المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الفعل المضارع وأبوابه] : - شرح شافية ابن الحاجب - ركن الدين الاستراباذي - جـ ١

[ركن الدين الأستراباذي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة:

- ‌الدراسة: ركن الدين الأستراباذي: حياته وآثاره

- ‌التمهيد: عصر ركن الدين الأستراباذي

- ‌ الحالة السياسية في عصره:

- ‌ الحالة الاقتصادية والاجتماعية في عصره:

- ‌ الحالة العلمية والفكرية والثقافية في عصره:

- ‌ الحياة الدينية في عصره:

- ‌الفصل الأول: ركن الدين: نشأته وحياته وآثاره

- ‌المبحث الأول: نشأته وحياته

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌اضطراب الروايات في زاوية الأسماء وما يتعلق بها من الكنى والألقاب:

- ‌أحمد هو أم محمد:

- ‌ ألقابه:

- ‌ كنيته:

- ‌ أسرته:

- ‌ ميلاده:

- ‌ موطنه:

- ‌ نشأته وحياته العلمية:

- ‌ رحلاته:

- ‌ أخلاقه وصفاته:

- ‌ مكانته العلمية وثقافته:

- ‌ شيوخ ركن الدين وتلاميذه:

- ‌ وفاته:

- ‌ آراء العلماء فيه:

- ‌ المبحث الثاني: آثاره "الموجود منها والمفقود

- ‌ما وصل إلينا من مصنفاته:

- ‌ كتاب البسيط:

- ‌ كتاب المتوسط:

- ‌ الشروح والحواشي على الكتاب:

- ‌أولًا: الشروح:

- ‌ثانيًا: الحواشي

- ‌ شرح الشافية:

- ‌الفصل الثاني: كتاب شرح شافية ابن الحاجب

- ‌المبحث الأول: دراسة الكتاب

- ‌ قيمة الكتاب:

- ‌ منهج ركن الدين في عرض قضاياه التصريفية في هذا الكتاب:

- ‌بين ركن الدين وابن الحاجب:

- ‌أولًا: المسائل الخلافية في الكتاب:

- ‌ثانيا: اللهجات العربية الواردة في الكتاب

- ‌المبحث الثاني: الكتاب "توثيقه ومخطوطاته

- ‌تحقيق عنوانه، وتوثيق نسبته إلى مؤلفه:

- ‌نماذج خطية من النسخ المعتمدة في التحقيق:

- ‌منهجي في تحقيق الكتاب:

- ‌كتاب: شرح شافية ابن الحجاب لأبي الفضائل ركن الدين الحسن الأستراباذي المتوفى سنة "715ه

- ‌مقدمة المؤلف:

- ‌[حد التصريف] :

- ‌[أنواع الأبنية] :

- ‌[الميزان الصرفي]

- ‌[القلب المكاني] :

- ‌[علامات القلب] :

- ‌[الصحيح والمعتل] :

- ‌[أبنية الاسم الثلاثي] :

- ‌[رد بعض الأبنية إلى بعض] :

- ‌[أبنية الرباعي المجرد] :

- ‌[أبنية الخماسي] :

- ‌[أحوال الأبنية] :

- ‌[أبنية الماضي المجرد الثلاثي] :

- ‌[أبنية الماضي الثلاثي المزيد فيه] :

- ‌[معاني: الأبنية في الأفعال] :

- ‌[معاني أبنية الثلاثي] :

- ‌[معاني: فَعِلَ] :

- ‌[معاني فعُل] :

- ‌[معاني أفعَل] :

- ‌[معاني: فَعَّلَ] :

- ‌[معاني: فاعَلَ] :

- ‌[معاني: تَفَاعَلَ] :

- ‌[معاني: تَفَعَّلَ] :

- ‌[معاني انْفَعَلَ] :

- ‌[معاني: افْتَعَلَ] :

- ‌[معاني: استفعل] :

- ‌[أبنية الرباعي] :

- ‌[الفعل المضارع وأبوابه] :

- ‌المشتقات:

- ‌[الصفة المشبهة] :

- ‌المصدر:

- ‌[المصدر الميمي] :

- ‌[المصدر مما جاء على أكثر من ثلاثة أحرف] :

- ‌[اسم المصدر] :

- ‌[اسم المرة] :

- ‌[أسماء الزمان والمكان] :

- ‌[اسم الآلة] :

- ‌[باب المُصَغَّر] :

- ‌[شواذ التصغير] :

- ‌[تصغير الترخيم] :

- ‌[تصغير المبنيات] :

- ‌[باب الاسم المنسوب] :

- ‌[باب الاسم المجموع] :

- ‌[حكم عين الثلاثي المؤنث في جمع المؤنث] :

- ‌[جمع التكسير للثلاثي الصفة] :

- ‌[جمع التصحيح في الصفات] :

- ‌[عود إلى جمع التكسير] :

- ‌[جمع فاعل الاسم] :

- ‌[جمع فاعل الصفة] :

- ‌[جمع ما آخره ألف التأنيث] :

- ‌[جمع أفْعَل: اسما وصفة]

- ‌[جمع فَعْلان: اسما وصفة]

- ‌[تكسير الرباعي والمشبه به] :

- ‌[جمع الخماسي] :

- ‌[اسم الجمع] :

- ‌[شواذ الجمع] :

- ‌[جمع الجمع] :

- ‌[التقاء الساكنين] :

- ‌ الابتداء

- ‌[الوقف] :

- ‌[المقصور والممدود] :

الفصل: ‌[الفعل المضارع وأبوابه] :

[الفعل المضارع وأبوابه] :

قوله: "المضارع بزيادة حرف المُضَارِعَةِ عَلَى المَاضِي؛ فَإِنْ كَانَ مُجَرَّداً عَلَى "فَعَل" كُسرت عَيْنُهُ أَوْ ضُمت أَوْ فُتحت إِنْ كانَ الْعَيْنُ أوِ اللَاّمُ حَرْفَ حَلْقٍ غَيْرَ ألِفٍ، وَشَذَّ: أَبَى يأْبَى: وَأَمَّا قَلَى يَقْلَى فعامرية، ورَكَنَ يَرْكَنُ من التداخل"1.

