الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أبنية الاسم الثلاثي] :
قوله: "وللاسْمِ الثُّلاثِيِّ الْمُجَرَّدِ عَشَرَةُ أَبْنِيَةٍ1، وَالْقِسْمَةُ تَقْتَضِي اثني عشر: سقط منها فُعِل وفِعُل2 استثقالا وَجُعِلَ الدُئِلُ مَنْقُولاً، والحِبُكُ إن ثَبَتَ فَعَلَى تَدَاخُل اللُّغَتَيْنِ في حَرْفَي الْكَلِمَةِ، وَهِيَ فَلْسٌ وفَرَسٌ وكَتِفٌ وعَضُدٌ وحِبْرٌ وعِنَبٌ وإبِلٌ وقُفْلٌ وصُرَدٌ وعُنُقٌ"3، 4.
إنما ابتداء بالثلاثي؛ لأنه أكثر استعمالا لكثرة أبنيته، بخلاف أخويه؛ ولأنه أخف.
اعلم أن للاسم5 الثلاثي المجرد عن الزوائد عشرة أبنية، لكن القسمة العقلية تقتضي أن يكون اثني عشر؛ لأن الفاء إنما يكون مفتوحا أو مكسورا أو مضموما، ولا يمكن أن يكون ساكنا لامتناع الابتداء بالساكن. وعلى كل واحد من التقادير الثلاثة إما أن يكون العين مفتوحا أو مكسورا أو مضموما أو ساكنا؛ فتكون اثني عشر حاصلة من ضرب ثلاثة في أربعة، لكن عُدم منها بناءان وهما فُعِل وفِعُل6 لاستثقالهم الانتقال من الضمة إلى الكسرة ومن الكسرة إلى الضمة7
1 في "ق": أمثلة. وما أثبتناه من الأصل، ق، ومتن الشافية.
2 هذه عبارة عبد القاهر نقلها ابن الحاجب عنه "ينظر المفتاح ص29، 30".
3 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل، هـ:"وللاسم الثلاثي المجرد عشرة أبنية".
4 ينظر في أبنية الاسم الثلاثي المجرد: المفتاح، ص 29، 30، والمفصل 240.
5 في الأصل: الاسم.
6 قاله عبد القاهر. ينظر المفتاح، ص30.
7 ينظر المنصف: 1/ 20.
لكون الضمة والكسرة ثقيلتين متضادتين في المخرج1. ولم يستثقلوا في الفعل البناء الأول نحو ضُرِب لحاجتهم إليه، ولعروض ضم الفاء وكسر العين في الأفعال، والبناء الأول أخف من البناء الثاني؛ لأن الانتقال من الضمة إلى الكسرة انتقال من أثقل إلى ما دونه في الثقل، والانتقال من الكسرة إلى الضمة انتقال من ثقيل إلى ما هو أثقل منه، بناء على أن الضمة أثقل من الكسرة. وقد أورد على البناء الأول "دُئِل"2.
وأجيب عنه بأنه اسم قبيلة لأبي الأسود3؛ فهو علم، والأعلام لا يعول عليها في الأبنية لجواز أن تكون منقولة كـ"ضُرِب" إذا سمّي به.
1 ينظر: شرح الشافية، للرضي: 1/ 34.
2 قال ابن جني: "وليس في الكلام اسم على فُعِل -بضم الفاء وكسر العين، إنما هو بناء يختص به الفعل المبني للمفعول نحو: ضُرِب وقُتِل- إلا في اسم واحد وهو "دئل"، وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي. وإنما فتحت الهمزة في النسب لتوالي الكسرتين مع ياءي الإضافة".
"المنصف: 1/ 20".
3 أبو الأسود الدؤلي: هو ظالم بن عمر، يرتفع نسبه إلى الدئل بن بكر وإليه ينسب. ولد بمكة ورحل إلى المدينة فروى عن عمر رضي الله عنه وقرأ على عثمان وعلي رضي الله عنهما توفي بالبصرة سنة 69هـ وأخذ عن يحيى بن يعمر وميمون الأقرن وعنبسة الفيل.
