الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تشمل على العقل، كاشتمال الشملة. ومن قم قيل: خمر لمخامرته العقل، أو لتخمره إياه. والشملة: الناقة السريعة، مأخوذة من الريح الشمال، تشبيهًا بها في السرعة. وقول الشاعر:[من الكامل]
826 -
ولتعرفن خلائقًا مشمولةً
…
ولتندمن، ولات ساعة مندم
قيل: مشمولةً طيبةً، كأنما هبت عليها الشمال. وتجمع على شمالاتٍ، وهو شاذ. وأنشدوا: من [مجزوء الرمل]
827 -
ربما أوفيت في علمٍ
…
ترفعن ثوبي شمالات
فصل الشين والنون
ش ن أ:
قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 3]. الشانئ: المبغض. والأبتر: هو الذي لا عقب له. وكان كفار قريشٍ يقولون: إن محمدًا لا عقب له، فإذا مات انقطع ذكره. فرد الله تلك المقالة الشنعاء بأحسن كلام. ثم إنه جعل الخلق كلهم أولاده وأتباعه ومنسوبين إليه. وفي بعض القراءات:{وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] وهو أب لهم. ولا تنافي بين هذا وبين قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحدٍ} [الحزاب: 40] لأن المراد هنا الأبوة الحقيقية المتصورة بها الولادة. ويقال: شنأه يشنؤه شنأ وشنآنا، وله مصادر كثيرة بينتها في «الدر» وغيره. وقد قرئ:{شنآن قومٍ} [المائدة: 2] بفتح النون وسكونها، وهما مصدران. وقال بعضهم: من سكن أراد بغيض قومٍ، ومن ثقل
جعله مصدرًا. قلت: إنما قال ذلك لأن {شنآن} بالسكون ليس عندهم مصدرًا بل صفة. وقد قرأ بذلك عاصم وتجرأ عليه بعض الناس، فلا ينبغي له ذلك. قال ابن الأنباري قد أنكر هذا رجل من أهل البصرة يعرف بأبي حاتمٍ السجستاني معه تعد شديد وإقدام على الطعن في السلف. فحكيت ذلك لأحمد بن يحيى فقال: هذا من ضيق عطنه وقلة معرفته، أما سمعت قول ذي الرمة:[من الطويل]
828 -
فأقسم لا أدري أحولان عبرةٍ
…
تجود بها العينان أحرى أم الصبر؟
قال: قلت: وإن كان مصدرًا ففيه الواو. فقال: فقد قالوا: وشكان ذا إهالةً. قلت: يعنون أن المصدر حقه أن يجيء مفتوح العين كالصوفان والنزوان والجولان. والصفة مسكنتها نحو غضبان وعطشان وسكران. فاستدل ثعلب بالبيت والشاهد. ومنه قوله: «أجولان» فسكن عينه مع كونه مصدرًا. فاعترض أبو بكرٍ بأن فيه الواو، يعني فقد يكون السكون لأجل حرف العلة. فأجابه بأنه قد سكن بعض الأسماء، وإن لم يكن عينه واوًا، نحو: وشكان في المثالين المذكورين. وهذه الآية قد حققتها بدلائلها في «الدر المصون» و «العقد النضيد» ، فعليك بالالتفات إليها فيهما.
وتقول العرب: مشنوء من يشنؤك، أي مبغض من! يبغضك، وأزد شنوءة من ذلك. وفي حديث عائشة رضي الله عنها:«عليكم بالمشنيئة النافعة التلبينة» . قال الهروي: يعني الحساء. وقولها «التلبين» تفسير لها، وهي مفعولة من شنئت. قلت: كيف تكون مفعولةً من شنئت؟ إذ لو كان كذلك لوجب أن يقال فيها مشنوءة مشروبة، لأن أحرفها صحيحة الهم إلا أن يقال: الهمزة تجري مجرى حروف العلة كثيرًا. وقال الرياشي: سألت الأصمعي عنها فقال: البغيضة.