اعلم أن المضارع يحصل بزيادة حرف المضارعة، أعني الهمزة أو النون أو التاء أو الياء على الماضي2.

ثم إن كان الماضي مجردا عن الزوائد على وزن "فَعَل" -بفتح العين- أسكنت فاؤه وكسرت عينه في المضارع، أو ضمت نحو:

1 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت في الأصل: "والمضارع بزيادة حرف المضارعة على الماضي

" إلى آخره. وفي "هـ": والمضارع

".

2 عن تعريف المضارع وما يعرف به، قال عبد القاهر:"والمضارع: ما دل على زمانَي الحال والاستقبال ويسمّى حاضرا أو مستقبلا، كـ"يفعل"، ويعرّف بأن تتعقب على أوله الهمزة والنون والتاء والياء ويكون آخره مرفوعا ومنصوبا ومجزوما، ما لم يتصل به ضمير جماعة النساء، نحو: "يضربن" "المفتاح: 53، 54".

ص: 268

ضرَب يضرِب، وقتَل يقتُل، وإنما لم يتعرض لسكون الفاء لظهوره أو فتحت عينه إن كانت عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق غير ألف غالبا نحو: نحَب ينحَب1 ومنَع يمنَع2.

وقد يأتي عينه مضموما أو مكسورا مع وجود حرف الحلق، نحو: دخَل يدخُل، ونَبَحَ يَنْبَح. وقد شذ: فعَل يفعَل -بفتح العين فيهما- نحو: أبى يأبَى3. وإنما جوّزه4؛ لأن الياء ينقلب إلى حرف الألف الذي هو حرف الحلق، لتحركها وانفتاح ما قبلها5 فتكون من الذي لامه حرف حلق6.

واعلم أن في عَدِّ الألف من حروف الحلق نظرا. [حيث إن غيره لم يعد الألف من حروف الحلق]7.

1 في الأصل: نحت ينحت: وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 ينظر ما قاله الرضي حول علة فتح عين المضارع إن كانت عينه أو لامه من حروف الحلق غير الألف، في شرح الشافية "1/ 118، 119".

3 وحكى سيبويه في "أبَى يأبَى" لغة ثانية، قال:"وقالوا: أبى يَأبَى، فشبهوه بِيَقْرَأ وفي "يأبى" وجه آخر: أن يكون مثل: حسب يحسِب، فُتِحا كما كُسِرا""الكتاب: 4/ 105".

4 في "ق"، "ق":"جوزوه".

5 قال سيبويه: "اتبعوا الأول، يعني في يأبى؛ لأن الفاء همزة""الكتاب: 4/ 105" وقال أبو سعيد السيرافي: "وقد دل هذا أن سيبويه ذهب في أبى يأبى أنهم فتحوا من أجل تشبيه ما الهمزة فيه أولى بما الهمزة فيه أخيرة ومثله: عضضت يعض". "شرح السيرافي بهامش الكتاب 2/ 254 "بولاق"".

6 في "ق"، "هـ": الحلق.

7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

ص: 269

ومما شذ أيضا: جَبَى الخراجَ يَجْبَاه1، ووَذَرَ يَذَرُ2 وقال3 في الصحاح4: "قال أبو عبيدة5 عضَضْتُ -بالفتح- لغة في الرِّباب6 فعلى هذا عضَّ يَعَضُّ في الرِّباب من الشاذ.

وأما قلى يقلَى، بفتح العين فيهما فليس بصحيح7، وإنما هو8 لغة عامرية9. وأما ركَن يركَن -بفتح العين فيهما- كما

1 حكاه سيبويه: "ينظر الكتاب: 4/ 105" وقال في اللسان: "جَبَى الخراجَ والمالَ والحوضَ يَجْباه ويجبِيه: جمعه وجَبَى يَجْبَى مما جاء نادرا مثل أبَى يأبَى؛ وذلك أنهم شبهوا الألف في آخره بالهمزة في قرأ يقرأ، وهدأ يَهْدَأ""جبى": 1/ 541.

2 وَذَرَ يَذَرُ -بالفتح فيهما- شاذ؛ لأن المسموع: وذَر يذِر، ووذِر يذَر. "ينظر اللسان: وذر: 6/ 4805".

3 الواو ساقطة من "ق".

4 في "عضض": 3/ 1091.

5 يعني أبا عبيدة معمر بن المثنى "سبقت ترجمته".

6 في اللسان "عض" 4/ 2986: "وحكى الجوهري عن ابن السكيت: عضضت باللقمة فأنا أعض، وقال أبو عبيدة: عضضت -بالفتح- لغة في الرباب. قال ابن بري هذا تصحيف على ابن السكيت. والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإصلاح: عَصِصْتُ باللقمة فأنا أعِصّ بها عصَصًا. قال أبو عبيدة: وعَصَصْتُ -بالفتح- لغة في الرِّباب". ا. هـ. وينظر كذلك الصحاح: "عض": 3/ 1091 وعلى كل فقد حكى سيبويه هذه اللغة -أعني: عَضَضْت تَعَضُّ- في كتابه "4/ 106" وهو أسبق من ابن السكيت، حيث توفي سيبويه قبل أن يولد ابن السكيت بست سنوات.

