قلس": 3/ 965".
8 الحَبَنْطَى: القصير البطن. "الصحاح "حبط": 3/ 1118".
9 وإن شئت عوضت من المحذوف في الموضعين، فقلت: حُبَيِّط بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلبت: حُبَيْنِيط. "ينظر المصدر السابق".
قوله: "وذو الثلاث غيرها تُبقَّى الفُضْلَى منها كـ"مُقَيْعِس في مُقْعَنْسِس"1.
أي: ذو الزيادات الثلاث غير المدة التي2 تقع بعد كسرة التصغير من الثلاثي تبقى في تصغيره الزيادة "38" الفضلى من الزيادات الثلاث وتحذف الأخريان؛ فيقال3 في تصغير4 مُقْعَنْسِس: مُقَيْعِس5؛ لأن الميم والنون وإحدى السينين زائدة، فتبقى الميم وتحذف النون والسين؛ لأن الميم هي الفُضلى؛ لقوة دلالتها على اسم الفاعل.
والمبرد يحذف الميم ولا يحذف السين؛ فيقول في تصغيره قُعَيْسِس6 لأن السين للإلحاق فتجرى مجرى الأصلي؛ فكما تقول في مُحْرَنْجِم: حُرَيْجِم كذلك تقول: قُعَيْسِس7.
ولقائل أن يمنع أنه إذا كان السين للإلحاق تجري مجرى الأصل، ويدل عليه حذف الزائد للإلحاق مع سائر الزوائد لتصغير الترخيم8.
1 في الأصل: وذو الزيادة تبقى الفضلى...." إلى آخره، وفي "هـ": "وذو الثلاث
…
".
2 لفظة "التي" ساقطة من "هـ".
3 فيقال: ساقطة من "هـ".
4 لفظة "تصغير" ساقطة من "ق"، "هـ".
5 وتقول أيضا مُقَيْعِيس. وهذا مذهب سيبويه. "ينظر الكتاب: 3/ 429".
6 في الأصل: قعيس. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 وأيضا عنده قُعَيْسيس، مثل حُرَيْجيم "ينظر المقتضب: 3/ 254".
8 هذه الفقرة بتمامها جاءت في الأصل متأخرة عن الفقرة التي بعدها والترتيب المذكور في "ق"، "هـ".
وإنما قال: "غير المَدّة المذكورة"؛ لأن إحدى الزيادات إذا كانت تلك المدة تبقى بكل حال، كما مر.
قوله: "ويُحذف زِيَادَاتُ الرُّبَاعِيِّ كُلُّهَا مُطْلَقاً غيرَ المَدّة كـ"قُشَيْعِر في مُقْشَعِرّ وحُرَيْجِيم في احْرِنْجام"1.
أي: ويحذف جميع الزيادات التي في الاسم الرباعي غير المدة التي تقع بعد كسرة التصغير مطلقا؛ لأن الغرض من حذف الزيادات أن يبقى المصغر على بناء التصغير؛ فلو بقيت في الرباعي زيادة يخرج بتلك الزيادة عن بناء2 التصغير، فوجب حذف الجميع نحو: قُشَيْعِر وحُرَيْجِم، في تصغير: مُقْشَعِرّ واحْرِنْجام3.
وإنما قال: "غير المدة المذكورة" لأن ثبوتها لا يخل ببنية التصغير ألا ترى أنك إذا قلت في تصغير احْرِنْجام: حُرَيْجِيم، وحذفت الزيادات كلها غير هذا الألف لم يخرج بها عن4 بناء فُعَيْعيل.
قوله5: "ويَجُوزُ التَّعْوِيضُ مِنْ حَذْفِ الزِّيَادَةِ بمَدّة بَعْدَ الكسرة فيما ليست فيه كـ"مُغَيْلِيم في مُغْتَلِم"6.
1 في الأصل: "وتحذف زيارات الرباعي كلها" إلى آخره. وفي "هـ": "وتحذف زيارات الرباعي".
2 لفظة "البناء" ساقطة من "هـ".
3 يقال: احْرَنْجَم القومُ، أي: ازدحموا. "الصحاح "حرجم" 5/ 1198".
4 لفظة "عن" ساقطة من "ق".
5 لفظة "قوله" ساقطة من "هـ".
6 في الأصل: "ويجوز التعويض من حذف الزوائد....." إلى آخره. وفي "هـ": "ويجوز التعويض".
أي: ويجوز التعويض عن حذف الزوائد بمدة بعد كسرة التصغير
في الاسم الذي ليست فيه [المدة "بعد"1 كسرة التصغير] 2 نحو:
مُغَيْلِيم في: مُغْتَلِم؛ فإن المُغْتَلِم إذا صغَّرْتَه حذفت التاء في3 تصغيره فقلت: مُغَيْلِم، وليس فيه [مدة التصغير] 4 فجاز أن تعوض عن التاء بمدة فتقول: مُغَيْلِيم5، فتأتي بمدة بعد كسرة ياء التصغير.
والفائدة في حذف التاء والتعويض عنها بمَدّة أن حذف التاء والتعويض عنها بمدة لا يخل ببناء التصغير، بخلاف بقاء التاء؛ فإنه يخل ببناء التصغير.
وإنما قال: "فيما ليست فيه"؛ لأنه لو كانت المدة فيه لم يمكن6 التعويض عن الزائد المحذوف؛ لاشتغال محلها بمثلها، نحو حُرَيْجِيم، في تصغير: احْرِنْجام.
قوله: "ويُردّ جَمْعُ الْكَثْرَةِ، لَا اسْمُ الْجَمْعِ، إِلَى جَمْعِ قِلَّته، فيُصَغَّرُ نَحْوُ: غُلَيِّمَة في غِلْمان، أوْ إلى واحِدِهِ، فَيُصَغَّرُ ثُمَّ يُجْمَعُ جَمْعُ السلامة نحو: غُلَيِّمون ودُوَيْرات"7.
1 المدة بعد: ساقط من "ق".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في "هـ": "من" بدلا من "في".
4 في "ق": كسرة التصغير. وفي "هـ": المدة. موضع مما بين المعقوفتين.
5 في "ق": مغيلم.
6 في الأصل، "هـ":"يكن". وما أثبتناه من "ق".
7 في الأصل: "ويرد جمع الكثيرة، لا اسم الجمع...." إلى آخره، وفي "هـ":"ويرد جمع".
أي: [وَيُرَدُّ جَمْعُ الْكَثْرَةِ، لَا اسْمُ الْجَمْعِ، إِلَى جمع القلة1] إذا أريد تصغيره.
اعلم أن جمع الكثرة إذا أريد تصغيره يرد إلى جمع قلَّة مفردِه2 إن كان لمفرده جمع قلة ثم يصغر جمع قلته، أو3 يرد إلى وَاحِدِهِ فَيُصَغَّرُ ثُمَّ يُجْمَعُ جَمْعُ السَّلَامَةِ بالواو والنون، أو جمع المؤنث بالألف والتاء على ما يقتضيه الأصول، فتقول في تصغير غِلْمان: غُلَيِّمَة أو غُلَيِّمون، يرد4 غِلْمان إلى غِلْمة وتصغير غِلْمَة على غُلَيِّمَة، أو يرد غِلْمان إلى غُلام ويصغر5 غلالم على غُلَيِّم ثم جمعه6 على غُلَيِّمون.
فإن قلت كيف جُمع غُلام بالواو والنون مصغرا مع أنه لا7 يجوز كونه مكبرا؟
قلنا: لأن المصغر كالصفة.
1 في "هـ": عبارة مضطربة موضع ما بين المعقوفتين، وهي:"ويرد جمع الكثرة الاسم يجمع إلى اسم الجمع إلى جمع القلة".
2 مفردة: ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": أي.
4 في "هـ": ويرد.
5 في "هـ": وتصغير.
6 في "هـ": جمع.
7 لفظة "لا" ساقطة من "هـ".
"و"1 تقول في تصغير نحو دُور: أُدَيِّر2؛ ترد "دُور" إلى "أَدْؤُر"3، ثم4 تصغرها على "أُدَيِّر" أو "دُوَيْرات"؛ ترد "دُور" إلى "دار" وتصغيرها على "دُوَيْر" ثم جمعها على "دُوَيْرَات".
فإن لم يكن له جمع قلة تعين رده إلى واحده ثم جمعه جمع السلامة لمذكر أو مؤنث "39" على ما تقتضيه الأصول؛ كقولك في "شُسُوع": شُسَيْعات5. فإن قيل: إذا رد جمع الكثرة إلى جمع القلة للتصغير فأَنِّث الكثرة.
قلنا: لا يفوت، إلا أنه يُستعار صيغة القلة للكثرة.
وإنما يردون جمع الكثرة للتصغير إلى جمع القلة6 أو إلى الواحد؛ لأنه لا واحد له من لفظه؛ ولأن اسم الجمع بمنزلة جمع القلة. ويعلم منه أنه يجوز تصغير جمع القلة على بنائه، نحو7 أُكَيْلِب، في "أَكْلُب".
1 الواو إضافة من "ق".
2 لفظة "أدير": ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": دؤر.
4 لفظة "ثم": ساقطة من "هـ".
5 حيث يرد الشُسُوع إلى مفرده -وهو الشِّسْع- ثم يصغر ويجمع جمع السلامة لمؤنث، وهذا مذهب سيبويه طينظر الكتاب: 3/ 491".
والشِّسْع: واحد شُسُوع النعل التي تشد إلى ومامها. وقيل: فلان شِسْعُ مال، إذا كان حسن القيام عليه. "ينظر الصحاح "شسع": 3/ 1237".
6 في "ق"، "هـ": جمع القلة.
7 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ".
لقرب القلة من معنى التصغير والتحقير.
اعلم أن ما ذكره يشكل بمثل سَكَارَى وحُمْر؛ فإنه ليس له قلة، ولا يجمع مفرده بالواو والنون، ولا بالألف والتاء ولا يشكل بجمع1 الكثرة الذي ليس له واحد مستعمل في الكلام، نحو: عَبادِيد2؛ لأنا نقول: قال سيبويه برده إلى ما يجوز أن يكون واحده في القياس إذا جمع؛ فعَبادِيد إما جمع فُعْلُول أو فِعْلِيل أو فِعْلال وأيا ما كان فإن تصغيره3 عُبَيْدِيد، وجمعه4 بالواو والنون على عُبَيْدِيدونَ، وبالألف والتاء على عُبَيْدِيدات5.
1 في الأصل: بجميع. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 العبايد: الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه، كذلك العبابيد. والنسبة عباديدي. "الصحاح "عبد": 2/ 504".
3 تصغيره: ساقطة من "هـ".
4 في "هـ": وجمع.
5 قال سيبويه: "وإذا جاء الجمع ليس له واحد مستعمل في الكلام من لفظة يكون تكسيره عليه قياسا ولا غير، فتحقيره على واحد هو بناؤه إذا جمع في القياس. وذلك نحو عباديد، فإذا حقرتها قلت: عبيديدون؛ لأن "عباديد" إنما هو جمع فُعْلُول أو فِعْلِيل أو فِعْلال. فإذا قلت: عُبَيْديدات فأيا ما كان واحده فهذا تحقيره""الكتاب: 3/ 493".
[شواذ التصغير] :
قوله: "وما جاء على غير ما ذُكر؛ كأُنَيْسِيان وعُشَيْشِية وأُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة شاذ"1.
أي: وما جاء من المصغرات على خلاف ما ذكرنا2 فشاذ على خلاف القياس نحو "أُنَيْسِيان" في تصغير "إنسان" والقياس: أُنَيْسان؛ لأنه لا ياء في إنسان بعد السين، لا لفظا ولا تقديرا3.
ونحو "عُشَيْشِيَة" في تصغير: عِشَيَّة -لتقريب الوقت- والقياس: عُشَيَّة4؛ لأن القياس يقتضي5 أن يُضَمَّ أولها ويفتح ثانيها ثم تزاد ياء التصغير، فيجتمع ثلاث ياءات فتحذف الأخيرة.
وأُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة في تصغير: غِلْمَة وصِبْيَة، والقياس: غُلَيْمة وصُبَيَّة، وهو ظاهر.
فجاءت هذه التصغيرات على غير مكبَّرها وكأن6 عُشَيْشِيَة تصغير عَشَّاة؛ فإن فيها شِينَين يَفصل بينهما ياء التصغير7.
1 في الأصل: "وما جاء على غير ما ذكر إلى آخره" ومثله في "هـ" عدا: "إلى آخره".
2 في "ق": ما ذكر.
3 ينظر الكتاب: 3/ 457.
4 ينظر المصدر السابق: 3/ 484.
5 يقتضي: ساقطة من "هـ".
6 في "ق": وكانت.
7 ينظر الكتاب: 3/ 484.
ويمكن أن يقال: لما اجتمعت ثلاث ياءات أبدلت الشين من إحداهما؛ فكأن1 "أُنَيْسِيَان" تصغير إنسيان2 على وزن فِعْلِيان.
وكأن أُغَيْلِمة وأُصَيْبَة تصغير: أَغْلِمة وأَصْبِية؛ لأن غلاما فُعال مثل غراب، وصَبِيا فَعِيل، مثل قَفِيز، وهما يجمعان في القلة على أَفْعِلَة كأَغْرِبة وأَقْفِزة، فردوهما في التصغير إلى بابهما، ومن العرب من يجريهما على القياس فيقول: صُبَيَّة وغُلَيْمَة.
قوله: "وقولهم: أُصَيْغِر منك، ودُوَيْن هذا، وفُوَيق هذا لتقليل ما بينهما"3.
اعلم أن التصغير في قولهم: هو أُصَيْغِر منك، ودُوَين هذا، وفُوَيق هذا، ليس للذات التي وُضع اللفظ لها في التحقيق؛ لأنك إذا قلت: هذا أُصَيْغِر4 منك، لست تريد إلا تقليل ما بينهما من الزمان ولا يجوز أن يراد به بيان انحطاط المذكور عن5 المخاطب في الصغر؛ لأن صيغة أصغر تفيده بدون التصغير.
وإذا قلت: دُوَيْن هذا، وفُوَيْق هذا لست تريد إلا تقليل ما بينهما من التفاوت6، ولهذا لو قال7: السماء فوقنا كان صادقا،
1 في "ق"، "هـ": وكأن.
2 في "هـ": إنسان".
3 في الأصل: "وقولهم أصيغر منك....." إلى آخره، وفي "هـ":"وقولهم: أصيغر منك".
4 في الأصل: أصغر. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "هـ": من.
6 وهذا مثال ما يحقر لدنوه من الشيء وليس مثله.
7 في الأصل، "هـ": قبل وما أثبتناه من "هـ".
ولو قال: فويقنا كان كاذبا.
ولو قال1: آتيك بعد اليوم، فأتاه بعد سنة لم يكن مخلفا لوعده ولو قال: آتيك بُعيد اليوم، فأتاه بعد سنة أو شهر كان مخلفا2 لوعده.
ومنه: "أُسَيِّد" في تصغير "أُسَيْوِد" الذي هو تصغير أَسْوَد؛
أي: لم يبلغ السواد، وحينئذ "40" لم يكن التصغير إلا للسواد الذي فيه، وإذا قيل: هذا مُثَيْل ذاك3 كان المراد به بيان القرب في المماثلة مع بيان الانحطاط4.
قوله: "ونَحْوُ: مَا أُحَيْسِنَه شَاذٌّ، وَالْمُرَادُ الْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ"5.
اعلم أنهم يصغرون فعل التعجب؛ [فيقولون في ما أَحْسَنه: ما أُحَيْسِنَه وهو شاذ؛ لأن فعل التعجب] 6 فعل، والتصغير من خواص الأسماء7.
1 في "هـ": قيل.
2 في "ق": مخالفا.
3 في الأصل: ذلك.
4 ينظر الكتاب: 3/ 477.
5 في "هـ": جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "ونحو ما أحيسنه".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، لانتقال نظر الناسخ.
7 القول بأن أفعل في التعجب فعل هو قول البصريين، والكوفيون يجعلونه اسما ويستدلون على اسميته بالتصغير في قول الشاعر:
يَا مَا أُمَيْلِح غِزْلانا شَدَنّ لَنَا
…
مِنْ هَاؤُليَّائِكُنّ الضال والسَّمر
"ينظر الإنصاف - مسألة "15"، ص81".
وقال سيبويه: "سألت الخليل عن قول العرب: ما أُمَيْلِحَه، فقال: لم يكن ينبغي له أن يكون في القياس؛ لأن الفعل لا يحقر وإنما تحقر الأسماء؛ لأنها توصف بما يعظم ويهون والأفعال لا توصف، فكرهوا أن تكون الأفعال كالأسماء لمخالفتها إياها في أشياء كثيرة، ولكنهم حقروا هذا اللفظ، وإنما يعنون الذي تصفه بالملح، كأنك قلت مُلَيِّح، شبهوه بالشيء الذي تلفظ به وأنت تعني شيئا آخر نحو قولهم: يطؤهم الطريق، وصِيدَ عليه يومان. ونحو هذا كثير في كلامهم. وليس شيء من الفعل ولا شيء مما سمي به الفعل يحقر إلا هذا وحده وما أشبهه من قولك: ما أفعله""الكتاب: 3/ 477، 478".
والذي يدل على أن الفعل لا يصغر أن اسم الفاعل إذا أُعمل لا يصغر؛ لقربه من الفعل؛ فعدم تصغير الفعل أولى؛ ولهذا1 قيل: المراد منه تصغير المتعجب منه؛ وهو الاسم الذي اشتق منه فعل التعجب2، كالحسن في مثالنا أو هو فاعل أُحَيْسِن، وهو "ما"، و"ما"3 لا يصغر، فجعل التصغير واقعا على الفعل؛ لأنهم لو عدلوا عن "ما" إلى لفظ4 آخر وصغروه لبطل معنى التعجب.
قوله: "ونحو جُمَيْل وكُعَيْت -لطائرين، كُمَيْت -للفرس، موضوع على التصغير"5.
اعلم أن نحو "جُمَيْل، وكُعَيْت" -لطائرين6 - "وكُمَيْت"
1 ولهذا: ساقطة من "هـ".
2 وهو مذهب الخليل. "ينظر الكتاب: 3/ 478".
3 وما: ساقطة من "هـ".
4 لفظ: ساقطة من "ق".
5 في "هـ": "ونحو جميل" فقط.
6 وجمعهما: جِمْلان وكِعْتان "ينظر الصحاح "جمل": 4/ 1660" وفي الصحاح "الكعيت: البلبل""ينظر "كعت": 1/ 262".
للفرس1 وضعوها على ألفاظ التصغير في أصل وضعها.
وقولهم في جمع جُمَيل وكُعَيت: جِمْلان وكِعْتان، وفي جمع كُمَيت: كُمْت يدل على أنهم قدروا مكبر جُمَيْل وكُعَيْت على فُعَل، فجمعوهما جمع فُعَل، [لأن فِعْلان جمع فُعَل] 2 كصُرَد وصِرْدان3 وقدروا مبكر كُمَيْت على أَكْمَت؛ لأنهم جمعوا كُمَيْتا جمع أَكْمَت وهو كُمْت؛ لأن فُعَلا في باب الألوان جمع أَفْعَل.
1 وقال الجوهري: "الكُمَيْتُ: من الخيل، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولونه الكُمْتَة، وهي حُمْرَة يدخلها قنؤ""الصحاح "كمت": 1/ 263".
وقال سيبويه: "وسألت الخليل عن كُمَيءت فقال: هو بمنزلة جُمَيْل وإنما هي حمرة مخالطها سواد ولم يخلص، فإنما حقروها؛ لأنها بين السواد والحمرة ولم يخلص أن يقال له أسود ولا أحمر وهو منهما قريب، وإنما هو كقولك: هو دُوَين ذلك". "الكتاب: 3/ 477".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 الصُّرَد: طائر، وجمعه صِرْدان. والصُّرَد أيضا: بياض يكون على ظهر الفرس من أثر الدَّبَرِ "الصحاح "صرد": 2/ 497".
[تصغير الترخيم] :
قوله: "وتصغير الترخيم يحذف منه كل الزوائد، ثم يصغر كحُمَيْد في أَحْمَدَ"1.
اعلم أن لهم في التصغير بابا آخر، وهو أن يحذف جميع الزوائد ثم يصغر على ما بقي، فيقال في أَسْود: سُوَيْد، وفي مَخْرج: خُرَيْج.
وسُمي هذا تصغير2 الترخيم؛ تشبيها له بالترخيم3؛ لأن كل واحد منهما حذف لمجرد التخفيف.
1 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل وفي "هـ"؛ إذ جاءت في الأصل: "وتصغير الترخيم يحذف منه كل الزوائد
…
" إلى آخره، وفي "هـ": "وتصغير"
2 في "هـ": "وتصغير".
3 الترخيم: التبيين، ويقال: الحذف. ومنه ترخيم الاسم في النداء، وهو أن يحذف آخر حرف أو أكثر. "الصحاح "رخم": 5/ 1930".
[تصغير المبنيات] :
قوله: "وخُولف بالإشارة والموصول فأُلحِقَت قبل آخِرِها ياء وزيد بعد آخرها ألف، فقيل ذَيَّا، وتَيَّا، واللذَيَّا واللَّتَيَّا واللذيَّان واللتَيَّان واللذَيُّون واللتيَّات"1.
اعلم أنهم خالفوا في تصغير2 أسماء الإشارة و3 الموصولات التي تصغر تصغير الأسماء المتمكنة؛ للإيذان من أول الأمر أنها غير متمكنة فألحقوا4 قبل آخرها ياء، وزيد في آخرها ألف، عوضا عن ضم الأول وفتح الثاني في المتمكن. وقالوا في "ذا": ذيَّا وفي "تا": تيَّا، وفي5 "أُوَلى": أُوَليَّا؛ لأنهم لما زادوا ياء قبل آخرها [وكان في آخرها] 6 ألف انقلبت تلك الألف ياء وأدغمت ياء التصغير فيها، ووجب فتح الياء لزيادة الألف بعدها، ولم يصغروا ذي وذه؛ لئلا يلتبس بتصغير المذكر للاستغناء7 بتصغير "تا" عن تصغيرهما8.
وقالوا في الذي والتي: اللذَيَّا واللتَيَّا؛ لأنهم لما زادوا قبل الآخر
1 جاءت هذه العبارة مبتورة أيضا في الأصل، وفي "هـ"، حيث جاءت في الأصل:"وخولف بالإشارة والموصول....." إلى آخره وفي "هـ": "وخولف
…
".
2 لفظة "تصغير" ساقطة من "ق".
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 في "ق"، "هـ": فألحق.
5 وفي: ساقطة من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 في "هـ": مع الاستغناء.
8 ينظر المفصل، ص206.
ياء للتصغير اجتمعت1 مع ياء الذي فأدغموا الياء في الياء وفتحوا لزيادة2 الألف بعدها، وفتحوا ما قبل ياء التصغير؛ ليكون على نحو ذا، وتا؛ لاطراد باب المبهمات.
وقالوا في تثنيتهما: اللذَيَّان واللتيَّان -في الرفع- واللَّذيِّين واللَّتيِّين -في النصب والجر.
واختلف سيبويه والأخفش في ذلك؛ فسيبويه والأخفش في ذلك؛ فسيبويه لا يقدر3 المزيد في تصغير مفرديهما، وهو ألف اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا4 والأخفش يقدره ويحذفه لالتقاء الساكنين5.
ولا يظهر أثر الخلاف بينهما في التثنية، بل في "41" الجمع؛ فتقول على مذهب سيبويه في جمع اللذيا: اللَّذَيُّون، في الرفع - بفتح الذال وضم الياء وتشديدها، واللَّذِيِّين -بكسر الذال والياء- في النصب والجر.
وتقول على مذهب الأخفش: اللَّذَيُّون -في الرفع واللَّذَيَّيْن في النصب والجر -بفتح الياء فيهما؛ فلفظة التثنية والجمع متساوية على مذهبه6؛ لأنه يحذف7 الألف التي8 في اللَّذَيَّا في الجمع، لاجتماع الساكنين؛
1 اجتمعت: ساقطة من "ق".
2 في "ق": الزيادة.
3 في الأصل "يعتد". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 ينظر الكتاب: 3/ 488.
5 وهذا الخلاف بين سيبويه والأخفش قد ذكره السيرافي في شرحه على الكتاب. ينظر: شرح السيرافي، بهامش الكتاب: 2/ 140 "بولاق".
6 ينظر المقتضب: 2/ 290، وشرح السيرافي، بهامش الكتاب، 2/ 140، "بولاق".
7 في الأصل: لا يحذف. والصحيح حذف "لا" كما هو في "ق"، "هـ".
8 لفظة "التي": ساقطة من "هـ".
الألف الذي في اللذيا وواو الجمع أو ياء الجمع، أصله: اللَّذَيَّاون في الرفع، واللَّذَيَّاين1- في النصب والجر، فلما حذفت الألف لالتقاء2 الساكنين بقيت الفتحة بعد حذف الألف بحالها كما بقيت في المُصْطَفَيْن والمُصْطَفَوْن3.
وقال سيبويه: اللاتي لا يصغّر على لفظه استغناء بتصغير واحدها وهو "التي" على اللّتَيَّا ثم جمعه على اللّتَيَّات4.
وقال الأخفش: تصغير5 اللاتي واللائي على لفظهما؛ فقال: تصغير6 اللاتي: اللَّوَيتا، بقلب ألف اللاتي واوا وزيادة ياء التصغير والألف في آخرهان وحذف الياء الأخيرة التي قبل الألف7 لأنه لو صغر على التمام لكان المصغر بزيادة الألف في آخره على خمسة أحرف سوى ياء التصغير، ولم يكن الرابع حرف مد ولين نحو اللَّويتيا8 -وهذا لا يكون في المصغر9، فحذف حرف10 منه وهو الياء الأخيرة.
1 في "هـ": اللذيان.
2 لالتقاء: ساقطة من "هـ".
3 ينظر المقتضب: 2/ 290.
4 الكتاب: 3/ 489.
5 في "ق"، "هـ": يصغر.
6 في "هـ": يصغر.
7 نقل المبرد قول الأخفش هذا. وقال: "وهذا هو القياس". "المقتضب: 2/ 290".
8 في "ق"، "هـ": اللوتيا.
9 وبعض البصريين يقول: اللويتيا واللويئيا. قاله الرضي في شرح الشافية "1/ 288".
10 لفظة "حرف" ساقطة من "هـ".
وتصغير اللائي: اللَّوَيَّا1؛ بحذف إحدى الياءين، وهي الأخيرة لما ذكرناه في تصغير اللاتي.
وأما اللائين فيفعل به في التصغير ما فعل بالذين في التصغير.
اعلم أن قوله: "وزيد بعد آخرها ألف" ليس على إطلاقه؛ لأن الألف قد لا يزاد في آخرها2 نحو أوليَّا وأُوَليَّائِك. في تصغير: أُولاءِ وأُولَئِكَ.
ويمكن أن يجاب عنه بأنه يزاد فيه الألف أخيرا عند أبي إسحاق3 كما يزاد في جميع هذا الباب، ثم قلبت همزة.
نعم عند المبرد تزاد الياء قبل الهمزة محافظة على الهمزة4.
ثم اعلم أن جميع الموصولات وأسماء الإشارة لا تصغّر وإن كان لفظُه يُوْهِم5 أنه يصغَّر؛ فإن: مَن، وما6، وأي، وذو الطائية،
1 حكاه المبرد عن الأخفش. ينظر المقتضب: 2/ 290.
2 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ".
3 هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهيل الزجاج، وكان أول أمره يخرط الزجاج، ثم مال إلى طلب العلم، فلزم ثعلبا ثم المبرد فأخذ عنهما ثم اتصل بالمكتفي وصار نديما له.
وتوفي سنة ست عشرة وثلاثمائة، وقيل: سنة عشرة وثلاثمائة.
ومن أشهر مؤلفاته: الاشتقاق، شرح أبيات سيبويه، وما ينصرف وما لا ينصرف وغير ذلك.
ينظر في ترجمته أخبار النحويين البصريين: 108، وطبقات النحويين واللغويين: 111، 112، وإنباه الرواة: 1/ 159-166، الأعلام: 1/ 33، والشذرات: 2/ 259.
4 ينظر المقتضب: 2/ 289.
5 في الأصل، "هـ":"وإن كان يوهم لفظه" وما أثبتناه من "ق".
6 في "هـ": ما ومن.
وذا1 بعد "ما" الاستفهامية، نحو: ماذا صنعت؟ وهُنا وهَنَّا وثَمَّ لا تصغر2.
قوله: "ورفضوا تصغير الضمائر، نحو: مَتَى وَأَيْنَ وَمَنْ وَمَا وَحَيْثُ وَمُنْذُ وَمَعَ وَغَيْرِ وَحَسْبُكَ، وَالاسْمِ عَامِلاً عَمَلَ الْفِعْلِ، فَمِنْ ثَمَّ جَازَ ضُوَيْرِب زَيْدٍ، وَامْتَنَعَ ضُوَيْرِب زَيْداً"3.
أي: ورفضوا تصغير الضمائر4؛ لأن منها ما لا يمكن تصغيره وهو الذي على حرف واحد أو حرفين، فحمل الباقي5 عليه؛ اطرادا للباب.
ورفضوا تصغير: أين ومتى زمن وما؛ لتوغلها في شبه الحرف؛ ولأن المقصود الأعم6 منها الاستفهام7؛ ولأن [من وما على وجه لا يمكن تصغيرهما.
1 في "هـ": ذوا.
2 في الأصل: لا تغصر. تحريف.
3 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل، هكذا:"ورفضوا تصغير الضمائر".
وفي "هـ": "ورفضوا".
4 ينظر الكتاب: 3/ 478.
5 في "ق"، "هـ": البواقي.
6 في "هـ": الأهم.
7 في الأصل، "هـ": استفهام. وما أثبتناه من "ق".
ورفضوا تصغير حيث] 1 استغناء بتصغير المكان عن تصغيره ورفضوا تصغير منذ، لتوغلها في معنى الحرف، والاستغناء2 عن تصغير منذ بتصغير مذ. ورفضوا تصغير مع، لتعذر بناء فعيل منها3 ورفضوا تصغير غير، لتوغله في معنى4 الحرف وهو الاستثناء أو معنى لا النافية ورفضوا أيضا تصغير حسبك، لوجود معنى الفعلية فيه، ولئلا يلتبس بتصغير5 الحَسَب. ورفضوا تصغير الاسم الذي يعمل عمل الفعل حال كونه عاملا، لا تقول: هذا ضُوَيْرِب زيدا لقوة معنى الفعل حال كونه عاملا.
[وإنما قلنا: رفضوا تصغيره حال كونه عاملا] 6 لأنه يجوز تصغيره في غير وقت عمله، نحو: ضُوَيْرِب؛ لعدم قوة معنى الفعل فيه حيئنذ.
وكذلك لا يصغر "42" المصدر العامل واسم المفعول والصفة المشبهة.
1 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ".
2 في "ق"، "هـ": وللاستغناء.
3 في "ق": فيها.
4 لفظة "معنى" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": مصغر.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
[باب الاسم المنسوب] :
قوله: "المَنْسُوبُ الْمُلْحَقُ بِآخِرِهِ يَاءٌ مُشَدَّدَة لِيَدُلَّ عَلَى نِسْبتِهِ إِلَى الْمُجَرَّدِ عَنْهَا، وَقِيَاسُهُ حَذْفُ تاء التأنيث مطلقا"1.
أي: الاسم المنسوب هو الذي أُلحق آخره ياء مشددة لتدل على أنه منسوب إلى الاسم المجرد عن تلك الياء، نحو: هاشمي وبصري.
اعلم أن هذه العبارة أولى من عبارة الكتاب2؛ لأن عبارة الكتاب تدل على أن المنسوب هو المنسوب إليه؛ لأن الذي ألحق آخره ياء مشددة هو المنسوب إليه لا المنسوب؛ لأن المنسوب هو المركب من المنسوب إليه ومن الياء المشددة؛ ولأن الذي آخره ياء مشددة لا يدل على نسبته إلى المجرد عنها؛ لأنهما واحد.
وقيل: التعريف الذي3 في الكتاب تعريف بما يساويه في المعرفة والجهالة؛ لاشتماله على نسبة4.
1 في الأصل: "المَنْسُوبُ الْمُلْحَقُ بِآخِرِهِ يَاءٌ مُشَدَّدَة لِيَدُلَّ عَلَى نسبته إلى المجرد عنها إلى آخره". وفي "هـ": "المنسوب الملحق".
2 عبارة الكتاب، هي: "اعلم أنك إذا أضفت رجلا إلى رجل فجعلته من آل ذلك الرجل، ألحقت ياءي الإضافة.
فإذا أضفته إلى بلد فجعلته من أهله، ألحقت ياءي الإضافة وكذلك إن أضفت سائر الأسماء إلى البلاد، أو إلى حي أو قبيلة". "الكتاب: 3/ 335".
واعلم أن عبارة المصنف هذه التي ارتضاها ركن الدين هي عبارة الزمخشري، قالها في مفصله، ص206.
3 في "ق"، "هـ": المذكور.
4 لم أقف على قائل هذه العبارة، ولعلها مقولته هو.
ويمكن أن يجاب عنه بأنه يعرف المنسوب الاصطلاحي بالنسبة اللغوية، فلا يلزم ما ذكرتموه؛ لأن النسبة اللغوية معلومة1.
وقياس النسبة حذف تاء التأنيث من المنسوب إليه مطلقا؛ لئلا تكون تاء التأنيث وسطا، ولئلا يؤدي إلى اجتماع تأنيثين في نسبة مؤنث إلى مؤنث، كما إذا نسبت امرأة إلى ظُلْمَة، فقلت: ظُلَِمّية2 ولئلا يلزم تأنيث المذكر في نسبة مثل رجل إلى ضاربة، نحو: هذا رجل ضاربتيّ.
وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم تأنيث المذكر؛ لأن تلك التاء3 لتأنيث المنسوب إليه لا لتأنيث المنسوب، وإنما يلزم أن لو قيل ضاربتية4 لأن هذا "التأنيث"5 لتأنيث المنسوب، لكنه لم يقل ذلك، وإنما قال تاء التأنيث؛ لأن ألف التأنيث لا يجب حذفه كما يقال في النسبة إلى "حُبْلَى": حُبْلِيّ، وحُبْلَوِيّ، وحُبْلاوِيّ6 وإلى "صحراء" صَحْراوِيّ.
1 النسب في اللغة: واحد الأنساب. والنِّسْبَة والنُّسْبَة مثله. وانتسب إلى أبيه، أي: اعتزى وتَنَسَّب، أي: ادعى أنه نسيبك. وفي المثل: "القريب من تَقرَّيب لا من تَنَسَّب". قاله الجوهري في صحاحه "نسب": 1/ 224.
2 في الأصل: ظلمته. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "التاء" ساقطة من "هـ".
4 في الأصل، "هـ": ضاربية.
5 في الأصل، "هـ": التاء. وما أثبتناه من "ق".
6 ولم يذكر سيبويه في النسبة إلى "حبلى" إلا حُبْلِيّ وحُبْلَوِيّ، وقال:"فأحسن القول أن تقول "حبلى"؛ لأنها زائدة لم تجئ لتلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة، فكرهوا أن يجعلوها بمنزلة ما هو من نفس الحرف، وما أشبه ما هو من نفس الحرف، وما أشبه ما هو من نفس الحرف.... ومنهم من يقول: حبلوي، فيجعلها بمنزلة ما هو من نفس الحرف
…
" "الكتاب: 3/ 352، 353".
فإن قيل: ينبغي أن يجب حذفا ولا يجوز وقوعها في وسط الكلمة، كما لا يجوز وقوع التاء في وسط الكلمة.
قلنا: لا نسلم ذلك؛ لأن التاء علم للتأنيث وليست الألف كذلك؛ ولأنها1 تنقلب إلى حرف آخر، فلا يكره وقوعها في الوسط مثل كراهة التاء في الوسط.
قوله: "وَزِيَادَةِ التَّثْنِيَة وَالْجَمْعِ إِلَاّ عَلَما قَدْ أُعرب بالحركات"2.
أي: وقياس النسبة حذف زيادة التثنية والجمع3، إلا إذا كان المنسوب إليه علما أُعْرب بالحركات، فتقول في النسبة إلى "ضاربان" ضاربيّ4، وإلى "ضاربون" ضاربي، وإلى5 "زيدون": زيديّ، وفي ضاربات وثمرات: ضارِبِيّ وثَمَرِيّ6.
أما إذا كان علما أعرب بالحركات؛ فلم تحذف علامة التثنية
1 في "ق": لأنها.
2 في الأصل: "وزيادة التثنية والجمع
…
". وفي "هـ": "وزيادة التثنية....".
3 أي: حذف النون والألف والواو والياء، أما حذف النون فلدلالتها على تمام الكلمة، وياء النسبة كجزء من أَجزائها، وأّما حذف الألف والواو والياء المذكورة فلكونها إِعراباً ولا يكون في الوسط إِعراب، وأَيضاً لو لم تحذف لاجتمع العلامتان المتساويتان في نحو: مسلمانيان ومسلمانيون؛ فيكون للكلمة إعرابان. "شرح الشافية للرضي: 2/ 10".
4 ضاربي: ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": "وأولى". موضع "وإلى".
6 ينظر المفصل، ص207.
والجمع؛ لامتزاجها بالاسم وصيرورتها كالجزء منه1.
قوله: "فلذلك جاء قِنَّسْرِينيّ وقِنَّسْرِيّ".
أي: ولأجل أنه يحذف علامة التثنية والجمع في النسب2 -إلا إذا كان المنسوب3 علما- أعرب بالحركات، جاء: قِنَّسْرِي -بحذف العلامة- وجاء: قِنَّسْرِينيّ -بعدم حذفها؛ لأنه أعرب قِنّسْرين بالحروف وبالحروف وبالحركات أيضا، فمن قال: قِنَّسْرون بالواو حالة الرفع قال في النسبة: قِنَّسْريّ -بحذف الواو والنون- ومن قال: قِنَّسْرين -بالياء والإعراب على النون- قال: قِنَّسْرِينيّ4 كما تقول في غِسْلِين: غِسْلِينيّ.
