الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسادسها: أن يكون بمعنى "فعل" نحو قِلْتُهُ1 البيع وأقَلْتُهُ2، وبَكَرَ وأَبْكَرَ3: إذا أسرع إلى شيء أي وقت كان4.
وقد يجيء للدخول في مكان، نحو: أنْجَدَ وأغار، أي: دخل في النَّجْدِ والغَوْر5.
1 في "ق"، "هـ": قلت.
2 ينظر: أساس البلاغة "قيل": 531.
3 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 61.
4 ينظر اللسان "بكر": 1/ 332.
5 حكى ابن فارس: أنجد فلان: إذا علا من الغور إلى نجد". "المجمل: نجد" 855.
[معاني: فَعَّلَ] :
قوله: "وفَعَّلَ: لِلتَّكثِيرِ غَالِباً، نحو: غَلَّقْتُ، وقَطَّعْتُ، وجَوَّلْتُ وطَوَّقْتُ ومَوَّتَ المالَ، وَلِلتَّعْدِيَةِ نَحْوُ: فَرَّحْتُه، وَمِنْهُ فَسَّقْتُه، وَلِلسَّلْبِ نَحْوُ: جَلَّدْتُه وقَرَّدْتُه، وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: زِلْتُه وزَيَّلْتُهُ"1.
اعلم أن "فَعَّلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للتكثير غالبا، إلا أنه إن كان متعديا كان التكثير في متعلقه أي: في مفعوله، نحو: غَلَّقْتُ الأبواب، وقَطَّعْتُ الأيدي.
1 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ" ففي الأصل: "وفعل غالبا للتكثير
…
" إلى آخره، وفي "هـ": "وفعل غالبا
…
" وهذه العبارة أيضا نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح ص49.
وإن كان لازما كان التكثير في فاعله، نحو: جَوَّلْتُ وطَوّقْتُ؛ أي: أكثرت1 الجوَلان والطواف ومَوَّت المال، أي: هلك. وفيه نظر؛ لأن التكثير ليس في الفاعل بل في الفعل2.
ثم3 اعلم أن المراد بقولنا: "إن التكثير في المفعول" أنه لا يستعمل غلقت بالتضعيف إلا إذا كان المفعول جمعا حتى لو كان واحدا وغلّق مرات كثيرة. لم4 يستعمل الإغلاق بلا تضعيف إلا على سبيل المجاز.
- وثانيها: أن يأتي للتعدية، نحو: فَرِح زيد وفَرَّحْتُه، ومنه: فسق زيد وفَسَّقْتُه.
وإنما قال: "ومنه فَسَّقْتُهُ" ولم يقل "وفَسَّقْتُهُ" لأنه قد لا يكون موصوفا بأصل الفعل وهو الفِسْق؛ لأنه بمعنى نسبته إلى الفِسق [والنسبة إلى الفسق] 5 لا تستلزم ثبوت الفسق6.
1 في النسخ الثلاث: "كثرت". والصحيح ما أثبتناه.
2 في "ق": الفاعل.
3 لفظة "ثم" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": ثم.
5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "هـ".
6 وقال الرضي: "قوله" ومنه فَسَّقْته". إنما قال ذلك لأن أهل التصريف جعلوا هذا النوع قسماً برأسه، فقالوا: يجيء فَعَّل لنسبة المفعول إلى أصل الفعل وتسميته به، نحو فَسَّقْته: أي نسبته إلى الفسق. وسميته فاسقاً، وكذا كَفَّرْته، فقال المصنف: يرجع معناه إلى التعدية أي: جعلته فاسقا بأن نسبته إلى الفسق""شرح الشافية: 1/ 94".