الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: لا يغلق الرهن
854 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَغْلَقُ الرَّهنُ مِن صاحبه الذي رهنَه، له غُنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ" رواه الدارقطني والحاكم ورجاله ثقات، إلا أن المحفوظ عند أبي داود وغيره إرسالُه.
رواه الدارقطني 3/ 33 والبيهقيُّ 6/ 39 والحاكم 2/ 59 كلهم من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، نا محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة بمثله مرفوعًا.
وتابع عثمانَ بن سعيد عبدُ الله بن عبد الجبار كما عند الدارقطني 3/ 33 والحاكم 2/ 60.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 429: وقد روي عن إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب ولم يسمعه إسماعيل من ابن أبي ذئب، وإنما سمعه من عباد بن كثير عن ابن أبي ذئب، وعباد بن كثير عندهم ضعيف لا يحتج به، وإسماعيل بن عياش عندهم أيضًا غير مقبول الحديث إذا حدث عن غير أهل بلده فإذا حدث عن الشاميين فحديثه مستقيم وإذا حدث عن المدنيين وغيرهم ما عدا الشاميين ففي حديثه خطأ كثير واضطراب، ولا أعلم بينهم خلافًا أنَّه ليس بشيء فيما روى عن غير أهل بلده، ثمَّ ذكر طريق إسماعيل بن عياش عن الزبيدي. ثمَّ قال: لكن أهل العلم يقولون: إنما رواه عن ابن أبي ذئب ولم يروه عن الزبيدي.
ورواه الدارقطني 3/ 33 والحاكم 2/ 60 كلاهما من طريق كدير أبي يحيى، نا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة مرفوعًا.
قلت: كدير قال الذهبي: أشار ابن عديّ إلى لينه. أهـ. وقد خولف في وصله، لهذا قال الدارقطني 3/ 33 عقب الحديث: أرسله عبد الرزاق وغيره عن معمر. أهـ.
قلت: رواه الدارقطني 3/ 33 من طريق عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . فذكره.
وتابع عبدَ الرزاق على إرساله محمدُ بن ثور كما عند البيهقي 6/ 40 وأبو داود في "المراسيل"(186).
وقال البيهقي: ورواه أبو عمرو الأوزاعي ويونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن ابن المسيّب مرسلًا. إلا أنهما جعلا قوله: له غنمُه وعليه غرمُه، من قول ابن المسيّب، والله أعلم. أهـ.
قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 3/ 279: روي مرسلًا عن سعيد عنه في هذا الإسناد وفي غيره، ورفعه صحيح، أهـ. وانتقده ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 90 و 431. وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح أحاديث التعليق" 3/ 49: قال الدارقطني: إسناده حسن متصل، وصحح اتصاله ابن عبد البر وغيره والمحفوظ إرساله. أهـ.
ورواه الشافعي "المسند"(568) فقال: أخبرنا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: . . . فذكره.
ورواه البيهقي 6/ 39 من طريق الشافعي به، وقال: كذلك رواه سفيان الثوري عن ابن أبي ذئب. . أهـ.
ورواه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 100 قال: حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، أنَّه سمع مالكًا ويونس وابن أبي ذئب يحدثون عن ابن شهاب به.
ومن هذا الوجه أخرجه مالك في "الموطأ" 3/ 728.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 425: هكذا رواه كل من روى "الموطأ" عن مالك فيما علمت إلا معن بن عيسى فإنَّه وصله فجعله عن سعيد عن أبي هريرة، ومعن ثقة إلا أني أخشى أن يكون الخطأ فيه من علي بن عبد الحميد. أهـ. ثمَّ رواه 6/ 426 من طريق معن به.
ورواه الدارقطني 3/ 32 والحاكم 2/ 58 والبيهقيُّ 6/ 39 كلهم من طريق عبد الله بن عمران العابدي، نا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال الحاكم 2/ 59: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف فيه على أصحاب الزهري. وقد تابعه مالك وابن أبي ذئب وسليمان بن أبي داود الحراني ومحمد بن الوليد الزبيدي ومعمر بن راشد على هذه الرواية. أهـ. ووافقه الذهبي.
وقال الدارقطني 3/ 32: زياد بن سعد من الحفاظ الثقات، وهذا إسناد حسن متصل. أهـ. ولما نقل البيهقي 6/ 40 قول الدارقطني تعقبه فقال: قد رواه غيره عن سفيان بن زياد مرسلًا وهو المحفوظ. أهـ.
قال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 3/ 17: عبد الله بن عمران العابدي وثقه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان. وقد رواه أبو داود في "المراسيل" من رواية مالك وابن أبي ذئب، والأوزاعي وغيرهم، عن الزهري عن سعيد بن المسيّب. ورواه جماعة من الحفاظ بالإرسال، وهو الصحيح. وأما ابن عبد البر، فقد صحح اتصاله، وكذلك عبد الحق. أهـ.
ورواه ابن ماجه (2441) قال: حدثنا محمَّد بن حميد، ثنا إبراهيم بن المختار، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يغلق الرهن" قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": في إسناده محمَّد بن حميد الرازي، وإن وثقه ابن معين في رواية، فقد ضعفه في أخرى. وضعفه أحمد والنسائيُّ والجوزجاني. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المقلوبات. وقال ابن معين كذاب. أهـ.
