الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ص: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله
[شرح مقدمة المتن]
ش: {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله}
الجار مع مجروره متعلق بمحذوف للعلم به، يقدر مؤخرًا للاهتمام أو للاختصاص، مناسبا لما جعلت التسمية مبدأ له، كما أفاده الزمخشري، إذ كل جار ومجرور - ليس بزائد، ولا مما يستثنى به - لابد أن يتعلق بالفعل، أو بما يشبهه، أو ما أول بما يشبهه، أو ما يشير إلى معناه.
1 -
و (الله):
علم على الذات الواجب الوجود، المستحق لجميع المحامد.
ولا خلاف أنه أعرف المعارف وإن كان علما.
وهو اسم لم يسم به أحد قط إلا الله.
ولمزيد الاعتناء به تكرر في القرآن العظيم ألفي مرة وخمسمائة وستين مرة.
2 -
و (الرحمن الرحيم):
صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من: رحم، بعد نقله 2 إلى (فعل) بضم العين. /
وقدم (الرحمن) لأنه أبلغ، إذ الزيادة في البناء تدل على زيادة المعنى، كما في: قطع، وقطع.
ومن ثم أطلق جماعة (الرحمن): على مفيض جلائل النعم، و (الرحيم): على مقبض دقائقها.
3 -
و (الحمد) لغة:
الثناء باللسان على الجميل الاختياري على قصد التعظيم سواء تعلق بنعمة أم لا.
ص: الذي أعطى من رفع قدره بالعلم مكانًا عليا.
4 -
و (الشكر):
فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الشاكر أو غيره، سواء كان باللسان، أم بالجنان، أم بالأركان.
فالحمد أعم متعلقًا وأخص موردا، والشكر بالعكس.
5 -
والمراد بالجميل:
ما يليق بالشخص ويحسن به، فهو متناول للفضائل والفواضل.
وجملة (الحمد لله) إخبارية لفظا إنشائية معنى، إذ المراد بها: إيجاد الحمد، لا الإخبار بأنه سيوجد.
وهي أبلغ صيغ الحمد، لدلالتها على اختصاص كل حمد بالله سبحانه.
ش: {الذي أعطى من رفع قدره} - أي محله - {بالعلم} الشرعي وما هو آله له - أي بسبب معرفته - {مكانا عليا} - أي
ص: وشرفه باللغة العربية، فكان لفصيح الكلام كفوا ووليا.
وأشهد أن لا إله
مرتفعا - وهو كناية عن علو المنزلة دنيا وأخرى، قال تعالى:«يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» .
ورفعتها تدل على الفضل، إذ المراد كثرة الثواب، وبها ترفع الدرجات.
ش: {وشرفه} - أي عظمه - {باللغة العربية} - أي بمعرفتها - {فكان} بسبب ذلك {لفصيح الكلام} - أي للكلام الفصيح، من إضافة الصفة للموصوف.
6 -
وهو:
الخالص من ضعف التأليف، وتنافر الكلمات، [والتعقيد]. مع فصاحتها - {كفوًا ووليا} له.
{وأشهد} - أي أعلم وأتحقق - {أن لا إله} - أي معبود
ص: إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تلبس قائلها من الشرف حاليًا، وأشهد أن سيدنا محمدا
ش: بحق - {إلا الله} الواجب الوجود {وحده لا شريك له} : في ملكه، وذاته، وصفاته. {شهادة} - مفعول مطلق مؤكد - {تلبس قائلها} - أي الناطق بها - {من الشرف} - بيان لقولنا - {حليا} ، قدم رعاية للسجع.
{وأشهد} - أي أعلم وأتحقق - {أن سيدنا} - أي أفضلنا، [أي البشر]. من: ساد قومه يسودهم، فهو سيد.
وأصله: سيود. وفيه إعلال معروف - {محمدا} 0 عطف بيان، أو بدل.
وهو علم منقول من اسم مفعول المضعف، موضوع لمن كثرت خصاله الحميدة، سمى به نبينا بإلهام لذلك، فهو أبلغ من (محمود) /. 3
واستعمال (السيد) في غير الله تعالى، شائع كثير، يشهد له الكتاب والسنة:
ص: عبده ورسوله.
فمن الكتاب قوله تعالى: «سيدًا وحصورًا» ، و «ألفيا سيدها لدى الباب» .
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» ، و «قوموا لسيدكم» .
وحكى عن الإمام مالك - رحمه الله تعالى - الكراهة.
وفي أذكار النووي عن ابن النحاس: جواز إطلاقه على غير الله إلا أن يعرف بأل، ثم قال: والأظهر جوازه معها
ش: {عبده ورسوله} خبر أن.
ص: الذي خصه بجوامع الكلم، واتخذه صفيا، صلى الله عليه وسلم.
7 -
والمشهور في تعريف الرسول:
أنه إنسان أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه.
8 -
والنبي:
أنه إنسان أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه.
فكل رسول نبي ولا عكس.
9 -
{الذي خصه} الله {بجوامع الكلم} - أي:
بالكلمات المحتوية على فوائد جليلة بألفاظ يسيرة، من غير إطناب ولا تطويل -
{وأتخذه} - أي صيره - {صفيًا} ، أي حبيبا مصافيا. وجملة {صلى الله عليه وسلم} جملة دعائية، أي اللهم صل وسلم عليه.
10 -
والصلاة من الله: رحمة، ومن الملائكة: استغفار، ومن المؤمنين: دعاء وتضرع.
ص: وعلى آله
وخص الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من بين البشر: بالإفراد بلفظ الصلاة، تعظيمًا لهم.
11 -
والتسليم: التحية بالسلام.
12 -
ومعناها: الإخبار بالسلامة من كل مكروه.
والجمع بينهما مستحب، وإفراد أحدهما عن الآخر مكروه.
13 -
{وعلى آله} ، فسر سيبويه:
بالقوم الذين يؤول أمرهم إلى المضاف إليه.
وهذا منه نص في أنه اسم جمع.
وقيل: أصله: أهل. بدليل: تصغيره على: أهيل.
خص استعماله في الأشراف وأهل الخطر.
ومذهب الشافعي رضي الله عنه: أن الشرع خص باسم
ص: وأصحابه، وذريته بكرة.
(آل النبي): مؤمنى بنى هاشم والمطلب، ابنى عبد مناف، من بين أهله كلهم أو من يرجع إليه بقرابة أو نحوها. للدليل المبين في محله.
وإضافته للضمير جائزة - على الصحيح - وليست من لحن العامة.
ش: {وأصحابه} : جمع صحب، وهو اسم جمع لصاحب، بمعنى: الصحابي.
14 -
وهو: من اجتمع مؤمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ومات مؤمنا.
وعطف (الأصحاب) على (الآل) الشامل لبعضهم: لتشمل الصلاة باقيهم.
{وذريته} : كأولاد الحسن والحسين /
…
4
15 -
[بكرة}: أي أول النهار. وهو من الفجر على الصحيح.
ص: وعشيا.
ش: 16 - {وعشيا} : أي آخر النهار. وهو من غروب الشمس.