7 قال سيبويه: "وأما جَبَى يَجْبَي، وقلَي يقلَي فغير معروفين إلا من وُجَيْهٍ ضعيف، فلذلك أمسك عن الاحتجاج لهما". "الكتاب: 4/ 106".

8 لفطة "هو" ساقطة من "هـ".

9 وفي اللسان أنها لغة طيئ. "قلى": 5/ 3731.

ص: 270

حكاه1 أبو عمرو فإنه من اللغة المتداخلة؛ يعني أن ركَن يركُن بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع2، ورَكِن يركَن -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع لغتان، فأخذ الماضي من اللغة الأولى والمضارع من اللغة الثانية، فقيل: ركَن يركَن -بفتح العين فيهما3- وقال بعضهم: إن قلَى يقلَى لغة في قَلَى يقلِي؛ فإن صح هذا كان قَلَى يقلَى -بفتح العين فيهما- من اللغة المتداخلة4 أيضا.

قوله: "ولزموا الضم في الأجوف بالواو والمنقوص بها، والكسر فيهما بالياء"5.

يعني: إذا كان الماضي على فَعَل -بفتح العين- لزموا ضم العين في المضارع في الأجوف والناقص الواويين نحو: قام يقوم، ودعا

1 في "هـ": كما رواه.

2 في الأصل: المستقبل.

3 قاله الجوهري في الصحاح "ركن": 5/ 2126" ونقله عنه ابن منظور في اللسان "ركن": 3/ 1721 وينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125.

4 وأن تكون لغة طائية؛ لأنهم يجوزون قلب الياء ألفاً في كل ما آخره ياء مفتوحة فتحةً غير إعرابية مكسورٌ ما قبلها، نحو "بَقَى" في "بَقِيَ" و"دَعَى" في "دُعِيَ" وغير ذلك. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125".

5 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "ولزم الضم

" إلى آخره وفي "هـ": "ولزموا الضم

".

ص: 271

يدعو؛ لمناسبة الضمة الواو؛ لأنهم1 لو كسروا العين لزم التغيير وهو قلب الواو ياء لكسرة ما قبلها ولزموا كسر العين في المضارع في الأجوف والناقص اليائيين، نحو: باع يبيع، رمى يرمي؛ لمناسبة الكسرة الياء؛ ولأنهم لو ضموا العين لزم التغير "20" وهو قلب الياء واوا لضم ما قبلها.

قوله: "ومن قال طَوَّحْتُ وأَطْوَحُ، وتَوَّهْتُ وأَتْوَه"؛ فَطَاحَ يَطِيحُ، وَتَاهَ يِتِيهُ شاذٌ عِنْدَهُ أَوْ من التداخل"2.

اعلم أن هذا جواب عن سؤال مقدر3، وتقدير السؤال: أنكم قلتم إن4 الماضي إذا كان على فعَل -بفتح العين- في الأجوف بالواو، لا يكون مضارعه إلا على يفعُل -بضم العين، وطَاح وتَاه "فعل"، من الأجوف، بالواو لقولهم: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ؛ مع أنه جاء طاح يطِيح، وتاه يتِيه، وهو: فَعَل يفعِل -بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع؟

وأجاب عنه بأن من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ، وهو أَطْوَحُ منه وأَتْوَهُ منه للتفضيل، فَطَاحَ يَطِيحُ وَتَاهَ يَتِيهُ، شاذٌ عِنْدَهُ أَوْ من اللغة

1 في "ق" ولأنهم.

2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "ومن قال طوحت وأطوح

" إلى آخره وفي "هـ": ومن قال طوحت

".

3 لفظة "مقدر" ساقطة من "ق".

4 لفظة "إن" ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 272

المتداخلة؛ وذلك لأنه جاء: طَاحَ يطُوح وتاه يتُوه حينئذ بالواو1 وجاء: طاح يطيح، وتاه يتيه بالياء2.

اعلم3 أن القول بأن طاح يطيح، وتاه يتيه من اللغة المتداخلة عند من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ بعيد؛ لأنه إن لم يقل طَيَّحْتُ وتَيَّهْتُ لم يكن عنده متداخلا بل شاذا وإن قال به فهو من الأجوف اليائي، وكذا إن قال به غيره، وحينئذ لا يكون شاذا ولا متداخلا، [على أن التداخل لا يتصور ضمنا؛ لأن صورة الماضي في التغيير واحدة] 4 وأما فإن قال طيَّحْتُ وتَيَّهْتُ، فطاحَ يطِيح، وتاه يَتِيه جاء على القياس5.

1 في "ق"، "هـ": بالواو حينئذ.

2 قال سيبويه: "وأما طاح يطيح وتاه يتيه فزعم الخليل أنهما فعِل يَفْعِل بمنزلة حَسِبَ يَحْسِبُ. وهي من الواو ويدلك على ذلك طَوَّحت وتَوَّهت، وهو أطوَحُ منه وأتوَهُ منه، فإنما هي فعِل يَفْعِل من الواو كما كانت منه فعِل يَفْعَل، ومن فَعِل يَفْعِل اعتلتا. ومن قال: طيَّحت وتيَّهت فقد جاء بها على باع يبيع مستقيمة. وإنما دعاهم إلى هذا الاعتلال ما ذكرت لك من كثرة هذين الحرفين فلو لَم يفعلوا ذلك وجاء على الأصل أدخلت الضمة على الياء والواو والكسرة عليهما في فَعُلْتُ وفَعِلْتُ ويَفْعُل ويَفْعِل، ففروا من أن يكثر هذا في كلامهم مع كثرة الياء والواو، فكان الحذف والإسكان أخف عليهم. ومن العرب من يقول: ما أتيهه، وتيَّهت، وطيَّحت""الكتاب: 4/ 344، 345"، وينظر كذلك المنصف: 1/ 261، 263".