قوله: "ويُفتح الثاني من نحو نَمِر والدُّئل وبخلاف، تَغْلِبيّ على الأفصح"5.
أي: ويفتح الحرف الثاني في الاسم الثلاثي الذي ثانيه كسرة نحو:
نَمِر والدُّئِل6 وإبل7، فتقول: نَمَرِيّ ودُئَلِيّ8 وإبَلِيّ- بفتح الثاني كراهة "43" توالي الكسرتين والياء مع حركة قبل الكسر، بخلاف
1 كما في نحو: "بَحْراني، وقِنَّسْريني، وذلك في النسبة إلى: بَحْران، وقِنَّسْرين.
2 في "هـ": النسبة.
3 في "ق": المنسوب إليه.
4 ينظر المفصل ص207.
5 على الأفصح: ساقطة من الأصل.
6 لفظة "الدئل" مطموسة في "هـ".
7 في "هـ": والإبل.
8 في "ق": والدئلي.
ما كان على أكثر من ثلاثة أحرف1؛ فإنه يجوز فيه توالي الكسرتين مع ياء النسبة إذا كان قبل الكسرة ساكن، نحو: تَغْلِب ويَثْرِب؛ فإن الأحسن والأفصح فيه بقاء الكسرة؛ لقوة الكسرة بالزيادة على الثلاثة، ولحصول2 الخفة بالساكن الذي قبل الكسرة نحو: تَغْلِبِيّ ويَثْرِبِيّ. ويجوز فيه أيضا الفتحة3 كراهة اجتماع الكسرتين والياء.
قوله: "وتُحْذف الْوَاوُ وَالْيَاءُ مِنْ فَعُولة وفَعِيلَة، بِشَرْطِ صحة العين ونفي التضعيف كحَنَفِيّ وشَنَئِيّ"4.
أي: وتحذف الياء من فَعِيلَة، والواو من فَعُولة، بشرط أن تكون عينهما صحيحة غير مضافعة، نحو:"حَنَفِيّ وشَنَئِيّ" في "حَنِيفة وشَنُوءة".
وإنما تحذف الياء والواو5؛ للفرق بين النسبة إلى فَعِيلَة وفَعُولة؛ وبين النسبة إلى فَعِيل
وفَعُول؛ لأنهما لا يحذفان6 من فَعِيل وفَعُول؛ تقول في النسبة7 إلى كَرِيم وصَبور: كَرِيْميّ وصَبُورِيّ. ولم يفعل الأمر بالعكس؛ لأن المؤنث أولى بالحذف لاستثقالهم إياه.
1 أحرف: ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: وبحصول. وفي "ق": "لحصول". وما أثبتناه من "هـ".
3 فيقال: تَغْلَبِيّ ويَثْربِيّ. "ينظر المفصل، ص207".
4 في الأصل: "وتحذف الياء والواو من فعيلة وفعولة....." إلى آخره، وفي "هـ":"وتحذف الياء....".
5 في "هـ": الواو والياء.
6 في "هـ": لا يحذف فإن.
7 في "ق": النسب.
وإنما قال: بشرط أن تكون عينهما صحيحة غير مضاعفة؛ لأنها لو كانت معتلة أو مضاعفة لم تحذف الواو والياء فيهما، كما لم يحذفا في فَعُول وفَعيل، نحو: طَوِيليّ -في: طَوِيلَة وطَوِيل- وشَديديّ -في: شَديدَة وشَدِيد؛ لأنهما لو حذفا لقيل طَوَلِيّ -بفتح الواو، وشَدَدِيّ -بفك الإدغام- وهو مستثقل؛ فإن قلبت الواو ألفا في طولي وأدغم الدال في شددي لزم زيادة التغيير؛ وهو1 حذف الياء وقلب الواو ألفا في طولي، وحذف الياء والإدغام في شددي، ولأنه يلتبس بالمنسوب إلى طال -اسم رجل- ويشد -اسم رجل.
قوله: "ومن فُعَيْلَة غير مضاعف كجُهَنِيّ"2.
أي: ويحذف3 الياء من فُعَيْلَة غير مضاعفة، نحو:"جُهَنِيّ" في: جُهَيْنَة4، و"عُقَلِيّ" في: عُقَيْلَة؛ فرقا بينها وبين فُعَيْل.
وإنما قال: "غير مضاعفة؛ لأنها لو كانت مضاعفة نحو شديدة لم تحذف الياء؛ لئلا يلزم اجتماع المثلين من غير إدغام.
وإنما لم5 يدغم؛ لأنه لو أدغم لالتبس بالمنسوب إلى شد- اسم رجل.
ويعلم منه أنه لا يشترط صحة العين في حذف الياء؛ فإنك تقول: عُيَنِيّ في عُيَيْنَة.
1 في الأصل: وهي. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 كجهني: ساقطة من عبارة ابن الحاجب في الأصل.
3 في الأصل: وحذف. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 جهينة: قبيلة يقال في المثل: وعند جهينة الخبر اليقين ينظر الصحاح "جهن": 5/ 2096".
5 لفظة لم إضافة من "ق"، "هـ".
وإنما لم تقلب الياء ألفا؛ لعدم موجب القلب، وهو فتح ما قبلها.
قوله: "بخلاف شَديدي وطَويلي". استثناء من فَعِيلَة وفَعُولة؛ أي: ويحذف الياء والواو من فَعِيلة وفَعُولة، بخلاف "فعيل وفعول1".
فإنه لا يحذف فيهما الواو والياء، نحو:"شَدِيديّ" و"طَوِيليّ".
في: شَديد وطَويل، لما ذكرناه.
قوله: "وسَلِيقِيّ في الأَزْد، وَعِميرِيّ في كلب شاذ2".
أي: سَليقي -لرجل من أهل السليقة، وهي الطبيعة3- وسَلِيمِيّ في4 سَلِيمة -حي في الأزد5، وعَمِيرِيّ في عميرة -حي في كلب6- شاذ7، وكان القياس: سَلَقِيّ، وسَلَمِيّ، وعَمَرِيّ. وهو مستثنى من فَعِيلة؛ فإنه حكم بأنه تحذف الياء في المنسوب إلى فَعِيلة ولم تحذف الياء في المنسوب إلى هذه الكلمات، فيكون شاذا.
1 في "هـ": فعول وفعيل.
2 في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا:"وسيلقي....".
3 ينظر الصحاح "سلق": 4/ 1498.
4 في "هـ": من.
5 ينظر اللسان "سلم": 3/ 2083.
6 ينظر المصدر السابق "عمر": 4/ 3104.
7 حكاه سيبويه، وقال:"قال يونس: هذا قليل خبيث""الكتاب: 3/ 339" وقال المحقق الرضي، تعليقا على عبارة المصنف المذكورة:"يعني إِن كان في العرب سَلِيمة في غير الأزْد وعَمِيرة في غير كَلْب، أَو سميت الآن بسَلِيمة أَو عَمِيرة شخصاً أَو قبيلة أَو غير ذلك قلت: سَلَمِيّ وعَمَرِيّ -على القياس- والذي شذ هو المنسوب إِلى سَلِيمة -قبيلةٌ من الأزد، وإِلى عَمِيرة قبيلةٌ من كَلْب، كأَنهم قصدوا الفرق بين هاتين القبيلتين وبين سليمة وعميرة من قوم آخرين""شرح الرضي: 2/ 28".
قوله: "وعُبَدِيّ وجُذَمِيّ في: بَنِي عَبِيْدَةَ وجَذِيمَةَ أشذّ"1.
هذا "44" أيضا استثناء من فَعِيلة، [أي: وعُبَدِيّ وجُذَمِيّ- في النسبة إلى عَبِيدَة، وهو عَبِيدَة2 بن معاوية3، وجذِيمَة -وهي حي من عبد القيس أو من أسد4- أشذ5] 6؛ لأن القياس: عَبَدِيّ وجَذَمِيّ بفتح الفاء فضم الفاء أبعد من عدم حذف الواو والياء؛ لأن الأصل عدم الحذف. قوله7: "وخُرَيْبِيّ شاذ"8.
وهو مستثنى من فُعَيلة -بضم الفاء؛ لأنه ذكر9 أنه إذا نسب إلى فعيلة حذف ياؤها ولم تحذف الياء [في] 10 المنسوب11 إلى خَرِيبة12.
1 في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "وعبدي
…
".
2 في "ق": عبيد.
3 وقيل هو عَبِيدَة بن عمرو. وبنو عَبِيدَة: حي "ينظر اللسان "عبد": 4/ 2781".
4 ينظر الصحاح "جذم": 5/ 1884.
5 في "هـ" تغيير يسير في العبارة التي وضعتها بين المعقوفتين، وذلك بتقديم وتأخير في داخلها، هكذا:"أي: وعبدي وجذمي -في النسبة إلى جذيمة- وهي حي من عبد القيس أو من أسد، وعبيدة -وهو عبيدة بن معاوية- أشذ".
6 وجُذَمِيّ في النسب إلى جَذِيمة حكاه سيبويه في كتابه "3/ 339"، وقال الجوهري:"قال سيبويه: وحدثني من أثق به أن بعضهم يقول في بني جَذِيمَة جُذَمِيّ -بضم الجيم. قال أبو زيد: إذا قال سيبويه: حدثني من أثق به، فإنما يعنيني""الصحاح "جذم" 5/ 1884".
7 "قوله": ساقطة من "هـ".
8 لفظة "شاذ" ساقطة من عبارة ابن الحاجب من "هـ".
9 لفظة "ذكر": ساقطة من "هـ".
10 لفظة "في" إضافة من "ق".
11 في "هـ": بالمنسوب.
12 ينظر المفصل ص212.
قوله: "وثَقَفِيّ وقُرَشِيّ وفُقَمِيّ فِي كِنانة، ومُلَحِيّ في خُزاعة، شاذ"1.
اعلم أن "ثَقَفِيّ" مستثنى من فَعِيل؛ لأنه قال [لا تحذف الياء من فعيل في النسبة] 2 وقد3 حذف4؛ لأن النسبة إلى ثَقِيف5:
ثَقَفِيّ. والقياس: ثَقِيفيّ. وأما: قُرَشِيّ وفُقَمِيّ ومُلَحِيّ فمستثنى من فُعَيل؛ لأنه قال لا تحذف الياء في النسبة إلى فُعَيْل وقد حذف ههنا؛ لأنه يقال "قُرَشِيّ" في قُرَيْش، و"فُقَمِيّ" في فُقَيْم -حي من كِنانة6- و"مُلَحِي" في مُلَيْح -حي في "خُزاعة7"8.
قوله: "وتُحذَف الْيَاءُ مِنَ الْمُعْتَلِّ اللَاّمِ مِنَ المُذَكَّرِ والمؤنث، وتقلب الياء الأخيرة واوا كغَنَوِيّ وأُمَوِيّ"9.
1 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وثقفي
…
" إلى آخره. وفي "هـ": كذلك: "وثقفي....".
2 في "هـ" موضع ما بين المعقوفتين: "لا تحذف الياء في النسبة إلى فعيل".
3 في "هـ": وهو.
4 في "ق": حذفت.
5 لفظة "سقيف" ساقطة من "ق".
6 قاله الجوهري في صحاحه "فقم": 5/ 2003.
7 في "ق"، "هـ": قضاعة.
8 قاله الجوهري أيضا في صحاحه "ملح": 1/ 408.
9 في الأصل: "وتحذف الياء من المعتل...." إلى آخره. وفي "هـ": "وتحذف الياء
…
".
أي: وتحذف الياء في1 المعتل اللام من2 فَعِيل وفُعَيل3 إذا نسب إليهما، وتفتح العين في النسبة إلى "فعيل"، وتقلب الياء الأخيرة واوا؛ فيقال في غَنِيّ4، وقَصِيّ5، وأُمَيّة6: غَنَوِيّ وقَصَوِيّ وأمَوِيّ- بحذف ياء فَعِيل وفُعَيل وقلب الياء الأخيرة واوا؛ لكراهتهم اجتماع أربع ياءات. وإذا حذفت الياء [الزائدة] 7 وجب فتح الحرف الثاني في غَنَوِيّ، كما وجب فتح الثاني في نَمَرِي، مع صحة الثاني.
1 في "ق": في.
2 في "ق": من.
3 لفظة: "فعيل". ساقطة من "هـ".
4 غَنِيّ: حيّ من غَطفَان. قاله الجوهري في صحاحه "غني": 6/ 2450.
5 قُصَيّ -مصغر: اسم رجل "ينظر المصدر السابق "قصي": 6/ 2463.
6 في النسخ الثلاث "أمي"، وهي الجارية، والتاء في "أَمَة" عوض عن اللام المحذوفة، وأصلها الواو، بدليل جمعها على "أموات"، فلما أرادوا تصغيرها ردوا اللام كما هو القياس في تصغير الثلاثي الذي بقي على حرفين، ثم قلبوا الواو ياء لاجتماعها مع الياء ولكونها ساكنة، وأدغمت ياء التصغير فيها، وزادوا تاء التأنيث على ما هو قياس الاسم الثلاثي المؤنث بغير التاء. فأما تاء العوض فقد حذفت حين ردت اللام؛ لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه. "المحقق".
7 لفظة الزائدة: إضافة من "ق"، "هـ".
واعلم أن حكم فَعِيلة وفُعَيلة حكم1 فَعِيل وفُعَيل في جميع ما ذكرناه إذا كان معتل اللام2، فيقال في غَنِيّة وقُصَيّة وأُمَيّة: غَنَوِيّ [وقُصَوِيّ وأُمَوِيّ]3.
قوله: "وجاء: أُمَيِّيّ4، بخِلافِ غَنَوِيّ"5.
أي: وجاء أَُمَيِّيّ وقُصَيِّيّ -بإثبات ياء "فَعِيل" وعدم قلبها واوا- ولم يجئ "غَنِيِّيّ"6 من غير قلب الياء واوا وإبقاء كسرة النون بحالها؛ لأنه يلزم من غَنِيِّيّ الجمع بين كسرتين وأربع ياءات، ولم يلزم ذلك في أُمَيِّيّ وقُصَيِّيّ؛ لأنه ليس قبل الياء الأولى كسرة فيها.
ويعلم منه أنه يجوز "غَنَيِّيّ" بإثبات الياء وفتح النون، لعدم الكسرتين حينئذ. "فغَنَيِّيّ حينئذ كأُمَيِّيّ"7.
قوله: "وأَمَوِيّ".
أي: وأَمَوِيّ - بفتح الهمزة شاذ؛ لأنه على غير قياس8.
1 في "ق" و"هـ": كحكم.
2 في "هـ": العين.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. وهو إضافة من "ق"، "هـ".
4 في الأصل، "هـ": أمي. والصحيح ما أثبتناه من "ق".
5 بخلاف غنوي: ساقطة من "هـ".
6 هذه عبارة المصنف تابعه فيها ركن الدين، ولكن الرضي يذكر أنه قد يقال:
غَنِيِّيّ، وأنها حكاية يونس. "ينظر: شرح الشافية 2/ 30".
7 في الأصل: "فغنيي كأموي" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 هذا إذا جعلناها نسبا إلى أُمَيّة -بزنة التصغير- أما إذا جعلناها منسوبة إلى "أَمَة" -مكبر أُمَيّة- وهي الجارية، فيكون جاريا على القياس. "المحقق".
قوله1: "وأُجري تَحَوِي -في تَحِيّة- مَجْرَى غَنَوِيّ".
وإنما أجرى "تَحَوِيّ" المنسوب إلى تحيّة2 -اسم قبيلة3- مجرى غَنَوِيّ في حذف الياء الأولى وقلب الياء الأخيرة واوا لئلا يجتمع كسرتان وأربع ياءات، كما فعل كذلك في غَنَوِيّ.
وإنما خُص التَّحَوِيّ بالذكر لأن "تَحِيَّة" ليست "فَعِيلة" بل "تَفْعِلَة" مع أن حكمها في النسبة حكم "فَعِيلة".
قوله4: "وأما نحو: عَدُوّ، فَعَدُوِّيّ اتفاقا، ونحو: عَدُوّة قال المبرد: مِثْلُهُ، وقال سيبويه: عَدَوِيّ"5.
يعني: وأما "فَعُول" من المعتل6 اللام فالنسبة إليه "فَعُولِي" اتفاقا7، نحو "عَدُوِّيّ" في "عَدُوّ" على القياس في الصحيح، كـ"صَبُورِيّ" في "صَبور".
1 قوله: إضافة من المحقق.
2 قال سيبويه: سألت أبا عمرو عن الإضافة إلى تحية، فقال:"تَحَوِيّ" الكتاب: 3/ 346.
3 وقيل: التحية: الملك. قال زهير بن جناب الكلبي:
ولكل ما نال الفتى
قد نِلته إلا التَّحِيّه
"الصحاح "حيا": 6/ 2325". وقيل: التحية: السلام والبقاء "ينظر اللسان "حيا": 2/ 1078".
4 قوله: ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": "وأما نحو عدو
…
".
6 في "هـ": معتل.
7 لفظة "اتفاقا" ساقطة من "هـ".
وأما فَعُولَة نحو "عَدُوَّة"1؛ فالمبرِّد يقول "فَعُوِلي" كـ"عَدُوِّي" في "عَدُوَّة"، [كما تقول عَدُوِّيّ في عَدُوّ] 2 إجراء للواوين مُجْرَى واوا واحدة للإدغام3 [على] 4 خلاف باب الصحيح؛ لأن قياس باب الصحيح حذف الواو وفتح الثاني.
وسيبويه يُجريها مُجْرى "45" الصحيح؛ فيقول في "عَدُوَّة""عَدَوِيّ" بفتح الثاني وحذف الواو، كما في الصحيح اللام نحو "شَنَئِيّ" في "شَنُوءة" ولا يعتد بالإدغام5.
اعلم أن المصنف نَقَلَ في الشرح6 هذا الخلاف بالعكس، وهو خلاف ما ذكره في المتن، والحق ما ذكره في المتن، ومثل المتن نقله صاحب المفصل7.
1 العَدُوَّة: مؤنث العَدُوّ، قيل: إنما أدخلوا فيها الهاء تشبيها لها بـ"صديقة"؛ لأن الشيء قد يبنى على ضده. "ينظر الصحاح "عدا": 6/ 2419، 2420".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 ذكره السيوطي في الهمع: 2/ 195.
4 لفظة "على": إضافة من "ق".
5 ينظر الكتاب: 3/ 345. وينظر في خلاف بين سيبويه والمبرد في هذه المسألة الهمع 2/ 195.
6 أي: في شرح الشافية.
7 ظاهر عبارة ركن الدين يوحي بأن صاحب المفصل نقل عبارة ابن الحاجب.
وكان الأولى أن يقول: "وما جاء في المتن يتفق مع ما في المفصل" لأن الزمخشري توفي سنة 538هـ، وكانت وفاة ابن الحاجب سنة 646هـ.
وجاء في المفصل، ص208:"وفي فَعُول: فَعُولي، كقولك في عَدُوّ. عَدُوِّيّ. وفرق سيبويه بينه وبين فَعُولة، فقال في عَدُوّ: عَدُوِّيّ، كما قالوا في شَنُوءة: شَنَئِيّ. ولم يفرق المبرد وقال فيهما فَعُولِيّ".
قوله: "وتُحذف الياء الثانية في1 نحو: سَيْدِيّ ومَيْتِيّ ومُهَيْمِيّ من هَيَّمَ"2.
أي: وتحذف الياء الثانية في النسبة إذا كان قبل الآخر ياء مشددة مكسورة، نحو "سَيْدِيّ، ومَيْتِيّ، ومُهَيْمِيّ". في: سيِّد، ومَيِّت، ومُهَيِّم -اسم فاعل من: هيَّمه الحب يُهَيِّمُهُ: إذا جعله هائما3؛ لأنه لو لم يحذف وقيل: سَيِّدِيّ، ومَيِّتِيّ ومُهَيِّمِيّ لزم الجمع بين كسرتين وأربع ياءات.
وإنما حُذفت الياء الثانية؛ لأنه لو [لم تحذف الثانية و] 4 حذفت الأولى لقيل: سَيِّدِيَ -بكسر5 الياء وفتح ما قبلها؛ فإن لم تقلب الياء ألفا لكان ثقيلا، وإن قُلِبَتْ لزم التغييرات.
قوله: "وطائيّ شاذ".
وإنا كان شاذا؛ لأن القياس "طَيْئِيّ" لأنه منسوب إلى "طَيِّء" كـ"سَيِّد"؛ فحذفت الياء الثانية ونسب إلى الباقي، فصار "طَيْئِيّ"
1 في "ق": من.
2 في "هـ": "وتحذف الياء".
3 ينظر اللسان "هيم": 6/ 4740.
4 ما بين المعقوفتين: إضافة من "هـ".
5 في الأصل، "هـ":"بفتح". وما أثبتناه من "ق".
كـ"سَيْدِيّ" ثم قلبت هذه الياء الباقية ألفا1، فصار "طائي"2.
وهذ القلب سبب شذوذه.
قوله: "فإِن كان نحو مُهَيِّم، تصغير: مُهَوِّم -من هَوِّم الرجل إذا هز رأسه من النعاس3- قيل: مُهَيِّمِيّ -بالتعويض".
وإنما كان كذلك لأنه إذا صغر "مُهَوِّم" كان قياسه حذف إحدى الواوين، لما مر في التصغير، وحينئذ تنقلب الواو الثانية4 ياء لسكون ياء التصغير قبل هذه الواو5 وتدغم ياء التصغير فيهما6 فيصير:"مُهَيِّم" -على لفظ اسم الفاعل- من "هَيِّم".
فلو قيل في النسبة إليه "مُهَيِّمِيّ"، كما قالوا في [النسبة إلى7] تصغير "مُهَيِّم" -في اسم الفاعل من هَيَّم- حصل الالتباس فقيل في النسبة إلى: مُهَيِّم، تصغير مَهُوّم "مُهَيِّمِيّ" بالتعويض عن المحذوف في التصغير. ولم يعكس الأمر لأنه كان هو8 أولى بالتعويض؛ لأنه قد حذفت نه إحدى الواوين.
1 لفظة "ألفا": ساقطة من "هـ".
2 قال سيبويه: "ولا أراهم قالوا: طائي إلا فرارا من طَيِّئِيّ، وكان القياس: طَيْئِيّ، ولكنهم جعلوا الألف مكان الياء""الكتاب: 3/ 371".
3 قال الجوهري في صحاحه: "هوم": 5/ 2062.
4 في "ق"، "هـ": الباقية.
5 في الأصل: وقد، والصحيح حذف "قد" كما هو في "ق"، "هـ".
6 في "ق": فيها.
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
8 لفظة "هو": ساقطة من "ق".
وإنما جوزوا زيادة الياء مع اجتماع الكسرتين1 وأربع ياءات؛ لأن السكون من غير إدغام كالاستراحة، على أن السكون في حرف المدِّ أثبتُ وأقعد.
قوله: "و2 تُقلب الألف الأخيرة الثالثة والرابعة المنقلبة واوا كـ"عَصَوِيّ ورَحَوِيّ ومَلْهَوِيّ"3.
أي: وتقلب الألف الأخيرة الثالثة أو4 الرابعة المنقلبة عن واو أو عن5 ياء واوا في النسبة، ثالثة كانت تلك الألف أو رابعة.
أما قلب الألف؛ فلوجوب كسرة ما قبل ياء النسبة وامتناع قبول الألف الحركة وامتناع حذفها؛ لعدم الثقل في الاسم [في التلفظ] 6 بها مع كونها بدلا من الأصلي.
وأما قلبها7 واوا؛ فلأنها إن كانت منقلبة عن واو كان انقلابها إلى الواو أولى لرجوعها إلى الأصل، نحو:"عَصَوِيّ" في
1 في "ق": و"هـ": كسرتين.
2 الواو: ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: "وتقلب الألف الأخيرة الثالثة والرابعة....." إلى آخره، وفي "هـ":"
وتقلب الألف
…
".
4 في الأصل: "و"، والصحيح "أو" كما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 لفظة "عن": ساقطة من "ق"، "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
7 في "هـ": قلبها، تحريف.
"عَصى" في الثلاثي، و"مَلْهَوِيّ" في "مَلْهًى" في الرباعي، وألف "عَصًى ومَلْهًى" مقلوبة عن واو، يدل عليها عَصَوْتُ واللهْوُ.
وإن كانت منقلبة عن ياء كان انقلابها إلى الواو أيضا1 "46" أولى؛ لئلا يجتمع ثلاث ياءات، نحو "رَحَوِيّ" في "رَحًى" في الثلاثي، و"مَرْمَوِيّ" في "مَرْمِيّ" في الرباعي، وألف الرَّحَى والمَرْمَى مقلوبة عن ياء، يدل عليه الرَّحَيان2 والرَّمْي.
اعلم3 أن الرابعة إذا كانت للإلحاق، نحو:"مَعْزًى" منقلبة عن ياء؛ لأنها ياء في الأصل تحركت وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفا، ولهذا ترد ياء، فيقال في سَلْقَى "سَلْقَيْتُ" لا سَلْقَات، مع أن حكمها بخلاف ما ذكره ههنا؛ لأن ألف الإلحاق إذا كانت رابعة تقلب واوا، وقد تحذف.
[وقد تزاد الألف قبل بدلها] 4 تشبيها بألف التأنيث، فيقال في النسبة إلى مِعْزًى: مِعْزَوِيّ، مِعْزَاوِيّ، ومِعْزِيّ5.
وكان من الواجب أن يقول: وتقلب الألف6 الأخيرة الثالثة أو الرابعة المنقلبة التي لغير الإلحاق، ثم يذكر حكمها فيما بعد.
1 لفظة "أيضا" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل، "ق": رحيان. وما أثبتناه من "هـ".
3 في "هـ": واعلم.
4 في "ق": "وقد تزاد الألف قبلها، أي: قبل ألف بدلها". موضع ما بين المعقوفتين.
5 لفظة "معزى" ساقطة من "هـ".
6 لفظة "الألف" إضافة من "ق".
قوله: "ويُحذف غيرهما1، كـ: حُبْلِيّ وجَمَزِيّ ومُرَامِيّ وقُبَعْثَرِيّ2".
أي: ويحذف في النسبة الألف التي هي غير الألف الثالثة أو3 الرابعة المنقلبة عن واو أو ياء، وتلك الألف إما رابعة غير منقلبة أو خامسة منقلبة [أو غير منقلبة] 4، أو سادسة [غير منقلبة] 5 تقول في: حُبْلَى "حُبْلِيّ" وألفها رابعة غير منقلبة، "وفي جَمَزَى6 -لسريع: جَمَزِيّ7" 8، وألفها خامسة غير منقلبة، وفي مرامي: "مُرامِيّ" وألفها خامسة منقلبة عن ياء، وفي قَبَعْثَري -لجمل9 غليظ شديد10 "قَبَعْثَرِيّ" وألفها سادسة غير منقلبة.
1 في "هـ": غيرها.
2 في "هـ": "ويحذف غيرها....".
3 في "ق"، "هـ":"و" بدل "أو".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
6 في "ق": جمازى.
7 في الأصل: "وفي جَمَزَى: جَمَزِيّ -لسريع".
8 يقال: حمار جَمَزَى، أي: سريع. "ينظر الصحاح "جمز": 3/ 869".
9 في "ق": لجهل. تحريف.
10 وقيل أيضا: القَبَعْثَرَى الفصيل المهزول "ينظر اللسان "قبعثر" 5/ 3516".
قوله: "وقد جاء في نحو حُبْلى
…
" إلى آخره1.
أي: وقد جاء في الألف الرابعة غير المنقلبة2 إذا كان ثاني الاسم ساكنا، نحو "حُبْلَي" وجهان آخران: أحدهما "حُبَلَوِيّ" بقلب الألف واوا كما قلبت في "مَلْهى" تشبيها لها بها؛ لأها لا تبلغ مبلغ الاستثقال. وثانيها "حُبْلاوِي" بقلب الألف واوا مع زيادة ألف قبلها.
ولم يجئ هذان الوجهان إذا كان "ثاني"3 الاسم متحركان نحو "جَمَزَى" للاستثقال.
قوله: "وتقلب الياء الأخيرة [الثالثة...." إلى آخره] 4، 5.
أي: وتقلب الياء التي وقعت في آخر الكلمة ثالثة وكان ما قبلها مكسورا واوا، ويفتح ما قبلها نحو عَمٍ وشَجٍ؛ تقول في المنسوب إليهما "عَمَوِيّ وشَجَوِيّ" برد الياء المحذوفة؛ لعدم موجب حذفها حينئذ، وقلبها واوا لئلا يجتمع ثلاث ياءات.
1 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وهي بتمامها، هكذا:"وَقَدْ جَاءَ فِي نَحْوِ حُبْلَى: حُبْلَوِيّ وحُبْلاوِيّ، بخلاف نحو جَمَزَى". "الشافية: 5".
2 في النسخ الثلاث: الغير منقلبة والصحيح ما أثبتناه.
3 لفظة "ثاني" إضافة من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وهي بتمامها:"وَتُقْلَبُ الْيَاءُ الأَخِيرَةُ الثَّالِثَةُ الْمَكْسُورُ مَا قَبْلَهَا واوا ويفتح ما قبلها كـ"عَمَوِيّ وشَجَوِيّ"، وتحذف الرابعة على الأفصح، كقاضي""الشافية: ص5".
وإنما فتح ما قبل الواو لاستثقال الكسرتين والياءين.
وتحذف الياء التي وقعت في آخر الكلمة رابعة، وكان ما قبلها مكسورا، على الأفصح؛ فيقال في قاض "قاضيّ" على الأفصح.
وإنما قال: "على الأفصح" لأنه يجوز قلب الياء واوا وفتح ما قبلها نحو قَاضَوِيّ؛ إجراء لها مُجْرَى الألف الثالثة، كما أُجْرِيَ "مَلْهَوِيّ" مُجري "رَحَوِيّ".
وإنما يجب1 فتح ما قبل الواو ههنا ولم يعتد بالسكون الذي قبل الضاد كما اعتد به في "تَغْلِبِيّ" لأنه مستثقل ههنا لأجل الإعلال، بخلاف "تَغْلِبِيّ"؛ فإن "قاضَوِيّ" أثقل من "تَغْلِبِيّ".
قوله: "ويحذف ما سِواهما، [كـ: مُشْتَرِيّ] 2.
أي: ويحذف الياء التي هي غير الياء الثالثة والرابعة في الآخر وهي الياء الخامسة أو السادسة في الأخير "47" فيقال في مُشْتَر ومُسْتَسْقٍ "مُشْتَرِيّ ومُسْتَسْقِيّ" -بحذف الياء لا غير؛ لكثرة حروف الخماسي والسداسي.
قوله: "وباب مُحَيّ
…
" إلى آخره3، 4.
1 في "ق": وجب.
2 كمشتري: إضافة في عبارة ابن الحاجب من الشافية "ص6".
3 إلى آخره: ساقطة من "هـ".
4 وردت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وهي بتمامها:"وباب مُحَيّ جاء على مُحَوِيّ ومُحَيِيّ كأُمَوِيّ وأُمَيِيّ". "الشافية، ص6".
والمراد بباب مُحَيّ: ما كان الياء فيه خامسة في الآخر، ما قبلها مكسورة، فإن "مُحَيّ" اسم فاعل من حيّا يحيّي، فإذا نسب إليه قيل مُحَوِيّ كأُمَوِيّ؛ بحذف إحدي الياءين وقلب الياء الأخرى واوا؛ لئلا تجتمع الياءات مع الكسرة.
وقيل أيضا مُحَيِيّ -بحذف إحدى الياءين وإبقاء الياء الأخرى كأُمَيِيّ.
قوله1: "ونحو ظَبْيَة
…
" إلى آخره2، 3.
اعلم أن فَعْلَة وفُعْلَة وفِعْلَة في المعتل اللام اليائي، نحو: ظَبْيَة، ورُقْيَة، وقِنْية -من قَنَيْتُ الغنم وغيرها قِنْية4- ومن المعتل الواوي نحو: غَزْوَة، وعُرْوَة، ورِشْوَة ينسب إليها بحذف تاء التأنيث عند سيبويه على القياس كالصحيح؛ لأن الياء والواو في آخر الاسم إذا كان ما قبلها ساكنا كان حكمها حكم الصحيح؛ فيقال في ظَبْيَة: ظَبْيِيّ. كما يقال في تَمْرَة: تَمْرِيّ، وفي قِنْيَة: قِنْيِيّ وفي رُقْيَة:؛ رُقْيِيّ، وفي غَزْوَة: غَزْوِيّ، وفي عُرْوَة: عُرْوِيّ، وفي رِشْوَة: رِشْوِيّ5.
والرِّشْوة: معروفة.
1 قوله: "ساقطة من "هـ".
2 إلى آخره: ساقطة من "هـ".
3 وردت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وتمامها:"ونحو ظَبْيِة وقِنْيَة ورُقْيَة وغَزْوَة ورِشْوَة وعُرْوَة -على القياس عِنْدَ سِيبَويْهِ- وزِنَوِيّ وقُرَوِيّ شَاذٌّ عنده. وقال يونس: ظبوي وغزوي وغنوي: واتفقا في باب ظبي وغزو". "الشافية: ص6".
4 بمعنى: اقتنيتها لنفسك لا للتجارة "الصحاح "قنا": 6/ 2467".
5 ينظر الكتاب: 3/ 348.
وعُرْوَة القَمِيص والكوز "معروفة"1. والعُرْوَة: الأسدُ2.
وأما زِنَوِيّ -في بني زِنْيَة3، وقُرَوِيّ- في قَرْيَة؛ فشاذ عند سيبويه4؛ لأن القياس زِنَيِيّ وقَرَيِيّ، كما في الصحيح.
وقال يونس: النسبة إلى ما لا تاء فيه كظَبْي وغَزْو، حكمها حكم الصحيح، فيقال في المنسوب إليهما: ظَبْيِيّ وغَزْوِيّ، والنسبة إلى ما فيه التاء كظَبْيَة وغَزْوَة إنما هي بفتح الساكن الذي قبل الياء والواو وقلب الياء واوا كظَبوِيّ وغَزَوِيّ- بفتح الياء والزاي بالقياس على عَمَوِيّ في قلب الياء واوا وفتح الميم وكذلك سائرها5.
وهذا القياس بعيد؛ للفرق، وهو أن ما قبل الياء في ظَبْيَة وغَزْوَة ساكن، والسكون يجعل الياء كالصحيح كما ثبت في الإعراب في نحو ظَبْي ودَلْو.
وإنما قيل: الياء في عم متحركة، واتفق سيبويه ويونس على أن حكم النسبة في ظَبْي وغَزْو حكم الصحيح6.
قوله7: "وبَدَوِيّ شاذ عندهما"8.
1 لفظة "معرفة" إضافة يقتضيها السياق.
2 وبه سمي الرجل عُرْوَة. قاله الجوهري في صحاحه "عرا" 6/ 2423.
3 بنو زِنْيَة حي من العرب. قاله سيبويه في كتابه "3/ 347".
4 ينظر الكتاب: 3/ 347.
5 حكاه عنه يونس في الكتاب: 3/ 346، 347.
6 المصدر السابق.
7 قوله: ساقطة من "هـ".
8 لفظة "عندهما": غير موجودة بمتن الشافية، لعلها إضافة من ركن الدين.
أي: بَدَوِيّ -بتحريك الدال- شاذ عند سيبويه ويونس؛ لأن القياس سكون الدال عندهما1 لما مرّ؛ فتحريكه غير قياسي2.
قوله: "وباب طيّ وحيّ
…
" إلى آخره3.
المراد بباب طيّ "وحيّ"4 فَعْلٌ، من المعتل اللام بالياء الذي عينه معتلة بالياء أو الواو، نحو طيّ وحيّ؛ لأنهما من طَوَى، والحياة.
فإذا5 نُسِبَ إليهما6 يقال: طَوَوِيّ وحَيوِيّ -برد العين إلى أصلها وفتحها، وقلب الياء7 الثانية واوا؛ لئلا يجتمع ثلاث ياءات ولا يقال: طَيِّيّ ولا8 حَيِّيّ؛ لاجتماع الكسرة وأربع ياءات. لا يقال "حَيّ" إذا كان مشتقا من الحياة لم تكن لامه ياء بل واوا؛ لأنا نقول: لا نسلم ذلك لأن هذه الواو بدل من الياء، لعدم مجيء "حَيَوتُ" في كلامهم ومجيء "حَيَيْتُ"، وإنما قلبت ياء كراهة اجتماع الياءين.
1 لأنه منسوب إِلى الْبَدْو، وهو مجرد عن التاء، فهو عند الجميع شاذ. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 49".
2 ينظر الكتاب: 3/ 346.
3 هكذا في الأصل، "ق". وفي "هـ":"وباب طئ "وتمام العبارة: "وباب طي وحي ولية ترد الأولى إلى أصلها وتفتح، فيقال: طَوَوِيّ وحَيَوِيّ ولَوَوِيّ""الشافية: ص6".
4 وحي: إضافة من "ق"، "هـ".
5 في "هـ": وإذا.
6 في الأصل، "هـ": إليه. وما أثبتناه من "ق".
7 لفظة الياء: ساقطة من "ق".
8 ولا: إضافة من "ق".
قوله: "بخلاف دَوِّيّ وكَوِّيّ"1.
أي: بخلاف ما إذا كان في آخر فَعْل "48" واو مشدَّدة نحو دوٍّ للمفازة2 وكَوٍّ3؛ فإنها تبقى على حالها؛ فيقال في المنسوب إليها4. دَوِّيّ وكَوِّيّ؛ لأنه ليس استثقال اجتماع الياءين والواوين كاستثقال اجتماع الياءات الأربع، فإن "طيّ" أثقل من "دَوِّيّ". فلهذا قيل "طَوَوِيّ" بالتغيير5، و"دوِّيّ" بعدم التغيير.
قوله: "وما آخره ياء مشددة بعد ثلاثة...." إلى آخره6.
