الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
منهج ركن الدين في عرض قضاياه التصريفية في هذا الكتاب:
بدأ ركن الدين في كتابه هذا بخطبة استهلّها بحمد الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك بيّن الدافع وراء تأليفه وهو إلحاح جماعة من العلماء من معاصريه عليه في أن يشرح لهم مقدمة ابن الحاجب الموسومة بالشافية شرحًا سهل التناول والاستيعاب كما أشار إلى ذلك في مقدمة هذا الكتاب.
وأمّا عن منهجه في الكتاب فهو منهج يتّسم بالوضوح؛ فعباراته واضحة وألفاظه لائحة، على حدّ عبارته؛ إذ يقول في مقدّمته:"وشرحتها بعبارة واضحة وألفاظ لائحة شرحًا بِفَسْر مشكلاتها حاويًا، وبحلِّ معضلاتها وافيًا، مذلًِّلا من قشرها لبابها، مجتهدًا في كشف القناع عن مخدراتها، متوغِّلًا في هتك السِّتر عن مستتراتها، مشيرًا إلى حقائقها المدفونة، مُظهرًا لدقائقها المكنونة، ذاكرًا على أكثرها الأدلة المعهودة والمسلمات المشهودة".
وكان الرجل يستعين في فهم قضايا الشافية بالرجوع إلى مُصنّفات ابن الحاجب أعني كتابيه: الإيضاح في شرح المفصل وشرحه على شافيته، ويصرح الركن بهذا فيقول:"مع عجزي عن فهم أكثر ما أودعه مصنِّفها إلا باستعانة من تصانيفه".
وركن الدين يبدأ شرحه بذكر جزء من متن الشافية ثم يتناوله بالشرح والتعليق شارحًا ما يُذكر في المتن وما لم يذكر من قضايا صرفية، مُستشهدًا بشواهد من القرآن الكريم أربت على المائة، وبشواهد من الشعر بلغت نيِّفًا وأربعين شاهدًا من الشعر والرجز، نسب منها ستة ولم ينسب
البواقي. وكذلك استشهد بالعديد من أقوال العرب وأمثالهم وحكمهم.
ونلاحظ أن الركن لم يذكر في كتابه هذا من الأحاديث سوى حديث واحد، وهو قوله صلى الله عليه وسلم على لهجة بعض العرب:"ليس من امبِرِّ امصيِامِ في امسفَرِ". وأنشده شاهدًا على أنّ بعض العرب يبدلون لام التعريف ميمًا.
وركن الدين بعد أن يفرغ من شرح المسألة الصرفية يورد ما قيل فيها من أقوال ومذاهب ثم يناقشها مناقشة علمية جادة تدل على رجاحة عقله وسعة أفقه واطلاعه، ثم يختار لنفسه ما يراه راجحًا -من وجهة نظره- مؤيِّدًا اختياره بالدليل والبرهان والشاهد، كما سنوضح ذلك في المبحث الخاص بالمسائل الخلافية في كتابه في هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
ويعرض الرجل في كتابه جميع اللهجات العربية الواردة عن العرب في الظاهرة اللغوية التي يعالجها، وكان في الأعمّ الأغلب ينسب اللهجة إلى القبيلة التي تتكلّم بها، كما سيأتي.
والرجل يهتمّ اهتماما عظيمًا بتفسير الألفاظ اللغوية الصعبة التي تحتاج إلى تفسير، ومما يؤيد ذلك قوله: "القاصعاءُ: جحر من جحرة اليربوع، وهو الباب الذي يقصع فيه؛ أي: يدخل فيه. والنافقاءُ: إحدى جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها ويعدها لهروبه. والداماء: إحدى جحرة اليربوع التي يدمها بالتراب؛ أي: يطلي رأسه به.
والسابياء: المشيمة التي تخرج مع الولد"1.
ومنه قوله: "البازُل: هو البعير الذي طعن في السنة التاسعة2.
ومنه قوله: "الحَرْمَى: ناقةٌ تَشْتَهِي الفَحْل"3.
وقد اعتمد الرجل على مجموعة من المصادر اعتمادًا كبيرًا، نصّ على بعضها ولم ينصّ على البعض الآخر؛ فنراه يعتمد على كتاب سيبويه4 فينقل منه الكثير من آرائه وآراء شيخه الخليل.
وينقُل أيضًا عن يحيى بن زياد الفراء5، وعن أبي عثمان المازني6، وعن أبي العباس المبرد7، وابن السراج8، وأبي
1 شرح الشافية، ص459 من هذا الكتاب.
2 الكتاب ص460.
3 الكتاب ص464. وثمة مواضع أخرى كثيرة منتشرة في أثناء الكتاب.
4-
ينظر الكتاب: 193، 195، 203، 217، 242، 244، 263، 278، 284، 291، 301، 305، 318، 326، 365، 366، 381، 382، 390، 392، 403، 406، 407، 411، 425، 457، 484، 517، 525، 532، 533، 548، 571، 598، 599، 600، 602، 604، 611، 621، 631، 632، 690، 698، 711، 714، 744، 773، 782، 783، 797، 798، 799، 801، 805، 808، 809، 836، 838، 924، 950، 1019، 1034.
5 ينظر الكتاب: 185، 194، 195، 293، 295، 301، 303، 437، 439، 570، 571، 602، 603، 616، 631، 651، 757.
6 ينظر الكتاب: 224، 532، 534، 724، 728، 952، 1035.
7 ينظر الكتاب: 221، 327، 352، 367، 381، 382، 403، 415، 531، 532، 533، 634، 933، 1021، 1035.
8 ينظر الكتاب: 222، 425، 582.
علي الفارسي1، وتلميذه ابن جني2، والأزهري3.
ويعتمد كثيرًا على صحاح الجوهري4، ومجمل ابن فارس5، ومحكم ابن سيده6، ومفتاح عبد القاهر7، وأبنية ابن القطاع8، ومفصَّل الزمخشري9، وشرحه لابن يعيش10.
وينقل عن ابن مالك في مواضع كثيرة من كتابه11.
واعتمد الركن من بين مصادره على كتب العلامة ابن الحاجب، ونصّ على ذلك في مقدمته، حيث قال:"مع عجزي عن فهم أكثر ما أودعه مصنّفها إلاّ باستعانة من تصانيفه"12.
وخصَّ من بين مصادره شرحَه على مفصَّل الزمخشريّ وشرحه على شافيته.
ومما يشار إليه ههنا أني رأيت ركن الدين يخرج على مذهب ابن الحاجب، وكثيرًا ما كان يعترض على قوله ويصحح له؛ فلم يكن الرجل إذا مقلدًا ولا تابعًا لأحد، بل كانت له شخصيته الواضحة وإسهاماته الجليلة، وسوف نفرد حديثًا لهذه القضية:
1 ينظر الكتاب: 424، 567، 832، 971، 980، 982، 983، 984، 985.
2 ينظر الكتاب: 175، 224، 985، 986.
3 ينظر الكتاب: 657.
4 ينظر الكتاب: 644، 723، 794.
5 ينظر الكتاب: 723.
6 ينظر الكتاب: 420، 707.
7 ينظر الكتاب: 200.
8 ينظر الكتاب: 462، 707، 822، 939.
9 ينظر الكتاب: 306، 315، 382.
10 ينظر الكتاب: 878، 879.
11 ينظر الكتاب: 593، 644، 697، 832، 980، 1021.
12 ينظر الكتاب: ص164.