3 في "هـ": واعلم.

4 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

5 في اللسان "طوح": "قال سيبويه في طاح يطيح: إنه فَعِل يَفْعِلُ؛ لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الواو، كراهة الالتباس ببنات الياء، كما أن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الياء؛ كراهة الالتباس ببنات الواو أيضا، فلما كان ذلك عدما البتة. ووجدوا فَعِل يَفْعِل في الصحيح كحَسِبَ يَحْسِبُ وأخواتها وفي المعتل كوَلِي يَلِي وأخواته، حملوا طاح يطيح على ذلك، وله نظائر، كتاه يتيه وما يميه. وهذا كله فيمن لم يقل إلا طوَّحه وتوَّهه، وماهت الرَّكيّة مَوْهًا. وأما من قال طيَّحه وتيَّهه، وماهت الركيَّة منها، فقد كفينا القول في لغته؛ لأن طاح يطيح وأخواته على هذه اللغة بنات الياء، كباع يبيع ونحوها""4/ 2717". وقال المازني في تصريفه: "ومن العرب من يقول" تيَّه، وطيَّح "فهو عند هؤلاء مثل باع يبيع" وقال أبو الفتح: إنما ذهب أبو عثمان إلى أن "تيَّه" و"طيَّح" من الياء؛ لأنهما لو كانا من الواو لقالوا "توَّه، وطوَّح" كما حكى الخليل "المنصف: 1/ 262".

ص: 273

قوله: "وَلَمْ يَضُمُّوا في المِثَالِ، ووَجَدَ يَجُدُ ضَعيفٌ".

يعني: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المعتل الفاء نحو1 "وَعَدَ" لم يضموا العين في المضارع؛ فلم يقولوا: وعد يوعُد لاستثقال الضمة، سواء بقيت الواو أو حذفت، وأبقيت2 الضمة بعد حذف الواو بخلاف الكسرة، فإنها أخف من الضمة.

وأما: وَجَدَ يَجُدُ -بضم العين في لمضارع- فضعيف لا اعتداد به3 لخروجه عن القياس واستعمال الفصحاء4، 5.

وقوله: "ولزموا الضم في المضاعف المتعدي، نحو: يَشُدُّ ويَمُدُّ"6.

1 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ".

2 في الأصل: "وبقيت". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 "به": ساقطة من "هـ".

4 في الأصل: الفصاحة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 وجد يجُد -بضم عين المضارع- لغة عامرية، لا نظير لها في باب المثال. "ينظر اللسان "وجد": 6/ 4770، وشرح الشافية للرضي: 1/ 132". واللغة القياسية والمستعملة: وجَد يَجِد "ينظر اللسان "وجد" 6/ 4770".

6 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل: "ولزموا الضم

" إلى آخره.

وفي "هـ": "ولزموا الضم

".

ص: 274

أي: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المضاعف المتعدي، لزموا ضم العين في المضارع نحو:"شدَّ يَشُدُّ"، و"مَدَّ يَمُدُّ" لأنه لا يجوز فتحها؛ لأنه ليس عينه ولا لامه حرفا من حروف الحلق، ولا كسرها للاستثقال مع كثرة مجيء المضاعف المتعدي1.

وقد جاء أفعال بكسر العين في المضارع وهي: نَمَّهُ يَنِمُّهُ، وبَتَّهُ يَبِتُّهُ، وعَلَّهُ في الشراب يَعِلُّهُ، وشَدَّ ُيَشِدُّهُ، وهرَّ الشيء يَهِرُّه؛ أي: كرهه، وصدَّه يَصِدُّه -مع مجيء الضم أيضا فيها. وقد جاء حَبَّه يَحِبُّه بالكسر فقط2.

وإنما قيّد المضاعف بالمتعدي؛ لأنه لو كان لازما لزم فيه "الكسر"3 نحو: حنَّ يَحِنُّ وأنَّ يَئِنُّ وظلَّ يَظِلُّ، وضَنَّ يَضِنُّ، أي: بخل.

قوله: "وَأِنْ كَانَ عَلَى فَعِلَ فُتحت عَيْنُهُ أوْ كُسِرَتْ إنْ كَانَ مِثَالاً، وَطَيِّئٌ تَقُولُ في4 باب بَقِيَ يَبْقَى: بقَى يَبْقَى"5.

1 في "ق": للمتعدي.

2 قال الجوهري في الصحاح "حبب" 1/ 242: "تقول: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وهذا شاذ؛ لأن باب المضاعف إذا كان يفعِل منه مكسورا، لا يجيء متعديا إلا أحرف معدودة، وهي: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وعلَّهُ في الشراب يَعُلُّهُ ويَعِلُّهُ ونمَّ الحديث يَنُمُّهُ ويَنِمُّهُ، وشَدَّه يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ، وحَبَّهُ يَحِبُّهُ، قال: وهذه وحدها على لغة واحدة، وإنما سهّل تعدي هذه الأحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن.

3 لفظة "الكسر" إضافة من "هـ".

4 لفظة "في" ساقطة من "ق".

5 العبارة من "ق": وفي الأصل: "وإن كان على فعل

" إلى آخره، وفي "هـ": "وإن كان على فعل

".

ص: 275

أي: وإن كان الماضي على فعِل -بكسر العين- فتحت عينه وكسرت في المضارع نحو: عَلِمَ يَعْلَمُ، وحَسِبَ يَحْسَبُ. وفتح العين في المضارع هو القياس.

وقد جاء الكسر في أحرف، مع جواز الفتح فيها، وهي: حَسِبَ يَحْسِبُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ ويَبِسَ يَيْبِسُ1. وحكى اللِّحيانِيُّ2: فَضِلَ يَفْضَلُ3. وحكى الأخفش: قَنِطَ يِقْنِطُ4. وحكى الأصمعيُّ: عَرِضَتْ له الغولُ تَعْرِضُ5.