"راجع في ترجمته: بغية الوعاة "2/ 22، 23"، وإنباه الرواة: 1/ 16، 380، والأنساب "233" وطبقات ابن سعد ص7".
ولئن سُلّم أنه اسم لدويّبة شبيهة بابن عِرْس1 كما قاله الأصمعي2، 3 في قوله4:
2-
جاءوا بجيش لو قيسَ مُعْرَسُه
…
ما كان إلا كمُعرس الدُّئِلِ5 "7"
و [والمُعْرَس: موضع نزول القوم]6.
فلا نسلم أنه غير منقول من الفعل إلى تلك الدويبة، سلمنا ولكنه شاذ لا يعتد به7.
1 أي: اسم جنس. حكاه ابن فارس في المجمل "دأل".
2 لفظة "الأصمعي" من "ق". وفي الأصل، هـ: بعضهم. والأصمعي هو أبو سعيد عبد الملك بن قُرَيب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رباح، المعروف بالأصمعي؛ كان لغويا ونحويا، وإماما في الأخبار والنوادر والملح والغرائب وكان شديد الاحتراز في تفسير الكتاب والسنة. توفي رحمه الله في صفر سنة ست عشرة، وقيل: أربع عشرة، وقيل: سبع ومائتين بالبصرة، وقيل: بِمَرْو، والله أعلم بالصواب.
"وفيات الأعيان: 4/ 323/ طبعة السعادة بمصر عام 1367هـ".
3 ونقله عنه صاحب اللسان "دأل": 2/ 1312.
4 في قوله: ساقط من "ق".
5 البيت من المنسرح، قاله كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه في وصف جيش أبي سفيان الذي ورد المدينة في غزوة السويق، وأحرقوا النخيل ثم انصرفوا. وهو في ديوان كعب "ص251"، والمنصف: 1/ 20 والمجمل: "دأل": 343، والصحاح: 4/ 1694 "دأل": 4/ 1694، وشرح الشافية للرضي 1/ 37 وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 29، وشرح شواهد الشافية للبغدادي: رقم "5". وينظر كذلك اللسان "دأل" وأنشده شاهدا على مجيء الدئل اسم جنس، لدويبة شبيهة بابن عِرْس.
6 ما بين المعقوفتين: إضافة من "هـ". والمُعْرَس: موضع نزول القوم آخر الليل. والأشهر فيه: مُعَرّس. يقال عَرّس تعريسا: إذا نزل آخر الليل. "ينظر اللسان: عرس 4/ 2880، وشرح شواهد الشافية، شاهد رقم "5".
7 الاعتراض والجواب نقلهما الجاربردي في شرحه على الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 29".
وقيل: جاء رِئم -للاست1. ووُعِلَ- لغة في الوَعْل2.
وأجيب عنه بأنه من الأجناس المنقولة من الأفعال كـ"تُنَوِّط"3 وتُنَثِّر4 -لطائرين- ولذلك لم يعتد بهما سيبويه5.
وقد أورد على البناء الثاني الحِبُك6، بكسر الحاء وضم الباء، وهو بعيد عن لغتهم.
وأجيب عنه بأنه من تداخل اللغتين؛ لأنه يقابل [حُبُك كعُنُق7 و] حِبِك كإبل فالمتكلم بـ"حِبُك" بكسر الحاء وضم الباء، كأنه قصد "حِبِك" بكسر الحاء والياء. أولا، فلما تكلم بالحاء مكسورة
1 في اللسان "رأم": 3/ 1537. والرِّئْمُ: الاست "عن كراع"، حكاها بالألف واللام، ولا نظير لها إلا الدئل، وهي دويبة، قال رؤبة:
ذلّ وأَقْعَت بالخضيض رُئِمُه
2 والوَعْل والوَعِل والوُعِل: تيس الجبل، والأخيرة نادرة. حكى ذلك صاحب اللسان عن ابن سيده وجاء في اللسان أيضا "وعل" 6/ 4875:"قال الليث: ولغة العرب وُعِل -بضم الواو وكسر العين- من غير أن يكون ذلك مطردا؛ لأنه لم يجئ في كلامهم فُعِل اسما إلا دُئِل، وهو شاذ. وقال الأزهري: وأما الوُعِل فما سمعته لغير الليث".