أي: الاسم الذي آخره ياء مشددة بعد ثلاثة أحرف؛ فإما أن تكون تلك الياء غير زائدة أو زائدة؛ فإن كانت غير زائدة وذلك بأن تكون إحدى الياءين أصلية والأخرى زائدة، نحو: مَرْمِيّ ففيها7 وجهان: أحدهما "مَرْمَوِيّ" كغَنَوِيّ، في: غَنِيّ- بحذف إحدى8
1 وكوي: ساقطة من "ق".
2 قاله الجوهري في صحاحه "دوي": 6/ 2343.
3 الكَوُّ والكَوَّةُ: الخَرْقُ في الحائط، والثقب في البيت ونحوه. "اللسان "كوي": 5/ 3964".
4 في الأصل، "ق": إليها. وما أثبتناه من "هـ".
5 في "هـ": بالتغير.
6 في "هـ": "وما آخره"، فقط. والمذكور من الأصل، "ق". والعبارة بتمامها:"وما في آخره ياء مشددة بعد ثلاثة، إن كانت أصلية، كما في نَحْو: مَرْمِيٍّ قِيلَ: مَرْمَوِيٌّ وَمَرْميٌّ، وَإِنْ كَانَتْ زَائِدَةً حُذِفَتْ كَكُرْسيٍّ وَبَخَاتِيٍّ، في: بخاتي -اسْمَ رجل""الشافية: ص6".
7 في "هـ": فيها.
8 في "هـ": أحد.
الياءين وقلب "الياء"1 الأخرى واوا وفتح ما قبل الواو للتخفيف.
والثاني2 "مَرْمِيّ" بحذف الياءين، كما قيل في ملهى "مَلْهِيّ" وهو الأفصح. والأولى لغة ضعيفة.
وإن كانت زائدة كشافعي، وكُرسِيّ، وبَخَاتِيّ -اسم رجل- فتقول في المنسوب إلى شافعي "شافعي" وإلى كُرْسي "كُرسِيّ" وإلى بَخَاتِيّ "بَخَاتِيّ" بحذف الياءين اللتين كانتا في المنسوب إليه.
اعلم أن بَخاتِي غير منصرف سواء كان جمعا أو علما؛ لأنه كمصابيح جمعا أو علما3.
والبَخاتِيّ المنسوب منصرف4، لخروجها عن الوزن المانع من الصرف؛ لأن ياء النسبة لا تُعَدّ في أبنية الكلمة.
اعلم أنه إنما قال: "بعد ثلاثة" ليخرج عنه نحو [غَنِيّ وقَصِيّ] 5 وطيّ وحيّ؛ فإنه ليس حكمه كذلك، بل كما مرّ.
قوله: "وما آخره همزة بعد ألف" إلى آخره6.
1 لفظة "الياء" إضافة من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": والياء في.
3 ينظر الكتاب: 3/ 230، 231 واللسان "بخت": 1/ 219.
4 ينظر المقتضب: 3/ 138.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
6 في "هـ": "وما آخره". وما ذكرناه من الأصل، "ق". وعبارة ابن الحاجب بتمامها:"وَمَا آخِرُهُ هَمْزَةٌ بَعْدَ أَلِفِ إِنْ كَانَتْ للتأنيث قلبت واوا، كصحراوي. وروحاني وبهراني وصنعاني وجلولي وحروري شاذ. وإن كانت أصلية تثبت على الأكثر كقرائي وإلا فالوجهان، ككساوي وعلباوي""الشافية: ص6".
أي: الاسم الذي آخره همزة بعد ألف؛ فأما أن تكون همزته للتأنيث أو تكون1 لا للتأنيث ولا أصلية؛ فإن كانت للتأنيث، نحو:"حمراء" قلبت تلك الألف واوا في النسبة، كحَمْرَاوِيّ وصَفْرَاوِيّ؛ لكون الهمزة أثقل وكون الواو أولى من الياء، لئلا يجتمع "ثلاث"2 ياءات مع الكسرة.
وأما صَنْعانِيّ وبَهْرانِيّ ورَوْحانِيّ -بفتح الراء-3 فشاذ لجعلهم4 النون موضع الواو، والقياس صَنْعاوِيّ وبَهْراوِيّ ورَوْحاوِيّ.
اعلم أن صَنْعاءَ قَصَبَةُ اليمنِ5، وبَهْراء قبيلة من قصاعة6، ورَوْحَاء: واسعة؛ يقال نعامة رَوْحَاء "أي"7: واسعة ما بين رجليها وقَصْعَة رَوْحَاء: قريبة القعر8.
1 لفظة "تكون" ساقطة من "ق".
2 لفظة "ثلاث" إضافة من "ق".
3 ما بين الشرطتين إضافة من "ق"، "هـ".
4 في الأصل: بجعلهم. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 قاله الجوهري في صحاحه "صنع": 3/ 1246. وفي "هـ": قصبة من اليمن.
6 قاله الجوهري في صحاحه "بهر": 2/ 598.
7 لفظة "أي": إضافة من "ق".
8 ذكره ابن منظور في اللسان "روح": 3/ 1770 وقبل: روحاء: بلد "ينظر الصحاح "روح": 1/ 371".
وكذا: جَلُولِيّ وحَرورِيّ شاذ في: جَلُولاء وحَرُوراء. والقياس: جَلُولاوِيّ وحَرُوراوِيّ؛ فحذفت الهمزة وما قبلها من الألف.
جَلُولاء -بالمد: قرية بناحية فارس1.
وحَرُورا -تمد وتقصر- اسم قرية نُسِبَ الحَرُورِيّة من الخوارج إليها، كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها2.
وإن كانت الهمزة أصلية ثبتت تلك الهمزة في النسبة على الأكثر، نحو: قَرَّائِيّ "في قُرَّاء"3؛ لأنه من قرأ4.
وإنما قال: "على الأكثر"؛ لأنه قد تقلب الهمزة واوا نحو "قَرَّاوِيّ" تشبيها بكَسِاوِيّ.
وإن لم تكن الهمزة للتأنيث ولا أصلية، نحو: كِساء، ورِداء، وعِلْباء جاز قلبها واوا نحو: كِساوِيّ ورِداوِيّ وعِلْباوِيّ؛ تشبيها لها بهمزة التأنيث من حيث "إنها"5 لم تكن أصلية وجاز إبقاؤها همزة نحو: كِسائي ورِدائي وعِلْبائي، تشبيها لها بالهمزة الأصلية من حيث كانت بدلا عن أصل، كما في كساء ورداء؛ لأن أصلها
1 قاله الجوهري في الصحاح "جلل": 4/ 1661.
2 قاله الجوهري أيضا في الصحاح "حرر": 2/ 628.
3 "في قراء": ساقطة من "هـ".
4 في "ق"، "هـ": قراء.
5 "إنها": إضافة من "ق".
كساو ورداي، أو تشبيها بالأصل بأن زيدت للإلحاق، كعِلْباء، فإنه زيدت الهمزة للإلحاق بجرداح -ناقة1.
قوله: "وباب سقاية
…
" إلى آخره2.
المراد بباب سقاية الاسم الذي تقع فيه الياء بعد الألف الزائدة3 وبعدها تاء التأنيث وصحت تلك الياء لوجود تاء التأنيث فيه نحو سِقاية4، فالقياس في النسبة إليه أن يقال "سِقائِيّ" بالهمزة؛ لأنه لما حذف التاء للنسبة وجب قلب الياء همزة لكونها متطرفة بعد ألف زائدة.
اعلم أنه لو قيل في النسبة "49" إلى سِقاية: سِقاوِيّ، لم يبعد؛ لأن نحو هذه الهمزة تقلب واوا كـ"رِداوِيّ" في رِداء.
وقالوا في باب شقاوة5 "شقاوى" من6 غير قلب الواو همزة لعدم استثقالهم الواو مع ياء النسبة كاستثقالهم التاء مع ياء النسبة؛ ولأنه لو وقعت الهمزة في هذا الموضع لقلبت واوا.
قوله: "وباب: رَاي وَرَايَة
…
". إلى آخره7.
1 لفظة "ناقة": ساقطة من "ق"، "هـ" ولعلها تفسير من ناسخ.
2 إلى آخره: سشاقطة من "هـ". والعبارة بتمامها: "وبَابُ سِقَايَةَ: سِقائي- بالْهَمْزَةِ وبَابُ شَقَاوَة: شقاوِيّ -بالواو""الشافية: ص6".
3 الواو إضافة من "ق"، "هـ".
4 سِقاية الماء معروفة. والسِّقاية التي في القرآن، قالوا: الصُّواع الذي كان المَلِك يشرب فيه. قاله الجوهري. "الصحاح "سقى": 6/ 2380".
5 الشَّقاءُ والشَّقاوة: نقيض السعادة. "الصحاح "شقي": 6/ 2394".
6 لفظة "من" مطموسة في "هـ".
7 وتمام عبارة ابن الحاجب: "وباب" راي وراية: رايِيّ ورائِيّ وراوِيّ" "الشافية: ص6".
المراد بباب "راي، وراية" الاسم الثلاثي الذي تقع فيه الياء بعد ألف مقلوبة من حرف1 أصلي، وتكون تاء التأنيث فارقة بين الواحد والجمع، نحو راي وراية، وثاي وثايَة2.
اعلم أن باب "راي، وراية" في النسب على حال3 واحدة؛ لأنه وجب حذف التاء عن راية في النسب4، وحينئذ لا يبقى فرق بين راي وراية؛ لتقول في النسبة إليهما: رايِيّ، كما تقول: ظَبْيِيّ؛ يجوز5 اجتماع الياءات مع الكسرة، لسكون ما قبل الياء الأولى كما جُوّز في ظبييّ.
وتقول أيضا في النسبة إليهما رائي -بالهمزة- تشبيها له بسقائي لوقوع الياء في الموضعين بعد الألف وتقول أيضا في النسبة إليهما:
راويّ؛ لأنه لما اجتمعت الياءات بعد ألف كان أثقل من باب ظبييّ؛ لأن الساكن في ظبييّ صحيح، بخلاف رايي، فقلبت الياء في رايي واوا.
واعلم أن الصحيح راي وراية -غير المعجمة- والراية: العلم وهي من رويت الحديث، أي: أشفيته6، وزنا7 فَعْلة، والألف منقلبة عن واو. بخلاف ألف سقاية فإنها زائدة.
1 في "هـ": حروف.
2 الثاية: الحظيرة. وحجارة ترفع فتكون علما يهتدى به، ومظلة تتخذ من ثوب وأعواد، وسفينة صغيرة للرياضة والسباحة، المعجم الوسيط "ثوي""107".
3 في "هـ": حالة.
4 في النسب: ساقطة من "هـ".
5 في "ق"، "هـ": فجوز.
6 ينظر الصحاح "روي": 6/ 2364.
7 في "هـ": ووزنها.
قوله: "وما كان من الأسماء على حرفين
…
" إلى آخره1.
اعلم أن الاسم إذا كان على حرفين وكان متحرك الأوسط في الأصل فإن كان المحذوف منه لاما، ولم يعوض المحذوف همزة وصل، كأب وأخ وست، يجب رد المحذوف، فيقال في النسبة إليها: أَبَوِيّ، وأَخَوِيّ وسَتَهِيّ.
وإنما يجب رده؛ لأن المحذوف لام، واللام محل التغيرات قابل لها.
وإنما قال: "ولم يعوض همزة الوصل"؛ لأنه لو عُوض همزة الوصل كابن، لم يجب رد المحذوف؛ لأن المعوض يقوم مقام المحذوف.
وإن كان المحذوف من ذلك الاسم فاء، وذلك الاسم معتل اللام نحو شِيَةٍ2؛ أصلها: وِشْي، فحُذِف منها الفاء وعوّض التاء وجب3 رد المحذوف أيضا؛ لأنه بعد التاء للنسبة يبقى على حرفين وليس في
1 في "هـ": "وما كان...." وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وما كان من الأسماء عَلَى حَرْفَيْنِ إِنْ كانَ مُتَحَرِّكَ الأَوْسَطِ أَصْلاً والمحذوف هو اللام ولم يعوض همزة وصل أو كان المحذوف فاء وهو المعتل اللَاّمِ وَجَبَ رَدُّهُ، كأَبَوِيّ وأَخَوِيّ وسَتَهِيّ -في سَتٍ- ووِشَوِيّ -فِي شِيَة- وقَالَ الأخْفَشُ: وِشْيِيّ -في سَتٍ- ووِشَوِيّ -فِي شِيَة- وقَالَ الأخْفَشُ: وِشْيِيّ، عَلَى الأَصْلِ. وَإِنْ كانَت لَامُهُ صَحِيحَةً والْمَحْذُوفُ غَيْرُهَا لَمْ يُرَدَّ، كَعِدِيٍّ وَزِنِيٍّ وَسَهِيٍّ -في سه- وجاء عَدوِيّ، وليس يرد""الشافية: ص6".
2 الشِّيَةُ: كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله، والجمع شِيات. يقال: ثَور أَشْيَهُ، كما يقال فرس أبلق، وتيس أذرأ وقوله تعالى:{لَا شِيَةَ فِيهَا} أي: ليس فيها لون يخالف سائر لونها.
يقال: وَشَيْت الثوبَ أشِيهِ وَشْيا وشِيَة، ووَشَّيْتُهُ وتَوْشِيَة، فهو مَوْشِيّ ومُوَشّي. "الصحاح "وشي": 6/ 2525".
3 في الأصل: ووجب. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
الأسماء المعربة المستقلة اسم على حرفين ثانيهما حرف لين، فلا بد من رد المحذوف ليكون على ثلاثة أحرف.
ولا يشكل بمثل "عِدَة" في النسبة؛ لأنه ليس ثانيهما بعد حذف التاء حرف لين.
ولا بمثل "ذو مال"1؛ لأنه ليس بمستقل.
وإذا رُدَّ المحذوف حرِّكت العين؛ لئلا يلزم وجودُ عِلَّة حذف الواو مع وجود الواو مع وجود الواو، وهي كون الواو فاء2 مكسورة مع سكون ما بعدها3 فتقول في النسبة إليا "وِشَوِيّ"4 -بفتح الشين- وقلب الياء واوا كراهة اجتماع ثلاث ياءات.
وقال الأخفشُ: يقال5 في النسبة إليها "وِشْيِيّ" برد الواو وإبقاء الياء على الأصل6، ووجهُه أنه لما رجعت الكلمة إلى أصلها فصارت "وِشْيَة" والنسبة إلى وِشْيَه "وِشْيِيّ" فكذلك ههنا7.
1 لفظة "مال": ساقطة من "ق".
2 لفظة "فاء" ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": ما قبلها.
4 هذا مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 3/ 369، 370". وتابعه أبو العباس المبرَّد "ينظر المقتضب: 3/ 169".
5 لفظة "يقال": ساقطة من "ق"، "هـ".
6 حكاه المبرِّد في مقتضبه: 3/ 156، 157، وكذلك الجوهري في صحاحه "وشي" 6/ 2524.
7 ينظر المصدرين السابقين.
وهو ضعيف لأنه أثبت الواو مع وجود المُوجِبِ لحذفها "5" في شِيَة. والشِّيِةُ: كل لون يُخالِفُ1 مُعْظَمَ لَوْنِ الفرس وغيره2.
وإن كانت3 لام الاسم الذي على حرفين صحيحة، والمحذوف منه غير اللام4 "سواء"5 كان المحذوف فاء نحو "عِدَةٍ، وزِنَةٍ"[أصلهما: وِعْدَة ووِزْنَة] 6، أو عينا، نحو "سَه". أصله: سَتَه -لم يرد المحذوف- فتقول في النسبة إليهما "عِدِيّ، وسَهِيّ"، لا وِعْدِيّ وسَتَهِيّ؛ لعدم الحاجة إلى ردّ المحذوف، لكون الباقي بعد الياء حرفين ليس ثانيهما حرف لين؛ ولأنه لا يلزم من رد اللام رد غيرها؛ لأن اللام محل التغير.
لكنه جاء في النسبة إلى عَدِةٍ "عِدَوِيّ"7 وأنه ليس برد؛ لأنَّ المحذوف هو الفاء، بل زيادة حرف موضع اللام كالعوض من الفاء المحذوفة8.
1 في "هـ": بخلاف.
2 قاله الجوهري في صحاحه: "وشي": 6/ 2524.
3 في "هـ": كان.
4 في "هـ": لام.
5 لفظة "سواء": من "ق"، "هـ".
6 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
7 جاء في شرح الشافية، للرضي "2/ 63"، ما نصه:"والفراء يجعل الفاء المحذوفة في هذا الباب، من الصحيح اللام كان أَو من المعتلة، بعد اللام، حتى يصير في موضع التغيير -أَي: الآخر- فيصح ردها، فيقول: عِدَوِيّ وزِنَوِيّ وشِيَوِيّ، في: عِدَة وزِنَة وشِيَة، وحملَه على ذلك ما رُوِيَ عن ناس من العرب عِدَوِيّ في عِدَة فقاس عليه".
8 في "ق"، "هـ": المحذوف.
ويمكن أن يقال: إنه رُدّ المحذوف ثم قلب إلى موضع اللام ليكون المحذوف في محل التغيير.
وإنما قال: "في سَهٍ"، لئلا يتوهم أنه منسوب إلى "سَتٍ".
ولقائل أن يقول: لا يُتَوَهَّمُ ذلك؛ لأنه بيَّن من قبل أن النسبة إلى ست "سَتَهِيّ".
اعلم أن في كلام المصنف نظرا؛ لأنه يقتضي وجوب رد المحذوف من دم في النسبة؛ لأنه محرك1 الوسط، والمحذوف لام و2 لم يعوض همزة وصل لكنه لا يجب رده، فإنه يجوز الوجهان الرد، وعدم الرد3.
ويمكن أن يجاب عنه بأن دما في الأصل فَعْل -بسكون العين- عند سيبويه4 والأخفش5. نعم عند المبرد فَعَل -بفتح العين
1 في "هـ": متحرك.
2 الواو: ساقطة من "ق".
3 وهذا مذهب سيبويه. جاء في الكتاب "3/ 358": "فمن ذلك قولهم في دَم: دَمِي وفي يَدٍ: يَدِيّ. وإن شئت قلت: دمَوِيّ ويَدَوِيّ، كما قالت العرب في غد: غَدَوِيّ. كل ذلك عربي".
4 ينظر المصدر السابق.
5 ينظر المقتضب: 3/ 152.
واستدل عليه بقولهم: دَمِيَ يَدْمَى دَمَيا1، كما يقال: فَرِق يَفْرَقُ فَرَقا وحَذِرَ يَحْذَرُ حَذَرا، واسم الفاعل منه دَم كحَذِر وفَرِق2.
وهو ضعيف؛ لجواز أن يكون الشيء على وزن، فإذا اشتق منه فعل كان مصدر ذلك الفعل على غير ذلك،3 نحو: جَنِبَ الرجل يجنَبُ جَنَبًا: إذا اشتكى جَنْبه4، والفعل مأخوذ من الجَنْبِ -بسكون النون، والمصدر فَعَل -بفتح العين: جَنَبا.
قوله: "وما سواهما يجوز فيه الأمران"5.
أي: ويجوز الأمران: الرد وعدم الرد في الاسم الذي على حرفين في غير هذين البابين. أحدهما: يجب رد المحذوف فيه، والآخر يمتنع رده فيه، وأشار إلى الباب الأول بقوله:"وَمَا كانَ عَلَى حَرْفَيْنِ إِنْ كانَ مُتَحَرِّكَ الأوسط أصلا...." إلى قوله: "وجب رده". وأشار إلى الباب الثاني بقوله: "وإن كانت لامه صحيحة
1 في "ق"، "هـ": دما.
2 قاله أبو العباس: "وسيبويه يزعم أن "دما": "فَعْل" في الأصل، وهذا خطأ؛ لأنك تقول: دَمِي يَدْمَى فهو دَم، فمصدر هذا لا يكون إلا "فعَل"ن كما تقول: فَرِق يفْرَق، والمصدر الفَرَق، الاسم: فَرِق، وكذلك الحَذَر، والبطَر، وجميع هذا الباب "المقتضب: 3/ 153".
3 في "ق"، "هـ": على غير وزنه ذلك. بزيادة "وزن".
4 ويقال أيضا: جَنِب البعير يَجْنَبُ جَنَبا: "إذا ظلع في جنبه" ينظر الصحاح "جنب": 1/ 103.
5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "نَحْوُ: غَدِيّ وغَدَوِيّ وابنِيّ وبَنَوِيّ وحِرِيّ وحِرَحِيّ. وأَبو الْحَسَنِ يُسَكِّنُ مَا أَصْلُهُ السُّكُونُ، فَيَقولُ: عَدْوِيّ وحِرْحِيّ""الشافية: ص6".
والمحذوف غيرها لم تردّ1 -نحو غد ويد2، وابن وحِر، فإن غدا ليس بمتحرك الأوسط [في الأصل] 3 وإن كان لامه محذوفة وكذلك يد. والابن عوض فيه همزة الوصل وإن كان متحرك الأوسط محذوف اللام. والحِر ليس بمتحرك الأوسط في الأصل مع أن لامه صحيحة والمحذوف هو اللام، فتقول في النسبة إليها: غَدِيّ ويَدِيّ وحِرِيّ -بغير رد المحذوف- وغَدَوِيّ ويَدَوِيّ4 وحِرَحِيّ -برد المحذوف وفتح العين5.
و6 أما جواز الرد وعدمه؛ فلأن المحذوف لام، واللام قابل للتغيير بالرد7 وغيره.
وأما فتح العين في غد [وحِر ويَد] 8؛ فلأن العين كانت محل الإعراب، فلما سلب ذلك برد اللام عوض9 عنه بالحركة10.
1 وذلك نحو: عِدِيّ وزِنِيّ وسَهِيّ- في سَه. "من الشافية: ص6".
2 لفظة "يد" إضافة من "ق"، "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "ق": يدي.
5 وهذا مذهب سيبويه في النسبة إلى ما حذفت لامه "ينظر الكتاب 3/ 358، 359".
وينظر كذلك: المقتضب 3/ 152. ولكن أبا الحسن الأخفش ينسب اليد وما شابهه على: يَدِيّ ويَدييّ. "ينظر المقتضب: 3/ 152".
6 الواو ساقطة من "ق"، "هـ".
7 في "ق": بالزيادة.
8 في "ق": "ويَدٍ وحِرٍ" موضع ما بين المعقوفتين.
9 في الأصل: عوض. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
10 في الأصل: الحركة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
"والأخفش يقول: غَدْوِيّ ويَدْيِيّ وحِرْحِيّ بسكون العين تنبيها على أصلها، وكذلك1 كل ما كان عينه ساكنا في الأصل2 -وهو الأقيس.
وتقول في النسبة إلى ابن: ابنِيٌ وبَنَوِيٌّ3.
أما ترك الرد كابْنِيّ؛ فلأن الهمزة عِوض عن المحذوف ولا4 حاجة إلى رده.
وأما الرد فبحذف الهمزة حتى يصير الباقي كأن أصله: بَنَو كأبَو، فكما يجب الردُّ في "أب" كذلك يجب في "ابن" بعد حذف الهمزة "51".
وحكم الاسْت حكم الابن حتى يقال: اسْتِيّ وسَتَهِيّ5.
قوله: "وأُخْت وبِنْت....." إلى آخره6.
1 في "ق"، "هـ": وكذا.
2 حكاه المبرد في مقتضبه: 3/ 152.
3 وهذا قول سيبويه، أخذه عن يونس عن أبي عمرو بن العلاء "ينظر الكتاب: 3/ 361".
4 في "ق": فلا.
5 قاله سيبويه في كتابه، ثم قال:"وإنما جئت في اسْت بالهاء؛ لأن لامها هاء ألا ترى أنك تقول: الأستاه وسُتَيْهة في التحقير""الكتاب: 3/ 361".
6 إلى آخره: ساقطة من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأُخْتٌ وبِنْتٌ كأَخٍ وَابْنٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَعَلَيْهِ: كلوي. وقال يونس: أختي، وعليه: كلتيّ وكَلتَوِيّ وكلتاوِيّ""الشافية: ص6".
أي: وحكم أُخت وبِنْت في النسب حكم أخ وابن عند سيبويه1، فالنسبة إلى أخت كالنسبة إلى أخ؛ لأنه يجب حذف تاء التأنيث فيبقى الأخ حينئذ، فينسب إليه كما ينسب إلى "أخ"، فيقال: أَخَوِيّ.
والنسبة إلى بنت بعد حذف التاء -كالنسبة إلى ابن- بعد حذف الهمزة2، والنسبة3 إلى ابنة كالنسبة إلى ابن؛ فقال في النسبة إلى ابنة: ابْنِيٌّ وبَنَوِيّ4، كما يقال في النسبة إلى ابن. ابْنِيّ وبَنَوِيّ.
وعلى مذهب سيبويه كانت النسبة إلى كِلْتا: كِلَوِيّ؛ لأن التاء عنده للتأنيث فتحذف للنسبة ويقلب الألف الذي هو اللام واوا ويفتح ما قبلها كما يفعل في مثلها. هكذا نقل5 سيبويه6.
وفيه نظر؛ لأن الألف ليست عنده لام الفعل، بل للتأنيث.
ونقل المصنف أيضا في شرح المفصل أن كِلْتَا عند سيبويه فِعْلَى7 أصله: كلوي أبدلت الواو تاء إشعارا بالتأنيث، ولم يكتف بالألف
1 قال سيبويه: "وإذا أضفت إلى أخت قلت: أخوي، هكذا ينبغي له أن يكون على القياس. وذا القياس قول الخليل، من قِبَل أنك لما جمعت بالتاء حذفت تاء التأنيث كما تحذف الهاء، ورددت إلى الأصل. فالإضافة تحذف كما تحذف الهاء، وهي أرد له إلى الأصل". "الكتاب: 3/ 360، 361".
2 في "ق"، "هـ": همزته.
3 لفظة النسبة: ساقطة من "هـ".
4 ينظر الكتاب: 3/ 361.
5 في "ق"، "هـ": نقله.
6 ينظر الكتاب 3/ 363.
7 في الجزء الأول ص601.
لأنها تنقلب ياء في النصب والجر، فلما نسب إليه لم يبق لإثبات التاء وجه فحذفت، فلما حذفت وجب أن يقال1 كِلَوِيّ -بتحريك اللام على ما ذكر فيما تقدم- أي2: ترد الواو التي3 أبدل عنها التاء ووجب حذف الألف كراهة4 اجتماع الواوين لو5 قلبت6، هذا تصريح منه7 بأن الألف للتأنيث وليست لام الفعل، وأن تلك الألف حذفت "وأن"8 الواو المذكورة هي الواو التي في الأصل.
نعم: مذهب "بعض"9 النحاة أن الألف لام الفعل والتاء للتأنيث غير عوض، ووزنه فِعْتَلٌ10.
وقال يونس: "إن"11 النسبة إلى أخت وبنت: أُخْتِيّ وبِنْتِيّ12، إجراء للتاء مُجرى حرف أصلي؛ لأنه عوض عن أصلي.
1 لفظة "يقال" مطموسة في "هـ".
2 في "ق"، "هـ":"و" بدلا من "أي".
3 في الأصل "الذي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 لفظة "كراهة" مطموسة في "هـ".
5 لفظة "لو" ساقطة من "هـ".
6 الإيضاح في شرح المفصل: 1/ 601، 602.
7 في "هـ": من المصنف".
8 في الأصل: فإن. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 لفظة "بعض" إضاف من المحقق: وهي إضاف يتطلبها المعنى.
10 هذا المذهب نقله ابن الحاجب عن بعض النحاة "ينظر الإيضاح: 1/ 602".
11 لفظة "إن" إضافة من "هـ".
12 حكاه سيبويه في كتابه: 3/ 363. وينظر المفصل، ص210.
وعلى مذهب يونس يقال1 في النسبة إلى "كِلْتا": كِلْتِيّ2 كما يقال: أُخْتِيّ. وكِلْتَوِيّ3 وكِلْتَاوِيّ، كما يقال: حُبْلَوِيّ وحُبْلاوِيّ4.
وقياس النسبة5 - إلى "كِلتا" على مذهب من يقول وزنه فِعْتَل: كِلْتَوِيّ -على الأفصح- وكِلْتِيّ -على غير الأفصح6- لكن هذا المذهب ليس بشيء، لامتناع وقوع تاء التأنيث متوسطة.
قوله7: "والمُرَكَّبُ يُنْسَبُ "إلى صَدْرِهِ...." إلى آخره"8.
اعلم أنه يمتنع النسبة9 إلى كلمتين10 معا في المركب منهما للاستثقال، فحذف الثاني كما تحذف11 تاء التأنيث، فقيل في بَعْلَبَكّ: بَعْلِيّ، كما قيل في طَلْحَة: طَلْحِيّ.
1 لفظة "يقال". إضافة من "ق"، "هـ".
2 لفظة "كلتى": ساقطة من "هـ".
3 ينظر الكتاب: 3/ 363، والمفصل، ص210.
4 ينظر الإيضاح 1/ 602.
5 في "ق": النسب.
6 قاله ابن الحاجب "ينظر المصدر السابق".
7 قوله: ساقطة من "هـ".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالمُرَكَّبُ يُنْسَبُ إِلى صَدْرِهِ، كبَعْلِيّ وتَأَبّطِيّ وخَمْسِيّ -في خَمْسَةَ عَشَرَ، عَلَمَاً. وَلَا يُنسَبُ إِلَيْهِ عَدَداً.
وَالمُضَافُ إِنْ كانَ الثَّانِي مَقْصُوداً أَصْلاً كابن الزبير وأبي عمرو، قيل: زُبَيْرِيّ وعَمْرِيّ، وَإِنْ كانَ كَعَبْدِ مَنافٍ وَامْرِئ القَيْسِ قِيلَ عبدِي ومَرَئِيّ "الشافية: ص6".
9 في "ق": النسب.
10 في "ق": الكلمتين.
11 في "ق"، "هـ": حذفت.
وكذلك قيل في تأبَّط شرًّا: تَأَبَّطِيّ.
وفي "كُنْت"- المركب من كان وضمير المتكلم علما: كَوْنِيّ.
وإنما رَدّ الواو؛ لأنها كانت سقطت لالتقاء الساكنين، وقد زال بحذف ضمير المتكلم. وفي "خمسة عشر" -علما- خَمْسِيّ1، ولا ينسب إلى خمسة عشر وهو عدد؛ لأن كل واحدة من الخمسة والعشرة مقصودة؛ فلو حذفت إحداهما اختل المعنى، بخلاف ما إذا كان علما؛ لأنه لم يختل المعنى -هذا في غير المركب من المضاف والمضاف إليه2.
[وأما المركب من المضاف والمضاف إليه] 3 فلا يخلو من أن يكون الثاني -أعني المضاف إليه- مقصودا في الأصل كابن الزبير، وأبي عمرو فإنهم قصدوا بالأول ابنا له أب اسمه زُبَيْر، وقصدوا بالثاني أبا له ولد اسمه عَمرو، أو4 لا يكون الثاني مقصودا.
فإن5 كان الثاني مقصودا ينسب إلى الثاني، فيقال: زُبَيْرِيّ وعَمْرِيّ6، حرصا على البيان؛ لأنه لو قيل: بَنَوِيّ وأَبَوِيّ، لحصل الالتباس، بخلاف زُبَيْرِيّ وعَمْرِيّ.
1 ينظر الكتاب: 3/ 374.
2 ينظر المفصل، ص210.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من"ق".
4 في "هـ": "و".
5 في الأصل: "وإن". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 ينظر المفصل، ص210.
[وفيه نظر]1.
[اعلم أنه لم يحصل الالتباس إذا لم تكن النسبة إلى المضاف إليه مشهورة]2.
وإنما قال "في الأصل" ليدخل فيه "52" مثل أبي عمرو، الذي له ولد ليس اسمه عمرا، والذي ليس له ولد، ولو كان طفلا فإنه ينسب إليه كذلك، مع أن الثاني ليس بمقصود ههنا؛ لأن الكُنَى أصلها القصد إلى الثاني، وإنما أجريت على الأطفال تفاؤلا.
وإن لم يكن الثاني مقصودا، كعبد مناف وامرئ القيس ينسب3 إلى الاسم الأول بحذف4 الثاني، لقلة اللبس؛ لأن الثاني غير مقصود فيقال: عبدي ومَرَئِيّ.
واعلم أنه قد يحذف الأول وينسب إلى الثاني ههنا نحو "أَشْهَلِيّ" في: عبد الأَشْهَل، و"مَنَافِيّ" في عبد مناف.
قال سيبويه: "سألت الخليل عن قولهم في عبد مناف: منافيّ فقال: أما القياس فكما ذكرت لك، إلا أنهم5 قالوا "منافيّ" خوف اللبس"6 وإذا عرفت ذلك لم يجز ضم عبد مناف إلى امرئ القيس.
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في "ق": فنسب.
4 في "ق": ويحذف.
5 في "هـ": "لأنهم".
6 الكتاب: 3/ 376.
قوله1: "والجَمْعُ يُرَدّ إلى الواحِدِ...."2.
إذا أريد النسبة إلى الجمع رد الجمع إلى الواحد3 ونسب إلى الواحد، لكون الجمع أثقل، وحصول الفرض بالنسبة إلى الواحد، فيقال في النسبة إلى كُتُبِ وصُحُف ومساجِد وفرائِض: كِتابِيّ وصحَفِيّ ومَسْجِدِيّ وفَرَضِيّ4 -هذا إذا كان الجميع غير علم وكان للجمع واحد مستعمل.
أما إذا كان علما، كما إذا سُمِّي رجل بمساجد؛ فإنه ينسب إلى لفظه؛ لأن حكمه حكم المفرد؛ لأنه لا يفيد معنى الجمع؛ ولأن الأعلام لا تغير، فيقال في مساجد علما: مساجديّ، وفي الأنصار: أنصاري5؛ لأن الأنصار غلب حتى صار علما، وفي كِلاب: كِلابي، وفي مدائن: مَدائِنِيّ6 -لأنه اسم بلد.
1 "قوله": موضعها بياض في "هـ".
2 هكذا في النسخ الثلاث. وتمام العبارة: "والجمع يرد إلى الواحد، فيقال فِي كُتُبِ وَصُحُفٍ وَمَسَاجِدِ وَفَرَائِضَ: كِتَابِيٌّ وَصَحَفِيٌّ وَمَسْجِدِيٌّ وَفَرَضِيٌّ. وَأَمَا بَابُ مَسَاجدَ -عَلَماً فَمَسَاجِدِيّ، كأنصاري وكلابي". "الشافية: ص6".
3 ينظر الكتاب: 3/ 378.
4 قال سيبويه عن هذا وأشباهه: "وهذا قول الخليل، وهو القياس على كلام العرب". "المصدر السابق".
5 ينظر المصدر السابق: 3/ 380.
6 قال سيبويه: "وسألته -أي: الخليل- عن قولهم: مدائني، فقال: صار هذا البناء عندهم اسما لبلد""المصدر السابق".
وأما1 قولهم أَعْرابِيّ2، فلكونه3 جاريا مُجْرى القبيلة؛ ولأنه ليس بجمع، لا يقال إنه جمع عرب؛ لأن الأعراب سكان البوادي من العرب -والعرب غير العجم- سواء سكن الحضر أو البادية، فلو كان جمعا له4 لكان المفرد أعم من جمعه، وأنه محال5.
وأما إذا لم يكن للجمع واحد فإنه ينسب إلى الجمع نحو عَبَادِيدِيّ في: عباديد6.
والعباديد7: هي الخيل المتفرقة في ذهابها ومجيئها، وقال الأصمعي: هي الطرق المختلفة، قال: يقال: صاروا عَبادِيدَ وعَبابِيدَ، أي: متفرقين8.
وإنما لم يرد إلى ما جاز أن يكون واحده في القياس كما ردوه إليه في التصغير9؛ لأنه ليس رده إلى فُعْلُول أو فِعْلِيل أو فِعْلال
1 الواو ساقطة من "هـ".
2 في "ق"، "هـ": الأعرابي.
3 في "ق": فلكونها.
4 له: إضافة من "ق".
5 قاله ابن الحاجب في الإيضاح: 1/ 605.
6 ينظر الكتاب: 3/ 379. وحكى عن أبي الحسن الأخفش قوله: "ذهب إلى أنه لو كان له واحد لرد في النسب إليه" "ينظر اللسان "عبد": 4/ 2780".
7 في "هـ": وهي.
8 هذه الفقرة موجودة في اللسان "عبد": 4/ 2780.
9 في "ق": للتصغير.
بأولى1 من ردِّه إلى الآخر، بخلاف التصغير؛ لأن تصغير الكل واحد، وليس النسبة إلى الكل واحدة.
وكذلك لا يرد الجمع الذي2 ليس على لفظ واحده إلى واحده، نحو: مَحَاسِبي ومُشابِهيّ ومَذاكِيريّ، في النسبة إلى محاسن ومشابه ومذاكير.
قوله3: "وَمَا جَاءَ عَلَى غَيْرِ مَا ذُكر فشَاذٌّ".
أي: النسبة التي جاءت على غير القياس الذي [ذكرنا فشاذ4] وبعضها قد مر، كأَمَوِيّ -بفتح الهمزة، وصَنْعانِيّ وسَلِيقِيّ، وبعضها لم يمر، كبَدَوِيّ -منسوب إلى البادية، وبِصْرِي5 منسوب إلى البصرة التي هي الحِجارة6، وعَلَوِيّ منسوب إلى عالية الحجاز7، ودُهْرِيّ -منسوب إلى الدَّهر- والمراد به القديم8 وبَحْرانِيّ -نسبة إلى9.
1 في "ق": أولى.
2 لفظة "الذي" ساقطة من "هـ".
3 "قوله": موضعها بياض في "هـ".
4 في "ق"، "هـ":"ذكرناها شاذة" موضع ما بين المعقوفتين.
5 والقياس: بَصْرِيّ -بفتح الباء.
6 قال الجوهري: "والبصرة: حجارة رخوة إلى البياض، وبها سميت البصرة.
وقال ذو الرمة:
تَداعَيْن باسم الشِّيب في مُتَثَلِّمِ
…
جَوَانِبُهُ من بَصْرَةٍ وسَلامِ
فإذا أسقطت منه الهاء قلت: بصر -بالكسر" "الصحاح "بصر" 2/ 591".