1 وقد ذكر ذلك ابن جني في شرحه على تصريف المازني، ثم قال:"فهذا كله فيه لغتان: إحداهما الأصل، وهي الفتح، والأخرى لضرب من الاتساع، وهي الكسر، "المنصف: 1/ 208".

2 اللحياني، هو: علي بن حازم، إمام كوفي من أئمة اللغة، عدَّه الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين عاصر الفراء، وكان أحفظ الناس للنوادر، باعتراف الفراء نفسه، وله كتاب في النوادر لطيف. "عن: طبقات النحويين واللغويين، ص195، بتصرف يسير".

3 حكاه عنه ابن منظور "اللسان "فضل": 5/ 3429".

4 جاء في معاني القرآن للأخفش "ص380": "قال: "وَمَنْ يَقْنِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ"؛ لأنها من قَنِطَ يَقْنِطُ. وقال بعضهم يَقْنُطُ مثل يَقْتُلُ، ويَقْنَطُ مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ. ونقله ابن منظور في اللسان "قنط": 5/ 3752. وقال: "إنما هو على الجمع بين اللغتين". والقراءة المذكورة "يقنِط" في سورة الحجر "56"، نسبت إلى أبي عمرو بن العلاء والأعمش والكسائي، ينظر الطبري: 14/ 40، والسبعة 367، والكشف: 2/ 31، والتيسير: 136، والبحر المحيط 5/ 459.

5 لا أدري من أين أتى بهذه الحكاية عن الأصمعي، فقد فتشت في كتب اللغة جميعها فلم أعثر عليها حكاية عن الأصمعي، وإنما هي حكاية عن أبي زيد، كما ذكر ذلك صاحب الصحاح قال:"أبو زيد: يقال: عَرَضَتْ له الغولُ وعَرِضَتْ، أيضا بالكسر "الصحاح "عرض" 3/ 1082.

ص: 276

[ومعنى: عَرِضَتْ؛ أي: ظهرت]2.

وضَلِلْتُ أَضِلُّ3 لغة تميمية4.

ويمكن أن يقال: ضَلِلْتُ أَضِلُّ من اللغة المتداخلة، [وكذا فَضِل يفضِل] 5 لأنه جاء ضَلَلْتُ أَضِلُّ وضَلِلْتُ أضَلُّ.

"وكذا في": وَصِب في ماله يَصِبُ6 -إذا أحسن القيام عليه7-[من اللغة المتداخلة؛ لأنه8] قد جاء: وَصِبَ يَوْصَب9.

[ووَصَبَ يَصِبُ10]11. "ونَعِمَ يَنْعِمُ، بالكسر فيهما".

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

2 ينظر المصدر السابق، والمجمل "عرض" 660 واللسان "عرض" 4/ 2886.

3 "ضللت أضل": من "ق". وفي الأصل، "هـ":"وظللت أظل".

4 وفي اللسان: "ضَلَلْتَ تَضِلُّ، هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضلالا وضلالة وقال كراع: وبنو تميم يقولون: ضَلِلْتُ أَضِلُّ، وضَلِلْتُ أَضَلُّ، وقال اللحياني: أهل الحجاز يقولون: ضَلِلْتُ أضَلُّ، وأهل نجد يقولون: ضَلِلْتُ أَضِلُّ، قال: وقد قرئ بهما جميعا قوله تعالى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} ، وأهل العالية يقولون: ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ" 4/ 2601 "ضلل".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 هذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن كراع. "ينظر اللسان: وصب" 6/ 4848.

7 ينظر المصدر السابق.

8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

9 ينظر المصدر السابق.

10 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق يتطلبها السياق.

11 ووَصَبَ يَصِبُ -كـ"وعَدَ يَعِدُ"- حكاها صاحب اللسان عن كراع. "ينظر اللسان "وصب": 6/ 4848".

ص: 277

وقد جاء أحرف من المعتل الفاء بكسر العين فيها ولم يُرْوَ فيها الفتح في المضارع وهي: وَرِثَ يَرِثُ ووَثِقَ يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَرِمَ يَرِمُ من الوَرَم، ووَرِعَ يَرِعُ1.

وقد حكى سيبويه: وَرِعَ يَوْرَعُ2 -ووَلِي يَلِي- بالكسر لا غير ووَفِقَ أمره يَفِقُ "21" إذا صادفه موافقا.

ووَلِهَ يَلِهُ إذا أفرط في الحرن3 والأكثر يَوْلَه4.

ووَغِمَ يَغِمُ بمعنى: نعِم ينعم، ووَهِمَ في الشيء يَهِمُ إذا ذهب الوهم إليه. وآن يئين5، أصله: أَوِنَ بكسر العين؛ لأنه لو كان بفتح العين لكان مضارعه يئون6.

وطاح يطِيح، وتاه يَتِيه -أصلها: فَعِل يَفْعِل- بكسر العين فيهما؛ لأنه لو كان فعل يفعل -بفتح العين- وهو من ذوات الواو لقالوا: طُحْتُ وتُهْتُ بضم الفاء.

1 الكتاب: 4/ 54، وينظر اللسان "ورع": 6/ 4814.

2 ينظر المصدر السابق.

3 في الأصل: الجنون. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 أي: على القياس. حكاها الجوهري في الصحاح "وله" 6/ 2256، ونقلها عنه ابن منظور في اللسان "وله": 6/ 4919".

5 حكاه ابن الأعرابي وأبو زيد. ذكر ذلك ابن منظور في اللسان "أين" 1/ 192.