ورواه الدارقطني 3/ 33 فقال: حدثنا إبراهيم بن أحمد القِرْميسينيُّ، نا يحيى بن أبي طالب بطرسوس، نا عبد الله بن نصر الأصم، نا شبابة، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَغْلَقُ الرهنُ، والرهنُ لمن رهنه، له غنمُه وعليه غرمُه".
ورواه ابن عديّ في "الكامل" 4/ 231 فقال: ثنا عبد العزيز بن سليمان والفضل بن سليمان الأنطاكيان قالا: ثنا عبد الله بن نصر به.
قلت: عبد الله بن نصر الأصم منكر الحديث كما في "لسان الميزان" 3/ 452، لهذا قال ابن عديّ في "الكامل" 4/ 231: وهذا الحديث قد أوصله، عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة جماعة - وليس هذا موضعه فأذكره - وأما عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة لا أعرفه إلا من رواية عبد الله بن نصر، عن شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري. أهـ.
وبه أعل الحديث ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 90.
ولهذا قال الذهبي في "تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" 2/ 107: الأصم ليس بعمدة. أهـ.
ولما ذكر الألباني رحمه الله هذا السند قال في "الإرواء" 5/ 240: فزاد في السند "أبا سلمة" وهي زيادة منكرة، ومتابعة واهية؛ لأن الأصم هذا منكر الحديث كما قال الذهبي. أهـ.
ثمَّ قال الألباني أيضًا: وقد تحرف اسمه على ابن حزم أو غيره ممن فوقه إلى اسم آخر، وقوى الحديث بسبب ذلك، توهمًا منه أن هذا الغير ثقة، وليس كذلك، فوجب بيانه، لا سيما وقد اغتر به بعض الحفاظ، وهو عبد الحق الإشبيلي. أهـ. ثمَّ نقل قول الحافظ ابن حجر. فقد قال في "التلخيص الحبير" 3/ 42 - 43: وروى ابن حزم من طريق قاسم بن أصبغ، نا محمَّد بن إبراهيم، نا يحيى بن أبي طالب الأنطاكي وغيره من أهل الثقة، نا نصر بن عاصم
الأنطاكي، نا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: . . . قال ابن حزم: هذا سند حسن. قلت -أي الحافظ ابن حجر-: أخرجه الدارقطني من طريق عبد الله بن نصر الأصم الأنطاكي، عن شبابة به، وصححها عبد الحق، وعبد الله بن نصر له أحاديث منكرة ذكرها ابن عديّ، وظهر أن قوله في رواية ابن حزم: نصر بن عاصم؛ تصحيف، وإنما هو عبد الله بن نصر الأصم، وسقط عبد الله، وحرف الأصم بعاصم. أهـ.
ولما نقل الألباني رحمه الله في "الإرواء" 5/ 241 قول عبد الحق، تعقبه فقال: أقول: أما هذا الإسناد، فلا يصح لما عرفت من التصحيف والتحريف على أن نصر بن عاصم - لو كان له وجود في السند - ليس بالثقة، فقد ذكره العقيلي في "الضعفاء" وابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. أهـ.
وأطال ابن الملقن في "البدر المنير" 6/ 633 - 638 في مناقشة علل الحديث.
وسئل الدارقطني في "العلل" 9 / رقم (1694) عن حديث ابن المسيّب عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغلق الرهن. . ." فقال: يرويه الزهري. واختلف عنه، فرواه زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قاله ابن عيينة عنه، من رواية عبد الله بن عمران العابدي عن ابن عيينة. وتابعه ابن أبي ذئب. واختلف عنه، فرواه عبد الحميد بن سليمان أخو فليح عن ابن أبي ذئب عن الزهري
عن سعيد عن أبي هريرة. وتابعه عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني وإسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب من رواية أبي المغيرة وعثمان بن سعيد عن إسماعيل. وقال المعافي بن عمران الظهري عن إسماعيل بن عياش، عن عباد بن كثير، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة. وقال عبد الله بن عبد الجبار عن ابن عياش، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال عبد الله بن نصر الأنطاكي: عن شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال وهيب وعبد الله بن نمير وأحمد بن يونس عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. واختلف عن مالك بن أنس. فروى مجاهد بن موسى، عن معن، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة. وتابعه محمَّد بن كثير المصيصي عن مالك، من رواية أحمد بن بكر البالسي عنه، وتابعه يحيى بن أبي قتيلة عن مالك، من رواية النضر بن سلمة. وأما القعنبي وأصحاب "الموطأ" فرووه عن مالك عن الزهري عن سعيد مرسلًا وهو الصواب عن مالك، ورواه معمر وعقيل بن خالد والأوزاعي عن الزهري عن سعيد مرسلًا. وكذلك روي عن ابن عيينة عن الزهري عن سعيد وهو الصواب. أهـ.
قلت: مما سبق يتبين أن الحديث اختلف في وصله وإرساله. قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 3/ 42 صحح أبو داود والبزار والدارقطني وابن القطان إرساله، وله طرق في الدارقطني والبيهقي كلها ضعيفة، وصحح ابن عبد البر وعبد الحق وصله أهـ.