3 تقول: ناط الشيء ينوطه نوطا؛ أي: علقه. ونوَّط للمبالغة. و"تُنُوِّط" أصله فعل مضارع مبدوء بتاء المضارعة؛ فهو بضم التاء وفتح النون وتشديد الواو المكسورة. وحكى صاحب اللسان عن الأصمعي أنه سُمّي هذا الطائر بهذا الفعل؛ لأنه يدلي خيوطا من شجرة ثم يفرخ فيها. ينظر اللسان "نوط": 6/ 4578.
4 يقال: نثّر الشيء يُنَثِّره: فرّقه.
وتُنَثِّر: أصله فعل مضارع مبدوء بتاء المضارعة؛ فهو بضم التاء وفتح النون وتشديد الثاء المكسورة. "المحقق".
5 وذكر أنه ليس في الأسماء والصفات ما هو على هذا الوزن "ينظر الكتاب: 4/ 244".
6 ينظر المفتاح "ص30".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
غفل عن ذلك فقصد اللغة الأخرى وهي "حُبُك" بضم الحاء والباء1 وهذا التداخل في كلمة لكن التداخل أكثر ما يكون من كلمتين؛ فإنهم يقولون "قنِط يقنِط" بكسر النون في الماضي والمضارع، ولا يجيء "يَقْنُطُ" من "قَنِط" وكذا يقولون:"قنَط يقنَط" بفتح النون فيهما"2 [ولا يجيء يَقْنَطُ من قنَط بفتح النون] 3 بل يجيء من قنِط -بكسر النون- يقنَط -بفتح النون- كعلِم يعلَم4، ويجيء من "قنّط" بفتح النون "يقنِط" بكسر النون5، كضرَب يضرِب؛ فأخذ الماضي من إحدى اللغتين والمضارع من اللغة الأخرى فقيل "قنط يقنط" بكسر النون وبفتحها فيهما6. وهذا التداخل شائع كثير، بخلاف الأول.
وإذا سقط بناءان من اثني عشر بقي عشرة أبنية، وأشار إلى عدها بقوله: "وهي فَعْل
…
إلى آخرها".
1 "الحِبُك" عدها ابن جني قراءة أبي مالك الغفاري في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} في الذاريات/ 7. وقال: "وأما الحِبُك -بكسر الحاء وضم العين- فأحسبه سهوا، وذلك أنه ليس في كلامهم "فِعُل" بكسر الفاء وضم العين، وهو المثال الثاني عشر متن تركيب الثلاثي، فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلا البتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان بالكسر "الحبك" والضم "الحبك". المحتسب: 3/ 283". وأشار ابن هشام في أوضح المسالك "3/ 303" إلى أن "الحبك" بكسر فضم، قراءة أبي السمال.
2 وهذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن ابن جني "ينظر اللسان: قنط 5/ 3752".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
4 وهذه اللغة -أعني: قَنِطَ يَقْنَط- حكاها صاحب اللسان أيضا عن ابن جني. "ينظر اللسان: "قنط": 5/ 3752".
5 ينظر المصدر السابق.
6 في "هـ": بفتح النون أو بكسر النون فيهما.
فبدأ بالمفتوح الفاء، وله أربعة أبنية:
- أحدها: فَعْل -بفتح الفاء وسكون العين- ويكون اسما كفَلْس، وصفة كصَعْب.