6 أي: يرفق. "ينظر اللسان "أون": 1/ 177".

ص: 278

ووَحِرَ صدره يَحِرُ من الغضب، ووَغِرَ صدره يَغِرُ، والأجود يَوْحَرُ1 ويَوْغَرُ2، ووَحَر الصدر: غِشُّه3.

ووَطئ يَطَأَ، ووَسِعَ يَسَعُ والأصل الكسر، ولذلك4 حذفت الواو منهما ثم فتح حرف الحلق5. ووَلِغَ يَلِغُ6. وحكى أبو زيد: يَوْلَغُ7 وحكى غيره: وَلََغَ يَلَغُ8.

وحُكي أيضا: وَهِنَ يَهِنُ9 وحكى ابن دريد: وَهِنَ يَوْهَنُ10 ووَهِلَ يَهِلُ والمستعمل يَوْهَلُ11. وحكي: لَبِبْتُ تَلَبُّ بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع12. وأما وَبِقَ يَبِقُ13، ووَرِي الزَّنْدُ

1 ذكر ابن منظور اللغتين -أعني: يَحِرَ ويَوْحَرُ- وقال: "ويَوْحَر أعلى""اللسان: وحر 6/ 4783".

2 الصحاح "وغر" 2/ 846. وينظر اللسان "وغر": 6/ 4878.

3 في اللسان: "قال الكسائي والأصمعي في قوله: وَحِر صدره: الوَحَرُ غِشُّ الصدرِ وبلابله "وحر": 6/ 4783".

4 في الأصل: وكذلك. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 قال أبو عثمان المازني: "وكان أصل" يَسَعُ: يَوْسِع" فلزم الواو الحذف كما لزمها في "يَعِد" فحذفت، ثم فتحت السين في "يَسَع" والطاء في "يَطَأ" لأن العين والهمزة من حروف الحلق "المنصف: 1/ 206".

6 حكاه ابن منظور عن اللحياني "ينظر اللسان "ولغ": 6/ 4917".

7 حكاه ابن منظور عن اللحياني. "ينظر اللسان "ولغ": 6/ 4917".

8 المصدر السابق.

9 المصدر السابق "وهن": 6/ 4935.

10 الجمهرة: "وهن": 3/ 182.

11 ينظر اللسان: "وهل": 6/ 4933، ووهل: ضعف وفزع وجبن.

12 حكاه صاحب اللسان في "لبب": 5/ 3979.

13 وبَق يبق، ووبِق يبق: هلك "اللسان "وبق": 6/ 4755".

ص: 279

يَرِي، إذا أخرج النار، ووَرِي المخُّ يَرِي -إذا اكتنز1- فقد جاء الفتح في ماضيها2.

اعلم أن قياس المضارع من "فَعِلَ" بكسر العين في المتعدي واللازم، يَفْعَلُ بفتح العين، وإنما جاء المضارع منه يَفْعِلُ -بكسر العين في المتعدي وغيره- قليلا بشرط أن يكون معتل الفاء؛ لاستلزام3 التخفيف حينئذ بحذف الواو؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة لازمة بخلاف "يَفْعَلُ" -بفتح العين- فإنهم لو قالوا: يَوْمَقُ -بفتح الميم- كان ثقيلا، ولم يوجد ما يوجب حذف الواو؛ لأنهم لو فتحوا عين المضارع من وَلِيَ يَلِي وشبهه، لأدى إلى استثقال إن بقيت الواو التي هي فاء في المضارع، وإلى4 إعلالين إن حذفت الواو؛ وهما حذف الواو في الأول وقلب الياء ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وكل واحد منهما محذور عنه.

وإنما قلنا بشرط أن يكون معتل الفاء؛ لأن الصحيح والمعتل العين أو اللام جار على القياس إلا نادرا.

وطيئ يقلبون الكسرة فتحة ويقلبون الياء ألفا في كل ياء مفتوحة فتحة بناء وقبلها كسرة، فيقولون في بَقِي يَبْقَى: بَقَى يَبْقَى، وفي فَنِيَ

1 المصدر السابق "ورى": 6/ 4822.

2 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 135.

3 في "ق"، "هـ": لاستلزامه.

4 في "ق": "أو إلى".

ص: 280

يَفْنَى: فنَى يَفْنَى، وفي دُعِيَ وبُنِيَ: دُعَى وبُنَى قياسا1؛ طلبا للتخفيف؛ لأن الفتحة والألف أخف من الكسرة والياء، ومنه قول الشاعر على لغتهم:

3-

نستوقد النَّبل بالحِضيضِ ونَصْـ

طاد نفوسا بُنَتْ على الكرم2

"و"3 قال بعضهم: إنَّ قَلَى يَقْلِي لغة في: قَلِيَ يَقْلَى4، فإن صح ذلك كان قَلِيَ يَقْلَى من تداخل اللغتين، أو كان حكمه حكم: بَقَى يَبْقَى على لغة طيئ5.

قوله: "وأما فَضِلَ يَفْضُلُ ونَعِمَ يَنْعُمُ فمن التداخل"6.

1 قال الجوهري: وطيئ تقول: بَقَى وبَقَتْ، مكان بَقِيَ وبَقِيتُ. وكذلك أخواتها من المعتل "الصحاح "بقي": 6/ 2284". ونقله ابن منظور في اللسان "بقى": 1/ 331 دون إشارة إلى أنه كلام الجوهري. وينظر كذلك: شرح الشافية للرضي 1/ 125.