7 وقياسه: عَالِيّ. ينظر الصحاح "علا": 6/ 2436.
8 ينظر المصدر السابق: 2/ 662.
9 في "ق": منسوب.
بحرين، وخُراسِيّ، وخُرْسِيّ -منسوب إلى خُراسان1، 2. وحَرْناني منسوب إلى حَرَّان3 و"أَقْحاطِيّ" -منسوب4 إلى قَحْطان5 و"هُنْدُوانِي" بكسر الهاء وضمها -سيف منسوب إلى الهند، ومَرْوَزِيّ منسوب إلى مَرْو6، و"أَزَلِيّ" -منسوب إلى "لم يزل" ولم يستقم "53" إلا بالاختصار فقالوا: يَزَلِيّ، ثم أبدلوا من الياء ألفا؛ لأنها أخف فقالوا: "أَزَلِيّ"، كقولهم للمنسوب إلى ذي يَزَن: أزنيّ، و"ثُلاثي" منسوب إلى ثلاثة لا إلى ثلث؛ لأنه ليس المراد به المنسوب إلى ثلاث الذي هو بمعنى ثلاثة ثلاثة، بل المراد به لفظ منسوب إلى ثلاثة، وكذا رباعي وخماسي وغيرهما.
قوله7 [وكثر مجيء فَعَّال "في الحرف
…
" إلى آخره] 8
1 والقياس: خُراسانِيّ. حكاها جميعا في الصحاح "خرس": 3/ 922.
2 كل ذلك حكاه سيبويه في كتابه: 3/ 336.
3 حران: بلد بالجزيرة. قاله الجوهري في الصحاح "حرر": 2/ 627.
4 لفظة "منسوب" ساقطة من "هـ".
5 والقياس: قَحْطانِيّ: وكلاهما عربي فصيح.
وقحطان: أبو اليمن، وهو في قول نسابة العرب: قحطان بن هود، وبعضهم يرى أنه: قحطان بن أَرْفَخْشذ بن سام بن نوح.
"ينظر الصحاح "قحط": 3/ 3537".
6 مَرْو: اسم بلد بفارس ذكره ابن منظور "مرو" 5/ 4188 وقياس النسبة إليها مَرْوِيّ.
يقال: ثوب مَرْوِيّ، على القياس. "ينظر الصحاح "مرا": 6/ 2491" وفي "مرو" لغة ثالثة وهي: مَرَوِيّ ذكرها ابن منظور وقال إنها نادرة "ينظر اللسان "مرو": 5/ 4188".
7 قوله: بياض في "هـ".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وتمام عبارة ابن الحاجب: "وكثر مجيء فعّال في الحرف، كبتات وعواج وثواب وجمال. وجاء فاعل أيضا بمعنى ذي كذا،، كتامر ولابِن ودارِع ونابِل ومنه: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} ، "وطاعم كاس" "الشافية: ص6".
أي: وكثر مجيء فعّال في الحرف، بمعنى المنسوب إلى ما اشتُقّ منه إذا كان حرفة1 له في عمله أو فى التجارة فيه، حتى لا يبعد دعوى القياس فيه، كبَتَّات لمن ينسب إلى البتّ [وهو الطَّيْلَسان] 2 [والبتّات: هو الذي يعمله أو يبيعه] 3، وعوَّاج -لمن ينسب إلى العاج4، إما للتجارة فيه أو لعمله فيه، وثواب5 لمن يتجر في الثياب، وجمال -لمن يكون عمله بالجِمال6.
فبتات بمعنى: بَتَّيّ، وعواج بمعنى: عاجِيّ، وثواب بمعنى: ثَوْبِيّ، وجمال بمعنى: جَمَلِيّ -وهو قياس عند المبرد7.
ومنع سيبويه دعوى القياس فيه؛ إذ لا يقال لصاحب8 البُرِّ:
برّار وكذا لصاحب الدقيق والفاكهة: دقّاق وفكّاه، بل يقال لصاحب
1 في "هـ": حرف.
2 في الأصل، "ق": وهو القطع. بدلا مما بين المعقوفتين الذي أثبتناه من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". وينظر في معنى: البت، والبتات: الصحاح: "بتت": 1/ 242.
4 والعاج: عظم الفيل، الواحدة عاجة.
"ينظر الصحاح "عوج": 1/ 332".
5 في "هـ": وكثواب.
6 في "ق": بالجمل. وفي "هـ": في الجمال.
7 ينظر المقتضب: 3/ 161، 162.
8 في الأصل، "هـ": في صاحب. وما أثبتناه من "ق".
الدقيق: دَقِيقيّ، ولصاحب الفاكهة: فاكِهيّ1، ولا يبنى من غير الثلاثي؛ لأنه لا يمكن من غيره.
وجاء فاعل بمعنى أنه: ذو مشتق منه2، قليلا، فلا يمكن دعوى القياس فيه لندوره، كتامِر ولابِن ودارِع ونايِل، بمعنى: ذي تَمْر، [وذي لَبَن] 3، وذي دِرع، وذي نَبْل.
وقال الخليل: راضية في قوله تعالى {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} 4 بمعنى ذات رِضًى؛ لأنه لا يستقيم أن تكون راضية فاعلة، من رضيت، لكونها صفة العيشة5، والعيشة لا توصف براضية بمعنى فاعله، بل ذات6 رِضًى حتى كانت بمعنى مرضية7.
وقولهم: طاعم كاس محمول على هذا المعنى8. وكذا في9 قولهم:
1 قال سيبويه: "وليس في كل شيء من هذا قيل هذا. ألا ترى أنك لا تقول لصاحب البُرّ بُرّار، ولا لصاحب الفاكهة: فكاه، ولا لصاحب الشعير: شعّار، ولا لصاحب الدقيق: دقّاق""الكتاب: 3/ 382".
2 في "ق": من.
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
4 سورة الحاقة: من الآية "21".
5 في "ق": للعيشة.
6 في "ق"، "هـ": بذات.
7 ينظر الكتاب: 3/ 382.
8 ينظر المصدر السابق.
9 لفظة "في" ساقطة من "ق".
7-
دَع المكارِم لَا ترْحَل1 لبُغيتها
…
وَاقْعُدْ2 فَإِنَّكَ أنت3 الطاعِم الكاسي4، 5
محمول عليه؛ لأن معنى طاعم: من6 له طعام، ومعنى كاس: من له كسوة.
وليس ههنا فعل7 بمعنى من8 له طعام وكسوة؛ لأنه ليس معنى طعم وكسى هنا9 هذا، فيكون طاعم وكاس10 بمعنى ذو طعام وذو كسوة.
وأما طاعم وكاس فاسم فاعل من طعم وكسى ليس بهذا المعنى، بل جاء على القياس.
1 في "ق": لا تنهضي.
2 في "ق": فاقعد.
3 لفظة "أنت" ساقطة من "ق".
4 في "هـ": الكاس.
5 هذا بيت من البسيط، قاله الحطيئة ضمن قصيدة يمدح بها بغيضا ويهجوا الزِبْرِقان بن بدر. "وهو في ديوانه ص108". ينظر في البيت: الصحاح "كسا": 6/ 2475، واللسان "كسا" 5/ 3879. وشرح الشافية للرضي: 2/ 88، وشرح شواهد الشافية، للبغدادي "رقم62" ص120.
والشاهد في قوله: "الطاعم الكاسي"، حيث جاءا للنسبة، أي: ذو طعام، وذو كسوة.
6 لفطة "من" ساقطة من "ق".
7 في الأصل: "فعل". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 لفظة "من" ساقطة من "ق".
9 لفظة "هنا" ساقطة من "هـ".
10 في الأصل: كاسي. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
والفرق بين فعّال وفاعِل بمعنى النسب أن فعَّالا لذي1 صنعة يزاولها ويديمها، وعليه أسماء المحترفين2، وأن فاعلا لمن يلابس الشيء3 في الجملة، لا على أن ذلك الشيء حرفته.
1 في "هـ": "الذي له" بدلا من "لذى".
2 في "هـ": المتحرفين. تحريف.
3 لفظة "الشي" ساقطة من "هـ".
[باب الاسم المجموع] :
قوله: "الْجَمْعُ: الثُّلَاثِيُّ الغالِب فِي1 نَحْوِ فَلْس عَلَى أَفْلُس2
…
" إلى آخره3.
اعلم أن أكثر الجمع موقوف على السماع، إلا أن بعض الجموع غالب4 في بعض الأوزان فنذكر الغالب منها.
فالغالب5 أن يجمع فَعْل -إذا كان صحيح العين- في القلة على "أَفْعُل"، وفي الكثرة على "فُعُول"، وكجمع فَلْس على أَفْلُس وفُلُوس.
والغالب على "فَعْل" في المعتل العين أن يجمع في القلة على "أفعال" لا على "أفْعُل"، لاستثقال "أفعل" في المعتل العين، فإنه يجمع ثَوْب في القلة على أثواب لا على6 أَثْوُب. وقوله:
8
لكل دهر قد لَبِست أَثْوُبا7
1 لفظة "نحو" إضافة من "ق".
2 ومما يشار إليه ههنا أن ابن الحاجب قد سلك طريقة سيبويه في الابتداء بالاسم المفرد وسلك غيره طريقة الابتداء بالجمع، كابن مالك ومن تبعه كالجلال السيوطي وغيره.
ينظر الهمع: 2/ 174".
3 عبارة ابن الحاجب غير مذكورة في "هـ" وتمامها: "وفلوس. وباب ثوب، على أثواب "الشافية: ص6".
4 في "ق"، غالبا.
5 في "هـ": والغالب.
6 لفظة "على" ساقطة من "ق".
7 رجز، نسبه ابن منظور لمعروف بن عبد الرحمن، وذكر بعده بيتين آخرين، هما:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا
أملحَ لا لذّا ولا محببا
وقد أنشد الجوهري الأبيات الثلاثة في صحاحه "ثوب": 1/ 94، ولم ينسبهما. ونسبت في حاشية الصحاح لمعروض بن عبد الرحمن أيضا والشاهد في قوله:"أثوب"، حيث جاء جمعا لثوب، شاذ.
شاذ. "إلا أن"1 قوله: "وباب ثوب" يُوْهِمُ أن باب: بَيْت وسَيْف لا يجمع على أفعال في القلة. وليس كذلك لأنه يجمع في القلة على أبيات وأسياف.
قوله2: "وجاء زِناد في غير باب سَيْل".
أي: و3 جاء فِعال في فِعْل معتل العين الذي هو غير باب سيل يعني: بغير باب سَيْل فعلا معتل العين بالواو، نحو ثوب، فإنه يجمع في الكثرة على ثياب. ولم يجمع باب سيل على سيال إلا شاذا4، كضياف، في: ضيف -حكاه صاحب المُحْكَم5- لحصول الخفة في ثيات بانقلاب الواو ياء وعدم هذه الخفة في سيال.
اعلم أنه لو قال: وجاء فِعال في باب ثَوْب دون باب سَيْل لكان أولى.
1 في الأصل "لأن". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 "قوله": ساقطة من "هـ".
3 الواو ساقطة من "ق".
4 في الأصل: "إلا شاذ".
5 وصاحب المحكم هو ابن سيده علي بن إسماعيل، الأندلسي المرسي، الضرير، أبو الحسن عالم بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها، توفي "458هـ" وله آثار مفيدة. ينظر في ترجمته: إنباه الرواة: 2/ 233، وفيات الأعيان: 1/ 431، الشذرات: 3/ 305.
قوله "54": [ورِئْلان "وبُطْنان..... إلى آخره"] 1، 2.
أي: وقد جاء فِعْلان وفُعْلان وفِعْلة وفُعُل في فَعْل، كمجيء رِئْلان وبُطْنان وغِرَدَة وسُقُف في:[رَأْل3 -لولد النعام] 4، وفي بطن للجانب الطويل من الريش5، وفي غَرْد -لضرب من الكمأة6، وفي سقف.
ومجيء أفْعِلة من فَعْل شاذ، كنجد وأنجدة.
قوله: "ونحو حِمْل عَلَى أَحْمال...." إلى آخره7.
أي: باب فِعْل صحيح -بكسر الفاء وسكون العين- يجمع في القلة على أَفْعال، وفي الكثرة على فُعُول كثيرا، نحو:"جمع"8 حِمْل على أَحْمال وحُمُول9.
وقد جاء جمعه على فعال وأفعُل وفِعلان وفُعلان وفِعَلة نحو قِدْح وقِدَاح ورِجْل وأَرْجُل وصِنْو لنخل وصِنْوان وذِئْب وذُؤْبَان وقِرْد وقِرَدَة.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 وعبارة ابن الحاجب بتمامها "ورئلان وبطنان وغردة وسقف، وأنجدة شاذ".
3 الصحاح "رأل": 4/ 1703.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 الصحاح "بطن": 5/ 2079.
6 المصدر السابق "غرد": 2/ 517، حكى الجوهري عن الفراء قوله:"سمعت أنا "غَرْد" بالفتح مثل جَبْء وجِبْأة" والمشهور: غِرْد. ذكره الجوهري أيضا. "ينظر المصدر السابق".
7 المذكور في "هـ": "ونحو حمل". ولكن تمام عبارة ابن الحاجب: "ونحْوُ حِمْل عَلَى أَحْمَالٍ وحُمُول وجاءَ علَى قِداح وأرجُل، وعلى صِنْوان وذُؤبان وقِرَدَة""الشافية: ص6".
8 لفظة "جمع" إضافة من المحقق.
9 قاله سيبويه في كتابه "ينظر: 3/ 574، 575".
قوله: "ونحو قُرْء على أَقْراء
…
" إلى آخره1.
أي: باب فُعْل صحيح -بضم الفاء وسكون العين- يجمع كثيرا في القلة على أَفْعال، وفي الكثرة على فُعُول، نحو: قُرْء، على أَقْرَاء وقُرُؤ2.
وقد جاء على فِعَلَة وفِعَال وفُعْل، نحو: قِرَطَة، في جمع قُرْط وخِفاف في خُفّ وفُلْك [في جمع فُلْك] 3، بناء على أن الضمة التي في المفرد غير الضمة التي في الجمع، فالضمة التي في المفرد بمنزلة ضمة قُفْل والضمة التي في الجمع بمنزلة ضمة أسد4.
قوله: "وباب عُود [على عِيدان] 5".
أي: ويجمع فعل [إذا كان] 6 معتل العين بالواو في الكثرة على فُعلان؛ لأنهم كرهوا أن يجمع على فُعُول، وإن كان باب فعل يجمع في7 الكثرة على فعول للاستثقال.
1 في "هـ": "ونحو قُرْء....." إلى آخره. وتمام عبارة ابن الحاجب: "ونحو قُرْء على أقراء وقُرُؤ، وجَاء على قِرَطَة وخِفاف وفُلْك، وبَابُ عُود على عيدان". "الشافية: ص6".
2 ينظر الكتاب: 3/ 576.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 قال سيبويه: "وقد كسر حرف منه -أي: من فعل- كما كسر عليه فعل، وذلك قولك للواحد: هو الفلك فتذكر، وللجميع: هي الفلك. وقال الله عز وجل: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الشعراء: 119] ، فلما جمع قال: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} [البقرة: 164] كقولك: أسد وأسد. وهذا قول الخليل، ومثله: رَهْن ورُهْن""الكتاب: 3/ 577".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
قوله: "ونحو جَمَل...." إلى آخره1.
أي: ويجمع "فَعَل" صحيح -بفتح الفاء والعين- غالبا، في القلة على "أَفْعال"، وفي الكثيرة على "فِعَال" نحو: أَجْمال وجِمال، في جمع "جَمَل".
وقد جاء جمعه على فُعُول وأَفْعُل وفِعْلان وفُعْلان وفِعْلَة وفِعْلَى نحو "ذكور" في جمع ذَكَر، و"أَزْمُن" في جمع زَمَن، وخِرْبان في جمع خَرَب -وهو ذكر الحُبَارى2 و"حُمْلان" في جمع حَمَل، و"جيرة" في جمع جار، و"حِجْلَى" في جمع حَجَل. وهو القَبَح3.
قوله: "ونحو فَخِذ على أَفْخاذ...." إلى آخره4.
أي: ويجمع باب "فَعِل" صحيح -بفتح الفاء وسكون العين غالبا في القلة والكثرة على أَفْعال، نحو أفخاذ، في جمع فَخِذ.
وقد جاء جمعه على فُعُول وفُعُل نحو نُمُور ونُمُر [في جمع نَمِر5] .
1 إلى آخره: ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونَحْوُ جَمَل عَلَى أَجْمَالٍ وَجِمَالٍ، وَبَابُ تَاجٍ عَلَى تِيجان، وَجَاءَ عَلَى ذُكور وأَزمُن وخِرْبان وحُمْلان وجِيرَة وحِجْلَى.
2 قاله الجوهري في صحاحه "خرب: 1/ 119".
3 ينظر الصحاح: حجل: 4/ 1667، ولم يجئ الجمع على فِعْلَى -بكسر الفاء إلا في حرفين: الظِرْبَى جمع ظَرِبان- وهي دويبة منتنة الريح، وحِجْلَى جمع حَجَل، ولا ثالث لهما، نص على ذلك أبو علي الفارسي وغيره، ولأجل ذلك قال ابن السراج إنه اسم جمع، وقال الأصمعي حِجْل لغة في الحَجَل لا جمع "ينظر الهمع: 2/ 178".
4 في "هـ": ونحو فخذ. وتمام عبارة ابن الحاجب: "ونحو فَخِذ على أَفْخاذ فيهما، وجاء على نُمُور ونُمُر""الشافية: ص6".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
قوله: "ونحو عَجُز
…
" إلى آخره"1.
أي: ويجمع "فَعُل" صحيح -بفتح الفاء وضم العين- على أَفْعَال2، غالبا، نحو:"أَعْجاز" في جمع عَجُز.
وقد جمع على "فِعَال"، نحو3: سِباع، في جمع سَبُع.
لا يقال: إنه يجمع على فِعْلة -بكسر الفاء وسكون العين، نحو رِجْلَة -لجماعة الرجال- في جمع "رَجُل"؛ لأنا نقول ليس رِجْلَة جمع رَجُل -على المختار- بل اسم منفرد موضوع لجماعة الرجال، لتصغيرها على لفظها، ولمجيئها مميز أحد عشر إلى تسعة عشر ومميز عشرين وما فوقها من العشرات.
وهي جمع عند أبي علي4.
وقد أُورد على المصنف أنه إن أورد رَجْلَة -بفتح الراء- فلا شك5 أنه ليس بتكسير بل اسم جمع؛ لأن فَعْلَة ليس من أبنية الجمع لئلا6 يتوهم أنه جمع رَجُل -بضم الجيم، بل يتوهم أنه جمع راجِل7، وحينئذ لا وجه لإيراده ههنا، وإن أورده ههنا بكسر
1 إلى آخره ساقطة من "هـ". وتمام عبارة ابن الحاجب: "ونحو عَجُزِ عَلَى أَعْجَاز، وَجَاء سِبَاعٌ، وَلَيْسَ رَجْلَةٌ بتكسير". "الشافية: ص6".
2 في "هـ": فعال.
3 في "هـ": "في" بدلا من "نحو".
4 ينظر التكملة: وهذا الرأي قد نقله صاحب اللسان في "رجل": 3/ 1598.
5 في الأصل: يشكل. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "هـ": لكن. بدلا من "لئلا".
7 في اللسان: "وقد جاء في الشعر الرجلة، وقال تميم بن أبي:
ورَجْلَة يضربون البيض عن عُرُض
قال أبو عمرو: الرَّجْلَة الرجالة في هذا البيت، وليس في الكلام فَعْلَة جاء جمعا غير رَجْلَة جمع راجِل، وكَمْأة جمع كَمْء" "رجل: 3/ 1598".
الراء فإنه جمع لأنه يقال: ثلاثة رِجْلَة بمعنى: ثلاثة رجال1 "55".
و2 مذهب سيبويه أن فِعْلَة من أبنية التكسير3، ولم يخالف في ذلك إلا ابن السراج4.
والمصنف لم يتبع في ذلك ابن السراج؛ لأن المصنف عدّه5 مثل غيره6 في أمثلة جمع فَعُل، ولم يذكر أنه ليس بتكسير، فعلم أنه جرى في ذلك على مذهب سيبويه.
وضعفه ظاهر؛ لأن إضافة ثلاثة فما فوقها إلى رَجْلَة لا يدل على أن رَجْلَة جمع؛ لجواز أن يكون اسم جمع.
والمصنف يسلم أن فَعْلَة من أمثلة جمع فَعُل، لكن يمنع أن فِعْلَة من أمثلة جمع فَعُل -بفتح الفاء وضم العين- ولا يكون رَجْلَة جمع رَجُل بدليل "ما"7 ذكرناه.
1 ينظر المصدر السابق.
2 الواو ساقطة من "هـ".
3 ينظر الكتاب: 3/ 574.
4 حيث يرى أنه اسم جمع لا جمع، وحجته أنه رآه لا يطرد. ورد عليه أبو حيان قائلا إنها حجة ضعيفة؛ لأن لنا أبنية جموع بإجماع ولا تطرد "ينظر الأصول: 2/ 431، الهمع: 2/ 175".
5 لفظة "عده" ساقطة من "ق"، "هـ".
6 في "ق"، "هـ":"يجيزة" بدلا من "غيره".
7 لفظة "ما" إضافة من "ق"، "هـ".
قوله: "ونحو عِنَب على أَعْناب
…
" إلى آخره1.
أي: ويجمع "فِعَل" صحيح -بكسر الفاء وفتح العين- على أَفْعال في الغالب، نحو: عِنَب على2 أَعْناب. وجاء جمعه على أَفْعُل، في القلة، وعلى فُعُول في الكثرة نحو: أَضْلُع وضُلُوع3، في جمع ضِلَع4، 5.
قوله: "ونحو إِبِل
…
" إلى آخره.6
أي: ويجمع فِعِل -بكسر الفاء والعين- في القلة والكثرة [على أفعال] 7
نحو إِبِل وآبال، ولا يجيء غيرهما في الأسماء، وقد مر ما فيه.
قوله: "ونحو صُرَد على صِرْدان....." إلى آخره8.
1 في "هـ": جاءت عبارة ابن الحاجب، هكذا:"ونحو عنب" والعبارة بتمامها: "ونحو عِنَب على أعناب فيهما، وجاء أَضْلُع وضُلُوع". "الشافية: ص6".
2 في "ق"، "هـ":"و" بدلا من "على".
3 ويجمع أيضا على أضلاع. "ينظر الصحاح "ضلع": 3/ 1250".
4 الضِلَعُ: الجُبَيْل المنفرد، وقيل: الجبل الذليل المستدِقّ. "المصدر السابق".
5 قال سيبويه: "وما كان على ثلاثة أحرف وكان "فِعَلا" فهو بمنزلة الفعل، وهو أقل وذلك قولك: قِمَع وأقماع، ومِعا وأمعاء، وعِنَب وأَعْناب، وضِلَع وأَضْلاع، وإِرَم وآرام وقد قالوا: الضُّلُوع والأُرَوم كما قالوا: النُّمور. وقد قال بعضهم: الأضلع؛ شبهها بالأزمن "الكتاب: 3/ 573".
6 "إلى آخره" ساقطة من "هـ". وتمام عبارة ابن الحاجب "ونحو إِبِل على آبال فيهما""الشافية: ص6".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
8 في "هـ": "ونحو صرد" وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو صُرَد على صِرْدان فيهما، وجاء أرطاب ورباع، ونحو عُنُق على أعناق فيهما""الشافية: ص6".
أي: ويجمع فُعَل -بضم الفاء وفتح العين- على فِعْلان، في القلة والكثرة، نحو: صِرْدان، في جمع صُرَد- لطير مُصَوِّت1.
وجاء جمعه على أَفْعَال وفِعَال، نحو أَرْطَاب، في جمع رُطَب ونحو رِباع، في جمع رُبْع -وهو الفصيل الذي ينتج2 في الربيع3.
ويجمع فُعُل -بضم الفاء والعين- في القلة والكثرة على أفعال، نحو أعناق، في جمع عُنُق.
قوله: "وامتنعوا [من أَفْعُل...." إلى آخره] 4.
أي: وامتنعوا أن يجمع معتل العين في الأبواب المذكورة على أفعل؛ فلا يجمع عُود وسَيْل على أَعْوُد وأَسْيُل، وإن كان القياس جمعه على ذلك؛ لاستثقال الضمة على الواو والياء.
وأما جمع القَوْس والثَّوْب والعَيْن والنَّاب، وهو السِّن5، على أقوُس وأثوُب وأعيُن وأنيُب فشاذّ لا يقاس عليه6.
[وإنما فسرنا الناب بالسن؛ لأنه لو كان لعين الناقة لم يجمع
1 والصُّرَد أيضا: بياض يكون على ظهر الفرس من أثر الدَّبَر. "ينظر الصحاح "صرد": 2/ 496".
2 في "ق": نتج.
3 قاله الجوهري في صحاحه "ربع": 3/ 1212.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وامْتَنَعُوا مِن أَفْعُل في الْمُعْتلِّ الْعيْنِ، وأَقْوُس وأَثْوَبٌ وأَعْيُن وأنيُب شاذٌّ، وامْتَنَعُوا مِنْ فِعَالٍ في الْيَاء دُونَ الْوَاوِ، كفُعُولٍ في الْوَاوِ دون الياء، وفُئُوج وسئوق شاذ""الشافية: ص6".
5 ينظر الصحاح "ينب": 1/ 230.
6 ينظر الكتاب: 3/ 588.
على أنيب1] 2.
وامتنعوا عن جمع معتل العين، بالياء لا بالواو، على فعال، كما مر من جواز جمع ثَوْب على ثِياب، لا جمع سَيْل على سِيال، إلا شاذّا، كما امتنعوا في المعتل الواو دون الياء على جمعه على فعول، فلا يقال في جمع ثَوْب: ثُئُوب؛ لاستثقال الواوين والضمتين.
ويقال في جمع سَيْل سُيُول، وبَيْت بُيُوت؛ لعدم ذلك الاستثقال وأما جمع الفَوْج3 -وهو الجماعة4- والساق، على: فووج وسووق، فشاذ.
قوله: "والمؤنث5".
أي: الثلاثي الذي لحقته تاء التأنيث؛ فإن كان على وزن فَعْل بفتح الفاء وسكون العين -يجمع في القلة والكثرة غالبا على فِعَال كقِصاع، في6 جمع: قَصْعَة.
وقد جاء جمعها على "فُعُول، وفِعَل، وفُعَل" نحو: بُدُور وبِدَر
1 بل يجمع حينئذ على النيب. قاله الجوهري في صحاحه "نيب" 1/ 230.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 في "هـ": الفرج. تحريف.
4 ينظر الصحاح "فوج": 1/ 336.
5 في "هـ": قوله: فقط. وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "والمؤنث: نحو قَصْعَة عَلَى قِصاع، وبُدُور وبُدُر ونُوَب، ونحو لِقْحَة على لِقَاح غَالِبَاً، وَجَاءَ عَلَى لِقَاح وأَنْعُم، ونحْوُ بُرْقَة على بُرَق غالبا، وجاء على حُجُوز ويِرَام. "الشافية: ص6".
6 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".
في جمع "بَدْرَة" وهي عشرة آلاف درهم1، ونحو "نُوَب" في جمع نَوْبَة.
وإن كان على وزن فِعْلَة -بكسر الفاء وسكون العين- وأشار إليه بقوله: "ونحو لِقْحَة" يجمع على "فِعَل" بكسر الفاء وفتح العين نحو: لِقَح، في جمع: لِقْحَة -وهي الحلوب من النوق2.
وقد جاء جمعها على فِعَال، نحو لِقاح، في جمع: لِقْحَة، وعلى أَفْعُل، نحو: أَنْعُم، في جمع: نِعْمَة3.
وإن كان على وزن فُعْلة -بضم الفاء وسكون العين يجمع غالبا على فُعَل "56"، نحو بُرَق، في جمع: بُرْقَة -وهي غليظة4 الأرض فيها حجارة ورمل5.
وقد جاء جمعها على فُعُول [نحو: حُجُوز6، في جمع حُجْزَة7 وعلى فِعَال وفُعْل -بضم الفاء وسكون العين- نحو: بِرَام
1 الصحاح "بدر": 2/ 587.
2 المصدر السابق "لقح": 1/ 401.
3 كذا ذكره سيبويه. ينظر الكتاب: 3/ 581، 582. وذكر الجوهري أن لقاحا جمع لَقُوح، كقَلاص وقَلُوص. "ينظر الصحاح "لقح": 1/ 401".
4 في "هـ": الغليظة. وفي "ق": غليظة.
5 ينظر الصحاح "برق": 4/ 1449.
6 جاء في اللسان "حجز": 2/ 786: "قال ابن الأثير: وجاء في سنن أبي داود حُجُوز أو حُجُور بالشك، وقال الخطابي: الحجور بالراء لا معنى لها ههنا وإنما هو بالزاي جمع حُجَز؛ فكأنه جمع الجمع، وقال الزمخشري: واحد الحجوز حِجْز، بكسر الحاء وهي الحُجْزة، ويجوز أن يكون واحدها حجزة".
7 وتجمع حُجْزَة على حُجَز، ذكره ابن منظور "ينظر المصدر السابق". ولم ترد في كتب اللغة التي اطلعت عليها جمع حُجْزة على فُعْل أي: حُجْز.
وبُرْم] 1، في جمع بُرْمَة2. والبُرْمَة: القِدْر3. وحُجْزَة السراويل هي التي فيها التكَّة، وحُجْزَةُ الإزار: مَعْقِدُه4.
قوله: "ونحو رَقَبَة على رِقاب....." إلى آخره5.
أي: وإن كان الثلاثي الذي لحقته تاء التأنيث على وزن فَعْلَة -بفتح الفاء- يجمع على فِعَال، نحو: رِقَاب جمع: رَقَبة.
وقد جاء جمع معتل العين منها على أَفْعُل وفِعَل6، نحو: أنيُق، في جمع: ناقة، وتِيَر، في جمع تارة، أصلهما: نَوَقة وتَيَرة؛ يقال: فعل ذلك تاارة، أي: مرة.
وقال صاحب الصحاح: "تِيَر" مقصور عن تِيار7، أي: تارة جمعت على تِيَار، فحذفت الألف منها فصار "تِيَر". وقد جاء جمعها على فُعْل أيضا، نحو: بُدْن، في جمع: بَدَنَة8.
1 في النسخ الثلاث: "وفُعْل -بضم الفاء وسكون العين، نحو: حَجُوز، في جمع حُجْزة وبرام". وما أثبتناه ووضعناه بين المعقوفتين هو الأنسب لما يشرح من نص ابن الحاجب.
2 لم يذكر لها الجوهري إلا جمعا واحدا، وهو بِرام "ينظر مادة "برم": 5/ 1870".
وذكره لها ابن منظور: بُرَم، وبِرام، وبُرْم "اللسان "برم" 1/ 2609".
3 ذكره الجوهري. "ينظر المصدر السابق".
4 قاله الجوهري أيضا. "ينظر المصدر السابق"، وينظر كذلك اللسان "حجر" 2/ 786".
5 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وجاء على أنيُق وتِيَر وبُدْن، ونحْوُ: مَعِدَة عَلَى مِعَد، ونحوَ: تُخْمَة على تُخَم". "الشافية: ص6".
6 وفعل: ساقطة من "هـ".
7 الصحاح "تير": 2/ 603.
8 البَدَنَة: ناقة أو بقرة تُنْحَر بمكة؛ سميت بذلك لأنهم كانوا يسمنونها والجمع: بُدُن. وكذلك بُدْن -كما ذكر الشارح- مثل: عُسُر وعُسْر. "ينظر المصدر السابق "بدن": 5/ 2077".
وإن كان على وزن فَعِلَة1 -بفتح الفاء وكسر العين- يجمع على فِعَل2، كمِعَد3 في جمع مِعدة، وإن كان على وزن4 فَعَلة بضم الفاء وفتح العين -يجمع على فُعَل، نحو: تُخَم، في جمع: تُخَمَة- من: [أتخم من5 الطعام]6.
1 في "هـ": فعل.
2 في "ق": فعلة.
3 في "ق"، "هـ": نحو معد.
4 لفظة "وزن" ساقطة من "هـ".
5 لفظة "من" إضافة من "ق".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من " هـ".
[حكم عين الثلاثي المؤنث في جمع المؤنث] :
قوله: "وإذا صُحح باب تَمْرَة" إلى آخره1.
أي: إذا جُمِع باب فَعْلَة -بفتح الفاء وسكون العين- جمع التصحيح يجمع على فَعَلات -بفتح الفاء والعين2- إن كان اسما صحيحا نحو تَمَرات، في جمع: تَمْرَة؛ فرقا بين الاسم والصفة، ويجوز إسكانُ العينِ للضرورة. وإن كان معتلّ العين يجمع على فَعْلات -بسكون العين، نحو: بَيْضَات وجَوْزَات، في جمع: بَيْضة وجَوْزَة، لاستثقال الحركة على الواو والياء إن لم يقلبوهما ألفا، وحصول التغيير إن قلبوهما ألفا.
وهُذَيْل تُسَوِّي بين الصحيح والمعتل العين، فتقول في جمع بَيْضَة وجَوْزَة: بَيَضات وجَوَزات3 -بفتح الياء [والواو] 4- ولم تلتفت إلى حركتهما لعروضهما.
وإن5 جمع باب فِعْلة -بكسر الفاء وسكون العين- جمع التصحيح إن كان صحيحا جمع على فِعَلات -بكسر الفاء وفتح العين،
1 "إلى آخره" ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وإذا صُحح بَابُ تَمْرَة قِيلَ تَمَرات -بالْفَتْحِ- والإِسْكانُ فيهِ ضَرُورَةٌ، والمُعْتلُ الْعَيْنِ سَاكِنٌ، وهُذَيلٌ تُسَوِّي، وَبَابُ كِسْرَة على كِسَرات -بالفتح والكسر، والمعتل العين والمعتل اللام وبالواو يُسْكَنُ ويُفْتَحُ، وَنَحْوُ حُجْرَة عَلَى حُجُرات -بالضَّمِّ والْفَتْحِ، والْمُعْتَلُّ الْعَيْنِ والْمُعْتَلُّ الّلام بالْيَاءِ يُسَكَّنُ ويُفْتَح". "الشافية: ص6".
2 ما بين الشرطتين إافة من "ق"، "هـ".
3 ينظر الكتاب: 3/ 600.
4 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
5 في "ق"، "هـ": وإذا.
وكسرها للاتباع، [تقول في جمع كِسْرة: كِسَرات وكِسِرات -بفتح السين وكسرها] 1.
وإن كان معتل العين أو معتل اللام بالواو يجمع على فِعْلات بسكون العين وفتحها، نحو: دِيْمَات ورِشْوات، في جمع: دِيْمَة2 ورِشْوَة؛ أما السكون في دِيْمَات ورِشْوَات فلكونه أصلا؛ لمراعاة حرف العلة، وأما الفتح في دِيَمَات؛ فلأن فتح حرف العلة مع كسر ما قبلها3 لا يستثقل4.
ولم يَجُز دِيِمات -بكسر العين- لاستثقال الكسرة على الياء مع كسرة5 ما قبلها.
وأما الفتح في رِشَوات، فلكونه أصلا، وحركة الواو مع فتح ما قبلها جائزة6 إذا كان بعدَها ساكن، كما في عَصَوات.
ولم يجز رِشِوات -بكسر الشين- لامتناع حركة الواو مع كسرة ما قبلها، ولهذا يقلبون الواو ياء لكسرة ما قبلها.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 الدِّيمَة: المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا بَرْق. حكاه الجوهري عن أبي زيد
"ينظر الصحاح "ديم": 5/ 1924".
3 في "ق": ما قبله.
4 في "هـ": لا يستعمل.
5 في "ق"، "هـ" كسر.
6 في الأصل: جائز. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وإنما قال: "والمعتل اللام بالواو" لأنه لو كان معتل1 اللام2 بالياء، نحو قِنْيَة3؛ فإنه يجوز في جمعه كسر "57" العين أيضا، نحو: قِنِيات؛ لأن4 الياء المفتوحة مع5 كسر ما قبلها في آخر الاسم كالحرف الصحيح نحو: رأيت قاضيا.
وإذا جُمع فُعْلَة -بضم الفاء وسكون العين جمع التصحيح، فإن كان صحيحا جمع على فُعُلات -بفتح العين على الأصل، وضم العين للاتباع -نحو حُجَُرات- بفتح الجيم وضمها- في جمع حُجْرة.
وإن كان معتل بالواو6 أو معتل اللام بالياء جمع7 على فَعْلات -بسكون العين وفتحها؛ أما السكون فيهما؛ فلمراعاة الواو والياء، وأما الفتح فيهما؛ فلأنه الأصل.
وانفتاح الواو متوسطة8 مع ضم ما قبلها في دُوَلات غيرُ ثقيل، وتحريك الياء مع انفتاح ما قبلها في رُقَيات إذا كان بعدها ساكن9 جائز كما في قَنَيات.
1 في "ق"، "هـ": المعتل.
2 في الأصل: "الواو"، وبدلا من اللام. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 القِنْيَة: ما اكْتُسِب، والجمع: قِنَى. "ينظر اللسان "قنا": 5/ 3760".
4 في "هـ": فإن.
5 لفظة "مع": ساقطة من "هـ".
6 "بالواو" ساقطة من "ق".
7 في "ق": يجمع.
8 في "هـ": المتوسطة.
9 في "هـ": ساكن بعدها.
ولم يَجُز ضم العين في دُولات ورُقَيات؛ ولاستثقال ضمة على الواو بعد ضمة في دُولات، وللزوم ياء متطرفة قبلها ضمة في رُقيات، وهو مرفوض.
قوله: "وقد يُسكّن في تميم نحو1 حُجْرَات وكِسْرات".
أي: وقد يُسكّن في لغة بني تميم العين في جمع "فِعْلَة" -بكسر الفاء وسكون العين- وفي جمع "فُعْلَة" -بضم الفاء وسكون العين- فيقال في "جمع"2 كِسْرَة وحَجْرَة: كِسْرات وحُجْرَات -بسكون السين والجيم.
