الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب هداية، ورحمة للعالمين، لكنه لا يقتصر على تنظيم علاقة الإنسان بربه، بل يمتد لينظم جميع جوانب الحياة، بالشكل الذي يكفل للمؤمنين به حياة طيبة في الدنيا، وسعادة وفوزاً في الآخرة، وقد وصفه الله تعالى بقوله {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (1).وقال سبحانه {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (2). والنصوص الاقتصادية في القرآن الكريم، تشكل مجموعة من القواعد، التي تساعد الإنسان على اتخاذ القرارات المُثْلَى، التي تحقق رفاهته ورفاهة مجتمعه. ويمكن لنا أن نُجْمِل أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم في النقاط التالية:
تحقيق العبودية لله تعالى بكمال الانقياد لقواعد الشريعة في معاملات الاقتصاد
.
فشمولية تعاليم الإسلام، وأحكام القرآن لجميع الأنشطة والمجالات، تحتم على المسلم التقيد بها، فما من معاملة بين اثنين، إلا ولها حكم في الشريعة الإسلامية، وكلما كان الإنسان ملتزما بهذه الأحكام، كان لله أعْبَدُ، وأهدى سبيلاً. قال الله تعالى {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (3). ولا يخرج النشاط الاقتصادي للأفراد والمجتمعات عن هذا المعنى، إذ لابد من التعبد لله تعالى بطاعته فيما أحل وأمر، والانتهاء عما حَرَّم ونهى عنه وزجر.
ومن أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم:
(1) - سورة الإسراء. آية: 9
(2)
- سورة النحل. آية: 89
(3)
- سورة الأنعام. آية: 161 - 163
بيان العناية القرآنية الكبيرة بالسلوك الاقتصادي والشأن الاقتصادي بوجه عام
"إن الجانب الاقتصادي في حياة الإنسان قد احتل في القرآن موقعاً كَمِّيَّاً، وكيْفيَّاً، ربما لم يحتله جانب آخر من الجوانب الدنيوية ....... ولإدراك ذلك على وجه التقريب علينا أن ننظر في المصطلحات ذات الطابع الاقتصادي، وكيف تكرر ذكرها في القرآن الكريم ومنها: المال، الملك، الرزق، الكسب، الإنفاق، الزكاة، الصدقات، الربا، التجارة، الزراعة، ..... إلخ "(1).
ويحسن بنا، أن نورد أمثلة لهذا من الآي الكريمات:
وقال سبحانه {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (3)
وقال جل شأنه {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (4)
وقال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (7)
فقد اشتملت هذه الآيات الكريمات على كثير من السلوكيات، والمعاني الاقتصادية، كالبيع، والإنفاق، والربا، والملك، والمياه والبحار، وغيرها مما سبق تعداد بعضها، وسوف يرِدُ معنا - إن شاء الله - آيات أُخَر كثيرة، فنكتفي بهذه الأمثلة.
وننتقل للهدف التالي وهو:
(1) - نظرات اقتصادية في القرآن الكريم. د شوقي أحمد دنيا ص/ 15. ط المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب 1428هـ
(2)
- سورة البقرة. آية: 267
(3)
- سورة البقرة. آية: 275
(4)
- سورة المائدة. آية: 120
(5)
- سورة التوبة. آية: 60
(6)
- سورة النحل. آية: 14
(7)
- سورة الملك. آية: 15