الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدلالة على منابع الثروات ومصادر الإنتاج
.
يسهل على المتأمل ملاحظة أن القرآن الكريم مُشْتمِل على عرض مفصل فيَّاض لقطاعات الإنتاج المختلفة وللموارد الطبيعية المتنوعة، وما فيها من منافع عظيمة لمن يحسن استثمارها ومن ذلك: قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} (1)
فهذه الآيات السابقات إعلام وإرشاد من رب العالمين سبحانه لعباده بما أنزل عليهم من السماء، وأخرج لهم من الأرض، وأجرى لهم في البحار والأنهار، وسخر لهم من البهائم والأنعام، نِعَمٌ، ومِنَنٌ، لا تعد ولا تحصى، بها قوام الحياة، وتمثل منابع الإنتاج، ومصادر تحصيل الثروات.
ومن أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم:
الحث على السعي الدءووب، والعمل الجاد، مع ربط الرزق بالإيمان
.
(1) - سورة إبراهيم. آية: 32 - 33
(2)
- سورة الحجر. آية: 19 - 22
(3)
- سورة النحل. آية: 5 - 8
وهذا الأمر، من أظهر المعاني، التي حرص عليها القرآن الكريم، ودعا إليها العباد، حتى يستغني المؤمنون عن غيرهم، ويحققوا الكفاية لمجتمعاتهم في سائر المجالات، أو يعيشوا على قدم المساواة مع الآخرين، ينتجون، ويبادلون، ويبيعون، ويشترون، وفي هذا المعنى يأتي قوله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1) وقوله تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (2).
فهذه دعوة للانتشار والمشي في الأرض، والابتغاء من فضله سبحانه، والتماس الأرزاق، في جنبات الأرض، وما وضع الله سبحانه فيها من السبل المذللة، والعطاء الواسع.
غير أن هذا الطلب الحثيث للرزق، والسعي الدءووب للكفاية، لابد أن يكون مقترنا بالتوكل واليقين على رب العالمين جل وعلا، لا أن يغتر الإنسان بكسبه، وعمله، فيطغى، أو يجحد فضله سبحانه، قال تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (3). وقال سبحانه {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (4). وقال تعالى {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (5). فالأرزاق كلها من عند الله تبارك وتعالى، لا يرزق العبادَ أحد سواه، ولذلك قال الله تعالى {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (6). فلا تُطلب الأرزاق من عند غيره.
وبهذا الإيمان والمعتقد يتحرر المؤمن من الخوف على الرزق، ويتخلص من قيود الأخذ والعطاء البشري، فيحيا مطمئناً، لا يساوره شك حول رزقه، ليس عليه سوى بذل الأسباب، والسعي الجاد، ليستعفف عن الاعتماد على الآخرين، أو سؤالهم؛ أعطوه أم منعوه.
ومن أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم:
(1) - سورة الجمعة. آية: 10
(2)
- سورة الملك. آية: 15
(3)
- سورة هود. آية: 6
(4)
- سورة النحل. آية: 114
(5)
- سورة الذاريات. آية: 22 - 23
(6)
- سورة سبأ. آية: 24