2 هذا بيت من المنسرح أورده أبو تمام في حماسته، وذكر قبل بيتا آخر، هو:

نحنُ حَبَسْنَا بَنِي جَدِيلَة فِي

نَارٍ مِنَ الحرب حَجْمَةِ الضَّرَمِ

ونسبهما لرجل من بني بَوْلان، من طيئ، وتابعه في هذه النسبة الجوهري وابن منظور وابن الحنبلي والبغدادي، ينظر: ديوانه الحماسة "ص54"، حماسية رقم "32"، الصحاح "بقي""6/ 2284" واللسان "بقى" 1/ 331، وشرح الرضي على شرح الشافية 1/ 124 وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 57" وشرح نقره كار "مجموعة الشافية 2/ 36" وشرح شواهد الشافية للبغدادي ص50، وربط الشوارد: 156، "34". وقيل: قائله رجل من بني القين بن جسر "ينظر: شرح شواهد الشافية ص50. والشاهد في قوله: "بُنَتْ" حيث جاءت على لغة طيئ، وغيرهم يقولون: بُنِيَتْ.

3 الواو إضافة من "هـ".

4 ينظر اللسان "قلى": 5/ 3731.

5 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125.

6 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل جاءت: "وأما فضل يفضل

" إلى آخره، وفي "هـ": "وأما فضل

".

ص: 281

اعلم أن فَضِلَ يَفْضُلُ، ونَعِمَ يَنْعُمُ -بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع- من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء فَضَلَ يَفْضُل1 بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع ونَعُمَ يَنْعُمُ -بالضم فيهما- وجاء: فَضِلَ يَفْضَلُ2، ونَعِمَ يَنْعَمُ -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع من الفضلة، فإذا قيل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ونَعِمَ يَنْعُمُ -بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع، وفَضَلَ يَفْضَلُ- بفتح العين فيهما- أخذ الماضي من إحدى اللغتين، والمضارع من اللغة الأخرى3.

وأما فَضَلْته -من الفضل للغلبة- فمخصوص بـ"فَعَل يفعُل" بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، كما مرّ في باب المغالبة.

وكذا مِتُّ -بكسر الميم4- يَمُوتُ5، ودِمْتَ تَدُومُ من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء6: مُتُّ7 تموت، [كقُلْتَ تَقُولُ] 8

1 وهي اللغة المشهورة "ينظر اللسان: "فضل": 5/ 3429".

2 حكاه ابن السكيت. ذكر ذلك الجوهري في الصحاح "فضل" 5/ 1791.

3 قال الجوهري -بعد أن ذكر اللغة المشهورة: فَضَلَ يَفْضَلُ، واللغة الثانية التي حكاها ابن السكيت -أعني: فَضِلَ يَفْضَلَ: "وفيه لغة ثالثة مركبة منهما: فَضِلَ بالكسر، يفضُل، بالضم، وهو شاذ لا نظير له. قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال: وكذلك نَعِمَ يَنْعُمُ "الصحاح "فضل": 5/ 1791".

4 "بكسر الميم": ساقط من "هـ".

5 ينظر الصحاح "موت": 5/ 1791. وهذه اللغة حكاها سيبويه في كتابه "4/ 40".

6 في "هـ": جاءت.

7 لفظة "مت": ساقطة من "هـ".

8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

ص: 282

ومِتّ تَمَات -بكسر الميم [كخِفْت تخاف] 1، ودُمْتَ تَدُومُ. ودِمْتَ -بكسر الدال- تدام؛ فأخذ الماضي من إحداهما والمضارع من الأخرى.

وكذا شَمَلَ يَشْمَلُ -بفتح العين فيهما-2 من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء "23": شَمِلَ يَشْمَلُ3 -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع [وشَمَلَ يَشْمُل4، بفتح العين في الماضي، وضمها في المضارع]5.

قوله: "وإن كان على فَعُلَ ضُمَّتْ".

أي:6 وإن كان الماضي على "فَعُلَ" -بضم العين- ضمّت العين في المضارع قياسا مطردا إلا أن سيبويه حكى كُدْتَ تَكَاد -بضم الكاف في الماضي وفتحها في المضارع- وهو شاذ7. والجيد: كِدْتَ تَكَادُ، مثل: نِمْتَ تَنامُ.

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

2 ما بين الشرطتين: ساقط من "هـ".

3 وهي اللغة المشهورة. يقال: شَمِلَهم الأمرُ يَشْمَلُهُمْ، إذا عمّهم. "الصحاح: 5/ 1738".

4 في الصحاح "شمل" 5/ 1739: "وشَمِلَهُمْ -بالفتح- يَشْمُلُهُمْ لغة، ولم يعرفها الأصمعي".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 الواو ساقطة من "ق".

7 في الكتاب "4/ 40": "وقد قال بعض: كُدْتَ تَكادُ، فقال فَعُلْتَ تَفْعَل، كما قال: فَعِلْت أَفْعَلُ وكما نزل الكسرة كذلك ترك الضمة. وهذا قول الخليل. وهو شاذ من بابه كما أن فَضِلَ يَفْضُلُ شاذ من بابه".

ص: 283

وحكى الزجاج1 عن بعض العرب: لَبُبْتَ تَلَبُّ -بضم العين في الماضي وفتحها في المضارع2 والأكثرون: لبِبْتَ تَلَبُّ3 [بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع]4.

قوله: "وإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ كُسر مَا قَبْلَ الآخِرِ، مَا لَمْ يَكُنْ أَوَّلُ مَاضِيهِ تَاءً زَائِدَةً، نَحْوُ: تَعَلَّمَ، وتَجَاهَلَ فَلَا يُغير، أَوْ تَكُنْ الَّلامُ مُكَرَّرَةً، نَحْوُ: احْمَرَّ واحْمَارَّ فيُدغم5.

