الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستشعرين روح الجماعة، متعاونين على البر والتقوى، متعاضدين في القيام بشئون حياتهم ومجتمعاتهم.
ومن أهداف الإعلام الاجتماعي في القرآن الكريم:
بيان العناية القرآنية الكبيرة بالعلاقات الاجتماعية
لا يتصور مجتمع بشري قائم دون حياة مشتركة بين أفراده، وتتنوع العلاقات الاجتماعية تنوعاً كبيراً بين أفراد المجتمع وقد اشتملت آيات القرآن الكريم على وصف للكثير من العلاقات الاجتماعية، توجيهاً، وتقويماً، وتوثيقاً، فقد ورد فيه:
أحكام العلاقة بين الزوج والزوجة، وبين الآباء والأبناء، وبين ذوي القربى والأرحام، وبين الأغنياء والفقراء، وبين الأيتام والأوصياء، وبين الجيران، وبين الشركاء، وبين المسلمين وإخوانهم المسلمين، وبين المسلمين وغير المسلمين.
ويكفي - إن شاء الله - في هذا المقام مرور سريع على مثالين اثنين من هذه العلاقات في القرآن العظيم.
ففي العلاقة بين الزوج والزوجة يقول تعالى:
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا
(1) - سورة الروم. آية: 21
(2)
- سورة البقرة. آية: 228
(3)
- سورة النساء. آية: 19
أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} (1)
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (3){وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (4)
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} (5) فالمتتبع لهذه الآيات وغيرها عن علاقة الزوجين يجد وجوهاً متعددة من الإنعام، والتوجيه للمعاشرة بالمعروف، والحلول للمشكلات، حتى أحكام الوفاة والعدة والمواريث، في بيان واضح قريب يسير، ولا يُستغرب مثل هذا الاهتمام القرآني الكبير بالعلاقة بين الزوجين، فهي اللبنة الأولى في بناء المجتمع المسلم الذي يتشكل في مجمله من أُسَرٍ، تقوم على هذين الزوجين، ولذا كانت الآيات مستوعِبة، محيطة، مُعَلِّمة بكل الأسس لبناء الأسرة السعيدة، وبتفاصيل كثيرة لدقائق هذه العلاقة الطاهرة الخطيرة في بناء المجتمع المسلم.
(1) - سورة النساء. آية: 128 - 129
(2)
- سورة النساء. آية: 34 - 35
(3)
- سورة البقرة. آية: 231
(4)
- سورة البقرة. آية: 234
(5)
- سورة النساء. آية: 12
ونجد في العلاقة بين الآباء والأبناء قوله تعالى:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (5).
وهذه العلاقة من أهم العلاقات في المجتمع، أحاطها الله تعالى بعنايته، لطفاً منه ورحمةً بالمجتمع المسلم، فينشأ الأبناء لدى أبوين رحيمين شغوفين بالاهتمام بالأبناء، قبل ولادتهما، وبعد ولادتهما كسوةً، وإطعاماً، وتربيةً، وتنشئةً مستقيمةً، ورعايةً، وتوجيهاً، ومن ثم يأمر الله تعالى بالإحسان
(1) - سورة النحل. آية: 72
(2)
- سورة البقرة. آية: 233
(3)
- سورة التحريم. آية: 6
(4)
- سورة الإسراء. آية: 23 - 24
(5)
- سورة النساء. آية: 36
(6)
- سورة لقمان. آية: 14 - 15