قوله: "والمضاعف ساكن في الجمع".
أي: والمضاعف ساكن العين في جمع الجميع؛ أي: في جمع فَعْلَة وفُعْلَة وفِعْلَة؛ لأن تحريك العين يؤدي إلى فك الإدغام مع أن الإدغام واجب؛ لاجتماع المثلين، نحو: شَدّات ودُرّات ومِدّات، في جمع: شَدّة ودُرّة ومِدّة -لما يجتمع في الجرح من القيح3.
قوله: "وأما الصِّفات" فيما ذكره4
…
إلى آخره5.
أي: وأما جمع تصحيح الصفات لفَعْلَة وفُعْلَة فبإسكان العين
1 في الأصل، "ق":"في" بدلا من "نحو". والصحيح ما أثبتناه من "هـ". لمناسبته نسخ الشافية.
2 لفظة "جمع" إضافة من "ق"، "هـ".
3 ينظر الصحاح "مدد": 2/ 537.
4 فيما ذكره: ساقطة من "ق" وفي "هـ": فيما ذكر.
5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "وأما الصفات فبالإسكان".
على الأصل، نحو:"صَعْبات" في جمع: صَعْبَة، و"صُلْبَات" في جمع: صُلْبَة، و"صِفْرات" في جمع: صِفْرة -من كف صفرة.
قوله: "وقالوا: لَجَبات ورَبَعات لِلَمْحِ اسمية أصلية".
هذا1 جواب عن سؤال مقدّر، وتقدير2 السؤال: أن قولكم: باب فَعْلَة، إذا كان صفة يجمع على فَعْلات -بسكون العين3- منقوض بِلَجَبات ورَبَعات -بفتح الجيم والباء- في جمع: لَجْبَة ورَبْعَة، وهما صفتان4، لأن اللَّجْبَةَ هي الشاة التي خَفَّ لبنها5. والرَّبْعَة هي القصيرة6 وقيل هو المربوع؛ لا طويل ولا قصير7.
يقال: شاة لَجْبَة، ورجل أو8 امرأة رَبْعَة.
وتقرير الجواب أنه إنا فتح عينهما9 في الجمع؛ لأنهما في الأصل اسمان، ثم استعملتا في الصفة فلما اجتمعتا10 لُمِحَ فيهما حكم معنى11 الاسمية الأصلية في تحريك عينهما، فيجوز في
1 لفظة "هذا" ساقطة من "ق"، "هـ".
2 في الأصل:"وتقرير"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "العين": ساقطة من "هـ".
4 في "ق": وهي صفات.
5 حكاه الجوهري في صحاحه "لجب": 1/ 218.
6 ينظر اللسان "ربع": 3/ 1566.
7 حكاه الجوهري في صحاحه "ربع": 3/ 1214.
8 في الأصل: "و" بدلا من "أو" التي أثبتناها من "ق"، "هـ".
9 في "ق"، "هـ": عينيهما.
10 في الأصل: اجتمعت والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 لفظة "معنى": ساقطة من "ق".
جمعها السكون، نظرا إلى الأصل -وهو القياس، والفتح نظرا إلى [أن الوصف عارض1] .
قوله: "وحُكم "نحو"2 أرض...." إلى آخره3.
أي: وحكم المؤنث الذي لا تاء فيه كحكم4 المؤنث الذي فيه التاء في أحكام الجمع بالألف والتاء، لتقدير التاء فيه، نحو: أرض وأهل وعُرْس وعِير -للإبل التي تحمل الميرة5- فيقال6 في جمعهما المصحح بالألف والتاء: أَرَضَات -بفتح العين لكونها اسما ليس فيها معنى الصفة، وأَهَلات -بسكون الهاء وفتحها- لأن الأهل اسم فيه معنى الصفة؛ فالفتح نظرا إلى الاسمية، والسكون نظرا إلى الوصفية.
وعن الفراء أنه جمع أهلة7؛ فإنه8 لغة في أَهْل.
وعُرَُسات -بضم العين للاتباع وفتحها؛ لأنه أخف من الضمة.
1 في "ق"، "هـ": الوصف العارض، بدلا مما بين المعقوفتين.
2 لفظة نحو: إضافة من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: الوصف العارض "وحُكم نحو أرض وأهل وعُرْس وعِير، كذلك". "الشافية: ص6".
4 في الأصل "حكم": وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 ذكره الجوهري في صحاحه "عير": 2/ 764.
6 في "هـ": ويقال.
7 قال الفراء: "فجمع "الأَهْلَة": أهلات، مثل حَسْرة وحَسَرات وشَهْوة وشَهَوات".
"المذكر والمؤنث، ص108".
8 في "هـ": فإنها.
وعِيرات -بسكون الياء؛ لأنه أخف، وفتحها؛ لأن فتحة الياء مع كسرة قَبْلَها خفيفة.
قوله: "وباب سَنَة...." إلى آخره1.
أي2: ما لَحِقَه تاء التأنيث وحُذف لامه، نحو: سَنَة، وقُلَة وثُبَة يجمع بالواو والنون وإن كان على خلاف القياس "58"؛ فكأنهم جعلوا الواو والياء والنون كالعوض من المحذوف -وهو اللام.
وإذا جمعوه بالواو والنون ضموا أوله وكسروه، فيقولون: سُِنُون وقُِلُون وثُِبُون.
ويجمع أيضا بالألف والتاء على القياس -وقد يردّ المحذوف وقد لا يردّ- فيقولون: سَنَوات، في جمع: سَنَة، وعِضَوات في جمع: عِضَة -وهي ضرب من الشوك3- بالرد، وثُبَات وهَنَات -بعدم الردّ- في جمع: ثُبَة وهَنَة.
اعلم أن أصل "سَنَة": سَنو، والهاء عوض عن الواو4.
والقُلَة: عودان يلعب بهما الصِّبيان5، وأصلها قُلْوٌ، والهاء
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَبَابُ سَنَة جَاءَ فيهِ: سِنُون وقِلُون وَثُبُونَ، وجاء قُلُوث وسَنَوات وعضوات وثبات وهنات". "الشافية: ص6".
2 لفظة أي: ساقطة من "هـ".
3 ينظر الصحاح: عضه: 6/ 2240 وقيل: العضة القطعة والفرقة "ينظر اللسان "عضه": 4/ 2991، و"عضا": 4/ 2993".
4 وقيل: أصل "سَنَة": سَنْهَه، فاستثقلوا الجمع بين هاءين، فقالوا سنة، بدليل جمعه على سَنَهات، أيضا، مثل عضة وعضوات وعضهات "ينظر الصحاح "سنه": 6/ 2235"، "ينظر كذلك: اللسان "سنه": 3/ 2127".
5 ينظر الصحاح "قلا": 6/ 2467.
عوض عن الواو1.
وقال الفراء ضم الفاء ليدل على الواو2.
وثُبَة: اسم رجل، واسم للجماعة، ولوسط الحوض الذي يجتمع فيه الماء3. أصلها ثُبَيٌ -والهاء عوض عن الياء.4.
والعِضَة واحد العِضين في قوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} 5.
أصلها عِضَو، والهاء عوض من6 الواو7، وهي من العُضْو واحد الأعضاء، ويقال: عَضَّيْت الشاة تَعْضِيَة: إذا جزأتها أعضاء8.
1 ينظر المصدر السابق.
2 حكاه الجوهري في صحاحه "قلا": 6/ 2467.
3 كل ذلك ذكره الجوهري في صحاحه: "ثبا" 6/ 2291.
4 وقال الجوهري: "والهاء ههنا عوض عن الواو الذاهبة من وسطه؛ لأن أصله ثُوَب كما قالوا أقام إقامة، وأصله إقواما، فعوّضوا الهاء من الواو الذاهبة من عين الفعل""المصدر السابق".
5 سورة الحجر: من الآية "91".
6 في "هـ": عن.
7 اختلف أهل العربية في اشتقاق أصل "العِضَة" وتفسيره؛ فمنهم من قال: واحدتها عِضَة، وأصلها: عِضْوة -من: عَضَّيْتُ الشيء إذا فرّقته، جعلوا النقصان الواو، المعنى أنهم فرقوا -يعني المشركين- أقوالهم في القرآن فجعلوه كذبا وسحرا وشعرا وكهانة ومنهم من جعل نقصانه الهاء، وقال: أصل العِضَة عِضْهَة؛ فاستثقلوا الجمع بين هاءين فقالوا عِضَة، كما قالوا: شَفَة والأصل: شَفْهَة "ينظر الصحاح "عضه": 6/ 2241"، "واللسان "عضه" 4/ 2991".
8 ينظر الصحاح "عضا": 6/ 2430.
والهَنَة: كناية عن شيء، وأصل "هَنَة": هنوٌ، والهاء عوض عن الواو1. وكذلك أصل "هَن": هَنَو، فحذفت الواو من غير عوض، كأخ وأخت2.
قوله: "وجاء آم كَآكُم".
اعلم أن الأَمَة خلاف الحُرّة؛ أصلها أَمَوَة3 -بالتحريك- ويجمع على "آم"4؛ أصلها آمُوُا كأَدْلُو، على وزن "آكُم"، جمع أَكَمَة -وهي جبل صغير لا ينبت5: قلبت الهمزة الثانية ألفا وجوبا كما قلبت في آدم، وقلبت الواو المتطرفة ياء والضمَّة التي قبلَها كسرة، كما قلبت في أدلُو، فصار: آمِيٍ كأَدْلِيٍ، ثم أُعل إعلال قاض؛ فيقال: هذه آمٍ ومررت بآمٍ، ورأيت آميًا.
1 المصدر السابق "هنا": 6/ 2536، 2537.
2 ينظر المصدر السابق.
3 في "هـ": أمو.
4 وتجمع كذلك على إماء، وإِمْوان، كإخْوَان. ينظر في جمعها واشتقاقها الصحاح "أما": 6/ 2271، 2272.
5 وقيل: الأَكَمَة القُفّ من حِجارة واحدة. وقيل: هو الموضع الذي هو أشد ارتفاعا مما حوله، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا. "ينظر اللسان "أكم": 1/ 103".
[جمع التكسير للثلاثي الصفة] :
قوله: "الصِّفة؛ نحو صَعْب"1.
المراد بالصفة الصفة التي هي2 على ثلاثة أحرف.
فإن كان الثلاثي من الصفات على وزن فَعْل -بفتح الفاء وسكون العين- فإن كان غير معتل العين يجمع على فِعال غالبا نحو صَعْب وصِعاب.
[وإن كان معتل العين يجمع على "أَفْعَال" غالبا] 3، نحو: شَيْخٍ وأَشْيَاخ.
[وقد جاء جمعه على "فِعْلانَ" -بكسر الفاء وسكون العين- نحو: ضِيفان، في4 جمع: ضَيْف]5.
وقد جاء على "فُعْلان" -بضم الفاء وسكون العين- كَوُغْدَان في جمع وَغْد، وهو الذي يخدم الطعام بطنه، وقيل: هو الرجل الدني6.
1 هكذا ذكرت عبارة ابن الحاجب في النسخ الثلاث. وتمامها: "الصِّفة؛ نَحْوُ صَعُب عَلَى صِعاب غَالِباً، وبَابُ شَيُخ عَلَى أَشُيَاخ، وجَاءَ ضِيفان ووُغْدان وكُهُول ورِطَلَة وشِيخة وورد وسُحْل وسُمَحَاء". "الشافية: ص6".
2 لفظة "هي": ساقطة من "ق"، "هـ".
3 العبارة التي بين المعقوفتين ساقطة من "هـ".
4 لفظة "في": ساقطة من "هـ".
5 العبارة التي بين المعقوفتين ساقطة من "هـ".
6 قاله الجوهري في صحاحه "وغد": 2/ 552.
والوَغْد أيضا: قدح من سهام الميسر لا نصيب له1. وعلى فعول -بضم الفاء- نحو كُهُول في جمع كَهْل.
وعلى "فِعُلَة"، نحو:"رِطَلَة" في "رَطْل"- وهو الرَّجُل الرِّجُل الرِّخْو2، والذي يوزن به3.
ويجوز كسر رائه أيضا4.
وفي المفصل5 الكسر.
وعلى "فِعَلَة"6 -بكسر الفاء وفتح العين- كشِيَخَة في جمع شَيْخ.
وعلى "فُعْل" بضم الفاء [وسكون العين-كَوُرْد في جمع وَرُد؛ يقال للفرس وَرُد، وللأسد: وَرُد -وهو ما بين الكميت والأشقر7]8.
وعلى "فُعُل" -بضم الفاء والعين- نحو "سُحُل" في جمع "سَحْل" -وهو الثوب الأبيض من الكُرْسف، من ثياب اليمن9.
وعلى فُعَلاء -بضم الفاء وفتح العين- نحو "سُمَحاء" في جمع
1 قاله الجوهري أيضا في المصدر السابق.
2 قاله الجوهري أيضا في صحاحه "رطل": 4/ 1709.
3 ينظر المصدر السابق.
4 فيقال: رِطْل. ينظر المصدر السابق.
5 ص191.
6 في "هـ": "قوله" بدلا من "فعلة".
7 في الصحاح "ورد": 2/ 550.
8 العبارة الموضوعة بين المعقوفتين مكررة في "ق".
9 ذكره الجوهري في صحاحه "سحل": 5/ 1726.
"سَمْح" -وهو الكريم1.
قوله: "ونحو خِلْف...."2.
أي: ويجمع باب "فِعْل" بكسر الفاء وسكون العين على "أفعال" كثيرا، نحو جِلْف وأَجْلاف. وجاء جمعه على "أَفْعُل" نادرا، نحو: جِلْف، وأَجْلُف.
ويجمع فُعْل -بضم الفاء وسكون العين- على أفعال، نحو: حُر وأحرار.
ويجمع "فَعَل" -بفتح الفاء والعين- على "أفعال"3، نحو: بَطَل4 وأبطال وعلى فِعَال نحو حَسَن وحِسان، وعلى "فِعُلان" بكسر الفاء وسكون العين- نحو: أخ وإخوان، وعلى "فُعْلان""59" -بضم الفاء وسكون العين- نحو ذَكَر5 وذُكْران، وعلى "فُعُل" -بضم الفاء والعين- كنُصُف جمع نَصَف -بفتح الفاء والعين- رجل نَصَف، أي: مُنْصِف6.
1 ينظر المصدر السابق "سمح": 1/ 376.
2 هكذا في النسخ الثلاث. وتمام العبارة: "ونَحْوُ جِلْف عَلَى أَجْلاف كَثِيراً، وأَجْلُف نَادِرٌ، ونحو حُرّ على أحرار، ونحْوُ بَطَل عَلَى أَبْطال، وحِسان وَإِخْوَانٍ وذُكْران ونُصُف، وَنَحْوُ نَكِد عَلَى أَنْكَادٍ ووِجاع وخُشُن، وَجَاءَ وَجَاعَى وَحَبَاطَي وحَذَارَى، وَنَحْوُ يَقُظ عَلَى أيقاظ، وبابه التصحيح، ونحو جنيب أجناب". "الشافية: ص6، 7".
3 "على أفعال": ساقطة من "هـ".
4 في "ق": "على" بدلا من "و".
5 في الأصل: "على" بدل "و". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 وقيل: النَّصَف: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّة. وقيل: النَّصَف الخُدّام.
"ينظر الصحاح "نصف": 4/ 1432".
ويجمع "فَعِل" -بفتح الفاء وكسر العين- على "أفعال" نحو: نَكِد وأنكاد؛ رجل نَكِد، أي: عَسِر1.
وعلى "فِعَال" -بكسر الفاء- نحو: وِجَاع، جمع2 وَجِع، صفة مشبهة من: وجع يوجع. وعلى "فُعُل" بضم الفاء والعين نحو: خُشُن، في جمع: خَشِن.
وقد جاء جمعه على "فَعالى" -بفتح الفاء- نحو: وَجاعى3 -جمع: وَجِع، وحَبَاطى- جمع حَبِط، وهو الذي تنطلق4 بطنه من أكل التمر،5 وقيل الماشية التي ينفخ بطنها من أكل الحندقوق6، وقيل الباطل7 [من قولهم: حَبِط عمله، أي: بطل] 8.
وحَذَارَى -جمع حَذِر؛ من حذر يحذر.
ويجمع "فَعُل" -بفتح الفاء وضم العين- على أفعال، نحو:
يَقُظ وأيقاظ، وباب يَقُظ يجمع جمع التصحيح، وقل جمع التكسير فيه.
ويجمع فُعُل -بضم الفاء والعين- على أفعال نحو جُنُب وأجناب.
1 ذكره الجوهري في صحاحه "نكد": 2/ 545.
2 لفظة "جمع" ساقطة من "ق".
3 في "هـ": وجاع.
4 في "ق""وضع" بدلا من "تنطلق".
5 ينظر اللسان "حبط": 2/ 755، 756".
6 حكاه الجوهري عن ابن السكيت "ينظر الصحاح "حبط" 3/ 1118".
7 المصدر السابق.
8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
[جمع التصحيح في الصفات] :
قوله: "ويجمع الجميع1.....2" إلى آخره3.
أي4: ويجمع بالواو والنون جميع الصفات إذا كانت للعقلاء الذكور، نحو: صَعْبُون وحَسَنُون وجُنُبون وحَذِرون ونَدُسُون.
وأما مؤنث هذه الصفات فلا يجمع إلا بالألف والتاء، نحو عَبْلَة لضَخْمة5 وحَذِرَة ويَقُظَة؛ فإنها تجمع على عَبْلات وحَذِرات ويَقُظات، إلا باب فَعْلَة، فإنه يجمع أيضا مكسرا على فِعال، نحو: عبلة وعِبال، وكَمْشَة -لناقة صغيرة الضرع6- على كِماش.
وقد جاء "فِعَل" -بكسر الفاء وفتح العين- في جمع "فِعْلَة" نحو عِلَج، في جمع: عِلْجَة.
العِلْجُ: الرجل من كفّار العجم7.
والعَلِج -بفتح الفاء وكسر العين: الرجل الشديد8.
1 في "هـ": والجمع يجمع.
2 وتمام عبارة ابن الحاجب: "ويجمع الجميع جمع السَّلَامَةِ لِلْعُقَلَاءِ الذكُورِ، وأَمَّا مُؤنَّثُهُ فَبِالأَلِفِ وَالتَّاءِ لا غير، نحو: عبلات وحلوات وحلوات وحذرات ويقظات، إلا نحو عبلة كمشة، فَإِنَّهُ جَاءَ عَلَى عِبَالٍ وَكِمَاشٍ، وقَالُوا: عِلَجٌ، في جمع علجة""الشافية: ص7".
3 إلى آخره: ساقط من "هـ".
4 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".
5 ينظر الصحاح "عبل": 5/ 1756.
6 قاله الجوهري في صحاحه "كمش": 3/ 1018.
7 ويجمع العِلُج على: عُلُوج وأعلاج وعَلِجَة "ينظر المصدر السابق". "علج" 1/ 330.
8 المصدر السابق.
[عود إلى جمع التكسير] :
قوله: "وما زيادته مَدَّة ثالثة1...." إلى آخره2.
أي: الثلاثي الذي زيادته مدة ثالثة، فإن كانت تلك الزيادة ألفا جاء ذلك الثلاثي على فَعال -بفتح الفاء [وضمها وكسرها3] .
فإن كان "فَعَالا" -بفتح الفاء- جمع على "أَفْعِلَة" غالبا، نحو: زمان وأَزمِنة.
وجاء جمعها4 على "فُعُل" -بضم الفاء والعين- نحو: قَذَال -لمؤخر الرأس5- وقُذُل6 وعلى "فِعلان"، نحو: غَزَال وغِزْلان، وعلى "فُعُول" بضم الفاء نحو: عَناق وعُنُوق7.
العَناق: أنثى من ولد المعز8.
1 لفظة "ثالثة": ساقطة من "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمَا زيَادَتُهُ مَدَّةٌ ثالِثَةٌ في الاسْمِ، نَحْوُ زَمَان عَلَى أَزْمِنَةٍ غَالِباً وجاء قُذُل وغَزُلان وعُنُوق، ونَحْوُ حِمار على أَحْمِرَة وحُمُر غالباً، وَجَاء صِيرَانٌ وَشَمَائلُ، ونَحْوُ غُرَاب عَلَى أَغْربَةً وجاء قرد وغِرْبان وزُقّان، وغِلْمة وَغِلْمَةٌ قَليل وذُبّ نَادِرٌ، وجَاءَ في مؤنَّثِ الثلاثة أَعْنُق وأَذْرُع وأعقُب، وأمكُن شاذ. وَنَحْوُ: رَغِيفٍ عَلَى أَرْغِفة ورُغُف ورُغْفان غَالِباً، وَجَاءَ أَنْصِبَاءُ وَفِصَالٌ وأَفَائِلُ، وظِلْمان قَلِيلٌ، وَرُبَّمَا جاء مضاعفه على سُرُر، ونحو عمود على أَعْمِدَة وعُمُد، وجاء قِعْدان وأفلاء وذَنائِب""الشافية: ص7".
3 في الأصل، "ق": وضم الفاء. وما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: جميعها. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 ينظر الصحاح "قذل": 5/ 1800.
6 ويجمع أيضا على أقذِلة. "المصدر السابق".
7 وكذا أعنق. "المصدر السابق".
8 وأيضا العَنَاق: شيء من دواب الأرض كالفهد، وأيضا: الداهية "المصدر السابق".
وإن كان فعالا -بكسر الفاء- يجمع على "أَفْعِلَة" و"فُعُل" بضم الفاء والعين غالبا، نحو: حِمار وأَحْمِرَة وحُمُر.
وقد جاء جمعه على "فِعلان"، نحو صِيران في جمع صِوار وهو القطيع من البقر، ولوعاء المِسْك1. وعلى فَعَائل، نحو: شَمَائل، في جمع: شِمال- وهو الخُلُق2.
وإن كان فُعالا -بضم الفاء- يجمع على أَفْعِلَة غالبا، نحو: غُراب وأَغْرِبة [وعلى فعل نحو: قُرَاد وقُرُد [وعلى فعل نحو: قُرَاد وقُرُد، وعلى "فِعْلان" بكسر الفاء نحو: غُرَاب وغِرْبان]3.
وعلى "فُعْلان" -بضم الفاء- نحو زُقَاق -للسكة-4 وزقّان.
وجمعه على "فُعْل" -بضم الفاء وسكون العين- نادِر، نحو: ذُبّ في جمع: ذُبَاب.
وقد جاء الجمع في مؤنث الثلاثي المعنوي على أفعُل في فَِعَال بفتح الفاء وكسرها وضمها -نحو: أعنُق، في جمع: عَنَاق، وأذرُع في جمع: ذِراع، وأعقُب، في جمع: عُقاب للطير الضاري5.
1 وقد جمع الشاعر المعنيين في قوله:
إذا لاح الصِّوار ذَكَرْتُ لَيْلَى
…
وأذكرها إذا نفخ الصِّوار
"ينظر الصحاح "صور": 2/ 716".
2 ذكره الجوهري "ينظر المصدر السابق "شمل": 5/ 1740".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
4 ما بين الشرطتين إضافة من "ق"، "هـ".
5 ينظر الصحاح "عقب".
ومجيء جمع "فَعال -بفتح الفاء- من المذكر على "أفعُل" شاذ، نحو: أَمْكُن في جمع: مَكَان.
وإن كانت تلك الزيادة ياء يجمع1 ذلك "60" الاسم على "أَفْعِلَة" و"فُعْل" بضم الفاء وسكون العين -و"فُعْلان" بضم الفاء وسكون العين- غالبا نحو: أَرْغِفَة ورُغْف ورُغْفاَن، في جمع: رَغِيف.
وجاء جمعه على "أَفْعِلاء"، نحو: أَنْصِبَاء، جمع: نصيب وعلى "فِعَال" -بكسر الفاء- نحو: فِصَال في جمع: فصيل -وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمّه2 وعلى "فَعَائل" -بفتح الفاء- نحو: أفائل، جمع أَفِيل -وهو صغير الإبل3، وقيل: هو الواحدة من بنات المخاض فما فوقها4.
ومجيء "فَعِيل" على "فِعْلان" -يكسر الفاء وسكون العين- قليل نحو: ظِلْمَان، في جمع: ظَلِيم- وهو الذكر من النعام5.
وقد يجيء جمع مضاعف "فَعِيل" على: "فُعُل"، نحو: سَرِير وسُرُر.
وإن كانت تلك الزيادة واوا جمع ذلك الاسم الذي فيه الواو على "أَفْعِلَة" و"فُعُل" غالبا، نحو جمع عَمود على أَعْمِدَة وعُمُد.
1 لفظة "يجمع" موضعها بياض في "هـ".
2 ذكره الجوهري في صحاحه "فصل": 5/ 1791.
3 ينظر الكتاب: 3/ 605، وينظر كذلك:"الصحاح "أفل": 4/ 1623".
4 ذكره الجوهري في صحاحه "أفل": 4/ 1623.
5 ذكره الجوهري "ينظر المصدر السابق "ظلم": 5/ 1978".
وجاء جمعه على "فِعْلان" نحو: قِعْدان، جمع قَعُود -وهي الناقة التي يقعدها الراعي في1 حاجاته2. وعلى "أفعال"، نحو: أَفْلاء في جمع: فَلُوّ -وهو ولد3 الجمل الذي يفطم4، وعلى "فعائل"، نحو ذَنَائب جمع ذَنوب -وهو الدلو الملأى "ماء"5 والفرس الطويل الذَّنَب، والنَّصِيب6.
قوله: "الصفة...."7.
أي: الصفة في الثلاثي الذي ثالثة مدة زائدة، فإن كانت تلك8 المدة ألفا، فإن كانت تلك الصفة على وزن9 فَعَال -بفتح الفاء يجمع على "فُعَلاء"، نحو: جَبَان وجُبَناء.
1 لفظة "في" ساقطة من "ق".
2 حكاه الجوهري عن أبي عبيدة "ينظر الصحاح "قعد": 2/ 525".
3 في "هـ": الولد.
4 هكذا في النسخ الثلاث. وفي الصحاح: الفَلُوّ المُهْرُ؛ لأنه يُفْتَلى، أي: يفطم، "فلا: 6/ 2456".
وفي اللسان: "الفَلُوّ والفُلُوّ والفِلُو: الجحش والمُهْر إذا فُطِم""فلا: 5/ 3469".
5 لفظة "ماء" إضافة من المحقق، يتطلبها المعنى.
6 ذكر ذلك الجوهري في صحاحه "ذنب": 1/ 128، 129".
7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الصفة، نحو جَبان على جُبَناء وصُنُع وجِياد، ونحو كِناز وهِجَان، ونحو شُجَاع عَلَى شُجَعاء وشُجْعَان وشجعة، ونحو: كرِيم على كُرَماء وكِرام ونُذُر وثنيان وخصيان وأشراف وأصدقاء وأشِحَّة وظُرُوف، ونحو: صبور على صُبُر غالِبا، وعلى وُدَدَاء وأعدَاء. "الشافية: ص7".
8 لفظة "تلك" ساقطة من "هـ".
9 لفظة "وزن" ساقطة من "هـ".
وعلى فُعُل -بضم الفاء والعين- نحو: صَنَاع وصُنُع، يقال: امرأة صَنَاعُ اليَدَيْن، أي: حاذِقَة ماهِرة بعمل اليدين1. وعلى فِعال نحو: جِياد في2 جمع جَواد -للفرس3. وقالوا في جمع جواد من الرجال: جُودّ4، كأنه جمع بضم العين، كقُذُل في جمع قِذَال، ثم سكن.
وإن كانت تلك الصفة على وزن فِعال -بكسر الفاء- تجمع على فَعُل -بضم الفاء والعين- نحو كِنَاز وكُنُز، يقال: ناقَةٌ كِناز بالكسر: مكتنزة اللحم5. وعلى "فِعَال" -بكسر الفاء، نحو: "هِجَان" في المفرد، و"هِجَان" في الجمع؛ فكسرة "هِجَان" في6 المفرد ككسرة "كِتاب"، وكسرة "هِجَان" المجموع ككسرة "رجال".
وغن كانت تلك الصفة على وزن "فُعَال" -بضم الفاء- يجمع على فُعَلاء وفُعْلان بضم الفاء، وفِعْلان بكسر الفاء نحو: شُجَعَاء7 وشُجْعان، في جمع: شُجَاع.
وإن كانت تلك المدة ياء، نحو: فَعِيل، يجمع على: فُعَلاء وفِعَال نحو: كُرَمَاء وكِرام، في جمع: كَرِيم. وعلى فُعُل نحو: نُذُر، في جمع: نَذِير. وعلى فُعُل نحو: نُذُر، في جمع: نَذِير.
1 الصحاح "صنع": 3/ 1426.
2 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".
3 ينظر الصحاح "جيد": 2/ 461.
4 ينظر المصدر السابق.
5 قاله الجوهري في صحاحه "كنز": 3/ 893.
6 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".
7 لفظة "شجعاء" ساقطة من "ق".
وعلى فُعْلان -بضم الفاء- نحو: ثُنْيان، في جمع: ثِنْيٍ -وهو من النوق: التي1 وضعت بطنين، وثِنْيُها ولدها2. وعلى فِعْلان نحو: خِصْيان، جمع: خَصِيّ. وعلى أفعال، نحو: أَشراف، جمع: شَرِيف. وعلى أفْعِلاء نحو: أَصْدِقَاء، في جمع: صَدِيق.
وعلى أَفْعِلة، نحو: أشِحَّة، في جمع: شَحِيح. وعلى فُعُول، نحو: ظُرُوف، في جمع: ظَرِيف، فإن الظَّريف يجمع على ظُرَفاء وظِراف. وقد3 قالوا في جمعه: ظُرُوف؛ كأنهم جمعوا ظَرفا بعد حذف الزوائد4 من ظريف.
وإن كانت تلك المدة واوا، نحو: فَعُول، يجمع على: فُعُل "61" بضم الفاء والعين -غالبا كـ"صَبُور وصُبُر".
وقد يجمع على فُعَلاء، نحو: وَدُود ووُدَدَاء. وعلى أَفْعَال، نحو عَدُوّ وأَعْدَاء.
قوله: "وفَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعول...."5. إلى آخره.
اعلم أن فَعِيلا إذا كان بمعنى مفعول فقياسه أن يجمع على فَعْلَى
1 في الأصل "الذي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 قاله الجوهري في الصحاح "ثنا": 6/ 2294.
3 لفظة "قد" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": الزائد.
5 تمام عبارة ابن الحاجب: "وفَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بابُهُ فَعْلَى كجَرْحَى وأسْرَى وقَتْلَى، وجاء أسَارَى، وشذ قُتَلاء وأَشَراءُ، ولا يجمع جمع التصحيح؛ فَلَا يُقَالُ: جرِيحُون وَلا جَرِيحات، لِيَتَمَيَّزَ عَنْ فَعِيل الأصل". "الشافية: ص7".
بفتح الفاء وسكون العين -كجمع جَرِيح على جَرْحَى، وأَسِير على أسرى، وقتيل على قتلى.
وقد جاء جمع "فَعِيل" على وزن: فُعَالَى -بضم الفاء- كأُسَارَى في جمع أسِير. وشذّ جمع فَعِيلٍ على فُعَلاء، كجمع1 قَتِيل وأَسِير على قُتَلاء وأُسَراء.
ولا يجمع فعيل [إذا كان] 2 بمعنى مفعول جمع السلامة؛ فلا يقال: جَرِيحونَ ولا جَرِيحات حينئذ.
أما امتناع جمعه بالواو والنون فللفرق بين فَعِيل بمعنى مفعول وفَعِيل بمعنى فاعِل؛ فإن الثاني جمع بالواو والنون، نحو: كَرِيمونَ وظَرِيفونَ.
وأما امتناع جمعه على جَرِيحات؛ فلأن جريحا إذا كان مذكرا لم يجمع جمع السلامة بالواو والنون، فلو جمع جَرِيح على جَرِيحات لكان للفرع مَزِيَّة على الأصل؛ لأن المذكر أصل والمؤنث فرع.
اعلم أن قوله: "فَعِيل بمعنى مَفْعُول بابُه فَعْلَى"3 ليس على إطلاقه، بل إذا كان فعيل بمعنى مُوجَع أو مُعات4، نحو جَرِيح
1 في "هـ": نحو جمع.
2 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
3 المصنف في إطلاقه هذا يحذو حَذُوَ الزمخشري في مفصله؛ يقول الزمخشري: "وأما فعيل بمعنى مفعول فبابه أن يكسر على فَعْلى، كجَرْحَى وقَتْلَى. وقد شذ: قُتَلاء وأسَراء""المفصل: ص194". ولم يتعرض ابن الحاجب لهذه العبارة في شرحه على المفصل، لا بالشرح ولا بالتعليق عليها.
4 أي: ما كان متضمنا للآفات والمكاره التي يتعرض لها الأحياء. "ينظر: شرح الشافية للرضي؛ 2/ 142".
وجَرْحى، ولَذْعى، وقَتِيل وقَتْلى، وما سوى فَعِيل بمعنى مُوجع أو مُمْات من فعيل بمعنى مفعول ليس يجمع على فَعْلَى، ولا يكاد يوجد ذلك، نحو: نَطِيح بمعنى مَنْطُوح1 -في: نعجة نَطِيح- ولبن مَذِيق بمعنى مَمْذُوق، وأَجِير بمعنى مَأْجور، وحليب بمعنى مَحْلُوب وقضيب بمعنى مقضوب، أي: بمعنى2 مقطوع، ونَبِيذ بمعنى مَنْبُوذ وطبيخ بمعنى مطبوخ ومخيض بمعنى ممخوض وفصيل بمعنى مفصول، ورجيم بمعنى مرجوم، وحميد بمعنى3 محمود، وبئر خسيف بمعنى مخسوفة4. ونحوها لا يستقيم أن يجمع على فَعْلَى ولا على غيره، وإنما يرجع في أمره إلى5 السماع، نحو:
قَضِيب وقُضُب، ونَبِيذ وأَنْبُذَة6 وطَبِيخ وطَبائخ.
قوله: "ونحو مرضى...."7 إلى آخره.
هذا جواب عن سؤال مقدر. وتقدير السؤال: أن مريضا بمعنى فاعل؛ لأنك تقول: مَرِضَ فهو مريض، مع أنه جمع على فَعْلَى، وأنت قلت: فعيل بمعنى مفعول يجمع على فَعْلى؟
1 بمعنى منطوح: ساقط من "ق".
2 بمعنى: ساقطة من "هـ".
3 بمعنى: ساقطة من "هـ".
4 في الأصل: مخسوف. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "ق": على.
6 في الأصل: وأنبذ. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَنَحْوُ مَرُضَى مَحْمُولٌ عَلَى جَرُحَى، وَإِذَا حملُوا عليه هَلُكى ومَوُتَى وجَرُبَى فهذا أجدر""الشافية: ص6".
وأجاب عنه بأن مريضا1 محمول على باب جريح لموافقته إياه في المعنى؛ لأن المريض في المعنى لمن أصابه داء، كما أن الجريح2 لمن أصابه جُرْح.
وإذا حملوا على باب جريح بمعنى مفعول باب هَالِك، وميِّت، وأَجْرَبَ جمعوها على هَلْكى ومَوْتى وجَرْحى؛ لموافقتها إياه3 في أصل المعنى4 من حيث إنها كانت لمن أصابه ضرر من هَلاك ومَوْت وجَرَب، فأشبه من أصابه جُرْح، فحَمْل مريض على جريح بمعنى مفعول أولى من حمل هالك وميت وأجرب عليه؛ لموافقة مريض جريحا في المعنى والزِّنَة، وموافقة هالك وميت وأَجْرَب إياه في المعنى، لا في الزنة.
قوله: "كما حملوا أَيَامَى ويَتَامَى على وَجَاعَى وحَبَاطَى".
اعلم "62" أن حق فَعَالَى أن يكون فَعْلاء، نحو: صَحَارَى في جمع صحراء، ثم جمع فَعْلان على فَعَالَى؛ للمشابهة التي بين ألف فَعْلاء والألف والنون التي في فَعْلان، ثم حُمِل5 فَعِل على فَعْلان في جمعه على فَعَالَى؛ لموافقتهما في كونهما صفة لفَعِل، نحو عَطِشَ، فهو عَطِش وعَطْشَان، وغَرِثَ فهو غَرِثٌ وغَرْثان،
1 في الأصل، "ق": مريض والصحيح ما أثبتناه من "هـ"، إلا إذا حمل على الحكاية.
2 في الأصل، "ق": جريح. وما أثبتناه من "هـ".
3 في الأصل "إياها". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في "هـ": معناه.
5 في "ق": "فحمل" بدلا من "ثم حمل".
وصَدِيَ فهو صَدٍ وصَدْيان، فجمع عَطِش وعَطْشان على1 عَطَاشى ثم جمع فعِل الذي ليس معه فَعْلان على فَعَالَى، نحو: وَجِع وحَبِط فإنه يجمع على وَجَاعَى2 وحَبَاطَى ثم حُمل فَيْعِل وفَعِيل على فَعِل في جمعه على فَعَالَى، نحو: أَيَامَى ويَتَامَى، في جمع: أَيِّم ويَتيمٍ لتقاربهما في الوزن -إلا3 بزيادة الياء، ولموافقة الأيِّم واليتيم لوَجِع وحَبِط [في كون الأيِّمة واليُتْم4] آفة في الأيِّم واليتيم.
اعلم أنه لو قال: وحملوا أيِّما ويَتِما على وَجِع وحَبِط لكان أولى.
قوله: "المؤنث...."5. أي: المؤنث من باب ما ثالثه مدة في الصفات؛ فإن فَعِيلَة منه تجمع على فِعَال -بكسر الفاء- وفَعَائِل؛ كجمع6 صَبِيحَة على صَباح وصَبَائح.
وقد جاء جمع فَعِيلَة على فُعَلاء، نحو: خُلَفَاء، في جمع: خَلِيفة، فكأنهم جعلوه خَلِيفا كشَرِيف.
1 في الأصل: "عطاش". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": وجاع.
