الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل السين والياء
س ي ب:
قوله تعالى: {ولا سائبةٍ} [المائدة: 103]. السائبة: هي الناقة التي تنتج خمسة أبطنٍ، فتترك فلا تركب ولا يحمل عليها ولا ترد من ماءٍ ولا مرعى. وقيل: هي الناقة التي يقول ربها: إن قدمت سالمًا من سفري أو شفيت من مرضي فناقتي سائبةٌ. فلا ينتفع بها ولا ترد عن ماءٍ ولا علفٍ. ويعتقون العبد ويقولون: هو سائبةٌ: فلا يعقل أحدهما الآخر ولا يرثه. وقيل: يكون ولاؤه لمعتقه، ويضع ماله حيث يشاء وأصله من تسييب الدواب، وهو انبعاثها. يقال: سابت الحية تسيب، وانسابت تنساب انسيابًا. وسابت الدابة تسيب سيوبًا، وساب الماء: جرى، والمصدر: السيب، ويعبر به عن العطاء فيقال: أفاض عليه سيبه، أي رزقه، وذلك على الاستعارة. وفي الحديث:«وفي السيوب الخمس» قال أبو عبيد: السيوب: الركاز. ولا أراه أخذ إلا من السيب، وهو العطية. وفي الحديث:«لو سألتنا سيابةً أعطيناكها» ؛ السيابة: البلحة، والجمع سيابٌ. ومنه سمي الرجل سيابة.
س ي ح:
قوله تعالى: {السائحون} [التوبة: 112] السياحة: الذهاب في الأرض. وأصله من: ساح الماء يسيح: إذا جرى وانبسط من غير نهاية ولا حد. وقيل: «السياحة في هذه الأمة الصوم» ووجه ذلك كما قال الراغب: الصوم ضربان؛ حسي وهو ترك المطعم والمنكح. وحكمي وهو حفظ الجوارح من المعاصي كالسمع والبصر
واللسان. والسائح: هو الذي يصوم هذا الصوم دون الأول. وقال غيره: وجه ذلك أن الذي يسيح في الأرض متعبدًا يسيح ولا زاد له، فحين يجد يطعم. والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئًا، فشبه به. وإلى هذا نحا الهروي.
وقيل: المعنى بالسائحين: الذين يتحرون ما اقتضاه قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها} [الحج: 46].
والساحة: المكان الواسع، ومنه ساحة الدار؛ قال تعالى:{فإذا نزل بساحتهم} [الصافات: 177] أي بدارهم ومستقرهم. والسائح: الماء الدائم الجرية في الساحة. وساح فلانٌ: مر مرور الماء السائح. ويقال: سايحٌ وسياحٌ.
س ي ر:
قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض} [يوسف: 109] السير: المضي في الأرض. قال تعالى: {وسار بأهله} [القصص: 29] أي مضى. قال الراغب: يقال: سرت بفلانٍ وسيرته على التكثير. ومن الأول: {قل سيروا في الأرض} [الأنعام: 11]. ومن الثاني: {وسار بأهله} [القصص: 29] ولم يجيء في القرآن القسم الثالث. ومن الرابع: {وسيرت الجبال} [النبأ: 20]، وقوله:{أفلم يسيروا في الأرض} . قيل: هو حث على السير بالجسم. وقيل: هو حث على إجالة الفكر ومراعاة أحواله. ويؤيده الحديث في وصف الأولياء: «أبدانهم في الأرض سائرةٌ وقلوبهم في الملكوت جائلةٌ» . ومنهم من حمله على الاجتهاد في العبادة الموصلة إلى نيل الثواب الأخروي. وعليه حمل قوله عليه الصلاة والسلام: «سافروا تغنموا» .
قوله: {سنعيدها سيرتها الأولى} [طه: 21] أي حالتها: والسيرة: الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره غريزة كانت أو اكتسابًا. فالمعنى: إلى حالها التي كانت عليه من العودية والحسية. والتسيير ضربان: تسخيرٌ، كقوله:{وسيرت الجبال} واختيارٌ،
كقوله: {هو الذي يسيركم} [يونس: 22].
والسيرة: الطريقة المسلوكة. وتستعار للمذهب أيضًا، ومنه قولهم: هم على سيرةٍ واحدةٍ، أي على طريقةٍ.
س ي ل:
السيلان: جريان الماء. ومنه قوله تعالى: {وأسلنا له عين القطر} [سبأ: 12] أي أذبناه حتى سال سيلان المائعات. وقرئ: {سال سايل} [المعارج: 1] فقيل: هو واد يسيل عليهم بأنواع العذاب. يقال: سال يسيل سيلانًا. وقيل: هو من السؤال، وأبدلت الهمزة ألفًا. وأنشد:[من البسيط]
777 -
سالت هذيلٌ رسول الله فاحشةً
…
ضلت هذيلٌ بما سالت ولم تصب
والسيل: اسمٌ للماء الآتي من حيث لا يحتسب، ويقال له الأتي. وأصله مصدرٌ أطلق على السايل. والسيلان: الممتد من الحديد الداخل في النصاب. وفي صفته عليه الصلاة والسلام: «سائل الأطراف» أي ممتدها. ويروى سائنٌ بالنون، وهما بمعنى، مثل جبريل وجبرين وعزيل وعزين.
س ي ن:
قوله: {طور سيناء} [المؤمنون: 20] قرئ في المتواتر بكسر السين وفتحها، وهم لغتان في اسم جبلٍ. قيل: الكسر لغة كنانة والفتح لغة غيرهم. ووجه الفتح أن يكون وزنه فعلاء كحمراء. ووزنه على الكسر فيعال؛ فهمزته منقلبةٌ عن زائد محلق بالأصل جعلوها كعلياء، لأنهم ليس في لغتهم فعلاء بكسر الفاء وألفه للتأنيث. وقيل: اللفظة
أعجميةٌ فنطقت بها العرب كيف شاءت على عادتها في تلاعبها بالأعجمية. ففتحوا سينها تارةً وكسروها أخرى. فالمنع من الصرف حينئذ للعلمية والعجمية الشخصية. وقيل بل مركب تركيب مزجٍ كبعلبك ولنا فيه كلامٌ أوسع من هذا في «الدار» و «العقد» وغيرهما. فعليك بالالتفات إلى ذلك.
وقوله تعالى: {يس والقرآن الحكيم} [يس: 1 و 2] فقيل: هما حرف تهيجٍ كـ «طه» [طه: 1] وهو الظاهر. وقيل: يا للنداء، وسين منادى. وقيل: هو اسمٌ من أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والظاهر الأول. كقوله: {حم عسق} [الشورى: 1 و 2]{طس} [النمل: 1]{طسم} [الشعراء: 1] في سورها. فالسين في هذه حروف تهج كسابقه.