أي: وإن كان الماضي غير الثلاثي المجرد، سواء كان ثلاثيا بزيادة أو رباعيا مجردا، أو رباعيا بزيادة، كسر ما قبل آخر المضارع إذا لم يكن أول ماضيه تاء زائدة ولم تكن لامه مكررة، نحو: يَنْفَعِل ويَسْتَفْعِل ويُدَحْرِجُ ويَحْرَنجم.

1 هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهيل الزجاج، كان أول أمره يخرط الزجاج ثم مال إلى طلب العلم فلزم ثعلبا ثم المبرد فأخذ عنهما، ثم اتصل بالمكتفي وصار نديما له. توفي سنة 310هـ ومن أشهر مؤلفاته: الاشتقاق، وشرح أبيات سيبويه، وما ينصرف وما لا ينصرف، ومعاني القرآن وإعرابه وغير ذلك. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: 111، 112، ومراتب النحويين 179، وأخبار النحويين والبصريين: 108 وبغية الوعاة: 179، وإنباه الرواة: 1/ 159 - 166، والشذرات: 2/ 259".

2 ينظر اللسان "لبب": 5/ 3979.

3 ينظر: المصدر السابق. وينظر كذلك: تهذيب إصلاح المنطق 1/ 488 وحكى الخطيب التبريزي لغة أخرى هي: لَبَبْتُ ألَبّ. "المصدر السابق".

4 في الأصل، "ق":"بكسر الماضي وفتح المضارع".

5 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت في الأصل: "وإن كان غير ذلك

" إلى آخره.

وفي "هـ": "وإن كان غير ذلك

".

ص: 284

أما إذا كان أول ماضيه تاء زائدة، نحو: تَضارَبَ يَتَضارَبَ، وتَكَلَّمُ يَتَكَلَّمُ وتَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ، فإنه لا يكسر ما قبل آخره، بل يبقى مفتوحا كما كان؛ لئلا يشتبه أمر مخاطبه بمضارع فاعَل وفَعَّل، نحو: يُضارِبُ ويُكَلِّمُ؛ لجواز عدم سماع المخاطب حركة1 أول الفعل، أو كان لامه مكررة فيسكن ما قبل آخره ويدغم فيما بعده لاجتماع المثلين نحو: احْمَرَّ يَحْمَرَّ، واحمارَّ يحمارَّ، فما قبل آخره مكسور بالتحقيق.

قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كَانَ أَصْلُ مَضَارِع أَفْعَلَ: يُؤَفْعَل إلا أنه رفض لما لزم من توالي الهمزتين في التكلم فخفف الْجَمِيع.

وَقَوْلُهُ: "فَإِنَّهُ أَهْلٌ لأَِنْ يُؤَكْرَمَا. شَاذٌّ"2.

أي: ومن أجل أن المضارع إنما يحصل بزيادة حرف المضارعة على الماضي مع حروف الماضي كان أصل مضارع "أَفْعَلَ" يُؤَفْعِلُ نحو: أَكْرَمَ يُكْرِمُ؛ فإن "يُكْرِمُ"3 أصله: يُؤَكْرِمُ؛ حذفت الهمزة منه؛ لأنه يجب حذف الهمزة في "أُأَكْرِم"؛ لاجتماع الهمزتين، فحذفت في يُكْرِم، وتُكْرِم، ونُكْرِم، وإن لم تجتمع الهمزتان اطرادا للباب. والشاعر لما اضطر إلى ردِّها ردَّها في قوله:

1 في الأصل: كحركة.

2 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل: "ومن ثمة كان أصل مضارع أفعل

". إلى آخره. وفي "هـ": "ومن ثم كان أصل مضارع

".

3 لفظة "يكرم" إضافة من "ق".

ص: 285

4-

فإنه أهل لأن يُؤَكْرَما1

وهو شاذ.

قوله: "وَالأَْمْرُ واسْمُ الْفَاعِلِ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ وَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ" تقدمت2.

1 هذا بيت من الرجز المشطور لم أقف له على نسبة إلى قائل معين. وقد أنشده المبرد في: المقتضب "2/ 98"، والسيرافي في: ما يحتمل الشعر من الضرورة "ص278"، وابن جني في: المنصف "1/ 192" والأنباري في: الإنصاف "ص148، 7، 461"، والرضي في: شرح الشافية: 1/ 139 والجاربردي في: شرح الشافية "مجموعة الشافية 1/ 59"، والنقره كار "مجموعة الشافية 2/ 38" والسيوطي في الهمع "2/ 218" والبغدادي في: الخزانة: "2/ 316" والجوهري في الصحاح "كرم" 5/ 2020 وابن منظور في: اللسان: كرم: 5/ 3862 وكل هؤلاء قد أنشدوه غير معزو إلى أحد. وذكر البغدادي أنه بحث كثيرا فلم يتمكن من نسبته إلى أحد، يقول:"وهذا المقدار أورده الجوهري في صحاحه في مادة كرم غير معزو إلى قائله، ولا كتب عليه ابن بَرّي شيئا في أماليه، ولا الصفدي في حاشيته عليه وهو مشهور في كتب العربية قلما خلا منه كتاب، وقد بالغت في مراجعة المواد والمظان فلم أجد قائله ولا تتمته". "شرح شواهد الشافية: 58". وقد نسبه ابن الحنبلي في ربط الشوارد ص76 "رقم 10" إلى أبي حيان الفقعسي، تبعا للعيني. وقد نسبه د. عوض القوزي، محقق كتاب: ما يحتمل الشعر من الضرورة للسيرافي ص278، حاشية3" إلى أبي حيان الفقعسي أيضا.

والشاهد في قوله: "يؤكرما" حيث اضطر الشارع فرده إلى أصله، والمشهور:"يُكْرِم" بحذف الهمزة، وهو القياس.

2 أي: في النحو.

ص: 286