الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه وجهان.
وصمم في الأمر: مضي فيه. ومنه: الصمة للشجاع، لأنه يصمم علي الإقدام.
وقيل: لأنه يصم علي الإقدام. وقيل: لأنه يصم بالضربة. ودريد بن الصمة. وضربةٌ صماء، أي تصم من تقع به، أي ذات صممٍ. وقيل: ماضيةٌ. والصمان: أرضٌ غليظةٌ.
وعنه روي رجلٌ من بني العنبر بجملة الأصهب. وستأتي حكايته مستوفاةٌ في باب لحن القول إن شاء الله تعالي.
فصل الصاد والنون
.
ص ن ع:
قوله تعالي: {صنع الله} [النمل: 88] أي صنعته وخلقه. والصنع: إجادة الفعل، فكل صنعٍ فعلٌ وليس كل فعلٍ صنعًا. ولا يجوز نسبته إلي الحيوانات غير الآدميين ولا إلي الجمادات. وإن كان الفعل ينسب إليها تقول: فعل الحمار كذا، وفعل الحجر كذا، ولا تقول: صنعا. ولا يقال: صنعٌ إلا للحاذق المجيد. وامرأةٌ صناعٌ: تتقن ما تعمله، ضد الخرقاء. وقالت عاتكة بنت عبد المطلب:((إني صناعٌ فلا أعلم وحصانٌ فلا أتكلم)).
والصنيعة: ما اصطنعته من خير. وكني بالمصانعة عن الرشوة. قوله: {واصطنعتك لنفسي} [طه: 41]. قيل: الاصطناع: البالغة في إصلاح الشيء. قوله: {ولتنصع علي عيني} [طه: 39] كنايةٌ عن تربيته إلي أن شب وبلغ أشده، وجعله بمنزلة الشيء المصنوع بمرتقاه ممن يصطنعه. فقوله:{علي عيني} ، أي علي حفظي لك وكلاءتي إياك، أي بمرأى مني ومسمعٍ، كقوله:{إنني معكما أسمع وأري} [طه: 46] أي أحفظكما، وإلا فالباري تعالي يسمع ويري مع كل أحد. وعن بعض الحكماء: أن الله
تعالى إذا أحب عبدًا تفقده كما يتفقد الصديق صديقه.
قوله: {وتتخذون مصانع} [الشعراء: 129] قيل: هي مجاري الماء. وقيل: الأصناع، وأحدهما صنعٌ وقيل: المصانع: ما شيد من القصور وزخرف من الدور. والكل مراد، فإن القوم فعلوا كل ذلك. وفي الحديث:((اصطنع رسول الله صلي الله عليه وسلم خاتمًا)) سأل أن يصنع له. والصنيعة: الإحسان، ومنه قيل: الصنيعة تذهب القطيعة. وقال الشاعر: [من الطويل].
901 -
وإن امرؤ أسدي إلي صنيعةً
…
وذكرنيها مرةً لبخيل.
قوله تعالي: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم: 35] جمع صنم وهو الجثة المتخذة من خشبٍ أو حجرٍ أو نحاسٍ، فتعبد متقربًا بها إلي الله تعالي. وقيل: كل ما عبد من دون الله فهو صنمٌ. وقيل: بل كل ما شغل عن الله، حتى قال بعض الحكماء: معلومٌ أن خليل الرحمن كان يعلم من الله مع تحققه بمعرفته واطلاعه علي حكمته لم يكن ممن يخاف أن يعود إلي عبادة الأصنام، فكأنه قال: اجنبني عما يشغلني عنك ويصرف وجهي إليه. قال ابن عرفة: كل ما اتخذ وله صورةٌ فهو صنمٌ، وإن لم يكن له صورةٌ فهو وثنٌ، وسيأتي إن شاء الله تعالي.
ص ن و:
قوله تعالي: {صنوانٌ وغير صنوانٍ} [الرعد: 4] وهو أن يكون الأصل واحدًا وتتفرع منه النخلتان والثلاث فأكثر. وقيل: هو الغصن الخارج من أصل شجرةٍ. يقال: هما صنوا دوحةٍ. والظاهر اختصاص ذلك بالنخل والبقل. وفي الحديث: ((عم الرجل صنوا أبيه)) أي أن أصلهما واحدٌ. ومنه ((العباس صنوا أبي)) ويستوي المثنى والجمع