- وثانيها: فَعَل -بفتح الفاء والعين- ويكون اسما كفَرَس، وصفة كبَطَل.
- وثالثهما: [فَعِل] 1 -بفتح الفاء وكسر العين- ويكون اسما ككَتِف، وصفة كحَذِر.
- ورابعهما: "فَعُل"2 -بفتح الفاء وضم العين- ويكون اسما كعَضُد3، وصفة كطَمُع، من: طمع طمعا، فهو طَمُع وطَمِع.
وثنى بمكسور4 الفاء، وله ثلاثة أمثلة:
- أحدهما: [فِعْل] 5 بكسر الفاء وسكون العين -ويكون اسما كحِبْر، وصفة كنِضْو- لجمل هزيل6.
1 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
2 ينظر الهامش السابق.
3 العضد من الإنسان وغيره: الساعد، وهو ما بين المرفق إلى الكتف. "ينظر اللسا: عضد 4/ 2982".
4 في الأصل: بكسر.
5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
6 وقيل: الهزيل من جميع الدواب.
"ينظر اللسان "نضو" 6/ 4457".
- وثانيها: "فِعَل" بكسر الفاء وفتح العين -ويكون اسما كعِنَب، وصفة كزِيَم-لمتفرق1 وعِدًى في: قوم عِدًى، أي: أعداء2، ومكان سِوًى3، أي: مستو4.
- وثالثها: [فِعِل] 5 بكسر الفاء والعين -ويكون اسما كإبل وصفة كبِلِز- للمرأة الضخمة القصيرة6.
وثلث بمضموم الفاء، وله ثلاثة أمثلة:
- أحدها: [فُعْل] 7 -بضم الفاء وسكون العين- ويكون اسما كقُفْل، وصفة كحر.
1 منزل زِيَم، أي: متفرق الأهل، قال النابغة الذبياني:
باتت ثلاثَ ليال، ثم واحدة
…
بذي المجاز تراعي منزلا زِيَما
"ديوانه: ص103 "دار صادر" ضمن قصيدة طويلة، بدأها بقوله: بانت سعاد
…
".
2 حكى صاحب اللسان عن الأصمعي قوله: "يقال: هؤلاء قوم عدًى، مقصور، يكون للأعداء وللغرباء، ولا يقال: قوم عدًى إلا أن تدخل الهاء، فتقول عداة""اللسان "عدا" 4/ 2848".
3 وعليها قراءة الكوفيين وابن عامر لقوله تعالى [من الآية 161: الأنعام] : "مَكَانًا سِوَى".
4 قال سيبويه في وزن "فِعَل""ولا نعلمه جاء صفة إلا في حرف من المعتل يوصف به الجماع "الجمع"، وذلك قولهم قوم عدًى ولم يكسر على عِدًى واحد، ولكنه بمنزلة السَّفْر والرَّكْب""الكتاب 4/ 44".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
6 قال أبو حيان: "فأما امرأة بِلِز فحكاه الأخفش فخفف الزاي، فأثبته بعضهم، وحكاه سيبويه بالتشديد، فيحتمل ما حكاه الأخفش أن يكون مخففا من المشدد". "ارتشاف الضرب: 1/ 19".
7 ما بين المعقوفتين: إضافة من المحقق.
- وثانيها: "فُعَل"1 -بضم الفاء وفتح العين، ويكون اسما كصُرَد2، وصفة نحو لُكَع، يقال: رجل لُكَع، أي: لئيم3.
- وثالثها: [فُعُل] 4 -بضم الفاء والعين، ويكون اسما كعُنُق، وصفة كسُرُح يقال: ناقة سُرُح أي: سريعة.
1 ينظر المصدر السابق.
2 الصُّرَد: نوع من الغربان، "ينظر اللسان "صرد"، 4/ 2427".
3 اللسان: لكع. 5/ 4068.
4 ما بين المعقوفتين: إضافة من المحقق.