3 في الأصل، "هـ": لا. والصحيح ما أثبتناه من "ق".
4 في "ق": "في كونهما" موضع ما بين المعقوفتين.
5 تمام عبارة ابن الحاجب: "المُؤَنَّث؛ نَحْوُ صَبِيحة عَلَى صِباح وصَبائح وَجَاءَ: خُلَفاء، وجَعْلُه جَمْعَ خَلِيفٍ أَوْلَى، وَنَحْوُ عَجُوزٍ على عَجَائز".
"الشافعية: ص7".
6 في "ق": نحو.
وقال قوم: إنه جمع خَلِيف، وأما خَلِيفَة فجمعها خَلائف1.
وقال المصنف: "هذا أولى"؛ لاستبعاد أن تجمع فَعِيلَة على فُعَلاءَ؛ لكثرة جمع فعيل على فُعَلاءَ نحو كُرَمَاء وظُرَفَاء، في جمع كَرِيم وظَرِيف.
وقالوا ليس في المؤنث فعلاء إلا: فَقِيرة من نسوة فُقَراءَ، وسَفِيهَة من نسوة سُفَهَاء، وأما أَصْدِقاء وأَغْنِياءُ وأَصْفِياءُ فخاص بالمذكر.
ويُجمع فَعُول المؤنث، في الصِّفة، على: فَعَائل، نحو عَجَائز في جمع: عَجُوز.
وإنما لم يذكر المصنف جمع فَعَالة وفِعَالة وفُعَالة في الصفات لعدم مجيئها.
اعلم أنه لم يتعرض لفَعُول المذكر ولم يبسط في فَعُول المؤنث أيضا، لكن يجب أن تعلم أن "فَعُول"2 إذا كان وصفا يستوي فيه المذكر والمؤنث، فإن كان مذكر يجمع على فُعُل فحسب، كصَبُور وصُبُر، وغَدُور وغُدُر، وعَقُور وعُقُر، وإن كان مؤنثا يجمع على فُعُل وفَعَائل، نحو: عَجُوز وعُجُز وعَجائز، وقَلُوص3 وقُلُص
1 قال سيبويه: "وقالوا: خليفة وخلائف فجاءوا بها على الأصل وقالوا خلفاء من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر، فحملوه على المعنى، وصاروا كأنهم جمعوا خليف حيث علموا أن الهاء لا تثبت في تكسير". "الكتاب: 3/ 636".
2 في الأصل، "ق": فعول. وما أثبتناه من "هـ".
3 القَلُوص من النوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء "قاله الجوهري في صحاحه "قلص": 3/ 1054".
وقَلائص، وسَلُوب وسُلُب وسَلائب. قال سيبويه:"وقد يستغنى ببعض من1 هذا عن بعض"2؛ نحو: صَعَائد في جمع صَعُود [و] 3 لا يقال صُعُد، ويقال: عُجُل ولا يقال عَجَائل في جمع عَجُول.
1 لفظة "من" ساقطة من "هـ".
2 الكتاب: 3/ 636.
3 الواو إضافة من "ق"، "هـ".
[جمع فاعل الاسم] :
قوله: "فاعل الاسم...." إلى آخره1.
اعلم أن فاعلا2 إذا كان اسما يجمع على فَواعِل، نحو: كَواهِل، في جمع كاهِل -وهو ما بين الكتفين3- وجاء جمعُه على فُعْلان، بضم الفاء وسكون العين، وفِعْلان، بكسر الفاء وسكون العين، نحو: حُجْزَان، في جمع حاجِز، وهو ما يمسك الماء عند شفه الوادي4، وجِنَّان، في جمع جانّ- وهو أبو الجِنّ5.
قوله6: "المؤنث...."7.
أي: جمع المؤنث من باب "فاعل" الاسم إذا كان مؤنثا بالتاء على وزن "فَواعِل"؛ فإن فاعلة إذا كانت اسما تجمع على فواعِل، نحو: كاثِبَة وكَواثِب. والكاثِبَة من الفرس: مقدم المِنْسج حيث تقع عليه يد الفارس8 "63".
1 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَفَاعِلٌ الاسْمُ، نَحْوُ: كِاهِلٍ، عَلَى كَوَاهِلَ، وَجَاء: حُجْزان وجِنّان". "الشافية: ص7".
2 في "ق"، "هـ":"فاعل".
3 ينظر الصحاح "كهل": 5/ 1814.
4 وفي اللسان: الحاجز بين الشيئين "حجز: 2/ 786".
5 ينظر المصدر السابق "جنن": 5/ 2094.
6 قوله: ساقطة من "هـ".
7 تمام عبارة ابن الحاجب: "والْمُؤَنَّثُ نَحْوُ كاثِبَة عَلَى كواثِب، وَقَدْ نَزَّلُوا فاعِلاء مَنْزلتَهُ فَقَالُوا: قَواصِع ونَوافق ودَوامّ وسَواب""الشافية: ص7".
8 ذكر ذلك الجوهري في صحاحه "كتب": 1/ 210.
وقد نزلوا "فاعِلاء" الذي هو المؤنث بالألف منزلة "فاعلة" المؤنث بالتاء في جمعه على "فواعل"، فجعلوا ألفي التأنيث بمنزلة تاء التأنيث، فقالوا في جمع قاصِعاء: قَواصِع وفي جمع نافِقاء: نَوافق، وفي جمع دامَّاء: دَوامّ، على وزن: فَوَاعِل.
والقاصِعاء: حُجْر من جِحَرَة اليربوع، وهو الباب الذي يقصع فيه؛ أي: يدخل فيه1.
والنَّافِقاء: إحدى جِحَرَة اليربوع، يكتُمها ويُظهر غيرها ويعدها لهربه، وهو يرققه، فإذا أُتي من قبل القاصعاء ضرب النّافِقاء برأسه وخرج منه2.
والدَّامَّاء -بالمد، وتشديد الميم-: إحدى جِحَرَة اليربوع التي يدمها بالتراب؛ أي: يطلي رأسها به3.
وفي جمع سابِياء: سَوَاب، كجَوَار.
والسَّابِياء: المشيمة4 التي تخرج مع الولد5.
1 ذكره الجوهري في صحاحه "قصع": 3/ 1266".
2 المصدر السابق "نفق": 4/ 1560.
3 المصدر السابق "دمم": 5/ 1921.
4 في الأصل: المسيبة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 والسابياء: أيضا: النتاج. وكذا: إذا كثر نسل الغنم فهي السابياء. "كل ذلك ذكره الجوهري في صحاحه "سبا 6/ 2372".
[جمع فاعل الصفة] :
قوله: "الصفة...." إلى آخره1.
يعني إن كان "فاعل" صفة تجمع على "فُعّل" و"فُعّال" غالبا، كما يجمع جاهِل على جُهَّل وجُهَّال.
ويجمع على "فَعَلَة" كثيرا كفَسَقَة، في جمع: فاسِق. وعلى "فُعَلَة"2 في المعتل3 العين، نحو: قُضَاة، في جمع: قاض.
وعلى "فُعُل"، نحو: بُزُل، في جمع: بازِل -وهو البعير الذي طعن في السنة التاسعة4- وعلى "فُعْلاء"، نحو: شُعَراء، في جمع: شاعِر. وعلى "فُعْلان" -بضم الفاء وسكون العين- نحو: صُحْبان، في جمع: صاحب. وعلى "فِعال" -بكسر الفاء- نحو: تِجار، في جمع: تاجر -وهو الذي يتّجر، أو5 بائع الخسر؛ فإن العرب تسمي بائع الخمر تاجرا6. وعلى "فُعول" -بضم الفاء7
1 تمام عبارة ابن الحاجب: "الصِّفة، نحو جاهِل عَلَى جُهَّل وجُهَّال غَالِباً، وفَسَقَة كَثِيراً وعلى قُضَاة في المعتل اللام، وعلى نُزُل وشَعَراء وصُحْبان وتِجَار وَقُعُودٍ، وأمَّا فَوَارِس فَشَاذٌّ". "الشافية: ص7".
2 في الأصل، "ق": فعاة. وما أثبتناه من "هـ".
3 في "هـ": معتل.
4 ذكره الجوهري في الصحاح "بزل": 4/ 1633.
5 في "هـ": أي.
6 قاله الجوهري في الصحاح "تجر": 2/ 600.
7 في الأصل، "ق": بفتح الفاء. والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
نحو قُعُود، في جمع قاعِد. والقاعد من النخل: الذي تناله اليد1.
وأما مجيء جمع "فاعل" للمذكر العاقل في الصفات على "فواعل" فشاذ، نحو فَوَارِس2، جمع فارس؛ لأنه لا يقال: فارسة؛ و3 لأنه لا يكاد أن يذكر موصوفه فجرى مُجرى الأسماء.
وكذا: نَواكِس وسَوابِق وهَوالِك، في جمع: ناكِس، وسابِق وهالِك كقول الفرزدق4:
9
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم
…
خُضُع الرقاب نواكِس الأبصار5
أي: مطأطئ الرءوس، إجلالا له6.
وكقول الآخر:
1 ذكره الجوهري في الصحاح "قعد": 2/ 525.
2 في "ق": الفوارس.
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 الفرزدق: هو أبو فِراس، همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارِم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، البصريّ.
5 البيت من الكامل، قاله الفرزدق، ضمن قصيدة يمدح بها آل المُهَلّب وخص من بينهم ابنه يزيد، وكان يزيد هذا والياً على خُرَاسان من قبل بني أمية. والبيت في ديوانه ص376.
وينظر في هذا الشاهد: "الكتاب: 3/ 380، والمقتضب: 1/ 121، 2/ 19"، والمنقوص والممدود، للفراء: 131، والصحاح "نكس" 3/ 896، وشرح أدب الكاتب ص25، وابن يعيش: 5/ 506، شرح الشافية للرضي: 2/ 153 "رقم 64"، واللسان "نكس": 6/ 4540، وشرح شواهد الشافية: 142، "رقم 74"، والخزانة: 1/ 204 " رقم30".
والشاهد فيه: جمع "ناكس" صفة العاقل على نواكس ضرورة.
6 إجلالا له: ساقط من "ق".
10
وأَيْقَنْتُ أنِّي عِنْدَ ذَلك ثائر
…
غَداتَئِذٍ أو هالِك في الهَوَالِك1
قيل: في الأخير نظر؛ لجواز أن يكون جمع هالكة، تقديره:
في المنهج الهالك.
قال ابن2 القطاع في كتاب الأبنية: "يجمع"3 الصاحب على صواحب".
وإذا كان فاعل4 وصفا لغير عاقل جمع قياسا على فواعل، نحو: صاهِل وصَواهِل، وحاجِب العين وحَواجِب، وشارِب وشَوارِب، وساعِد وسَواعِد، وناظِر ونَواظِر، وغارِب -لما بين السنام والعنق5 وغوارب، وحارك6 -للكاهل- وحوارك7، 8، وشامخ وشوامخ9.
1 هذا بيت من الطويل نسبه الجوهري في صحاحه لابن جِذُل الطِّعان، رواية عن أبي عمرو بن العلاء، وتابعه في ذلك صاحب اللسان. وقبله:
تجاوزت هندا رغبة عن قتاله
…
إلى مالِك أعشو إلى ذِكْر مالك
ينظر فيه: الصحاح "هلك" 4/ 1617، واللسان "هلك" 6/ 4686، والشاهد في قوله:"أو هالك في الهوالك"، حيث جمع "هالك" على "هوالك" ضرورة.
2 في الأصل: بين. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "يجمع": من "ق"، "هـ".
4 في "ق"، "هـ": الفاعل.
5 ذكره الجوهري في صحاحه "غرب": 1/ 193.
6 في "ق": وجاذي.
7 في "ق": وجواذل.
8 ينظر الصحاح "حرك" 4/ 1579، اللسان "حرك": 2/ 844.
9 في الأصل: سامج وسوامج. تحريف.
قوله: "والمؤنث نحو نائمة على نوائم".
أي: فاعل1 إذا كان مؤنثا يجمع على فواعل وفُعَّل، سواء كان بالتاء، نحو: نائمة، ونوائم2 ونوَّم، أو كان بغير التاء كحائض وحوائض وحيَّض.
1 في "ق"، "هـ": الفاعل.
2 لفظة "نوائم" ساقطة من "ق".
[جمع ما آخره ألف التأنيث] :
قوله: "المؤنث بالألف رابعة1...." إلى آخره2.
أي: ويجمع الاسم المؤنث بالألف المقصورة إذا كانت رابعة على فِعال -بكسر الفاء- نحو: إناث، جمع أنثى. وبالألف الممدودة إذا كانت رابعة، نحو: فَعْلاء، على: فَعَالي، نحو:
صَحَراء "64" وصَحَاري.
وتجمع الصفة المؤنثة3 بالألف المقصور إذا كانت رابعة وكانت تلك الصفة على وزن "فَعْلَى"4 -بفتح الفاء- على "فِعال" نحو: عَطْشَى وعِطَاش.
وإن كانت على وزن "فِعْلَى" -بكسر الفاء- يجمع على "فَعَالَى" نحو حَرْمَى وحَرَامَى.
والحَرْمَي: ناقة تشتهي الفحل5.
1 لفظة "رابعة" ساقطة من "هـ" -وفي الأصل، "ق": رابعا. وما أثبتناه من متن الشافية.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها "المؤنَّثُ بِالأَلِفِ رَابِعَةً: نَحْوُ أُنْثى عَلَى إِنَاثٍ، وَنَحْو صَحْراء عَلَى صَحَاري، والصِّفَةُ نَحْو عَطْشَى عَلَى عِطَاش، وَنَحْوُ حَرْمَى عَلَى حَرَامَى، وَنَحْوُ بَطْحَاء عَلَى بِطاح، وَنَحْوُ عُشراء على عِشار، وفُعْلى أَفْعَل كالصُّغْرَى على الصُّغَر، وبالأَلِفْ خَامِسَةً نحو حُبارَى على حُبارَيَات". "الشافية: ص7".
3 في النسخ الثلاث: المؤنث. وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى.
4 في "هـ": فعل.
5 ينظر الصحاح "حرم": 5/ 1896.
وتجمع الصِّفة المؤنثة بالألف الممدودة إذا كانت رابعة وكانت على ون فَعْلاء -بفتح الفاء وسكون العين- أو فُعَلاء -بضم الفاء وفتح العين- على "فِعَال" كبَطْحاء على بِطاح. والبطحاء: سَيْل واسع فيه دِقاق الحَصى. ومنه بَطْحاء مكة1. وعُشَراء على عِشار. والعُشَراء: صفة الناقة التي أتت عليها من يوم أُرْسِل عليها الفحل عشرة أشهر، ويبقى لها هذا الاسم إلى وقت الولادة2.
وإن كانت الصفة التي ألف تأنيثها المقصورة رابعة فُعْلَى -بضم الفاء وسكون العين- الذي مذكرها3 أفعَل يجمع على "فُعَل" نحو: صُغْرَى على4 "صُغَر" وفُضْلَى على "فُضَل" ولو قدِّم هذا على الممدودة كان أنسب.
ويجمع المؤنث بالألف خامسة بالألف والتاء، نحو: حُبارى، على: حُبارَيات.
ذكر في الصحاح أن حُبارى: طائر يقع5 على الذكر والأنثى واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حُبارَيات.
1 ذكره الجوهري في صحاحه "بطح": 1/ 356.
2 ينظر المصدر السابق "عشر": 2/ 747.
3 في النسخ الثلاث: مذكرة. وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى.
4 في الأصل: "في". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في الأصل "يرتفع". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ"، لموافقته ما في الصحاح.
وذكر أيضا1 أن ألفه ليست2 للتأنيث ولا للإلحاق، وإنما بُني الاسم عليها فصارت كأنها من نفس الكلمة لا تصرف في معرفة ولا نكرة؛ أي: لا ينون.
وقال الصنعاني: إنه سَهْو منه؛ لأن الألف التي فيه للتأنيث كشُكاعَى -لِنَبْت3- وسُمانَى -لطائر4.
والدليل على أنها للتأنيث أنها5 لو لم تكن للتأنيث لانصرفت.
1 في الصحاح "حبر": 2/ 621.
2 في النسخ الثلاث: ليس. والصحيح ما أثبتناه.
3 وهو نبت يُتداوى به "ينظر الصحاح "شكع": 3/ 1238".
4 ينظر المصدر السابق: سمن: 5/ 2138.
5 "أنها" ساقطة من "ق".
[جمع أفْعَل: اسما وصفة]
قوله: "وأفْعَل: الاسم كيف تصرَّف1...." إلى آخره2.
اعلم أن أَفْعَل إذا كان اسما كيف تصرَّفَت3 حركاته من أَفْعل وإفْعَل وأفعُل: يجمع على "أفاعل" نحو جمع أَجْدَل وأَحْوَص -علما- وإصبع، على: أجادِل وأحاوِص وأصابع.
وإنما جمع أَحْوَص -علما- على حُوص مع أنه لا يجمع أفْعل على فُعْل إلا إذا كان وصفا وهو ليس بوصف حينئذ، نظرا إلى الوصفية الأصلية.
وإنما ذكر أن جمع أحوص على أحاوص مع استغنائه عنه بذكر أَجْدَل، ليذكر بعده أنه يجمع على فُعْل أيضا، إذا كان علما، نظرا إلى الوصفية الأصلية، كقول الأعشى4.
1 كيف تصرف: ساقطة من "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأَفْعَل: الاسْمُ كَيْفَ تصرَّف، نَحْوُ أجْدَل وإصْبَع وَأحْوَصٍ، عَلَى: أجَادِلَ وأصَابِعَ وَأحَاوِصَ، وَقَوْلُهُمْ: حُوص لِلَمْح الْوَصْفِيَّةِ الأَصْلِيَّةِ، وَالصِّفة نَحْوُ أَحْمر عَلَى حُمَرات وحُمْر، وَلَا يُقَالُ: أحْمَرُونَ لِتُمَيِّزَهُ عَنْ أفْعَلِ التَّفْضِيلِ، وَلَا حَمْرَاوَاتٌ لأنه فَرْعُهُ، وجَاءَ الْخَضْرَاوَاتُ لِغَلَبَتِهِ اسْماً، وَنَحْوُ الأَفْضَلِ عَلَى الأَفَاضِلِ وَالأَفْضَلِينَ""الشافية: ص7".
3 كيف تصرف: ساقطة من "هـ".
4 وهو ميمون بن قيس، ولد في قرية منفوحة -وهي الآن حي في الرياض- في قومه بني قيس بن ثعلبة، وهم بطن من بطون بكر بن وائل بن ربيعة عرفوا بالفصاحة فنشأ على فصاحتهم، وكان أعشى العينين فلقب بالأعشى، وكني بأبي بصير تفاؤلا له بشفاء بصره، توفي سنة 629هـ. "ينظر في ترجمته وأخباره: الأغاني: 9/ 104-125".
"11"
أتَانِي وَعِيد الحُوص مِنْ آلِ جَعْفَر
…
فَيَا عَبْد عمرو لو نَهَيْت الأحاوِصا1
وذلك أنه قد كان هجا عَلْقَمَة بن عُلاثة بن عوف بن الأحوص ومدح عامر بن الطفيل فتوعده بالقتل فقال ذلك.
وأراد بالأحاوص: من ولده الأحوص، وهم: عوف بن الأحوص وعمرو بن الأحوص، وشريح بن الأحوص.
وأفعل إذا كان صفة يجمع على فُعْلان -بضم الفاء وسكون العين- وعلى فُعْل -بضم الفاء وسكون العين- نحو أحمر: حُمْران وحُمْر.
ولا يجمع باب "أحمر" بالواو والنون؛ فلا يقال: أحمرون2 للفرق بين أفعل للتفضيل، وبين أفعل [الذي هو الصفة لغير
1 هذا بيت من الطويل، من قصيدة طويلة، وهي في ديوانه "ص99، 100".
2 وأراد بالحوص والأحاوص: أولاد الأحوص بن جعفر، الذي ذكرهم ركن الدين.
والأحوص: اسمه ربيعة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وسمي الأحوص لضيق كان في عينيه.
ينظر في الشاهد: الصحاح "حوص": 3/ 1034، وتهذيب إصلاح المنطق: 2/ 313، والمفصل "ص195"، والإيضاح في شرح المفصل: 1/ 547 "رقم 169"، واللسان "حوص": 2/ 1050، وشرح الشافية للجاربردي: 1/ 146، وشرح شواهد الشافية للبغدادي ص144 "رقم 76".
والشاهد في قوله: "الحوص"، "والأحاوص"، حيث جمع الأحوص على الحوص بالنظر إلى كونه وصفا في الأصل، وجمعه على الأحاص بالنظر إلى الاسمية.
2 في "هـ": أحمرين.
التفضيل، فإن] 1 أفعل التفضيل يجمع بالواو والنون، نحو:"أفضلون".
ولا يجمع باب "حمراء" بالألف والتاء؛ فلا يقال حمراوات؛ لأن جواز جمع المؤنث بالألف والتاء فرع جواز جمع مذكره بالواو والنون، لكون المؤنث فرع المذكر، وامتناع أن يكون للرفع مَزِيَّة على الأصل.
وإنما جمع خضراء "65" على الخضراوات مع كونها مؤنث الأخضر، وامتناع: أخضرون لغلبة استعماله "اسما"2 من غير النظر إلى أنها وصف لموصوف، فجمعوها جمع الأسماء وجمع أفعل التفضيل مكسرا على أفاعِل3 ومصححا على الأفْعَلِينَ، نحو الأفضل4، والأفاضِل، والأفضَلِينَ.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 لفظة "اسما" من "هـ".
3 في الأصل: "فاعل": والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 لفظة "الأصل" ساقطة من "هـ".
[جمع فَعْلان: اسما وصفة]
قول: "و1 نحو شيطان...." إلى آخره2.
يعني أن الاسم الذي لحقه الألف والنون، نحو: فَعْلان، إن كان اسما يجمع على فَعَالِين كيف تصرَّف حركاته3، نحو: شيطان وشياطين، وِسْرحان -للذئب4- وسراحين، وسُلطان وسلاطين.
وقد جاء جمعه على فِعال -بكسر الفاء- سِرحان وسِراح.
وإن كان صفة يجمع في الأكثر على فِعال -بكسر الفاء- وعلى فَعَالَى -بفتح العين- نحو: غَضْبان، وغِضاب، وسَكْران، وسُكَارى.
وقد جاء جمع أربع كلمات على وزن فُعَالى -بضم الفاء- وإن كان الأصل فيه الفتح نحو: كَسْلان وكُسَالى، وسَكْران وسُكارى، وعَجْلان وعُجَالى، وغَيْران وغُيَارى.
1 الواو ساقطة من "ق".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ شَيْطَانٍ وسَلْطان وَسِرْحَانٍ عَلَى شَيَاطِينَ وَسَلَاطِينَ وسَراحين، وجاء سِراح، والصفة نَحْوُ غَضْبَان عَلَى غِضاب وسَكَارَى، وَقَدْ ضُمت أربعة كُسَالى وسُكارى وعُجالى وغُيارى".
"الشافية: ص7".
3 المقصود بعبارة "كيف تصرف حركاته": مهما تغير حركات أوله، فتحة كانت أو ضمة أو كسرة.
4 للذئب: ساقطة من "هـ".
قوله: "فَيْعِل...." إلى آخره1.
أي: الاسم الذي على وزن "فَيْعِل" يجمع على "أفعال" نحو: مَيِّت وأموات، وعلى "فِعال" بكسر الفاء، نحو: جَيِّد وجِياد، وعلى "أَفْعِلاء"، نحو بَيِّن وأَبْيِنَاء -والبَيِّن: الرجل الفصيح2- وهَيِّن وأَهْوِناء3.
وجاء أَجْوِدَاء في جَيِّد.
قوله: "ونحو شَرَّابون...." إلى آخره4.
اعلم أن فَعَّالا -بفتح الفاء- وفُعَّالا -بضم الفاء وتشديد العين- وفِعِّيلا -بكسر الفاء وتشديد العين- ومَفْعولا ومَفْعَلا جمعت السلامة بالواو والنون نحو "شَرَّاب" على "شَرَّابون"، و"حُسَّان" على "حُسّانون"، و"فِسِّيق" على "فِسِّيقون" و"مضروب" على "مضروبون" و"مكرم" على "مُكْرِمُون"، و"مُكْرَم" اسم مفعول على "مُكْرَمُون" واستغنى فيها بجمع التصحيح على5 جمع التكسير.
1 تمام عبار ابن الحاجب: "وفَيْعِل نَحْوُ مَيِّت عَلَى أَمْوات وجِياد وأبيِنَاء".
"الشافية: ص7".
2 ينظر الصحاح "بين": 5/ 2082.
3 في الأصل: أهيناء. وما أثبتناه من "ق"، "هـ" هو المناسب للشرح.
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: شَرَّابُون، وحُسّانُون، وفِسِّيقون ومَضْروبون، مُكْرَمُون، ومُكْرَمُونَ اسْتُغْنِيَ فِيهَا بِالصَّحِيحِ. وَجَاءَ عَوَاوير ومَلاعِين ومَيَامِين ومَشَائِيم ومَيَاسِير ومَفَاطِير ومَنَاكير ومَطَافِل ومَشَادِن. "الشافية: ص7".
5 في الأصل: "على". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وقد جاء جمعها مكسرا قليلا، نحو "عَوَاوِير" في جمع: عوِّار وهو: الخُطَّاف، والجَبَان، والرَّمَد1.
و2 نحو: "ملاعين" في جمع: ملعون، و"ميامين" في جمع: ميمون، و"مشائيم" في جمع مشئوم، و"مياسير" في جمع ميسور -لضدّ المعسر3- و"مفاطير" في جمع مفطر -لضد الصائم- و"مناكير" في جمع مُنْكَر -وهو اسم ملك، واسم مفعول أنكر أيضا- ومطافل، في جمع: مطفل -وهو الظبية أو الناقة التي معها ولدها وهي قريبة العهد بالنَّتَاج4، ويقال في جمعها أيضا مطافيل5.
ومشادِن، في جمع: مُشْدِن -وهي الظبية التي قوي ولدها6 ويقال في جمعها أيضا: مشادين7.
اعلم أنه لو قال: ما أوله ميم زائدة من الصفات على أي وزن كان يستغى بتصحيحه عن تكسيره إلا مُفْعلا المخصوص بالمؤنث [كان أولى] 8 ليشمل نحو: معلِّم ومعلَّم ومقاتِل ومقاتَل؛ فإنه
1 ذكره الجوهري في صحاحه "عور": 2/ 761.
2 الواو ساقطة من "ق".
3 في الأصل "هـ": المعسور. وما أثبتناه من "ق".
4 قاله الجوهري في الصحاح "طفل": 5/ 1751.
5 ينظر المصدر السابق.
6 ينظر المصدر السابق "شدن": 5/ 2144.
7 المصدر السابق.
8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
يجمع جمع السلامة ولا يكسر، [ويخرج عنه1] نحو: مُشْدِن، ومُطْفِل ومُرْضِع ومُتْل، ونحوها مما هو على وزن مُفْعِل مخصوص بالمؤنث، فإنه يكسر على مفاعل قياسا غير مقصور على السماع، نحو: مشادن ومطافل ومراضع ومتال.
1 في "ق": "وإن" موضع ما بين المعقوفتين.
[تكسير الرباعي والمشبه به] :
قوله: "والرباعي نحو جَعْفر...." إلى آخره1.
اعلم أن الرباعي كيف ما تصرفت2 حركاته يجمع على فعالل قياسا مطردا، فيقال في جمع: جَعْفَر وزِبْرِج ودِرْهَم وقِمْطَر وجُحْذَب3 "66": جَعَافِر وزَبارج ودراهم وقماطر وجُخادِب.
فإن كان قبل آخر الرباعي المزيد عليه مدة انقلبت ياء لكسرة ما قبلها نحو: قِرْطاس وقراطيس.
وكذلك كل ما كان على زنة الرباعي سواء كان ملحقا بالرباعي نحو: كَوْكَب، أو غير ملحق به مع زيادة غير مدة، نحو جَدْوَل4.
وتَنْضُب يجري مجرى الرباعي في الجمع، نحو: كَوْكَب وكَوَاكِب وجَدْوَل وجَداوِل، وعِثْيَر للغبار5 وعَثَاير، وتَنْضُب -لشَجَر6 وتَنَاضِب ومِدْعَس- للرمح؛ لأنه يدعس به7 -ومَداعِس.
1 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَالرُّبَاعِيُّ نَحْوُ جَعْفر وَغَيْرِهِ عَلَى جَعَافِرَ قِيَاساً، وَنَحْوُ قِرْطَاسٍ عَلَى قَرَاطِيسَ، وَمَا كَانَ عَلَى زِنَتِهِ مُلْحَقاً أوْ غَيْرَ مُلْحَقٍ بِغَيْرِ مَدَّةٍ أوْ مَعَهَا يَجْرِي مَجْرَاهُ نَحْوُ كَوْكَب وجَدْوَل وعِثير وتَنْضُب ومِدْعَس".
"الشافية: ص7".
2 في "هـ": تصرف.
3 الجُخْدَب: الجمل الضخم. "ينظر الصحاح "جخدب": 1/ 97".
4 في الأصل: "أجدل" والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 ينظر الصحاح "عثر": 2/ 736.
6 وهو شجر تتخذ منه السهام. ينظر المصدر السابق "نضب": 1/ 226.
7 ينظر المصدر السابق: "دعس": 3/ 929.
وإنما قال: بغير مدة -أي: لم يكن في غير المدة- احترازا به عن مثل: فاعل وفعول وفعيل؛ فإن جمعه على ما تقدم لا على جمع الرباعي.
قوله: "وقِرواح....." إلى آخره1.
اعلم أن الثلاثي إذا كان ملحقا بالرباعي وزيد فيه بعد الإلحاق ألف، نحو: قِرْواح -للناقة الطويلة2 أو الأرض البارزة للشمس التي لم يختلط بها شيء3 -ونحو قُرْطاط- للبَرْدَعة4، أو كان غير ملحق به، لكن يكون فيه زيادة تكون بها على وزن الملحق بالرباعي، نحو: مِصْباح؛ فإنه يجمع على: قَرَاوِيح وقَرَاطِيط ومَصَابِيح؛ بقلب الألف ياء لكسرة ما قبلها؛ فإن القِرْوَاح من القرح، والقُرْطَاط من القُرْط، والمصباح من الصَّبْح.
وفي عبارته نظر؛ لأنه يقتضي أن يفعل في جمعه ما يفعل في جمع الرباعي؛ لأنه معطوف على ما5 زنته زنة الرباعي.
قوله: "ونحو جَوَارِبَة...." إلى آخره6.
أي: الرباعي وكل ما هو على زنته إذا جمع جمع التكسير وهو
1 تمام عبارة ابن الحاجب: "وقِرْوَاح وقُرْطَاط ومِصْبَاح". "الشافية: ص7".
2 أي: الطويلة القوائم.
3 قاله الجوهري في صحاحه: "قرح": 1/ 396.
4 ينظر المصدر السابق: "قرط": 3/ 1151.
5 لفظة "ما" ساقطة من "هـ".
6 تمام عبارة المصنف: "ونحو جَوَارِبة وأَشاعِثَة في الأعجمي والمنسوب""الشافية: ص7".
أعجمي، نحو: جَوْرَب، أو منسوب إلى حَيّ، نحو: أَشْعَثِي -المنسوب إلى أشعث- وهو حيّ1 -أتى في جمعه بتاء التأنيث، ليدل على أنه أعجمي أو منسوب إلى حي، فيقال في جمع جَوْرَب: جَوَارِبة، وفي أَشْعَثِيّ: أشاعِثَة2.
فقوله: "ونحو جواربة": مبتدأ، وقوله:"في الأعجمي" خبره، أي: لحوق تاء التأنيث بهذا الجمع إنما يكون لكونه مفردا أعجميا أو منسوبا إلى حيٍّ.
وقد يكون للتعويض، نحو: فَرَازِنَة3، ولتأكيد معنى الجمع، نحو: صَيَاقِلَة4 وقشاعِمَة5 وحَجَائزة6.
1 وفي الصحاح "شعث: 1/ 285": الأشعث: اسم رجل.
2 والهاء في أشاعثة للنسب والأشاعثة: قوم من الخوارج منسوبون إلى الأشعث بن قيس الكندي، وابنته جعدة بنت الأشعث هي التي سمت الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- وكانت زوجه فحرضها معاوية على ذلك. "شرح الشافية للرضي: 2/ 185: حاشية".
3 الفِرزان: من لعب الشطرنج، أعجمي معرَّب وجمعه فرازين "ينظر اللسان "فرزن" 2/ 3378"، و"القاموس "فرز": 2/ 186" وليس في اللسان أو في القاموس أن الفرزان يجمع على الفرازنة، إلا أن القياس لا يأباه، إذا قيس على نظيره وهو الجحجاح الذي يجمع على جحاجح وجحاجحة وجحاجيح كما ذكر صاحب اللسان في: جحجح: 1/ 547.
4 الصياقلة: جمع صَيْقَل، وهو الذي يشحذ السيوف ويجلوها. فَيْعَل من الصقل.
"ينظر الصحاح "صقل" 5/ 1744".
5 القشاعمة: جمع قَشْعَم، وهو المُسِنّ من الرجال والنُّسور، وقيل: الضخم، وقيل: هو اسم من أسماء الأسد.
"ينظر اللسان "قشعم": 5/ 3638".
6 في الأصل و"ق": حجارة. وما أثبتناه من "هـ".
[جمع الخماسي] :
قوله: "وتكسير الخماسي [مستكره كتصغيره1....] "2 إلى آخره.
أي: وجمع الخماسي مستكره، كما أن تصغيره مستكره، لكثرة حروفه، فإن كسر الخماسي مع استكراهه كسر بحذف خامسه؛ لأن الثقل إنما يوجد عند الخامس، فيقال في فَرَزْدَق: فَرَازِد3 عند الأكثرين -كما يصغر بحذف خامسه، ويقال عند الأقلين في تكسيره فَرَازِق- بحذف الدال؛ لأنها تشبه حرف الزيادة، وهو التاء4 وبالجملة: التكسير يجري في الحذف وفي رد المحذوف على ما ذكرناه في التصغير.
قوله: "ونحو تَمْر وحَنْظَل5...." إلى آخره6.
اعلم أن الاسم الذي يتميز واحده7 عن غير واحده بالتاء ليس
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 يضاف إلى عبارة ابن الحاجب المذكورة: "بحذف خامسه" وهي من الشافية: ص7.
3 لفظة "فرازد" ساقطة من "هـ".
4 ومذهب الأكثرين هو مذهب سيبويه والمبرد وجمهور البصريين "ينظر الكتاب: 3/ 417، والمقتضب: 2/ 230". ومذهب الأقلين ذكره المبرد في المقتضب، ثم قال:"وليس ذلك بالجيد". "المقتضب: 2/ 230".
5 وحنظل: ساقطة من "هـ".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونَحْوُ تَمْر وحَنْظَل وَبِطْيخٍ مِمَّا يَتَمَيَّزُ وَاحِدُهُ بِالتَّاءِ لَيْسَ بِجَمْعٍ عَلَى الأَصَحِّ، وَهُوَ غَالِبٌ في غير الْمَصْنُوعِ، وَنَحْوُ سَفِين ولَبَن وقَلَنْس لَيْسَ بِقِيَاسٍ""الشافية: ص7".
7 في "ق": "به"، بدلا من:"واحده".
بجمع، بل اسم جنس -على الأصح- وقد تقدم بيانه في النحو، نحو: تَمْرَة وتَمْر وحَنْظَلَة وحَنْظَل وبَطّيخ وبَطّيخة1.
والفرق بين الواحد والجنس أو الجمع بوجود التاء في الواحد في المخلوقات، كما ذكرناه، دون المصنوعات، لكنه قد جاء في المصنوعات قليلا، نحو: سَفِينة ولَبِنَة وقَلَنسوة -للواحد، وسَفِين ولَبِن وقَلَنْس -لغير الواحد- فإنه شاذ.
[قوله: "67" وكَمْأَة] 2 وكَمْء
…
" إلى آخره3.
اعلم أن كَمْأة وكَمْء وجَبْأَة وجَبْء عكس تَمْرَة وتَمْر لأن "كَمْء" و"جَبْء" بغير التاء للوحدة، وكمأة وجبأة مع التاء لغير الواحد -وهو من النوادر4. والكمء: نبت معروف5. والجبء: هو الأحمر من الكمأة6.
1 في "هـ": وبطيخه وبطيخ.
2 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
3 العبارة بتمامها: "وكَمْأَة وكَمْء وجَبْأَة وجَبْء عَكْسُ تَمْرَة وتَمْر". "الشافية: ص7".
4 لأنه على غير قياس، إذ القياس العكس. قاله الجوهري في صحاحه "كمأ" 1/ 70.
وينظر اللسان "كمأ": 5/ 3926. وحكى ابن منظور عن سيبويه أن الكمأة ليست بجمع كمء؛ لأن فَعْلَة ليس مما يكسر عليه فعل، إنما هو اسم للجمع "ينظر: المصدر السابق".
وفي اللسان أيضا: "وقال أبو خيرة وحده: كمأة للواحد وكمء للجميع. وقال مُنْتَجِع: كمء للواحد وكمأة للجميع. فمر رؤبة فسألاه، فقال: كمء للواحد وكَمأة للجمع، كما قال منتجع. وقال أبو حنيفة: كَمأة واحدة وكمأتان وكمئات. وحكي عن أبي زيد أن الكمأة تكون واحدة وجمعا. والصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه "المصدر السابق.
5 وهو نبات يُنَقِّض الأرض فيخرج الفُطْرُ. "المصدر السابق".
6 قاله الجوهري في صحاحه "جبأ": 1/ 39. وحكي عن الحمر، قوله: "الجَبْأة هي التي تضرب إلى الحُمْرة، والكمأة هي التي إلى الغبرة والسواد. "المصدر السابق".
[اسم الجمع] :
قوله1: "ونحو رَكْب وحَلَق...." إلى آخره2.
