الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالإعلام القرآني إعلام عقلاني منير، لا وجود فيه لأوهام أو خرافات، يدافع عن عقيدة الأمة بالدليل الساطع وينافح عن شريعة ربنا سبحانه بالبرهان الناصع، والعقل الذي ينشده الإعلام القرآني هو العقل الصحيح الصريح الذي يسعى للحقيقة بتجرد وإخلاص فيوفق إليها ويوقفه الله عليها فضلاً منه ورحمة.
5 - الانحياز التام لمكارم الأخلاق
، والترويج لها، وإذاعتها، رجاء أن يلتزم بها جمهور المكلفين، وإن إطلالة خاطفة على بعض آيات القرآن الكريم كافية لبيان هذه الخصيصة الإعلامية قال الله سبحانه {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} (1)، وقال الله سبحانه {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)} (2)، وقال سبحانه وتعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)} (3)، وقال عز وجل {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)} (4)، وقال سبحانه {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (5)، وقال سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)} (6)، وقال سبحانه وتعالى {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)} (7)، وقال عز وجل {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)} (8)، وقال سبحانه {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (9) وقال سبحانه {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
(1) - سورة الأعراف. آية: 199.
(2)
- سورة آل عمران. آية: 134.
(3)
- سورة الفرقان. آية: 63.
(4)
- سورة الفرقان. آية: 72.
(5)
- سورة البقرة. آية: 155.
(6)
- سورة الشورى. آية: 37.
(7)
- سورة الشورى. آية: 40.
(8)
- سورة الشورى. آية: 43.
(9)
- سورة البقرة. آية: 83.
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} (1) فهذه المكارم والمآثر الأخلاقية، وغيرها كثير جداً، تمثل عنواناً متلألئاً لإعلامنا القرآني، فهي صفات قويمة، وخلال مستقيمة، متى ما تمسك بها المجتمع، وعمل بها الأفراد؛ انتشرت بها الفضيلة، وسادت بها المحبة والمودة، وانحسمت مادة عظيمة من الشحناء والبغضاء والأحقاد من المجتمعات.
ولا يقتصر الإعلام القرآني على الحث على مكارم الأخلاق والتحلي بكريم الصفات بل نجد فيه الإلحاح على بيان الأخلاق السيئة، والعادات القبيحة والتشديد على ضرورة التخلص منها ووقاية المجتمعات من شرورها، وتطهير سلوكيات الأفراد من مفاسدها. قال سبحانه {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (2). وقال سبحانه {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} (3). وقال سبحانه في آيات عشر جامعات {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا
(1) - سورة النساء. آية: 58.
(2)
- سورة البقرة. آية: 60.
(3)
- سورة لقمان. آية: 18 - 19.