الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} (1)، وقال عز وجل {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)} (2).
وغير هذا في كتاب ربنا سبحانه كثير ومبثوث، الأمر بالخير وأسبابه، والنهي عن الشر ودواعيه، وحث على ما يجمع قلوب الناس ويؤلف بينها من كريم الصفات ومحاسن الأخلاق، ونهي عن كل ما يخدش ثوب الأخوة من قول وفعل سيء، وتنفير عن الاتصاف برديء الصفات التي تقطع أواصر المحبة، وتتسبب في البغضاء والشحناء بين الخلق.
وهذه الخصيصة الجامعة من الانحياز التام لمكارم الأخلاق هي بلا شك خصيصة يتفرد بها إعلام القرآن الكريم الذي تنمحي فيه المجاملات والمداهنات، وتعلو فيه الحقائق الواضحات، ويسمو بالقلوب للرقي نحو المعالي، ويوجه النفوس للتحلي بجميل الخصال.
6 - العدالة والإنصاف
وهي ما يسميه الإعلاميون في مصنفاتهم بـ (الموضوعية): خصيصة جليلة يدندن حولها كل الإعلاميين على مختلف اتجاهاتهم وعقائدهم، بل واعتبروها -كما يقول د سعيد صيني-: "شرطاً أساسياً من شروط الدقة في نقل الأخبار، ومع هذا فإن الموضوعية بقيت مصطلحاً يحيط به الغموض، فقامت جمعية الصحفيين المحترفين بالولايات المتحدة بتعريف الموضوعية: على أنها الدقة والتمييز بين الخبر والرأي وتقديم كافة الحقائق التي تمثل جميع
(1) - سورة الإسراء. آية: 26 - 36.
(2)
- سورة الحجرات. آية: 11 - 12.
الأطراف المشتركة. وعرَّفها ليبمان (1): بأنها حالة من التحرر من المشاعر العاطفية والتحيزات والتجارب الشخصية" (2) ورغم الجهود العظيمة في هذا المجال فلم تتحقق هذه الموضوعية المطلقة في الطرح الإعلامي بل ظلت نسبية، وبدرجات متفاوتة ما بين مقل ومستكثر، وأما العدالة التامة، والإنصاف الكامل فلم تعرفه البشرية حاضراً حياً إلا من خلال الإعلام القرآني، الذي تميز بميزان رباني دقيق، لا يغفل أي تفصيل، ولا يهمل مثقال الذرة من العمل.
? والمتأمل في آيات القرآن العظيم يجد نهراً جارياً بالعدالة بين الرب وعباده قال سبحانه {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (3)
? ويأمر عباده به {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (4)،وقال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (5).
? ويأمرهم بالعدل ولو كان المحكوم عليه من الشانئين المخالفين يقول سبحانه {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (6).
(1) - ليبمان، والتر ((1974 - 1889 صحفي أمريكي اكتسب شهرة عالمية بوصفه كاتبًا سياسيًا وفيلسوفًا. . قام ليبمان طوال الفترة من عام 1931م حتى عام 1967م بكتابة عمود في جريدة نيويورك هيرالد تريبيون. تحت عنوان اليوم وغدًا، وكان يُنشر في أكثر من 200 صحيفة. وفي عام 1962م فاز ليبمان بجائزة بوليتزر عن التقارير الصحفية الدولية. حظي ليبمان بتقدير بوليتزر الخاص عن مقالاته التحليلية حول الشؤون القومية والدولية. وُلد ليبمان في مدينة نيويورك، وتخرج في جامعة هارفارد عام 1910م
موسوعة الجياش - شبكة المعلومات: http://mosoa.aljayyash.net/encyclopedia-9080/
(2)
- مدخل إلى الإعلام الإسلامي. ص: 226 - 228. ومصادره. بتصرف.
(3)
- سورة النساء. آية: 40.
(4)
- سورة النساء. آية: 58.
(5)
- سورة النساء. آية: 135.
(6)
- سورة المائدة. آية: 8.