الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد بنت العرب ألفاظا من الفعل الثلاثي إذا أرادت تكثير الشيء بالمكان فقالوا: أرض مَسْبَعة ومَأْسَدَة ومَذْأَبَة1، إذا كانت كثيرة السباع والأسد والذئاب.
وقالوا في بنات الأربعة: مُثَعْلَبَة ومُعَقْرَبَة، إذا كانت فيها الثعالِب والعقارب كثيرة2 لكن ليس بقياس فيما زاد على الثلاثة3. ونقول من "ثُعَالَة":"مَثْعَلَة" من الثلاثي والألف زائدة4.
1- ينظر الكتاب: 4/ 94، المفصل، ص238.
2-
لفظة "كثيرة" ساقطة من "ق".
3-
وسيبويه يرى أنهم لم يجيئوا بنظير هذا فيما جاوز ثلاثة أحرف، نحو الضفدع والثعلب وكراهية أن يثقل عليهم؛ ولأنهم قد يستغنون بأن يقولوا: كثيرة الثعالب ونحو ذلك، وإنما اختصوا بها بنات الثلاثة لخفتها. "ينظر الكتاب: 4/ 94".
4-
ينظر المصدر السابق.
[اسم الآلة] :
قوله: "والآلة عَلَى مِفْعَل ومِفْعال ومِفْعَلَة، كالْمِحْلَبِ والْمِفْتاحِ والْمِكْسَحَة"5.
اعلم أن الآلة اسم ما يعالج به؛ فإنها تجيء على وزن "مِفْعَل ومِفْعَال ومِفْعَلَة" كالْمِحْلَب؛ فإنه اسم لما يُحْلَبُ به. وبالحقيقة اسم لما يُحْلَبُ فيه، لكن لما كان يستعان به في الحلب جاز إطلاق اسم
1 في الأصل: "والآلة على مفعل...." إلى آخره. وفي "هـ": "والآلة على مفعل".
الآلة عليه، وكالمِفْتاح اسم لما يُفْتَح به، والمِكْسَحَة؛ فإنها اسم لما1 يُكْسَحُ به.
قوله: "وَنَحْوُ المُسْعُط والمُنْخُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُكْحُلَة والمُحْرُضَة ليس بقياس"2.
اعلم أن ما جاء مضموم الميم والعين كالمُسْعُط والمُنْخُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُكْحُلَة والمُحْرُضَة فأسماء لآلات3 مخصوصة لا باعتبار معنى الفعل فيها، وليست بقياس، ولأجل أن هذه آلات4 مخصوصة لا باعتبار معنى الفعل فيها قال سيبويه:"لم يذهبوا فيها مذهب الفعل، ولكنها جعلت اسما لهذه الأوعية"5؛ لأن الجاري على الفعل لا يختص بآلة مخصوصة، وهذه آلة مخصوصة؛ فلا يقال مُدْهُن إلا6 لآلة جعلت للدهن، ولو جعل الدهن في وعاء غيره لم يسم ذلك الوعاء بمدهن، بخلاف ما تقدّم من المفتاح والمكسحة وغيرهما.
1 لفظة "لما" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: "ونحو المسعط" إلى آخره. وفي "هـ": ونحو المسعط".
3 في "ق": آلات.
4 في "ق": الآلات.
5 الكتاب: 4/ 91.
6 لفظة "إلا" ساقطة من "هـ".