اعلم أن الأصح أن فَعْلا -بفتح الفاء وسكون العين- ليس جمعا لفاعل كَرَكْب؛ فإنه ليس بجمع لراكب، وأن فَعَلا- بفتح الفاء والعين- ليس جمعا لِفَعَلة كحَلَق؛ فإنه ليس بجمع3 للحلقة وأن فاعلا ليس جمعا لِفَعَل -بفتح الفاء والعين- كجامل للقطيع من الجمل4- فإنه ليس جمعا لجمل، وأن فَعَلَة -بفتح الفاء والعين- ليس جمعا لفعيل كسَرَاة؛ أصلها سَرَوَة5؛ فإنها ليست جمعا لسَرِيّ وهو السيد6، وأن فُعْلة -بضم الفاء وسكون العين- ليس بجمع لفاعل7 كفُرْهَة، إنها ليست بجمع لفارِه- وهو الحاذق8- وأن فُعَالا -بضم الفاء- ليس بجمع لفَوْعَل، كتُؤَام؛ فإنه ليس بجمع
1 قوله: موضعها بياض في الأصل، وهي من "ق"، "هـ".
2 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَنَحْوُ رَكْب وحَلَق وَجَامِلٍ وسَرَاة وفُرْهة وغَزِيّ وتَوْأم ليس بجَمْع". "الشافية: ص7".
3 في "ق"، "هـ": جمعا.
4 ذكره الجوهري في صحاحه: "جمل": 4/ 1661.
5 في الأصل: سورة، لعله سهو من الناسخ رحمه الله.
6 ينظر الصحاح "سرى": 6/ 2375.
7 في "هـ": الفاعل.
8 ينظر الصحاح "فره": 6/ 2242.
لتَوْأم، وأن فَعِيلا ليس بجمع فاعل1، كغَزِيّ2؛ ليس بجمع لغاز.
وإنما قلنا3 إن هذه الألفاظ ليست بجمع؛ لأنها لو كانت جمعا لكانت جمع كثرة، لانتفاء4 وزن جمع القلة فيها. ولو كانت جمع كثرة لم يجز تصغيرها على لفظها، لما مر في باب التصغير؛ ولأنها لو كانت جمعا لم تقع تمييزا لأحدَ عَشَرَ إلى تسعةَ عشَرَ ومميز عشرين وما فوق من العشرات؛ لأن مميزها لا يكون إلا مفردا، لكنها5 تقع مميزا6 لها، فلم تكن جمعا.
1 في "هـ": جمعا لفاعل. وفي "ق": جمع فاعل.
2 في "هـ": نحو غَزِيّ.
3 في "ق": قال.
4 في "ق": انتقاء.
5 في "ق": ولكنها.
6 في "ق": تمييزا.
[شواذ الجمع] :
قوله1: "ونحو أَرَاهِط...." إلى آخره2.
إشارة إلى جموع3 جاءت مبنية على غير واحدها المستعمل، نحو: أراهِط؛ فإنه جمع رَهْط، والرَّهْط يجمع على: أَرْهُط وأَرْهَاط وأََراهِط4؛ فكأن أراهطَ جمع أرهط؛ لأن الأفاعِل5 ليس من أبنية جمع فَعْل.
وأباطيل جمع باطل، وأفاعيل ليست من أبنية جمع فاعل؛ فكأنهم جمعوا إبطيلا. وأحاديث جمع حديث، وأفاعيل ليس من أبنية جمع فعيل؛ فكأنها6 جمع أحدوثة.
وأعاريض جمع عروض، وأفاعيل ليس من أبنية جمع7 فعول، وكأنهم8 جمعوا إعريضا. وأقاطيع جمع قَطِيع، وهو ليس من أبنية جمع فَعِيل، وكأنهم9 جمعوا إقطيعا.
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: أَرَاهِط وأَبَاطِيلَ وأَحَادِيثَ وَأَعارِيضَ وأَقَاطِيعَ وَأَهَال ولَيَالٍ وحَمِير وَأَمْكُنٍ عَلَى غَيْرِ الْوَاحِدِ مِنْهَا". "الشافية: ص7".
3 في "هـ": جمع.
4 وأراهط: مشطوبة من الأصل، وساقطة من "هـ". وهي من "ق".
5 في "ق"، "هـ": أفاعل.
6 في "ق":وكأنها.
7 لفظة "جمع": ساقطة من "هـ".
8 في "ق"، "هـ": فكأنهم.
9 في "ق"، "هـ": فكأنهم.
وأهال جمع أهل -وقياس جمعه إهال؛ زادوا فيه الياء [وفتح الهمزة] 1 غير قياس فأُعِلّ كما أعل ياء جوار لذلك2 يجري مجراه3.
وقياس مفرد أهال: أَهْلَاة، كمَوْمَاة4.
وليال: جمع ليلة، وقياس جمعها ليال، كضَيْعَة5 وضِياع، وزادوا فيها الياء [وفتحوا اللام] 6 كما زادوا في أهال ونحوها7 "وفتحوا8".
[وقياس مفرد] 9 ليال: لَيْلَاة، كمَوْمَاة.
وأَمْكُن، جمع: مكان -وهو خلاف القياس؛ لأن فَعَالا لا يجمع على أفعل إلا إذا كان مؤنثا وقياس مفرد أمكُن: مَكْن، كفَلْس.
[وهذا الأخير مكرر، وقد مر من قبل]10.
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 في الأصل: وكذلك. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل: مجرى. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 الموماة: المفازة الواسعة الملساء، وقيل: هي الفلاة التي لا ماء بها ولا أنيس. "ينظر اللسان: "موم": 6/ 4301".
5 الضيعة: العقار. "ينظر الصحاح: "ضيع": 3/ 1252".
6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
7 ونحوها: ساقطة من "ق"، "هـ".
8 وفتحوا: إضافة من "ق"، "هـ".
9 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
10 في "ق": "وحَمِير جمع حِمار، على خلاف القياس؛ لأن "فِعال" لا يجمع على فعيل، وقياسه أن يجمع على أحمِرة. وهذان الأخيران مكرران، قد مر بيانهما من قبل". موضع ما بين المعقوفتين.
[جمع الجمع] :
قوله1: "وقد يجمع الجمع...." إلى آخره2.
اعلم أنه يجمع الجمع مثل جمع الواحد الذي على زِنَتِه، فإذا أرادوا جمعه قدروه مفردا وجمعوه مثل "68" جمع المفرد، فيجمعون أكلبا على أكالب، كما يجمعون إصبعا على أصابع، ويجمعون أنعاما على أناعيم، كما يجمعون قرطاسا على قراطيس ويجمعون جمالا الذي هو جمع جمل على جمائل، كما يجمعون شِمالا -وهي3 الريح التي تهب من ناحية القطب4- على شمائل.
ويجمعون الجمع جمع السلامة بالألف والتاء، نحو: جمالات في جمع: جِمال، وكلابات في جمع كلاب، وبيوتات في5 جمع بيوت، وحُمُرات في جمع: حُمُر، جمع: حمار، وصواحبات، في جمع: صواحب. وكذلك المذكر الذي لم يكسر يجمع بالألف والتاء، نحو: السرادقات، وجمال سِبَحْلات، جمع: سِبَحْل6 وهو
1 قوله: موضعها بياض في الأصل.
2 تمام عبارة ابن الحاجب: "وقد يجمع نحو أكالب وأناعم وجمائل وجمالات وكلابات وبيوتات وحُمُرات وجُزُرات". "الشافية: ص7".
3 في النسخ الثلاث: وهو. والأنسب للمعنى ما أثبتناه.
4 ينظر الصحاح: "شمل": 5/ 1739.
5 لفظة "في" ساقطة من "ق".
6 ينظر الكتاب: 3/ 615.
الضخم1 -وجمال سِبَطْرات2-[جمع سِبَطْر] 3 -للطويل4.
وقال سيبويه: لا يقال جُوَالِقات لمجيء جُوَالِيق جمع: جُوَالِق5. وجوَّزه غيره6 وقد اتفقوا على وجود الجمعين، وهما: بِوانات وبُون، في جمع بِوان -بكسر الباء7- لعمود من أعمدة البيت8.
واعلم أن جمع الجمع لا يطلق9 على أقل من تسعة، كما أن جمع المفرد لا يطلق على أقل من ثلاثة، إلا مجازا.
1 والسَّبَحْل أيضا: السقاء، والجارية. والأنثى سِبَحْلة. "ينظر الصحاح:"سبحل": 5/ 1724".
2 ينظر الكتاب: 3/ 615.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 يقال: جمال سِبَطْرات: طوال على وجه الأرض وأسد سِبَطْر أي: يمتد عند الوثبة "ينظر الصحاح: "سبطر": 3/ 676".
5 نص عبارة سيبويه: "وقالوا: جُوَالِق وجُوَالِيق، فلم يقولوا: جوالقات حين قالوا: جواليق". "الكتاب: 3/ 615".
والجُوالِق: وعاء. ذكره الجوهري في صحاح "جلق": 4/ 1454".
6 ذكر ذلك الجوهري في المصدر السابق.
7 وضمها أيضا، كما ذكر الجوهري في المصدر السابق "بون": 5/ 2081".
8 ينظر المصدر السابق.
9 في "ق": لا ينطلق.
[التقاء الساكنين] :
قوله1: "التقاء الساكنين يغتفر في الوقف مطلقا...."2.
أي: يجوز التقاء الساكنين في الوقف على كل كلمة قبل آخرها ساكن، كزيد وسميع؛ لأن الوقف محل تخفيف، ويجوز في غير الوقف، لا مطلقا، بل في مواضع:
أحدها: أن يكون أحد الساكنين مدغما في حرف والساكن الآخر حرف لين قبل المدغم [إذا كان الحرف المدغم] 3 وحرف اللين في كلمة واحدة، وحرف4 اللين الذي5 قبل المدغم إما ياء، نحو خُوَيِّصة6، في تصغير: خاصّة، وإما ألف نحو: الضّالّين، وإما واو، نحو: تُمُوَدّ الثوب.
وتُمُوَدَّ: فعل ما لم يسم فاعله، من7: تَمادَدْنا الثوب.
فإذا بني "تمادّ" لما لم يسم فاعله، ضم أوله وثانيه على ما
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وَفِي الْمُدْغَمِ قَبْلَهُ لِينٌ فِي كَلِمَةٍ نَحْوُ خُوَيصة وَالضَّالِّينَ وتُمُوَدّ الثَّوْبُ، وفي نَحْوِ مِيْمْ وَقَافْ وَعَيْنْ مِمَّا بُنِيَ لِعَدَم التَّرْكِيبِ، وَقْفاً وَوَصْلاً، وَفِي نَحْوِ الْحَسَنُ عِنْدَكَ وَآيْمُنُ الله يَمِينُكَ؛ لِلاِلْتِبَاسِ، وَفِي نَحْوِ لَاهَا اللهِ وَإي الله جائز".
"الشافية: ص7".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "هـ": وحروف.
5 في "هـ": التي.
6 لفظة في: ساقطة من "هـ".
7 لفظة من: ساقطة من "هـ".
هو المقرر في النحون فيلزم انقلاب الألف واوا لضم ما قبلها، نحو: تُضُورِب.
وإنما جاز التقاء الساكنين ههنا؛ لأن المد الذي في الساكن الأول قام مقام الحركة فكأنه لم يجتمع ساكنان، ولأن الحرف المدغم في آخر يتوهم1 أنه متحرك.
وإنما قال: "في كلمة"؛ لأنهما لو كانا في كلمتين يكون حرف2 اللين في آخر كلمة والحرف المدغم في أول كلمة أخرى لم يجز التقاء الساكنين، بل يجب [حذف] 3 حرف اللين، سواء كان واوا، نحو:"قالوا ادّارأنا"، أو ألفا، نحو:"قالا ادّارأنا"، أو ياء، نحو:"في ادّارأنا"4.
وإنما يجب حذفه5 ههنا؛ لأنه وقع آخر الكلمة وآخر الكلمة6 محل التغير7 بخلاف8 ما إذا كانا في كلمة واحدة.
1 في "ق": "في الآخر يوهم". وفي "هـ": "في آخر يوهم".
2 في "ق": ككون الحرف. وفي "هـ": ككون حرف.
3 في "ق": "حذفه، أي": موضع "حذف".
4 ادّارأنا: اختلفنا وتدافعنا. أصله: تدارأنا، فأدغمت التاء في الدال، واجتلبت الألف ليصح الابتداء بها.
"ينظر الصحاح: "درأ": 1/ 49".
5 في "ق": حذفها.
6 "وآخر الكلمة": ساقط من "ق".
7 في "هو": التغييرات.
8 في "هـ": للإعراب بخلاف.
وثانيهما1: [أنه يجوز التقاء الساكنين وصلا ووقفا] 2 في الكلمات إذا عددت تقديرا3 وكان قبل آخرها حرف لين، سواء كانت تلك الكلمات من حروف الهجاء، نحو: قاف وميم وعين، أو لم يكن منها، نحو: زَيْد وإنسان، وغيرهما4 مما بناؤه5 لعدم التركيب.
أما جواز التقاء الساكنين فيها حالة الوقف فظاهر؛ لما ذكرناه في أول الباب، وأما جوازه حالة الوصل؛ فللفرق بين ما بُنِي لوجود المانع من الإعراب وبين ما بُنِي لعدم المقتضي الإعراب وهو التركيب.
وإنما لم يفعل بالعكس؛ لقلة ما بني لعدم مقتضي الإعراب6 وكثرة ما بني لوجود المانع من الإعراب.
ومنهم من زعم أن السكون فيها سكون الوقف حال7 الوصل "69"8 وإنما سكنت أواخرها بنية الوقف، ولذلك جاز التقاء الساكنين فيها.
1 في الأصل: وثانيهما. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في الأصل: تقديرا. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في "هـ": وغيرهما.
5 في "ق": مما بني.
6 في "هـ": المقتضي للإعراب.
7 في "هـ": حالة.
8 الواو ساقطة من "ق".
وثالثها: أنه يجوز التقاء الساكنين في الاسم المعرف باللام، [نحو: الحسن1] 2، وفي أيمن الله يمينك، [وأيم الله يمينك3] إذا كان قبلها4 همزة الاستفهام.
وإنما جوزوا التقاء الساكنين ههنا؛ لأنه لو حذفت همزة الوصل ههنا5 لالتبس الاستفهام بالخبر، فأتى بمدة عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن [وهو اللام في المعرف باللام، وهمزة القطع في أيمن الله، وأيم الله] 6، فقيل: آلحسين عندك، وآيمن الله وآيم الله7 يمينك.
ومن العرب من يجعل همزة الوصل بين بين؛ أي: بين المدة والهمزة، فيقول: أألحسن عندك، وأأيمن الله يمينك وأأيم الله يمينك -وهو ليس بفصيح.
والذي يدل على وقوع هذا قول الشاعر8:
1 فيقال: آلحسن؛ حيث دخلت همزة الاستفهام على "الحسن" وأوله همزة وصل مفتوحة، فلم يجز حذف همزة الوصل وإن وقعت في الدرج لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر؛ لأن حركتي الهمزتين متفقتان، إذ هما مفتوحتان. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 224".
2 "نحو الحسن": ساقط من "ق".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في الأصل، "هـ": فيها. وما أثبتناه من "ق".
5 "ههنا": ساقطة من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 "وآيم الله": من طق"؛ فهي مشطوبة من الأصل، وساقطة من "هـ".
8 في "هـ": قوله.
"12"
وَمَا أَدْرِي إذَا يَمَّمْت وَجْهاً
…
أُريد الخَيْر أَيُّهما يَلِيني
أَأَلْخير الَّذِي أنَا أبْتَغِيهِ
…
أمِ الشَّرُّ الَّذِي هو يبتغيني1
فلو لم تجعل الهمزة في هذا البيت بين بين لم يتزن البيت.
قوله: "وحَلََقتا البِطان شاذ".
أي: التقاء الساكنين في قولهم: "التقت حَلَقَتا البِطان"2 شاذ؛ لأن الساكن الأول وإن كان مدة لكن لم يكن الثاني حرفا مدغما، على أن الساكنين ليسا من كلمة بل من كلمتين.
والبطان، للقتب: الحزام الذي يُجعل تحت بطن البعير، فيه حلقتان متى التقيا فقد بلغ الشد غايته3. ويضرب مثلا في الحادثة إذا بلغت النهاية، فيقال للحادثة إذا اشتدت: "التقت حَلَقَتا البِطان"4.
1 هذان بيتان من الوافر، قالهما المثقِّب العبدي، واسمه عائذ بن محصن بن وائلة بن عَدِي، وهو شاعر جاهلي أقدم من النابغة الذبياني. وهما آخر بيتين في قصيدة له بعنوان مفاجأة وعتاب، وقال في بدايتها:
أفاطِم قبل بَيْنك متِّعيني
…
ومنعك ما سألت كأن تَبِيني
ينظر في البيتين: المغني: 69، وابن يعيش: 9/ 138 والمفضليات: 292. وقد أنشد الرضي البيت الثاني في شرحه على الشافية: 2/ 268 رقم 282، وينظر كذلك: شرح شواهد شروح الشافية، للبغدادي 188 "رقم 96".
2 الصحاح: "بطن": 5/ 2079.
3 الصحاح: "بطن": 5/ 2079.
4 ينظر مجمع الأمثال: 2/ 186، والصحاح:"بطن": 5/ 2079.
قوله: "وإن كان غير ذلك وأولهما مَدّة1...." إلى آخره2.
أي: فإن كان التقاء الساكنين في غير ما ذكرنا؛ أي: في غير الوقف وفي غير ما كان الأول من الساكنين مدّة والثاني مدغما في كلمة، وفي غير الحسن وآيمن الله وآيم الله، فلا يخلو من أن يكون أولهما مدة أو لا يكون.
فإن كان أولهما مدّة حذفت تلك المدّة، نحو: خَفْ وقُل وبِع، فإنه حذفت الألف في: خَفْ، والواو في: قُلْ، والياء في: بِع.
ونحو: تَخْشيْن يا امرأة، أصله: تَخْشَيِين؛ قُلبت الياء ألفا لتحركِها وانفتاح ما قبلها، فالتقى ساكنان [هما: الألف وياء الضمير، فحُذِفَت الألف، فصار: تَخْشَين.
ونحو: اغزوا يا قوم؛ أصله: اغْزُوُوا؛ استثقلت الضمة على الواو فحذفت الضمة، فالتقى ساكنان] 3 وهما: الواو التي حذفت الضمة عنها، وواو الضمير، فحذفت الأولى.
ونحو: ارمي يا امرأة؛ أصله: ارْمِيِي؛ استثقلت الكسرة على الياء مع كسرة ما قبلها فحُذِفَت الكسرة، فالتقى ساكنان: تلك الياء وياء الضمير، فحذفت تلك الياء.
1 "وأولها مدة" ساقط من "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ وَأوَّلُهُمَا مَدَّةٌ حُذِفَت، نَحْوُ: خَف وقُل وبِع وتَخْشَين واغْزُوا وارْمِي واغْزُنَّ وارْمِنّ ويخشى القوم ويَغْزُو الجيشَ ويَرْمِي الغرضَ""الشافية: ص7، 8".
3 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ".
ونحو اغْزُنَّ يا قوم؛ اصله: اغْزُوُون؛ حُذفت الواو التي هي ضمير كما حُذِفت في: اغْزُوا القوم، فصار: اغْزُوُنَّ، فحذفت الضمة للاستثقال، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
ونحو: ارْمِنَّ يا امرأة؛ أصله: ارْمِييِنَّ؛ حُذفت الياء التي هي الضمير لالتقاء الساكنين كما حذفت في: ارْمِيي القوم؛ وحذفت كسرة الياء لاستثقالها مع كسرة ما قبلها، ثم حذفت الياء أيضا لالتقاء الساكنين.
ونحو: يَخْشَى القوم، ويَغْزُو العدو1، ويَرْمِي الغَرَضَ؛ فإنه حذف2 الألف في يخشى، والواو في يغزو، والياء في يرمي، لالتقاء الساكنين.
وإنما أورد هذه الثلاثة [أيضا تنبيها على أن المدة تحذف لالتقاء الساكنين من كلمتين "70" كما] 3 تحذف من كلمة.
قوله4: "والحركة5 في خَفِ الله...." إلى آخره6.
1 في "ق"، "هـ":"الجيش" بدلا من "العدو".
2 في "هـ": حذفت.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 قوله: موضعها بياض في "هـ".
5 في "هـ": "من"، بدلا من "في".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والحركة في نحو: خَفِ الله واخْشَوُا الله واخْشى الله واخْشُون واخْشَيِن غَيْرُ مُعْتَدّ بها، بخلاف نحو خَافا وخافنَّ". "الشافية: ص8".
هذا جواب عن سؤال مقدر. وتقدير السؤال: أنه إنما حُذف الألف من: خَف، والواو من: اخْشَوا، والياء من: اخْشِي لالتقاء الساكنين، وقد انْتَفَتْ1 هذه العِلَّة في: خَفِ الله، واخْشَوُا الله، واخشوُنَّ، واخْشين؛ لحركة2 الفاء في خَفِ الله، والواو في: اخْشوا الله، واخْشَوُنّ، وحركة3 الياء في اخْشَيِنّ، فيجب أن يُرَدَّ الألف: في خَفِ الله، [والواو في: اخْشَوا الله، واخشَوُنّ] 4 والياء في: اخْشَيِنَّ، لكنها لا تُرَدّ.
وأجاب عنه بأن حركة الفاء [والواو] 5 والياء غير معتد بها؛ لأنها عارضة أتي بها لمجيء ساكن بعدها في كلمة أخرى [أو بمنزلة كلمة أخرى] 6 وذلك غير لازم، فوجودها كعدمها، بخلاف حركة الفاء في نحو: خَافا وخَافُوا وخافِي7، وخافن؛ لأن حركة الفاء فيهن8 كالحركة الأصلية لاتصال ما بعد الفاء بالكلمة اتصال الجزء، فلهذا رُدَّت الألف فيه.
1 في الأصل، "ق": انتقى وما أثبتناه من "هـ".
2 في الأصل، "ق": لحركة. وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "حركة" ساقطة من "ق"، "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 والواو: إضافة من المحقق.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 وخافي: إضافة من "ق"، "هـ".
8 في الأصل، "ق": فيه. وما أثبتناه من "هـ".
قوله: "فإن1 لم يَكُنْ مَدَّة حُرِّك2...." إلى آخره3.
أي: فإن كان التقاء الساكنين في غير ما جوّزناه ولم يكن أولهما مَدَّة حرك الساكن الأول، نحو اذْهَبِ [اذْهَبْ؛ فإن باء اذهب الأول ساكنة والذال في اذْهَب] 4 الثاني ساكنة فحركت الباء.
ونحو: لم أبِلَهْ. أصله: لم5 أبالي؛ حذفت6 الياء للجزم، وكثر استعمال "أُبَال" -بحذف الياء- حتى صار كأنه لم يحذف منه شيء وصار اللام كآخر الكلمة، فأسكنت اللام كما يسكن آخر الكلمة الصحيحة فاجتمع حينئذ ساكنان -الألف واللام- فحذفت الألف كما في نحو: لم يَخَفْ. و7 ليس هذا الحذف موضع الاستشهاد، فصار: لم أُبلّ، فألحق به هاء السكت لمراعاة حركة اللام الأصلية فالتقى ساكنان -اللام وهاء السكت، فحركت اللام بالكسر8 لالتقاء الساكنين- وهو موضع الاستشهاد -فروعيت حركة اللام حيث ألحقت هاء السّكت وروعي سكون اللام حيث حذف الألف
1 في "هـ": وإن.
2 في الأصل: حركت. واللفظة ساقطة من "هـ".
3 تمام عبارة ابن الحاجب: "فَإنْ لَمْ يَكُنْ مَدَّةً حُرِّكَ، نَحْوُ: اذْهَبِ اذْهَبْ، ولم أبَلِهْ، وألم الله واخْشَوُا الله واخشي الله". "الشافية: ص8".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، لانتقال نظر الناسخ.
5 في "هـ": ألم.
6 في "هـ": فحذفت.
7 الواو ساقطة من "هـ".
8 بالكسر: ساقطة من "ق"، "هـ".
وحُركت لالتقاء الساكنين.
وفي1 نحو: {الم، اللَّهُ} 2، فإن الميم الثانية ساكنة ولام التعريف بعدها ساكنة، فالتقى ساكنان ليس أولهما مدة، فحرك الأول أعني الميم -لالتقاء الساكنين- وإنما حرك بالفتح محافظة على بقاء التفخيم في اسم الله تعالى.
وفي نحو: اخْشَوُا الله، واخْشَيِ الله. وأصل "اخْشَوُا الله":
اخْشَيُوا الله3؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، ثم اجتمعت الواو ساكنة، مع لام التعريف بعدها ولم تكن الواو مدة، فوجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين.
وحركت بالضم للفرق بين واو الجمع "وواو غير الجمع4 كواو "لو" في نحو: "لو استطعنا"5.
1 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".
2 سورة آل عمران: 1، 2.
ومن وقف على "ألم" وعدها آية وابتدأ بـ"الله" محركاًَ لهمزته بالفتح فلا كلام فيه، وأما من وصل ألم بالله، فإنه يحرك ميم "ميم" بالفتح لا غير، وهو مذهب سيبويه، والمسموح من كلامهم. واختلف في هذه الفتحة، والأقرب -كما قال الزمخشري- أنها فتحة همزة "الله" ثقلت إلى "ميم" كما قلنا في ثَلا ثَهَرْبَعَه. وقال بعضهم: هي لإزالة الساكنين. "ينظر: شرح الشافية، للرضي: 2/ 235، 236 والمفصل ص353".
3 لفظة الجلالة سقط من "ق"، "هـ".
4 في "هـ": وإن لم تكن.
5 في الأصل: وبين غير واو الجمع. وفي "ق": وبين غير الجمع. وما أثبتناه من "هـ".
وأصل "اخشَيِ الله": اخْشَيي [الله] 1، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين -وهما الألف وياء الضمير- ثم التقى ساكنان -ياء الضمير واللام التي بعدها- ولم تكن الياء مَدّة، فوجب تحريك الياء؛ ولأنه لو حذفت الياء، وقيل: اخْشَ الله، التبس "71" بالمذكر.
قوله: "ومن ثم قيل اخْشَوُنَّ واخْشَيِنَّ؛ لأنه كالمنفَصِل"2.
أي: و3 من أجل أنه إذا كان بعد "اخْشَوا"4 أو بعد "اخْشَي" كلمة منفصلة أولها ساكن لم تحذف الواو والياء -بل5 تحرك6 الواو بالضم والياء بالكسر- ضم واو "اخشوا" وكسر ياء "اخْشَي" عند اتصال نون التأكيد بهما7 فتقول: اخْشَوُنَّ واخْشَيِنَّ
1 لفظ الجلالة: إضافة من "ق"، "هـ".
2 اعترض الرضي على قول المصنف: "لأنه كالمنفصل"، قائلا: لا وجه لا يراد هذا الكلام ههنا أصلاً؛ لأن الساكن الأول يحرك إذا لم يكن مدة وإن كان الثاني متصلاً مثل الهاء في "لم أبله" أو منفصلا كاخْشَوا الله واخْشَى الله، أو كالمفصل كاخْشَوُنّ واخْشَيِنَّ فأي فائدة لقوله:"لأنه كالمنفصل" وحكم المتصل أيضاً كذلك؟ وهذا مثل ما قاله في آخر الكافية: "وهما في غيرهما مع الضمير البارز كالمنفصل" كأنه توهم ههنا أن حق الواو والياء في مثله الحذف كما في اغْرُنَّ، لكن لما كان النون المؤكدة التي بعد الضمة كالكلمة المنفصلة لم يحذف، كما لم يحذفا في نحو: اخْشَوُا الله وأخُشَيِ الله". "شرح الشافية: 2/ 237".
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 في "ق": "و"، بدلا من "أو".
5 لفظة "بل" ساقطة من "هـ".
6 في "ق"، "هـ": حرك.
7 في الأصل: بها. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
لأن نون التأكيد في "اخْشَوا" و"اخْشَي" بمنزلة كلمة منفصلة، بخلاف "خافن"؛ فإن نون التأكيد فيه كالكلمة المتصلة؛ لأن نون التأكيد مع الضمير البارز كالمنفصل، ومع غير البارز1 كالمتصل كما مر في النحو.
قوله: "إلا في نحو: انطلقَ
…
"2.
أي: فإن لم يكن أولهما مدّة حُرك الأول إلا في نحو3 "انْطَلْقَ" و"لم يَلْدَهُ"4. أي: إلا في كل موضع سُكّن الأول للتخفيف، فإنه حرك الثاني لا الأول؛ لئلا يلزم ما فروا منه، نحو: "انْطَلْقَ" -أمرا للمخاطب، و"لَمْ يَلْدَهُ"؛ فإن أصل5 "انْطَلْقَ": انْطَلِقْ [بكسر اللام وسكون القاف] 6، فسكنت اللام للتخفيف كما سكنت في نحو "كَتْف"7؛ فكأنهم عاملوا بعض الكلمة معاملة كلها، فالتقى ساكنان -اللام والقاف- فحركت القاف - لا اللام - لما ذكرناه.
ونحو: لم يَلْدَه، في قوله:
1 في "ق": ومع الضمير غير البارز. وفي "هـ": ومع غير الضمير البارز.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلا في نحو انْطَلْْقَ وَلَمْ يَلْدَهُ، وَفِي نَحْوِ: رُدّ وَلَمْ يَرُدّ فِي تَمِيمٍ مِمَّا فَرَّ مِنْ تَحْرِيكِهِ لِلتَّخفِيفِ فحرك الثاني". "الشافية: ص8".
3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
4 الهاء ساقطة من "هـ".
5 لفظة "أصل" ساقطة من "ق". وفي "هـ": الأصل.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 أي: فشبه طَلِق بكَتِف في لغة تميم. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 238".
13-
عجبت لمولود ولي لَهُ ابٌ
…
وَذِي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوَانِ1
المراد بالأول: عيسى، وبالثاني آدم [عليهما السلام]2.
وأصل "لم يَلْدَهُ": لم يَلِدْهُ3 -بسكون الدال وكسر اللام- فسكنت اللام للتخفيف، وحركت الدال لالتقاء الساكنين.
وإنما فتحت القاف في "انْطَلْقَ" والدال في "لم يَلْدَهُ" ولم يكسرا لالتقاء الساكنين اتباعا لفتحة الطاء والياء؛ لعدم اعتدادهم بالحاجز لكونه سكونا ولأنه لو كسرا لزم التزام ما فروا4 منه في الساكن الأول وهو الكسر.
1 هذا بيت من الطويل، لرجل من أزد السراة. وقد أنشده سيبويه في كتابه:"2/ 266 4/ 115، والكامل: 2/ 132، وابن جني في الخصائص "2/ 333"، وابن عصفور في المقرب: "ص42"، وابن يعيش في شرح المفصل: "4/ 84، 9/ 123، 126" والرضي في شرحه على الشافية رقم "9":"1/ 45، 2/ 238"، وابن هشام في شرح اللخمة البدرية، "2/ 245"، وفي المغني:"1/ 135"، والشيخ خالد في التصريح: 2/ 18، السيوطي في الهمع: 1/ 54، 2/ 26، وابن الحنبلي في ربط الشوارد: 108، والشنقيطي في الدرر: 1/ 31، 2/ 18.
وينظر في البيت كذلك: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب:"1/ 341، 2/ 258 - بولاق"، وشرح شواهد الشافية، للبغدادي "رقم 10" ص22، 23، والخزانة 2/ 381".
والشاهد في قوله: "لم يلد"؛ حيث إنه سكن اللام وفتح الدال وكان أصله: "لم يَلِدْهُ - بكسر اللام وسكون الدال. وفيه رواية أخرى وهي: ألارُبَّ مَوْلود
…
، شاهدا على مجيء رب للتقليل.
2 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
3 في "هـ": لم يلد.
4 في "ق"، "هـ": ما فر.
ونحو: رُدَّ، ولم يَرُدَّ في لغة تميم؛ لأن أصل "رُدَّ": ارْدُدْ، وأصل "لم يَرُدَّ"1: لم يَرْدُد، فنقلت حركة الدال الأولى2 إلى ما قبلها للإدغام، لاجتماع المثلين، فاجتمع ساكنان -وهما الدال الأولى المسكنة للإدغام والدال المسكنة للأمر أو النهي- فحركت الثانية لالتقاء الساكنين وأدغمت الأولى في الثانية.
وإنما قال: "في تميم"؛ لأن أهل الحجاز يقولون: ارْدُدْ، ولم يَرْدُدْ -على الأصل من غير تسكين الدال الأولى للإدغام؛ لأن من3 شرط الإدغام تَحَرُّك الحرف الثاني؛ لئلا يلزم التقاء الساكنين وكأن بني تميم4 لا يلتفتون إلى سكون الثانية لكونه عارضا.
قوله: "وقراءة حَفْص: "ويَتَّقْهِ" ليست5 منه على الأصح".
اعلم أن أكثر6 الناس ذهبوا إلى أن قراءة حفص: "ويَتَّقْهِ7" بسكون الفاء8 من هذا الباب، وقالوا: كأن أصله: يتقي، فحذفت الياء
1 لفظة: "يرد" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل "الأول". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "من" ساقطة من "ق".
4 في "هـ": "بنو تميم".
5 في الأصل، "ق": ليس. والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
6 في "ق""كثيرا من"، بدلا من:"أكثر".
7 وذلك في قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة النور الآية: 52] .
8 وتسكين القاف ههنا انفرد به حفص، فكلهم كسر القاف. ووافق حفصا في اختلاس كسرة الهاء، قالون ويعقوب. وقرأها أبو عمرو وأبو بكر بإسكان الهاء ووافقهما اليزيدي والحسن البصري والأعمش "ينظر الإتحاف، ص35".
للجزم، ثم ألحقت هاء السكت فصار: يَتَّقِهْ -بفتح التاء وكسر القاف- ثم سكّنت القاف تشبيها ليِتَّقِهْ بكتف، كما ذكرناه في: يَلْدَه، ثم حركت هاء السكت لالتقاء الساكنين، وهما القاف وهاء السكت1.
وقال المصنف: "الأصح أنه ليس منه"؛ لأن فيه نوعا من التعسف "72" مع الاستغناء عنه، والأولى أن يقال: الهاء2 في "يَتَّقْهِ" ضمير عائد إلى الله [تعالى]3. وأصله: ويَتَّقيهِ4؛ فحذفت الياء للجزم، فصار: يَتَّقِهِ، ثم سكنت القاف كما سكنت [التاء] 5 في: كتف6 -هذا هو الوجه في هذه القراءة7.
فلو جعلنا هذه القراءة مما نحن فيه لزم ارتكاب مُسْتَبْعَدَيْنِ، أحدهما: تحريك هاء السكت. والثاني: إثباتها في الوصل8.
1 وهذا مذهب الزمخشري وجمهور النحاة. "ينظر الكشاف: 3/ 249". وينظر كذلك: شرح الشافية للرضي: 2/ 239، 240".
2 في الأصل: أنها وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "تعالى" إضافة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": ويتقي.
5 "التاء" إضافة من المحقق.
6 حيث شُبّه تَقِهِ بكَتِف ههنا.
7 وهذا مذهب المصنف واختاره الرضي "ينظر شرح الشافية: 2/ 240". وهذا الذي ذهب إليه المصنف واختاره الرضي وركن الدين هو مذهب عبد القاهر حكاه عنه الجاربردي في شرحه على الشافية "مجموعة الشافية: 1/ 159".
8 وهو بهذا يرد على الزمخشري فيما ذهب إليه. "ينظر شرح الرضي على الشافية: 2/ 239، 240".
قوله: "والأصل الكسر؛ فإن خُولِف فلعارض
…
"1.
أي: الأصل في التحريك لالتقاء الساكنين هو التحريك بالكسر؛ لأن السكون في الأفعال المجزومة عِوَضٌ عن الكسر الذي في الأسماء المعربة المجرورة، فلما احتيج ههنا2 إلى تحريك الساكن كان الأَوْلى التحريك بحركة كان السكون عوضا عنها على سبيل المقاصَّة3 والمعاوضة، فإن حرك الساكن بغير الكسر فذلك لعارض اقتضى ذلك وجوب غير الكسر أو اختيار غير الكسر، مع جواز الكسر أيضا أو مساواة غير الكسر الكسر4. وقد تجيء أمثلة الوجوب والاختيار والمساواة بالتفصيل.
وأشار إلى أمثلة الوجوب بقوله: "كوجوب الضم5 في ميم الجمع ومُذ".
اعلم أنه يجب لالتقاء الساكنين ضم ميم الجمع، الذي لا تقع تلك الميم فيه بعد الهاء [التي بعد الياء] 6 أو بعد الكسرة، نحو:"عَلَيْكُمُ اليوم" 7؛ لأن أصل هذه8 الميم الضم، يدل عليه قراءة
1 وتمام العبارة قوله: "
…
كوجوب الضم في ميم الجمع وفي مذ". "الشافية: ص8".
2 لفظة "ههنا" ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: المقاصصة. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 لفظة "الكسر" ساقطة من "هـ".
5 في "ق": "الضمة".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 وذلك في قوله تعالى: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [سورة يوسف الآية: 92] .
8 في النسخ الثلاث: هذا. والصحيح ما أثبتناه.
أهل مكة بضم هذه الميمات بواو بعدها نحو: "عَلَيْكُمُو1 اليوم2".
ولما كان أصل هذه3 الميم الضم واحتيج إلى تحريكه4 وجب تحريكه بالحركة الأصلية.
واحترزنا بقولنا: "بعد الهاء التي بعد الياء" عن مثل: "عليهم الله"، وبقولنا:"بعد الهاء التي بعد كسرة" عن مثل قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} 5، لأنه لم يجب ضم ميم الجمع لالتقاء الساكنين: فإنه كسره بعضهم6؛ لأنه لما كسرت الهاء [بالياء] 7 في مثل قولهم8: "عليهم" وبالكسرة التي قبلها في مثل9 "في10 قلوبهم العجل" كسرت الميم تبعا للتخفيف.
1 في الأصل: عليكم.
2 لفظة "اليوم" ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": هذا.
4 في "هـ": تحريك.
5 سورة البقرة: من الآية "93".
6 وهو أبو عمرو. ووافقه اليزيدي والحسن البصري، وكسر الميم عندهم لمجاوزة كسرة الهاء.
وقرأها نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم، وكذا أبو جعفر بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين. ووافقهم ابن مُحَيْصِن. "ينظر الإتحاف: 124".
7 بالياء: إضافة من "ق"، "هـ".
8 في "ق"، "هـ": قوله.
9 في "هـ": قوله.
10 لفظة "في" ساقطة من"هـ".
ومنهم1 من يُبْقِي2 ضمة الميم مع ذلك، ومنهم من لا يكسر الهاء حينئذ بل يضمها.
وإنما وجب ضم [الذال في] 3 "مُذْ" لالتقاء الساكنين؛ لأن أصلها "مُنْذُ" -بضم الذال فلما احتيج إلى تحريكها حركت بحركتها الأصلية.
قوله: "وكاختيار الفتح في4: آلم. الله".
هذا مثال ما يكون الفتح مختارا5 فيه لالتقاء الساكنين مع جواز الكسر. وإنما كان الفتح مختارا فيه [مع جواز الكسر] 6 محافظة لبقاء التفخيم في اسم الله [تعالى]7.
قوله: "وكجواز الضم
…
إلى آخره"8.
هذا مثال ما يجوز الضم فيه مع جواز الكسر بالسوية، وهو أنه إذا كان بعد الساكن الثاني ضمة أصلية في كلمة الساكن الثاني جاز
1 "ومنهم" ساقطة من "ق".
2 في الأصل، "ق": يتقي. والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
4 في "ق": "نحو". بدلا من "في".
5 في "هـ": مختار.
6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
7 لفظة تعالى إضافة من "هـ".
8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَكَجَوَازِ الضَّمِّ إذَا كَانَ بَعْدَ الثَّانِي مِنْهُمَا ضمة أصلية في كلمته نحو: و {قَالَتِ اخْرُجْ} وقالت اغزِي، بخلاف "إن امرؤ" وقالت ارموا، و"إن الحكم" "الشافية: ص8".
ضم الساكن الأول مع جواز كسره، سواء "73" بقيت الضمة، نحو {قَالَتِ اخْرُجْ} 1 و {قُلِ ادْعُوا اللَّه} 2. أو لم يبق لعارض، نحو "قَالَتِ اغْزِي" فإن الساكن الأول هو التاء والساكن الثاني هو الغين وبعده ضمة أصلية، لكنها غير باقية لإبدال الكسرة عنها لأجل الياء.
وإنما3 جاز ضم الساكن الأول لاتباعه الضمة التي بعد الساكن الثاني مع ضعف الحاجز4.
وإنما قيد الضمة بالأصلية؛ لأنها لو لم تكن أصلية لم يجز الضم، نحو5:"قالت ارموا"؛ فإن ضمة الميم عارضة، لنقل ضمة الياء إليها.
ونحو "إنِ امْرُؤٌ"6؛ فإن ضمة الراء بتبعية ضمة الهمزة، ولهذا تكسر الراء إذا كانت الهمزة مكسورة، وتفتح إذا كانت مفتوحة وإذا كانت عارضة كان وجودها كعدمها، فلهذا لا يجوز ضم الساكن الأول بل يجب كسره.
وإنما قال: "في كلمته"؛ لأنه لو كانت الضمة الأصلية في غير كلمة الساكن الثاني لم يجز ضم الساكن الأول لالتقاء الساكنين،
1 سورة يوسف: من الآية "31".
2 سورة الإسراء: من الآية "110".
3 في "هـ": فإنما.
4 في "ق": الحاج.
5 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
6 سورة النساء: من الآية "176".
نحو: {إِنِ الْحُكْمُ} 1؛ فإن الساكن الأول هو النون والساكن الثاني هو اللام، والضمة التي بعد اللام ليست في كلمة اللام؛ لأن اللام كلمة برأسها، وما بعدها2 كلمة أخرى.
وإنما شرط أن تكون الضمة في كلمة الساكن الثاني؛ لأنه لو كان في كلمة أخرى لم تكن لازمة بالنسبة إلى الساكنين، فكانت كالعارض، نحو:"قَالَتِ ارْمُوا" فلا يعتد بذلك الضم كما لا يعتد بالضم الذي3 في: "قَالَتِ ارْمُوا".
لا يقال: لو كانت عارضة لم يحتج إلى هذا القيد لخروج مثله عنه بقوله: "لازمة"؛ لأنا نقول لا نسلم عدم الاحتجاج إليه حينئذ؛ لأن ضمة الحاء في: {إِنِ الْحُكْمُ} وإن كانت لازمة للحكم لكنها غير لازمة للساكنين. فإن قالت: الكسرة جائزة في الساكن الأول لالتقاء الساكنين في مثل: {قَالَتِ اخْرُجْ} 4 و {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ} 5 فلم لا يجوز في همزة الوصل في مثل هذا المحل، نحو: اقْتُل واخْرُج؟
قالت: لأن همزة الوصل ههنا من الكلمة التي فيها الضمة التي بعد الساكن فكانت أتم لزوما فلزمها الاتباع؛ لئلا يخرج من كسر إلى الضم في كلمة واحدة.
1 الأنعام: من الآية "57".
ويوسف: من الآيتين "40، 67".
2 في "ق": وما بعده.
3 في النسخ الثلاث: "التي". والصحيح ما أثبتناه.
4 سورة يوسف: من الآية "31".
5 سورة الإسراء: من الآية "110".
قوله1: "وَاخْتِيَارِهِ في نَحْوِ: اخْشَوُا الْقَوْمَ"، عَكْسَ2:"لَوْ استطعنا".
أي: وكاختيار الضم لالتقاء الساكنين في واو الضمير المتصل بالفعل الذي حذف لامه إذا كان بعده لام التعريف، نحو: اخْشَوُا اللهَ.
وإنما كان ضم الواو محتارا لكراهة الكسر3 على الواو والإشعار4 بأنه ضمير جمع، فيحصل الفرق بين واو الضمير وبين الواو التي ليست بضمير نحو واو "لو".
وعكس واو "اخْشَوُا اللهَ" واو "لو" في نحو "لو استطعنا" يعني أن المختار في واو "لو" الكسر.
ويعلم من اختيار الضم في واو الضمير واختيار الكسر في واو "لو" جواز الكسر في واو الجمع وجواز الضم في واو "لو"، تشبيها لها بواو الضمير؛ فإن كسر الواوين5 لغة قوم، وضمهما لغة آخرين.
وقوله: "وَكَجَوَازِ الضَّمِّ وَالفَتْحِ في نَحْوُ "74" رُدّ، وَلَمْ يَرُدّ" فإنه يجوز في مثل: رُدّ، ولم يَرُدّ الضم للاتباع6، والفتح لكونه
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 في النسخ الثلاث: وعكسه. وما أثبتناه من الشافية، ص8.
3 في "هـ": الكسرة.
4 في "ق"، "هـ": وللإشعار.
5 في "ق": فإن الكسر، أي: كسر الواوين.
6 وهو الأكثر في كلامهم. "ينظر الكتاب: 3/ 531".
أخف1، 2 والكسر على الأصل3، بخلاف ما إذا كان بعده ساكن، نحو: ردّ القوم4، ولم يَرُدّ5 القوم؛ فإن المختار كسره مع جواز الضم والفتح؛ لأن الكسر حركته في الأصل إذا قدر فك الإدغام ولهذا تقول6:"ارْدُدِ القَوْمَ" -بالكسر لا غير، فكأنهم
1 وهي لغة أسد، وناس غيرهم "ينظر الكتاب 3/ 533، والمفضل ص354".
2 الواو ساقطة من "ق".
3 وهي لغة كعب وغَنِيّ، كما قال سيبويه في كتابه: 3/ 534، وقال الرضي في شرحه على الشافية "2/ 243":"أقول: اعلم أن بني تميم ومن تبعهم إذا أدغموا مثل هذا الموقوف والمجزوم كما ذكرنا -ذهبوا فيه مذاهب: منهم من يفتحه كما في نحو: انْطَلْقَ ولم يَلْدَهُ، نظرا إلى كونه فعلا، فتجنيبه الكسرة اللازمة أولى، وأما في "ارْدُدْ القوم" فعروضها سهل أمرها، فتقول: مُدّ وعَضّ وعِزَّ، وفتح عَضّ عنده ليس للاتباع، وإلا قال مُدّ بالضم وعِزّ بالكسر، ومنهم من يفر من الكسر إلى الاتباع كما في مُنْذُ، فنقول مُدّ وعِزّ وغَضّ، والكسر في عِزّ ليس عنده؛ لأن الساكن يحرك بالكسر، إلا كسر عَضّ ومُدّ أيضا، ومنهم من يبقي الجميع على الكسر الذي هو الأصل في إزالة الساكنين، وهم كعب وغَنِي، فنقول: مُدّ وعَضّ وعِزّ، والكسر في عِزّ عنده ليس للاتباع، وإلا أتبع في مد وعض أيضا" ا. هـ.
4 قال الأشموني في شرحه على الألفية في باب الإدغام "3/ 897": والتزم أكثرهم الكسر قبل ساكن فقالوا: "رُدّ القومَ" لأنها حركة التقاء الساكنين في الأصل، ومنهم من يفتح وهم بنو أسد، وحكى ابن جني الضم، وقد روي بهن قوله وهو جرير:
فَغُضّ الطرف، إنك من نمير
…
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
نعم الضم قليل، قال في التسهيل في باب التقاء الساكنين:"ولا يضم قبل ساكن، بل يكسر، وقد يفتح، هذا لفظه" ا. هـ.
5 في "ق"، "هـ": لا ترد.
6 في "ق": منقول.
لما أدغموا أبقوا الثاني على حركته وهي الكسر، والذين ضموه وفتحوه لم يراعوا عروض الساكن بعده.
اعلم أن جواز الضم والفتح والكسر في أمر المضاعف الذي مضارعه على يفعل -بضم العين- أما إذا كان على1 يفعَل أو يفعِل بفتح العين أو كسرها، نحو "عض" من "يعض"2 و"نم"، من "ينم" فإنه لا يجوز فيه إلا الكسر والفتح؛ لأنه لا يمكن الضم بالاتباع. قوله:"وَكَوُجُوبِ الْفَتْحِ [فِي نَحْوِ رُدَّها، وَالضَّمِّ فِي نحو: رُدُّهُ] 3".
أي: وجب الفتح في "رُدَّها"، "عضَّها"، و"لم يَرُدَّها" لكون الهاء بعد الدال [خفية، فكأن4 بعد الدال ألفا، ووجبت5 الفتحة قبل الألف، ووجب الضم في: ردُّه وعضُّه؛ لخفاء الهاء، فكأن6 الواو واقعة بعد الدال و7 الضاد] 8 والضمة مناسبة للواو9.
1 لفظة "على" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": من عض.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "ق": وكأن.
5 في "ق": ووجب.
6 في "ق": وكأن.
7 في "ق": "أو" بدل "و".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
9 وحكى الكوفيون "رُدُِّها" بالضم والكسر، و"رُدَِّه" بالفتح والكسر وذلك في المضموم الفاء. وحكى ثعلب الأوجه الثلاثة قبل هاء الغائب. "شرح الأشموني: 3/ 897".
وأما كسر1 الدال، نحو:"ردِّه"2 فلغة قليلة سمعها الأخفش من بني عقيل3؛ لأن الواو تنقلب ياء لكسرة الهاء، ولا يستكره اجتماع الياء مع كسرتين -كسرة الدال وكسرة الهاء- لكون الهاء خفية.
وغلطوا ثعلبا4 في تجويزه في فصيحه5 فتح الدال في "رُدَّه"[لأنه منكور حمله على صورة فقد الضمير] 6، "لأنه حمل "رُدَّه" على "رُدَّ" والحمل عليه لا يجوز؛ لأن الواو بعد الضمير موجودة، والهاء حاجز غير حصين، فوجب الضم في "رُدُّه"، بخلاف [رُدَّ]7.
قوله8: "والفتح في نون من [مع لام التعريف] 9".
1 في "ق": كسرة.
2 ومثله: عضه.
3 ينظر المفصل ص354، وينظر كذلك: شرح الأشموني: 3/ 897.
4 هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني، المعروف بثعلب إمام الكوفة في النحو واللغة والحديث، ولد سنة مائتين، وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. وله مؤلفات كثيرة أربت على الأربعين، من أشهرها: الفصيح، والمجالس. ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: للزبيدي: 141-150.، والفهرست لابن النديم: ص110، تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي: 5/ 204، ومعجم الأدباء: 5/ 102، وبغية الوعاة: ص172، وشذرات الذهب: 2/ 207.
5 وفي فصيحه: ساقطة من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
8 قوله: موضعها بياض في "هـ".
9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
أي: وكوجوب الفتح في نون "مِن" مع لام التعريف، نحو "مِنَ الرَّجل"، طلبا للتخفيف لكثرة استعمال "من" مع لام التعريف مع لزوم الكسر قبلها1.
وقد جاء كسر "من" مع لام التعريف على الأصل، نحو: مِنِ الرَّجُل، وهو ضعيف2.
قوله: "عكس: مِنِ ابنِك".
أي: حكم "مِنْ" مع لام التعريف عكس "من" مع نحو "ابنك"؛ فيكون الكسر3 في نون "مِنِ ابْنِكِ" وغيره من الساكن الذي4 لا يكون لام التعريف واجبا؛ لأن كسر نون "مِن" هو الأصل مع أنه يكثر كثرته مع لام التعريف.
وقد جاء فتح نون "من" في: مِنَ ابْنِكَ؛ كراهة توالي الكسرتين وهو ضعيف5.
وأما نون "عن" فمكسورة6 مع لام التعريف ومع غيره على الأصل؛ لأنها لم تكثر كثرة [مِن] 7، مع أن قبل نونها فتحة في
1 قبلها: إضافة من "ق"، "هـ".
2 وقد حكى سيبويه ذلك "الكتاب: 4/ 154".
وقال الزمخشري: وهي لغة خبيثة "الفصل، ص 355".
3 لفظة "الكسر" ساقطة من "هـ".
4 في "هـ": والذين.
5 ولغة الفتح هذه حكاها سيبويه عن قوم فصحاء "الكتاب: 4/ 155".
6 في "ق"، "هـ": مكسورة.
7 لفظة "من": إضافة من "ق".
حرف1 مستعل2، فكره توالي الفتحات3 مع حروف الاستعلاء نحو: عَنِ الرَّجُلِ، وعَنِ ابْنِكَ.
وقد حكي عن الأخفش: عَنُ الرَّجل -بضم النون- فإنه لغة قبيحة رديئة4. وتوجيهها التشبيه5 بواو الضمير في: اخْشَوُا اللهَ قوله6: "وجاء في المُغْتَفَر: النَّقُر7
…
" إلى آخره8.
أي: وجاء في المغتفر في الوقف -أي: المرخص الجائز فيه نحو النَّقُر، ومِنَ النَّقِر، لالتقاء الساكنين، واضْرِبُهْ.
وجاء قلب الألف همزة مفتوحة فيما كان أول الساكنين ألفا والثاني مدغما، نحو: دَأَبَّه وشَأَبَّه، بخلاف ما كان فيه أول الساكنين مدة غير ألف، نحو:"تَأْمُرُونِّي"9؛ فإنها لا تنقلب همزة. اعلم أنه جاز الوقف في نحو: النُّقُر، على ما يجيء، بنقل حركة
1 في "هـ": حروف.
2 في "هـ": مستعمل.
3 في "هـ": الحركات.
4 ينظر المفصل: ص355، وشرح الشافية، للرضي: 2/ 247.
5 في "ق": التشبة.
6 قوله: موضعها بياض في "هـ".
7 لفظة "النقر" ساقطة من "هـ".
8 إلى آخره: ساقطة من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَجَاءَ فِي الْمُغْتَفَرِ: النَّقُر، ومِنَ النَّقِر، واضْربِهُ ودَأَبَّه، وشَأَبَّه، وجَأَنَّ: تَأْمُرُونِّي. "الشافية: ص8".
9 في قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [سورة الزمر: 64] .
الحرف1 الموقوف عليه إلى ما قبله حالتي الرفع والجر "75" فإذا وقفت عليه -لا على هذه اللغة بل على اللغة الكثرى -التقى ساكنان هما الراء والقاف وحينئذ جاء تحريك الساكن الأول بحركة الساكن للوقف فرارا من التقاء الساكنين2.
وكذلك إذا وقف على الهاء في نحو "اضْرِبْه" بسكون الهاء جاز تحريك الباء بحركة الهاء فيقال "اضْرِبُهْ".
وإذا كان أول الساكنين ألفا والثاني مدغما قُلب الألف همزة مفتوحة نحو: دَأَبَّه وشَأَبَّه، وجَأْنَّ. في دَابَّة وشَابَّة، وجَانَّ، مبالغة في الهرب من التقاء3 الساكنين. وإن كان أول الساكنين مَدَّة غير ألف نحو "تَأْمُرُونِّي" لم يجئ قبلها همزة.
النَّقْر: التِقاط الطائر الحبَّة4. وهو أيضا صُوَيْتٌ5 يُزْعَجُ به الفرسُ وذلك بأن تلصق لسانك بحنكك ثم تفتح6. وقيل صُوَيت7 يسكن به الفرس إذا احتد في حركته8، 9.
1 لفظة "الحرف" ساقطة من "ق". وفي "هـ": حرف.
2 في الأصل: الساكنين. خطأ.
3 في الأصل: "ق": لالتقاء. وما أثبتناه من "هـ".
4 ينظر الصحاح "نقر": 2/ 834.
5 في الأصل: صوت. وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يتفق مع ما في الصحاح.
6 الصحاح "نقر": 2/ 834.
7 في الأصل: صوت. وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يتفق مع ما في الصحاح.
8 في "هـ": في حركة.
9 وقيل: النَّقْر ضرب الرحى والحجر وغيره بالمنقار. وقيل: النَّقْر هو صُوَيْت يُسمع من قرع الإبهام على الوسطى. "ينظر اللسان "نقر": 6/ 4519، 4520".
[الابتداء] :
قوله: "الابتداء: لا يُبتدأ إلا بمتحرك
…
" إلى آخره1.
اعلم أنه لا يبتدأ بساكن لتعذره [كما لا يوقف إلا على ساكن لا لتعذره] 2 بل للاستحسان؛ لأن الوقف ليس إلا على آخر الكلمة وآخر الكلمة محل التخيف، فناسب ذلك أن يؤتى بالحرف على أخف أحواله.
ثم إذا3 كان أول الكلمة ساكنا، وذلك السكون في الأسماء والأفعال والحروف كما يجيء، فإن كان في الأسماء فهو إما سماعي أو قياسي. والسماعي في عشرة أسماء لا غير4، وهي: "ابن وابنة
…
" إلى قوله: "وايمن الله".
أما الابن والابنة والاسم والاست، فأصلهما: بَنَوٌ وسُِمْوٌ -بكسر السين، أو ضمها وسكون الميم- وسته، فلما حذف الواو من بَنَو وسُِمْو، والهاء من سَتَه وأسكن الفاء احتيج إلى همزة الوصل5.
1 إلى آخره: موضعها بياض في "هـ".
وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "الابْتِدَاءُ: لَا يُبْتَدَأُ إلَاّ بِمُتَحَرِّكٍ كما لا يُوقَفُ إلَاّ عَلَى سَاكِنٍ فَإنْ كَانَ الأَوَّلُ سَاكِناً -وَذلِكَ في عَشَرَةِ أسْمَاءٍ مَحْفُوظَةٍ، وَهِيَ: ابْنٌ، وَابْنَةٌ، وابْنُمٌ، واسْمٌ واسْتٌ، واثْنَان، وَاثْنَتَانِ، وامْرُؤٌ، وامرأة، وايْمُنُ الله، وَفِي كُلِّ مَصْدَرٍ بَعْدَ ألِفِ فِعْلِهِ المَاضِي أرْبَعَةٌ فَصَاعِداً، كالاِقْتِدَارِ وَالاسْتِخْرَاجِ وَفِي أَفْعَالِ تِلْكَ الْمَصَادِرِ مِنْ مَاضٍ وَأمْرٍ، وَفِي صيغة أمر الثلاثي، وفي لام التعريف وميمه""الشافية: ص8".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
3 في "ق"، "هـ": إن.
4 لا غير: ساقطة من "ق".
5 في "هـ": وصل.
لامتناع الابتداء بالساكن، وكذلك ابنم؛ أصله: بَنَوٌ: حذف الواو وأسكن الفاء فاحتيج إلى همزة الوصل فأُتِي بها وزيد الميم في آخره.
واثنان واثنتان أولهما ساكن؛ لأنهما من الثني، فاحتيج فيهما1 إلى همزة وصل2، فأتي بها3.
[وكذا أصل امرئ وامرأة، مَرْءٌ ومرأة] 4، فلما أسكن فاؤهما احتيج إلى همزة وصل5 فأتي بها.
وكذا في "ايْمِ الله"، "وايْمُنِ الله"؛ لأنهما من اليمين -والياء ساكنة6. والقياس في كل مصدر بعد ألف فعله الماضي أربعة7 أحرف [فصاعدا كالاقتدار والانطلاق] 8 والاستخراج والاحمرار والاحميرار9 والاسحنكال ونحوها.
وإنما قال: "بعد ألف فعله الماضي أربعة أحرف فصاعدا"؛ لأنه
1 فيهما: ساقطة من "ق".
2 في "ق"، "هـ": الوصل.
3 فأتي بها: إضافة من "هـ".
4 في "هـ": عبارة فيها بعض الاختلاف، عما بين المعقوفتين، وهي:"وكذا في امرئ وامرأة، أصلهما: مرء ومرأة".
5 في "ق"، "هـ": الوصل.
6 في "ق": ساكن.
7 أربعة: موضعها بياض في "هـ".
8 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
9 في الأصل: الاحميرار. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
لو كان بعدها حرفان، نحو: أَكَل، أو ثلاثة أحرف1، نحو: أَكْرَم لا يكون أول مصدرهما ساكنا، نحو: الأَكْل والإِكْرَام. وإن كان سكون الأول في الأفعال فهو في أفعال تلك المصادر؛ أعني [التي] 2 بعد ألف فعله الماضي أربعة أحرف فصاعدا من ماض، نحو: انْطَلَقَ واقْتَدَرَ واسْتَخْرَجَ. أو أمر، نحو: انْطَلِقَ واقْتَدِرَ واسْتَخْرِجَ.
وفي صيغة الأمر الثلاثي، نحو: اخْرُج واعْلَمْ واضْرِب، كما مر في النحو.
أعلم أنه أراد بصيغة أمر3 الثلاثي بعض صيغة أمر4 الثلاثي وهو الذي لم يعتل من مضارعه الفاء والعين؛ لأن الأول5 فيما اعتل من الثلاثي الفاء والعين لا يكون "76" ساكنا، نحو عِدْ وثِقْ6 وقُلْ وبِعْ وخَفْ. وأنه يلزم منه أن تكون الهمزة7 في أهراق إهراقة وأسطاع إسطاعه همزة وصل. وليست كذلك.
ويمكن أن يجاب عنه بأنه أراد بالحروف في قوله: "بعد ألف فعله الماضي أربعة أحرف فصاعدا" حروفا أصلية، وحينئذ لم
1 لفظة "أحرف" ساقطة من "هـ".
2 لفظة "التي" إضافة من "هـ".
3 في "هـ": الأمر.
4 في "ق"، "هـ": الأمر.
5 في "ق": الأولى.
6 عد وثق: ساقط من "ق"، "هـ".
7 في "هـ": همزة.
يلزم؛ لأن أصل أهراق وأسطاع1: أراق وأطاع، وإن كان سكون الأول في الحرف2 فهو في3 لام التعريف وميم التعريف في لغة طيئ، نحو: الرَّجُل وامرَجُل4.
قوله: "ألحق في الابتداء [خاصة
…
" إلى آخره] 5.
جواب6: فإن كان الأول ساكنا؛ "أي"7: فإن كان أول الكلمة ساكنا، وذلك في عشرة أسماء وفي المصادر المذكورة، وفي أفعالها من الماضي والأمر، وفي صيغة الأمر الثلاثي، وفي لام التعريف وميم التعريف، ألحق في ابتداء الكلمة خاصة همزة وصل مكسورة على الأصل، إلا فيما كان بعد ساكنه ضمة أصلية؛ فإن همزة الوصل تضم حينئذ للاتباع، سواء كانت صورة الضمة باقية، نحو: اقْتُل واغْزُ، أو لم تكن باقية لعارض؛ نحو: اغْزِي؛ فإن
1 في الأصل: واستطاع. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في الأصل: "ق": الحرف. وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "في" ساقطة من "ق".
4 روي أن النمر بن توْلَب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: $"ليس من امبر امصيام في امسفر؛ يريد: ليس من البر الصيام في السفر؛ فأبدل لام التعريف ميما "ينظر اللسان "برر": 1/ 252".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "أُلْحِقَ في الابْتِدَاءِ خَاصَّةً هَمْزَةُ وَصْلٍ مَكْسُورَةٌ إلا فيما بعد ساكنه ضمة أصلية فإنما تُضَمُّ، نَحْوُ اقْتُلْ اغْزُ، اغْزِي، بِخِلَافِ أرْمُوا. وَإلَاّ في لَامِ التَّعْرِيفِ وَايْمُنٍ، فَإِنَّهَا تُفتح". "الشافية: ص7".
6 لفظة "جواب" ساقطة من "ق".
7 لفظة "أي" إضافة من "ق".
الضمة زالت لعارض، وهو ياء الضمير بخلاف باب "امرئ" وباب "ارمُوا"1؛ لأن الضمة فيهما غير أصلية؛ لأن ضمة ميم2 "ارموا" عرضت بسبب نقل حركة الياء إليها، وضمة راء3 "امرئ" عرضت لاتباع حركة آخره4.
ولا يشكل بمثل انْطُلِقَ به5، واقْتُدِرَ عليه -مفعول ما لم يسمَّ فاعله فإن ضمة الطاء والتاء6 عارضة؛ لأنها عرضت لبناء ما لم يسمّ فاعله مع وجوب ضم الهمزة، و7 لأنا نمنع عروضها فإنها8 أصلية لازمة بالنسبة إلى ما لم يسم فاعله وإن كانت عارضة بالنسبة إلى ما يُسمّى فاعله قوله:"وإلا في لام التعريف وايمن الله"9 عطف10 على "إلا فيما11 بعد ساكنه"؛ فإنه يجب فتح الهمزة الداخلة على لام التعريف؛ إما لأن الهمزة ليست همزة وصل؛ لأن12 الهمزة مع
1 في "ق"، "هـ":"بخلاف باب ارموا وباب امرئ".
2 في "ق"، "هـ": راء.
3 في "ق"، "هـ": ميم.
4 في "ق"، "هـ":"أخيره".
5 به: "ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": التاء والطاء.
7 الواو ساقطة من "ق".
8 فإنها: ساقطة من "ق".
9 لفظة الجلالة "الله" من "هـ".
10 في الأصل: عطفا. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 فيما: مطموسة في الأصل.
12 في "ق"، "هـ": بل.
قوله1: "وإثباتها وصلا لحن"2.
أي: وإثبات همزة الوصل حالة الوصل لحن؛ لأنه خروج عن كلام العرب؛ لأنه3 إنما أتى4 بها ليُتوصَّل بها إلى النطق بالساكن5 فإذا أوصل6 الساكن بما قبله استغني عنها لزوال علة حاجتها7.
وإثبات همزة الوصل "77" في الوصل8 للضرورة شاذ، كقوله:
14-
إِذَا جَاوزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ
…
بِنَثّ وتكثير الوشاة قمين9
1 قوله موضعها بياض في "هـ".
2 لفظة "لحن" ساقطة من "هـ".
3 في النسخ الثلاث: "لأنها". والصحيح ما أثبتناه.
4 إنما أتى: ساقط من "هـ".
5 ولهذا سماها الخليل سلم اللسان "شرح الجاربردي: مجموعة الشافية: 1/ 166".
6 في "ق"، "هـ": وصل.
7 في "هـ": حالتها: تحريف.
8 في الوصل: ساقط من "هـ".
9 هذا بيت من الطويل، وهو من أبيات لقيس من الخطيم رواها أبو علي القالي في أماليه وقبله:
أجود بمضمون التِّلاد وإنني
…
بسرك عمن سألني لضنين
وبعده:
وإن ضيع الإخوان سرا فإنني
…
كتوم لأسرار العشير أمين
وهو في ديوانه ص28 "برواية: بنشر، بدلا من: بنث. والحديث، يدل: الوشاة".
وينظر في البيت: الصحاح "بثت": 1/ 294، والمفصل "ص356" وشرح الشافية للرضي:"2/ 265" وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 167، واللسان "نثث": 6/ 4339 وشرح شواهد الشافية: ص183 "رقم 94". والشاهد في قوله: "الإثنين" حيث قطع همزة الوصل للضرورة.
قوله: "والتزموا جعلها ألفا لا بَيْن بَيْن".
أي: والتزموا جعل همزة الوصل التي مع لام التعريف خاصة1 والتي مع ايمن الله وايم الله2 في الاستفهام ألفا؛ لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، لا جعلها بَيْن بَيْن -على الأفصح- على ما تقدم في باب التقاء الساكنين.
قوله3: "وأما سكون [هاء: وَهْوَ وَهْيَ
…
" إلى آخره4] 5.
أي: وأما سكون أول: هو وهي الواقعتين بعد الفاء والواو ولام الابتداء، كقوله تعالى:"وَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ"6، وقوله تعالى:"فَهْيَ كَالْحِجَارَة"7، وقوله تعالى:"لَهْوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"8
1 لفظة "خاصة" ساقطة من "هـ".
2 وايم الله: ساقطة من "ق".
3 قوله: ساقطة من "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وفَهْوَ وفَهْيَ ولَهْيَ ولَهْوَ فَعَارِضٌ فَصِيحٌ وَكَذَلِكَ لَامُ الأَمْرِ نَحْوُ: "وَلْيُوفوا"، وشبّه به: أَهْوَ وأَهْيَ، و"ثُمّ" ليَقْضوا. ونحو "أن يُمِلَّ هو" قليل". "الشافية: ص8".
6 سورة البقرة: من الآية "216". وإسكان الهاء ههنا قراءة قالون وأبي عمرو والكسائي وأبي جعفر في واحدة من روايتين عنه. "ينظر النشر: 2/ 209، والإتحاف: 132".
7 سورة البقرة من الآية "74". وهي قراءة قالون وأبي عمرو والكسائي وكذا أبي جعفر "ينظر المصدران السابقان".
8 سورة الحج: من الآية "58". وهي قراءة قالون وأبي عمرو والكسائي وكذا أبي جعفر في رواية عنه. "ينظر النشر: 2/ 209، والإتحاف: 132".
فليس بأصل حتى يحتاج إلى همزة وصل، بل عارض لمجيء ما اتصل به؛ لأن قولك "وَهُوَ" كعَضُد، وقولك "وَهِيَ" ككَبِدَ، فلهذا سكّن تخفيفا على1 ما ذكر من الاتصال.
وإذا ابتُدِئ به رُدّ إلى أصله، نحو: هُوَ، وَهِيَ. فنبه بقوله:"عارض" على أن سكونه مستغن عن همزة الوصل2. وبقوله: "فصيح" على عدم شذوذه.
قوله: "وكذلك لام الأمر".
أي: وكذلك سكون لام الأمر بعد الواو والفاء، كقوله تعالى:{وَلْيُوفُوا نُذُورَهُم} 3 وقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْ} 4 ليس بأصل، بل عارض؛ لأن "وَلْيَ" من {وَلْيُوفُوا} ، و"فَلْيَ"{فَلْيَنْظُرْ} ككبد، فخففت5.
قوله: "وشُبّه به: أَهْوَ، وأَهْيَ"6.
أي: وشبه بقولك: وَهْوَ ووَهْيَ، قولك: أَهْوَ وأَهْيَ: ونحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ"7 في إسكان الهاء.
1 في "ق"، "هـ": عندما.
2 في الأصل: وصل. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 سورة الحج: من الآية "29".
4 الكهف "19"، الحج "15"، عبس "24"، والطارق "5".
5 ينظر الكتاب: 4/ 151.
6 أهو، وأهي: ساقط من "هـ".
7 سورة البقرة: من الآية "282" وهي قراءة قالون وأبي جعفر. وقرأ الاثنان أعني: قالون وأبا جعفر بالضم كذلك، قال ابن الجزري:"والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر""النشر: 2/ 209. وينظر كذلك: الإتحاف: 132".
وشبه بقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْْ} ، {وَلْيُوفُوا} قوله تعالى1 {ثُمَّ لْيَقْضُوا} 2 في إسكان اللام3.
أما تشبيه: أَهْوَ وأَهْيَ بقولنا: وَهْوَ، وَهْيَ؛ فلكونه على صيغته. وأما تشبيه نحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ" بقولنا: وَهْوَ؛ فلكون "لَهْوَ" في نحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ" على صيغة "وَهْوَ". وأما تشبيه: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} بقوله [تعالى] 4 {فَلْيَنْظُرِ} ، {وَلْيُوفُوا} ؛ فلوقوع لام الأمر في الصورتين بعد حرف العطف، وأن "وَلْيَ" في {ثُمَّ لْيَقْضُوا} مثل "وَلْيَ"، "وفَلْيَ" في {وَلْيُوفُوا} ، و {فَلْيَنْظُرِ} .
وإنما قل سكون: أهْو وأهْي دون وهْو، وهْي؛ لقلته في كلامهم وقد جاء:
15-
...............................................
…
فقلت أهي سَرَتْ أم عادَنِي5 حُلُم6
1 لفظة "تعالى" ساقطة من "ق".
2 سورة الحج: من الآية "29".
3 قرأ ابن عامر وأبو عمرو وورش ورويس بكسر اللام على الأصل في لام الأمر؛ فرقا بينها وبين لام التأكيد، ووافقهم اليزيدي وقُنبل. وقرأ الباقون بإسكان اللام للتخفيف. "ينظر النشر: 2/ 326، والإتحاف ص314". وذكر الرضي أن الإسكان قراءة الكسائي وغيره وذكر أن البصريين يستقبحونها؛ لأن "ثم" مستقلة يوقف عليها. "شرح الشافية: 2/ 270".
4 لفظة "تعالى" إضافة من المحقق.
5 في "ق"، "هـ": عاقني.
6 هذا عجز بيت من البسيط، قاله المرار العدوي، نسبه إليه البغدادي في شرح شواهد شروح الشافية "الشاهد رقم 98، ص190" وكذا في شرح شواهد الشافية "الشاهد رقم 379". وصدره:
وقمت للزّور مرتاعا
وأرقني
وقبل الشاهد، قوله:
زارت رويقةة شعثا بعد ما هجعوا
…
لدى نواحل في أرساغها الخدم
والشاهد أنشده الجاربردي في شرحه "مجموعة الشافية: 1/ 167" وأنشده ركن الدين في البسيط "رقم 98".
بسكون الهاء.
وأما: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} وإن كان أقل من نحو: "و1 لْيَقْضُوا" في الاستعمال؛ لأن امتزاج حرف واحد -وهو الواو- بما بعده2 أشد من امتزاج ما هو على ثلاثة أحرف -وهو ثُمّ- بما بعده، فليس في القلة كـ"أَهْوَ وأَهْيَ".
وأما نحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ"، فهو في القلة مثل "أَهْوَ".
اعلم أن قوله: "وأما سكون هاء وَهْو
…
" إلى آخره. جواب عن سؤال مقدّر وتقدير3 السؤال: أنكم قلتم ما يكون أوله ساكنا أتي بهمزة وصل4 للنطق به. وأول: وَهْوَ وَهْيَ في الصورتين المذكورة ولام الأمر، بعد حرف العطف ساكن، ولم يؤت بهمزة وصل للنطق به.
وأجاب عنه بأن السكون في مثل هذه الصور5 غير أصيل، بل عارض
1 الواو ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: بما بعدها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق"، "هـ": وتقدير.
4 في "ق": الوصل.
5 في "هـ": الصورة.
اللام للتعريف كـ"هَلْ وبَلْ" -كما هو مذهب الخليل1- وإنما حذف حركتها عند وجود الحركة قبلها للتخفيف؛ لكثرة استعمالها، فإذا ابتُدِئ بها رُدّت إلى أصلها. وإما لكثرة استعمالها في كلامهم مع كونها همزة وصل ففتحوها للتخفيف -كما هو مذهب سيبويه2.
وأما فتح الهمزة الداخلة على ميم التعريف فبالحمل على الهمزة الداخلة على لام التعريف.
وأما فتح همزة "ايم الله"، و"ايمن الله" فلكثرة استعمالها3. وإنما سميت هذه الهمزة همزة الوصل؛ لأن يتوصل بها إلى النطق بالساكن.
وقيل إنما سمّيت4 همزة الوصل؛ لسقوطها في الوصل -وهو ضعيف- لأنه تسمية للشيء بالنسبة إلى حال عدمه. واللائق أن تُسمّى همزة
الابتداء
لثبوتها فيه. وحال الثبوت أشرف من حال العدم.
ومنهم من سماها ألف5 الوصل؛ لأن صورتها في الخط ألف. والمصنف سماها بذلك، لقوله:"بعد ألف فعله الماضي".
1 قال سيبويه: "وزعم الخليل أن الألف واللام اللتين يعرفون بهما حرف واحد كقَدْ، وأن ليست واحدة منهما منفصلة عن الأخرى كانفصال ألف الاستفهام في قوله: أأربد، ولكن الألف كألف "أيم" في "ايم الله"، وهي موصولة كما أن ألف "ايم" موصولة، حدثنا بذلك يونس عن أبي عمرو، وهو رأيه". "الكتاب: 3/ 324".
2 ينظر الكتاب: 4/ 147.
3 تشبيها لهذه الهمزة بالهمزة التي قال "ال". "ينظر الكتاب: 4/ 147".
4 في الأصل: سمى. وما أبثتناه من "ق"، "هـ".
5 في "ق"، "هـ": بألف.